ويمر يده على عينها ووجهها، (أو يكتبها)(1) ويمر الكتابة عليها بإخلاص نيته .
الفصل الثالث والعشرون : فيما نذكره من الدعاء الفاضل إذا أشرف على بلد أو قرية أو بعض المنازل .
الفصل الرابع والعشرون : فيما نذكره من اختيار مواضع النزول ، وما يفتح علينا من المعقول والمنقول .
الفصل الخامس والعشرون : فيما نذكره من أن اختيار المنازل منها ما يعرف صوابه بالنظر الظاهر، ومنها ما يعرفه الله - جل جلاله - لمن شاء بنوره الباهر.

الباب العاشر:
فيما نذكره مما نقول عند النزول من المروي المنقول ، وما يفتح علينا من زيادة في القبول ، وما يتحصن به من المخوفات من الدعوات ، وفيه فصول :
الفصل الأول : فيما نذكره مما يقول إذا نزل ببعض المنازل .
الفصل الثاني : فيما نذكره من زيادة الاستظهار للظفر بالمسار ودفع الأخطار.
الفصل الثالث : فيما نذكره من الأدعية المنقولات ، لدفع محذورات مسميات .
الفصل الرابع : فيما نذكره مما يحفظه الله - جل جلاله - به إذا أراد النوم في منازل أسفاره .
الفصل الخامس : فيما نذكره مما يقوله المسافر لزوال وحشته ، والأمان عند نومه من مضرته .
الفصل السادس : فيما نذكره من زيادة السعادة والسلامة بما يقوله عند النوم في سفره ليظفر بالعناية التامة.
الفصل السابع : فيما نذكره مما كان رسول الله - صلى الله عليه واله - يقوله إذا غزا أو سافر فأدركه الليل .
الفصل الثامن : فيما نذكره إذا استيقظ من نومه .
الفصل التاسع : فيما نذكره مما يقوله ويفعله عند رحيله من المنزل الأول .
____________
(1) ليس في « د» و «ش»، وفي «ط»: أو يكتب ، وما أثبتناه من المطبوعة .

( 28)
الفصل العاشر: فيما نذكره في وداع المنزل الأول من الإنشاء.
الفصل الحادي عشر: فيما نذكره من وداع الأرض التي عبدنا الله - جل جلاله - عند النزول عليها في المنزل الأول .
الفصل الثاني عشر: فيما نذكره من القول عند ركوب الدواب من المنزل الثاني عوضاً عما ذكرناه في أوائل الكتاب .

الباب الحادي عشر:
فيما نذكره من دواء لبعض جوارح الانسان ، فيما يعرض في السفر من سقم للأبدان ، وفيه كتاب (برء ساعة) لابن زكريا واضح البيان .

الباب الثاني عشر:
فيما جربناه واقترن بالقبول ، وفيه عدة فصول :

الفصل الأول : فيما جربناه لزوال الحمىّ، فوجدناه كما رويناه .
الفصل الثاني : في عوذة جرّبناها لسائر(1) الأمراض فتزول بقدرة الله - جل جلاله - الذي لا يخيب لديه المأمول .
الفصل الثالث : فيما نذكره لزوال الأسقام ، وجربناه فبلغنا به نهايات المرام.
الفصل الرابع: فيما نذكره من الاستشفاء بالعسل والماء.
الفصل الخامس : فيما جربناه -أيضاً- وبلغنا به ما تمنيناه .

الباب الثالث عشر:
فيما نذكره من كتاب صنفه قسطا بن لوقا لأبي محمد الحسن بن مخلد، في تدبير الأبدان في السفر من المرض والخطر، ننقله بلفظ مصنفه وإضافته إليه ، أداء للأمانة وتوفر الشكر عليه .
ذكر تفصيل ما قدمناه وأجملناه من الأبواب والفصول .
____________
(1) في « ش » : لزوال سائر.

( 29 )
الباب الأول :
فيما نذكره من كيفية العزم والنية للأسفار، وما يحتاج إليه قبل الخروج من المسكن والدار، وفيه فصول :

الفصل الأول : فيما نذكره من عزم الانسان ونيته لسفره على اختلاف إرادته .
إعلم : أن العقل والنقل والفصل كشف أن المتشرف بالتكليف لا يخلو من إحاطة علم الله - جل جلاله - به ، وأنه كالأسير في قبضته ، والمشمول باتصال نعمته، باستمرار وجوده وحياته وعافيته ، والمأمور بحفظ حرمة مقدس حضرته ، ولزوم الأدب لعظيم هيبته ، فكما أن الانسان إذا حضر بين يدي سلطان عظيم الشأن ، عميم الإحسان، وتقيدت إرادته وحركاته وسكناته بلزوم الأدب مع ذلك السلطان ، حيث هو في حضرته، ولا يكون معذورا إذا وقع منه شيء مخالف لإرادته ، ولا تهوين بحفظ حرمته ، فكذا ينبغي أن يكون العبد مع الله - جل جلاله - بل أعظم وأعظم وأعظم ، لأجل التفاوت العظيم بين الله - جل جلاله - رب الأرباب ومالك الأسباب ، وبين سلطان خلق من تراب ، ومن طين وماء مهين يؤول أمره إلى الخراب والفناء والذهاب .
فيكون سفر الإنسان لا يخلو عن امتثاله لأجل الله - جل جلاله - في أسفاره ، ويتخذه حامياً وخفيراً(1) في ساعات ليله ونهاره ، ولا أرى له أن يعزل الله - جل جلاله - عن ولايته عليه ، ويعتزل هو بنفسه عن الأدب بين يديه ، ويجعل الطبع أو الشهوات هي الولاة عليه - جل جلاله - وهذا مما أعتقد أن الإنسان يخاطر به مع مالك دنياه واخراه ، ويخرج عن حماه ، ويصير ضائعاً متلفاً بذلك لنفسه ولجميع ما وهبه وأعطاه .
ومتى اعتبر الإنسان آداب المنقول والأدعية والأوامر عن الله - جل جلاله - والرسول ، رأى أنه ما يخلو سفر من الأسفار إلا وله مدخل في العبادة والسعادة في دار القرار، فهذا ما رأينا - بالله جل جلاله - التنبه عليه ، فمن أراد الاحتياط لاخرته اعتمد عليه ، ومن أراد أن يكون عند الطبع فيكون دركه وثوابه عليه .
____________
(1) الخفير: المجير «الصحاح - خفر- 2 : 648».

( 30 )
الفصل الثاني : فيما نذكره من الأخبارالتي وردت في تعيين اختيارأوقات الأسفار.
فمن ذلك : ما رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفرمحمد بن بابويه (1)، فيما رواه عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «من أراد سفراً فليسافر يوم السبت ، فلو أن حجراً زال عن جبل في يوم السبت لرده الله - عز وجل - إلى مكانه ، ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها (2)يوم الثلاثاء، فإنه اليوم الذي الان الله - عز وجل - فيه الحديد لداود عليه السلام »(3).
ومن ذلك ما رويناه بإسنادنا عن ابن بابويه - أيضاً - بإسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وآله يسافر يوم الخميس »(4).
وقال : «يوم الخميس يوم يحبه الله ورسوله وملائكته »(5).
قلت -أنا - : ويؤكد ذلك الحديث المشهور عنه عليه السلام : «بورك لامتي في سبتها وخميسها»(6).
ومن ذلك بإسنادنا عنه - رضي الله عنه - عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «لا بأس بالخروج في السفر ليلة الجمعة»(7).
أقول - أنا - : واعلم أن يوم السبت ويوم الخميس ويوم الثلاثاء وليلة الجمعة قد تتفق في أيام من الشهر مما تضمن حديث الصادق عليه السلام في اختيارات أيام الشهر النهي عن السفر أو الحركة فيها، فيظن الإنسان أن ذلك كالمتضاد أو ما يقتضي التحير
____________
(1) في « ش » زيادة : القمي .
(2) في « د»:طلبتها.
(3) الفقيه 2 : 173|766، الخصال : 386|69 .
(4) الفقيه2: 173|768، وأخرجه المجلسي في البحار 76 : 226|16 .
(5) الفقيه : 2 : 173|769، وأخرجه المجلسي في البحار 76 : 226|16 .
(6) الخصال : 394|98، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 34|73، صحيفة الامام الرضا عليه السلام : 51|48، باختلاف في ألفاظه .
(7) الففيه 2 : 173|767 .

( 31 )
في المراد، وليس الأمر كذلك ، فإنه يمكن أن يكون تعيين هذه الأيام للاختيار في الأسفار، إذا لم تصادف أيام النهي في الشهر عنها . ويحتمل أن يكون اختيار هذه الأيام من الأسبوع يدفع النحوس المذكورة في أيام الشهور.
وأن شك في أنه هل يعمل بالرواية في الأيام المختارة من الاسبوع ، أوبما تضمنته الرواية باختيار أيام الشهرعند اشتباهها ؟ فيعتبر ذلك بالاستخارة، وإن ضاق وقته عن الاستخارة فيستعلم ذلك بالقرعة، فإنها طريق إلى كشف ما يشكل من ذلك إن شاء الله تعالى.

الفصل الثالث : فيما نذكره من نيتنا إذا أردنا التوجه في الأسفار.
إعلم : أننا نحكي للناظر في كتابنا مايتهيأ ذكره مما يعتمد عليه ، فإن ارتضاه عمل عليه ، وإن لم يرتضه فقد صارت الحجة عليه ، فنحن نقصد بالسفر أننا نتوجه من الله جل جلاله بالله جل جلاله إلى الله جل جلاله لله جل جلاله .
ونقصد بتفسيرهذه النية، أن يكون توجهنا من بين يدي الله - جل جلاله - ذاكرين أننا في مقدس حضرته ، وفي ملكته ، ومن رعايا مملكته ؟ ونقصد بقولنا أونيتنا بالله - جل جلاله - أي بحوله وقوته ، ومواد رحمته ونعمته ، ومن حفظه وحراسته وحمايته وخفارته؛ ونقصد بنيتنا إلى الله - جل جلاله - أننا متبعون في السفر لمقدس إرادته، وسائرون إلى مراده - جل جلاله - من عبادته ، فنحن في المعنى مسافرون منه إليه؛ ونقصد بنيتنا أو قولنا لله - جل جلاله -أن سفرنا خالصاً من ممازجة الطبع وكل ما يخرجنا عن حفظ حرمته ، وشكر نعمته ، وتذكارنا أننا في حضرته.

الفصل الرابع : فيما نذكره من الوصية المأمور بها عندالأسفار، والاستظهاربمقتضى الأخبار والاعتبار.
إعلم : أن العقل والنقل قضى أن كل من لايعلم متى يموت ، وهل يموت فجأة أو بأمراض متطاولة، فإنه تقتضي صفاته الكاملة أو الفاضلة أن يمتثل الأوامر النبوية في الاهتمام بالوصية، وأن لا يبيت ليلة واحدة - في حضر ولا سفر- إلا ووصيته بمهماته في حياته وبعد مماته مكتوبة، أو معروفة على أحسن القواعد المرضية.
وتتأكد الوصايا في الأسفار، لأجل أنه لايؤمن بالسفر تجدد الأخطار، ويكون
( 32 )
بعيدا عن العيال والمال ، فلا يقدرأن يقول في السفر كل ما يريده من وصاياه ، لجواز أن تكون وفاته بغتة، أو ليس عنده شهود، أو لا يكون معه من يطلعه على سره فيما يريد الوصية به من امور دنياه وإخراه ، فلا يسعه في حكم عقله وفضله وسداده ، أن يهمل عند السفر الوصية بامور دنياه ومعاده .

الفصل الخامس : فيما نذكره من الأيام والأوقات التي يكره فيها الابتداء في الأسفار بمقتضى الأخبار.
أقول : وحيث قد ذكرنا ما أردنا ذكره من الأيام المختارة للسفر، فينبغي أن نذكر الأيام والأوقات التي يكره السفر فيها ، فنقول : أما الأيام التي يكره فيها الابتداء بالسفر في الأسبوع فيوم الاثنين ، روينا عدة روايات بالنهي عن السفر فيه ، ورأيت في الصحيفة المروية عن الرضا عليه السلام قال : «كان رسول الله صلى الله عليه واله يسافر يوم الاثنين ويوم الخميس ، ويقال (1): فيهما ترفع الأعمال إلى الله تعالى وتعقد ألألوية »(2).
وروي كراهية السفر يوم الأربعاء، وخاصة اخر أربعاء في كل شهر، وروينا من كتاب من لا يحضره الفقيه سبباً لزوال كراهية السفر فيه، فقال : كتب بعض البغداديين إلى أبي الحسن الثاني عليه السلام يسأله في الخروج يوم الأربعاء - لايدور- فكتب عليه السلام : «من خرج يوم الأربعاء - لايدور- خلافاً على أهل الطيرة، وقي من كل افة، وعوفي من كل عاهة، وقضى الله حاجته»(3).
ويكره الابتداء بالسفر يوم الجمعة قبل الظهر، ويكره السفر والقمر في برج العقرب ، وأنه من سافر في ذلك الوقت لم ير الحسنى .
وأما الأيام المكروهة في الشهر [للسفر](4)، في بعض رواياته : اليوم الثالث منه ، والرابع، والخامس ، والثالث عشر، والسادس عشر، والعشرون ، والحادي والعشرون
____________
(1) في المصدر: ويقول ، والظاهر هو الصواب ، وهذا يعني أن السلام كله للرضا عليه المسلام ، والسياق يؤيده .
(2) صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : 66|116 .
(3) الفقيه : 2 : 173|770 .
(4) أثبتناه من البحار

( 33 )
والرابع والعشرون والخامس والعشرون والسادس والعشرون .
وفي بعض الروايات : إن اليوم الرابع من الشهر، ويوم الحادي والعشرين صالحان للأسفار.
وفي رواية إن ثامن الشهر، والثالث والعشرين منه، مكروهان للسفر(1).
وقد قدمنا أنه إذا اشتبه على الإنسان اختيار الأيام للأسفار باختلاف الأخبار، فإنه يعتبر ذلك بالاستخارة، فإن تعذر ذلك عليه لبعض الأعذار فيعتبره بالقرعة، فإنها من طرق الكشف والاعتبار إن شاء الله تعالى .
وسيأتي في الفصل المتضمن لذكر الصدقة بين يدي الأسفار، ما يزيل المحذور من أيام الأكدار والأخطار، إن شاء الله تعالى.

الفصل السادس : فيما نذكره من الغسل قبل الأسفار، وما يجريه الله - جل جلاله - على خاطرنا من الأذكار.
فأقول : إن الأخبار وردت بصورة هذه الحال ، مع اختلاف في الزيادة في لفظ المقال ، فنحن نذكر من ذلك ما يهدينا الله - جل جلاله - ونرجو أن يكون مقرباً لنا إليه إن شاء الله تعالى.
فمن ذلك أنه روي أن الإنسان يستحب له إذا أراد السفر، أن يغتسل ويقول عند الغسل : بسم الله، وبالله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وعلى ملة رسول الله والصادقين عن الله صلوات الله عليهم أجمعين . اللهم طهربه قلبي ، واشرح به صدري ، ونور به قبري (2).
اللهم اجعله لي نوراً وطهوراً وحرزاً وشفاء، من كل داء وافة وعاهة وسوء، ومما أخاف وأحذر، وطهر قلبي وجوارحي وعظامي ودمي وشعري وبشري ومخي وعصبي ، وما أقلت الأرض مني .
اللهم اجعله لي شاهداً يوم حاجتي وفقري وفاقتي إليك يارب العالمين ، إنك
____________
(1) أخرجه المجلسي في البحار 76 : 227|18 عن ألأمان ، من قوله : وأما الأيام المكروهة في الشهر للسفر. . .
(2) في «ش »: بصري .

( 34 )
على كل شيء قدير(1).

الفصل السابع : فيما أذكره مما أقوله أنا عند خلع ثيابي للاغتسال ، وما أذكره عند الغسل من النية والابتهال .
فمما أقوله على سبيل الارتجال ، في هذه الحال : (2) اللهم إني أخلع ثيابي لأجلك ، عازما أنني أتقرب (3) بذلك إلى أبواب فضلك ، فاجعل ذلك سبباً لازالة لباس الأدناس والأنجاس ، وتطهيري (4) من غضبك ومن مظالم الناس ، وألبسني عوضها من خلع التقوى، ودروع السلامة من البلوى، وجلباب العافية من كل ما يوجب شكوى، برحمتك يا أرحم الراحمين .
فإذا دخلت إلى موضع الاغتسال، قصدت بالنية أنني أغتسل غسل التوبة من كل ما يكرهه الله - جل جلاله ـ منّي، سواء علمته أو جهلته ، وغسل الحاجة، وغسل الزيارة، وغسل الاستخارة، وغسل الصلوات، وغسل الدعوات . وإن كان يوم الجمعة ذكرت غسل يوم الجمعة، وإن كان علي غسل واجب ذكرته. وكل من هذه الأغسال وقفت له على رواية تقتضي ذ كره في هذه الحال .
فإذا تكملت هذه النيّات ، أجزأني عنها جميعها غسل واحد، بحسب ما رأيتة في بعض الروايات ، وخاصة ان كنت مرتمساً، فان كل دقيقة ولحظة من الارتماس في الماء، تكفي في أن تكون أجزاؤها عن أفراد(5) الأغسال ، ويغني عن أفرادها بارتماسات متفرقة لشمولها لسائر الأعضاء. ثم التمضمض وأستنشق عقيب النية المذ كورة، وما أحتاج بعد ذلك إلى نية مستأنفة لهذه الأغسال المسطورة. أقول : ثم أخاطب ألله -جل جلاله - بما معناه : اللهم إنني ما أسلم نفسي إلى
____________
(1) ذكره السيد المصنف في مصباح الزائر: 8، وأخرجه العلامة المجلسي في البحار 76 : 235|19 من قوله : فمن ذلك أنه روي أن الإنسان . . .
(2) في «ش» : الاغسال .
(3) في «ش»: أنني متقرب .
(4) في «ش»: وتطهرني .
(5) في «ش» : ساير.

( 35 )
الماء، ولا إلى الهواء، ولا إلى غيرك (1)من سائرالأشياء، وإنما اسلمها إليك ، وإلى محلّ عنايتك بها وحفظك لها عند الإنشاء، وشمولك لها بالنعماء. فيامن يجعل الشفاء فيما يشاء من الأشياء، اجعل شفائي من كل داء في اغتسالي بهذا الماء، وأملأه من الدواء والشفاء، واجعله سبباً لطول البقاء، وإجابة الدعاء، ودفع أنواع البلاء والابتلاء، والنصرعلى الأعداء. وطهرني به من الذنوب والعيوب، ووفقني به (2) لأداء ألواجب والمندوب ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

الفصل الثامن : فيما نذكره عند لبس الثياب من الآداب .
ثم البس ثيابي ، وأقول عند لبسها، وبعضه منقول : الحمدلله الذي رزقني من اللباس ما أتجمل به في الناس ، وأستربه عورتي ، واؤدي به فريضتي ، وأحفظ به مهجتي . اللهم اجعلها ثياب بركة أسعى فيها لمرضاتك ، وأعمرفيها مساجد عباداتك ، برحمتك يا أرحم الراحمين (3).
و إذا أردت التعمم ، قمت قائماً وأتعمم وادير العمامة تحت حنكي ، وأقول : اللهم توجني تاج الايمان ، وسومني سيماء الكرامة، وقلدني قلادة السعادة، وشرفني بما أنت أهله من الزيادة .
وروينا - ايضاً - من كتاب (المحاسن) بإسناده عن أبي حمزة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : «من اعتم ولم يدر العمامة تحت حنكه ، فأصابه ألم لا دواء له ، فلا يلومن إلا نفسه ».
وروي أن المسومين المتعممون (4).
ثم ألبس اللباس وأقول - وبعضه من المنقول - وأ كون جالساً وغير مستقبل القبلة، ولا مستقبل الناس : اللهم استر عورتي ، وأعف فرجي ، ولا تجعل للشيطان في ذلك نصيباً، ولا له إلى ذلك وصولا، فيضع لي المكائد، ويهيجني لارتكاب
____________
(1) في «ش»: غير ذلك .
(2) في «ش»:فيه .
(3) الآداب الدينية : 3 .
(4) المحاسن : 378|157 .

( 36 )
محارمك ، وسلمني من أمراض العورات ، حتى لا أحتاج إلى كشفها ولا ذكرها للأطباء ولأهل المودات ، برحمتك يا أرحم الراحمين .

الفصل التاسع : فيما نذكره مما يتعلق بالتطيب والبخور.
وإذا أردت أن أتطيب بماء الورد، كما روينا في كتاب (المضمار) في عمل أول يوم من شهر رمضان ، عن أبي عبدالله عليه السلام أن من ضرب وجهه بكف ماء ورد أمن ذلك اليوم من الذلة والفقر، ومن وضع على رأسه ماء ورد أمن تلك السنة البرسام ، فلا تدعوا ما نوصيكم به ، فإنني أجعل الماء ورد في كفي اليمين وأقول : اللهم بالرحمة والحكمة التي طيبت بها أصل هذه الشجرة، حتى جاءت بهذه الروائح العطرة، ولم تكن شرفتها بمعرفتك ، ولا ارتضيتها لعبادتك ، وقد شرفتنا لمعرفتك ، وارتضيتنا لعبادتك، فلا يكن تطييبك لذكرنا، وعنايتك بأمرنا، وارتفاع قدرنا، دون هذه الثمرة، وطيب ذكرنا في دار الفناء، (وبعد مفارقة الأحياء، وفي يوم الجزاء، وفي دار البقاء)(1)، أفضل ما طيبت ذكر أحد من أولاد الأنبياء، وأهل الدعاء، وذوي الرجاء، واجعله سبباً لدفع أنواع البلاء والابتلاء، برحمتك يا أرحم الراحمين .
ثم أجعله على رأسي ووجهي بحسب المنقول .
وإن أردت البخور، فإنني أقول عند ذلك ما روي أن رسول الله صلى الله عليه واله كان يقوله عند بخوره عليه السلام : «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اللهم طيب عرفنا(2)، وذك روائحنا ، وأحسن منقلبنا، واجعل التقوى زادنا ، والجنة معادنا(3)، ولا تفرق بيننا وبين عافيتك إيانا وكرامتك لنا، إنك على كل شيء قدير».
وفي رواية(4) أنه يقول الإنسان عند تبخره وتعطره : الحمدلله رب العالمين ، اللهم أمتعني (5) بما رزقتني ، ولاتسلبني ما خوّلتني ، واجعل ذلك رحمة ولا تجعله وبالاً عليّ ،
____________
(1) بدل القوسين في «ش»: وطيب ذكرنا.
(2) العَرْف : الريح «الصحاح -عرف - 4 : 1400».
(3) في «ش»: زيادة : وألحقنا بآبائنا .
(4) في «ش» زيادة : أخرى.
(5) في «ش»:متعني .

( 37 )
أللهم طيب ذكري بين خلقك ، كما طيبت نشوي ونشواري (1)بفضل نعمتك عندي .

الفصل العاشر: فيما نذكره من الأذكارعند تسريح اللحية، وعند النظر في المراة .
روي أنه يبتدىء من تحت ويقرأ (إنا انزلناه في ليلة القدر).
وفي رواية أنه يسرح لحيته من تحت إلى فوق أربعين مرة، ويقرأ (إنا انزلناه)، ومن فوق إلى تحت سبع مرات ، ويقرأ (والعاديات) ثم يقول : اللهم سرح عني الهموم والغموم ووحشة الصدور.
وروي أن من سرح لحيته سبعين مرة، وعدها - مرة مرة- لم يقربه الشيطان أربعين يوماً(2).
أقول : وفي رواية اخرى أنه يقول عند تسريح لحيته : اللهم صل على محمد وال محمد، واكسني (3) جمالا في خلقك ، وزينة في عبادك ، وحسن شعري وبشري ، ولا تبتلني بالنفاق ، وارزقني المهابة بين بريتك ، والرحمة من عبادك ، يا أرحم الراحمين (4).
وأما النظر في المرآة : فروي أنك تأخذها بيدك اليسرى، فإذا نظرت وجهك فيها فقل : الحمد لله الذي أحسن وأكمل خلقي ، وحسن خلقي ، وخلقني خلقاً سوياً، ولم يجعلني جباراً شقياً، الحمد لله الذي زين مني ما أشان من غيري ، اللهم كما أحسنت خلقي فصل على محمد وآل محمد وحسن خلقي ، وتمم نعمتك علي، وزيني في عيون .خلقك ، وجملني فى عيون بريتك ، وارزقني القبول والمهابة والرأفة والرحمة، يا أرحم الراحمين .
وفي رواية اخرى أنك تقول عند نظر وجهك في المراة: الحمدلله الذي خلقني بشراً سويا، وزانني ولم يشني ، وفضلني على كثيرمن خلقه تفضيلا، ومن علي بالإسلام ورضيه لي دينا .
____________
(1) في «ش» : بشري وشعاري ، والنشر: الرائحة الطيبة، والنشوار: بقايا الطعام ، «الصحاح - نشر- 2 : 827 و 828» .
(2) الكافي 6 : 489|10، الفقيه 1: 75|322، مكارم الأخلاق : 70 .
(3) في «ش» والبحار: وألبسني .
(4) أخرجه المجلسي في البحار 76 : 116|17 .

( 38 )
وإذا وضع المرآة من يده قال : اللهم لا تغير ما بنا من نعمك (1)، واجعلنا لأنعمك من الشاكرين .

الفصل الحادي عشر: فيما نذكره من الصدقة ودعائها عند السفر، ودفع ما يخاف من الخطر.
روى أحمد بن خالد البرقي في كتاب (المحاسن) بإسناده عن حماد بن عثمان قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : أيكره السفرفي شيء من الأيام المكروهة، (مثل يوم)(2) الأربعاء والاثننن (3)؟ فقال : «افتتح سفرك بالصدقة، واقرأ آية الكرسي، واخرج إذا بدا لك »(4).
ومن كتاب (المحاسن) المذكور بإسناده عن عبدالله بن سليمان [ عن أحدهما عليهما السلام ](5) قال : «كان أبي عليه السلام إذا خرج يوم الأربعاء من اخرالشهر، وفي يوم يكرهه الناس من محاق (6)أوغيره ، (تصدق ثم خرج )(7)»(8).
ومن كتاب (المحاسن) بإسناده عن سفيان بن أبي عمر قال : كنت أنظر في النجوم وأعرفها وأعرف الطالع ، فيدخلني من ذلك ، فشكوت ذلك إلى أبي عبدالله عليه السلام فقال : «إذا وقع في نفسك شيء فتصدق على أول مسكين ، ثم امض فإن الله تعالى يدفع عنك ».
ومما رأيناه في المنقول أنه يقال عند الصدقة قبل السفر: اللهم إني اشتريت بهذه الصدقة سلامتي وسلامة سفري وما معي ، اللهم احفظني واحفظ ما معي، وسلمني وسلم ما معي، وبلغني وبلغ ما معي ، ببلاغك الحسن الجميل (9).
____________
(1)في «ش»:نعمتك.
(2) ليس في «د» والمصدر، وما أثبتناه من « ش ».
(3) في المصدر: وغيره .
(4) المحاسن : 348|22 .
(5) أثبتناه من المصدر.
(6) في «ش» و «ط» : مخافة .
(7) في «ش»: يتصدق ثم يخرج ، وفي المصدر: تصدق بصدقة ثم خرج .
(8) المحاسن : 348: 24 .
(9) ذكره السيد المصنف في مصباح الزائر: 9، وأخرجه المجلسي في البحار 76 : 236|20 .

( 39 )
ومما نقوله - نحن - زيادة على المنقول، ما نذكره في فصل منفرد، فنقول :
فصل : ونحن إذا أردنا الصدقة قلنا عند ذلك : اللهم إنك قلت لقوم يتصدقون ( ولاتيمَّمُوا الخبيث منه تنفقون)(1)وقد علمت - يا الله - ماجرى في الإسلام من اختلاط الحلال بالحرام، فأنا أسألك بمن يعز عليك ، وبجميع الوسائل إليك ، أن تطهر هذا من الإدناس وحقوق الناس ، والحرامات (2) والشبهات ، وتصانع عنه أصحابه من الاحياء والأموات ، حتى يصير طاهراً يصلح للصدقة بين يديك ، وعرضه عليك، والتقرب به إليك . اللهم إن هذه لك ومنك ، وهي (3)صدقة عن مولانا(4) - صلوات الله عليه - وبين يدي أسفاره ، وحركاته وسكناته ، في ساعات ليله ونهاره ، وصدقة عمن يعنيه أمره ، وما(5) يعنيه أمره ، وما يصحبه (6)، وما يخلفه ، وصدقة عني وعن ذريتي وأهل عنايتي ، وما أصحبه وما أخلفه ، وبين يدي حركاتي وسكناتي ، في ساعات ألأسفار بالليل والنهار، لتكفيه وتكفينا بها كل خطر، ما(7)بطن أو ظهر، وتفتح بها عليه وعلينا أبواب المسار، وطول الإعمار، والإنتصار(8)، وتلهمنا ما فيه رضاك ، والدخول في حماك ، والأمات في الدنيا ويوم نلقاك، وما فيه كمال سلامتنا وسعادتنا ، في دنيانا واخرتنا. اللهم فتلقها بالقبول ، ونجاح المسؤول ، وبلوغ المأمول ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
أقول : وربما زدنا في بعض الاوقات في الدعوات فنقول: يا من يدفع بالصدقة والدعاء، من أعنان السماء، ما حتم وأبرم من سوء القضاء، صل على محمد وآل محمد، وادفع بهذه الصدقة والدعاء، ماحتمت وأبرمت من سوء القضاء، وسائر أنواع البلاء، وشماتة الحساد والأعداء، وافتح علينا بها ما أنت أهله من طول البقاء، والنعماء
____________
(1) البقرة 2: 267 .
(2) في «ش» : والحرمات .
(3) في «ش» زيادة : مني.
(4) في «ش» زيادة : محمد .
(5) في «ش» و « ط » زيادة : لا .
(6) في «ش» و« د»: تضمنه .
(7) في «ش» و«ط» : مما.
(8) ليس في « ش» .