الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: 1 ـ 15

الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ
بالبرهان على الرجعة
المؤلِّف
المُحدّثُ الخَبير
الشَيخ محمّد بن الحَسن الحرّ العامَلي
المتوفّى سنة 1104 هجرية
تحقيق
مُشتاق صالح المظفر


(3)
بسم الله الرحمن الرحيم


(4)

(5)
الإهداء
    إلى الذي بيُمنه رزق الورى.
    إلى الذي بوجوده ثبتت الأرض والسماء.
    إلى الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطا.
    إلى الذي إليه منتهى مواريث الأنبياء.
    إلى حجّة الله على مَنْ في الأرض والسماء.
    إلى نور الله الذي لا يُطفى.
    إلى صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى.
    إلى ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى.
    إلى معزّ الأولياء ومذلّ الأعداء.
    إلى الطالب بدم المقتول بكربلاء.
    إلى خير مَنْ تقمّص وارتدى.
    إلى ابن النبيّ المصطفى وابن عليّ المرتضى.
    إلى ابن خديجة الغرّا وابن فاطمة الزهراء.
    سيّدي ومولاي الحجّة بن الحسن العسكري عجلّ الله تعالى فرجك أُقدّمُ عملي هذا بين يديك الكريمتين راجياً منك القبول والتسديد والدعاء.


(6)

(7)
    الحمد لله الواصل الحمد بالنعم والنعم بالشكر ، نحمده على آلائه كما نحمده على بلائه ، والحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره وسبباً للمزيد من فضله ودليلاً على آلائه وعظمته.
    ثمّ الصلاة والسلام على نبيّه نبيّ الرحمة وشفيع الاُمّة وعلى آله الطيّبين الطاهرين المعصومين المنتجبين.
    وبعد :
    لم يترك لنا الشيخ الحرّ العاملي موضوعاً من المواضيع التي تختصّ بالرجعة كي نتحدَّث عنه في المقدّمة إلا وتطرّق له بالتفصيل.
    إذ تعرَّض للرجعة من كلّ نواحيها وجوانبها عقلاً ونقلاً وتفسيراً وحديثاً وتراه شارحاً لبعض الأحاديث الغامضة وأحياناً يردّ بعض الشبهات بالأدلّة القامعة على مَنْ أنكر أو استبعد ذلك.
    فرأينا من الأفضل أن نذكر بعض الكتب التي اُلّفت في الرجعة مطبوعة كانت أو مخطوطة ، وهي كما يلي :
    1 ـ آيات الحجّة والرجعة ( في تفسير الآيات المتعلّقة بهما ) : للشيخ محمّد علي بن حسن علي الهمداني ( ت : 1378 هـ ).
    2 ـ آيات الرجعة ( في بيان الآيات الدالّة على الرجعة ) : فارسي للميرزا محسن عماد العلماء خوشنويس الأردبيلي ( ت : ق14 هـ ).
    3 ـ آيات الظهور في انتظار الفرج والسرور : في تفسير مائة وعشرة آيات من القرآن الكريم في شأن ظهور الحجّة والرجعة : للميرزا علي قلي الدهخوارقاني


(8)
آذرشهري.
    4 ـ إثبات الرجعة : للفضل بن شاذان بن خليل الأزدي النيسابوري ( ت : 260 هـ ).
    5 ـ إثبات الرجعة : للعلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي ( ت : 726 ).
    6 ـ إثبات الرجعة : للمحقّق الكركي علي بن الحسين بن عبد العالي ( ت : 940 هـ ).
    7 ـ إثبات الرجعة : رسالة فارسية في ألفي بيت للعلاّمة المجلسي ( ت : 1110 ).
    8 ـ إثبات الرجعة : للمحقّق آقا جمال الدين محمّد بن آقا حسين الخوانساري ( ت : 1125 ) كتبه باسم شاه سلطان حسين.
    9 ـ إثبات الرجعة : للشيخ سليمان بن أحمد آل عبد الجبّار القطيفي ( ت : 1266 هـ ).
    10 ـ إثبات الرجعة : للمفتي مير محمّد عبّاس بن علي أكبر الموسوي التستري اللكهنوي ( ت : 1306 هـ ).
    11 ـ إثبات الرجعة : معرّب للشيخ محمّد رضا الطبسي ، طبع في النجف الأشرف سنة 1355 هـ.
    12 ـ إثبات الرجعة : للميرزا حسن بن عبد الرزّاق اللاهيجي القمّي.
    13 ـ إثبات الرجعة : للسيّد حسن بن السيّد هادي الموسوي العاملي الكاظمي من آل صدر الدين.
    14 ـ إثبات الرجعة : للسلطان محمود بن غلام علي الطبسي.
    15 ـ إثبات الرجعة : للسيّد محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي.
    16 ـ إثبات الرجعة والردّ على منكريها : للمولى حسين التربتي نزيل سبزوار


(9)
( ت : حدود 1300 هـ ).
    17 ـ إيقاظ الاُمّة من الهجعة في إثبات الرجعة : للسيّد مهدي بن محمّد الموسوي الاصفهاني الكاظمي.
    18 ـ برهان الشيعة في إثبات الرجعة : للسيّد محمّد علي بن شرف الدين السنقري.
    19 ـ تحفة الشيعة في آيات الرجعة : للسيّد حسين بن نصران عرب باغي.
    20 ـ تنبيه الاُمّة في إثبات الرجعة : لمحمد رضا الطبسي الخراساني النجفي.
    21 ـ الجوهر المقصود في إثبات الرجعة : للشيخ أحمد البيان بن حسن الواعظ الاصفهاني.
    22 ـ دحض البدعة من إنكار الرجعة : للشيخ محمّد علي بن حسن علي الهمداني الحائري.
    23 ـ دلائل الرجعة ( أو إيمان و رجعت ) فارسي : لغلامعلي بن محمّد بن إسماعيل العقيقي الكرمانشاهي.
    24 ـ كتاب الرجعة : للحسن بن علي البطائني.
    25 ـ الرجعة : لأبي النضر محمّد بن مسعود العياشي السمرقندي صاحب التفسير المعروف.
    26 ـ الرجعة : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن حسين بن بابويه القمّي ( ت : 381 هـ ).
    27 ـ الرجعة : للميرزا محمّد مؤمن بن دوست محمّد الحسيني الاسترآبادي ( ت : 1088 هـ ) محقّق.
    28 ـ الرجعة : ملاّ سليمان بن محمّد الجيلاني التنكابني ( ت : ق11 هـ ).
    29 ـ الرجعة : لحامد بن علي بن إبراهيم المفتي الدمشقي الحنفي


(10)
( ت : 1171 هـ ).
    30 ـ الرجعة : للشيخ أحمد بن صالح بن طوق البحراني ( ت : ق13 هـ ).
    31 ـ الرجعة : مختصر فارسي : للشيخ حبيب الله بن علي مدد الكاشاني ( ت : 1340 هـ ).
    32 ـ الرجعة : للشيخ محمّد علي بن حسن علي الهمداني السنقري.
    33 ـ الرجعة بين العقل والقرآن : لحسن الطارمي.
    34 ـ الرجعة وأحاديثها : للفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيشابوري ( ت : 260 هـ ).
    35 ـ الرجعة وأحاديثها المنقولة عن آل العصمة ( عليهم السلام ) : لأحمد بن الحسن بن إسماعيل من أحفاد المير أحمد بن موسى الكاظم ( عليه السلام ).
    36 ـ الرجعة والردّ على أهل البدعة : للحسن بن سليمان الحلّي. وهي رسالة أدرجها ضمن مختصر البصائر ، نقل من المصادر التي لم ينقل منها سعد بن عبدالله الأشعري ، وقد حقّقناه مع المختصر.
    37 ـ الرجعة والظهور : للحاج ميرزا محمّد طبيب زاده.
    38 ـ الرجعة وظهور الحجّة : في الأخبار المنقولة عن آل العصمة ( عليهم السلام ) : للميرزا محمّد مؤمن الحسيني الاسترآبادي ( ت : 1088 هـ ) الشهيد بمكّة.
    39 ـ رسالة في إثبات الرجعة : محمّد بن هاشم السرابي التبريزي.
    40 ـ رسالة في الرجعة : علي بن محمّد رفيع الطباطبائي ( ت : 1195 هـ ).
    41 ـ الكرّة والرجعة : في إثبات الرجعة بالبيان العصري ، للسيّد محمّد صادق بن سيّد باقر الهندي.
    42 ـ مسألة في الرجعة : للشيخ المفيد.
    43 ـ النجعة في إثبات الرجعة : للعلاّمة السيّد علي نقي النقوي اللكهنوي.


(11)
    44 ـ نور الأبصار في الرجعة : للشيخ علي بن محمّد علي بن حيدر الشروقي.
    45 ـ وافية المؤمنين في تحقيق رجعة الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) : ليوسف بن قاسم الاسترآبادي ( ت : ق11 هـ ).
    ومن هنا يتّضح للقارئ العزيز أهمّية الرجعة ومدى اهتمام العلماء الماضين والمتأخِّرين والمعاصرين بهذا الموضوع لأنّه يُعدّ من إحدى عقائد الشيعة الإمامية الاثني عشرية.
    فعندما تتصفّح مصنّفاتهم ترى فيها إثباتات إستدلالية مستخلصة من الآيات الشريفة والأحاديث المتواترة عن النبيّ وأهل بيته صلّى الله عليه وعليهم.
    فنسأل من الباري جلَّ جلاله أن يثبّتنا على هذه العقيدة الحقّة التي اعتقد بها النبيّ وآله صلّى الله عليهم أجمعين فأرسوها في أحاديثهم الشريفة ، وأن يميتنا معتقدين بها ، ونسأله تعالى أن يرجعنا بعد الاندثار في ظهور الحجّة المنتظر عجّل الله فرجه لأخذ الثأر من الظالمين والقاتلين للعترة الطاهرة والغاصبين لحقّ الزهراء وأمير المؤمنين ( عليهما السلام ) لأنّهما أوّل من ظُلما بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إنّه مجيب الدعاء والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على النبيّ وآله الطيّبين الطاهرين.


(12)

(13)
ترجمة المؤلِّف
    نسبه :
    هو الشيخ المحدِّث محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن الحسين الحرّ العاملي المشغري. من بيت كبير جليل خرج منه أعاظم الفقهاء والمحدِّثين الذي ينتهي نسبه إلى الحرّ بن يزيد الرياحي المستشهد بين يديّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء.
    مولده :
    ولد في قرية مشغر (1) ليلة الجمعة في الثامن من شهر رجب الأصب سنة 1033 هـ.
    مشايخه :
    قرأ في مدينة مشغر على أبيه ، وعمّه الشيخ محمّد الحرّ وجدّه لاُمّه الشيخ عبدالسلام بن محمّد الحرّ ، وخال أبيه الشيخ علي بن محمود وغيرهم.
    وقرأ في قرية جبع على عمّه أيضاً وعلى الشيخ زين الدين بن محمّد بن
1 ـ مَشْغَر : قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع على سفح جبل لبنان. معجم البلدان 5 : 157.

(14)
الحسن بن زين الدين وعلى الشيخ حسين الظهيري وغيرهم. وأقام في البلاد أربعين سنة وحجّ فيها مرّتين.
    أسفاره :
    سافر إلى العراق فزار الأئمّة ( عليهم السلام ) ، ثمّ زار الإمام الرضا ( عليه السلام ) بطوس واتّفق مجاورته بها مدّة أربع وعشرين سنة وحجّ فيها أيضاً مرّتين ، وزار العتبات المقدّسة في العراق أيضاً مرّتين.
    أقوال العلماء فيه :
    قال ابن معصوم في السلافة : علم لا تباريه الأعلام ، وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام ، أرجت أنفاس فوائده أرجاء الأقطار ، وأحيت كلّ أرض نزلت بها فكأنّها لبقاع الأرض أمطار ، تصانيفه في جبهات الأيّام غرر ، وكلماته في عقود السطور درر (1).
    ووصفه المحبّي في خلاصة الأثر : بالأديب المشهور (2).
    قال البحراني في لؤلؤة البحرين : كان عالماً فاضلاً محدِّثاً اخبارياً (3).
    وقال الخوانساري في روضات الجنات : وأحد المحمّدين الثلاثة المتأخِّرين الجامعين لأحاديث هذه الشريعة (4).
    وقال النوري في خاتمة المستدرك : صاحب التصانيف الرائقة التي منها
1 ـ سلافة العصر : 359.
2 ـ خلاصة الأثر 3 : 433.
3 ـ لؤلؤة البحرين : 76.
4 ـ روضات الجنات 7 : 96.


(15)
الوسائل الذي هو كالبحر الذي ليس له ساحل (1).
    ووصفه القمّي في الفوائد الرضوية : عالم ، فاضل ، محقّق مدقّق ، متبحِّر جامع ، كامل صالح ، ورع ثقة ، فقيه نبيه ، محدِّث حافظ ، شاعر أديب أريب (2).
    أحواله :
    قال المحبّي : قدم مكّة في سنة سبع أو ثمان وثمانين وألف ، وفي الثانية منهما قتلت الأتراك بمكّة جماعة من العجم لمّا اتّهموهم بتلويث البيت الشريف حين وجد ملوّثاً بالعذرة وكان الحرّ العاملي قد أنذرهم قبل الواقعة بيومين وأمرهم بلزوم بيوتهم لمعرفته على ما زعموا بالرمل فلمّا حصلت المقتلة فيهم خاف على نفسه ، فالتجأ إلى السيِّد موسى بن سليمان أحد أشراف مكّة الحسنيّين ، وسأله أن يخرجه من مكّة إلى نواحي اليمن ، فأخرجه مع أحد رجاله إليها. ورأيت بخطّ بعض الفضلاء أنّ الحرّ العاملي رجع بعد القصّة وأنشد شعراً :
فضل الفتى بالجود والإحسان والجود خير الوصف للإنسان (3)
    وسيأتي في فصل أشعاره.
    وفي روضات الجنّات : ومن جملة ما حكي عن قوّة النفس التي كان يتّصف بها أنّه ذهب ـ في مدّة إقامته باصفهان ـ إلى مجلس الشاه سليمان الصفوي ، فدخل بدون استئذان ، وجلس على ناحية من المسند الذي كان الشاه جالساً عليه ، فسأل عنه الشاه فأخبر أنّه عالم جليل من علماء العرب يدعى محمّد بن الحسن الحرّ
1 ـ خاتمة المستدرك 3 : 390 حجري.
2 ـ الفوائد الرضوية : 473.
3 ـ خلاصة الأثر 3 : 432 ـ 433.
الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: فهرس