كتاب بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: 51 ـ 60
(51)
« ميمون بن ديصان » المعروف بالقداح ، وكان مولى لجعفر بن محمد الصادق ، وكان من الاَهواز ، ومنهم : محمد بن الحسين الملقب بدندان ، اجتمعوا كلّهم مع ميمون ابن ديصان في سجن والي العراق ، فأسّسوا في ذلك السجن مذاهب الباطنية ، ثمّظهرت دعوتهم بعد خلاصهم من السجن من جهة المعروف بدندان ، وابتدأ بالدعوة في ناحية توز.
    فدخل في دينه جماعة من أكراد الجبل مع أهل الجبل المعروف بالبدين ، ثمّ رحل ميمون بن ديصان إلى ناحية المغرب وانتسب في تلك الناحية إلى عقيل بن أبي طالب وزعم أنّه من نسله ، فلمّا دخل في دعوته قوم من غلاة الرفض والحُلُولية منهم ادّعى انّه من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ، فقبل الاَغبياء ذلك منه على جهل منهم بأنّ محمد بن إسماعيل بن جعفر مات ولم يعقب عند علماء الاَنساب. (1)
    2 ـ قال ابن النديم : إنّ عبد اللّه بن ميمون ـ ويعرف ميمون بالقداح ـ وكان من أهل قوزح العباس بقرب مدينة الاَهواز ، وأبوه ميمون الذي تنسب إليه الفرقة الميمونية التي أظهرت اتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الذي دعا إلى إلهية علي بن أبي طالب ، وكان ميمون وابنه ديصانيين ، وادّعى عبد اللّه انّه نبي مدة طويلة ، وكان يظهر الشعابيذ ، ويذكر انّالاَرض تطوى له فيمضي إلى أين أحب في أقرب مدة ، وكان يخبر بالاَحداث الكائنات في البلدان الشاسعة ، وكان له مرتبون في مواضع يرغبهم ويحسن إليهم ويعاونونه على نواميسه ومعهم طيور يطلقونها من المواضع المتفرقة إلى الموضع الذي فيه بيت عبد اللّه ، فيخبر من حضره بما يكون فيتمَوّه ذلك عليهم.
    إلى أن قال : وصار إلى البصرة فنزل على قوم من أولاد عقيل بن أبي طالب ، فكبس هناك ، فهرب إلى سلمية بقرب حمص.
    1 ـ البغدادي : الفرق بين الفرق : 282.

(52)
    إلى أن قال : قد كان قبل بني القداح قريب ممّن يتعصب للمجوس ودولتها ، وكان ممّن واطأ عبد اللّه أمره رجل يعرف بمحمد بن الحسين ويلقب بزيدان من ناحية الكرخ من كتاب أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف ، وكان هذا الرجل متفلسفاً ، حاذقاً بعلم النجوم ، شعوبياً ، شديد الغيض من دولة الاِسلام. (1)
    3 ـ قال ابن الاَثير : فلما يئس أعداء الاِسلام من استئصاله بالقوة أخذوا في وضع الاَحاديث الكاذبة وتشكيك ضعفة العقول في دينهم بأُمور قد ضبطها المحدّثون وأفسدوا الصحيح بالتأويل. فكان أوّل من فعل ذلك : أبو الخطاب محمد بن أبي زينب مولى بني أسد ، وأبو شاكر بن ديصان صاحب كتاب الميزان في نصرة الزندقة وغيرهما ، فألقوا إلى من وثقوا به انّلكل شيء من العبادات باطناً ، وانّاللّه تعالى لم يوجب على أوليائه ومن عرف الاَئمّة والاَبواب صلاة ولا زكاة ولا غير ذلك ولا حرم عليهم شيئاً وأباحوا لهم نكاح الاَُمّهات والاَخوات ، وإنّما هذه قيود للعامة ساقطة عن الخاصة.
    وكانوا يظهرون التشيّع لآل النبي ليستروا أمرهم ويستميلوا العامة ، وتفرّق أصحابهم في البلاد ، وأظهروا الزهد والعبادة يغرون الناس بذلك وهم على خلافه ، فقتل أبو الخطاب وجماعة من أصحابه بالكوفة.
    إلى أن قال : ونشأ لابن ديصان (أبو شاكر ميمون بن ديصان) ابن يقال له عبد اللّه القداح علّمه الحيل وأطلعه على أسرار هذه النحلة فحذق وتقدم ، إلى أن قال : وإنّما لقب القداح لاَنّه كان يعالج العيون ويقدحها ، فلمّا توفي القداح (عبد اللّه) قام بعده ابنه أحمد مقامه ، إلى آخر ما ذكر. (2)
    وإليك مواصفات الرجل حسب ما ذكره البغدادي ، وغيره من الموَرّخين فهي تختلف عمّا تعرفت عليه في الاَوّل.
    1 ـ ابن النديم : الفهرست : 278 ـ 281 ، نقله عن أبي عبد اللّه بن الرزام وتبرأ من صدق ما نقله وكذبه.
    2 ـ الجزري : الكامل : 8/27 ـ 29.


(53)
    الاَوّل : اسمه ونسبه : عبد اللّه بن ميمون بن ديصان.
    الثاني : الوطن : كان من الاَهواز أو من الكوفة ، فانّمحمد بن أبي زينب وأتباعه كانوا كوفيين. (1)
    الثالث : الولاء : كان مولىً لجعفر بن محمد الصادق ، والظاهر انّ مراده هو حبه له.
    الرابع : العصر : فالرجل حسب ما يذكره البغدادي ممّن ذهب لناحية المغرب وانتسب في تلك الناحية إلى عقيل بن أبي طالب هذا من جانب ، ومن جانب نرى أنّالاَئمّة الاِسماعيلية توجهوا إلى المغرب في أواسط القرن الثالث ، لاَنّ الاِمام المستور الحسين بن أحمد (219 ـ 265 هـ) التقى بالنجف الاَشرف بالداعي أبي قاسم حسن بن فرح بن حوشب وعلي بن الفضل فأثر فيهما وأحضرهما إلى سلمية ، ثم جهّزهما بعد ذلك إلى اليمن ، وفي عهده تمّإرسال أبي عبد اللّه الشيعي إلى المغرب. (2)
    فيعلم من خلالها أنّ التمهيد لبسط نفوذهم في المغرب بدأ في أواسط القرن الثالث وانّميمون بن ديصان الوالد قصدها في تلك الآونة وقد أرّخ الكاتب الاِسماعيلي مصطفى غالب في تقديمه لكتاب كنز الولد انّ عبد اللّه بن ميمون القداح ولد سنة 190 وتوفي سنة 270 هـ (3) فأين هو من عبد اللّه بن ميمون المعدود من أصحاب الباقر والصادقعليمها السّلام ، الذي توفي في أواسط القرن الثاني؟!
    الخامس : وجه التلقيب : انّه كان يقدح العيون.
    أضف إلى ذلك انّه من البعيد أن يروي المشايخ الكبار ، كجعفر بن محمد الاَشعري ، والحسن بن علي بن فضال ، وأحمد بن إسحاق بن سعد ، وحمّاد بن عيسى ، وعبد اللّه بن المغيرة عمّن خدم الاِسماعيلية وتآمر على الاِمامية الاثني
    1 ـ الجزري : الكامل : 8/30.
    (2) 2 الجزري : الكامل : 8/28.
    3 ـ كنز الولد : 19 ، المقدّمة.


(54)
عشرية ، ولو افترضنا انّهم أخذوا منه الرواية حين استقامته ، لصرّحوا به.
    و ممن حقّق هذا الاَمر تفصيلاً صاحب أعيان الشيعة ، فلاحظ. (1)
    لعب عبد اللّه بن ميمون القدّاح دوراً هاماً في نشر أفكار الخطابية وبثّها في أتباع محمد بن إسماعيل ، وكان حلقة وصل بين الخطابية والاِسماعيلية ، وأخيراً التحق بالاِمام محمد بن إسماعيل وصار من دعاته ، وكلّ الآفات التي أصابت العقيدة الاِسماعيلية تعود إليه وإلى زميله محمد بن الحسين الملقب بـ « دندان ».
    و يشهد كثير من النصوص التاريخية على ذلك ، نكتفي منها بالقليل.
    يقول ابن الاَثير : يأس أعداء الاِسلام من استئصاله بالقوة فأخذوا في وضع الاَحاديث الكاذبة وتشكيك ضعفة العقول في دينهم بأُمور قد ضبطها المحدّثون ، وأفسدوا الصحيح بالتأويل والطعن عليه.
    فكان أوّل من فعل ذلك أبو الخطاب محمد بن أبي زينب مولى بني أسد ، وأبو شاكر ميمون بن ديصان صاحب كتاب « الميزان » فألقوا إلى من وثقوا به انَّ لكل شيء من العبادات باطناً ، وانّ اللّه تعالى لم يوجب على أوليائه ولا من عرف الاَئمّة والاَبواب ، صلاة ولا زكاة ولا غير ذلك ، ولا حرّم عليهم شيئاً وأباحوا لهم نكاح الاَُمّهات والاَخوات ، وإنّما هذه قيود للعامة ساقطة عن الخاصّة.
    وكانوا يظهرون التشيع لآل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ليستروا أمرهم ويستميلوا العامة ، وتفرّق أصحابهم في البلاد ، فقتل أبو الخطاب وجماعة من أصحابه بالكوفة.
    ونشأ لابن ديصان ابن يقال له عبد اللّه القدّاح ، علّمه الحيل وأطلعه على أسرار هذه النحلة. وكان بنواحي كرخ واصفهان رجل يعرف بمحمد بن الحسين ويلقب بـ « دندان » فسار إليه القدّاح وعرّفه من ذلك مازاد به محلّه. (2)
    1 ـ الاَمين : أعيان الشيعة : 8/84 ، و في الذيل : انّالترجمة ممّا لم يكتبها الموَلف وإنّما استدركها الشيخ محمد مهدي شمس الدين.
    2 ـ ابن الاَثير : الكامل : 8/28 ـ 29 ، حوادث عام 296.


(55)
    و من طالع تاريخ الاِسماعيلية و كتبهم يقف على أنّ لاَبي عبد اللّه بن ميمون القدّاح وربيبه القدح المعلّى في صياغة العقيدة الاِسماعيلية.
    فقد خرجنا بهذه النتيجة انّالخطابية وعلى حسب تعبير النوبختي « المباركيّة » هم جذور الاِسماعيلية وانّ ميمون بن ديصان ، ثمّ ابنه عبد اللّه بن ميمون القداح ، وزميله المعروف بـ « دندان » هم حلقة الوصل بين الفرقتين.

ما روي عن عبد اللّه بن ميمون الاِمامى في الجوامع الحديثية
    إنّ لعبد اللّه بن ميمون بن الاَسود المخزومي روايات في مختلف الاَبواب قد نقلها أصحاب الكتب الاَربعة في جوامعهم وهي تناهز 49 حديثاً ، وليس في رواياته أيّ شذوذ إلاّ في رواية واحدة. والتمعّن فيها يوقف الاِنسان على أنّه كان فقيهاً متقناً في النقل. وإليك ما وقفنا عليه :
    1 ـ روى عبد اللّه بن ميمون ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : « جاء رجل من الاَنصار إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال : يا رسول اللّه أُحب أن تشهد لي على نحل نحلتها ابني ، قال : مالك ولد سواه؟ قال : نعم ، قال : فنحلتها كما نحلته؟ قال : لا ، قال : فانّا معاشر الاَنبياء لا نشهد على الجنف ». (1)
    2 ـ روى عبد اللّه بن ميمون ، عن أبي عبد اللّه ، عن أبيه عليمها السّلام قال : « كان أصحاب رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بتبوك يعبّون الماء ، فقال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : اشربوا في أيديكم ، فإنّها من خير آنيتكم ». (2)
    3 ـ روى عبد اللّه بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه (عليه السّلام) ، قال : « الركعتان يصلّيهما متزوّج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب ». (3)
    1 ـ الفقيه : 3/40 ، الحديث 134.
    2 ـ الفقيه : 3/223 ، الحديث 1036.
    3 ـ الفقيه : 3/242 ، الحديث 1146.


(56)
    4 ـ روى عبد اللّه بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه (عليهم السّلام) قال : « قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : الصبي والصبي ، والصبي والصبية ، والصبية والصبية يفرق بينهم في المضاجع لعشر سنين ». (1)
    5 ـ روى عبد اللّه بن ميمون ، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) عن أبيه (عليه السّلام) قال : « أُتي أمير الموَمنين (عليه السّلام) برجل قد ضرب رجلاً حتى انتقص من بصره ، فدعا برجال من أسنانه ثمّ أراهم شيئاً ، فنظر ما انتقص من بصره ، فأعطاه دية ما انتقص من بصره ». (2)
    6 ـ عن عبد اللّه بن ميمون ، عن جعفر ، عن أبيه (عليه السّلام) انّالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : « الرزق أسرع إلى من يطعم الطعام من السكين في السنام ». (3)
    7 ـ عن أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه (عليه السّلام) قال : « قال الفضل بن العباس : أُهدي إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم بغلة أهداها له كسرى أو قيصر ، فركبها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بجلّمن شعر وأردفني خلفه ، ثمّقال لي : يا غلام احفظ اللّه يحفظك ، واحفظ اللّه تجده أمامك ، تعرّف إلى اللّه عزّوجلّ في الرخاء يعرفك في الشدة ، إذا سألت فاسأل اللّه ، وإذا استعنت فاستعن باللّه عزّ وجلّ ، فقد مضى القلم بما هو كائن ، فلوجهد الناس أن ينفعوك بأمرٍ لم يكتبه اللّه لك لم يقدروا عليه ، ولو جهدوا أن يضروك بأمرٍ لم يكتبه اللّه عليك لم يقدروا عليه ، فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل ، فإن لم تستطع ، فاصبر ، فإنّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً ، واعلم أنّالصبر مع النصر ، وأنّ الفرج مع الكرب ، وأنّمع العسر يسراً ، انّ مع العسر يسراً ». (4)
    1 ـ الفقيه : 3/276 ، الحديث 1310.
    2 ـ الفقيه : 4/97 ، الحديث 321.
    3 ـ الكافي : 4/51 ، الحديث 10.
    4 ـ الفقيه : 4/296 ، الحديث 896.


(57)
    8 ـ علي بن حاتم ، عن محمد بن جعفر ، عن محمد بن عمرو ، عن علي بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ، عن علي بن الحسين ، عن أمير الموَمنين (عليهم السّلام) : « اللّهمّ إنّك أعلنت سبيلاً من سبلك فجعلت فيه رضاك ، وندبت إليه أولياءك وجعلته أشرف سبلك عندك ثواباً ، وأكرمهم لديك مآباً وأحبها إليك مسلكاً ، ثمّ اشتريت فيه من الموَمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة يقاتلون في سبيلك فيقتلون ويُقتلون وعداً عليك حقّاً ، فاجعلني ممّن اشترى فيه منك نفسه ، ثمّوفى لك ببيعه الذي بايعك عليه ، غير ناكث ، ولا ناقض عهداً ، ولا مبدل تبديلاً ، إلاّ استنجازاً لموعودك ، واستيجاباً لمحبتك ، وتقرباً به إليك ، فصلّ على محمد وآله واجعله خاتمة عملي ، وارزقني فيه لك وبك مشهداً توجب لي به الرضا ، وتحط عني به الخطايا ، اجعلني في الاَحياء المرزوقين بأيدي العداة العصاة تحت لواء الحق وراية الهدى ، ماض على نصرتهم قدماً غير مولٍّ دبراً ، ولا محدث شكاً ، وأعوذ بك عند ذلك من الذنب المحبط للاَعمال ». (1)
    9 ـ عن الحسن بن علي ، عن جعفر بن محمد ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن جعفر ، عن أبيه (عليه السّلام) قال : « كان رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذا خرج إلى الجمعة قعد على المنبر حتى يفرغ الموَذنون ». (2)
    10 ـ محمد بن علي بن محبوب ، عن الحسن بن علي ، عن جعفر بن محمد ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن جعفر ، عن أبيه عليمها السّلام قال : « كان المقام لازقاً بالبيت فحولّه عمر ». (3)
    11 ـ الحسن بن علي الكرخي ، عن جعفر بن محمد ، عن عبد اللّه بن
    1 ـ التهذيب : 3/81 ، الحديث 237.
    2 ـ التهذيب : 3/244 ، الحديث 663.
    3 ـ التهذيب : 5/454 ، الحديث 1586.


(58)
ميمون ، عن جعفر ، عن أبيه عليمها السّلام : « كان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يستهدي من ماء زمزم وهو بالمدينة ». (1)
    12 ـ عن جعفر بن محمد الاَشعري ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال : « دخل أمير الموَمنين صلوات اللّه عليه المسجد ، فإذا هو برجل على باب المسجد ، كئيب حزين ، فقال له أمير الموَمنين (عليه السّلام) مالك؟ قال : يا أمير الموَمنين أُصبت بأبي وأُمي وأخي وأخشى أن أكون قد وجلت ، فقال له أمير الموَمنين (عليه السّلام) : عليك بتقوى اللّه والصبر تقدم عليه غداً؛ والصبر في الاَُمور بمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد وإذا فارق الصبر الاَُمور فسدت الاَُمور ». (2)
    13 ـ عن حماد ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن أبي عبد اللّه ، عن أبيه عليمها السّلام قال : « زكاة الفطرة صاع من تمر ، أو صاع من زبيب ، أو صاع من شعير ، أو صاع من إقط عن كلّإنسان حرّ أو عبد ، صغير أو كبير ، وليس على من لا يجد ما يتصدق به حرج ». (3)
    14 ـ عن حماد بن عيسى ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) أنّعلياً صلوات اللّه عليه كان يقول إذا أصبح : « سبحان اللّه الملك القدُّوس ـ ثلاثاً ـ اللّهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك ، ومن تحويل عافيتك ، ومن فجأة نقمتك ، ومن درك الشقاء ، ومن شرّما سبق في الليل ، اللّهمّ إنّي أسألك بعزّة ملكك ، وشدّة قوّتك ، وبعظيم سلطانك ، وبقدرتك على خلقك » ، ثمّسل حاجتك. (4)
    15 ـ عن حماد بن عيسى ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن جعفر ، عن أبيه
    1 ـ التهذيب : 5/471 ، الحديث 1657.
    2 ـ الكافي : 2/90 ، الحديث 9.
    3 ـ التهذيب : 4/75 ، الحديث 211.
    4 ـ الكافي : 2/527 ، الحديث 16.


(59)
عليمها السّلام قال : « المحرمة لا تتنقّب ، لاَنّ إحرام المرأة في وجهها ، وإحرام الرجل في رأسه ». (1)
    16 ـ عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد اللّه بن ميمون ، قال : سمعت أبا عبد اللّه (عليه السّلام) يقول : « إنّ رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقف بعرفات ، فلمّا همّت الشمس أن تغيب قبل أن تندفع ، قال : اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الفقر ، ومن تشتّت الاَمر ، ومن شر ما يحدث بالليل والنهار ، أمسى ظلمي مستجيراً بعفوك ، وأمسى خوفي مستجيراً بأمانك ، وأمسى ذلّي مستجيراً بعزِّك ، وأمسى وجهي الفاني مستجيراً بوجهك الباقي ، يا خير من سئل ، ويا أجود من أعطى جلّلني برحمتك ، وألبسني عافيتك ، واصرف عني شرّ جميع خلقك ». (2)
    17 ـ عن حماد بن عيسى ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال : « للعبد أن يستثني ما بينه وبين أربعين يوماً إذا نسي ، انّرسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أتاه ناس من اليهود فسألوه عن أشياء ، فقال لهم : تعالوا غداً أُحدّثكم ولم يستثن ، فاحتبس جبرئيل (عليه السّلام) عنه أربعين يوماً ثمّأتاه وقال : « وَلا تَقُولَنَّ لشايْءٍ إِنّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً * إِلاّ أَنْ يشاء اللّه واذْكُرْ ربّك إِذا نَسِيتَ » (3). (4)
    18 ـ عن حماد بن عيسى ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن أبي عبد اللّه ، عن أبيه عليمها السّلام قال : « ثلاثة لا يفطرن الصائم : القيء والاحتلام والحجامة ، وقد احتجم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو صائم ، و كان لا يرى بأساً بالكحل للصائم ». (5)
    19 ـ عن حماد بن عيسى ، عن عبد اللّه بن ميمون ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : « للعبد أن يستثني ما بينه وبين أربعين يوماً إذا نسي ». (6)
    1 ـ الكافي : 4/345 ، الحديث 7؛ الفقيه : 2/219 ، الحديث 1009.
    2 ـ الكافي : 4/464 ، الحديث 5.
    3 ـ الكهف : 23 ـ 24.
    4 ـ الفقيه : 3/229 ، الحديث 1081.
    5 ـ التهذيب : 4/260 ، الحديث 775.
    6 ـ التهذيب : 8/281 ، الحديث 1029.


(60)
    20 ـ عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال : « كان أمير الموَمنين صلوات اللّه عليه يقول : اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الاحتلام ، ومن سوء الاَحلام ، وأن يلعب بي الشيطان في اليقظة والمنام ». (1)
    21 ـ علي بن الحسن بن فضال ، عن محمد بن الحسن بن الجهم ، عن عبد اللّه بن ميمون ، عن أبي عبد اللّه ، عن أبيه عليمها السّلام قال : « قال علي (عليه السّلام) : إذا طلّق الرجل المرأة فهو أحقّ بها ما لم تغتسل من الثالثة ». (2)
    22 ـ روى عبد اللّه بن ميمون باسناده قال : قال رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : « إذا ضللتم الطريق فتيامنوا ». (3)
    23 ـ محمد بن أحمد بن يحيى ، عن جعفر بن محمد ، عن عبد اللّه بن ميمون قال : أُتي علي (عليه السّلام) بأسير يوم صفين فبايعه ، فقال علي (عليه السّلام) : « لا أقتلك انّي أخاف اللّه ربّالعالمين ، فخلّ ـ ى سبيله ، وأعطى سلبه الذي جاء به ». (4)
    24 ـ عن ابن فضال ، عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح ، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال : « حرّمت الجنة على الديّوث ». (5)
    25 ـ عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح ، عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال : « قال يعقوب لابنه : يا بني لا تزن ، فإنّ الطائر لو زنا لتناثر ريشه ». (6)
    1 ـ الكافي : 2/536 ، الحديث 5.
    2 ـ التهذيب : 8/125 ، الحديث 432.
    3 ـ الفقيه : 2/197 ، الحديث 896.
    4 ـ التهذيب : 6/153 ، الحديث 269.
    5 ـ الكافي : 5/537 ، الحديث 8 ، باب الغيرة.
    6 ـ الكافي : 5/542 ، الحديث 8 ، باب الزاني؛ الفقيه : 4/13 ، الحديث 13.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: فهرس