كل هذه الاستفهامات وغيرها ، التي نضعها على الخبر توجب توهينه وعدم قبوله ، مما يعني عدم وقوع الزواج ، وما ذكرت من أخبارها أكثرها مرسلة ، وما أسند منها فضعيف ؛ لروايته من قبل الزبير بن بكار ومصعب الزبيري ، من أبطال وضع روايات وقصص سكينة ، وقد عرفت حالهما ، وقد أشرنا في مطاوي البحث إلى أن أخبار الزواج هي تشكيلات زبيرية ـ مروانية واضحة القصد ومعلومة الإرادة.
وعلى هذا فخبر زواج الأصبغ بن عبدالعزيز من السيدة آمنة بنت الحسين غير تام.

رابعا وخامسا: زيد بن عمرو بن عثمان وإبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف

وهما المشتركان في قائمتي أبي الفرج الإصفهاني وابن سعد ، بل هما المشتركان في حدث واحد هكذا :
قال ابن سعد : فخلف عليها إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف الزهري . كانت ولته نفسها ، فتزوجها ، فأقامت معه ثلاثة أشهر ، فكتب هشام ابن عبدالملك إلى واليه بالمدينة أن فرق بينهما ففرق بينهما...(1).
قال ابن خلكان: تزوجها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان ، فأمره سليمان بن عبد الملك بطلاقها ففعل...(2).
يضعانا هذين النصين أمام تساؤلات مهمة:
الأول: اشتراك الاسمين في حدث واحد.
الثاني: ما الذي دفع هشام بن عبدالملك وسليمان بن عبدالملك أن
____________
(1) الطبقات الكبرى لابن سعد 320:6.
(2) وفيات الأعيان 378:1.

( 128 )

يأمرا إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، وعمرو بن عثمان من طلاقهما للسيدة «آمنة» سكينة بنت الحسين ؟
الثالث: هل كان لهذين الأمويين هشام وسليمان ولاية على نساء آل أبي طالب ، مع وجود الإمام علي بن الحسين عليهما السلام وآل علي وآل عقيل ، حتى يتوليا أمر طلاقهن وتسريحهن ؟!
الرابع: ذكر الخبر أن السيدة آمنة ولت أمر نفسها إلى إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف فتزوجها... فأين كان أولياء أمورها كأخيها الإمام زين العابدين عليه السلام ، أو ابن أخيها الإمام محمد الباقر عليه السلام ، حتى تولي أمر نفسها إلى أبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف الذي كان معروفا باختلاف موقفه من أهل البيت عليهم السلام ، وتباينه عنهم ، كما كان عليه أبوه من قبل ؟!
هذه التساؤلات نضعها أمام خبري زواج السيدة آمنة من إبراهيم بن عبدالرحمن ، وزيد بن عمرو بن عثمان ، فهل نجد الإجابة الوافية لهذه التساؤلات حتى يتم لنا قبول الخبر أو رفضه؟
أحسب أن الإجابة لذلك غير وافية ، ويبقى خبر زواج السيدة آمنة من إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، وزيد بن عمرو بن عثمان مردودا؛ إذ لم تكن هناك قرائن على صحة قيام مثل هذين الزواجين ، بل القرائن على خلافهما ، ومن هذه القرائن:
أولا: صرح الإصفهاني في خبر خطبة أبراهيم بن عبدالرحمن أن سكينة بعثت إليه : أبلغ من حمقك أن تبعث إلى سكينة بنت الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تخطبها ؟ فامسك عن ذلك(1).
____________
(1) الأغاني 161:16.
( 129 )

والخبر يشير إلى عدم وجود كفاءة بين الطرفين ، وإقدام إبراهيم على ذلك أمر مخالف لما ارتكز في أذهان الناس من عدم كفئه لبني هاشم ، ولسكينة بالخصوص ، فكيف يتم الزواج بعد ذلك ؟!
ثانيا: أن ابن عساكر يروي أنها تزوجت الحسن بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف من غير ولي ، في حين تذكر بقية الأخبار أن إبراهيم ابن عبد الرحمن قد تزوجها.
قال ابن عساكر: نكحت سكينة بنت الحسين الحسن بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف بغير ولي ، فكتب عبدالملك إلى هشام بن إسماعيل أن فرق بينهما(1).
وبهذا فإن الخبر يذكر مرة أنه تزوجها إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، وأخرى أنه تزوجها ولده الحسن بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، فما معنى هذا الاضطراب ؟
إذن فخبر زواج السيدة آمنة من إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف مضطرب أشد الاضطراب ، فمرة أنها تزوجته بعد أن ولته نفسها ، ومرة لم يدخل بها ، وأخرى رفضته كونه غير كفء لها ، وتارة أنها تزوجت من ولده الحسن بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، وهذا الاضطراب يؤكد عدم وقوع الحادثة لتناقضاتها الواضحة واضطرابها البين.
ثالثا: أن خبر زواجها من زيد بن عمرو بن عثمان ثم طلاقها من قبل سليمان بن عبدالملك أمر يثير السخرية ، فهو يصور السيدة آمنة بأنها امرأة خرقاء ، ترتكب أعمالا لا يقدم عليها إلا الأحمق ، فما معنى خروجها إلى
____________
(1) تاريخ دمشق لابن عساكر ، تراجم النساء : 158 .
( 130 )

مكة ثم عودتها إلى المدينة ثم خروجها إلى مكة ، وهكذا لا يقر لها قرار ، حتى إن ذلك أثار حفيظة الخليفة الأموي فأمر العثماني بطلاقها ؟!
قال الاصفهاني : بعد طلاق سكينة من الأصبغ المرواني فخلف عليها العثماني ، وشرطت عليه ألا يطلقها ولا يمنعها شيئا تريده ، وأن يقيمها حيث خلتها أم منظور ، ولا يخالفها في أمر تريده ، فكانت تقول له : يا بن عثمان أخرج بنا إلى مكة ، فإذا خرج بها فسارت يوما أو يومين قالت : ارجع بنا إلى المدينة ، فإذا رجع يومه ذاك قالت : أخرج بنا إلى مكة ، فقال له سليمان بن عبدالملك : اعلم أنك قد شرطت لها شروطا لم تف بها فطلقها فطلقها(1).
وهذا التصرف الأهوج الذي صوره الخبر لا ينسجم مع امرأة سوية عاقلة ، بل هو يحكي عن تصرفات امرأة حمقاء لا هم لها إلا الخروج من المدينة ، ثم عودتها إليها ، ثم خروجها منها ، وهكذا دون طائل ، فكيف يمكننا قبول مثل هذا الهوس وحكايات الحمقى لامرأة توصف بأنها من عقائل قريش ؟! مما يعني أن خبر الزواج أمر موضوع يراد منه المس بكرامة هذا البيت العلوي الطاهر.
رابعا: ومن القرائن المهمة على بطلان الخبر ، أن راويه هو أشعب ، وأشعب هذا متروك الحديث ضعيف ، يتعاطى الغناء واللهو ، ويكذب من أجل إضحاك الآخرين .
قال الأزدي : لا يكتب حديثه ، ونقل ابن حجر عنه في لسان الميزان أنه قال : أخذت الغناء عن معبد(2).
____________
(1) الأغاني 162:16 ، 163.
(2) لسان الميزان 503:1.

( 131 )

هذا هو أشعب ، فهو ليس راوية ولا يؤخذ عنه ، بل عمد إلى التهريج واللهو ، وتكسب على موائد الخلفاء فأضحكهم دون تحرج في ارتكاب ما يخالف الشريعة من الكذب والتزوير ، وهذه إحدى مفترياته متقربا بذلك الى بني امية ، ومحاولاً تصوير التقارب بينهم وبين آل عليّ عليه السلام بهذه المصاهرة الكاذبة ، ومن جهة أخرى محاولا الإساءة إلى آل البيت عليهم السلام إرضاء لنزعة الأمويين في تزوير الحقائق وانتقاصهم عليهم السلام.
هذه القرائن تؤكد دون أدنى شك على عدم وقوع الزواج من إبراهيم ابن عبدالرحمن بن عوف ، وزيد بن عمرو بن عثمان ، فهي محض اختلاق وتزوير.
على أنه يجب التنويه ، إلى أن المؤرخين وأصحاب الأنساب أكدوا أن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان ، وهو أخو زيد بن عمرو ، كان قد تزوج بأخت سكينة ـ فاطمة بنت الحسين ـ وكان عبدالله هذا موالا لأهل البيت عليهم السلام حافظا لعهدهم كما ذكروه . ولعلهم خلطوا في ذلك فجعلوا زواج سكينة بنت الحسين من زيد بن عمرو بن عثمان ، بدل زواج فاطمة بنت الحسين من عبدالله بن عمرو بن عثمان ، وهذه إحدى قرائن اضطراب الحادثة .

سادسا : عبدالله بن الحسن السبط
وهو المذكور في قائمة واحدة ، وهي قائمة أبي الفرج الإصفهاني فقط ، أما بقية القوائم فلم تذكره.
وانفراد أبو الفرج الإصفهاني في ذكر عبدالله بن الحسن من أزواج السيدة آمنة يفيدنا قرينة مهمة في صحة الزواج دون غيره ، فإن أبا الفرج الإصفهاني في صدد ذكر أزواج السيدة آمنة ، وذلك لتوجهاته في متابعة


( 132 )

أنساب آل أبي طالب ، ونزعته في دراسة الأنساب ـ مع ما تلاحظ عليه من المؤاخذات في هذا المجال ـ فهو حينما يذكر أزواج السيدة آمنة ، يأخذ بنظر الاعتبار تعداد أزواجها بغض النظر عن مدة مكوثه معها وإقامته .
أما غير أبي الفرج الإصفهاني فإنهم يأخذون بالاعتبار أحوال أزواج «آمنة» سكينة بنت الحسين ، وما صاحب ذلك من وقائع وسير وملاحم وتراجم أزواجها ، وليس من اهتمامهم تعداد أزواجها بقدر ما يحاولون ذكر أحوالهم وتراجمهم وما وقع لها معهم ، وهو كما عرفت تأكيد لنزعتهم في متابعة مغامرات الغزل والتشبيب ، وملاحم العبث ومجالس اللهو والغناء ، دون الاهتمام في معرفة أنساب المترجم لهم ، بقدر اهتمامهم في التفكه بما وقع لهؤلاء واستملاح قصصهم ومغامراتهم ، وفي الوقت نفسه إمعانا في نزعة هؤلاء من أتباع توجهات أسيادهم من زبيريين ومروانيين ، وطرح ما يصبو إليه هؤلاء من الانتقاص بمقام أهل البيت الطاهر عليهم السلام ورمي ما «أصيبوا» به غيرهم.
ويؤيد زواجها من عبدالله بن الحسن ، ما ذهب إليه أكثر مؤرخي الفريقين وجعلوه من المسلمات الثابتة ومن هؤلاء :
1ـ أبو علي الطبرسي في «إعلام الورى»(1).
2ـ أبو الحسن العمري في كتاب «المجدي في أنساب الطالبيين»(2).
3ـ السيد محسن الأمين العاملي في« أعيان الشيعة»(3).
____________
(1) اعلام الورى :127.
(2) المجدي في أنساب الطالبيين : 19 في باب أولاد الحسن بن علي عليهما السلام ، وعنه مقتل الحسين عليه السلام للسيد عبدالرزاق المقرم :264.
(3) أعيان الشيعة 343:5.

( 133 )

4ـ الشيخ عباس القمي في «منتهى الآمال»(1).
5ـ السيد عبدالرزاق المقرم في «سكينة بنت الحسين عليهما السلام» وفي «مقتل الحسين عليه السلام»(2).
6ـ الشيخ محمد الصبان في « إسعاف الراغبين»(3).
7ـ أبو الفرج الإصفهاني في «الأغاني»(4).
8ـ المدائني في « المترادفات»(5).
هذا هو اتفاق أهل النسب والتاريخ ، من أن زوج السيدة آمنة بنت الحسين عليهما السلام هو «عبدالله بن الحسن» الأكبر الملقب «بأبي بكر» وهو الذي استشهد في واقعة الطف ، أمه رملة ، وهي أم القاسم بن الحسن عليه السلام.
على أن عبد الله بن الحسن هذا هو غير عبدالله بن الحسن الأصغر ، الذي لم يبلغ الحلم ، استشهد وله إحدى عشرة سنة.
قال السيد المقرم في شهادة عبدالله الأصغر : ... فنظر عبدالله بن الحسن السبط عليه السلام وله إحدى عشرة سنة إلى عمه ، وقد أحدق به القوم فأقبل يشتد نحو عمه ، وأرادت زينب حبسه فأفلت منها ، وجاء إلى عمه وأهوى بحر بن كعب ليضرب الحسين فصاح الغلام : يا ابن الخبيثة أتضرب عمي ؟ فضربه واتقاها الغلام بيده فأطنها إلى الجلد فإذا هي معلقة ، فصاح الغلام : يا عماه ! ووقع في حجر الحسين فضمه إليه ، وقال : يا ابن أخي اصبر على ما
____________
(1) منتهى الآمال 683:1 كما حكاه عن بعض مشجرات الأنساب.
(2) سكينة بنت الحسين :110 ، ومقتل الحسين عليه السلام :264.
(3) إسعاف الراغبين على هامش نور الأبصار :202.
(4) الأغاني 158:16و 160و162.
(5) المترادفات :64.

( 134 )

نزل بك واحتسب في ذلك الخير ، فإن الله تعالى يلحقك بآبائك الصالحين... ورمى الغلام حرملة بن كاهل بسهم فذبحه وهو في حجر عمه(1).
والنتيجة: فعبدالله بن الحسن اثنان : أحدهما عبدالله الأكبر الملقب بأبي بكر وهو زوج السيدة آمنة بنت الحسين ، والثاني هو عبدالله الأصغر الذي لم يبلغ الحلم.
إذن عبدالله بن الحسن الأكبر هو زوج السيدة آمنة لم يعقب ، كما أنها لم تتزوج بعده فبقيت عليها السلام دون زواج حتى ماتت ـ رضوان الله عليها ـ في سنة (117هـ) في المدينة ، وهذا خلاف ما اختلقه بعضهم من تعدد أزواجها عليها السلام . ولا غرابة في أن السيدة آمنة بنت الحسين عليهما السلام لم تتزوج بعد شهادة زوجها عبدالله بن الحسن السبط ، فكان هذا ديدن البعض من نساء أهل الشرف ، والمنسوبات للبيوتات المعروفة وقتذاك ، فأمها الرباب لم تتزوج بعد الحسين عليه السلام ، ورفضت أن تستجيب لخاطب من الخطاب ، وهذه نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان بن عفان لما قتل زوجها رفضت خطبة معاوية كما ذكر ذلك ابن عبد ربه الأندلسي ، بل زاد في خبرها أنها قالت : إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب ، وقد خفت أن يبلى حزن عثمان في قلبي ، فدعت بفهر(2) فهشمت فاها وقالت : والله لا قعد مني رجل مقعد عثمان أبدا(3).
وقال بعضهم : إنها جدعت أنفها مخافة أن يخطبها خاطب ، فما
____________
(1) مقتل الحسين للسيد المقرم :280.
(2) الفهر ، والفهرة : حجر رقيق تسحق به الأدوية.
(3) العقد الفريد لا بن عبد ربه 174 :3 . وفي طبعة دارالكتاب بتحقيق الأبياري ورفقائه :242 .

( 135 )

حسبك بمن رأت مصارع أهلها مجزرين على أرض كربلاء ؟ فالسيدة آمنة عليها السلام عاشت مأساة المجزرة الدامية التي نالت أباها الحسين عليه السلام وأخوتها ، خصوصا ما حدث لأخيها الرضيع عبدالله ، وزوجها عبدالله بن الحسن وأبناء عمومتها ، وما شاهدته من الأسر والسبي حيث يساقون هي وأهلها العقائل من بلد إلى بلد .

حزن الفاطميات
ومن السذاجة أن يتغافل هؤلاء المؤرخون الحمقى عن قضية لا يمكن إلغاؤها عن الواقع ، وهي فداحة الفاجعة التي أصابت آل البيت عليهم السلام في كربلاء ، وقد حضر المأساة وشاهد فصولها كاملة نساء آل علي عليه السلام ، وما تركته هذه الأحداث في نفوسهن الطاهرة من الحزن والبكاء الدائم على شهداء الواقعة ، وما عانينهن من ذل الأسر وسبيهن ووقوفهن في مجالس أعدائهن ، ومساءلتهن بشماتة ألغت معها كل معايير الشريعة ، وما تعارف عند المسلمين من كرامة أهل هذا البيت عليهم السلام واحتشامه ، فهل يبقى بعد ذلك احتمال لعاقل وغيور أن يقبل قصص تعدد الأزواج ، وحياة اللهو التي تمارسها السيدة آمنة كما صورها هؤلاء السذج ؟ بغض النظر عن الموانع الدينية التي عرف بها أهل هذا البيت رجالاً ونساءً . فإن الحالة النفسية التي يعيشها الفرد منهم يستحيل قبول سلوك مثل هذه الحياة العبثية ، والانتقال بين أحضان الأزواج ، من زبيريين إلى مروانيين وأمويين ، ولو كانت أكذوبة تعدد الأزواج قد صورتها هذه الأخبار الموضوعة أنهم من بني هاشم ، أمكن تصديقها لتوفر الكفاءة الدينية ، ومن ثم العرفية في هكذا زواج ، فما حسبك وهؤلاء الأزواج من أعداء أهل البيت عليهم السلام ؟


( 136 )

على أن الإمام الصادق عليه السلام صور حزن الفاطميات بقوله : «ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ، ولا رؤي الدخان في بيت هاشمي خمس حجج إلى أن قتل عبيدالله بن زياد» (1) .
بل إن السيدة آمنة عليها السلام حينما وصلت المسجد النبوي في المدينة صاحت : يا جداه إليك المشتكى مما جرى علينا ، فوالله ما رأيت أقسى من يزيد ، ولا رأيت كافرا ولا مشركا شرا منه ولا أجفى وأغلظ ، فلقد كان يقرع ثغر أبي بمخصرته وهو يقول : كيف رأيت الضرب يا حسين(2) .
هكذا عبرت السيدة آمنة عن لوعتها وتفجعها للمصاب ، فكيف تنسى بعد ذلك وترتكب حياة تعدد الأزواج ؟!
والسيدة الرباب أمها بكت على أبي عبدالله حتى جفت دموعها ، فأعلمتها بعض جواريها بأن السويق يسيل الدمعة ، فأمرت أن يصنع لها السويق لاستدرار الدموع(3) .
والإمام زين العابدين عليه السلام يدعو إلى الحزن على أبي عبدالله عليه السلام ويتعجب ممن لا يحزن من أجله ، ولا يبكي على مأساة ، فقال في خطبته حين وصول المدينة بعد أن حمد الله وأثنى عليه قال :
« أيها القوم ، إن الله تعالى وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة ، وثلمة في الإسلام عظيمة ، قتل أبو عبدالله الحسين عليه السلام وعترته ، وسبيت نساؤه وصبيته وداروا برأسه في البلدان ، من فوق عامل السنان ، وهذه الرزية التي لا مثلها رزية .
أيها الناس ، فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله ؟ أم أي فؤاد لا يحزن من أجله ؟ أم أية
____________
(1) مقتل الحسين للقرم :376 .
(2) المصدر السابق .
(3) المصدر السابق .

( 137 )

عين منكم تحبس دمعها وتضن عن انهمالها ؟ فلقد بكت السبع الشداد لقتله ، وبكت البحار بأمواجها ، والسماوات بأركانها ، والأرض بأرجائها ، والأشجار بأغصانها ، والحيتان في لجج البحار ، والملائكة المقربون ، وأهل السماوات أجمعون .
أيها الناس ، أي قلب لا ينصدع لقتله ؟ أم أي فؤاد لا يحن إليه ؟ أم أي سمع يسمع بهذه الثلمة التي ثلمة في الإسلام ولا يصم ؟ أيها الناس ، أصبحنا مشردين مطرودين مذودين شاسعين عن الأمصار كأننا أولاد ترك وكابل ، من غير جرم اجترمناه ، ولا مكروه ارتكابناه ، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين أن هذا إلا اختلاق ، والله لو أن النبي تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم اليهم الوصية بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أعظمها وأفجعها وأكظها وأفظها وأمرها وأفدحها ، فعند الله نحتسب ما أصابنا ، وما بلغ بنا ، فإنه عزيز ذو انتقام» (1) .
هذه هي وصية الإمام عليه السلام لشيعته بملازمة الحزن وتجدده عند ذكر سيد الشهداء عليه السلام ، وما ينبغي لهم ، فكيف بحال أخته الطاهرة السيدة آمنة عليها السلام وغيرهن من الفاطميات ؟!

محاولة تشويه الحقائق إذن
إذا عرفنا أحزان أهل البيت عليهم السلام وتفجعهم من وقع المأساة ، علمنا أن حزنهم هذا إدانة للأمويين ولمن نحى منحاهم ، والحزن الدائم الذي رفعه أهل البيت عليهم السلام شعارا لمظلوميتهم ، حاول أعداؤهم مسخه وتغييره إلى حالات من التوافق والانسجام بينهم وبين أعدائهم ، بل إلغاء أحزانهم عليهم السلام وإحالتها إلى قضية وقتية ، شعر بها أهل البيت عليهم السلام بالانقباض إبان واقعة الطف ، وانتهى الأمر بنسيانها وإسدال ستار العلاقات الطيبة بين أهل
____________
(1) مقتل الحسين عليه السلام للمقرم :374 .
( 138 )

البيت عليهم السلام وبين الأمويين ، وأن المسألة لم تكن كما تصورها شيعتهم ، بل هي لا تعدو عن منازعة على سلطان انتهت بغلبة أحدهما وإعادة التفاهم بين الطرفين ، وجعلوا دلالة ذلك علاقات الزواج بين السيدة «آمنة» سكينة وبين أزواجها الزبيريين والأمويين ، وبذلك شطبوا على كل الأحداث التي مرت ، من خلال تحسين العلاقات بين الطرفين ، إضافة إلى إلغاء طابع المأساة الذي طبع به أهل البيت عليهم السلام حياتهم ، احتجاجا على ظالميهم .
في حين أن السيدة آمنة تبدو خلاف ذلك ، فهي في سعةٍ من العيش ، تمارس حياة طبيعية لا تشوبها ذكريات الطف . هذا حال المرأة التي من شأنها أن تستذكر أبدا أحزانها وتستعيد آلامها ، تعيش حياتها الطبيعية ، فكيف برجالهم ؟ فهم أولى بممارسة الحياة الطبيعية ، وإقامة العلاقات الطيبة بينهم وبين الأمويين والزبيريين ، وما هذا التباعد بين الطرفين إلا تخيلات الذين يحاولون تصوير عدم الرضا والتفاهم بين الطرفين .
هكذا سعى وضاع أخبار السيدة «آمنة» سكينة عليها السلام إلى إلغاء حالات التظلم التي اظهرها أهل البيت عليهم السلام إدانة لأعدائهم ، وكشفا عن مظلوميتهم النابعة عن إبعادهم عليهم السلام عن حقوقهم ، واستيلاء أعدائهم على مقاماتهم التي رتبها الله لهم ، فإذا ارتكزت أخبار زواج السيدة سكينة من تشكيلات أموية وزبيرية ، وإظهار حياتها مظهر اللهو والعبث ، فمتى يبقى بحال لقداسة مظلومية أهل البيت وسمو مقامهم في الأذهان ، إذا ما انفتح القارئ عل رؤية جديدة تحاول تطبيع العلاقات بين بيتين لم يتوافقا ؟ اختلفا في الله وافترقا في الله ، أي لا يزال أهل البيت عليهم السلام لم يتفقوا مع أطروحة أعدائهم ، مهما حاول الوضاع تصوير العلاقة بين الفريقين إلى حالة طبيعية منسجمة .


( 139 )

وحينما تزور الحقائق ...
يصل الأمر بهؤلاء الوضاعين أن يرووا روايات تخالف العقل والوجدان ، إمعانا منهم في الطعن بكرامة أهل البيت عليهم السلام والوصول إلى أهدافهم وغاياتهم .
فقد روى الإصفهاني عن أبي الأزهر قال : حدثنا حماد بن إسحاق ، عن أبيه ، عن الهيثم بن عدي ، عن صالح بن حسان وغيره : أن سكينة كانت عند عمرو بن حكيم بن حزام ، ثم تزوجها بعده زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان ، ثم تزوجها مصعب بن الزبير ، فلما قتل مصعب خطبها إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف فبعثت إليه : أبلغ من حمقك أن تبعث إلى سكينة بنت الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تخطبها ؟ فامسك عن ذلك .
قال : ثم تنفست يوما بنانة جارية سكينة وتنهدت ، حتى كادت أضلاعها تتحطم ، فقالت لها سكينة : ما لك ويلك ! قالت : أحب أن أرى في الدار جلبة ـ تعني العرس .
فدعت مولى لها تثق به ، فقالت له : إذهب إلى إبراهيم بن عبدالرحمن ابن عوف فقل له : إن الذي كنا ندفعك عنه قد بدا لنا فيه ، أنت من أخوال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاحضر بيتك .
قال : فجمع عدة من بني زهرة ، وأفناء قريش من بني جمح وغيرهم ، نحوا من سبعين رجلا أو ثمانين ، ثم أرسل إلى علي بن الحسين ، والحسن ابن الحسن وغيرهم من بني هاشم . فلما أتاهم الخبر اجتمعوا وقالوا : هذه السفيهة تريد أن تتزوج إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ، فتنادى بنوهاشم واجتمعوا وقالوا : لا يخرجن أحد منكم إلا ومعه عصا ، فجاؤوا وما بقي إلا


( 140 )

الكلام ، فقال : اضربوا بالعصي ، فاضطربوا هم وبنو زهرة ، حتى تشاجوا ، فشج بينهم يومئذ أكثر من مئة إنسان ، ثم قالت بنو هاشم : أين هذه ؟ قالوا : في هذا البيت ، فدخلوا إليها فقالوا : أبلغ هذا من صنعك ؟ ثم جاؤوا بكساء فبسطوه ثم حملوها ، فأخذوا بجوانبه ـ أو قال : بزواياه الأربع ـ فالتفتت إلى بنانة فقالت : يا بنانة أرأيت في الدار جلبة ؟ قالت : أي والله إلا أنها شديدة(1) .
هكذا يروي هؤلاء أساطير دون وازع من دين ، ولا رادع من عقل .

الخلاصة
وخلاصة بحثنا أن السيدة سكينة بنت الحسين عليهما السلام اسمها «آمنة» ، وسكينة لقب لقبت به ، وكل ما قيل من شعر في سكينة فهي ليست سكينة بنت الحسين التي هي آمنة ، بل هناك سكينة بنت خالد بن مصعب الزبيري ، التي كانت معروفة بملاقاتها واجتماعها مع عمر بن أبي ربيعة الشاعر ، الذي تغزل بها وشبب بغيرها ، أمثال عائشة بنت طلحة بن عبيد الله زوجة مصعب ابن الزبير ، وسعدى بنت عبدالرحمن بن عوف ، وبأم البنين بنت عبدالعزيز ابن مروان زوجة الوليد بن عبدالملك ، وغيرهن من النساء الأمويات والمروانيات ، وكانت سيرتهن مجالسة شعراء عصرهن وقتذاك ، ومسامرتهن لهم وتحرشهن بهم ، حتى عرفت فيهن ملاحم اللهو والعبث ، وهذا لعمري إحدى الانتقاصات التي وجهتها المعارضة العلوية الشيعية ، التي كانت تنظم بين الحين والآخر ضد النظام الأموي ، وما ماثلته من حركات زبيرية وأطروحات مخالفة لأهل البيت عليهم السلام ، وكانت هذه المعارضة تستعرض الانتهاكات الشرعية التي كانت ترتكبها هذه الأنظمة ، وما صاحبها
____________
(1) الأغاني 16 :161 .
( 141 )

من حياة عابثة على مستوى نساء هذه التكتلات ، التي لا تقيم وزنا للمحاذير الشرعية وهي ترفع شعار الخلافة الإسلامية ، فهي لم تبق حرمة إلا انتهكتها ، ولا محذور إلا مارسته .
وبالمقابل تجد أهل البيت عليهم السلام لا يزالون يمثلون الخلافة الإلهية حقا ، بالرغم من إبعادهم عن ممارسة مهامهم ، وإقصائهم عن مناصبهم . فالأمة كلما نظرت إلى هؤلاء وأولئك تجد الفرق واضحا ، فهؤلاء أهل بيت الوحي ، ومعدن النبوة ، ومختلف الملائكة ، وأهل التقوى والورع . وأولئك الأمويون وغيرهم يرتكبون كل ما حرم الله .
أما قضية تعدد الأزواج ، فهي إساءة أخرى لهذا البيت الأقدس ، فضلا عما حاوله هؤلاء من التقريب بين آل علي عليه السلام وبين أعدائهم ، وإلغاء العداء التقليدي بينهم وبين مخالفيهم ، والحال أن أخبار الزواج بعد مناقشتها لم تصمد عدا ما ذكر من أن السيدة آمنة بنت الحسين تزوجت من عبدالله بن الحسن السبط الذي استشهد في واقعة الطف ، ولم تتزوج بعده حتى ماتت رضوان الله عليها من عفيفة الطالبيين ، وعقيلة القرشيين .
إنها آمنة بنت الحسين بن علي عليهم السلام ، وحسبك بذلك فخرا وشرفا وعزا ، وأحبط الله محاولات الظالمين الذين أرادوا تشويه تاريخ أهل البيت عليهم السلام ؛ ليضيفوا إلى مظلومياتهم ، مظلومية أخرى ، والله من ورائهم محيط . وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون ، والعاقبة للمتقين . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .


( 142 )



( 143 )

ثبت المصادر

1ـ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد :
أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ت/413هـ) ، تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم ، الطبعة الأولى 1413هـ .
2ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة :
أبو الحسن علي بن محمد عزالدين ابن الأثير الجزري (ت/630هـ) ، تحقيق محمد إبراهيم البنا ، ومحمد أحمد عاشور ، ومحمود عبدالوهاب ، دار الشعب ـ القاهرة 1970م .
3ـ إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين :
أبو العرفان محمد بن علي الصبان المصري (ت/1206هـ) ، المطبوع بهامش نور الأبصار للشبلنجي ، دار الكتب العلمية ، و دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، بدون تاريخ .
4ـ الإصابة في تمييز الصحابة :
أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر شهاب الدين العسقلاني (ت/856هـ) ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، بدون تاريخ ، أفست على الطبعة الأولى لسنة 1328 هـ .
5ـ أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام :
عمر رضا كحالة (ت/ 1987م) ، مؤسسة الرسالة ـ بيروت ، الطبعة العاشرة 1412هـ/1991م .


( 144 )

6ـ إعلام الورى بأعلام الهدى :
أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت/548) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، دار المعرفة ـ بيروت 1399هـ/ 1979م .
7ـ أعيان الشيعة :
السيد أبو محمد باقر محسن بن عبدالكريم بن علي الأمين العاملي الشقرائي (ت/1371هـ ـ 1952م) ، تحقيق : حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات ـ بيروت 1402هـ/1983م .
8ـ الأغاني :
أبو الفرج علي بن الحسين الإصفهاني القرشي الأموي (ت/ 356هـ) ، تحقيق : الأستاذ عبد علي مهنا ، والأستاذ سمير جابر ، دار الفكرـ بيروت ، الطبعة الأولى 1407هـ/1986م .
9ـ الأمالي :
أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي (ت/356هـ) ، تصحيح محمد عبدالجواد الأصمعي بدار الكتب المصرية ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ، أفست على طبعة دار الكتب المصرية ـ القاهرة ، وكتب في نهاية الكتاب كان الفراغ من تصحيحه في 1344هـ/1926م .
10ـ الإمامة والسياسة :
أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت/276هـ) ، تحقيق : طه محمد الزيني ، مؤسسة الحلبي وشركاءه للنشر والتوزيع ـ القاهرة 1378هـ/1967م .
11ـ بحارالأنوار :
محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت/1111هـ) ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، الطبعة الثالثة 1403هـ/1983م .
12ـ البداية والنهاية :
أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت/774هـ) ، تحقيق : مكتب تحقيق التراث في دار إحياء التراث العربي ، دار إحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي ـ بيروت 1413هـ/1993م .


( 145 )

13ـ بلاغت النساء :
أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر طيفور (ت/280هـ) ، طبعة الشريف الرضي ـ قم ، بدون تاريخ ، أفست على طبعة دار النهضة الحديثة .
14ـ تاريخ آداب اللغة العربية :
جرجي زيدان (ت/1914م) ، منشورات دار ومكتبة الحياة ـ بيروت ، الطبعة الثانية 1978م .
15ـ تاريخ ابن خلدون :
أبو زيد عبدالرحمن بن محمد ابن خلدون الحضرمي الإشبيلي (ت/808هـ) ، تحقيق : خليل شحادة ومراجعة سهيل زكار ، دارالفكر ـ بيروت ، الطبعة الثانية 1408هـ/1988م .
16ـ تاريخ الطبري(وهو تاريخ الأمم والملوك) :
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت/310هـ) ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار التراث ـ بيروت ، الطبعة الثانية 1387هـ/1967م .
17ـ تاريخ مدينة دمشق/ تراجم النساء :
أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر الشافعي الدمشقي (ت/571هـ) ، تحقيق : سكينة الشهابي ، دار الفكر ـ دمشق 1402هـ/1981م .
18ـ تاريخ اليعقوبي :
أحمد بن إسحاق بن جعفر اليعقوبي (ت/بعد292هـ) ، دار صادر ـ بيروت ، بدون تاريخ .
19ـ تذكرة الخواص :
أبو المظفر : يوسف بن عبدالله شمس الدين قزأ وغلي سبط ابن الجوزي الحنفي (ت/654هـ) ، تقديم السيد محمد صادق بحر العلوم ، مكتبة نينوى الحديثة ـ طهران ، بدون تاريخ .
20ـ تراجم أعلام النساء :
محمد حسين الأعلمي الحائري (ت/1391هـ) ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت ، الطبعة الأولى 1407هـ/1987م .


( 146 )

21ـ ترجمة الإمام الحسين بن علي عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق :
أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر الشافعي الدمشقي (ت/571هـ) ، تحقيق : محمد باقر المحمودي ، مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر ـ بيروت ، الطبعة الأولى 1398هـ/1978م .
22ـ تقريب التهذيب :
أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر شهاب الدين العسقلاني (ت/852هـ) ، تحقيق : عبدالوهاب عبداللطيف ، دار المعرفة ـ بيروت 1380هـ .
23ـ تهذيب التهذيب :
أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر شهاب الدين العسقلاني (ت/852هـ) ، تحقيق : محمد شريف الدين ، وأبو الحسن ، دارالفكر ـ بيروت 1404هـ/1984م .
24ـ تهذيب الكمال في أسماء الرجال :
أبو الحجاج جمال الدين يوسف بن عبدالرحمن المزي (ت/742هـ) ، تحقيق : الدكتور بشار عواد معروف ، مؤسسة الرسالة ـ بيروت ، الطبعة الرابعة 1406هـ/1985م .
25ـ الجامع الصحيح (وهو سنن الترمذي) :
أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة (ت/279هـ) ، تحقيق : أحمد محمد شاكر للجزأين الأول والثاني ، ومحمد فؤاد عبدالباقي للجزء الثالث ، وإبراهيم عطوه عوض للجزأين الرابع والخامس ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، الطبعة الأولى بين سنة 1357هـ/1938م ـ 1381هـ/1962م .
26ـ الخصال :
أبو جعفر محمد بن علي ابن بابويه القمي (ت/1381هـ) ، تحقيق : علي أكبر الغفاري ، مركز النشر الإسلامي التابع لجماعة المدرسين بالحوزة العلمية ـ قم ، الطبعة الأولى 1403هـ .
27ـ ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى :
أبو العباس محب الدين الطبري أحمد بن عبدالله بن محمد (ت/694هـ) ، دار المعرفة ـ بيروت ، أفست على طبعة مطبعة القدسي ، ومطبعة السعادة ـ القاهرة ، بدون تاريخ .


( 147 )

28ـ السيدة سكينة :
عبدالرزاق بن محمد بن عباس الموسوي المقرم (ت/ 1391هـ) ، طبعة في 124 صفحة مع الفهرس وإصلاح الأخطاء ، بدون تاريخ ولا أي معلومة .
29ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب :
أبو الفلاح عبدالحي بن أحمد شهاب الدين ابن العماد الحنبلي الدمشقي (ت/1089هـ) ، تحقيق : محمود الأرناؤوط ، دار ابن كثيرـ دمشق ، الطبعة الأولى 1406هـ/1986م . 30ـ صفة الصفوة :
أبو الفرج جمال الدين عبدالرحمن بن علي ابن الجوزي (ت/597هـ) ، تحقيق : محمود فاخوري ، دار المعرفة ـ بيروت ، الطبعة الرابعة 1406هـ/1986م .
31ـ الطبقات الكبرى :
أبو عبدالله محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري (ت/230هـ) ، تحقيق : إحسان عباس ، دار بيروت للطباعة والنشرـ بيروت 1405هـ/1985م ، أفست على طبعة دار صادر .
32ـ العقد الفريد :
أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي (ت/328هـ) ، تحقيق أحمد أمين ، وأحمد الزين ، وإبراهيم الأبياري ، دار الكتاب العربي ـ بيروت 1406هـ/1986م .
33ـ الفهرست :
أبو الفرج محمد بن إسحاق بن محمد النديم (ت/380هـ) ، تحقيق : رضا تجدد بن علي الحائري المازندراني ، مطبعة المروي ـ طهران ، الطبعة الأولى 1391هـ/1971م .
34ـ الكامل في التاريخ :
أبو الحسن عز الدين علي بن محمد الشيباني ابن الأثير الجزري (ت/630هـ) ، تحقيق : المستشرق كارلوس يوهنس تورنبرغ مع فريق من العلماء ، وإضافات لدار صادر ، دار صادرـ بيروت 1402هـ/1982م .
35ـ الكامل في ضعفاء الرجال :
أبو أحمد عبدالله بن عدي الجرجاني (ت/365هـ) ، تحقيق : الدكتور سهيل زكار ومراجعة يحيى مختار غزاوي ، دار الفكرـ بيروت ، الطبعة الثالثة 1409هـ/1988م .


( 148 )

36ـ لسان الميزان :
أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر شهاب الدين العسقلاني (ت/852هـ) ، دار الفكرـ بيروت ، الطبعة الأولى 1408هـ/1988م .
37ـ المجدي في أنساب الطالبيين :
أبو الحسن علي بن محمد بن علي نجم الدين العمري النسابة (كان حيا بعد : 443هـ) ، تحقيق : الدكتور أحمد المهدوي الدامغان ، مطبعة سيد الشهداء ـ قم ، الطبعة الأولى 1409هـ .
38ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد :
أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ( ت/807هـ) ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ، 1408هـ/1988م .
39ـ مرآة الجنان وغبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان :
أبو محمد عبدالله بن أسعد بن علي اليافعي اليمني المكي ( ت/768هـ) ، دار الكتاب الإسلامي ـ القاهرة ، الطبعة الثانية 1413هـ/1993م .
40ـ مروج الذهب ومعادن الجوهر :
أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي (ت/346هـ) ، تحقيق : محمد محيي الدين عبدالحميد ، دار الفكرـ بيروت ، الطبعة الخامسة 1393هـ/1973م .
41ـ المستدرك على الصحيحين :
أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري (ت/405هـ) ، تحقيق : مصطفى عبدالقادر عطا ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ، الطبعة الأولى 1411هـ/1990م .
42ـ المعارف :
أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت/276هـ) ، تحقيق : الدكتور ثروت عكاشة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة ، الطبعة السادسة 1992م .
43ـ المعجم الأوسط :
أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت/276هـ) ، تحقيق : الدكتور محمد الطحان ، مكتبة المعارف ـ الرياض ، الطبعة الأولى 1405هـ/1985م .


( 149 )

44ـ المعجم الكبير :
أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت/360هـ) ، تحقيق : حمدي عبدالمجيد السلفي ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، الطبعة الثانية 1404هـ/1984م .
45ـ المغني في الضعفاء :
أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان شمس الدين الذهبي ( ت/748هـ) ، تحقيق : أبو الزهراء حازم القاضي ، دارالكتب العلمية ـ بيروت ، الطبعة الأولى 1418هـ/1997م .
46ـ مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة :
محمد جواد الحسيني العاملي (ت/1228هـ) ، دارإحياء التراث العربي ـ بيروت ، أفست على طبعة المطبعة الرضوية ـ القاهرة لسنة 1324هـ .
47ـ مقاتل الطالبيين :
أبو الفرج علي بن الحسين الإصفهاني القرشي الأموي (ت/356هـ) ، تحقيق : أحمد صقر ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت ، الطبعة الثانية 1408هـ/1987م .
48ـ مقتل الحسين :
ابو المؤيد الموفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم (ت/568هـ) ، تحقيق : الشيخ محمد السماوي ، منشورات مكتبة المفيد ـ قم ، أفست على طبعة النجف 1367هـ .
49ـ مقتل الحسين :
عبدالرزاق بن محمد بن عباس الموسوي المقرم ( ت/1391هـ) ، نشر قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة ـ طهران ، بدون تاريخ .
50ـ المنتظم في تاريخ الملوك والأمم :
ابو الفرج عبدالرحمن بن علي ابن الجوزي (ت/1391هـ) ، تحقيق : محمد عبدالقادر عطا ، ومصطفى عبدالقادر عطا ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ، الطبعة الأولى 1412هـ/1992م .
51ـ منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل :
عباس بن محمد رضا النجفي القمي (ت/1359هـ) ، تحقيق : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم ، مطبعة المؤسسة ، الطبعة الثانية 1416هـ .


( 150 )

52ـ ميزان الاعتدال :
أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان شمس الدين الذهبي (ت/748هـ) ، تحقيق : علي محمد البجاوي ، دار الفكر ـ بيروت ، أرخ مقدمة التحقيق في مصر الجديدة ـ القاهرة 1382هـ/1963م .
53ـ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة :
أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي الأتابكي (ت/874هـ) ، تحقيق : المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة ، وزارة الثقافة والإرشاد القومي ـ القاهرة 1383هـ/1963م .
54ـ وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة :
محمد بن الحسن الحر العاملي (ت/1104هـ) ، تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم ، الطبعة الأولى 1409هـ .
55ـ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان :
أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (ت/681هـ) ، تحقيق : الدكتور إحسان عباس ، دار الثقافة ـ بيروت 1970م ، أفست على طبعة دار صادر .