كتاب بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: 411 ـ 420
(411)
فقابلوا تهمة بتهمة. ولا غرو في ذلك فانّ النزاع السياسي والعسكري بين العشائر العلوية وخصومهم من الاَُمويين والعباسيين والعثمانيين الذين كانوا يتمتعون بالسلطة الرسمية تسبب في شن حرب إعلامية نفسية ضدّهم وسلب الشرعيّة عنهم حتى يبرّر ذلك التنكيلَ بهم والفتكَ الذريع بحقهم ، وقد أجاد شاعرهم الاَمير حسن المكزون السنجاري حينما أنشد :
قد بدت البغضاء منهم لنا وما لنا إلاّ موالاتنا كما منالهم بدا الحب لآل طه عندهم ذنب
    أعود للحديث عن عقيدة العلويين ، فأقول ليس للعلويين مذهب خاصّ بهم يختلف عن مذهب أهل البيت (عليهم السّلام) كما يحاول أن يصوّر ذلك بعض الجهّال السذّج ، وإنّما هم شيعة إمامية اثنا عشرية يتمذهبون بمذهب أهل البيت (عليهم السّلام) ويعولون عليه في أحكامهم ومعاملاتهم ، إلاّ أنّ ثمة معتقدات علوية متميّزة سوف أحاول التركيز عليها باختصار.

أ. الطريقة الجنبلائية
    يقال أحدثها في الشيعة العلويين رجل اسمه أبو محمد عبد اللّه الجنبلاني المعروف بالجنَّان ، ويعتقد بعض العلويين أنّه من روَسائهم الكبار ، ومن أعلم أهل عصره في التصوّف ، وكان يقيم في العراق العجمي في بلدة جنبلا ، ومن هنا اشتهر بالفارسي ، ويقال إنّه سافر إلى مصر وهناك أدخل الحسين بن حمدان الخصيبي في طريقته ، وقد تبعه الاَخير إلى جنبلا عند عودته فأخذ عنه الاَحكام الصوفية والفلسفية وعلوم النجوم والهيئة وبقية العلوم العصرية. (1)
    والخصيبي أحد مشايخ العلويين الكبار وقد خلّف الجنبلاني في رئاسة
    1 ـ علي عزيز إبراهيم العلوي : العلويون فدائيو الشيعة المجهولون : 28 ـ 29.

(412)
مشيخة الطريقة وعنه يقول صاحب كتاب تاريخ العلويين :
    كان دأب السيد حسين بن حمدان الخصيبي ووكلاوَه في الدين إرشاد بعض أفراد بقيّة الاَديان إلى دين الاِسلام ، وهوَلاء يبقون بصفة أفراد مسلمين شيعة أي جعفرية ، والذين يشاهد فيهم الكفاءة يدخلهم في الطريقة الجنبلائية. (1)
    من هنا نعلم أنّ الرجل كانت غايته أن يدعو الناس إلى مذهب أهل البيت كما هو ظاهر ، وأنّ الطريقة الجنبلائية ليست سوى معتقد صوفي كبقية المعتقدات الصوفية المكتومة لدى أكثر فرق المسلمين.

ب. العقيدة في الباب
    يرى العلويون أنّ الاَئمّة (عليهم السّلام) هم أوصياء الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولمّا كانت الاَئمّة (عليهم السّلام) يحصون علوم الاَوّلين والآخرين كان لابدّ لهم من باب يوَخذ فيه عنهم مصداقاً ، ولذلك اتبعوا الاَثر فاتخذوا باباً لكلّ منهم ، والاَبواب هم :
    1 ـ الاِمام علي بن أبي طالب (عليه السّلام) باب مدينة العلم التي هي النبي ، وبابه سلمان الفارسي.
    2 ـ الاِمام الحسن المجتبى (عليه السّلام) بابه قيس بن ورقة المعروف بالسفينة.
    3 ـ الاِمام الحسين الشهيد (عليه السّلام) بابه رشيد الهجري.
    4 ـ الاِمام علي زين العابدين (عليه السّلام) بابه عبد اللّه الغالب الكابلي.
    5 ـ الاِمام محمد الباقر (عليه السّلام) بابه يحيى بن معمر بن أُمّ الطويل الشمالي.
    6 ـ الاِمام جعفر الصادق (عليه السّلام) بابه جابر بن يزيد الجعفي.
    7 ـ الاِمام موسى الكاظم (عليه السّلام) بابه محمد بن أبي زينب الكاهلي.
    8 ـ الاِمام علي الرضا (عليه السّلام) بابه المفضل بن عمر.
    9 ـ الاِمام محمد الجواد (عليه السّلام) بابه محمد بن مفضل بن عمر.
    1 ـ محمد أمين غالب الطويل : تاريخ العلويين : 208.

(413)
    10 ـ الاِمام علي الهادي (عليه السّلام) بابه عمر بن الفرات ، المشهور بالكاتب.
    11 ـ الاِمام حسن العسكري (عليه السّلام) بابه أبو شعيب محمد بن نصير النميري.
    12 ـ الاِمام الحجّة محمد المهدي (عليه السّلام) فلم يكن له باب.

المحنة والاضطهاد المتواصل
    الشيعة عموماً كانوا يعتقدون عدم استحقاق الحكام العباسيين الذين استندوا إلى وسادة الخلافة ، وكانوا يضطهدون الشعوب الاِسلامية باسم الدين ، ومن جملة هوَلاء العلويون ، فعمدت السلطة إلى قمعهم وتشريدهم وتعذيبهم ، ونشير فيما يلي إلى بعض محنهم ومعاناتهم :
    1 ـ أيّام المتوكل العباسي اشتد الضغط على أتباع أهل البيت (عليهم السّلام) ، فهاجر جمع غفير منهم إلى أقاصي البلاد كبلاد خراسان وبلاد الاَكراد ، وذلك عام 236 هـ ، حيث أمر باستحضار أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) إلى العراق.وفي القرون التالية ، هجم الجيش العباسي بمعاونة جماعة من المتعصبين من حي الرصافة ببغداد على حيٍّ آخر يسمى الكرخ ، فنهبوا الدور ، وأحرقوا المكتبات و المحلات التجارية والبيوت (1)
    ِ حيث أمر الخليفة المنتصر بقتل الشيع ضحيتها أربعون ألفاً.
    2 ـ أيام السلطان المملوكي محمد بن قلاوون في عام 1305م أمر بتسيير حملة عسكرية عظيمة إلى جبال كسروان (جونيه حالياً بقرب بيروت) في لبنان لاِبادة الطوائف الشيعية هناك ، ومن جملة من فتك بهم العرب العلويون الذين كانوا في شمال لبنان ، ولا سيما في القنيطرة و العاقورة ونواحي البترون وعكا ثمّ امتدوا إلى كسروان ، والذين تخلّصوا من الموت رحلوا إلى الشمال ، أي جهات
    1 ـ أحمد علي حسن : المسلمون العلويون في لبنان : 30 ، ط 1 ، 1989م ، بيروت؛ الشيخ محمود صالح : النبأ اليقين عن العلويين : 154 ، موَسسة البلاغ ، بيروت ـ 1987م.

(414)
اللاذقية وانطاكية. (1)
    3 ـ أيام السلطان سليم العثماني صدرت فتوى بطلب السلطان ، اشتهرت بالفتوى الحامدية ، فقتل على إثرها عدد كثير من الشيعة في حلب وجبال العلويين (2) ذى هذا بالاِضافة إلى تعذيبهم ، وكان ذلك بعد انتصار 1516م في معركة مرج دابق ، فزجّ السلطان بنصف مليون من الشعب التركي لمواجهة العلويين.
    4 ـ حوالي نهاية القرن الثامن عشر وعلى أثر مقتل طبيب انكليزي استحضر سليمان باشا وتسلّم ولاية طرابلس فقتل من قتل من العلويين. (3)
    5 ـ أيام ثورة الشيخ صالح العلي ، في شهر ايار عام 1921 م قام الفرنسيون بحرب دون هوادة ضد الشعب العلوي وقتلوا جمعاً غفيراً منهم ، وانتهت المعارك بانتصار الفرنسيين ، وقيام الحكم الانتدابي في البلاد. (4)
    هذا مع غض النظر عن المعارك الدامية بينهم وبين الفرنج الصليبيين والقراصنة الذين كانوا يهاجمون الساحل الشامي وحدود الاَراضي الاِسلامية منذ القرن الثاني إلى أواخر أيام العثمانيين فيأخذون ضحايا من العلويين. (5) وإضافة إلى المعارك الداخلية والحروب الاَهلية الطائفية التي كانت تتأجّج نيرانها بدسائس أصحاب السلطة أو المستعمرين والصليبيين؛ كما نشاهد في حروب العلويين والاِسماعيلية ، والحروب القبلية بين العشائر العلوية. (6)
    1 ـ المصادر نفسها.
    2 ـ عبد الحسين شرف الدين : الفصول المهمة في تأليف الاَُمّة : المقدمة؛ علي عزيز إبراهيم : العلويون والتشيع : 43؛ محمد أمين غالب الطويل : تاريخ العلويين : 396 ـ 402 و445.
    3 ـ محمد أمين غالب الطويل : تاريخ العلويين : 445.
    4 ـ الشيخ محمود الصالح : النبأ اليقين عن العلويين : 169.
    5 ـ محمد أمين غالب الطويل : تاريخ العلويين : 423 ـ 426 وص 308.
    6 ـ محمد أمين غالب الطويل : تاريخ العلويين : 423 ـ 426 وص 308.


(415)
الخلط بين العلويين و الاِسماعيليين والقرامطة
    هذا الاشتباه والخلط حصل لكثير من الباحثين منهم ابن تيمية في فتواه المشهورة حيث رمى الجميع بنبل واحد (1) مدّعياً أنّ الملاحدة الاِسماعيلية والقرامطة والباطنية والخرمية والمحمدة أسماء لطائفة واحدة. (2)
    على الرغم من أنّ الخلافات العقائدية والمناوشات العسكرية لم تترك مجالاً للخلط والاشتباه ، فنذكر فيما يلي الحروب الطاحنة التي قامت بين العلويين والاِسماعيلية على سبيل الاِيجاز :
    1 ـ في أيام حسن الصباح سكنت قوى الاِسماعيليين جبل القصيرة واستأجرت قلعة القدموس حتى استولوا على قلاع العلويين في مصياف والعليقة والخوابي وأبو قبيس وصهيون ، وفي عام 520 هـ استولوا على قلعة بانياس ، ولما هجم عليهم المسلمون من كلّ ناحية عندما رأوا عدم مساعدتهم ، حالف الاِسماعيليون الصليبيين وسلّموهم قلعة بانياس عام 523 هـ .
    2 ـ تداوم العداء بعد ذلك بين العلويين والاِسماعيليين حتى سنة 977 هـ ، حيث هجم عليهم العلويون واستولوا على قلاعهم ولكن سرعان ما أنجدت الحكومة العثمانية الاِسماعيليين وأعادت لهم مواقعهم.
    3 ـ في خلال سنة 1115 هـ جاءت عشيرة بني رسلان واستولت على قلعة مصياف ، وقتلت جميع الذكور الكبار ، وسكنت مدّة ثمان سنين ، وهذه العشيرة من العشائر العلوية.
    1 ـ راجع نصّالفتوى في رسائل ابن تيمية؛ وتجدها كاملة في مذاهب الاِسلاميين لعبد الرحمان بدوي : 2/445.
    2 ـ نفس المصدر : 451.


(416)
    4 ـ ثمّ هاجمت بعض القوات العثمانية القلاع لنجدة الاِسماعيليين وقذفوهم بالمدافع وسلموا القلعة للاِسماعيليين.
    5 ـ تكررت هذه المناوشات حتى لم يبق للاِسماعيليين سوى القدموس. (1)
    وممن شهد بذلك من المحقّقين ، الدكتور عارف تامر في كتابيه القرامطة ، ومعجم الفرق الاِسلامية. (2)
    6 ـ كانت هناك محاولات للتقريب بين عقائد الاِسماعيلية والعلويين باءت بالفشل بمساعي مشايخ العلويين العلماء على رأسهم حاتم الطوياني سنة 745 هـ . (3)

أهمّ العشائر العلوية
    العشائر العلوية الرئيسة أربع : الحداديون والنميلانيون والرشاونة والخياطيون ، وتقسم كلّ واحدة من هذه العشائر إلى أفخاذ وبطون ، وترجع الثلاث الاَُولى منها إلى عشيرة المحارزة البشازعة التي هي أقدم العشائر جميعاً. (4)
    ومن عشائرهم نواصرة وقراحلة ورشاونة ورسالنة ، جروية باشوطية ومقاورة ، ومهالبة.
    فهم يرجعون في نسبهم إلى فرعين رئيسيين :
    1 ـ محمد أمين غالب الطويل : تاريخ العلويين : 338 ـ 340.
    2 ـ عارف تامر : معجم الفرق الاِسلامية : 128 فمابعد.
    3 ـ محمد أمين غالب الطويل : تاريخ العلويين : 378.
    4 ـ الدكتور وجيه محي الدين : مجلة النهضة العلوية؛ أحمد زكي تفاحة : أصل العلويين وعقيدتهم : 24 ـ 25 ، المطبعة العلمية ، النجف الاَشرف ـ 1376 هـ / 1957م.


(417)
    1 ـ فرع القبائل اليمنية (العرب القحطانيين) من همدان وكندة. (1)
    2 ـ فرع القبائل الشاميّة والعراقية من غسّان وبهرا وتنوخ. (2)
    الذين اعتنقوا المذهب الشيعي في وقت مبكر. بعض قبائلهم كالمحارزة يدّعون أنّهم هاشميون ، وبعضهم ازداد عددهم بهجرة قبائل طي (نهاية القرن الثالث الهجري) وغسّان الذين دفعتهم الحروب الصليبية ومعهم الاَمير حسن بن المكزون (ت638 هـ) من جبل سنجار في العراق إلى منطقة الشام في المنطقة الممتدة من طبرية وجبل عامل حتى حلب. (3)
    العشائر العلوية كانوا يسكنون بادية الشام أوّلاً ثمّ نزحوا إلى ديار ربيعة في الجزيرة الفراتية ، وفي العهد العثماني تركوا بلادهم وسكنوا بيلان ، اضنه وانطاكية وقسم منهم سكنوا منطقة الكلبية بقرب اللاذقية في سوريا وقسم آخر منهم في جبال البهرة مع الاِسماعيليين ، وتسمى جبال لكام ، وقسم آخر منهم في جند الاَردن وطبريا بالقدس المحتلة.
    ومعظم العلويين يحتشدون في سلسلة الجبال الممتدة من عكار (4) جنوباً إلى طوروس شمالاً ، ويتوزع بعضهم في محافظات حمص ، حماة ودمشق وحوران كيليكيا ولواء الاسكندرون في سوريا ، ويوجد في المهاجر الاَمريكية أكثر من ربع مليون علوي فضلاً عن الموجود منهم في لبنان والعراق وفلسطين وإيران. (5)
    وكذلك في أُوربا من تركيا واليونان و بلغاريا إلى آلبانيا السفلى. (6)
    1 ـ تاريخ اليعقوبي : 324 ، طبع ليدن.
    2 ـ الهمداني : صفة جزيرة العرب : 132 ، وراجع تاريخ العلويين : لمحمد أمين غالب الطويل : 349 ـ 356.
    3 ـ محمد أمين غالب الطويل : تاريخ العلويين : 356.
    4 ـ في لبنان و كذلك يتواجدون في وادي التيم ، وفي جبال الظنيين(راجع لبنان من الفتح العربي إلى الفتح العثماني للدكتور محمد علي ملي).
    5 ـ عبد اللطيف يونس : الثورة العلوية؛ الدكتور سامي النشار : نشأة الفكر الفلسفي في الاِسلام.
    6 ـ هاشم عثمان : العلويون بين الاَُسطورة و الحقيقة : 40 ـ 41.


(418)
أعلام العلويين
1 ـ إسحاق الاَحمر
(... ـ 286 هـ)
    إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان النخعي ، أبو يعقوب ، الملقب بالاَحمر ، من أهل الكوفة ، رئيس الطائفة الاِسحاقية ، وإليه نسبتهم وكانوا بالمدائن على نحلة النصيرية ، وكان إسحاق يطلي بصره بما يغيره فسمي الاَحمر ، وقيل : لبرص فيه. ذكره الذهبي في رجال الحديث وطعن به وبالغ في ذمه ، عمل كتاباً في التوحيد سماه « الصراط ». (1)

2 ـ المنتجب العاني
(330 ـ 400 هـ)
    محمد بن الحسن العاني الخديجي المضري ، أبو الفضل ، المنتجب ، ولد في عانة عام 330 هـ وإليها نسبته ، ونشأ فيها وفي بغداد حيث استقر مدّة ، ثمّ انتقل إلى حلب وسكنها ثمّغادرها إلى جبال اللاذقية واتصل بحسين بن حمدان الخصيبي وتلقى عنه العقيدة والطريقة وأصبح من دعاتها ، وله ديوان شعر كان شاعراً وجدانياً غزير المعاني باطنياً. (2)
    1 ـ ميزان الاِعتدال : 1/196 برقم 784؛ البداية والنهاية : 11/82؛ لسان الميزان : 1/370؛ تاريخ بغداد : 3/290و6/378؛ الاَعلام : 1/295.
    2 ـ الزركلي : الاَعلام : 6/82؛ بروكلمان : تاريخ الاَدب العربي : 3/358؛ الدكتور أسعد أحمد علي : فن المنتجب العاني وعرفانه : 37 ، دار النعمان ، بيروت ـ 1968م.


(419)
3 ـ الحسين بن حمدان الخصيبي
(260 ـ 358 هـ)
    ومن أعظم رجالات العلويين وعلمائهم الحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلائي (1) وكنيته أبو عبد اللّه ، ولد في جنبلا سنة 06 سبع سنين ، وحفظه وهو ابن عشر ، وحج وهو ابن عشرين ، وأتى حلب سنة 315 هـ ، وتوفي فيها عام 358 هـ ، وقبره يعرف بالشيخ يبرق. (2)
    وشهد وفاته بعض تلامذته ومريديه ، منهم : أبو محمد القيس البديعي ، وأبو محمد الحسن بن محمد الاعزازي ، وأبو الحسن محمد بن علي الجلي.
    وأقوال الموَرخين المعاصرين عنه كثيرة بين متحامل عليه وحاقد ، وبين ملتزم في الصمت ، منهم : النجاشي ، وابن الغضائري ، وصاحب الخلاصة من المتحاملين عليه.
    وفي الفهرست لابن النديم : الحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلاني يكنّى أبا عبد اللّه ، روى عنه التلعكبري وسمع منه في داره بالكوفة سنة 334 هـ ، وله فيه إجازة.
    وفي لسان الميزان : الحسين بن حمدان بن خصيب الحصيبي أحد المصنفين في فقه الاِمامية ، روى عنه أبو العباس بن عقدة وأثنى عليه وأطراه وامتدحه ، كان يوَم سيف الدولة ابن حمدان في حلب. (3)
    وفي أعيان الشيعة للعلاّمة السيد محسن الاَمين العاملي ترجمة للخصيبي
    1 ـ جنبلاء محدوداً بضمتين وثانية ساكنة ، كورة ومنزل بين واسط والكوفة في العراق.
    2 ـ محمد أمين غالب الطويل : تاريخ العلويين : 198؛ الطبرسي النوري : نفس الرحمن : 142 ـ 144.
    3 ـ علي عزيز الاِبراهيم : العلويون والتشيع : 129.


(420)
مفادها امتداحه والثناء عليه وكلّ ما نسب إليه من معاصريه وغيرهم لا أصل له ولا صحّة وإنّما كان طاهر السريرة والجيب وصحيح العقيدة. (1)
    ومن أهم مصنفاته :
    1 ـ كتاب الهداية الكبرى في تاريخ النبي والاَئمّة ومعجزاتهم وقد قدّم كتابه هذا إلى سيف الدولة الحمداني. (2)
    وهذا الكتاب يشتمل على أربعة عشر باباً في مناقب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته ، أوّلها باب رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وثانيها باب السيدة الزهراء (عليها السّلام) ، واثنا عشر باباً لكل إمام منهم باب من علي إلى المهدي (عليهم السّلام) ، غير انّه توسع في باب المهدي (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف ). وقد عدّ في هذا الكتاب أسماء رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، و أسماء أمير الموَمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ، وأسماء فاطمة الزهراء و الحسن والحسين والاَئمة التسعة من ذرية الحسين (عليهم السّلام) في السرياني والعبراني والعربي و جميع اللغات المختلفة بجميع أسمائهم وكناهم والخاص والعام منهم ، وأسماء أُمهاتهم ومواليدهم وأولادهم ودلائلهم وبراهينهم في الاَوقات ، ووفراً من كلامهم وشاهدهم وأبوابهم والدلالة من كتاب اللّه عزّ وجلّ والاَخبار المروية المأثورة بالاَسانيد الصحيحة ، وفضل شيعتهم.
    2 ـ الاِخوان3 ـ المسائل4 ـ تاريخ الاَئمة5 ـ الرسالة6 ـ أسماء النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأسماء الاَئمة. (3)
    1 ـ محسن الاَمين العاملي : أعيان الشيعة : 5/490 ـ 491.
    2 ـ الذريعة : 25/164؛ أحمد زكي تفاحة : أصل العلويين وعقيدتهم : 55؛ المامقاني : تنقيح المقال : 1/326.
    3 ـ أعيان الشيعة : 5/491.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: فهرس