(الباب الخامس)
في ذكر أزواح رسول الله صلّى الله عليه وآله
وأولاده وأعمامه وعمّاته وقراباته ومواليه ومولياته وجواريه
وفيه أربعة فصول:

( 274 )
(الفصل الأول)
في ذكر أزواجه وأولاده صلوات الله عليه وآله
أوّل امرأة تزوّجها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، تزوّجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، وكانت قبله عند عتيق بن عائذ المخزومي فولدت له جارية ، ثم تزوجها أبو هالة الأسدي فولدت له هند بن أبي هالة، ثمّ تزوّجها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وربّى ابنها هنداً.
فلما استوى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وبلغ أشدّه ـ وليس له كثير مال ـ استأجرته خديجة إلى سوق خباشة، فلمّا رجع تزوّج خديجة، زوّجها إيّاه أبوها خوليد بن أسد، وقيل: زوّجها عمّها عمرو بن أسد.
وخطب أبو طالب عليه السلام لنكاحها ـ ومن شاهده من قريش حضور ـ فقال: الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرّيّة إسماعيل، وجعل لنا بيتاً محجوباً و(1) حرماً آمناً يُجبى إليه ثمرات كل شيء ، وجعلنا الحكام على الناس(2) في بلدنا الذي نحن فيه، ثمّ إنّ ابن أخي محمّد بن عبدالله بن عبد المطّب لا يوزن برجل من قريش إلاّ رجّح، ولا يقاس بأحد منهم إلاّ عظم عنه، وإن كان في المال قل فإنّ المال رزق حائل، وظّل زائل، وله في خديجة رغبة ولها فيه رغبة، والصداق ما سألتم عاجله وآجله من مالي.
وكان (أبو طالب)(3)له خطر عظيم، وشأن رفيع، ولسان شافع جسيم،
____________
(1) في نسخة «م» زيادة: وانزلنا.
(2) في نسخة «م» زيادة: وبارك لنا.
(3) لم يرد في نسختي «ق» و «ط» وأثبتنا من نسخة «م».

( 275 )
فزوّجه ودخل بها من الغد.
ولم يتزوّج عليها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى ماتت، وأقامت معه أربعاً وعشرين سنة وشهراً، ومهرها اثنتا عشرة أوقيّة ونشّ، وكذلك مهر سائر نسائه عليه السلام.
فأوّل ما حملت ولدت عبدالله بن محمّد ـ وهو الطيّب الطاهر ـ وولدت له القاسم، وقيل: إنّ القاسم أكبر وهو بكره وبه كان يكنّى. والناس يغلطون فيقولون: ولد له منها أربع بنين: القاسم، وعبدالله، والطيّب، والطاهر. وإنّما ولد له منها ابنان وأربع بنات: زينب، ورقيّة، واُمّ كلثوم، وفاطمة(1).
فأمّا زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فتزوّجها أبو العاص ابن الربيع بن عبد العزّى بن عبد شمس بن عبد مناف في الجاهليّة، فولدت لاَبي العاص جارية اسمها اُمامة تزوّجها علي بن أبي طالب عليه السلام بعد وفاة فاطمة عليها السلام، وقتل عليّ وعنده اُمامة، فخلف عليها بعده المغيرة بن

____________
(1) تُعد نسبة زينب ورقية وأم كلثوم إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كبنات له من المسائل التي أخذت جانباً من الأخذ والرد، وبين القبول والرفض.
فعلى الرغم من ذهاب البعض إلى كونهنًّ من بنات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم اسوة بفاطمة الزهراء عليها السلام، فإن هناك آراء جديَّة تجزم بانهنَّ ربائبه ولسن بناته.
وليس هذا الرأي بمستحدث، بل ان له جذوره القديمة والتي يعود بعضها إلى زمن الشيخ المفيد رحمه الله تعالى، والتي يشير إليها ما ذكره في أجوبة المسائل الحاجبية (17)، حيث قال: وسأل فقال: الناس مختلفون في رقية وزينب، هل كانتا ابنتي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أم ربيبتيه؟
وعموماً فإن هذا الموضوع قد خضع لدراسات علمية متينة لعل أوسعها ما كتبه السيد جعفر مرتضى العاملي حول هذا الموضوع يراجع على صفحات مجلة تراثنا الفصلية التي تصدرها مؤسسة آل البيت عليهم السلام في عددها الخاص بالذكرى الألفية لوفاة الشيخ المفيد رحمه الله تعالى.

( 276 )
نوفل ابن الحارث بن عبد المطّلب وتوفّيت عنده. واُمّ أبي العاص هالة بنت خويلد، فخديجة خالته. وماتت زينب بالمدينة لسبع سنين من الهجرة.
وأمّا رقيّة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فتزوجها عتبة بن أبي لهب، فطّلقها قبل أن يدخل بها، ولحقها منه أذى، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اللهمّ سلّط على عتبة كلباً من كلابك» فتناوله الأسد من بين أصحابه. وتزوّجها بعده بالمدينة عثمان بن عفّان، فولدت له عبدالله ومات صغيراً، نقره ديك على عينيه فمرض ومات. وتوفيت بالمدينة زمن بدر، فتخلّف عثمان على دفنها، ومنعه ذلك أن يشهد بدراً، وقد كان عثمان هاجر إلى الحبشة ومعه رقيّة.
وأمّا اُم كلثوم فتزوّجها أيضاً عثمان بعد اُختها رقيّة وتوفيّت عنده.
وأمّا فاطمة عليها السلام فسنفرد لها باباً فيما بعد إن شاء الله.
ولم يكن لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولد من غير خديجة إلاّ إبراهيم ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من مارية القبطيّة، ولد بالمدينة سنة ثمان من الهجرة ومات بها وله سنة وستّة أشهر وبعض أيّام، وقبره بالبقيع.
والثانية: سودة بنت زمعة، وكانت قبله عند السكران بن عمرو فمات عنها بالحبشة مسلماً.
والثالثة: عائشة بنت أبي بكر، تزوّجها بمكّة وهي بنت سبع، ولم يتزوّج بكراً غيرها، ودخل بها وهي بنت تسع، لسبعة أشهر من مقدمة المدينة، وبقيت إلى خلافة معاوية.
والرابعة: اُمّ شريك التي وهبت نفسها للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، واسمها غزية بنت دودان بن عوف بن عامر، وكانت قبله عند أبي العكر بن سميّ الأزدي فولدت له شريكاً.

( 277 )
والخامسة: حفصة بنت عمر بن الخطّاب، تزوجها بعد ما مات زوجها خنيس بن عبدالله بن حذافة السهمي، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قد وجّهه إلى كسرى فمات ولا عقب له، وماتت بالمدينة في خلافة عثمان.
والسادسة: اُمّ حبيبة بنت أبي سفيان، واسمها رملة، وكانت تحت عبيدالله بن جحش الأسدي فهاجر بها إلى الحبشة وتنصّر بها ومات هناك، فتزوّجها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعده، وكان وكيله عمرو بن اُميّة الضمريّ.
والسابعة: اُمّ سلمة، وهي بنت عمّته عاتكة بنت عبد المطّلب. وقيل: هي عاتكة بنت عامر بن ربيعة من بني فراس بن غنم، واسمها هند بنت أبي اُميّة بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم، وهي ابنة عمّ أبي جهل. وروي: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أرسل إلى اُمّ سلمة: أن مري ابنك أن يزوّجك، فزوّجها ابنها سلمة بن أبي سلمة من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو غلام لم يبلغ، وأدّى عنه النجاشي صداقها أربعمائة دينار عند العقد. وكانت اُمّ سلمة من آخر أزوارج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وفاة بعده، وكانت عند أبي سلمة بن عبد الأسد واُمّه برّة بنت عبدالمطّلب، وهو ابن عمّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان لاُمّ سلمة منه زينب وعمر، وكان عمر مع عليّ عليه السلام يوم الجمل وولاّه البحرين وله عقب بالمدينة، ومن مواليها شيبة بن نصاح إمام أهل المدينة في القراءة، وخيرة اُمّ الحسن البصري.
والثامنة: زينب بنت جحش الأسديّة، وهي ابنة عمّته ميمونة بنت عبد المطّلب، وهي أوّل من مات من أزواجه بعده، توفّيت في خلافة عمر، وكانت قبله عند زيد بن حارثة فطلّقها زيد، وذكر الله تعالى شأنه وشأن زوجته

( 278 )
زينب في القرآن، وهي أوّل امرأة جعل لها النعش، جعلته لها أسماء بنت عميس يوم توفّيت، وكانت بأرض الحبشة رأتهم يصنعون ذلك(1).
والتاسعة: زينب بنت خزيمة الهلاليّة، من ولد عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، وكانت قبله عند عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب. وقيل: كانت عند أخيه الطفيل بن الحارث، وماتت قبله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكان يقال لها: اُمّ المساكين.
والعاشرة: ميمونة بنت الحارث، من ولد عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة، تزوّجها وهو بالمدينة، وكان وكيله أبو رافع. وبنى بها بسرف حين رجع من عمرته على عشرة أميال من مكّة، وتوفّيت أيضاً بسرف ودفنت هناك أيضاً. وكانت قبله عند أبي سبرة بن أبي العامريّ.
والحادية عشر: جويرية بنت الحارث، من بني المصطلق، سباها فأعتقها وتزوّجها، وتوفّيت سنة ستّ وخمسين.
والثانية عشر: صفيّة بنت حيّي بن أخطب النضريّ، من خيبر، اصطفاها لنفسه من الغنيمة ثمّ أعتقها وتزوّجها وجعل عتقها صداقها، وتوفّيت سنة ستّ وثلاثين.
فهذه اثنتا عشرة امرأة دخل بهنّ رسول الله، وقد تزوّج إحدى عشرة منهنّ وواحدة وهبت نفسها له.
وقد تزوّج صلوات الله عليه وآله عالية بنت ظبيان وطلّقها حين اُدخلت عليه.
____________
(1) روت المصادر المختلفة ان أول من صنع لها النعش هي فاطمة الزهراء عليها السلام، ولما كانت وفاتها عليها السلام اسبق من وفاة زينب رحمها الله فانّ في ذلك تأكيداً لهذا الأمر.
انظر: الكافي 3: 251 | 6، الفقيه 1: 124 | 597، علل الشرائع 1: 185 | 2، التهذيب 1: 469 | 1539 و 1540، كشف الغمة 1: 503، مستدرك الحاكم 3: 162.

( 279 )
وتزوّج قتيلة بنت قيس اُخت الأشعث بن قيس، فمات قبل أن يدخل بها، فتزوّجها عكرمة بن أبي جهل بعده. وقيل: إنّه طلقها قبل أن يدخل بها ثمّ مات صلوات الله عليه وآله.
وتزوّج فاطمة بنت الضحّاك بعد وفاة ابنته زينب، وخيّرها حين اُنزلت آية التخيير(1) فاختارت الدنيا وفارقها، فكانت بعد ذلك تلقط البعر وتقول: أنا الشقيّة اخترت الدّنيا.
وتزوّج سنى بنت الصلت فماتت قبل أن تدخل عليه.
وتزوّج أسماء بنت النعمان بن شراحيل فلمّا اُدخلت عليه قالت: أعوذ بالله منك فقال: «قد أعذتك الحقي بأهلك». وكان بعض أزواجه علّمتها ذلك فطلّقها ولم يدخل بها.
وتزوّج مليكة الليثيّة، فلمّا دخل عليها قال لها: «هبي لي نفسك»، فقالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة، فأهوى صلّى الله عليه وآله وسلّم بيده يضعها عليها فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: «لقد عذت بمعاذ» فسرّحها ومتّعها.
وتزوّج عمرة بنت يزيد، فرأى بها بياضاً فقال: «دلّستم عليّ» وردّها.
وتزوّج ليلى بنت الخطيم الأنصاريّة فقالت(2) أقلني، فأقالها(3).
وخطب امرأة من بني مرّة فقال أبوها : إن بها برصاً ، ولم يكن بها ، فرجع فإذا هي برصاء .
وخطب عمرة فوصفها أبوها، ثمّ قال: وأزيدك إنّها لم تمرض قطّ، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ما لهذه عند الله من خير». وقيل: انّه

____________
(1) الاحزاب: 28 ـ 29.
(2) في نسخة «ط» زيادة: ضربت ظب هرة، فقال: أكلك الأسود، ثم تزوجها فقالت...
(3) في نسخة «ط» زيادة: فأكلها الذئب.

( 280 )
تزوّجها، فلمّا قال ذلك أبوها طلّقها.
فهذه إحدى وعشرون امرأة.
ومات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن عشر، واحدة منهنّ لم يدخل بها. وقيل: عن تسع: عائشة، وحفصة، واُمّ سلمة، واُمّ حبيبة، وزينب بنت جحش، وميمونة، وصفيّة، وجويرية، وسودة. وكانت سودة قد وهبت ليلتها لعائشة حين أراد طلاقها وقالت: لا رغبة لي في الرجال وإنّما اُريد أن اُحشر في أزواجك(1).

____________
(1) انظر: المناقب لابن شهر آشوب 1: 159، سيرة ابن هشام 4: 293، الوفا بأحوال المصطفى 2: 645، تاريخ الطبري 3: 160، الكامل في التاريخ 2: 307، دلائل النبوة للبيهقي 7: 282، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 200 | 20.

( 281 )
(الفصل الثاني)
في ذكر أعمامه وعمّاته صلوات الله عليه وآله
كان لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسعة أعمام هم بنو عبد المطّلب: الحارث، والزبير، وأبو طالب، وحمزة، والغيداق، وضرار، والمقوّم، وأبو لهب واسمه عبدالعزّى، والعبّاس. ولم يعقب منهم إلاّ أربعة: الحارث، وأبو طالب، والعبّاس، وأبو لهب(1).
فأمّا الحارث فهو أكبر ولد عبد المطّلب وبه كان يكنّى، وشهد معه حفر زمزم(2)، وولده: أبو سفيان، والمغيرة، ونوفل، وربيعة، وعبد شمس(3).
أما أبو سفيان فأسلم عام الفتح ولم يعقب(4).
وأمّا نوفل فكان أسنّ من حمزة والعبّاس، وأسلم أيّام الخندق وله عقب(5).
وأمّا عبد شمس فسمّاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عبدالله

____________
(1) الخصال: 452 | 59، مناقب ابن شهر آشوب 1: 158، العدد القوية: 136، جمهرة النسب للكلبي: 101 و 106، سيرة ابن هشام 1: 113، جمهرة أنساب العرب: 14 السيرة النبوية لابن كثير 1: 102 و 184.
(2) جمهرة النسب للكلبي: 104، سيرة ابن كثير 1: 168 و 170، البداية والنهاية 2: 246.
(3) جمهرة النسب للكلبي: 143، جمهرة انساب العرب: 70، فيهما أبو سفيان وهو المغيرة بدل أبو سفيان والمغيرة.
(4) الطبقات الكبرى 4: 49، وفيه: وقد انقرض ولد أبي سفيان بن الحارث فلم يبق منهم أحد بدل ولم يعقب.
(5) الطبقات الكبرى 4 : 44 و 46 .

( 282 )
وعقبه بالشام(1).
وأمّا أبو طالب عمّ النبيّ فكان مع أبيه عبدالله ابني اُمّ واُمّهما فاطمة بنت عمرو بن عابد بن عمران بن مخزوم(2) واسمه عبد مناف(3) له أربعة أولاد ذكور : طالب ، وعقيل ، وجعفر ، وعليّ ، ومن الاناث : اُمّ هانىء واسمها فاختة، وجمانة، اُمّهم جميعاً فاطمة بنت أسد.
وكان عقيل أسنّ من جعفر بعشرسنين، وأعقبوا إلاّ طالباً(4) وتوفّي قبل أن يهاجر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بثلاث سنين، ولم يزل رسول الله ممنوعاً من الأذى بمكّة موقى حتّى توفّي أبو طالب عليه السلام، فنبت به مكة، ولم تستقرّ له بها دعوة(5)حتى جاءه جبرئيل عليه السلام فقال: «إنّ الله تعالى يقرؤك السلام ويقول لك: اُخرج من مكّة فقد مات ناصرك»(6).
ولمّا قُبض أبو طالب أتى عليّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلمه بموته، فقال له: «امض يا عليّ فتولّ غسله وتكفينه وتحنيطه، فإذا رفعته على سريره فأعلمني» ففعل ذلك، فلمّا رفعه على السرير اعترضه النبيّ وقال: «وصلتك رحم، وجزيت خيراً يا عمّ، فلقد ربيت وكفّلت صغيراً، ووازرت ونصرت كبيراً» ثمّ أقبل على الناس وقال: «أما والله لأشفعنّ لعمّي

____________
(1) نقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 260|2.
(2) سيرة ابن هشام 1: 189 و 114، تاريخ الطبري 2: 239، الكامل في التاريخ 2: 5، السيرة النبوية لابن كثير 1: 241، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 260 | 2.
(3) سيرة ابن هشام 1: 113، تاريخ الطبري 2: 239، الكامل في التاريخ 2: 5، السيرة النبوية لابن كثير 1: 102، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 260 | 2.
(4) مناقب ابن شهر آشوب 3: 304، الطبقات الكبرى 1: 121، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 261.
(5) عيون الأثر: 130، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 261.
(6) الكافي 1: 373 | 31، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 261.

( 283 )
شفاعة يعجب لها أهل الثقلين»(1).
وأمّا العباس فكان يكنّى أبا الفضل، وكانت له السقاية وزمزم، وأسلم يوم بدر، واستقبل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عام الفتح بالأبواء، وكان معه حين فتح مكة، وبه ختمت الهجرة. ومات بالمدينة في أيّام عثمان وقد كفّ بصره، وكان له من الولد تسعة ذكور وثلاث إناث: عبدالله، وعبيدالله، والفضل، وقثم، ومعبد، وعبدالرحمن، واُمّ حبيب، اُمّهم لبابة بنت الفضل بن الحارث الهلاليّة اُخت ميمونة بنت الحارث زوجة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وتمّام، وكثير، والحارث، وآمنة، وصفيّة، لاُمّهات أولاد شتّى(2).
وأمّا أبو لهب فولده: عتبة، وعتيبة، ومعتّب، واُمّهم اُمّ جميل بنت حرب اُخت أبي سفيان حمّالة الحطب(3).
وكانت عمّاته صلوات الله عليه وآله ستّاً من اُمّهات شتّى وهنّ: اُميمة، واُمّ حكيمة، وبرّة، وعاتكة، وصفيّة، وأروى(4).
وكانت اُميمة عند جحش بن رئاب الأسدي، وكانت اُمّ حكيمة ـ وهي البيضاء ـ عند كرز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وكانت برّة عند عبد الأسد بن هلال المخزومي فولدت له أبا سلمة الذي كان زوج اُمّ سلمة،
____________
(1) إيمان أبي طالب لابن معد: 298، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 14: 76، تذكرة الخواص: 19، قطعة منه في: دلائل النبوة للبيهقي 2: 349، البداية والنهاية 3: 125، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 261.
(2) المعارف لابن قتيبة: 72، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 261.
(3) المعارف لابن قتيبة: 75، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 261.
(4) مناقب ابن شهر آشوب 1: 158، العدد القوية: 137، سيرة ابن هشام 1: 113، المعارف لابن قتيبة: 70، دلائل النبوة للبيهقي 1: 186، السيرة النبوية لابن كثير 1: 184، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 261.

( 284 )
وكانت عاتكة عند أبي اُمّية بن المغيرة المخزوميّ، وكانت صفيّة عند الحارث بن حرب بن اُمّية، ثمّ خلف عليها العوّام بن خوليد فولدت له الزبير، وكانت أروى عند عمير بن عبد العزّى بن قصيّ. لم يسلم منهنّ غير صفيّة(1) . وقيل: أسلم منهنّ ثلاث: صفيّة، وأروى، وعاتكة(2).

____________
(1) المعارف لابن قتيبة: 77، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 262.
(2) مناقب ابن شهر آشوب 1: 159، العدد القوية: 137 | ذيل حديث 48، مستدرك الحاكم 4: 50 و 52 و 54، ولم يرد فيه عاتكة، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 262.

( 285 )
(الفصل الثالث)
في ذكر قراباته من جهة اُمّه
من الرضاعة صلوات الله عليه وآله
لم يكن لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قرابة من جهة اُمّه إلاّ من الرضاعة، فإنّ اُمّه آمنة بنت وهب لم يكن لها أخ ولا اُخت فيكون خالاً له أو خالة، إلاّ أنّ بني زهرة يقولون: نحن أخواله، لأنّ آمنة منهم(1) ، ولم يكن لأبويه عبدالله وآمنة ولد غيره فيكون له أخ أو اُخت من النسب(2) ، وكان له خالة من الرضاعة يقال لها: سلمى، وهي اُخت حليمة بنت أبي ذؤيب. وله أخوان من الرضاعة: عبدالله بن الحارث، واُنيسة بنت الحارث، اُبوهما الحارث بن عبد العزّى بن سعد بن بكر بن هوازن، فهما أخواه من الرضاعة(3).

____________
(1) المعارف لابن قتيبة: 77، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 262.
(2) المعارف لابن قتيبة: 71، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 262.
(3) انظر: سيرة ابن هشام 1: 170، الطبقات الكبرى 1: 110، السيرة النبوية لابن كثير 1: 225، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 262.

( 286 )
(الفصل الرابع)
في ذكر مواليه ومولياته وجواريه
أمّا مواليه: فزيد بن حارثة، وكان لخديجة اشتراه لها حكيم بن حزام بسوق عكاظ بأربعمائة درهم فوهبته لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد أن تزوّجها، فأعتقه فزوّجه اُمّ أيمن، فولدت له اُسامة، وتبنّاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فكان يدعى زيدا ابن رسول الله، حتّى أنزل الله تعالى(ادعُوهُم لآبائهِم)(1).
وأبو رافع : واسمه أسلم ، وكان للعبّاس فوهبة له ، فلمّا أسلم العبّاس بشر أبو رافع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإسلامه فأعتقه ، وزوجه سلمى مولاته ، فولدت له عبيدالله بن أبي رافع ، فلم يزل كاتباً لعليّ عليه السلام أيام خلافته .
وسفينة: واسمه رباح، اشتراه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعتقه.
وثوبان: يكنّى أبا عبدالله من حمير، أصابه سبي فاشتراه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعتقه.
وبشار: وكان عبداً نوبيّاً، أعتقه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقتله العرنيون الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وشقران: واسمه صالح.
وأبو كبشة: واسمه سليمان.

____________
(1) الأحزاب 33: 5.

( 287 )
وأبو ضميرة: أعتقه صلّى الله عليه وآله وسلّم وكتب له كتاباً فهو في يد ولده.
ومدعم أصابه سهم في وادي القرى فمات.
وأبو مويهبة، وأنيسة، وفضالة، وطهمان، وأبو أيمن، وأبو هند، وأنجشة وهو الذي قال فيه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «رويدك يا أنجشة، رفقاً بالقوارير»(1) وصالح، وأبو سلمى، وأبو عسيب، وعبيد ، وأفلح ، وريفع ، وأبو لقيط ، وأبو رافع الأصغر، ويسار الأكبر، وكركرة أهداه هوذة بن عليّ الحنفيّ إلى النبيّ فأعتقه، ورباح، وأبو لبابة، وأبو اليسر وله عقب(2).
وأمّا مولياته: فإنّ المقوقس ـ صاحب الاِسكندريّة ـ أهدى إليه جاريتين: إحداهما مارية القبطيّة، ولدت له إبراهيم وماتت بعده بخمس سنين، سنة ستّة عشر، ووهب الاُخرى لحسّان بن ثابت(3).
واُمّ أيمن حاضنة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكانت سوداء ورثها
____________
(1) ذكر ابن الأثير في نهايته (4 : 39) : وفي حديث انجشة ، في رواية البراء بن مالك «رويدك ، وفقاً بالقوارير» أراد النساء ، شبههن بالقوارير من الزجاج ، لأنه يسرع إليها الكسر ، وكان أنجشة يحدو ونشد القريض والرجز ، فلم يأمن أن يصيبهن ، أو يقع في قلوبهن حداؤه ، فأمره بالكف عن ذلك . وفي المثل : الغناء رقية الزنا .
وقيل : أراد أن الابل إذا سمعت الحداء اسرعت في المشي واشتدت فأزعجت الراكب واتعبته ، فنهاه عن ذلك ، لأن النساء يضعفن عن شدة الحركة .
وواحدة القوارير : قارورة ، سمّيت بها لاستقرار الشراب فيها .
(2) انظر : التعريف لابن قتيبة : 85 ، وتأريخ اليعقوبي 2 : 87 ، وتأريخ الطبري 3 : 169 ، والبداية والنهاية 5 : 311 ، والسيرة النبوية لابن كثير 4 : 116 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22 : 262 .
(3) تأريخ الطبري 3 : 172 ، مستدرك الحاكم 4 : 38 ، الاستيعاب 1 : 46 و4 : 329 و 410 ، البداية والنهاية 5 : 303 و 329 ، السيرة النبوية لابن كثير 4 : 600 و 648 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22 : 263 .

( 288 )
عن اُمّه، وكان اسمها بركة، فأعتقها وزوّجها عبيد الخزرجيّ بمكّة فولدت له أيمن، فمات زوجها، فزوّجها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من زيد فولدت له اُسامة، أسود يشبهها، فاُسامة وأيمن أخوان لاَمّ(1).
وريحانة بنت شمعون، غنمها من بني قريظة(2).
وأما خدمه من الأحرار: فأنس بن مالك، وهند وأسماء (ابنتا خارجة الأسلميّتان)(3)(4).

____________
(1) مستدرك الحاكم 4: 63، سيرة ابن كثير 4: 641، البداية والنهاية 5: 325، إلاّ ان في الأخيرين الحبشي بدل الخزرجي، الاصابة 4: 432 | 1145، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 263.
(2) تاريخ الطبري 3: 167، مستدرك الحاكم 4: 41، الاستيعاب 4: 309، سيرة ابن كثير 4: 604، البداية والنهاية 5: 305 و 328، الاصابة 4: 309 | 446، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 263.
(3) كذا في نسخنا، وفي نسخة المجلسي رحمه الله، إلا أن الصواب ابنا حارثة الاسلميان كما تذكرهما جميع المصادر الرجالية والتاريخية، فراجع.
(4) مستدرك الحاكم 3: 529 و 573، الاستيعاب 1: 71 و 97، سيرة ابن كثير 4 | 653 و 655، البداية والنهاية 5: 331، الاصابة 1: 39|137 و 71 | 277، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 22: 263.