كتاب الاثر الخالد في الولد والوالد ::: 181 ـ 190
(181)
الكمال ، وأصبح كالشمس في رائعة النهار، وكالقمر تحفّه النجوم والكواكب من طلاب الفضيلة ورواد العلم والكرامة والشرف فكان مورداُ سائغاً للطلاب وعشاق الفضيلة والعلم والمعرفة ، وله المكانة الساميّة في الحوزات العلميّة سواء في النجف الأشرف أو المشهد المقدس أو قم الثائرة.
     وهكذا كانت آثار المجد والعظمة والخلود ، ترافق فقيدنا الراحل في جميع أدرار حياته، وبزغ نوره في الجماهير والأوساط العلميّة بعدما تحلّى بالصفات الحميدة هذّب نفسه وكسب والعلم ليعمل به أولاً، ثم الناس ثانياً ، ويهديهم الصراط المستقيم.
     وسيبقى خالداً مع الايام بعلمه النابظ المفعم بالحيوية والأخلاص.
     وقد ألّف في حياته المباركة اكثر من ( 40 ) مؤلفا ، تتجلّى فيه المفاهيم الاسلامية الغزيرة ، وسعة اطلاعه وجمال اسلوبه وحلاوة تعبيره ، وستبقى المكتبة الاسلامية تضم بين أحضانها ما فاض من يراعه السيّال ، فهو يؤلف ويعمق الخط الاسلامي الأصيل ويستعرض المعارف والأصول الاسلامية في بيان سلس وتعبير جميل.
     ولأن كانت مؤلفاته القيّمة وبحوثه الثمية تمثل جانباً من جوانب جهاده في الاسلام العظيم ، وان لهذه المؤلفات فضلها


(182)
على المكتبة الاسلامية وتيار الفكر الأسلامي ، والأوساط العلميّة والجماهير المسلمة.
ف ـ في مجال الفقه طبع من مرلفاته :
     1 ـ زكوة الفطرة
     2 ـ مخطط كتاب الارث
وفي علم الكلام :
     3 ـ الأصول الثلاثة
     4 ـ محاضرات في اصول الدين
وفي اصول الفقه :
     5 ـ دروس وحلول في شرح كفاية الأصول ، عشرة أجزاء جزء ان قد طبعا.
     6 ـ لباب معالم الدين
وفي التربية والأخلاق والتوجيه الأسلامي :
     7 ـ العمل الجهادي ، وهو اوّل ماطبع من تأليفاته
     8 ـ الفارق
     9 ـ الكلمة الطيبة
     10 ـ إختر لنفسك
     11 ـ العفاف علي مذبح التبرج
     12 ـ الرافد
كما ان للعلامة العلوي دور رفيع في ( الشعر ) بقسميه القريض


(183)
والشعبي بلغتين العربي والفارسي ، فقد نظم ف مختلف المناسبات والذكريات سيما مراثي أهل البيت عليهم السلام ورثاء ملحمة الطف واقعة كربلاء ، ومصائب سيد الشهداء وأهل بيته الأطهار عليهم السلام ، وقد طبع من أشعارة :
     13 ـ ديوان العلوي الجزء الاول والثالث واليكم قطعة شعرية من ديوانه الخالد :
حارالحجا من ينصرالاسلاما من ذا يضحي بالنفيس ونفس من اذ يكون طبيب امته ومن صعب العلاج أما ترى من ضامن كم نحمل الا رزاء في الدنيا وكم الله اكبر من رأينا أمة الداء داء الجهل اين دوائه من للعقيدة يرفع الاعلاما كي يحفظ القرآن والاحكاما يأتي يداوي الجرح كي يلتاما يشفي الغليل ويبرء الأسقاما نرجوا الزمان ونرتجي الأياما صبرت ومنه تحملت آثاما قد دام فينا داؤنا قد داما
*      *      *
الطب دين محمد وعلومه والواصفون هم الذين تبينوا علماء دين الله حفاظ لما والوصفة القرآن خده مراما سرّ الشفاء وحققوا الأحلاما قد جاء فيه:مبد دوالأوهامت
     وقد طبع من تألفاته القيمة باللغة الفارسيّة ، حاوياً تعاليم الأسلام القرآن الكريم :
     14 ـ ياد آوري


( 184)
     15 ـ رستگاران
     16 ـ سودگران
     17 ـ پيگ رحمت
     18 ـ باء بسملة
     19 ـ تربيت ازنظر قرآن وعترت
     20 ـ پاسخ أنديشه هاي جوانان 1و2
     21 ـ كتابخانه
     22 ـ رهنماي قرآن كريم
وأما المخطوطات سوف تطبع انشاء الله تعالى في المسبقبل فمنها كما يلي :

     23 ـ الأثر الخالد في الولد والوالد
     24 ـ الجنسان
     25 ـ تفسير الأمام الصادق عليه السلام عدّة أجزاء
     26 ـ دروس وحلول من الثالث حتى العاشر
     27 ـ ديوان العلوي ( الجزء الثاني ) شعر شعبي
     28 ـ مقتطفات العلوي شعر قريض
     29 ـ دلبند نفس شعر فارسي
     30 ـ أشگ وآه شعر فارسي
     31 ـ نداى آسمان
     32 ـ سخنان ماه مبارك رمضان


(185)
     33 ـ منتخب حوادث الأيّام في الأسلام
     34 ـ الرافد من الثاني فما فوق
     35 ـ الخير والسعادة
وغير ذلك من المؤلفات القيمة التي لها الأثر البالغ في الهام الشباب المسلم طريق العمل ومنهج البناء السليم.
     فكرّس حياته لخدمة الاسلام ، متعلّماُ وعالماً ، عاملاً ، وكان خير مثال يحتذى به في التقوى والأخلاص والعلم والعمل.
     لقد كان عالي اهمة صادق العزيمة واسع الأطلاع ثابت البيان.
     تنظر اليه فترى وجهه سمة الوقار ، ويذكرك الله ريته ، ويزيد في علمك منطقه ، ويرغبك في الآخرة عمله ، ثم أرجع البصر كرة ثانية فترى عليه مسحة الصالحين وهيبه المتقين وصمود المجاهدين وملامح المؤمنين.
     ففقيدنا الراحل الى جوار رحمة ربّه الكريم ، لم يكتف بالدعوة الى الأسلام بالكمة والعلم فقط وانّما تعدّاها الى العمل والتطبيق ، فكانت له مشاريع خيريّة قيّمة من محافل اسلامية ومواكب حسينيّة ومساجد يذكر فيها اسم الله ، وكتب توجيهيّة ونصال وكفاح لأجل المستضعفين والمحرومين ، ولأجل حكومة الأسلام واعادة مجد المسلمين وتراثهم العظيم.
     رحمك الله يا ابا وانا لفقد انك لمحزنون وقد خسرت


(186)
الأمة وجودك المبارك لاسيما في مثل هذه الأيام الحاسمة حيث الناس أحوج الى العالم المصلح المجاهد المخلص ، اكثر من كل شيء ، فقد انك جسماً ولكن معك يا أبا عادل على نهجك ودربك ، درب الاسلام والتضحية والفداء ، ولا نقول في عزائنا وعظم المصاب وجلل الرزء الاّ ما يرضى ربناّ
     (( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) « القرآن الكريم ».
     ونتحوقل ونسترجع نحمد الله تعالى ، ان أمدَّ في عمرك الزاهي بمواقف اسلامية وائعه، موقف المعتز بربه والواثق من نصره ، ومضت حياتك الرساليه على صورة تموج بالكفاح المستمر والنشاط الدائم ، فلم تتمهل ولم ببوقف عن الجهاد وطلب العلم والعمل به ، وانك قل الحق وعملت ولم تبال بالوعد والوعيد ولم تثني عزيمتك الالهية أسباب الأغراء والتهديد عما اعتقدت به ، بل كالجبل الأشك والتحر الهادئ والنسيم العليل والمنهل العذب.
     وسنستمد من حياتك البطولية العلميّة والعمليّة وهي لنا نبراس وضاء تنير دروب النضال والجهاد ، ومعالم على الطريق الصائب والصراط المستقيم.
     انّ الجيل المؤمن في أرض الاسلام في عراقنا الجريح


(187)
وايراننا المسلمة وكل مكان يذكرون مواقفك التى عزّ على الظالمين والحاسدين امتثالها.
     وماذا أقول ياأبتاه : وقد تركت ورائك سيرة تذكر الناس بربّهم وتفاديهم لمبدئهم وعقيدتهم ورسالتهم الاسلاميّة.
     فهنيئاً لك لقائك ربك الكريم في جنّات عرضها السموات والأرض عند مليك مقتدر وفزت فوزاً عظيماً ، ولكن أسفا لفقدك منّا.
فانا لله وانا راجعون
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
ان كان في القلب اسلام وايمان


(188)
حياته السياسيّة والثوريّة :
التأريخ يشهد أنّ علمائنا الأعلام هم قارعي الطغاة والجبابرة ، ومفنّدي خطط الأستعمار ومظاهره الفاتنة في البلاد الأسلاميّة.
     كانوا السبّاقين لصد الهجوم الكافر على الدين والغزو الأستعماري بشتي أساليبه ، من السياسة والأقتصاد والثقافة والحضارة الفارغة.
     فهم الدرع الحصين لوقاية الأسلام والمسلمين من الأنحراف والفساد والأنحطاط.
     وفقيدنا المتفاني في سبيل الله ودينه القويم والأمة الأسلاميّة العظيمة ، منذ بلوغ الحلم كان منتفراُ من الظلم والجور ـ حتى كني بأبي عادل وسمى ولده الأكبر عادل حباً للعداله ـ فشاعراُ وخطيب وعالماً كتلة متفجرة ضّد الأنظمة الفاسدة في مدي حيات ته في العراق الجرح النازف وايران الثورة الأسلاميّة.
     فكان يرى السياسة من الأسلام والأسلام من السياسة ، اذ السياسة ليست منفصلة عن الأسلام بل هي منة واليه.
     فحياته سياسة وثورة ، ثورة على الطغاة والمستكبرين والمترفين ، ثورة على الأستعمار والأمبرياليّة والصهيونيّة العالميّة.
     ثورة على الفساد والظلم والجور والفحشاء والمنكر ، وصفحات حياته المشرقة تشهد بذلك ، واليكم لقطات من محاربته الطغاة


(189)
وحكام الجور :
     عام 1382 ه ـ في صحن الكاظميّن عليهما السلام في العراق ليلة السابع من محرم ، صعد المنبر شاعراً وخطيباً ، يفند فيها زيف النظام القاسمي ويحاكم الدكتاتور عبد الكريم قاسم في قضيدة شعبيّة مطلعها ( أنظرِ الأوَضاع واحْكم بِالعِدلِ بيه ، لا تخبط الميّ العكر، أنظر الأوضاع وأحكم بالعدل بيه ) وكانت للقصيدة الأثر البالغ في الجماهير المحتشدة في الصحن الشريف فأشعل فتيلة الثورة ضّد النظام القاسيي فأعتقلته السلطات ـ آنذاك ـ أربعة أشهر فحكم عليه بالأعدام ، فأبرق آيه الله العظمى المرجع الأعلى الأمام السيد محسن الحكيم قدس سره بأنّ ( السيد العلوي جزء من كياننا يصيبنا ما أصابه ) فأفرج عنه خوفاً من الأنتفاضه الشعبيّة الأسلامية بعدما دسوّا السمّ في مأكله ولكن شاء الله أن يبقى حيّاً ، لخدمة الأمة الأسلاميّة وترويج دين الأسلام الحنيف.
     وفي زمن النظام العرفي أخذ يحارب عبد السلام عارف وطائفيته المشؤومه وصعد المنبر في الجامع الهاشمي في الكاظميّة المقدسة ، وألقى على المسامع الواعيّة قصيدته الثائرة في مطلع ( الطائفيّة فرقة وشرور ... ) ثمّ أخذ يحاكم عبد السلام هاتفاُ صارخاً :
قف كي نحاسب في جدٍ ونحتكما الى متى ننبذ الأخلاق والذمما


(190)
وعند النظام العفلقي العفن حاربهم بقلمه البتّار ، وبيانه الصارم ، حارب جلاوزة البعث والطغمة التكريتيّة ، ولا يبالي بالموت وقع عليه أم وقع على الموت ولاتأخذه في الله لومة لائم ...
     ولكن عام 1391 هجري هجّر مع عائلته الى ايران انتثاماً منه لما أبداه من بطولة وصمود وشجاعة وجهاد ، حتى قال في حقه الأمام الحكيم قدس سره ( انك البطل المجاهد ) وكفى ...
     وبعد تهجيره سكن وأستوطن مدينة العلم والثورة والغداء قم المقدسة وأخذ يحارب النظام البهلوي المقبور.
     فلم يغب عن ذهن المجاهد العلامة العلوي طاب رمسه أن يواكب ويتعايش مع الجمهور الأسلامية بقياده الأمام الخميني العظيم.
     فمعهم في شوارع النضال والمظاهرات المليونيّة ومعهم على صندوق الأنتخابات المتعددّة في أدوار حاسمة ، ومعهم في التضحية والفداء ، وفي كل شيء ، إذ يرى ذلك من أهم مسؤولياته الشرعيّة ، وكان يعشق الامام الخميني ويقدسه فمارأه على لوحة أوشاشة التلفزيون أو لقاء سعيد ، الاّ وخاطبه بشغف ولهفة ( روحي فداك ايها الأمام الحبيب ).
     فكرّس حياته للثورة الأسلاميّة وحكومة الأسلام التى كانت أمنيته الوحيدة في الحياة ، سواء في العراق المضطهد او ايران
الاثر الخالد في الولد والوالد ::: فهرس