3- أعاجيب الأكاذيب.
في الردّ على النصارى وبيان مفترياتهم، طبع لأول مرّة في النجف الأشرف سنة 1345 هـ.
حقّقته وصدر في قم سنة 1412 هـ عن دار الإمام السجاد عليه السلام، ثم أعادت دار المرتضى في بيروت طبعه ـ بالتصوير على هذه الطبعة ـ سنة 1413 هـ.
ترجم إلى الفارسية تحت عنوان: «شگفت آور دروغ» من قبل عبدالله إيراني ـ ولعّله اسم مستعار آخر للمؤلّف ـ وطبع في النجف الأشرف سنة 1346 هـ.
4- التوحيد والتثليث.
في الرد على النصارى، طبع لأوّل مرّة في صيدا سنة 1332 هـ.
حققته وصدر في قم سنة 1411 هـ عن مؤسسة قائم آل محمد عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ثم أعادت طبعه ـ بالتصوير على هذه الطبعة ـ دار المؤرّخ العربي في بيروت.
5- عمّانوئيل.
في المحاكمة مع بني إسرائيل.
6- داعي الإسلام وداعي النصارى.
في الردّ على النصارى.
7- رسالة في الردّ على جرجيس سايل وهاشم العربي.
في الردّ على النصارى أيضاً.
8- رسالة في الردّ على كتاب «ينابيع الإسلام».
في الردّ على ا لنصارى أيضاً.
9- المسيح والانـاجيل.
في الردّ على النصارى كذلك، طبع بتمامه في مجلّة «الهدى» العمارية
( 29 )

العراقية، في عدّة من أعدادها سنة 1348 هـ.
10- رسالة في الردّ على كتاب «تعليم العلماء».
11- نور الهدى.
في الرد على شبهات وردت من لبنان، مطبوع في النجف الأشرف.
12- البلاغ المبين.
في الإلهيّات، طبع في بغداد سنة 1348 هـ.
13- أنوار الهدى.
في الردّ على الطبيعيّين والمادّيّين وشبهاتهم الإلحادية، طبع الجزء الأوّل منه في النجف الأشرف سنة 1340 هـ.
وأعيد طبعه في بيروت، ثم طبع بالتصوير على هذه الطبعة في قم.
وترجم إلى الأوردية، وطبع في لكهنو بالهند.
14- مصابيح الهدى، أو: المصابيح في بعض من أبدع في الدين في القرن الثالث عشر.
في الردّ على القاديانية والبابية والبهائية والأزلية، طبع قسم منه.
15- الشهاب.
في الردّ على كتاب «حياة المسيح» للقاديانية.
16- نصائح الهدى، أو: نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلماً وصار بابياً.
في الردّ على البابية والبهائية، طبع في بغداد سنة 1339 هـ.
وترجمه إلى الفارسية السيد عليّ العلاّمة الفاني الأصفهاني ـ المتوفّى سنة 1409 هـ ـ تحت عنوان: نصيحت بفريب خوردگان باب وبهاء، وصدر في أصفهان سنة 1369 هـ ، ثمّ أعيد طبع الترجمة هذه في قم سنة 1405 هـ.
17- دعوى الهدى إلى الورع في الأفعال والفتوى.
في إبطال فتوى الوهّابيّين بهدم قبور الأئمة الأطهار عليهم السلام في
( 30 )

البقيع وبقيّة القبور في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، طبع في النجف الأشرف سنة 1344 هـ.
18- رسالة أخرى في الردّ على الوهّابية.
وهي في تفنيد فتواهم أيضاً، مطبوعة أيضاً.
19- رسالة في الاحتجاج لكلّ ما انفردت به الإمامية بما جاء من الأحاديث في كتب غيرهم.
20- إلزام المتدين بأحكام دينه.
بطراز جذّاب وأسلوب فريد في بابه.
21- رسالة في ردّ أوراق وردت من لبنان.
ولعلّها نفس الكتاب المتقدّم برقم 11.
22- مسألة في البداء.
رسالة صغيرة نشرها الشيخ محمد حسن آل ياسين لأول مرة في بغداد سنة 1374 هـ ، في آخر المجموعة الرابعة من سلسلة «نفائس المخطوطات».
حقّقتها ثانيةً، وصدرت في قم سنة 1414 هـ ضمن كتيّب «رسالتان في البداء».
23- داروين وأصحابه.
مطبوع.
24- نسمات الهدى.
طبع في بعض أعداد مجلّة «العرفان».
25- أجوبة المسائل البغدادية.
في أصول الدين، مطبوعة.
26- أجوبة المسائل الحلّية.
27- أجوبة المسائل التبريزية.
في الطلاق وتعدّد الزوجات والحجاب.

( 31 )

28- آلاء الرحمن في تفسير القرآن.
توفي ـ رحمه الله ـ ولم يتمّه، إذ وصل فيه إلى نهاية تفسير آية الوضوء من سورة المائدة، وقد طبع لأوّل مرّة في لبنان في جزءين، وأعادت مكتبة الوجداني في قم طبعه ـ بالتصويرـ على هذه الطبعة.
29- رسالة في تكذيب رواية التفسير المنسوب إلى الآمام العسكري عليه السلام.
حقّقها الشيخ رضا الأستادي ونشرها في قم، في مجلّة «نور علم» العدد 1، السنة 2، ربيع الآخر 1406 هـ.
30- رسالة في وضوء الإمامية وصلاتهم وصومهم.
طبعت بالإنكليزية، أمّا الأصل العربي فلم يطبع.
31- رسالة في الأوامر والنواهي.
32- تعليقة على «العروة الوثقى» للسيد اليزدي.
33- تعليقة على مباحث البيع من كتاب«المكاسب» للشيخ الأنصاري.
طبعت في النجف الأشرف سنة 1343 هـ.
34- تعليقة على كتاب الشفعة من كتاب «جواهر الكلام».
35- رسالة في حرمة حلق اللحية.
طبعت في قم بتقديم الشيخ رضا الأستادي.
36- رسالة في الخيارات.
37- رسالة في التقليد.
38- رسالة في صلاة الجمعة لمن سافر بعد الزوال.
39- رسالة في بطلان العول والتعصيب.
40- رسالة في عدم تزويج أم كلثوم.
41- العقود المفصّلة في حلّ المسائل المشكلة.
وهي 14 عقداً في الفقه وأصوله، وهي:

( 32 )
أ ـ رسالة في العلم الإجمالي.
ب ـ رسالة قاعدة على اليد ما أخذت.
ج ـ رسالة في تنجيس المتنجّس.
د ـ رسالة في اللباس المشكوك.
طبعت الرسائل الأربع هذه مع تعليقته على «المكاسب» في النجف الأشرف.
هـ ـ رسالة في ذبائح أهل الكتاب.
و ـ رسالة في ضبط الكرّ.
زـ رسالة في ماء الغسالة.
ح ـ رسالة في حرمة مسّ المصحف على المحدث.
ط ـ رسالة في إقرار المريض.
ي ـ رسالة في منّجزات المريض.
ك ـ رسالة في مواقيت الإحرام.
ل ـ رسالة في القبلة وتعيين مواقع البلدان المهمّة في العالم من مكّة المكّرمة بحسب الاختلاف في الطول والعرض.
م ـ رسالة في إلزامهم بما ألزاموا به أنفسهم.
طبعت بتصحيح عليّ أكبر الغفّاري في إيران سنة 1378 هـ .
ن ـ رسالة في الرضاع.
42 ـ رسالة أخرى في فروع الرضاع على مذهب الإمامية والمذاهب الأربعة.
وغيرها.

رسالتنـا هــذه:

لقد ذكر أغلب المترجمين للعلامة البلاغي ـ قدس الله سره ـ ان له
( 33 )

رسالتين اثنتين مطبوعتين في ردّ الوهّابية.
فقد ذكر الشيخ آقا بزرگ الطهراني ـ رحمه الله ـ رسالة: «دعوى الهدى ...» التي أوردناها آنفاً برقم 17، ذكرها في الذريعة 8/ 206 رقم 843 وأنّها مطبوعة في سنة 1344 هـ ، وذكر الرسالة الثانية ـ التي أوردناها برقم 18- في الذريعة 10/ 236 رقم 740 وقال: «رأيته بخطّه في كتبه في النجف» ولم ينّوه بأنّها طبعت فما بعد أو لا.
ثم ذكرهما أيضاً في نقباء البشر في القرن الرابع عشر 1/ 325 ضمن تعداده لكتب الشيخ البلاغي المطبوعة، ولم يصّرح باسم الرسالة الأولى أو بتاريخ طبع الرسالتين أو إحداهما.
وذكرهما له أيضاً السيد محسن الأمين العاملي ـ رحمه الله ـ في أعيان الشيعة 4/ 256 بالرقمين 12 و 13، ولم يصرح بعنوان خاص لإحداهما أو بتاريخ طبعهما.
كما ذكرهما له الأستاذ المحامي توفيق الفكيكي ـ رحمه الله ـ ضمن مؤلّفاته المطبوعة، في مقدّمته للطبعة الثانية من كتاب «الهدى إلى دين المصطفى» ص 13، بالتسلسلين 9، 10، ولم يصّرح بعنوان خاصّ لإحداهما أو بتاريخ طبعهما أيضاً.
وكذلك ذكرهما كوركيس عوّاد في معجم المؤلّفين العراقيّين 3/ 124 بالرقمين 10 و 11، ولم يصّرح بعنوان خاصّ لإحداهما أو بتاريخ طبعهما هو الآخر.
أمّا الرسالة هذه، فقد عثرت على ثلاث نسخ منها بعد جهد جهيد، وكانت جميعها خالية من اسم الرسالة والمؤلف، تتألف من 45 صفحة، ومطبوعة على الحجر في النجف الأشرف، وكان الفراغ منها في ليلة 14 ربيع الأول سنة 1345 هـ .

( 34 )

وبقرائن: زماني التأليف والطبع ومكانيهما، وعدم ذكر اسم المؤلّف،(21) بل ذكر في الإنهاء اسم مستعار هو «عبدالله»، وقّوة العرض والاستدلال بالرغم من صغر الرسالة، وأدب المؤلف وأخلاقه في المحاججة والنقاش، وكلّ ما يعبّر عنه بـ : نفس المؤلّف وأسلوب في التصنيف والتأليف ...
بقرينة كل ذلك أمكنني الجزم أن رسالتنا هذه هي إحدى الرسالتين اللتين نمّقهما يراع المؤلف ـ قدس سره ـ في هذا المجال.
فإذا ما احتملنا أنّ ما ورد في الذريعة 8/ 206 رقم 843 من أنّ تاريخ طبع رسالة «دعوى الهدى» هو غلط مطبعي، وأنّ الصحيح هو سنة 1345 هـ بدلاً من 1344 هـ ، لكانت هذه الرسالة هي تلك بعينها، مع ملاحظة أنّ المؤلّف ـ قدّس سره ـ لم يحل أو يشر في رسالته هذه إلى أن له رسالة أخرى في نفس الغرض.
أمّا إذا لم يصح ما احتملناه ، فتكون هذه الرسالة هي الرسالة الثانية للشيخ البلاغي ـ قدس سره ـ لا غير.

أهميّتهـــا:
رسالة صغيرة الحجم، كبيرة المحتوى فهي بعيدة عن التطويل المملّ أو الاختصار المخلّ، فقد اشتملت على جلّ المباحث اللازمة في الردّ على الوهّابية، وامتازت ـ بالرغم من صغر حجمها، وكبقية رسائل الشيخ البلاغي ـ بإيفاء الموضوع حقّه، بالحجّة القاطعة، والدليل النقلي القوي، والبرهان العقلي المقنع، فقد اعتمد المؤلف ـ رحمه الله ـ على
_________
(21) كما في كتبه: « الهدى إلى دين المصطفى» في طبعته الأولى، «التوحيد والتثليث»، و «أعاجيب الأكاذيب» وقد أنهاه بتوقيع: عبدالله العربي، و«أنوار الهدى» وقد وضع عنوان المراسلة معه على الصفحة الأولى باسم: كاتب الهدى النجفي، و «البلاغ المبين» وهو محاورة بين شخصين، هما: (عبدالله) و(رمزي) وأنهاه بتوقيع: عبدالله وغيرها.

( 35 )

أمّهات المصادر المعتمدة لدى عامة المسلمين، لدحض شبهات هذه الفرقة الضالّة، وإثبات مراده، مضافاً إلى ذلك دماثة الأخلاق والأدب الرفيع في المناقشة والمناظرة.

منهج العمل فيها:

استفدت من علامات الترقيم الحديثة في إعادة تقطيع النصّ وتوزيعه، وأثبت الإيضاحات في الهامش، وخرّجت الأحاديث والروايات اعتماداً على مصادرها الأصلية قدر الإمكان، أمّا إذا لم يتوفّر المصدر الأصلي لديّ، فإنّي قمت بتخريجها على عدّة مصادر أخرى، وربّما عضّدت الجميع بمصادر إضافية إمعاناً في إقامة الحجة وإثباتها.
كما أني أصلحت الأغلاط الإملائية والطباعية التي لا تخلو منها أيّة طبعة لأيّ كتاب، وخاصّة إذا كانت طبعة حجرية، ولم أشر إلى ذلك إلا في موضعين.
أما ما وضعته بين معقوفتين [ ] ولم أشرإليه في الهامش، فهو أحد ثلاثة:
* أمّا عنوان وضعته بين الفقرات والمطالب لزيادة الإيضاح.
* أو إضافة من المصدر المنقول عنه يقتضيها نسق المطلب، ربّما سقطت أثناء الطبع.
* أو زيادة من عند نفسي يقتضيها السياق، ربّما سقطت أثناء الطبع أيضاً.

شكر لا بد منه:

لا يسعني وأنا أقدّم هذه الرسالة ألاّ أن أشكر كلّ من أعانني وأسدى إليَّ معروفاً، لإخراجها بأفضل صورة ممكنة، لا سيّما سماحة حجة الإسلام والمسلمين المحقق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي، الذي تفضّل عليّ
( 36 )

بقراءتها وإبداء الملاحظات العلمية حولها، وكذا كلّ من ساهم بمراحل تهيئتها وإخراجها الأخرى.
وأشكر كذلك مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، في قم، لتفضّلها بنشر هذه الرسالة المهمّة على صفحات مجلّتها الغرّاء «تراثنا».
وفّق الله الجميع لخدمة دينه الحنيف ومراضيه.

وكلمة أخيرة لا بدّ منها:

فأنا لا أدّعي كمالاً في عملي هذا، فما كان إلاّ في خدمة الدين والدفاع عنه ابتغاء غفران الله جلّ وعلا وروضوانه، وما هو إلاّ من منّه وفضله وحسن توفيقه، عسى الله ينفع به، فهو وليّ ذلك، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.
وإنْ هو إلاّ صفحات متواضعة أعددتها ليوم فقري وفاقتي، أرفعها إلى مقام الإمام الحجة المنتظر المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف، راجباّ منه عليه السلام نظرة عطفٍ ولطف.
والحمدلله أوّلاً وآخراً، وصلّى الله وسلّم على محمد وآله الطيّبين الطاهرين.
محمد علي الحكيم
9جمادى الأولى 1415 هـ






( 37 )

صورة الصفحة الأولى من الرسالة

( 38 )

صورة الصفحة الأخيرة من الرسالة

( 39 )

[ الردّ على الوهّابيّة ]



[ تمهيـــد: ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين، والصلاة على محمد سيد الأوّلين والآخرين، صلّى الله عليه وسلّم، وعلى آله أجمعين.

وبـعـد،
فقد عثرت في بعض الجرائد (1)على سؤال نصّه هذا:
«غادر مكّة في شهر رمضان الماضي الشيخ عبدالله بن بليهد، قاضي قضاة الوهّابيّين في الحجاز، قاصداً المدينة المنوّرة، وقد تلقّت جريدة أمّ القرى من مكاتبها في المدينة أنّ الشيخ ابن بليهد اجتمع بعلماء المدينة وباحثهم في أمور كثيرة، ثم وجه إليهم السؤال الآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم، ما قول علماء المدينة المنوّرة ـ زادهم
_________
(1) هي جريدة «أم القرى» العدد 69، بتاريخ 17 شّوال 1344 هـ.
وهذا ممّا أفادني به سماحة العلاّمة المحقق السيد عبدالعزيز الطباطبائي دام بقاؤه.

( 40 )

الله فهماً وعلماً ـ في البناء على القبور واتّخاذها مساجد، هل هو جائز أم لا؟
وإذا كان غير جائز، بل ممنوعُ منهيّ عنه نهياً شديداً، فهل يجب هدمها ومنع الصلاة عندها أم لا؟
وإذا كان البناء في مسبلة ـ كالبقيع ـ وهو مانع من الانتفاع بالمقدار المبنيّ عليه، فهل هو غصب يجب رفعه، لما فيه من ظلم المستحقّين ومنعهم استحاقهم، أم لا؟
وما يفعله الجهال عند هذه الضرائح، من التمسح بها، ودعائها مع الله، والتقريب بالذبح والنذر لها، وإيقاد السرج عليها، هل هو جائز أم لا؟
وما يفعل عند حجرة النبيّ صلى الله عليه وسلّم، من التوجّه إليها عند الدعاء وغيره، والطواف بها وتقبيلها والتمسّح بها، وكذلك ما يفعل في المسجد الشريف، من الترحيم والتذكير بين الأذان والإقامة وقبل الفجر ويوم الجمعة، هل هو مشروع أم لا؟
أفتونا مأجورين، وبيّنوا لنا الأدلّة المستند إليها، لازلتم ملجأً للمستفدين».

وهذا نصّ الجواب:
«أمّا البناء على القبور فهو ممنوع إجماعاً؛ لصحّة الأحاديث الواردة في منعه، وبهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه، مستندين على ذلك بحديث عليٍ رضي الله عنه أنّه قال لأبي الهيّاج: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أن لا تدع
( 41 )

تمثالأ إلاّ طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلاّ سوّيته) رواه مسلم(2).
وأمّا اتّخاذ القبور مساجد والصلاة فيها فممنوع مطلقاً، وإيقاد السرج عليه ممنوع أيضاً؛ لحديث ابن عباس: (لعن رسول الله زائرات القبور، والمتّخذين عليها المساجد والسرج) رواه أهل السنن (3).
وأما ما يفعله الجهّال عند الضرائح، من التمسّح بها، والتقرّب إليها بالذبائح والنذور، ودعاء أهلها مع الله، فهو حرامُ، ممنوع شرعاً، لا يجوز فعله أصلاً.
وأما التوجه إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلّم عند الدعاء، فالأولى منعه، كما هو معروف من فقرات كتب المذهب؛ ولأنّ أفضل الجهات جهة القبلة.
وأما الطواف بها والتمسح بها وتقبيلها، فهو ممنوع مطلقاً.
وأما ما يفعل من التذكير والترحيم والتسليم في الأوقات المذكورة، فهو محدث.
هذا ما وصل إليه علمنا السقيم».
ويلي ذلك توقيع 15 عالماً.
وقد علّقت جريدة «أمّ القرى» على هذه الفتوى بمقالة افتتاحية قائلةً:
«إنّ الحكومة ستسير في تنفيذ أحكام الدين، رضي الناس أم كرهوا»! انتهى.

_________
(2) صحيح مسلم 2/ 666 ح 93 ب 31، كما ورد الحديث باختلاف يسير في بعض ألفاظه في المصادر التالية: مسند أحمد 1/ 96 و 129، سنن النسائي 4/ 88، سنن أبي داود 3/ 215 ح 3218، سنن الترمذي 3/ 366 ح 1049 ب 56.
(3) سنن أبي داود 3/ 218 ح 3236، سنن النسائي 4/ 95.

( 42 )

واطلعت أيضاً على مقالة في بعض الجرائد المصرية (*)، وهذا نصّها:
«تغلّب الوهابيون على الحجاز، فأوفدت حكومة إيران وفداً ـ على رأسه حضرات أصحاب السعادة: ميرزا غفّار خان جلال السلطنة، وزيرها المفوّض في مصر، وميرزا حبيب الله خان هويدا عين الملك، قنصلها الجنرال (4) بالشام ـ إلى الحجاز، ليتبيّنوا وجه الحقيقة فيما أذيع على العالم الإسلامي أجمع من فظائع الوهّابيّين في البلاد المقدّسة، وأتمّ هذا الوفد الرسميّ مهمّته، ورفع تقريره إلى حكومته.
ولما تجدّد نشر الإشاعات بأن الوهابيين هم هم.
وأن التطور الذي غشي العالم أجمع لم يصلح من فساد تطرّفهم شيئاً.
وأنهم هدموا القباب والمزارات المباركة المنبثّة في أرجاء ذلك الوادي المقدس.
وأنّهم ضيّقوا الحرّيّة المذهبيّة الإسلامية، نشراً لمذهبهم، وتوسيعاً لنطاق نحلتهم، في الوقت الذي تقوم فيه جميع حكومات العالم على رعاية الحريّات المذهبيّة.
أصدرت(5) أمرها بوقت التصريح بالسفر للحجاز، حماية لرعاياها، وحفظاً لهم من قصد بلادٍ لم يُعرف تماماً كنه الحكم فيها.
وعادت فأوفدت سعادة ميرزا حبيب الله خان هويدا ـ قنصلها
_________
(*) هي جريدة «المقطّم» في عددها الصادر في 22 شوّال سنة 1344 هـ.
(4) أي: القنصل العامّ.
(5) جواب «لمّا» المتقدّمة.

( 43 )

الجنرال(6) في الشام ـ ثانية، للتحقّق من مبلغ صدق تلك الإشاعات، فإذا بها صحيحة في جملتها!
لم تمنع الحكومة الإيرانية رعاياها من السفر إلى الحجاز لأنّ حكومته وهّابيّة فحسب، ولكنّ الإيرانيّين ألفوا في الحجّ والزيارة شؤوناً يعتقدون أنها من مستلزمات أداء ذلك الركن، ويشاركهم في ذلك جمهور المسلمين من غير الوّهابيّين، كزيارة مشاهد أهل البيت، والاستمداد من نفحاتهم، وزيارة مسجد منسوب للإمام عليٍّ عليه السلام.
وقد قضى الوهابيّ على تلك الآثار جملةً، وقضى رجاله ـ وكلّ فرد منهم حكومة قائمة ـ على الحرّية المذهبيّة.
فمن قرأ الفاتحة على مشهد من المشاهد، جلد.
ومن دخّن سيجارة أو نرجيلة، أهين وضرب وزجّ في السجن، في الوقت الذي تحصّل فيه إدارة الجمارك الحجازيّة رسوماً على واردات البلاد من الدخان والتمباك.
ومن استنجد بالرسول المجتبى عليه صلوات الله وسلامه بقوله: (يا رسول الله) عدّ مشركاً.
ومن أقسم بالنبيّ أو بآله، عدّ خارجاً عن سياج الملّة.
وما حادثة السيد أحمد الشريف السنوسيّ (7) ـ وهو علم من
_________
(6) أي: القنصل العامّ.
(7) هو السيد أحمد الشريف بن محمد بن محمد بن علي السنوسي (1284 ـ 1351 هـ) ولد وتفقّه في «الجغبوب» من أعمال ليبيا، قاتل الإيطاليّين في حربهم مع الدولة العثمانية سنة 1339 هـ ، دعي إلى إسلامبول بعد عقد الصلح بين إيطاليا والعثمانيّين ثمّ رحل منها إلى الحجاز، كان من أنبل الناس جلالة قدر وسراوة حال ورجاحه عقل، وكان على علم غزير،

=


( 44 )

أعلام المسلمين المجاهدين ـ ببعيدة، إذ كان وقوفه وقراءته الفاتحة على ضريح السيّدة خديجة رضوان الله عليها، سبباً كافياً في نظر الوهًابيّين لأخراجه من الحجاز.
كل هذا حاصلٌ في الحجاز لا ينكره أحد، ولا يستطيع الوهّابيّ ولا دعاته ولا جنوده أن يكذّبوه».
انتهى ما أردنا نقله من تلك الجريدة.
فرأيت أن أتكلّم معهم بكلمات وجيزة، جارية في نهج الإنصاف، خالية عن الجور والتعصّب والاعتساف، سالكاً سبيل الرفق والاعتدال، ناكباً عن طريق الخرق والجدال، فما المقصود إلاّ هداية العباد، والله وليّ الرشاد.
ثم إنا نتكلّم فما طعن به الوهّابيّون على سائر المسلمين في ضمن فصول، والله المستعان.
واجتنبت فيه عن الفحش في المقال، والطعن والوقعية والجدال.
هذا، والجرح لما يندمل، وإن القلوب لحرى، والعيون لعبرى، على الرزيّة التي عمّت الإسلام والمسلمين، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
ويا لها من رزيّة جليلة! ومصيبة فاظعة (8) فادحة! وثلمة عظيمة في الإسلام أليمة فجيعة!
كحلت بمقطرك العين عمايةً
وأجلّ وقعك كلّ أذنٍ تسمع(9)

_________

=
وقد صنّف في أوقات فراغه كتباً عديدة.
انظر: الأعلام 1/ 135.
(8) كذا في الأصل، ولعلّها: «قاطعة»، والأصوب لغةً أن تكون: «فظيعة».
(9) من قصيدة لدعبل الخزاعي، يرثي بها سيد الشهداء الإمام أبي عبدالله الحسين بن عليّ بن

=


( 45 )

وعلى الجملة:

فقد هدموا شعائرَ الدين، وجرحوا قلوب المسلمين، بفتوى خمسة عشر، تشهد القرائن بأنّهم مجبورون مضطّرون على هاتيك الفتيا!
ويشهد نفس السؤال ـ أيضاً ـ بذلك، حيث إنّ السائل يعلّمهم الجواب في ضمن السؤال بقول: «وإذا كان غير جائز، بل ممنوع منهيّ عنه نهياً شديداً»!
ويومئ إليه ـ أيضاً ـ ما في الجريدة، أنّه اجتمع إليهم أوّلاً، وباحثهم ثانياً، ومن بعد ذلك وجّه إليهم السؤال المزبور!
ولقد حدّثني بعض الثقات من أهل العلم ـ بعد رجوعه من المدينة ـ عن بعض علمائها، أنّه قال: إنّ الوهّابيّة أوعدوني وعالمين غيري بالقتل والنهب والنفي (على مساعدتهم)(10) في الجواب، فلم نفعل.
هذي المنازل بالغميم فنادها
واسكب سخيّ العين بعد جمادها(11)

_________

=
أبي طالب عليهم السلام، وقد ورد البيت باختلاف في بعض ألفاظه في الديوان المطبوع ومصادر أُخرى هكذا:

كحلت بمنظرك العيون عمايةً * وأصمّ نعيك كلّ أذن تسمع
انظر: ديوان دعبل: 226، معجم الأدباء 11/ 110 و 3/ 129 وفيه: «رزؤك» بدل «نعيك» ولم يسم قائله هنا، الحماسة البصرية 1/ 201.
(10) كذا في الأصل، والصواب: «إنْ لم نساعدهم».
(11) مطلع قصيدة للشريف الرضيّ، يرثي بها سيّد الشهداء الإمام أبي عبدالله الحسين بن علي

=


( 46 )


( 47 )

الفصل الأوّل
في توحيدالله في العبادة

إعلم أنّ من ضروريّات الدين، والمتّفق عليه بين جميع طبقات المسلمين، بل من أعظم أركان أصول الدين: اختصاص العبادة بالله رب العالمين.
فلا يستحقّها غيره، ولا يجوز إيقاعها لغيره، ومن عبد غيره فهو كافرُ مشرك، سواءً عَبَدَ الأصنامَ، أو عبد أشرف الملائكة، أو أفضل الأنام.
وهذا لا يرتاب فيه أحدُ ممّن عرف دين الإسلام.
وكيف يرتاب؟! وهو يقرأ في كل يوم عشر مّرات: (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين) (12).
ويقرأ: (قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين)(13).
ويقرأ في سورة يوسف: (إن الحكم إلاّ لله أمر ألا تعبدوا إلا
_________

=
ابن أبي طالب عليهم السلام، في يوم عاشوراء سنة 391 هـ.
انظر: ديوان الشريف الرضي 1/ 360.
(12) سورة الفاتحة 1: 5 .
(13) سورة الكافرون 109: 1 ـ 6.


( 48 )

إياة ) (14).
ويقرأ في سورة النحل:(وقال الذين أشركوا لو شاءالله ما عبدنا من دونه من شيءٍ نحن ولا آباؤنا ولا حرّمنا من دونه من شيءٍ كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرّسل إلاّ البلاغ المبين )(15).
ويقرأ في سورة التوبة: (وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون)(16).
ويقرأ في سورة البقرة:(أم كنتم شهداء إذْ حضرَ يعقوبَ الموتُ إذْ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون ) (17).
ويقرأ في سورة الأعراف: (وإلى عادٍ أخاهم هوداً ـ إلى قوله عزّ من قائل: ـ قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ) (18).
ويقرأ في [ سورة ] الزمر:(والذين اتّخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ماهم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذبٌ كفار)(19).
ويقرأ فيها:(ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركتَ ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين* بلِ الله فاعبدْ وكن
_________
(14) سورة يوسف 12: 40.
(15) سورة النحل 16: 35.
(16) سورة التوبة 9: 31.
(17) سورة البقرة 2: 133.
(18) سورة ا لأعراف 7: 65 ـ 70.
(19) سورة الزمر 39: 3.

( 49 )

من الشاكرين) (20) .
ويقرأ فيها:(قل الله أعْبُدُ مُخْلصاً لهُ ديني)(21).
ويقرأ في سورة النساء :(واعبدوا الله وال تشركوا به شيئاً ) (22) .
ويقرأ في سورة هود:(ألاّ تعبدوا إلاّ الله إنني لكم منه نذيرٌ وبشير) (23).
ويقرأ في سورة العنكبوت:(يا عبادي الذين آمنوا إنّ أرضي واسعة فإيّاي فاعبدون) (24).
إلى غير ذلك من الآيات الفرقانيّة، والأحاديث المتواترة(25).
لكنّ العبادة ـ كما هو المفسّر في لسان المفسّرين، وأهل العربيّة، وعلما الإسلام ـ: غاية الخضوع؛ كالسجود، والركوع، ووضع الخدّ على التراب والرماد تواضعاً، وأشباه ذلك، كما يفعله عبّاد الأصنام لأصنامهم(26) .

_________
(20) سورة الزمر 39 : 65 و 66.
(21) سورة الزمر 39: 14.
(22) سورة السناء 4: 36.
(23) سوره هود 11: 2.
(24) سورة العنكبوت 29: 56.
(25) انظر ذلك في تفسير الآيات الكريمة المتقدّمة ـ على سبيل المثال ـ وغيرها في مختلف التفاسير، ولاحظ كتاب «التوحيد» للشيخ الصدوق، والكافي 1/ 57 ـ 127 كتاب التوحيد.
(26) انظر ذلك ـ على سبيل المثال ـ في تفسير آية(إيّاك نعبدُ وأيّاك نسْتعين ) في: التبيان 1/ 37 ـ 39، مجمع البيان 1/ 25 ـ 26، الصافي 1/ 71 ـ 72، كنز الدقائق 1/ 54 ـ 56، نور الثقلين 1/ 19 ـ 20، آلاء الرحمن 1/ 56 ـ 59، البيان: 456 ـ 483، الجامع لأحكام القرآن 1/ 145، جامع البيان 1/ 160، الدرّ المنثور 1/ 37، التفسير الكبير

=


( 50 )

وأمّا زيارة القبور والتمسّح بها وتقبيلها والتبرّك بها، فليس من ذلك في شيء كما هو واضحُ، بل ليس فيها شيء من الخضوع فضلاً عن كونها غاية الخضوع.
مع أنّ مطلق الخضوع ـ كما عرفت ـ ليس بعبادة، وإلاّ لكان جميع الناس مشركين حتّى الوهّابيّين! فإنّهم يخضعون للرؤساء والأمراء والكبراء بعض الخضوع، ويخضع الأبناء للآباء، والخدم للمخدومين، والعبيد للموالي، وكلّ طبقة من طبقات الناس للّتي فوقها، فيخضعون إليهم بعض الخضوع، ويتواضعون لهم بعض التواضع.
هذا، وقد قال الله عزّ من قائل في تعليم الحكمة:(واخفض لهما جناح الذّلّ من الرحمة)(27).
أترى الله حين أمر بالخضوع للوالدين أمر بعبادتمها؟!
ويقول سبحانه:(لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيِّ ولا تجْهَروا له بالقول ... ) إلى آخرها(28).
أليس هذا خصوعاً وتواضعاً؟!
أترى الله سبحانه أمر بعبادة نبيّة؟!
أوليس التواضع من الأخلاق الجميلة الزكيّة، وهو متضمّن لشيء من الخضوع لا محالة؟!
أوترى الله نهى يصنع بأنبيائه وأوليائه نظير ما أمر أن يصنع بسائر المسلمين من التواضع والخضوع؟!
وقد كان الصحابة يتواضعون للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم،
_________

=

1/ 242، ومادّة (عبد) في : لسان العرب 3/ 273.
(27) سورة الإسراء 17: 24.
(28) سورة الحجرات 49 : 2.

( 51 )

ويخضعون له، وذلك من المسلّمات بين أهل السير والأخبار.
بل روى البخاري في صحيحه:
* «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالهاجرة إلى البطحاء، فتوضّأ، ثمّ صلّى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، وبين يديه عنزة.
قال شعبة: وزاد فيه عون: عن أبيه، عن أبي جحيفة، قال: كان تمرّ (29) من ورائها المرأة.
وقام الناس فجعلوا يأخذون يده (30) فيمسحون بها وجوههم.
قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك»(31) .

[ زيارة القبور: ]
وأمّا الأخبار الدالّة على زيارة القبور فنذكر عدّة منها، وإن كان لا حاجة إلى ذكرها لوضوح المسألة، حتّى أنّ الوهّابيّين ـ أيضاً ـ غير مانعين عن أصل الزيارة.
* فروى البخاري عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنّه «خرج يوماً فصلّى على أهل أحد صلاته على الميّت، ثمّ انصرف إلى المنبر... » إلى آخره(32).

_________
(29) في المصدر: يمرّ.
(30) في المصدر: يديه.
(31) صحيح البخاري 4/ 229، والعنزة ـ بالتحريك ـ: هي أطول من العصا وأقصر من الرمح، فيها سنان كسنان الرمح، وربّما في أسفلها زجّ كزُجّ الرمح. انظر: القاموس المحيط 2/ 184، لسان العرب 5/ 384.
(32) صحيح البخاري 2/ 114، سنن أبي داود 3/ 216 ح 3223 إلى كلمة «انصرف».

( 52 )

* وروى فيه عن أنس، قال: «مرّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتّقي الله واصبري ...» إلى آخره(33) ولم ينهها عن زيارة القبر.
* وروى الدارقطني في السنن وغيرها، والبيهقي، وغيرهما، من طريق موسى بن هلال العبدي، عن عبدالله العمري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم»: من زار قبري وجبت له شفاعتي» (34) .
* وعن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، مرفوعاً، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: «من جاءني زائراً ليس له حاجة إلاّ زيارتي، كان حقّاً عليً أن أكون له شفيعاً يوم القيامة»(35) .
* وعن ليث ومجاهد، عن [ ابن ] عمر، مرفوعاً، قال صلّى الله عليه وسلّم: «من حجّ وزار قبري بعد وفاتي، كان كمن زارني في حياتي»(36) .

_________
(33) صحيح البخاري 9/ 81 باختلاف يسير في بعض الألفاظ، وفي 2/ 93 إلى كلمة «واصبري» باختلاف يسير في بعض الألفاظ أيضاً، وانظر: الأنوار في شمائل النبيّ المختار 1/ 200 ح 239 والمصادر الأخرى التي في هامشه.
(34) سنن الدار قطني 2/ 278 ح 194، شعب الإيمان 3/ 490 ح 4159، مجمع الزوائد 4/ 2، الصلات والبشر: 142، الدرّ المنشور 1/ 569، كنز العمال 15/ 651 ح 42583، الكنى والأسماء 2/ 64، الكامل 6/ 2350، والنظر: الغدير 5/ 93 ـ 96 ح 1 ومصادره.
(35) ورد الحديث باختلاف يسير في: المعجم. الكبير 12/ 291 ح 13149، مجمع الزاوئد 4/ 2، الصلات والبشر: 142، الدرّ المنصور 1/ 569، كنز العمّال 15/ 256 ح 34928، وانظر: الغدير 5/ 97 ـ 98 ح 2 ومصادره.
(36) سنن الدار قطني 2/ 278 ح 192، شعب الإيمان 3/ 489 ح 4154، السنن الكبرى 5/ 246، المعجم الكبير 12/ 406 ح 13497، الصلات والبشر: 143، الدرّ المنثور

=


( 53 )

* وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من زارني كنت له شهيداً أو شفيعاً» (37).
* وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من حجّ [ البيت ] ولم يزرني فقد جفاني »(38) .
* وعن أبي هريرة، مرفوعاً، عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم، قال: «من زارني بعد موتي فكأنّما زارني حيّاً» (39) .
* وعن أنس، مرفوعاً، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، [ قال]: «من زارني ميّتاً كمن زارني حيّاً، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة»(40).
* وعن ابن عبّاس، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن لم يزرني فقد
_________

=

1/ 569، كنز العمّال 5/ 135 ح 12368 و 15/ 651 ح 42582، وفيها: «فزار» بدل «وزار»، وانظر: الغدير 5/ 98 ـ 100 ح 3 ومصادره.
(37) ورد الحديث باختلاف يسير في: شعب الإيمان 3/ 489 ذح 4153، كنز العمّال 5/ 135 ح 12371، كما ورد مضمونه في: السنن الكبرى 5/ 245، شعب الإيمان 3/ 488 ح 4152 و 489 ح 4157، الصلات والبشر: 143، الدّر المنثور 1/ 569، وانظر: الغدير 5/ 100 ـ 101 ح 5 ومصادره.
(38) الدر المنثور 1/ 569، الصلات والبشر: 143، كنز العمال 5/ 135 ح 12396، الكامل 7/ 2480، والنظر: الغدير 5/ 100 ح 4 ومصادره.
(39) ورد الحديث باختلاف في سنده وبعض الفاظه في: مجمع الزوائد 4/ 2، الصلات والبشر: 142 و 143، الدّر المنثور 1/ 569، كنز العمّال 5/ 135 ح 12372، المواهب اللدنّية 8/ 298و 299، وانظر: الغدير 5/ 101 ـ 102 ح 6 ومصادره، وقد روي فيها عن حاطب بن أبي بلتعة مرفوعاً، وص 105 ـ 106 ح 14 وفيه: عن ابن عمر مرفوعاً.
(40) الصلات والبشر: 143، كشف الخفاء 2/ 328 ـ 329ح 2489، وانظر: الغدير 5/ 104 ح 10 ومصادره.

( 54 )

جفاني»(41) .
إلى غير ذلك من الأحاديث التي يجوز مجموعها حدّ المتواتر.
* وفي «الموطّأ» أنّ ابن عمر كان يقف عند قبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فيسلّم عليه وعند أبي بكر وعمر(42) .
* وسئل نافع: هل كان [ ابن ] عمر يسّلم على قبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟
فقال: رأيته مائة مرّة أو أكثر يسلّم على النبيّ وعلى أبي بكر(43).
قال عياض: زيارة قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سنّة أجمع عليها المسلمون(44).
* وروى بريدة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إنّي نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها»(45).
* وعن بريدة، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا خرج إلى المقابر قال: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والسلمين».

_________
(41) مختصر تاريخ دمشق 2/ 407، وفاء الوفا 4/ 1346 ـ 1347 ح 14 و 16، وانظر: الغدير 5/ 104 ـ 105 ح 12 ومصادره، وقد روي فيها عن أميرالمؤمنين الإمام عليّ عليه السلام مرفوعاً بدلأ من ابن عبّاس.
(42) المؤطّأ 1/ 166ح 68، شعب الإيمان 3/ 490 ح 4161، الدّر المنثور 1/ 570، وفاء الوفا 4/ 1358.
(43) حقيقة التوسّل والوسيلة: 111، وقال في الهامش: أخرجه الإمام عبدالله بن دينار عن ابن عمر.
(44) شرح الشفا 3/ 511، وفاء الوفا 4/ 1362.
(45) صحيح مسلم 2/ 672 ح 977، سنن النسائي 8/ 310 ـ 311 و ج 4/ 89، سنن الترمذي 3/ 370 ح 1054، سنن أبي داود 3/ 218 ح 3235، السنن الكبرى 4/ 77، المعجم الكبير 2/ 19 ح 1152 و 94 ح 1419، المصنّف 3/ 342.

( 55 )

رواه مسلم(46).
* وعن ابن عباس، أنّ النبي [ كان ] يخرج إلى البقيع آخر الليل فيقول: «السلام عليكم ...» الخبر.
رواه مسلم(47).

[ التبرُّك بالقبور: ]
وأما التبرّك بالقبور وتقبيلها والتمسّح بها:
فقد نقل عبدالله بن أحمد بن حنبل في كتاب «العلل والسؤالات» قال: سألت أبي عن الرجل يمسّ منبر رسول الله يتبرّك بمسّه وتقبيله، ويفعل بالقبر ذلك رجاء ثوابِ الله، فقال: لا بأس به(48).
ونقل عن مالك التبرّك بالقبر(49) .
وروي عن يحيى بن سعيد ـ شيخ مالك ـ أنّه حينما أراد الخروج إلى العراق جاء إلى المنبر وتمسّح به(50) .
ونقل السبكي روايةً ليحيى بن الحسن، عن عمر بن خالد، عن أبي نباتة، عن كثير بن يزيد، عن المطّلب بن عبدالله، قال: أقبل
_________
(46) صحيح مسلم 2/ 671 ح 975، وسنن النسائي 4/ 94.
(47) صحيح مسلم 2/ 669 ح 974 عن عائشة، وسنن الترمذي 3/ 369 ح 1053 عن ابن عبّاس.
(48) العلل ومعرفة الرجال 2/ 492 ح 3243، وعنه في وفاء الوفا 4/ 1404، وانظر مؤدّاه أيضاً في ص 1403.
(49) انظر مؤدّاه في وفاه الوفا 4/ 1407.
(50) وفاء الوفا 4/ 1403.

( 56 )

مروان بن الحكم وإذا رجلٌ ملتزم القبر، فأخذ مروان برقبته وقال: ما تصنع؟!
فقال: إنّي لم آتِ الحجر ولا اللبن، إنّما جئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم(51) .
وذكر رواية أحمد، قال: وكان الرجل أبا أيّوب الأنصاري(52) .
* ونقل هذه الرواية أحمد، وزاد فيها أنّه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لا تبكوا على الدين إذا ولوه أهله، وابكوا عليه إذا وليه غير أهله(53).
وذكر ابن حمّاد أنّ ابن عمر كان يضع يده اليمنى على القبره(54) .
ولو رمنا ذكر جميع الأحاديث لخرجنا من حدّ الاختصار، وفيما ذكر كفاية، فضلاً عن سيرة المسلمين.
وما عرفت من أنّ تلك الأمور خارجة عن حقيقة العبادة، فإذاً لا وجه للمنع عنها وإن لم يكن دليل عليها.
هذا، وقد قال الله عزَّ وجلَّ: (وَمَن يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإَنّها مِن تَقْوى القُلُوب )(55) .
_________
(51) شفاء السقام عن مسند أحمد 5/ 422.
(52) شفاء السقام عن مسند أحمد 5/ 422.
(53) شفاء السقام عن مسند أحمد 5/ 422، وفاء الوفا 4/ 1358 ـ 1359.
(54) وفاء الوفا 4/ 1405.
(55) سورة الحجّ 22: 32.