الصحيفة الصادقية ::: 61 ـ 75
(61)
وَأَعْتَصِمُ ، وَبِكَ أَسْتَجِيرُ في جَميعِ أُمُوري ، وَأَنْتَ غِيَاثي ، وَعِمادِي ، وَأَنْتَ عِصْمَتي وَرَجَائِي ، وَأَنْتَ ، اللهَ رَبِّي لا إلهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسي ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لي في لَيْلي وَنَهَارِي ، وَمَسَائِي وَصَبَاحِي ، وَمَقَامي ، وَسَفَري ، يا أَجْوَدَ الَأجْوَدِينَ ، وَيا أَكْرَمَ الَأكْرَمِينَ ، وَيا أَعْدَلَ الفَاصِلينَ ، وَيا إلهَ اَلَأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، ويا ماَلِكَ يَوْمِ الدِّينِ ، وَيا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ،
    يا حَيُّ يا قَيُّوم ُ، يا حَيُّ لا يَمُوتُ ، لا إلهَ إلَّا أَنْتَ ، بمُحَمَّدٍ يا اللهُ ، بِعَلِيٍّ يا اللهُ ، بِالحَسَنَ ، يا اللهُ ، بالحسين يا الله ...
    وكان يتوسل إلى الله ، بالبقية ، من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، ثم يقول :
    صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَخُذْ بِنَاصِيَةِ مَنْ أَخَافَه
    ـ وكان يسميه بأسمه ـ
    وَذَلِّلْ لي صَعْبَهُ ، وَسَهِّلْ لي قِيَادَهُ ، وَرُدَّ عَنِّي نَافِرَةَ قَلْبِهِ ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ ، وَاصْرِفُ عَنيِّ شَرَّهُ ، فَإنِّي بِكَ أَعُوذُ وَأَلوُذُ ، وَبِكَ أثِقُ ، وَعَلَيْكَ أَعْتَمِدُ وَأَتَوَكَّلُ ، فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاصْرِفْهُ عَنِّي فَإنَّكَ غَيَاثُ المُسْتَغِيثِينَ ، ومُجِيرُ المُسْتَجِيرينَ ، وَمَلْجَأُ اللاجِئِينَ ، وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .. » (1)
    وهكذا ، كان الامام عليه السلام ، يفزع إلى الله ، ويلجأ إليه ، في كل ما يَحْذَرُ ، وَيَخَافُ مِنْهُ ، سَوَاء أَكَانَتِ السُّلْطَةُ أَمْ غَيْرُهَا ، وَمِنَ الطَّبِيعِيِّ ، أَنَّ الفَزَعَ إلى اللهِ في كُلِّ شَيْءٍ هُوَ مُنْتَهَى اَلايمَان.
1 ـ البلد الامين ( ص 154 ـ 155 ).

(62)
    5 ـ دعاؤه في دفع ما يحذر منه :
    كان الامام الصادق عليه السلام ، أذا خاف شيئا ، دعا بهذا الدعاء الشريف ، للسلامة والنجاة منه ، وهذا نصه :
    « أعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِقُدْرَةِ الله ، وَأَعوُذُ بِجَلَالَ اللهِ ، وَأعَوذُ بِعَظَمَةِ اللهِ ، وَأَعُوذُ بِعَفْو اللهِ ، وَأَعُوذُ بِمْغفِرَةِ الله ، وَأعُوذُ بِرَحْمَةِ الله ، وَأَعُوذُ بِسُلْطَانِ اللهِ ، الذي هُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَعُوذُ بِكَرَمِ الله ، وَأَعُوذُ بِجَمْعِ اللهِ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، وَكُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ، وَشَرِّ كُلِّ قَرِيبٍ ، أَوْ بَعِيدٍ ، أَوْ ضَعِيفٍ ، أَوْ شَدِيدٍ ، وَمنْ شَرِّ السَامَّةِ ، وَالهَامَّةِ ، وَاللَّامَّةِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابِّةِ ، صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ ، بِلَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ ، وَمِنْ شَرِّ فُسَّاقِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ اَلْجِنِّ وَالأنْسِ .. » (1).
    لقد تضرع الامام عليه السلام ، أن يقيه من شر الجبابرة ، والطغاة ، وينجيه من شر القريب والبعيد ، ويسلمه من إعتداء الفساق ، الذين لا يرجون لله وقارا.

    6 ـ ادعيته في الوقاية من الخوف والهم :
    أما الخوف والهم ، فإنهما من أسوأ الكوارث ، التي يمنى بها الانسان ، فيشيعان في نفسه القلق والاضطراب ، ويجعلانه يعيش في شقاء ، وقد أثرت عن الامام الصادق عليه السلام ، بعض الادعية للتخلص منهما ، وفيما يلي بعضها :
    أ ـ روى سعيد بن يسار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يدخلني الغم ، فقال : أكثر من قول :
1 ـ اصول الكافي 2 /.

(63)
    « اللهُ ، اللهُ رَبِّي ، لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ،
    فإذا خفت وسوسة ، أو حديث نفس ، فقل :
    « اَلْلّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ ، وَأبْنَ عَبْدِكَ ، وَابنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتي بِيَدِكَ ، عَدْلٌ فيَّ حُكْمُكَ ، مَاضٍ في قَضَاؤُكَ ، اللُّهُمَ أِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، أَنْزَلْتَهُ في كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمتَهُ أَحَدَاً من خَلْقِكَ ، أَوْ أسْتَأثَرْتُ بِهِ في عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ نُوُرَ بَصَرِي ، وَرَبِيعَ قَلْبِي ، وَجَلاءَ حُزْني ، وَذَهَابَ هَمِّي ، اللهُ ، اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً .. (1).
    ب ـ وروى إسماعيل بن جابر ، عن الامام الصادق عليه السلام ، في إزالة الهم عن النفس ، قال : تغتسل ، وتصلي ركعتين ثم تقول :
    « يا فَارِجَ الهَمِّ ، يا كَاشِفَ الغَمِّ ، يا رَحْمنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَرَحِيمَهُمَا ، فَرِّجْ هَمِّي ، وَاكْشِفْ غَمِّي ، يا اللهُ اَلْوَاحِدُ ، اَلَأحَدُ ، اَلْصَمَدُ ، الذي لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ ، إعْصِمْني ، وَطهِّرْنِي ، وأَذْهِبْ بِبَلِيِّتي ...
    واقرأ آية الكرسي والمعوذتين (2) .
    ج ـ روى سماعة عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال : إذا خفت أمرا فقل :
     « اللُّهُمَّ ، إنَّكَ لا يَكْفي مِنْكَ أَحَدٌ ، وَأَنْتَ تَكْفِي مِنْ كُلِّ أَحَدٍ ، مِنْ
1 ـ اصول الكافي 2 / 561.
2 ـ اصول الكافي 2 / 557.


(64)
خَلْقِكَ ، فَاكْفِنِي ما أَهِمَّني ، ( وَتَذْكُرُ مَا أَهَمَّكَ ) ...
    وفي رواية أخرى أنه قال : تقول :
    « يا كَافِياً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَلا يَكْفي مِنْكَ شَيْءٌ في السموَاتِ وَاَلْأرضِ إكْفِنِي ما أَهَمَّني مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ .. » (1)
    إن هذه الادعية الجليلة ، من الادعية الروحية ، التي أثبتت البحوث النفسية الحديثة أنها من أنجع الوسائل في علاج الامراض النفسية.

    7 ـ أدعيته في التحرز من المنصور :
    لم يمر على العلويين دور أسوأ ، ولا أبشع ، من عهد المنصور الدوانيقي ، فقد جهد هذا الطاغية السفاك في ظلمهم ، والتنكيل بهم ، وقد صب جام غضبه ، على الصغير والكبير ، ولم تسلم من شره ، حتى السيدات ، من العلويات ، وقد حاول عدة مرات ، الفتك بالامام ، ولكن الله أنجاه من شره ، ببركة أدعية الامام عليه السلام ، وفي ما يلي تلك الادعية :
    أ ـ سافر المنصور الدوانيقي ، إلى بيت الله الحرام ، فلما انتهى إلى يثرب ، أمر حاجبه الربيع ، بإحضار الامام الصادق عليه السلام ، لاغتياله ، ولما مثل عنده عرف قصده ، وما بيته له من الشر ، فدعا الله تعالى ، بهذا الدعاء الجليل ، فأنجاه منه ، وهذا نصه :
    « اللّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ يا مُدْرِكَ الهَارِبينَ ، ويا مَلْجَأَ الخَائِفِينَ ، وَيا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخينَ ، ويا غِيَاثَ المُسْتَغِْيثِينَ ، وَيَا مُنْتَهَى غَايَةِ السَّائِلينَ ، وَيَا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرينَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا حَقُ ، يا مُبِينُ ، يَا ذَا
1 ـ اصول الكافي 2 / 557.

(65)
الكَيْد المَتينِ ، يا مُنْصِفَ المَظْلُومِينَ مِنَ الظَّالِمينَ ، يا مُؤْمِنَ أَوْلِيَائِهِ مِنَ العَذَابِ المُهِينِ ، يا مَنْ يَعْلَمُ خَافِيَاتِ الَأعْيُنِ ، وَخَافِيَاتِ لَحْظِ الجُفُونِ ، وسَرَائِرَ القُلُوبِ ، وَمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ ، يا رَبِّ السَّموَاتِ وَالأرَضَينِ ، وَالَملآئِكَةِ المُقْرَّبِينَ ، وَاَلَأنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ ، وَرَبَّ الإنْسِ وَالجِنِّ أجْمَعينَ ، يا شَاهِداً لا يَغِيبُ ، يَا غَالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ ، يا مَنْ هُوَ على كُلِّ شَيْءٍ رَقيبٌ ، وَعلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبٌ ، وَمِنْ كُلِّ عَبْدٍ رَقِيبٌ ،ْ وَلِكُلِّ دَعْوَةٍ مُسْتَجِيبٌ ، يا إلهَ المَاضِينَ ، وَالغَابِرِينَ ،ِ وَالجَاحِدِينَ ، وإلهَ الصَامِتِين ، وَالنَّاطِقِينَ ، ورَبَّ الَأخْيَارِ المُنِيبينَ.
    يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا عَزِيزُ ، يا حَكِيمُ ، يا غَفُورُ ، يا رَحيمُ ، يا أَوَّلُ ، يا قَدِيمُ يَا شَكُورُ ، يَا قَاهِرُ ، يَا عَلِيمُ ، يا سَميعُ ، يا بَصِيرُ ، يا لَطِيفُ ، يا خَبِيرُ ، يا عَالِمُ ، يا قَدِيرُ ، يا قَهَّارُ ، يا غَفَّارُ ، يا جَبَّارُ ، يا خَالِقُ ، يا رَاَّزقُ ، يا فَاتِقُ ، يا وَاثِقُ ، يا صَادِقُ ، يا أَحَدُ ، يا مَاجِدُ ، يا صَمَدُ يا رَحْمنُ ، يا فرْدُ ، يا حنَّانُ ، يا مَنَّانُ ، يا سُبُّوحُ ، يا قُدُّوسُ ، يا رَؤوُفُ ، يا مُهَيْمِنُ ، يا حَمِيدُ ، يا مَجيدُ ، يا مُبْدِىءُ يا مُعِيدُ ، ياوَليُّ ، يا عَلِيُّ ، يا غَنِيُّ ، ياقَوِيُّ ، يا بَارِىءُ ، يا مُصَوِّرُ ، يا مُقْتَدِرُ ، يا بَاعِثُ ، يا وَارِثُ ، يا مُتَكَبِّرُ ، يا عَظِيمُ ، يا بَاسِطُ ، يا سَلَامُ ، يا مؤمِنُ ، ياوَتْرُ ، يا مُعْطي ، يا مَانِعُ ، يا ضَارُّ ، يا نَافِعُ ، يا مُفَرِّقُ يا جَامِعُ ، يا حَقُّ ، يا مُبِينُ ، يا حَيُّ ، يا قَيُّومُ ، يا وَدُودُ ، يا مُعيدُ ، يا طَالبُ ، يا غَالِبُ ، يا مُدْرِكُ ، يا جَلِيلُ ، يا مُفْضِلُ ، يا كَرِيمُ ، يا مُتَفَضِّلُ ، يا مُتَطَوِّلُ ، يا أوَّابُ ، ياسَمْحُ ، يا فَارِجَ الهمِّ ، يا كَاشِفَ الغّمَ ، يا مُنْزِلَ الحَقَّ ، يا قَائِلَ الصِّدْقُ ، يا فَاطِرَ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، يا عِمَادَ السَّموَاتِ وَالأرّضِ ، يا مُمْسِكَ السَّموَاتِ وَالَأرْضِ ، يا ذَا البَلَاءِ الجَمِيلِ ، وَالطَّوْلِ العَظِيمِ ، ياَ


(66)
ذا السُّلْطَان الذي لا يُذَلُّ ، وَالعِزّ الذي لا يُضَامُ ، يا مَعْرُوفاً بِالإحْسَان ، يا مَوْصُوفاً بالإمْتِنَانِ ، يا ظَاهِراً بِلا مُشَافَهَةٍ ، يا باطِناً بِلا مُلامَسَةٍ ، يا سَابِقَ الأشْيَاءِ بِنَفْسِهِ ، يا أَوَّلاً بِلَا غَايَةٍ ، يا آخِراً بِلا نِهَايةٍ ، يا قَائِماً بِلا انْتِصَابٍ ، يا عَالِماً بِلا اكْتِسَابٍ ، يا ذَا الَأسْمَاءِ الحُسْنى ، والصِفَاتِ المُثلىَ ، والمَثَلِ الأعْلَى ، يا مَنْ قَصُرَتْ عَنْ وَصْفِهِ أَلْسُنُ الوَاصِفِينَ ، وَانْقَطَعَتْ عَنْهُ أَفْكاَرُ المُتَفَكِّرِينَ ، وَعَلا وَتَكَبَّر عَنْ صِفَاتِ المُلْحِدِينَ ، وَجَلَّ وَعَزَّ عَنْ عَيْبِ العَائِبينَ ، وَتَبَارَكَ وَتَعَالىَ عَنْ كَذِبَ الكَاذِبينَ ، وَأَبَاطِيلِ المُبْطِليِنَ ، وَأَقَاَوِيلِ العَادلينَ ، يا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ ، وَظَهَرَ فَقَدَرَ ، وَأَعْطَى فَشَكَرَ ، وَعَلَا فَقَهَرَ ، يا رَبَّ العَيْنِ وَالأثَرِ ، وَالجِنِّ وَالبَشَرِ ، وَالُأنْثى وَالذَّكَر ، وَالبَحْثِ وَالنَظَرِ ، وَالقَطَرِ وَالمَطَرِ ، وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ ، وَشَاهِدَ النَّجْوى ، وَكَاشِفَ الغَمِّ ، وَدَافِعَ البَلْوَى ، وَغَايَة كُلِّ شَكْوَىَ ، يانِعْمَ النَّصِيرِ ، وَالمَوْلَى ، يا مَنْ هُوْ على العَرْش ِاستَوَى ، لَهُ ما في السَّموَاتِ ، وَمَا في الَأرْضِ ، وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ، يا مُنْعِمُ ، يا مُحْسِنُ ، يا مُجْمِلُ ، يا كَافِي يا شَاَفِي ، يا مُحْيي يا مُمِيتُ ، يا مَنْ يَرَى ، وَلا يُرىَ ، وَلا يَسْتَعِينُ بِسَناءِ الضِياءِ ، يا مُحْصِي عَدَدَ الَأشْيَاءِ ، يا عَاليَ الجَدِّ ، يا غَالبَ الجُنْدِ ، يا مَنْ لَهُ على كُلِّ شَيْءٍ يَدٌ ، وَفي كُلِّ شَيْءٍ كَيْدٌ ، يا مَنْ لا يُشْغِلُهُ صَغِيرٌ عَنْ كَبِيرٍ ، وَلا حَقِيرٌ عَنْ خَطِيرٍ ، وَلَا يَسِيرٌ عَنْ عَسِيرٍ ، يا فَاعِلُ بِغَيْر مُبَاشَرَةٍ ، يا عَالِمُ مِنْ غَيْرِ مُعَلِّمِ ، يا مَنْ بَدَأَ بِالنِّعْمَةِ قَبْلَ استِحقَاقِهَا ، وَالفَضِيلَةِ قَبْلَ اسْتيجَابِها ، يا مَنْ أَنْعَمَ على المُؤْمِنِ وَالكَافِرِ ، وَاسْتَصْلَحَ الفَاسِدِ وَالصَالِحَ عَلَيْهِ ، وَوَدَدَ المُعَانِدَ وَالشَّارِدَ عَنْهُ ، يا مَنْ أَهَلَكَ بَعْدَ البَيِّنَةِ ، وَأَخَذَ بَعْدَ قَطْعِ المَعْذِرَةِ ، وَأَقَامَ الحُجَّةَ ، وَدَرَأَ عَنِ القُلُوبِ الشُبْهَةَ ، وَأَقَامَ الدَّلاَلَةَ ، وَقَادَ إلى مُعَايَنَةِ الآيَةِ ، يا بَارِىءَ الجَسَدِ ، وَمُوسِعَ البَلَدِ ، وَمُجْرِيَ


(67)
القُوتِ ، وَمُنْشِرَ العِظَامِ بَعْدَ المَوْتِ ، وَمُنْزِلَ الغَيْثِ ، يا سَامِعَ الصَّوْتِ ، وَسَابِقَ الفَوْتِ ، يا رَبِّ اَلآيَاتِ ، وَالمُعْجِزَاتِ ، مِنْ مَطَرٍ وَنَبَاتٍ ، وَآبَاءٍ وَأُمَّهَاتٍ ، وَبَنِينَ وَبَنَاتٍ ، وَذَاهِبٍ وَآتٍ ، وَلَيْلٍ دَاجٍ ، وَسَماءٍ ذَاتِ أَبْرَاجٍ ، وَسِرَاجٍ وَهَّاجٍ ، وَبَحرٍ عُجَاجٍ ، وَنُجُومٍ تًموُرُ ، وَمِيَاهٍ تَغُورُ ، وَمِهَادٍ مَوْضُوعٍ ، وَسِترٍ مَرْفوُعٍ ، وَرِيَاحٍ تَهُبُّ ، وَبَلَاءٍ مَدَفُوعٍ ، وَكَلامٍ مَسْمُوعٍ ، وَيَقَظَةٍ وَمَنَامٍ ، وَسِبَاعٍ وَأنَعْامٍ ، وَدَوَابٍّ وَهَوَامٍّ ، وَغَمَامٍ وَأَكْمَامٍ ، وَأُموُرٍ ذاتِ نِظَامٍ ، مِنْ شِتَاءٍ وَصَيْفٍ ، وَرَبِيعٍ وَخَرِيفٍ ، أَنْتَ يا رَبِّ خَلَقْتَ هَذَا ، فَأحْسَنْتَ ، وَقَدَّرْتَ فَأَتْقَنْتَ ، وَسَوَّيْتَ فَأَحْكَمْتَ ، وَنَبهْتَ على الفِكْرَةِ ، فَأَنْعَمْتَ ، وَنَادَيْتَ الأحْيَاءَ فَأَفْهَمْتَ ، فَلَمْ يَبْقَ عَلَيَّ إلَّا الشُكْرُ لَكَ ، وَالذِّكْرُ لِمَحَامِدِكَ ، وَالإنْقِيَادُ لِطَاعَتِكَ ، وَالإسْتِمَاعُ لْلداعِي إلَيْكَ ، فَإنْ عَصَيْتُكَ فَلَكَ الحُجَّةُ ، وَإنْ أَطَعْتُكَ فَلَكَ المِنَّةُ ، يا مَنْ يُمْهِلْ فَلا يُعْجِلْ وَيَعْلَمُ فلا يَجْهَلُ ، وَيُعْطِي فَلَا يَبْخَلُ ، يا أَحَقَّ مَنْ عُبِدَ ، وَحُمْدَ وَسُئِلَ ، وَرُجِيَ وَاعْتُمِدَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ مُقَدَّسٍ ، مُطَهَّرٍ ، مَكْنُونٍ اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ ، وَكُلِّ ثَنَاءٍ عَالٍ رَفِيعٍ ، كَريمٍ رَضِيتَ بِهِ مِدَحَةً لَكَ ، وَبِحَقِّ كُلِّ مَلَكٍ قَرُبَتْ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَكَ ، وَبِحَقِّ كُلِّ نَبِيٍ أرْسَلْتَهُ إلى عِبَادِكَ ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ مُصَدِّقاً لِرُسُلِكَ ، وَبِكُلِّ كِتَابٍ فَضَّلْتَهُ وَفَصَّلْتَهُ ، وَبَيَّنْتَهُ وَأَحْكَمْتَهُ ، وَشَرَعْتَهُ ، وَنَسَخْتَهُ ، وَبِكُلِّ دُعَاءٍ سَمِعْتَهُ فَأَحْبَبْتَهُ ، وَعَمَلٍ رَفَعْتَهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ مَنْ عَظَّمْتَ حَقَّهُ ، وَأعْلَيْتَ قَدْرَهُ ، وَشَرَّفْتَ بُنْيَانَهُ ، مِمَّنْ أَسْمَعْتَنَا ذِكْرَهُ ، وَعَرَّفْتَنَا أَمْرَهُ ، وَمِمَّنْ لَمْ تُعَّرِفْنَا مَقَامَهُ ، وَلَمْ تُظْهِرْ لَنَا شَأْنَهُ مِمَّنْ خَلَْتَهُ ، مِنْ أَوَّلَِ ما ابْتَدَأْتَ بِهِ خَلْقَكَ ، وَمِمَّنْ تَخْلُقُهَ إلى انْقضَاءِ الدهْرِ ، وَأَسْأَلُكَ بِتَوْحِيدِكَ الذي فُطِرَتْ عَلَيْهِ العُقُولُ ، وَأُخِذَتْ بِهِ المَوَاثِيقُ ، وَأُرْسِلَتْ بِهِ الرُسُلُ وَأُنٍزِلَتْ عَلَيْهِ الكُتُبُ ، وَجَعَلْتَهُ أَوَّلَ


(68)
فُرُوضِكَ ، وَنِهَايَة طَاعَتِكَ ، فَلََمْ تَقْبَلْ حَسَنةً إلَّا مَعَهَا ، وَلَمْ تَغْفِرْ سَيِّئَةً إلَّا بَعْدَها ، وَأَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِجُودِكَ ، وَكَرَمِكَ ، وَعِزِّكَ وَجَلالِكَ ، وَعَفْوِكَ وَإمْنِتَانِكَ ، وَتَطَوُّلِكَ ، وَبِحَقِّكَ وَمَجْدِكَ الذي هُوَ أَعْظَمُ مِنْ حُقُوقِ خَلْقِكَ ، وَأَسْأَلُكَ يا اللهُ ، يا اللهُ يا اللهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا رَبَّاهُ ، يا رَبَّاهُ .. وَأَرْغَبُ إلَيْكَ خَاصِّاً وَعَاماً ، وأَوَّلاً وَآخِراً ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، الَأمِينِ رَسُولِكَ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ ، وَنَبِيِّكَ إمَامِ المُتّقِينَ ، وَبِالرِّسَالَةِ التي أدَّاهَاَ ، وَالعِبَادَةِ التي اجْتَهَدَ فِيهَا ، وَالمِحْنَةِ التي صَبَرَ عَلَيْهَا ، وَالمَغْفِرةِ التي دَعَا إلَيْهَا ، وَالدِّيَانَةِ التي حَضَّ عَلَيْهَا ، مُنْذُ وَقْتِ رِسَالَتِكَ إياهُ إلى أَنْ تَوَفَيّتَهُ ، وَبِمَا بَيْنَ ذلِكَ مِنْ أقوَاَلِهِ الحَكِيمَةِ ، وَأَفْعَالِهِ الكَرِيمَةِ ، وَمَقَامَاتِهِ المَشْهُودَةِ ، وَسَاعَاتِهِ المَعْدُودَةِ أَنْ تُصَلّيَ عَلَيْهُ كَمَا وَعَدْتَهُ مِنْ نَفْسِكَ ، وَتَعْطِيَهُ أَفْْضَلَ ما أَمِلَ مِنْ ثَوابِكَ ، وَتُزْلِفْ لَدَيْكَ مَنْزِلَتَهُ وُتُعْلِي عِنْدَكَ دَرَجَتَهُ ، وَتَبْعَثَهُ المَقَامَ المَحْمُودَ ، وَتُورِدَهُ حَوْضَ الكَرَمَ وَالجُودِ ، وَتُبَارِكَ عَلَيْهِ بَرَكَةً عَامَّةً ، خَاصَّةً نَامِيَةً ، زَاكِيَةً عَالِيَةً دَائمةً ، لا انْقِطَاعَ لِدَوَامِهَا ، وَلا نَِقيصَةً في كَمَالِهَا ، وَلا مَزِيدَ إلَّا في قُدْرَتِكَ عَلَيْهَا ، وَتَزِيد بَعْدَ ذلِكَ مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ ، وَأقُدَرُ عََلْيِه ، وَأَوْسَعُ ُلَهُ ، وَتُؤْتِيَ ذلِكَ ، حَتى يَزْدَادَ في الإيِمان بِهِ بَصِيرَةً ، وَفي مَحَبتِهِ ثَبَاتاً وَحُجَّةٍ ، وَعلى آلِهِ الطَّيبينَ الَأخْيَارِ ، المُنْتَجَبِينَ الَأبْرَارِ ، وَعلى ِجْبَرائيلَ وَمِيكَائِيلَ وَالمَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ أَجْمَعِينَ ، وَعلى جَميعِ النَّبِيِيّنَ ، وَالصدِّيقِينَ ،وَالشُّهَدَاءِ ، وَالصَّالِحِينَ ، وَعَلَيْهِ وَعَلْيهِمُ السلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهِ.
    اللّهُمَّ ، إنَّي أَصْبَحْتُ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ، ضُراً وَلا نَفْعاً ، وَلا مَوْتاً وَلا حَيَاةً ، وَلا نُشُوراً قَدْ دَنا مَصْرَعي ، وَانْقَطَعَ عُذْري ، وَذَهَبَتْ مَسْأَلَتي وَذُلَّ نَاصِريِ ، وَأسْلَمَني أَهْلِي ، وَوَلَدِي ، بَعْدَ قِيَامِ حُجَّتِكَ َعَليَّ ،


(69)
وَظُهُورِ بَرَاهِينَكَ عِنْدَي ، وَوُضُوحِ دَلَائِلَكَ لَدَيَّ.
    اللّهُمَّ ، إنَّهُ قَدْ أَكَدَّ الطَلَبُ ، وَأَعْيَتِ الحِيَلُ إلا عِنْدَكَ ، وَانْغَلَقَتِ الطُرُقُ ، وَضَاقَتِ المَذَاهِبُ ، إلَّا إلَيْكَ ، وَدَرَسَتِ اَلآمَالُ ، وَانْقَطَعَ الرَجَّاءُ ، إلَّا مِنْكَ ، وَكَذَبَ الظَّنُ ، وَأَخْلَفَتَ العِدَاتُ إلَّا عدَّتُكّ
    اللّهُمَّ ، إنَّ مَنَاهِلَ الرَجَاءِ لِفَضْلِكَ مُتُرَعَةٌ ، وَأَبْوَابَ الدُّعَاءِ لِمَنْ دَعَاكَ مُفْتَّحَةٌ ، وَالإسْتِغَاثَةَ لِمَنْ اسْتَغَاثَ بِكَ مُبَاحَةٌ ، وَأَنْتَ لِدَاعِيكَ مَوْضِعُ إجَابَةٍ ، وَلِلْصَارِخِ إلَيْكَ وَلِيُّ الإغَاثَةِ ، وَالقَاصِدِ إلَيْكَ يا رَبُّ قَرِيبُ المَسَافَةِ ، وَأَنْتَ لا تََحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ ، إلَّا أَنْ تَحْجُبَهُمُ الَأعْمَالُ السَيِّئةُ دُونَكَ ، وَما أُبَرِّىءُ نَفْسِي مِنْهَا ، وَلا أَرْفَعُ قَدْرِي عَنْهَا ، إنِّي لِنَفْسي يا سَيدِي لَظَلُومُ ، وَبِقَدْرِي لَجَهُولُ ، إلَّا أَنْ تَرْحَمَني ، وَتَعوُدَ بِفَضْلِكَ عَليَّ ، وَتَدْرَأَ عِقَابَكَ عَنِّي ، وَتَرْحَمَني ، وَتَلْحَظَني بِالعَيْنِ ، التي أَنْقَذْتَني بِهَا مِنْ حِيَرةِ الشَّكِّ ، وَرَفَعْتَني مِنْ هُوَّةِ الكُفْرِ ، وَأَنْعَشْتَني مِنْ مِيتَةِ الجَهَالَةِ ، وَهَدَيْتَنيِ بِهَا مِنْ الَأنْهَاجِ الجَائِرَةِ.
    اللّهُمَّ ، وَقَد عَلَمْتَ أَنَّ أَفْضَلَ زَادِ الرَّاحِلِ إلَيْكَ عَزْمُ إرَادَةٍ ، وإخلاصُ نِيَّةٍ ، وَقَدْ دَعَوْتُكَ بِعَزْم إرَادَتي ، وَإخْلاصِ طَوِيَّتي ، وَصَادِقِ نِيَّتي ، فَهَا أنَا ذَا مِسْكِينُكَ ، بَِائِسُكَ ، أَسِيرُكَ ، فَقِيرُكَ ، سَائِلُكَ ، مُنِيخٌ بِفِنَائِكَ ، قَارِعٌ بَابَ رَجَائِكَ ، وَأَنْتَ أُنْسُ الآنِسِين لَأوْلِيَائِكَ ، وَأَحْرَى بِكفَايةِ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ ، وَأَوْلَى بِنَصْرِ الوَاثِقِ بِكَ ، وَأَحَقُ بِرِعَاَيَةِ المُنْقَطِعِ إلَيْكَ ، سِرِّي إلَيْكَ مَكْشُوفٌ ، وَأَنَا إلَيْكَ مَلْهُوفٌ ، أَنَا عَاجِزٌ ، وَأَنْتَ قَدِيرُ ، وَأَنَا صَغِيرٌ وَأَنْتَ كَبِيرٌ ، وَأَنَا ضَعِيفٌ وَأَنْتَ قَوِيُّ ، وَأَنَا فَقِيرٌ وَأَنْتَ غَنِيُّ ، إذَا أَوْحَشَتْني الغُرْبَةُ ، أنْسي ذِكْرُكَ ، وإذَا صَعُبَتْ عَلَيَّ الُأمُورُ اسْتَجَرْتُ بِكَ ، وإذَا تَلَاحَقَتْ عَلَيَّ الشدَائِدُ أمَّلتُكَ ، وَأَيْن يُذْهَبُ بِي


(70)
عَنْكَ ، وأَنْتَ أَقْرَبُ مِنْ وَرِيدِي ، وَاحصَنُ مِنْ عَدِيدي وَاوُجَدُ في مَكَاني وَأَصحُّ في مَعْقُولِي ، وَأَزِمَّةُ اَلُأمُورِ كُلُّهَا بِيَدِكَ ، صَادِرَةٌ عَنْ قَضَائِكَ ، مُذْعِنَةٌ بِالخُضُوعِ لِقُدْرَتِكَ ، فَقِيرَةٌ إلى عَفْوِكَ ، ذَاتُ فَاقَةٍ إلى قَارِب مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَقَدْ مَسَّنيَ الفَقْرُ وَنَالَنيَ الضُرُّ ، وَشَمَلَتْنيَ الخَصَاصَةُ ، وَأَغْرَّتني الحَاجَةُ ، وَتَوَسَّمْتُ بِالذِلَّةِ ، وَعَلَتْنيَ المَسْكَنَةُ ، وَحَقَّتْ عَلَيَّ الكَلِمَةُ ، وَأَحَاطَتْ بيَ الخَطِيئَةُ ، وَهَذَا الوَقْتُ الذي وَعَدْتَ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ فِيهِ الإِجَابَةَ ، فَامْسَحْ مَا بِي بِيَمينِكَ الشَّافِيَةِ ، وَانْظُرْ لي بِعَيْنِكَ الرَّاحِمَةِ ، وَأَدْخِلْني في رَحْمَتِكَ الوَاسِعَةِ ، وَأقْبِلْ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ ذي الجَلَالَ وَالإكْرَامِ ، فَإنَّكَ إذَا أَقْبَلْتَ على أَسِيرٍ فَكَكَتَهُ ، وَعلى ضَالٍ هَدَيْتَهُ ، وَعلى حَائِر آوَيْتَهُ ، وَعلى ضَعِيفٍ قَوَّيْتَهُ ، وعلى خَائِفٍ آمَنْتَهُ. اللّهُمَّ ، إنَّكَ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَمْ أَشْكُرْ ، وَابْتَلَيْتَني فَلَمْ أَصْبِرْ ، فَلَمْ يُوجِبُ عَجْزِي عَنِ شُكْرِكَ مَنْعَ المُؤمَّل مِنْ فَضْلِكَ ، وَأَوْجَبَ عَجْزِي عَنِ الصَّبْرَ عَلىَ بِلَائِكَ كَشْفَ ضُرِّكَ ، وَأِنْزَالَ رََحْمَتِكَ ، فَيَا مَنْ قَُلَّ عِنْدَ بَلائِهِ صَبْري فَعَافَاني ، وَعِنْدَ نَعْمَائِهِ شُكْرِي فَأَعْطَاني ، أَسْأَلُكَ المَزِيدَ مِنْ فَضْلِكَ ، وَالإيِزَاعَ لِشُكْرِكَ ، وَاَلإعْتِدَادَ بِنَعْمَائِكَ في أعْفى العَافِيَةِ ، وَأسبَغِ النِّعْمَةِ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
    اللّهُمَّ ، لا تُخْلِني مِنْ يَدِكَ ، وَلا تَتْرُكْني لَقَاءاً لِعَدُوِّكَ ، وَلا لِعَدُوِّي ، وَلا تَوُحِشْني مِنْ لَطَائِفِكَ الخَفِيَّةِ ، وَكِفَايَتِكَ الجَمِيِلَةِ ، وَإنْ شَرَدْتُ عَنْكَ فَارْدُدْنِي إلَيْكَ ، وَإنْ فَسَدْتُ عَلَيْكَ فَأَصْلِحْنيِ لَكَ ، فإنَّكَ تَرُدُّ الشَّارِدَ ، وَتُصْلِحُ الفَاسِدَ ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
    اللّهُمَّ ، هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ ، اللّهُمَّ ، لُذْني بِعَفْوِكَ ، المُسْتَجِيرُ بِعِزِّ جَلالِكَ ، قَدْ رَأَى أعْلَامَ قُدْرَتِكَ ، فَأَرِهِ آثَارَ رَحْمَتِكَ ، فَإنَّكَ تُبْدِىءُ الخَلقَ ثُمَّ تُعِيدُهُ ، وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكَ ، وَلَكَ المَثَلُ الأعلى في السَّموَاتِ وَالَأرْضِ


(71)
وَأَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ.
    اللّهُمَّ ، فَتَوَلَّني وِلَايَةً تُغْنِيِني بِهَا ، عَنْ سِوَاهَا ، وَأَعْطِني عَطِيةً لا أَحْتَاجُ إلى غَيْرِكَ مَعَهَا ، فَأِنَّهَا ليْسَتْ بِبِدَعٍ مِنْ وِلَايَتِكَ ، وَلا بِنُكْرٍ مِنْ عَطيَّتِكَ ، وَلا بِأُوْلَى مِنْ كِفَايَتِكَ ، إدْفَعِ الصَّرْعَةَ ، وَأنْعْشِ السَّقْطَةَ ، وَتَجَاوَزْ عَنِ الزَلَّةِ ، وَأقْبَلِ التَّوْبَةَ ، وَارْحَم الهَفْوَةَ ، وَنَجِّ مِنَ الوَرْطَةِ ، وَأَقِلِ العَثْرَةَ ، يا مُنْتَهَى الرَّغْبَةِ ، وَغِيَاثَ الكَرْبَةِ ، وَوَليَّ النِّعْمَةِ ، وصَاحِبي في الشِّدَّةِ ، وَرَحْمنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِِ ، أنْتَ الرَّحيمُ فإلى مَنْ تَكِلْني ؟ إلى بَعِيدٍ يَتَجَهَمُني ، أَوْ عَدُوٍّ يَمْلِكُ أَمْري ، إنْ لَمْ تَكُ عَلَيَّ سَاخِطاً فَمَا أُبَالي ، غَيْرَ أَنَّ عَفْوَكَ لا يَضِيْقُ عَني ، وَرِضَاكَ يَنْفَعُني ، وَكَنَفَكَ يَسَعُني ، وَيَدَكَ البَاسِطَةَ تَدْفَعُ عَني ، فَخُذْ بِيَدِي مِنْ دَحْضِ المَزَلَّةِ فَقَدْ كَبَوْتُ ، وَثَبِّتْني على الصِراطَ اُلْمُسْتَقِيمِ ، وَاهْدِنِي وَإلَّا غَوَيْتُ ، يا هَادِيَ الطَّرِيقِ ، يا فَارِجَ المَضِيقِ ، يا إلهي بالتحْقِيقِ ، يا جَاِري اللَّصِيقَ ، يا رُكْني الوَثِيقَ ، يا كَنْزِي العَتِيقَ ، أَحْلُلْ عَني المَضِيقَ وَاكْفِني شَرَّ ما أُطِيقُ ، وَمَا لا أُطِيقُ ، إنَّكَ حَقِيقٌ ، وَبِكُلِّ خَيْرٍ خَلّيقٌ ، يا أَهْلَ التقْوَى وَأَهْلَ المَغْفِرَةِ ، وَذَا العِزِّ وَالقُدْرَةِ ، وَالآلاءِ وَالعَظَمَةِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَخَيْرَ الغَافِرِينَ ، وَأَكْرَمَ اَلْأكْرَمِينَ ، وَأَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، وَرَبَّ العَالَمِينَ ، لا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجَائِي ، وَلا تُخَيبْ دُعَائي ، وَلا تُجْهِدْ بَلائي ، وَلا تَجْعَلِ النَّارَ مَأْوَايَ ، وَاجْعَلِ الجَنَّةَ مَثْوَايَ ، وَأعْطِني مِنَ الدُّنْيَا سُؤلي وَمُنَايَ ، وَبَلِّغْني مِنَ الآخِرَةِ أَمَلي وَرِضَايَ ، وَآتِنَا في الدًُّنْيَا حَسَنةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيِرٌ ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ، وَأَنْتَ حَسْبِيَ ، وَنِعْمَ الوَكِيلُ وَالمُعِينُ .. » (1).
1 ـ البلد الامين ( ص 382 ـ 387 ) منهج الدعوات ( ص 218 ـ 226 ).

(72)
    وأنت ، إذا وضعت يدك ، على أية فقرة من هذا الدعاء العظيم ، وجدت فيه قبل جمال الالفاظ ، روعة الايمان ، فهو يمثل تمثيلا صادقا ، انقطاع الامام إلى الله وتمسكه به ، وإلتجائه إليه في جميع أحواله وشؤونه ، بالاضافة إلى تعظيمه الله تعالى ، وتبجيله ، فلم يبق كلمة فيها تقديس لله إلا حفل بها هذا الدعاء الذي هو من ذخائر أدعية أهل البيت عليهم السلام.
    وحكى هذا الدعاء ، مدى فزع الامام عليه السلام ، من المنصور الطاغية الجلاد ، فقد أستجار الامام ، من شره بهذا الدعاء ، وقد وقاه الله وأنجاه منه ، وصرف عنه كيده ، فلم يتعرض له بمكروه.
    ب ـ ولم يكن المنصور طيب النفس ، وإنما غليظ النفس حقودا ، فقد أترعت نفسه الشريرة ، بالبغض والعداء للامام الصادق عليه السلام ، وقد عزم على قتله حينما رجع من الحج ، فقد أوعز إلى حاجبه الربيع باحضاره ، وهو يرعد ويبرق ، ويتهدد ويتوعد ولما مثل الامام عنده ، قابله بحفاوة وتكريم ، ثم انصرف عنه فبهر الربيع ، وقال للامام : بأبي أنت وأمي ، يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله إني لم أشك فيه ساعة دخولك عليه ، أن يقتلك ، ورأيتك تحرك شفتيك ، فما الذي قلت ؟ قال عليه السلام إني قلت :
    « حَسْبِيَ الخَالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ ، حَسْبِيَ مِنْ لَمْ يَزلْ حَسْبِي ، حَسْبِيَ اللهُ الذي لَمْ يَزَلْ حَسْبِي ، حَسْبِيَ اللهُ وَنِعمَ الوَكِيِلُ. اللّهُمَّ ، أُحْرُسْني بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ، وَأكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الذي لا يُرَامُ ، وَاحْفَظْني بِعِزِّكَ ، وَاكْفِنِي شَرهُ بِقُدْرَتِكَ ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ ، وَإلَّا هَلَكْتُ وَأَنْتَ رَبِّي ، اللّهُمَّ ، إنَّكَ أَجَلُّ وَأَخْيَرُ مِما أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَدْرَأُ بِكَ في نَحْرِهِ ، وَأَعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ، وَأَسْتَكْفيكَ إياهُ ، يا كَافِيَ مُوسَى فِرْعَوْنَ ، وَمُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الَأحْزَابَ ، الذين قَالَ لَهُمُ النَّاسُ انَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ، فَزَادَهُمْ إيمَاناً. وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ،


(73)
وَأُولئِكَ الذين طَبَعَ اللهُ على قُلُوبِهِم ، وَسَمْعِهِمْ ، وَأَبْصَارِهِم ، وَأُولئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ ، لا جَرَمَ أَنهُمْ في الآخِرَةِ هُمُ اَلَأخَسَرُونَ ، وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيِهمْ سَدَّاً ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدَّاً ، فَأَغْشَيْنَاهُمْ ، فَهُمْ لا يُبْصِروُنَ (1).
    وصرف الله عنه ، كيد المنصور ببركة هذا الدعاء ، وقد روي أنه دعا بدعاء آخر أسماه : دعاء الجيب ، وهو يقي من حمله البلية والخوف وهذا نصه :
    « اللّهُمَّ ، احْرُسْني بِعَيْنِكَ التي لا تَنَامُ ، وَاَكْنِفْنِي بِرُكْنِكَ الذي لا يُرَامُ ، وَارْحَمْني بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ، أَنْتَ ثِقَتي وَرَجَائي ، رَبِّ ، كَمْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ ، قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي ، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنيِ بِهَا ، قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي ، فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْني ، وَيَا مَنْ قَلَّ عِندَ بَلائِهِ صَبْرِي فَلَمْ يَخْذُلْني ، وَيَا مَنْ رَآني ، على الخَطَايَا ، فَلَمْ يَفْضَحْني ، يا ذَا المَعْرُوفِ الذي لا يَنْقَضِي أَبَداً ، ويا ذا النّعَمِ التي لا تُحْصَى عَدَداً ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ على إبرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللّهُمَّ ، إنَهُ عَبْدٌ مِنَ عِبَادِكَ ، أَلْقَيْتَ عَلَيْهِ سُلطَاناً مِنْ سُلْطَانِكَ ، فَخُذْ سَمْعَهُ ، وَبَصَرَهُ ، وَقَلْبَهُ ، إلى ما فِيهِ صَلاحُ أَمْرِي ، وَبِكَ أَدْرَأُ في نَحْرِهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ،
    اللّهُمَ ، أَعِنِّي بِدِينِي على دُنْيَايَ ، وَعلى آخِرَتي بِالتَّقْوَى ، وَاحْفَظْني فِيما غِبْتَ عَنْهُ ، وَلا تَكِلْني إلى نَفْسِي فِيمَا حَضَرْتُهُ ، يا مَنْ لا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ ، وَلا تَنْقُصُهُ المَغْفِرَةُ ، إغْفِرْ لي ما لا يَضُرُكَ ، وَأَعْطِني ما لا يَنْقُصُكَ ، إنَّكَ أَنْتَ الوَهابُ ، يا إلهِي أَسْأَلُكَ فَرَجاً قَرِيَباً ، وَرِزْقاً وَاسِعاً ،
1 ـ منهج الدعوات ( ص 227 ـ 228 ) المخلاة ( ص 181 ـ 182 ).

(74)
وَأَسْأَلُكَ العَافِيَةَ مِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَأَسْأَلُكَ الشُّكْرَ على العَافِيَةِ ، وَدَوَامَ العَافِيَةِ ، وَأَسْأَسلُكَ الغِنَى عَنِ النَّاس ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .. »
    قال الربيع فكتبته فها هو في جيبي ، وقال طاش كسرى : وأنا الفقير الحقير تراب أقدام الفقراء ، كتبته ، وقد رأيت له أثرا ظاهرا وانتفعت به مدة ، فعليك أن تنخرط في هذا المسلك بشرط الاعتقاد الصحيح (1).
    ج ـ وورم أنف المنصور ، وتميز غيظا لما يراه ، ويسمعه ، من إجماع المسلمين ، على تعظيم الامام الصادق عليه السلام ، والاعتراف له بالفضل ، فأخذ يبغي له الغوائل لاغتياله ، ولكن الله صرف عنه كيده ، ولما قفل من يثرب ، أقام بالربذة ، التي دفن بها الثائر العظيم في الاسلام ، أبو ذر الغفاري ، وكان فيها الامام الصادق عليه السلام ، فأوعز المنصور إلى إبراهيم ابن جبلة. يإحضار الامام ، فأسرع إليه ، وفزع منه الامام ، ودفع يديه بالدعاء إلى الله تعالى قائلا :
    « اللّهُمَّ ، أَنْتَ ثِقَتي في كْلِّ كَرْبٍ ، وَرَجَائي في كُلِّّ شِدَّةِ ، وَأَنْتَ لي في كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ ، كَمْ مِنْ كَرْبٍ يَضْعُفُ عَنْهُ الفُؤَادُ ، وَتَقِلُّ فِيهِ الحِيلَةُ ، وَيَخْذُلُ فِيهِ القَرِيبُ ، وَيَشْمَتُ بِهِ العَدوّ ، وَتُعْيِيني فِيهِ الُأمُورُ ، أَنْزَلَتُهُ بِكَ ، وَشَكْوْتُهُ إلَيْكَ ، رَغْبَةً فِيهِ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ، فَفَرَّجْتَهُ ، وَكَشَفْتَهُ ، وَكَفَيْتَنِيهِ ، فَأَنْتَ وَلِيًّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وَمُنْتَهىَ كُلِّ حَاجَةٍ ، فَلَكَ الحَمْدُ كَثِيراً ، وَلَكَ المَنُّ فَاضِلاً .. »
    وحينما دخل على الطاعية السفاك دعا الله قائلا :
1 ـ مفتاح السعادة ومصباح السيادة 3 / 155.

(75)
    « يا إلهَ جِبْرَائِيلَ ، وَإسْرَافِيلَ ، وَإلهَ أبْرَاهِيمَ ، وَإسمَاعِيلَ ، وَإسحَاقَ ، وَيَعْقُوبَ ، وَمُحَمَدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، تَوَلَّنِي في هذِهِ الغَدَاةِ ، وَعَافِني وَلا تسَلِّطْ عليَّ أَحَداً من خَلْقِكَ بِشَيْءٍ لا طَاقَةَ لي بِهِ ... »
    وصاح الطاغية بالامام ، متهما له بأنه ينازعه في سلطانه ، قائلا : « أما والله لأقتلنك .. ».
    فقال له الامام برفق :
    « ما فعلت ؟ فَأَرْفِقْ فوالله لقلَّما أصحبك .. ».
    وخلى المنصور سبيله ، إلا أنه أوجس في نفسه خيفة من قوله : « فوالله لقلما أصحبك » وخاف أنه قد عناه بذلك ، فأوعز إلى عيسى بن علي يسأله عن ذلك ، فأجابه : إنه عنى نفسه ، وأنه هو الذي ، يفارق الحياة عما قريب .. قال إبراهيم بن جبلة : فخرجت ، فوجدت الامام عليه السلام جالسا ينتظرني ليشكرني على ما قدمته له من خدمات ، وكان يدعو الله بهذا الدعاء :
    « الحَمْدُ للهِ الذي أَدْعُوهُ فَيُجِيبُني ، وَإنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ يَدْعُوني ، وَالَحَمْدُ للهِ الذي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِيني ، وَإنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرضُني ، وَالحَمْدُ للهِ الذي أسْتَوْجَبَ الشُّكْرَ عليَّ بِفَضْلِهِ ، وَإنْ كُنْتُ قَليلاً شُكْرِيِ ، وَالحَمْدُ للهِ الذي وَكَلَني إلَيْهِ فَأَكْرَمَني ، وَلَمْ يَكِلْني إلى النَاسِ يُهينونَني ، فَرَضِيتُ بِلُطْفِكَ يا رَبُّ لُطْفاً ، وَبِكِفَايَتِكَ خُلْفاً ، اللّهُمَّ ، يا رَبُّ ما أَعْطَيْتَني مِمَّا أُحِبُّ ، فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لي فِيمَا تُحِبُ ، اللّهُمَّ ، وَمَا زَوَيْتَ عَني مِمَّا أُحِبُّ ، فَاجْعَلْهُ قِوَاماً ، اللّهُمَّ ، إعْطِني ما أُحِبُّ ، وَاجْعَلْهُ خَيْراً لي ، اللّهُمَّ ، ما غَيَّبْتَ عَني مِنَ الُأمُورِ ، فَلا تُغَيِّبْني عَنْ حِفْظِكَ ، وَمَا فَقَدْتُ ، فَلا أفْقِدُ عَوْنَكَ ، وَمَا نَسِيتُ ، فَلا أنْسَى ذِكْرَكَ ، وَمَا مَلَلْتُ فَلا أَمَلُّ
الصحيفة الصادقية ::: فهرس