بلون الغار .. بلون الغدير ::: 61 ـ 75
(61)
    أموت مثل شجرهْ ..!
    ممتدةِ الجذور في الخواءْ
    هاربةِ الاغصان في الفضاءْ
    جامحةِ الصهيل في السماءْ
    يتيمةِ الاوراق والثمار والنباههْ
    محرومةِ الرجوع والبداءْ ..!
    مفجوعة .. كآههْ ..!
    مطمورة دهراً ..
    وسبعةً ..
    وعَشرهْ ..!

    أرجوكَ يا زمانَ الصخر والرعاهْ
    أرجوك يا زمانَ الخوفْ
    أنْ تمنح الجوَّالَ زاداً.
    وقطرةً من المياهْ
    تقيهِ موت الصَّيْفْ ..!


(62)
    حلمٌ ، ووردةٌ ، وأغنيهْ
    وهَدْأةٌ ، وحكمةٌ ، وأمسيَهْ
    وفضلُ أُمْنيَهْ ..!
    لاحتفي بمقدم القمرْ
    وأنثرَ الميلادَ فوق مأتم الشَّجَرْ
    وأكشفَ الترابَ عن قلوب من حَجَرْ ..!
    .. الحزنُ ، والتمزقُ الحثيثُ ، والسفَرْ
    ..... الوعرُ ، والرمالُ ،
    والصخورُ في النفوسْ ..!
    مَنْ لي بضخَّة من المطَرْ ..؟!
    لاَمسحَ الاستارَ عن عيون زاويهْ
    كنبتةِ الصبَّار في مقابر المجوسْ
    كسكتةِ الشتاء تحت ظُلة الشموسْ
    كموتة النجوم فوق مخدع العروسْ
    من لي بدرع صُلبة .. وقاسيَهْ ..؟
    لا عبُرَ الحرابَ والسيوفَ
    والاحقادَ ، والتروسْ ..
    والضَّجَّةَ الخرقاءَ في خداع الهاويَهْ ..!

    البحرُ في خيالي ..
    والموجُ باحتضارِ الافْقِ لا يبالي ..
    يا شاطيءَ المُحالِ ..!


(63)
    أسير نحوك الهُوينا ..
    .... دونما وصولْ
    أموتُ كالكسيحِ ..
    كالشهيدِ
    كالخيولْ
    أموتُ موتةَ المِثَالِ ..!!
    وتُوصد العيونُ والابارُ
    تصمتُ المياهْ ..!
    ويُرفعُ المفتاحُ كي يظلَّ دائماً
    رهينَ جعبة الالَهْ ..!
    وأنمحي أنا .. كرصعةِ مضيئة
    ضلت طريقَها السحريَّ
    نحو وجنةِ الليالي ..
    و « زينبٌ » مدهوشةٌ قُبالي
    تستقطعُ المياهَ من مسارب العرَقْ
    وتجدلُ الافراح في مواسم الارقْ
    لتُلبِسَ الخريفَ في
    خمائل العيالِ ..!!

    أموتُ موتةَ الصحراءِ والعطشْ
    وصفرةِ الوجوهِ في صراعها ..


(64)
    مع الشحوبِ ..
    والخِدَادِ ..
    والنَّمَشْ
    أموت مرّتَيْنْ ..
    والماءُ في الانهارِ .. في دلالِ مشرك
    ينأى مع المدى المخيفِ
    ساحباً في إثْرهِ اليَدينْ ..
    أموتُ ..
    موتَةَ « الحُسَينْ » ..!!
25/7/1994

(65)
( غريب الغرباء )
عندما تنهمر الدموع في محضر ثامن الائمة ( عليه السلام )
    قطار الليل يحملني
    على زوج من القضبانْ ..
    كنجم طائر يسري
    ويعرج في دجى الاكوانْ ..
    يحرك فيّ أشواقي
    ويحرق فيّ أعماقي
    ويُحيي فيّ ما قد كانْ .. :
( جفاني الاهل والخلاّنْ ..
وعشاقي ..
أعيش مقطّع الاغصانْ ..
وحيداً بين أوراقي ..
وصارت دارنا قفراءَ
من فلّ ومن ريحانْ ..
ومن صبح وإشراقِ
تزاحمني بها الغربانْ


(66)
من البابِ ..
إلى الطّاقِ ..
فلا أرنو سوى الدنيا
غدت قبراً بأحداقي .. )

    وعند الباب خلّفني
    عليلاً .. ليس من راقِ ..
    يفيض السم من حلقي
    وخلفي يضحك الساقي ..!
    وساقي عظمة عرجاءُ
    تلتفّ علي ساقي
    أمام عيادة الرحمانْ ..!

    وليَّ الله ، يا من عند حضرتهِ
    يزول الهمّ والكربهْ ..
    وتُمحى ظُلمة الاثامِ
    تحت جلالة القبّهْ ..
    إليك أتيت شيعياً
    لارفع عندك التوبهْ ..

    شهيدَ الظلمِ ، والسلطانُ
    لفّ مراسه الدامي على الرقبهْ ..!
    أبا الغرباء ..


(67)
    يا من متَّ في الغربهْ ..
    « رضاً » قد عشتَ ، مرضيّا
    بمهجة عابد رطبهْ ..
    يبللها ندى الايمانْ
    فتورق روحنا الجدبهْ ..
    وتعلن ثورةَ العصيانْ
    على الاشباح ، والدبَبَهْ ..!

    غريباً جئتُ ، يجذبني نداء غريبْ
    كئيباً ، هدّني حزني ، وأيّ كئيبْ ..!!
    شربت الدمع في مهدي
    وفي صغري جَلسْتُ بمأتمي المنصوبْ
    وجاء العمر بشباب
    به ضُرٌّ يمزقني
    ويستعصي على « أيوبْ » !
    فجئت أزور من يشفي
    ـ باذن الله ـ أدوائي
    ويسمع دعوة المكروبْ ..
    سألت « ثلاثتي » ورجعت مقروراً
    أرش الطيبْ ..
    على آثار من ذهبوا
    وأرقب عودة المحبوبْ ..!
24 ـ 3 ـ 1987


(68)

(69)
تحدّرتْ دمَعاتي يا ويلتي حين آتي الامر أمر خطيرُ والدرب درب عسيرُ كم ذا أزلّ وأخطا أو غافل يتمطّى قد لازمتني الذنوبُ وكيف عنها أؤوبُ قايضتُ تبنا بتبرِ وضاع في القصف عمري إبليسُ كان دليلي حتى فقدتُ سبيلي سيلاً على الوجناتِ للفصل بعد المماتِ والذنب ذنب كبيرُ تحفّه سيئاتي كمارق حين شطَّا مستغرقاً في سُباتِ فكيف منها الهروبُ لفطرتي ولذاتي ؟! كأبله ليس يدري والنزق والمنكراتِ فجدَّ في تضليلي وخضتُ في التّرهاتِ


(70)
قامت قيامة نفسي وقفت قدّام رمسي يا عينُ جودي وزيدي يا ليتني من تليدِ أين الصراط السّويُّ يا فاطمٌ ، يا عليُّ فتّشتُ عنكم جميعا وجدتُ فيكم شفيعا سعوتُ نحو الامامهْ وغارقاً في الاثامَهْ إنّي هُرعت إليكم مني السلام عليكم كم ذا أضلّ وأشقى حَلَّ العذابُ وحَقَّا ولم تغب بعدُ شمسي لاذرف الحسراتِ على التعيس الطريدِ غُيّبتُ في الحافراتِ يا أحمدٌ يا نبيُّ يا حبّذا من هُداةِ لما غدوت جذوعا ففرّجوا كرباتي مُسربَلاً بالندامهْ خُلْواً من الحسناتِ لحاجة لي لديكم وأفضل الصلواتِ والخطب أَوفي وشقَّا إن لم تجيبوا شكاتي


(71)
يا ربّ : عاص .. وتابا قد ضلّ سعيي وخابا فافتحْ لعبدك بابا إن لم تُقلْ عثراتي ..!!
1991

(72)

(73)
( إلا الصوم ..!! )
نفحات مستوحاة من أدعية شهر رمضان
ـ 1 ـ
شهر عظيم أتى بالفضْل والكرَمِ والذكْرِ والقدرِ والايات والحِكَم هلّ الهلالُ ، وعمّ النور ، وامتلاتْ جوانب الارض بالالاء والنِّعَمِ

ـ 2 ـ
إلهي هبْ لنا منك اليقينا ووفقنا لصوم الصائمينا ونبّهنا عن الغفلات ليلا لنُكتَبَ في عِدادِ القائمينا بفضلك يا إله العالمينا

ـ 3 ـ
أقلْني من خطيئاتي وجنّبني هوى ذاتي وباعدني من التمويـ ـه ـ ربّي ـ والسفاهاتِ


(74)
ـ 4 ـ
سبحان من خلق الوجودَ بأسرِهِ إذْ قال : كُنْ .. كان الوجودُ بأمرهِ المطلَقُون هم الحلولُ بأسرِهِ أما الاسيرُ فمن مضى عن أمرِهِ والكلّ حار بأسْرِهِ في أمرهِ ..!

ـ 5 ـ
عصيتك يا ربي وحِلمُك غرّني وعفوك أغرانيووصلُك من جفا ذنوبي أناختني فكن لي مخفّفا فاني بآثامي قصدتك آسفا

ـ 6 ـ
شهر جود كلُّه رمضانُ فيه خير وافر وامتنانُ يا إلهي تائب جاء يسعى فأعِنْهُ ، إنك المستعانُ

ـ 7 ـ
أعنّي على الصوم يا مستعانْ وجنِّب فؤادي صروف الزمانْ ضللتُ وَشَقَّ طريقُ الامانْ فمهّده يا هاديَ الضائعين بفضلك يا أرحم الراحمين


(75)
ـ 8 ـ
أنا عائدٌ عمّا جنيتُ وأرتجي .. عفوَ العفوّ ورحمةَ الرحمانِ إنِّي المُسيء ، وأنت أقدر من عفا لا تخذل المضطرَّ في رمضانِ

ـ 9 ـ
وفِّق يا ربّ لمرضاتكْ واقسمْ لي سهما في الرحمهْ نوِّر لي النَّجْدَ بآياتكْ واكشف بمحبتك الغُمَّهْ

ـ 10 ـ
أنا عاجز ، لكنْ أنتَ مقتدرُ وأنا فقير .. للجود مفتقرُ يا مالكاً للاكوان ... يا مَلِكا أنا قانع بالكفاف مستترُ

ـ 11 ـ
عبدٌ مطيعٌ ذليل النفس ناجاكا فامنحه يا عاطياً من فضل نُعماكا ذنبي ثقيل ووزري نُؤت تحتهما يا غافرَ الذنب .. من أدعوه إلاكا ؟!

بلون الغار .. بلون الغدير ::: فهرس