وانظر ايضاً أن الراوي لهذه القصة تهيّب أن يحدّث بها .
قال ابن رافع بعد رواية الحديث :
فمكثت سنة أو قريباً منها لا اُحدّث به وهبته ثم لقيت القاسم فقلت له :
لقد حدّثتني حديثا ما حدثته بعد . قال : فما هو ؟ فأخبرته قال : فحدّثه عنّي أنّ عائشة أخبرتنيه .

صحيح مسلم : 4 / 169 .( باب رضاعة الكبير )


ولعلّ أمّ المؤمنين عائشة كانت تنفرد بهذا الحديث ولذلك أنكر عليها أزواج النبي سائر اُمهات المؤمنين وقلن : لا والله لايدخل علينا بهذه الرضاعة أحد من النّاس كما تقدم واعتقد أن قولهنّ :
ما نرى الّذي أمر به رسول الله سهلة إلاّ رخصة في رضاعة سالم وحده ـ هذا القول زيادة من المحدّثين لأنّهم استفضعوا أن يكذب سائر أزواج النبي عائشة ويستنكرون عليها مثل هذا الحديث .
ويحق لهنّ استنكار ذلك فهنّ أعلم برسول الله (ص) من عائشة لأنهنّ ثمانية وفيهنّ أمثال : ام سلمة المرأة الصالحة التي كبر سنّها و كمل عقلها ، ثم هذا هو الذي يتماشى وغيرة الرسول صلّى الله عليه وسلم وعدم تساهله في المحارم .
ولعلّ ام المؤمنين عائشة توافق اُمّهات المؤمنين من أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يتسامح في مثل هذه الأمور، فلنستمع إليها تروي عن نفسها : قالت :
دخل عليّ رسول الله وعندي رجل قاعد فاشتّد ذلك عليه ورأيت الغضب في وجهه قالت :
قلت يا رسول الله :


( 227 )

إنه أخي من الرضاعة قالت : فقال : انظرن إخوتكن من الرّضاعة فإنّما الرّضاعة من المجاعة .
صحيح مسلم : 4/170 ( باب انّما الرضاعة من المجاعة )
صحيح البخاري : 3/150 ( كتاب الشهادات )
فلعلّها كانت تجتهد هي أيضاً في حياة النبي صلّى الله عليه وسلم فكانت ترى صحة رضاعة الكبير وبهذه الرواية أثبتت أنّها كانت تستبيح ذلك في حياة النبي ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوافقها على ذلك وغضب وأشتدّ ذلك عليه وقال لها :
إنما الرّضاعة من المجاعة . يعني لا تكون الرضاعة إلاّ للصبيان الذين لا ينفذون إلاّ بالرّضاعة .
فهذا الحديث يبطل رضاعة الكبير كما لا يخفى .

لأكون مع الصادقين ص 118- 120

ط مؤسسة البشرى ـ باريس



( 228 )

وأخرج ابن ماجة عن عائشة قالت :
لقد نزلت آية الرجم ، ورضاعة الكبير عشراً . ولقد كان في صحيفة تحت سريري . فلما مات رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وتشاغلنا بموته ، دخل داجن فأكلها (1)
قراءة القرآن بالمعنى
قال الراغب الأصبهاني :
وذكر بعض العلماء : أنّ ابن عباس كان يجوّز أن يقرأ القرآن بمعناه ، واستدلّ بما روي عنه أنّه كان يعلّم رجلاً : طعام الأثيم ، فلم يكن يحسن الأثيم .
فقال قل :
الفاجر وليس ذلك بشيء فيما ذكره جلّ العلماء لأن ابن عباس أراد أن يعرّفه الأثيم ، فعرّفه بمعناه ، لمّا أعياه .
وقرأ بدل « والسارق ، والسارقة فاقطعوا أيديهما » فاقطعوا أيمانهما .
وكان عمر يقرأ : « غير المغضوب ، وغير الضالّين» .
وعبد الله بن الزبير : « صراط من أنعمت عليهم» .
وقرأ بعضهم :« وضربت عليهم المسكنة ، والذّل» .
وأبو بكر ( رض ) : « وجاءت سكرة الحق بالموت » (2) .
وقال السيوطي :
وأخرج ابن جرير ، وابن الأنباري في ( المصاحف ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه قرأ :

____________
(1) سنن ابن ماجة : الحديث برقم 1944 من كتاب النكاح ص 626 باب رضاع الكبير 214 .
(2) المحاضرات : 2/250 طبعة مصر عام 1287 هـ .

( 229 )

أفلم يتبّين الذين آمنو ، فقيل له إنهّا في ( المصحف ) : أفلم ييأس فقال :
أظن الكاتب كتبها وهو ناعس .
وأخرج ابن جرير عن علي رضي الله عنه أنّه كان يقرأ : أفلم يتبيّن الذين آمنوا.
وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما : .
أفلم ييأس يقول : يعلم (1) .

ما أسقط من القرآن
قال السيوطي : وفي المستدرك عن ابن عباس قال :
سألت علي بن أبي طالب لم لم تكتب في براءة : بسم الله الرحمن الرحيم قال : لأنها أمان ، وبراءة نزلت بالسيف ، وعن مالك ، أنّ أوّلها لمّا سقط ، سقط معه البسملة فقد ثبت أنّها كانت تعدل البقرة لطولها . ( الإتقان في علوم القرآن : 1/65 ) .
وأخرج ابن أبي شيبة ، والطبراني في الأوسط ، وأبو الشيخ ، والحاكم ، وابن مردويه ، عن حذيفة رضي الله عنه قال :
الّتي تسمّون سورة التوبة هي : سورة العذاب ، والله ما تركت أحداً إلاّ نالت منه ، ولا تقرأن إلاّ ربعها .
وأخرج أبو الشيخ عن حذيفة رضي الله عنه قال :
ما تقرأن ثلثها . يعني : سورة التوبة . ( الدر المنثور : 3/208 ) .

____________
(1) الدر المنثور : 4 / 63 ، 64 .

( 230 )

وفي المستدرك عن حذيفة قال :
ما تقرأون ربعها يعني : براءة . ( الإتقان في علوم القرآن : 2/26 طبعة مصر ) .
وأخرج الحاكم عن حذيفة ( رضي الله عنه ) قال : ما تقرأون ربعها يعني : براءة وأنكم تسموّنها سورة التوبة وهي سورة العذاب ، ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . ( المستدرك : 2/331 طبع حيدر آباد ـ الهند ) .
قال الراغب : أسقط ابن مسعود من مصحفه : أم القرى ، والمعوّذتين .
( قراءة تخالف صور حروفها ما في المصحف ، أوترتيبها ) قرىء بدل كالعهن : كالصوف . وبدل : فهي كالحجارة ، فكانت كالحجارة . ( المحاضرات : 2/250 طبعة مصر ) .
قال أبوعبيد ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :
ليقولون أحدكم قد أخذت القرآن كلّه ، وما يدريك ما كلّه قد ذهب منه قرآن كثير ..
ولكن ليقل : قد أخذت منه ما ظهر . ( الإتقان في علوم القرآن : 2 / 25 ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور 2 / 298) .
وأخرج ابن الأثير عن أبي الأسود الدؤلي قال :
... وكنّا نقرأ سورة كنّا نشبّهها بإحدى المسبّحات فأنسيتها . غير أنّي حفظت منها :
« يا أيّها الذين آمنوا ، لم تقولون ما لا تفعلون ؟ فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة » . ( جامع الأصول : 3/8 رقم الحديث 904 ) .


( 231 )

وقال الرافعي :
فذهب جماعة من أهل الكلام ممّن لا صناعة لهم إلاّ الظن ، والتأويل ، واستخراج الأساليب الجدليّة ، من كل حكم ، وكل قول إلى جواز أن يكون قد سقط عنهم من القرآن شيء حملاً على ما وصفوا من كيفيّة جمعه . ( إعجاز القرآن ص 41 طبعة مصر ) .
وقال السيوطي :
فائدة ـ قال ابن إشته في كتاب ( المصاحف ) :
أنبأ نا محمد بن يعقوب : حدثنا أبو داود ، حدثنا أبو جعفر الكوفي قال :
هذا تأليف مصحف أُبيّ :
الحمد ثم البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، ثم الأنعام ، ثم الأعراف ، ثم المائدة ، ثم يونس ، ثم الأنفال ، ثم براءة ، ثم هود ، ثم مريم ، ثم الشعراء ، ثم الحج ، ثم يوسف ، ثم الكهف ، ثم النحل ، ثم الأحزاب ـ إلى أن يقول :
ثم الضحى ، ثم ألم نشرح ، ثم القارعة ثم التكاثر ، ثم العصر ثم سورة الخلع ثم سورة الحفد ثم ويل لكلّ همزة ... إلخ .
ثم قال السيوطي :
وبراءة نزلت بالسيف . وعن مالك : إنّ أوّلها لما سقط سقط معه البسملة ، فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها . ( الإتقان في علوم القرآن : 1/64 ، 65 ) .
وفي مصحف ابن مسعود : [ عدد سور القرآن ] مائة واثنتي عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوّذتين .
وفي مصحف أُبي : ست عشرة لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع . ( الإتقان في علوم القرآن : 1/65 طبعة مصر ) .


( 232 )

« وأخرج أبو عبيد عن ابن سيرين قال :
كتب أُبي بن كعب في مصحفه :
فاتحة الكتاب ، والمعوّذتين ، واللهمّ إنّا نستعينك ، واللهمّ إيّاك نعبد ، وتركهنّ ابن مسعود .
وكتب عثمان منهنّ : فاتحة الكتاب ، والمعوّذتين .
وأخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري ، عن ابن جريج عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال :

بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهمّ إنّا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك ، ولا نكفرك ، ونخلع ، ونترك من يفجرك ، اللهمّ إياك نعبد ، ولك نصلّي ، ونسجد ، وإليك نسعى ، ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى نقمتك ، إنّ عذابك بالكافرين ملحق .
وممّا رفع رسمه من القرآن ، ولم يرفع من القلوب حفظه سورتي : القنوت في الوتر وتسمى سورتي : الحفد ، والخلع .
ذكر هذا الحسن بن المنازي في كتابه الناسخ والمنسوخ » . ( الإتقان في علوم القرآن : 1/25 ، 26 ) .
وأخرج الراغب الأصبهاني عن عائشة قالت :
كانت الأحزاب تقرأ في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلم مائة آية فلما جمعه عثمان لم يجد إلاّ ما هو الآن ، وكان فيه آية الرجم . ( المحاضرات : 2/250 ط مصر عام 1287هـ ) .
وأخرج البخاري في تاريخه عن حذيفة قال :


( 233 )

قرأت سورة الأحزاب على النبي صلّى الله عليه وسلم فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها .
وأخرج أبوعبيد في ( الفضائل ) ، وابن الأنباري ، وابن مردويه عن عائشة قالت :
كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلّى الله عليه وسلم مئتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا ما هو الآن . ( الدر المنثور : 5/180 ، الإتقان في علوم القرآن : 2/25 ) .
وقال العلاّمة النيسابوري :
ويروى : أنّ سورة الأحزاب كانت بمنزلة السبع الطوال ، أو أزيد ثم وقع النقصان . ( تفسير غريب القرآن لنظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري المطبوع بهامش تفسير الطبري طبع بولاق : 1/361 ، 362 ) .
وأخرج الترمذي (1) عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب قال :
رجم رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، ورجم أبو بكر ، ورجمت ، ولولا أنّي أكره أن أزيد في كتاب الله لكتبته في المصحف ، فإني قد خشيت أن تجيء أقوام فلا يجدونه في كتاب الله فيكفرون به قال : وفي الباب عن علي .
قال أبو عيسى : حديث عمر حسن صحيح وروي من غير وجه عن عمر (2) .

____________
(1) هو : ابو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي . ولد سنة مائتين ، بترمذ ، وتوفي بها ( سنة279 ) تسع وسبعين ومائتين هـ وكان حافظاً متقناً في صناعة الحديث ، وفي كتابه فوق خمسة آلاف حديث . انظر : ( التاج الجامع للأصول 1/15) .
(2) صحيح الترمذي : 5/204 الطبعة الأولى المطبعة المصرية بالأزهر ( عام 1350هـ ـ 1931 م ) بشرح ابن العربي المالكي باب ما جاء في تحقيق الرجم .

( 234 )

وقال الشيخ محمد أنور في (فيض الباري على صحيح البخاري ) : 4/453 ط مصر باب رجم الحبلى من الزنى إذا أُحصنت.
قوله : [ فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل :
والله ما نجد آية من كتاب الله ، الخ ] وقد كان عمر أراد أن يكتبها في المصحف .
فإن قلت : إنها كانت من كتاب الله ، وجب أن تكتب ، وإلاّ وجب أن لا تكتب ، فما معنى قول عمر ؟!!
قلت : أخرج الحافظ عنه : لكتبتها في آخر القرآن .
وقال جلال الدين السيوطي :
وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصّلاة عن أُبي بن كعب أنّه كان يقنت بالسورتين فذكرهما ، وأنّه كان يكتبهما في مصحفه .
وقال بن الضرّيس :
أنبأنا ابن جميل المروزي ، عن عبد الله بن المبارك ، أنبأنا الأجلح عن عبد الله بن عبدالرحمن عن أبيه قال :
في مصحف ابن عباس قراءة أُبي ، وأبي موسى :
بسم الله الرحمن الرّحيم

اللهم ّإنّا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونخلع ، ونترك من يفجرك . وفيه :
اللهمّ إيّاك نعبد ، ولك نصلّي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نخشى عذابك ونرجو رحمتك ، إن عذابك بالكفار ملحق(1) .
وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي إسحاق قال :

____________
(1) الإتقان في علوم القرآن :1/65 ، تفسير روح المعاني 1/25 المطبعة المنيرية بمصر.

( 235 )

أمّنا اُميّة بن عبد الله بن خالد بن اُسيد بخراسان فقرأ بهاتين السورتين :
انّا نستعينك ، ونستغفرك (1) .
وقال العلامة الكبير الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي (طاب ثاره) :
لا نقول لهذا الراوي : إنّ هذا الكلام لا يشبه بلاغة القرآن ، ولا سوقه فإنّا نسامحه في معرفة ذلك ، ولكنّا نقول له : كيف يصح قوله : يفجرك وكيف تتعدّى كلمة يفجر ؟!!
وايضاً إنّ الخلع يناسب الأوثان ، إذن فماذا يكون المعنى ، وبماذا يرتفع الغلط ؟!!
والثانية منها :
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم إيّاك نعبد ، ولك نصلّي ونسجد ، واليك نسعى ، ونحفد ؟ ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إنّ عذابك بالكافرين ملحق .
ولنسامح الراوي ايضاً فيما سامحناه فيه في الرواية الأولى ولكنّا نقول له :
ما معنى الجدّ هنا ؟!!!
أهو العظمة ، أو الغنى ؟ أو ضدّ الهزل ، أو حاجة السجع .
نعم : في رواية عبيد : نخشى نقمتك ، وفي رواية عبد الله : نخشى عذابك .
وما هي النكتة في التعبير بقوله :« ملحق » ؟!!

____________
(1) المصدر السابق :1/65 .

( 236 )

وما هو وجه المناسبة ، وصحة التعليل لخوف المؤمن ، من عذاب الله بأن عذاب الله بالكافرين ملحق .
بل إن هذه العبارة تناسب التعليل لئلا يخاف المؤمن من عذاب الله لأنّ عذابه بالكافرين ملحق .(1)

***

أخرج البخاري : عن اسرائيل عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال :
قدمت الشام فصلّيت ركعتين ثم قلت :
اللهمّ يسرّ لي جليساً صالحاً . فأتيت قوماً فجلست إليهم فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي فقلت من هذا قالوا :
أبو الدرداء فقلت :
إنّي دعوت الله أن ييّسر لي جليساً صالحاً فيسّرك الله لي قال :
ممّن أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة .
قال : أوليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين ، والوسادة ، والمطهرة ، وفيكم الّذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيّه صلّى الله عليه وسلّم .
أوليس فيكم صاحب سرّ النّبي صلّى الله عليه واله وسلّم الّذي لا يعلمه أحد غيره ثم قال :
كيف يقرأ عبد الله « والليل إذا يغشى ، والنّهار إذا تجلّى ، والذكر والأنثى » قال :

____________
(1) مقدمة تفسير آلاء الرحمن ص 16 المطبوع في أوائل تفسير شبر بالقاهرة .

( 237 )

والله لقد أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من فيه إلى فيّ (1).
وقال البخاري : حدثّنا سليمان بن حرب . حدثّنا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال :
ذهب علقمة إلى الشام فلمّا دخل المسجد قال :
اللهم يسّر لي جليساً صالحاً فجلس إلى أبي الدرداء ، فقال أبو الدرداء :
ممّن أنت ؟ قال : من أهل الكوفة .
قال : أليس فيكم أو منكم صاحب السّر الذي لا يعلمه غيره ؟ يعني حذيفة .
قال : قلت بلى .
قال : أليس فيكم ، أو منكم الّذي أجاره الله على لسان نبيّه صلّى الله عليه وسلّم من الشيطان ؟ يعني عماراً قلت : بلى .
قال : أليس فيكم ، أو منكم صاحب السّواك ، أو السّر ؟ قال : بلى .
قال : كان عبد الله يقرأ :
« والليل إذ يغشى ، والنّهار إذا تجلّى » ؟
قلت : والذكر والأنثى .
قال : ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
وأخرجه بلفظ آخر كما يأتي :
حدثنا موسى عن أبي عوانة ، عن مغيرة عن علقمة قال :

____________
(1) صحيح البخاري مشكول بحاشية السندي : 2/305 طبعة دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي ومسجلة برقم 223 باب مناقب عمار وحذيفة ( رض ) .

( 238 )

دخلت الشام فصلّيت ركعتين فقلت :
اللهم يسّر لي جليساً فرأيت شيخاً مقبلاً فلمّا دنا قلت : أرجو أن يكون استجاب .
قال : من أين أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة .
قال : أفلم يكن فيكم صاحب النعلين ، والوسادة ، والمطهرة ؟
أولم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان ؟
أولم يكن فيكم صاحب السّر الذي لا يعلمه غيره ؟ كيف قرأ ابن أمّ عبد ، والليل ؟
فقرات : « والليل إذا يغشى ، والنّهار إذا تجلى ، والذكر والأنثى » .
قال : أقرأنيها النبي صلّى الله عليه وسلم فاه إلى فيّ فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني (1).

الزيادة والنقيصة في القرآن
أخرج المتقي الهندي ، عن أبي عبيد عن أُبي أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال :
إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه :
لم يكن ، وقرأ عليه :
إن ذات الدين عند الله الحنيفية ، لا المشركة ، ولا اليهودّية ، ولا النصرانية ، ومن يعمل خيراً فلن يكفره ، وقرأ عليه :
لوكان لابن آدم واد لابتغى إليه ثانياً ، ولو اعطى ثانياً لابتغى

____________
(1) صحيح البخاري : 2/307 باب مناقب عبدالله بن مسعود ، المحاضرات للراغب وفي المحاضرات 2/250 ط مصر عام 1278 هـ ذكر الراغب بدل يردوني : يردونني ، وزاد بعده : عنهما .

( 239 )

ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب (1) .
وقال الراغب الأصبهاني :
أثبت زيد بن ثابت سورتي القنوت في القرآن ، وأثبت ابن مسعود في مصحفه :
لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب (2) .
وقال جلال الدين السيوطي :
وأخرج ابن الضرّيس ليؤيدن الله هذا الدين برجال ما لهم في الآخرة من خلاق ، ولو أنّ لابن آدم ، واديين من مال ، لتمنّى وادياً ثالثاً ، ولا يملاً جوف ابن آدم إلاّ التراب ، فيتوب الله عليه ، والله غفور رحيم .
وأخرج أبو عبيد ، وأحمد ، والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في ( شعب الإيمان ) عن أبي واقد الليثي قال :
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أوحي إليه أتيناه فعلمنا ما أوحي إليه .
قال : فجئته ذات يوم فقال :
إنّ الله يقول :
إنّا أنزلنا المال لإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، ولو أنّ لابن آدم وادياً لأحب أن يكون إليه الثاني ، ولو كان له الثاني لأحب ّأن يكون إليهما ثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب (3) .
____________
(1) منتخب كنزالعمال بهامش مسند الإمام أحمد : 2/42 .
(2) المحاضرات : 2/250 طبعة مصر .
(3) الدر المنثور : 1/105 ، الإتقان في علوم القرآن : 2/25 .

( 240 )

وقال ابن الأثير (1)
أبو الأسود الدؤلي قال :
« بعث أبو موسى إلى قرّاء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال :
أنتم خيار أهل البصرة ، وقرّاؤهم ، فاتلوه ، ولا يطولنّ عليكم الأمد فتقسوه قلوبكم ، كما قسمت قلوب من كان قبلكم ، وإنّا كنّا نقرأ سورة كُنّا نشبّهها في الطول ، والشدّة ببراءة ، فأنسيتها ، غير أنّي حفظت منها :
لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب (2) .
« أخرج أبو داود ، وأحمد ، وأبو يعلى ، والطبراني عن زيد بن أرقم قال :
كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
لو كان لابن آدم واديان من ذهب ، وفضّة لابتغى الثالث ، ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب » ( 3) .
وأخرج أبوعبيد ، وأحمد عن جابر بن عبد الله قال : كنّا نقرأ :
لو أن لابن آدم ملأ وادٍ مالاً ، لأحبّ إليه مثله ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاً التراب ، ويتوب الله على من تاب .

____________
(1) هو المبارك بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري الشافعي أبو السعادات المشهور بابن الأثير . ولد ( سنة 544 هـ ) في جزيرة ابن عمر ، وانتقل في شبابه الى الموصل حيث أكبّ على الدرس فبز أقرانه في مختلف العلوم ، وذاع صيته ، وأثبتت شهرته في سائر الأقطار . انظر : مقدمة جامع الاصول 1|3 .
(2) جامع الاصول : 3|8 رقم الحديث 904 طبعة مصر ( عام 1370 هـ ) .
(3) الدر المنثور في التفسير بالمأثور : 1|105 وأورده الألوسي في تفسيره روح المعاني : 1|20 باختلاف يسير .

( 241 )

وأخرج ابن الأنباري عن زر قال : في قراءة أُبيّ بن كعب :
ابن آدم لو أعطي واديا من مال لابتغى ثانياً ، ولو أعطى واديين من مال لالتمس ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب (1) .
وعن ابن عباس قال :
كنت عند عمر فقرأت :
لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب .
قال عمر ما هذا ؟!!
قلت : هكذا أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( 2) .
قال الأمام أحمد : حدثنا عبدالله ، حدثني أُبي ، حدثنا عبدالرحمن ، عن مالك عن الزهري ، عن عروة عبدالرحمن بن عبد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال :
سمعت هشام بن حكيم يقرأ ( سورة الفرقان ) في الصلاة على غير ما أقرأها وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم أقرأنيها ، فأخذت بثوبه فذهبت به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله :
إنّي سمعته يقرأ ( سورة الفرقان ) على غير ما أقرأنيها ، فقرأ القراءة التي سمعتها منه (3).
وأخرج عبدالرزاق في المصنف عن ابن عباس قال :

____________
(1) المصدر السابق 1/106 ، الجامع الصغير : 2/131
(2) منتخب كنز العمال بهامش مسند الإمام أحمد : 2/43
(3) مسند الإمام أحمد : 1/40 ، صحيح مسلم : 3/137 بتحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي .

( 242 )

أمر عمر بن الخطاب منادياً فنادى : أنّ الصلاة جامعة ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
يا أيها الناس لا تجزعن من آية الرجم فإنّها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ولكنّها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد ، وآية ذلك أن النبي صلّى الله عليه وسلم قد رجم ، وأن أبا بكر قد رجم ، ورجمت بعدهما وإنّه سيجيء قوم من هذه الامة يكذبون بالرجم . ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور 5/179 ) .
وقال العلامة الكبير الشيخ أبو رية ( طاب ثراه ) :
ولم يقف فعل الرواية عند ذلك بل تمادت إلى ما هو أخطر من ذلك حتى زعمت أنّ في القرآن نقصاً ، ولحناً وغير ذلك ممّا أورد في كتب السنة ، ولو شئنا أن نأتي به كله هنا لطال الكلام ـ ولكنّا نكتفي بمثالين ممّا قالوه في نقص القرآن ، ولم نأت بهما من كتب السنة العامة بل ممّا حمله : الصحيحان ، ورواه الشيخان : البخاري ، ومسلم .
أخرج البخاري وغيره عن عمر بن الخطاب أنّه قال ـ وهو على المنبر :
إنّ الله بعث محمّداً بالحق نبيّاً ، وأنزل عليه الكتاب فكان ممّا أنزل آية الرّجم فقرأناها ، وعقلناها ، ووعيناها . رجم رسول الله (ص) ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلّ بترك فريضة أنزلها الله ـ والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال ، والنساء . ثم إنّا كنّا نقرأ فيما يقرأ في كتاب الله ، ألا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم .
وأخرج مسلم عن أبي الأسود عن أبيه قال : بعث أبو موسى



( 243 )

الأشعري ، إلى قرّاء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال :
أنتم خيار أهل البصرة ، وقراؤهم ، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنّا كنّا نقرأ سورة كنّا نشبّهها في الطول ، والشدّة ببراءة فأنسيتها غير أنّي قد حفظت منها : « لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب » وكنّا نقرأ سورة كنّا نشبهها بإحدى المسبّحات فأنسيتها غير أنّي حفظت منها :
« يا أيّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة » .
نجتزىء بما أوردنا وهو كاف هنا لبيان كيف تفعل الرواية حتّى في الكتاب الأول للمسلمين وهو القرآن الكريم ! ولا ندري كيف تذهب هذه الروايات التي تفصح بأن القرآن فيه نقص ، وتحمل مثل هذه المطاعن مع قول الله سبحانه :
( إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون ) وأيّهما نصدق ؟!
اللهمّ إن هذا أمر عجيب يجب أن يتدبّره أولو الألباب . ( أضواء على السنة المحمدية ص 256 ، 257 الطبعة الثالثة لدار المعارف بمصر ) .



( 244 )



( 245 )

كلمة الختام

وها نحن أولاء قد أوردنا في هذا البحث الوجيز نبذة من آراء علمائنا الأعلام « الشيعة الإمامية » من القرن الثالث الهجري حتى العصر الحاضر« القرن الخامس عشر » وإنهم جميعاً ينفون تحريف القرآن الكريم ولا يعترفون بزيادة فيه ، أو بنقصان .
فيلزم على علماء السنّة ـ كذلك ـ أن لا يعترفوا بصحة الأحاديث الواردة في صحاحهم ، ومسانيدهم والتي تثبت تحريف القرآن الكريم عندهم .
فالواجب يحتم علينا جميعاً تنزيه القرآن الكريم من هذه المطاعن ، أن نضرب بمثل هذه الأحاديث عرض الجدار لمخالفتها لنص القرآن الكريم قال الله تعالى : ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) .
( إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون ) .
وممّا هو محفوظ منه : الزيادة ، والنقصان .
وقد ألزمنا أئمتنا الأطهار أهل بيت الرسول الأكرم المختار عليهم


( 246 )

أفضل الصلاة وأتمّ السلام . بالعمل بهذا القرآن العظيم المتداول بأيدينا وأيدي جميع المسلمين في شرق الأرض وغربها لأن ما بين الدفتين كله كلام الله تعالى ربّ العالمين وهو : القرآن وليس غيره .
وأكثر من ذلك ... فقد ألزمنا الأئمة الإثنا عشر أوصياء الرسول الأكرم صلًّى الله عليه وآله وسلم بعرض الأحاديث المروية عنهم عليهم السّلام على القرآن الكريم ، فإن كانت موافقة للقرآن فإنّها منهم ، وإن كانت مخالفة له فإنّها ليست منهم ويجب تركها وعدم الاهتمام بها ، وضربها عرض الجدار .
هكذا وبهذه الصراحة ، والعمل جار على هذا المنهاج .
فإذا يجب على علماء المسلمين الغيارى كافة في جميع الأقطار الإسلامية أن يشكّلوا لجاناً خاصة لمراجعة أمثال هذه الأحاديث المذكورة ، والمتكرّرة في الصحاح الستة ، والمسانيد ، والتي تثبت تحريف القرآن الكريم بالزيادة ، والنقصان ، لتحقيق متونها ، والبحث عن سلسلة رواتها (1)كيلا يتسنّى للمنحرفين ( عملاء الاستعمار ) أن يصلوا إلى أهدافهم الدنيئة من هذا الطريق ، وإلى غايتهم المشؤومة من الطعن في الإسلام .
والاستعمار يهمّه دائماً نشر هذه الأحاديث لأنّها تشوه سمعة الإسلام وتشغل المسلمين بأنفسهم بتفريق كلمتهم ، وتشتيت شملهم!!
والأمل من أمّة الإسلام أن تعي ، ورجال الحكم الغيارى أن

____________
(1) قبل نصف قرن تقريباً قامت دار الكتب المصرية بالقاهرة بمديرية الأستاذ علي فكري للدار لمراجعة الكتب التي يشم منها التأييد للشيعة الإمامية ، أو لأهل البيت الأطهار عليهم السلام فكانت اللجنة تحذف ذلك الكلام كله ، وتختم الكتاب بالعبارة الآتية : راجعته اللجنة المغيّرة للكتب بتوقيع رئيس اللجنة علي فكري .

( 247 )

يتيقظوا من هذا السبات العميق ، ويكونوا وحدة متماسكة مع جميع مسلمي العالم كي لا يوفّق الاستعمار لنيل أغراضه الخبيثة ، وغاياته الدنيئة .
وفي الآونة الأخيرة عندما شاهد الاستعمار صولة الإسلام ورقيّه في بناء صرح الجمهورية الإسلامية في إيران ، أوحى إلى عملائه ، وأذنابه ـ في الشرق الأوسط وخاصة في هذا العصر ـ أمثال :
إبراهيم الجبهان ، إحسان الهي ظهير الباكستاني ، عبد الله محمد الغريب ، محمد عبد الستار التولستوي ... ، أبو الحسن الندوي ، محمد احمد التركماني ومن لف لفهم (1) فاشترى منهم ما تبقى من دينهم ، وضمائرهم ، بثمن بخس لبث السّموم ونشرها على مستوى عالمي قال الله تعالى :
( أولئك الذين اشتروا الضّلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ) . البقرة : 16.
( وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السبيلا ) . الأحزاب : 67 .
( أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون) . التوبة : 69.
( ومن يتّخذ الشيطان وليّاً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً ) . النساء : 119 .
ليشنّوا الأكاذيب ، والافتراءآت ، ويلصقوا التّهم الرّخيصة بنشر مقالة في صحيفة أو مجلة ، أو كرّاس ، أو تأليف كتيّب ، أو كتاب ضدّ

____________
(1) راجع بداية هذا الكتاب تجد عدداً غير قليل منهم .

( 248 )

الطائفة المسلمة « الشيعة الإمامية » وليتسنّى لهم بذلك ضرب المسلمين بعضهم ببعض وما هي إلاّ دسيسة يقوم بها المستعمر الكافر .
فهل تعي أمة الإسلام ، وتستيقظ من هذا السبات العميق كي لا يوفّق الاستعمار لبلوغ أغراضه ، ولا تحقّق له غايته المشؤومة التي تهدف إلى السيطرة على بلاد الإسلام ، وليستعيد المسلمون قوّتهم ، ومجدهم ، ونشاطهم .
هذا وليعلم الأفّاكون ، والمضلّلوّن ، والذين يسعون في نشر هذه السّموم ضدّ هذه الطائفة « الشيعة الإمامية » أنّ هذا لا يضيرهم بشيء لأنّ الله تعالى وعد المؤمنين المجاهدين في سبيله بالنّصر فقال عزّ من قائل :
( انّا لننصر رسلنا والّذين آمنوا في الحياة الدنيا ) ( وما النّصر إلا من عند الله ) ( وعلى الله فليتوكل ّ المؤمنون ) صدق الله العلي العظيم .
وفي ختام هذا الكتاب نسأل الله أن يخلص لنا النيات ويوفقنا للقيام بما يحب ويرضى انه سميع الدعاء قريب مجيب.
ربّنا عليك توكلّنا ، وإليك أنبنا وإليك المصير.

بيروت ـ لبنان

السيّد مرتضى الرضوي


( 249)

آثار المؤلّف


1ـ مع رجال الفكر في القاهرة ، الطبعة الرابعة في ثلاث حلقات طبع القاهرة .
2ـ في سبيل الوحدة الإسلامية ، الطبعة السابعة .
3 ـ بامردان انديشه در قاهرة ، الطبعة الأولى ، جمهورية إيران الإسلامية ـ طهران .
4 ـ صفحة عن آل سعود الوهابيين ، الطبعة الأولى .
5 ـ صفحة عن آل سعود الوهابيين ، الطبعة الثانية بزيادة .
6 ـ آراء علماء المسلمين وهو هذا الكتاب الذي بين يديك .
تحت الطبع

1ـ الشيعة الإمامية والصحابة .
2 ـ آراء المعاصرين حول آثار الإمامية .
4 ـ بضعة المصطفى ، يتضمن سيرتها في حياة أبيها وبعده ( مخطوط ) .
5 ـ محاورة حول الإمامية والخلافة بين عباس وعلوي المشهور في أكثر من مأتي صفحة .


( 250 )

كتب راجعها المؤلف وعلق عليها وطبعت

1 ـ دلائل الصدق في علم الكلام ، الطبعة الثالثة ، طبعة القاهرة .
2 ـ وسائل الشيعة ومستدركاتها ، الطبعة الثالثة ، صدر منها خمسة اجزاء بمصر .
3 ـ الشيعة الإمامية ، الطبعة الثالثة في مصر .
4 ـ الشيعة وفنون الإسلام .
5 ـ علي ومناوئوه .
6 ـ مع الخطيب في خطوطه العريضة .
7 ـ نظرت في الكتب ، الطبعة الثالثة للدكتور حفني داود طبعت بمصر .
8 ـ تحت راية الحق ، الطبعة الرابعة للدكتور حفني داود طبعت بمصر .
9 ـ من وحي الأخلاق ، الطبعة الأولى ، السيد مصطفى اعتماد الموسوي .
10 ـ الروائع المختارة ، من خطب الإمام الحسن السبط .