ومن كلام الزمخشري(1) ( رض ) :
إذا سألوا عـن مذهـبي لم أبح بـه * وأكتمه .. كتمانه لـي أسلـم
فإن حنـيفـاً قلـت قـالو بأنـَّني * أبيح الطلا وهو الشراب المحرم
وأن مالكـيّاً قـلت قـالو بأنـَّني * أبيح لهم أكل الكلاب وهم هموا
وإن شافـعياً قلـت قـالوا بأنَّـني * أبيح نكاح البنت والبنت محرم
وأن حـنبلياً قلـت قـالـو بأنـَّني * ثقيل حلولي بغـيض مجـسم
وإن قلت من أهل الحديـث وحزبه * يقولون تيس ليس يدري ويفهم
تعجبت مـن هـذا الـزمان وأهله * فما أحد من ألسن الناس يسلم
وأخرني دهـري وقـدم معشـراً * على أنهم لا يعلمون .. وأعلم

____________
(1) وهو أبوالقاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري ولد يوم الأربعاء 27 من شهر رجب سنة ( 467 هـ ) سبعاً وستين وأربعماءة بزمخشر بفتح الزاي والميم وسكون الخاء وفتح الشين المعجمتين وبعدها راء : قرية كبيرة من قرى « خوارزم » وتوفي رحمه الله ليلة عرفة سنة ( 583 هـ ) بجرجانية بعد رجوعه من مكة . مصنفاته : منها : تفسير الكاشف المسمّى : حقائق التنزيل ، وعيون الأقاويل ، المفرد المركب في العربية ، الفائق في تفسير الحديث ، أساس البلاغة ، المفصل في النحو ، وغيرها ، أنظر تفسير الكاشف : 4 | 307 طبعة مصر.
( 27 )

ومذ أفلح الجهال أيقنت أنَّني * أنا (الميم) والايام أفلح(1) أعلم(2)

____________
(1) الأعلم والأفلح هو : مشقوق الشفتين الأعلى والأسفل ولا يستطيع النطق بحرف الميم.
(2) تفسير الكشاف : 4 | 310 طبعة مصر .

( 28 )

ـ تسمية السنَّة بأهل السنَّة (1) والجماعة ـ

قال العلاّمة أبوالقاسم محمود بن عمر الزمخشري في تفسيره ( حقائق التنزيل وعيون الأقاويل ) المعروف بالكشاف :
« ثم تعجب من المتسمّين بالإسلام ، المتسمَّين بأهل السنة والجماعة كيف اتخذوا هذه العظمة مذهباً ولا يغرنّك تسترهم بالبلكفة فإنه من منصوبات أشياخهم والقول ما قال أحد العدلية فيهم » .
لجماعة سمّـوا هواهــم سنّةً * وجماعة حمرـ لعمري ـ موكفه
قد شبهوه بخلقـه وتخوفــوا * شنـع الـورى فتستروا بالبلكفه

تفسير الكشاف 2| 116 ط مصر .

* * *

____________
(1) قال المرحوم الشيخ محمود أبو رية طاب ثراه :
إننا لا نعرف سيئا إسمه ( أهل السنة ) ولا شيئاً آخر يقابلها من سائر الفرق ، أو المذاهب التي استحدثت بين المسلمين لتعريفهم ، وبخاصة فإن وصف أهل السنة هذا لم يكن معروفاً قبل معاوية ابن أبي سفيان ، وقد استحدثوه في عهده في العام الذي وصفوه بأنه ( عام الجماعة ) نفاقاً للسياسة لعنها الله ، وما كان إلاّ عام الفرقة . إنظر : شيخ المضيرة أبوهريرة ص 309 الطبعة الثالثة لدار المعارف بمصر عام 1969 م .

( 29 )

تمهيد

وصف حالة المسلمين إليوم

من الواضح الغني عن البيان ، ما وصلت إليه حالة المسلمين ، ولا سيما في هذه القرون الأخيرة ، من الضعف والسقوط والذلة ، وتحكم الأجانب بهم ، واستعبادهم ، واستملاك أراضيهم وديارهم ، وجعلهم خولاً وعبيداً ، يستعملونهم كاستعمال البهائم في مصالحهم ، ويستغلّونهم بوضع الأغلال في أعناقهم ، إلى ما فوق ذلك من الهوان ، والخسران ، ممّا لا يحيط به وصف واصف ، ولا يستطيع تصويره ريشة مصوّر ، كل ذلك جلي وواضح ..
وإن السبب الوحيد هو : تفرق المسلمين ، وتباغضهم ، وتعاديهم ، وسعي كل طائفة منهم لتكفير الأخري فإذا اعتقدوا كفرهم لا محالة يسعون في هلاكهم وإبادتهم ، ما هو إلاّ الجهل المطبق ، والعصبية العمياء .
فالجهل يمدّهم ، ويطغيهم ، ومكائد الأجنبي المستعبد تشدّهم ، وتغريهم ، وقد أفاضت أقلام الأعلام والخطباء وطفحت الصحف ، والمؤلفات في هذا الموضوع حتى أوشك أن يكون في الأحاديث التي صار يمجّها الطبع وينبو عنها السمع لأن الطبع موكل بمعاداة المعادات ، وكراهة المكررات (1) .
____________
(1) اصل الشيعة وأصولها ص 22 ط القاهرة عام 1377 هـ .
( 30 )



( 31 )

التـقـيّـة

عنـد الشـيعة الإمامـيّـة

من لا تقيّة له لا دين له

الإمام الصادق عليه السلام


( 32 )

التقية في نظر الشيعة والسنة

أسباب نشوء التقية

هي : أن السلطة الحاكمة قد صادرت حرية الرأي ، والعقيدة وتذرّعت بالتنكيل ، والخشونة فالتجأ المسلمين إلى إبطان عقيدتهم حفاظاً على أنفسهم ، ومذهبهم .
فإن كانت التقية تعد جريمة فهي من فعل السياسات الحاكمة آنذاك .
والتقية : إيمان صحيح ، وقانون طبيعي في ظلّ السلطات الجائرة .

عقيدة الشيعة الإمامية في التقية


قال العلامة الكبير الشيخ محمد رضا المظفر (1) :
____________
(1) هو : الشيخ محمد رضا بن الشيخ محمد بن الشيخ عبدالله آل المظفر النجفي . عالم جليل وأديب بارع .
ولد في النجف الأشرف في الخامس من شعبان سنة (1323) هـ بعد وفاة والده بستة أشهر ، فكفله أخواه الشيخ عبدالنبي ، والشيخ محمد حسن فنشأ عليهما وتعلّم المباديء ، وقرأ مقدمات العلوم على بعض الأفاضل ، ثم حضر في الفقه والأصول على الميرزا محمد حسين =

( 33 )

روي عن صادق آل البيت عليهم السلام في الاثر الصحيح :
« التقية ديني ودين آبائي » و« من لا تقية له لا دين له » . وكذلك هي :
لقد كانت التقية شعارا لآل البيت عليهم السلام دفعا للضرر عنهم ، وعن أتباعهم ، وحقنا لدمائهم ، واستصلاحا لحال المسلمين ، وجمعا لكلمتهم ، ولما لشعثهم ، وما زالت سمة تعرف بها الاماميّة دون غيرها من الطوائف ، والأمم ، وكل انسان اذا أحس بالخطر على نفسه ، أو ماله بسبب نشر معتقده ، أو التظاهر به لا بد أن يتكتّم ، ويتقي مواضع الخطر . وهذا أمر تقتضية فطرة العقول .
من المعلوم أن الإمامية و أئمتهم لاقوا من ضروب المحن ، وصنوف الضيق على حرياتهم في جميع العهود ما لم تلاقه أية طائقة ، أو أمة أخرى ، فاضطروا في أكثر عهودهم إلى استعمال التقية بمكانة المخالفين لهم ، وترك مظاهرتهم ، وستر عقائدهم ، وأعمالهم المختصة بهم عنهم ، لما كان يعقب ذلك من الضّرر في الدنيا .
ولهذا السبب امتازوا « بالتقية » وعرفوا بها دون سواهم .
وللتقية أحكام من حيث وجوبها ، وعدم وجوبها بحسب اختلاف مواقع خوف الضرر مذكورة في أبوابها في كتب العلماء الفقهية .
وليست هي بواجبة على كل حال ، بل قد يجوز ، أو يجب خلافها في بعض الأحوال ، كما إذا كان في إظهار الحق ، والتظاهر به نصرة
____________
النائيني ، والشيخ ضياء الدين العراقي ، وعمدة استفادته من أخيه الشيخ محمد حسن المذكور ، وحضر أيضاً في الفلسفة على الشيخ محمد حسين الأصفهاني عدة سنين ، وأضاف إلى دراسة العلوم الدينية ، العلوم الرياضية ، ومبادئ العلوم الطبيعية ؛ على الطريقة الحديثة .. وأسس ( جمعية منتدى النشر ) عام ( 1354 هـ ) وانتخب لرئاستها من سنة (1357) هـ وجدّد انتخابه في كل دورة . وله آثار علمية جيدة طبع منها : السقيفة ، المنطق ، عقائد الشيعة ، أصول الفقه وغيرها . توفي في عام ( 1383هـ ) . ( طبقات أعلام الشيعة : نقباء البشر في القرن الرابع عشر 1| 372 ، 373 ) .

( 34 )

للدين ، وخدمة للإسلام ، وجهاد في سبيله ، فإنّه يستهان بالإموال ، ولا تعزّ النفوس .
وقد تحرم التقية في الأمور التي تستوجب قتل النفوس المحترمة ، أو رواجاّ للباطل ، أو فساداً في الدين ، أو ضرراً بالغاً على المسلمين بإضلالهم ، أو بإفشاء الظلم والجور فيهم [ أو السبب بتفريقهم ، وتمزيق شملهم] .
وعلى كل حال ليس معنى التقية عند الإمامية أنها تجعل منهم جماعة سرّية لغاية الهدم ، والتخريب ، كما يريد أن يصوّرها بعض أعدائهم غير المتورعين في إدراك الأمور على وجهها ، ولا يكلّفون أنفسم فهم الرأي الصحيح عندنا .
كما أنّه ليس معناها أنّها تجعل الدين ، وأحكامه سرّاً من الأسرار ، لا يجوز أن يذاع لمن لا يدين به ، كيف وكتب الإمامية ، ومؤلفاتهم فيما يخصّ الفقه والأحكام ، ومباحث الكلام ، والمعتقدات قد ملأت الخافقين ، وتجاوزت الحدّ الذي ينتظر من أية أمّة أن تدين بدينها .
بلى: إنّ عقيدتنا في التقية قد استغلّها من أراد التشنيع على الإمامية (1) فجعلوها من جملة المطاعن فيهم ، وكأنهم كان لا يشفي غليلهم إلاّ أن تقدَّم رقابهم إلى السيوف لاستئصالهم عن آخرهم في تلك العصور التي يكفي فيها أن يقال : هذا رجل شيعي ليلاقي حتفه على يد أعداء آل البيت من الأمويين والعابسيّين بل العثمانيّين .
____________
(1) نظراء أحمد أمين المصري صاحب فجر الإسلام . محب الدين الخطيب صاحب الخطوط العريضة محمد مال الله البحريني صاحب الشيعة وتحريف القرآن وما شاكلهم من العلماء في العصر الحاضر : إحسان إلهي ظهير الباكستاني ، وابراهيم الجبهان الوهابي وعبدالله محمد الغريب المصري وغيرهم من أدعياء الإسلام .

( 35 )

وإذا كان طعن من أراد أنّ يطعن يستند إلى عدم زعم مشروعيتها من ناحية دينية فإنا نقول له :
أوّلاّ : إنّنا متّبعون لأئمتنا عليهم السلام ، ونحن نهتدي بهداهم ، وهم أمرونا بها ، وفرضوها علينا وقت الحاجة ، وعندهم من الدين ، وقد سمعت قول الصادق عليه السلام :
« من لا تقيّة له لا دين له » .
وثانياً : قد ورد تشريعها في القرآن الكريم ذلك قوله تعالى :
( إلاَّ مَن أكرهَ وَقَلبُهُ مُطمئن بالإيمان ) النحل : الاية 106 .
وقد نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر الّذي التجأ إلى التظاهر بالكفر خوفاً من أعداء الإسلام وقوله تعالى : ( إلاّ أن تَتَّقُوا منهُم تُقاةً ) . وقوله تعالى : ( وَقالَ رجل مؤمن من آل فرعَون يَكتُمُ إيمانَهُ ) ( المؤمن : 28 ) (1) .

* * *

____________
(1) عقائد الإمامية ص 72 ، 74 طبعة مصر عام 1377 هـ مطبعة نور الأمل شارع القلعة بالقاهرة .

( 36 )



( 37 )

التـقـيّـة


فـي نـظر علـماء السنـة


(38 )

التقية في نظر علماء السنّة


1ـ قال الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى : ( إلاّ أن تتقوا منهم تقاة ) .
( المسألة الرابعة ) : اعلم أن للتقّية أحكاماً كثيرة ونحن نذكر بعضها :
الحكم الأول : إنَّ التقيّة إنما تكون إذا كان الرجل في قوم كفّار ، ويخاف منهم على نفسه ، وماله فيداريهم باللسان ، وذلك بأن لا يظهر العداوة بالّلسان بل يجوز أيضاً أن يظهر الكلام المُوهم للمحَّبة والموالاة ، ولكن بشرط أن يُضمر خلافه وأن يعرض في كلّ ما يقول ، فإن للتقيّة تأثيرها في الظاهر لا في أحوال القلوب ...
الحكم الرابع : ظاهر الآية يدُل أنَّ التقيّة إنما تحلّ مع الكفّار الغالبين ، إلاَّ أنّ مذهب الشافعي رضي الله عنه :
إن الحالة بين المسلمين إذا شاكلت الحالة بين المسلمين والكافرين حلّت التقيّة محاماة على النّفس .
الحكم الخامس : التقيّة جائزة لصون النّفس ، وهل هي جائزة


( 39 )

لصون المال ؟ يحتمل أن يحكم فيها بالجواز لقوله صلى الله عليه وسلم :
« حرمة مال المسلم كحرمة دمه » .
ولقوله صلّى الله عليه وسلم :
« من قتل دون ماله فهو شهيد » (1) .
2ـ وقال الزمخشري في تفسيره :
في تفسير قوله تعالى : ( إلاَّ أن تتَّقوا منهم تقاة ) : رخص لهم في موالاتهم إذا خافوهم ، والمراد بتلك الموالاة محالفة ، ومعاشرة ظاهرة والقلب مطمئن بالعداوة ، والبغضاء ، وانتظار زوال المانع من قشر العصا ، وإظهار الطَّرية ... (2) .
3ـ وقال الخازن في تفسيره :
التقية لا تكون إلاّ مع خوف القتل مع سلامة النيَّة قال الله تعالى : ( إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) ( 60| 106 ) . ثم هذه التقيّة رخصة ... الخ (3) .
4ـ وقال النفسي في تفسيره :
( إلاّ أن تتقوا منهم تقاة ) ( 3 | 28 ) . إلاّ أن تخافون جهتهم أمراً يجب اتّقاؤه أي ألاّ يكون للكافر عليك سلطان فتخافه على نفسك ، ومالك فحينئذ يجوز لك إظهار الموالاة ، وإبطان المعاداة (4) .
____________
(1) انظر : تفسير الفخر الرازي : 8| 13 طبعة دارالفكر عام 1401هـ .
(2) تفسير الكشاف : 1| 422 ، تفسير غريب القرآن للنيسابوري 3 | 178 بهامش تفسير الطبري طبع بولاق .
(3) تفسير الخازن : 1| 277.
(4) تفسير النسفي بهامش تفسير الخازن : 1 |277 طبع مصر .


( 40 )

5ـ وقال الخطيب الشربيني في تفسيره :
( إلاّ من أكره ) أي على التلفظ بالكفر فتلفّظ به ( وقلبه مطمئن با لايمان ) فلا شيء عليه ، لأن محل الإيمان هو القلب ...(1) .
6ـ وقال النيسابوري في تفسيره :
( فلا تخشوهم واخشون ) قيل : في الآية دليل على أن التقية جائزة عند الخوف لأنه علل إظهار هذه الشرايع بزوال الخوف من الكفار (2) .
7ـ وقال الزمخشري في تفسيره :
روي أن أناساً من أهل مكة فتنوا فارتدوا عن الإسلام بعد دخولهم فيه ، وكان فيهم من أكره ، وأجرى كلمة الكفر على لسانه وهو معتقد للإيمان . منهم عمار بن ياسر ، وأبواه : ياسر ، وسمية ، وصهيب ، وبلال ، وخباب ، عذبوا ...
فأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً ... الخ (3)
8ـ وقال اسماعيل حقي في تفسيره :
( إلاّ من أكره ) أجبر على ذلك التلفظ بأمر يخاف على نفسه ، أو على عضو من أعضائه ... لأن الكفر اعتقاد ، والإكراه على القول دون الاعتقاد ، والمعنى : لكن المكره على الكفر باللسان ( وقلبه مطمئن بالإيمان ) لم تتغير عقيدته . وفيه دليل على أن الإيمان المنجي المعتبر عند الله هو التصديق بالقلب (4) .
____________
(1) تفسير السراج المنير : 2| 263 .
(2) تفسير غرائب القرآن : 3 |178 بهامش تفسير الطبري.
(3) الكشاف عن حقائق التنزيل 2| 430 ط مصر .
(4) روح البيان 5 |84 .

( 41 )

9ـ وقال الطبري في تفسيره :
( إلاّ أن تتقوا منهم تقاةً ) قال أبو العإلية :
التقية باللسان ، وليس بالعمل . حديث عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ قال : أخبرنا عبيد قال : سمعت الضحّاك يقول في قوله : ( إلا أن تتقوا منهم تقاةً ) قال : التقية باللسان من حمل على أمر يتكلم به وهو لله معصية فتكلّم مخافة على نفسه ( وقلبه مطمئن بالإيمان ) فلا إثم عليه . إنما التقية باللسان (1) .
10ـ وقال الحافظ ابن ماجة :
والإيتاء : معناه : الإعطاء : أي وافقوا المشركين على ما أرادوا منهم تقية ، والتقية في مثل هذه الحال جائزة لقوله تعالى : ( إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) (2) .
11ـ وقال القرطبي في تفسير هذه الآية (3) .
وقال الحسن : التقية جائزة للإنسان إلى يوم القيامة (4) .

وقال القرطبي :
أجمع أهل العالم على أن من أكره على الكفر حتى خشي على نفسه القتل ، أنه لا إثم عليه إن كفر وقلبه مطمئن بالإيمان ولا تبين منه زوجته ، ولا يحكم عليه بحكم الكفر . هذا قول مالك والكوفيين والشافعي . ( الجامع لأحكام القرآن : 10| 182 ط : دار الكتب المصرية بالقاهرة ) .
____________
(1) جامع البيان : 3| 153 طبعة أولى ببولاق مصر .
(2) سنن ابن ماجة : 1 | 53 شرح حديث رقم 150 ط مصر تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي .
(3) سورة آل عمران : الآية 28 .
(4) الجامع لأحكام القرآن : 4 | 57 .

( 42 )

12ـ وقال الألوسي في تفسير هذه الآية (1) :
وفي الآية دليل على مشروعية التقية وعرّفوها بمحافظة النفس . أو العرض . أو المال من شر الأعداء ، والعدو قسمان :
الأول : من كانت عداوته مبنّية على اختلاف الدين كالكافر والمسلم .
والثاني : من كانت عداوته مبنّية على أغراض دنيويّة كالمال والمتاع والملك والإمارة . (روح المعاني : 3 |121 ط إدارة المطبعة المنيرية بمصر ) .
13ـ وقال جمال الدين القاسمي :
ومن هذه الآية ( إلاّ أن تتقوا منهم تقاة ) :
استنبط الأئمة مشروعية التقية عند الخوف وقد نقل الإجماع على جوازها عند ذلك الإمام مرتضى إلى ماني في كتابه : ( إيثار الحق على الحق ) فقال ما نصه :
وزاد الحق غموضاً وخفاءً أمران :
أحدهما : خوف العارفين مع قلّتهم ، من علماء السوء ، وسلاطين الجور ، وشياطين الخلق ، مع جواز التقّية عند ذلك بنصّ القرآن ، وإجماع أهل الإسلام ، وما زال الخوف مانعاً من إظهار الحق ، ولا برح المحق عدوّاً لأكثر الخلق وقد صح عن أبي هريره رضي الله عنه أنّه قال في ذلك العصر الأول حفظت من رسول الله (ص) دعاءين فأمّا أحدهما فبثثته في الناس ، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم . ( محاسن التأويل 4| 82 ط مصر ) .
14ـ وقال المراغي :
( إلاّ أن تتقوا منهم تقاة ) :
____________
(1) سورة آل عمران : الآية 28 .

( 43 )

أي ترك موالاة المؤمنين للكافرين حتم لازم في كل حال إلاّ في حال الخوف من شيء تتقونه منهم ، فلكم حينئذ أن تتقوهم بقدر ما يتقي ذلك الشيء ، أذ القاعدة الشرعية « أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح » .
وإذا جازت موالاتهم لاتقاء الضرر فأولى أن تجوز لمنفعة المسلمين ، وإذاً فلا مانع من أن تحالف دولة إسلامية دولة غير مسلمة لفائدة تعود إلى الأولى إمّا بدفع ضرر ، أو جلب منفعة ، وليس لها أن توإليها في شيء يضرّ المسلمين ، ولا تختص هذه الموالاة بحال الضعف ، بل هي جائزة في كلّ وقت .
وقد استنبط العلماء من هذه الآية جواز التقية بأن يقول الإنسان أو يفعل من يخالف الحق ، لأجل التوقي من ضرر من الأعداء يعود إلى النفس ، أو العرض ، أو المال .
فمن نطق بكلمة الكفر ، مكرهاً ، وقاية لنفسه من الهلاك ، وقلبه مطمئن بالإيمان ، لا يكون كافراً ، بل يعذر كما فعل عمار بن ياسر حين أكرهته قريش على الكفر فوافقها مكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان وفيه نزلت الآية :
( من كفر بالله بعد إيمانه إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) ...
ثم قال المراغي :
ويدخل في التقية مداراة الكفرة ، والظلمة ، والفسقة ، وإلانة الكلام لهم ، والتبسم في وجوههم ، وبذل المال لهم ، لكف أذاهم ، وصيانة العرض منهم ، ولا يعدّ هذا من الموالاة المنهي عنها بل هو مشروع ؛ فقد أخرج الطبراني قوله صلّى الله عليه وسلم : « ما وقى به


( 44 )

المؤمن عرضه فهو صدقة » (1)
____________
(1) تفسير المراغي : 3| 136 ـ 137 ط مصر .

( 45 )

عقيدة الشيعة الإمامية في الصحابة


تـمـهـيـد
إن موضوع الحديث عن عقيدة الشيعة في الصحابة هو أهم موضوع نريد أن نتحدث عنه وكان بودنا التجنب عن ذلك ولكن من شرط هذا الكتاب هو التعرض لكل ما له علاقة بمذهب أهل البيت ، وسائر المذاهب فإن هذه المسألة من أهم المسائل التي كانت ذريعة لمعارضة مذهب أهل البيت وانتشاره . فقد نسبوا إلى الشيعة ما لا يتفق مع الواقع في اعتقادهم حول الصحابة . وتقوّلوا عليهم بأنهم ( أي الشيعة ) يكفرون جميع الصحابة ـ والعياذ بالله ـ وأنهم لا يتمدون على أحاديثهم ، ويطعنون فيهم إلى غير ذلك .
وجعلوا ذلك أساساً لقاعدة بنوا عليها الحكم بالزندقة ، وحلَّية إراقة الدماء فقالوا : من طعن في الصحابة فقد طعن على رسول الله (ص) ومن طعن على رسول الله فهو زنديق .
وقالوا : إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب محمد فاعلم أنه زنديق .
وجعلوا الخوض فيما جرى بين الصحابة ، وحرية الرأي في مناقشتهم هو انتقاص لهم .


( 46 )

فلندرس هذا الموضوع بدقة ، ورجاؤنا معقود على إيلاء هذه الدراسة جلّ عنايتها ، وإعطائها وجهة النّظر بصورة خاصة ، لأن اتهام الشيعة بسب الصحابة ، وتكفيرهم أمر عظيم ، ومعضلة شديدة اتخذها خصوم أهل البيت وسيلة للقضاء على مبادئهم ، وانتشار مذهبهم ، عندما بان عجزهم عن اللحوق بهم وقد تدخل الدخلاء وأعداء الإسلام في اتساع شقة الخلاف بين صفوف الأمة ليجدوا طريقهم لبثّ آرائهم الفاسدة ، حتى أصبح من المقرّر في تلك العصور تكفير الشيعة ، وإبعادهم عن ذلك المجتمع ، كلّ ذلك مبعثة آراء السلطة وأغراضها التي قضت على الأمة بكبت الشعور ، وكم الأفواه وسلب الأفراد ، حريّة الرأي لأن الجمود الفكري هو الذي يخدم مصالحهم ، عندما حاولوا ربط العقائد بالدولة ، وإناطة الأراء بما تراه السلطة لا غير ، وفرضوا ربط التعليم بهم وضربوا سلطانهم على بعض العلماء ووجّهوهم حيث شاءت إرادتهم ، إلى غير ذلك من المحاولات التي كانوا يقصدون بها القضاء على أهل البيت ومعارضة مذهبهم ولكن شاء الله أن تذهب تلك المحاولات أدراج الرياح .
ويبقي ذكر أهل البيت على ممّر الدهور ، والأعوام ، ولم تقف تلك الدعايات الكاذبة والتهم المفتعلة أمام انتشاره ، وإن اتهام الشيعة بسب الصحابة وتكفيرهم أمر عظيم حاول خصومهم فيه تشويه سمعتهم ، لأنهم خصوم الدولة وأنصار أهل البيت ، ونحن لا نريد أن نرغم خصوم الشيعة على الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبوها في تعبيرهم عنهم بعبارات التهجم التي تشمئز منها النفوس ، وتنفر منها الطباع .
ولا نريد منهم أن يغالطوا أنفسهم في مجاراتهم للأوضاع الحاضرة ، ولا نريد منهم أن يتركوا الخطأ الذي وقفوا عليه في زاوية الإهمال ، ولا إسدال الستر على العيوب التي عثروا عليها في المجتمع الشيعي . والنقص الذي لمسوه .


( 47 )

ولكنّا نريد منهم أن لا يكذبوا ، أو يتقوّلوا .
ونريد مهم أن يتحرروا من تقليد اقوام أعمتهم المادة ، وأخضعتهم السلطة ، فحملتهم على الافتعال ، والأكاذيب .
ونريد منهم أن يصرّحوا بلغة العلم ، والمنطق الصحيح عن الأمور التي استوجبت أن يرتكبوا بحقّ الشيعة ما ارتكبوه وليحاسبوا أنفسهم قبل يوم الحساب ، إن إهملوا محاسبة الوجدان ، والضمير الحر.
ونريد منهم أن يصرحوا لنا عن نقاط الضعف التي وقفوا عليها فيما تدعيه الشيعة فأباحت لهم ذلك التهجم ، وليقولوا بكل صراحة فإنا نتقبل قول الحق .
ولا يهم الشيعة أقوال أهل التهريج والهوس ، ولا يعبأون بأقلام المستأجرين من قبل أعداء الإسلام الذين عظم عليهم انتشاره ، وأخضعهم بقوّة برهانه ، وأعطوه الجزية عن يد وهم صاغرون ، فالتجاوا إلى لغة الدس والخيانة .
ونريد منهم أن يتنّبهوا رويداً إلى التباين بين ما يدّعونه أو يفتعلونه على الشيعة وبين الواقع .
ونريد من الباحث أن يتحّرى ببحثه الدقة والتمحيص ، وأن يتثّبت قبل الحكم ، وأن يعرف الخطر الّذي ينجم من وراء ذلك ، فقد بلغ الأمر إلى أشدّ ما يكون من الخطورة .
ومن المؤلم أن تروج هذه الدعايات المغرضة ، أو الأكذوبة الكبرى فتصبح من الامور المسلّمة بها لا تحتاج إلى نقاش .
والواقع أن اتهام الشيعة كان سياسيّاً قائماً على مخالفة الواقع ، وإنكار الحقائق ، والجهل الفاضح .


( 48 )

الشيعـة والصحابـة
نحن أمام مشكلة كبرى ، وقف التاريخ أمامها ملجماً واختفت الحقيقة فيها وراء رُكام من الادعاءات الكاذبة ، والأقوال الفارغة ، فالتوت الطرق الموصلة إلىها . كما أثيرت حولها زوابع من المشاكل والملابسات ، ولم تعالج القضيّة بدراسة علميّة ليبدو جوهر المسألة واضحاً وتظهر الحقيقة كما هي .
وعلى أي حال فقد تولع كثير من المؤرخين بذّم الشيعة ، ونسب أشياء إلىهم بدون تثّبت ، فهم يكتبون بدون قيد أو شرط ، ويتقولون بدون وازع ديني أو حاجز وجداني ، وقد اتسعت صدور الشيعة لتحمل أقوالهم ، بل تقوّلاتهم كما اتسعت سلّة المهملات لقبر شخصيّاتهم ، وترفعوا عن المقابلة بالمثل .
وإن أهمّ تلك التّهم هي مسألة الصحابة وتكفيرهم ( والعياذ بالله ) ممّا أوجب أن يحكم عليهم بالكفر والخروج عن الأسلام كما يأتي بيانه .
قال السيد شرف الدين : « إن من وقف على رأينا في الصحابة علم أنّه أوسط الآراء إذ لم نفرط فيه تفريط الغلاة الذين كفّروهم جميعاً ولا أفرطنا إفراط الجمهور الذين وثقوهم جميعاً ، فإن الكاملية ومن كان في الغلوّ على شاكلتهم قالوا : بكفر الصحابة كافة .
وقال أهل السنة بعدالة كلّ فرد ممّن سمع النبي أو رآه من المسلمين مطلقاً ، واحتجوا بحديث ( كل من دب ، أو درج منهم أجمعين أكتعين ) .
أما نحن فإن الصحبة بمجردها وإن كانت عندنا فضيلة جليلة لكنها بما هي من حيث هي غير عاصمة . فالصحابة كغيرهم من الرجال ، فيهم العدول وهم عظماؤهم وعلماؤهم ، وفيهم البغاة ، وفيهم أهل


( 49 )

الجرائم من المنافقين ، وفيهم مجهول الحال ، فنحن نحتج بعدولهم . ونتولاهم في الدنيا والآخرة .
أماالبغاة على الوصّي ، وأخي النبي صلّى الله عليه وآله وسائر أهل الجرائم كابن هند ، وابن النابغة ، وابن الزرقاء ، وابن عقبة ، وابن أرطأة ، وأمثالهم فلا كرامة ولا وزن لحديثهم ، ومجهول الحال نتوقف فيه حتى نتبين أمره .
هذا راينا في حملة الحديث من الصحابة والكتاب والسنة بنينا على هذا الرأي كما هو مفصل في مظانه من أصول الفقه . لكنّ الجمهور بالغوا في تقديس كلّ من يسمونه صحابياً ، حتّى خرجوا عن الاعتدال ، فاحتجوا بالغثّ منهم والسمين ، واقتدوا بكل مسلم سمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو رآه اقتداء أعمى ، وأنكروا على كل حد من الحدود ، وما أشدّ إنكارهم علينا حين يروننا نرّد حديث كثير من الصحابة مصرحين بجرحهم أو بكونهم مجهولي الحال ، عملاً بالواجب الشرعي في تمحيص الحقائق الدينّية ، والبحث عن الصحيح من الآثار النبويّة .
وبهذا ظنوا بنا الظنونا ، فاتهمونا ، رجماً بالغيب ، وتهافتاً على الجهل ، ولو ثابت إليهم أحلامهم ، ورجعوا إلى قواعد العلم ، لعلموا أن أصالة العدالة في الصحابة ممّا لا دليل عليها ، ولو تدبروا القرآن الحكيم لوجدوه مشحوناً بذكر المنافقين منهم . وحسبك منه سورة التوبة والأحزاب (1) .
____________
(1) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة : 1| 589 ـ 592 ط بيروت .

( 50 )

درجـات الصحـابة
لم يكن الصحابة طرازاً واحداً في الفقه والعلم ، ولا نمطاً متساوياً في الإدراك والفهم ، وإنّما كانوا في ذلك طبقات متفاوتة ، ودرجات متباينة ، شأن الناس جميعاً في هذه الحياة على مرّ الدّهور :
( سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلاً ) .
قال ابن خلدون في مقدمته :
« إن الصحابة كلّهم لم يكونوا أهل فتيا ، ولا كان الدين يؤخذ عن جميعهم ، وإنما كان مختصاً بالحاملين للقرآن ، العارفين بناسخه ، ومنسوخه ، ومتشابهه ومحكمه ، وسائر دلالته ، بما تلقوه من النبى صلّى الله عليه وسلم ، أو ممّن سمعه منهم ، وعن عليتهم ، وكانوا يسمّون لذلك ( القراء ) ، أي الذين يقرأون الكتاب لأن العرب كانوا أمة أميّة ، فاختصّ من كان منهم قارئاً للكتاب بهذا الاسم لغرابته يومئذ ، وبقي الأمر كذلك صدر الملّة » .
وعن محمد بن سهل بن أبي خيثمة عن أبيه (1) قال :
« كان الذين يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من المهاجرين ، وثلاثة نفر من الأنصار ، عمر وعثمان وعليّ ، وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت » .
وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه : أن أبابكر الصديق رضي الله عنه كان إذا نزل به أمر يريد فيه مشاورة أهل الرأي ، دعا رجالاً من المهاجرين ، والأنصار ، دعا عمر وعثمان وعليّاً ، وعبدالرحمن بن عوف ، ومعاذ بن جبل ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت .
وكلّ هؤلاء كان يفتي في خلافة أبي بكر ، وإنّما تصير فتوى الناس
____________
(1) طبقات ابن سعد 4|167.

( 51 )

ألى هؤلاء ، فمضى أبوبكر على ذلك .
ثم ولى عمر فكان يدعو هؤلاء النفر .
وفي مسلم : عن مسروق قال :
« شاممت أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم فوجدت علمهم انتهى ألى ستة :
إلى عمر وعلي وعبد الله ، ومعاذ (1) وأبي الدرداء وزيد بن ثابت ، فشاممت هؤلاء الستة فوجدت علمهم انتهى إلى علي وعبد الله » (2) .
وروى ابن القيم في أعلام الموقعين عن مسروق قال :
« جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكانوا كالإخاذة :
الإخاذة : تروي الراكب ، والإخاذة : تروي الراكبين : والإخاذة : لو نزل بها أهل الأرض لأصدرهم ، وإن عبدالله من تلك الإخاذة » .
وروى البخاري ومسلم عن النبي قال :
« إن مثل ما بعثني به الله من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية (1) قبلت الماء فأنبتت الكلأ، والعشب الكثير ، وكان منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس فشربوا ، وسقوا ، وزرعوا ، وأصاب بها طائفة أخرى ، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ » .
وعن عامر قال :
« كان علماء هذه الأمة بعد نبيّها ستة :
عمر وعبدالله وزيد بن ثابت . فإذا قال عمر قولاً ، وقال هذان
____________
(1)رواية ابن القيم في أعلام الموقعين ، وابي بن كعب بدل معاذ .
(2) هو عبدالله بن مسعود .
(3) وفي رواية طائفة طيبة . ارجع في هذه الأخبار كلها إلى طبقات ابن سعد 2ق | 109 ـ 110.

( 52 )

قولاً ، كان قولهما لقوله تبعاً ، وعليّ ، وأبي بن كعب ، وأبو موسى الأشعري ، فإذا قال على قولاً ، كان قولهما لقوله تبعاً » .
وقال : « قضاة هذه الأمة أربعة :
عمر وعلى وزيد ، وأبو موسى الأشعري .
ودهاة هذه الأمة أربعة :
عمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان ، والمغيرة بن شعبة ، وزياد » .