(الفصل الثامن)
في ذكر مكر المشركين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
واجتماعهم في دار الندوة لذلك، وذكر هجرته
صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وما كان من استقبال
الانصار إيّاه، ونزوله ما ظهر من آثار النبوّة وآثارهم،
ومختصر من أخباره إلى أن امر بالقتال
ثمّ اجتمعت قريش في دار الندوة وكانوا أربعين رجلاْ من أشرافهم، وكان لا يدخلها إلاّ من أتى له أربعون سنة سوى عتبة بن ربيعة فقد كان سنّه دون الأربعين، فجاء الملعون أبليس في صورة شيخ فقال له البوّاب: من أنت؟
قال: أنا شيخ من نجد.
فاستأذن فاذنوا له، وقال: بلغني اجتماعكم في أمر هذا الرجل، فجئتكم لاشير عليكم، فلا يعدمكم منّي رأي صائب.
فلمّا أخذوا مجلسهم قال أبو جهل: يا معشر قريش، إنّه لم يكن أحدُ من العرب أعزّ منّا ونحن في حرم الله وأمنه تفد إلينا العرب في السنة مرّتين ولا يطمع فينا طامع، حتّى نشأ فينا محمّد، فكنّا نسمّيه الأمين لصلاحه وأمانته، فزعم أنّه رسول الله، وسبّ آلهتنا، وسفّه أحلامنا، وأفسد شبّاننا، وفرّق جماعتنا، وقد رأيت فيه رأياً، وهو أن ندسّ إليه رجلاً يقتله، فإن طلبت بنو هاشم بدمه أعطيناهم عشر ديات.
فقال إبليس: هذا رأي خبيث، فإنّ بني هاشم لا ترضى أن يمشي قاتل محمّد على الأرض أبداً، وتقع بينكم الحروب في حرمكم.
فقال آخر: الرأي أن نأخذه فنحبسه في بيت ونثبته فيه ونلقي إليه قوته

( 146 )
حتّى يموت كما مات زهير والنابغة.
فقال إبليس: إنّ بني هاشم لا ترضى بذلك، فإذا جاء موسم العرب اجتمعوا عليكم وأخرجوه فيخدعهم بسحره.
وقال آخر: الرأي أن نخرجه من بلادنا ونطرده فنفرغ نحن لآلهتنا.
فقال إبليس: هذا أخبث من الرأيين المتقدّمين، لأنّكم تعمدون إلى أصبح الناس وجهاً، وافصح الناس لساناً، وأسحرهم، فتخرجوه إلى بوادي العرب فيخدعهم بسحره ولسانه، فلا يفجأكم إلاّ وقد ملأها عليكم خيلاً ورجلاً.
فبقوا حيارى. ثم قالوا للملعون إبليس: فما الرأي عندك فيه؟
قال: ما فيه إلاّ رأي واحد، أن يجتمع من كلّ بطن من بطون قريش رجلٌ شريفُ، ويكون معكم من بني هاشم واحد، فيأخذون حديدة أو سيفاً ويدخلون عليه فيضربوه كلّهم ضربة واحدة، فيتفرقّ دمه في قريش كلّها، فلا يستطيع بنو هاشم أن يطلبوا بدمه وقد شاركوا فيه، فما بقي لهم إلاّ أن تعطوهم الدية، فأعطوهم ثلاث ديات.
قالوا : نعم وعشر ديات .
وقالوا بأجمعهم: الرأي رأي الشيخ النجدي.
فاختاروا خمسة عشر رجلاً فيهم أبو لهب على أن يدخلوا على رسول الله فيقتلونه، فأنزل الله سبحانه وتعالى على رسوله: ( واذ يمكُرُ بك الّذين كفرُوا ليُثبتُوك أو يقتلوك او يُخرجُوك)الآية (1) .
ثمّ تفرّقوا على هذا وأجمعوا أن يدخلوا عليه ليلاً وكتموا أمرهم، فقال أبو لهب: بل نحرسه فإذا أصبحنا دخلنا عليه.
فباتوا حول حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأمر رسول الله
____________
(1) الأنفال 8: 30.
( 147 )
صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يفرش له، وقال لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: «ياعليّ افدني بنفسك».
قال: «نعم يا رسول الله».
قال: «نم على فراشي والتحف ببردي».
فنام عليه السلام على فراش رسول الله والتحف ببردته، وجاء جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال له: «اُخرج» والقوم يشرفون على الحجرة فيرون فراشه وعليّ عليه السلام نائمٌ عليه، فيتوهّمون أنّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليهم وهو يقرأ «يس» إلى قوله: (فاغشيناهُم فهُم لا يُبصرون) (1) وأخذ تراباً بكفّه ونثره عليهم وهم نيام ومضى.
فقال له جبرئيل عليه السلام: «يا محمّد، خذ ناحية ثور» وهو جبل على طريق منى له سنام كسنام الثور، فمرّ رسول الله وتلقّاه أبو بكر في الطريق، فأخذ بيده ومرّ به، فلمّا انتهى إلى ثور دخل الغار.
فلمّا أصبحت قريش واضاء الصبح وثبوا في الحجرة وقصدوا الفراش، فوثب عليّ عليه السلام إليهم وقام في وجوههم فقال لهم: «ما لكم؟».
قالوا: أين ابن عمّك محمّد؟
قال عليّ عليه السلام: «جعلتموني عليه رقيباً؟ ألستم قلتم له: اُخرج عنّا، فقد خرج عنكم، فما تريدون؟».
فأقبلوا عليه يضربونه، فمنعهم أبو لهب، وقالوا: أنت كنت تخدعنا منذ الليلة.
____________
(1) يس36: 9.
( 148 )
فلمّا أصبحوا تفرّقوا في الجبال، وكان فيهم رجلٌ من خزاعة يقال له: أبو كرز يقفو الآثار، فقالوا له: يا أبا كرز اليوم اليوم. فما زال يقفو أثر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى وقف بهم على باب الحجرة، فقال: هذه قدم محمد، هي والله اُخت القدم التي في المقام، وهذه قدم أبي قحافة أو ابنه، وقال: ههنا عبر ابن أبي قحافة.
فلم يزل بهم حتّى وقفهم إلى باب الغار وقال لهم: ما جازوا هذا المكان، إما أن يكونوا صعدوا السماء أو دخلوا الأرض.
وبعث الله العنكبوت فنسجت على باب الغار ـ وقد ذكرناه فيما قبل (1) ـ قال: وجاء فارسٌ من الملائكة في صورة الإنس فوقف على باب الغار وهو يقول لهم: «اطلبوه في هذه الشعاب، فليس ههنا». فأقبلوا يدورون في الشعاب.
وبقي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في الغار ثلاثة أيام، ثمّ أذن الله له في الهجرة وقال: «اُخرج عن مكّة يا محمد فليس لك بها ناصرٌ بعد أبي طالب» فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم من الغار، وأقبل راع لبعض قريش يقال له: ابن اُريقط فدعاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وقال له: «يا ابن اُريقط أء تمنك على دمي؟».
قال: إذاً والله أحرسك وأحفظك ولا أدلّ عليك، فأين تريد يا محمد؟
قال: «يثرب».
قال: والله لأسكلنّ بك مسلكاً لا يهتدي فيه أحدٌ.
قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: «ائت عليّاً وبشّره بأنّ الله قد أذن لي في الهجرة فيهيّئ لي زاداً وراحلة».

____________
(1) تقدم في صفحة: 79.
( 149 )
وقال أبو بكر: ائت أسماء ابنتي وقل لها: أن تهيئ لي زاداً وراحلتين، وأعلم عامربن فهيرة أمرنا ـ وكان من موالي أبي بكر وقد كان أسلم ـ وقل له: ائتنا بالزاد والراحلتين.
فجاء ابن اُريقط إلى علي عليه السلام فأخبره بذلك، فبعث عليّ بن أبي طالب إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بزاد وراحلة، وبعث ابن فُهيرة بزاد وراحلتين.
وخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الغار، وأخذ به ابن اُريقط علي طريق نخلة بين الجبال، فلم يرجعوا إلى الطريق إلاّ بقُديد (1) فنزلوا على اُمّ معبد هناك، وقد ذكرنا حديث شاة أمّ معبد والمعجزة التي ظهرت فيها فيما قبل (2) ، وحديث سراقة بن مالك بن جعشم المدلجيّ ورسوخ قوائم فرسه في الأرض (3) ، فلا وجه لإعادته.
فرجع عنه سراقة، فلمّا كان من الغد وافته قريش، فقالوا: يا سراقة، هل لك علم بمحمّد؟
فقال: قد بلغني أنّه خرج عنكم، وقد نفضت هذه الناحية لكم ولم أر أحداً ولا أثراً، فارجعوا فقد كفيتكم ما ههنا.
وقد كانت الأنصار بلغهم خروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم، فكانوا يتوقّعون قدومه، وكان يخرج الرجال والنساء والصبيان إذا
____________
(1) قديد: اسم موضع قرب مكة.
قال ابن الكلبي: لما رجع تُبّع من المدينة بعد حرب لأهلها نزل قديداً، فهبت ريح قدت خيم أصحابه، فسمي قديداً. «معجم البلدان 4: 313».
(2) تقدم في صفحة: 76.
(3) تقدم في صفحة 77، فراجع.

( 150)
أصبحوا إلى طريقه، فإذا اشتدّ الحرّ رجعوا (1) .
وروي عن ابن شهاب الزهري قال: كان بين ليلة العقبة وبين مهاجرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أشهر وكانت بيعة الأنصار لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلة العقبة في ذي الحجة، وقدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم المدينة في شهر ربيع الأول لاثنتي عشرة ليلة خلت منه في يوم الاثنين.
وكانت الأنصار خرجوا يتوكّفون (2) أخباره، فلمّا آيسوا رجعوا إلى منازلهم، فلمّا رجعوا أقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فلمّا وافى ذا الحُليفة (3) سأل عن طريق بني عمرو بن عوف، فدلّوه فرفعه الآل (4) ، فنظر رجل من اليهود وهو على اُطم (5) له إلى ركبان ثلاثة يمرّون على طريق بني عمرو بن عوف، فصاح: يا معشر المسلمة هذا صاحبكم قد وافى. فوقعت الصيحة بالمدينة فخرج الرجال والنساء والصبيان مستبشرين لقدومه يتعاودون، فوافى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقصد مسجد قبا ونزل واجتمع إليه بنو عمرو بن عوف، وسرّوا به واستبشروا واجتمعوا حوله، ونزل على كلثوم بن الهدم، شيخ من بني عمرو، صالح مكفوف البصر.
____________
(1) انظر: تفسير القمي 1: 273، قصص الأنبياء للراوندي: 335/114 ــ 115، السيرة النبوية لابن هشام 2: 124، الطبقات الكبرى 1: 227، دلائل النبوة للبيهقي 2: 467 الوفا بأحوال المصطفى 1: 229، الكامل في التاريخ 2: 101، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19: 48.
(2) التوكف: التطلع والتوقع. «انظر: العين 5: 413».
(3) ذو الحليفة: قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة، ومنها ميقات أهل المدينة. «معجم البلدان 2: 295».
(4) الآل: السراب. «العين 8: 359».
(5) الاُطم (بالضم): بناء مرتفع، وجمعه آطام. «النهاية54:1»

( 151)
واجتمعت إليه بطون الأوس، وكان بين الأوس والخزرج عداوة، فلم يجسروا أن يأتوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما كان بينهم من الحروب، فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يتصفّح الوجوه فلا يرى أحداً من الخزرج، وقد كان قدم على بني عمرو بن عوف قبل قدوم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ناسٌ من المهاجرين، ونزلوا فيهم.
وروي: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا قدم المدينة جاء النساء والصبيان يقلن:

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع * وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
وكان سلمان الفرسيّ عبداً لبعض اليهود، وقد كان خرج من بلاده من فارس يطلب الدين الحنيف الذي كان أهل الكتاب يخبرونه به، فوقع إلى راهب من رهبان النصارى بالشام فسأله عن ذلك وصحبه فقال: اُطلبه بمكّة فثم مخرجه، واطلبه بيثرب فثمّ مهاجره.
فقصد يثرب فأخذه بعض الأعراب فسبوه واشتراه رجلٌ من اليهود، فكان يعمل في نخله، وكان في ذلك اليوم على النخلة يصرمها (1) ، فدخل على صاحبه رجلٌ من اليهود، فقال: يا ابا فلان أشعرت أنّ هؤلاء المسلمة قد قدم عليهم نبيّهم؟
فقال سلمان: جعلت فداك، ما الذي تقول؟
فقال له صاحبه: مالك وللسؤال عن هذا، أقبل على عملك.
قال: فنزل وأخذ طبقاً وصيّر عليه من ذلك الرطب فحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
____________
(1) الصرام: جداد النخل، أي قطع الثمرة واجتناؤها من النخلة. «انظر: لسان العرب 12: 336».
( 152)
«ما هذا».
قال: صدقة تمورنا، بلغنا أنّكم قومٌ غرباء قدمتم هذه البلاد، فأحببت أن تأكلوا من صدقاتنا.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «سمّوا وكلوا».
فقال سلمان في نفسه وعقد بإصبعه: هذه واحدة ــ يقولها بالفارسية ــ ثمّ أتاه بطبق آخر، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ما هذا؟».
فقال له سلمان: رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هديّة أهديتها أليك.
فقال عليه وآله السلام: «سمّوا وكلوا» وأكل عليه وآله السلام. فعقد سلمان بيده اثنين، وقال له: هذه اثنتان ــ يقولها بالفارسية ــ.
ثمّ دار خلفه فألقى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن كتفه الإزار فنظر سلمان إلى خاتم النبوّة والشامة فأقبل يقبّلها، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «من أنت؟».
قال: أنا رجلٌ من أهل فارس، قد خرجت من بلادي منذ كذا وكذا. وحدّثه بحديثه وله حديث فيه طول. فأسلم، وبشّره رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال له: «أبشر واصبر، فإنّ الله سيجعل لك فرجاً من هذا اليهوديّ».
فلمّا أمسى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فارقه أبو بكر ودخل المدينة ونزل على بعض الأنصار، وبقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بقبا نازلاً على كلثوم بن الهدم، فلمّا صلّى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المغرب والعشاء الآخرة جاءه أسعد بن زرارة مقنّعاً فسلّم على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وفرح بقدومه، ثمّ قال: يا رسول الله ما ظننت أن أسمع بك في مكان فأقعد عنك، إلاّ أنّ بيننا وبين إخواننا من الأوس ما تعلم، فكرهت أن آتيهم، فلمّا أن كان هذا الوقت لم أحتمل أن أقعد عنك.

( 153)
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم للأوس: «من يجيره منكم؟».
فقالوا: يا رسول الله، جوارنا في جوارك فأجره.
قال: «لا، بل يجيره بعضكم».
فقال عويم بن ساعدة وسعد بن خيثمة: نحن نجيره يا رسول الله.
فأجاروه، وكان يختلف إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيتحدّث عنده ويصلّي خلفه، فبقي رسول الله خمسة عشر يوماً، فجاءه أبو بكر فقال: يا رسول الله تدخل المدينة؟ فإنّ القوم متشوّقون إلى نزولك عليهم، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لا اريم من هذا المكان حتّى يوافي أخي عليّ».
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بعث إليه: أن أحمل العيال وأقدم، فقال أبو بكر: ما أحسب عليّاً يوافي، قال: «بلى ما أسرعه إن شاء الله».
فبقي خمسة عشر يوماً، فوافى عليّ عليه السلام بعياله، فلمّا وافى كان سعد بن الربيع وعبدالله بن رواحة يكسران أصنام الخزرج، وكان كلّ رجل شريف في بيته صنم يمسحه ويطيّبه، ولكلّ بطن من الأوس والخزرج صنم في بيت لجماعة يكرمونه ويجعلون عليه منديلاً ويذبحون له، فلمّا قدم الاثنا عشر من الأنصار أخرجوها من بيوتهم وبيوت من أطاعهم، فلمّا قدم السبعون كثر الإسلام وفشا، وجعلوا يكسرون الأصنام.
قال: وبقي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد قدوم عليّ يوماً أو يومين ثمّ ركب راحلته، فاجتمعت إليه بنو عمرو بن عوف، فقالوا: يا رسول الله أقم عندنا فإنّا أهل الجدّ والجلد والحلفة والمنعة.
فقال عليه وآله السلام: «خلوا عنها فإنّها مأمورة».
( 154)
وبلغ الأوس والخزرج خروج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلبسوا السّلاح وأقبلوا يعدون حول ناقته، لا يمرّ بحيّ من أحياء للأنصار إلاّ وثبوا في وجهه وأخذوا بزمام ناقته وتطلّبوا إليه أن ينزل عليهم، ورسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: «خلّوا سبيلها فإنّها مأمورة» حتّى مرّ ببني سالم.
وكان خروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبا يوم الجمعة، فوافى بني سالم عند زوال الشمس فتعرضت له بنو سالم فقالوا: يا رسول الله هلم إلى الجدّ والجلد والحلفة والمنعة.
فبركت ناقته عند مسجدهم، وقد كانوا بنوا مسجداً قبل قدوم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فنزل عليه وآله السلام في مسجدهم وصلّى بهم الظهر وخطبهم، وكان أوّل مسجد صلّى فيه الجمعة، وصلّى إلى بيت المقدس، وكان الذين صلّوا معه في ذلك الوقت مائة رجل.
ثمّ ركب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ناقته وأرخى زمامها، فانتهى إلى عبدالله بن اُبيّ، فوقف عليه وهو يقدّر أنّه يعرض عليه النزول عنده، فقال له عبدالله بن اُبيّ ــ بعد أن ثارت الغبرة وأخذ كمّه ووضعه على أنفه ــ: يا هذا اذهب إلى الذين غرّوك وخدعوك وأتوا بك فانزل عليهم ولا تغشنا في ديارنا. فسلّط الله على دور بني الحبلى الذرّ (1) فخرق دورهم فصاروا نزالاً على غيرهم، وكان جدّ عبدالله بن اُبّي يقال له: ابن الحبلى.
فقام سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله لا يعرض في قلبك من قول هذا شيء، فإنّا كنّا اجتمعنا على أن نملّكه علينا وهو يرى الآن أنّك قد سلبته أمراً قد كان أشرف عليه، فانزل عليّ يا رسول الله، فإنّه ليس في الخزرج ولا في الأوس أكثر فم بئر منّي، ونحن أهل الجلد والعزّ، فلا تجزنا يا رسول الله.
____________
(1) الذر: جمع ذرة، وهي أصغر النمل. «الصحاح 2: 663».
( 155)
فأرخى زمام ناقته، ومرّت تخبّ (1) به حتّى انتهت إلى باب المسجد الذي هو اليوم، ولم يكن مسجداً إنّما كان مربداً (2) ليتيمين من الخزرج يقال لهما: سهل وسهيل، وكانا في حجر أسعد بن زرارة، فبركت الناقة على باب أبي أيّوب خالد بن زيد، فنزل عنها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلمّا نزل اجتمع عليه النّاس وسألوه أن ينزل عليهم، فوثبت اُمّ أبي أيّوب إلى الرحل فحلّته وأدخلته منزلها، فلمّا أكثروا عليه قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أين الرّحل؟».
فقالوا: اُمّ أبي أيّوب قد أدخلته بيتها.
فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «المرء مع رحله».
وأخذ أسعد بن زرارة بزمام الناقة فحوّلها إلى منزله، وكان أبو أيّوب له منزل أسفل وفوق المنزل غرفة، فكره أن يعلو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول الله بأبي أنت واُمّي العلوّ أحبّ إليك أم السفل؟ فإنّي أكره أن أعلو فوقك.
فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: « السفل أرفق بنا لمن يأتينا».
قال أبو أيّوب: فكنّا في العلوّ أنا واُميّ، فكنت إذا استقيت الدلو أخاف أن تقع منه قطرة على رسول الله، وكنت أصعد واُمّي إلى العلوّ خفيّاً من حيث لا يعلم ولا يحسّ بنا، ولا نتكلّم إلاّ خفيّاً، وكان إذا نام صلّى الله عليه وآله وسلّم لا نتحرّك، وربّما طبخنا في غرفتنا فنجيّف الباب على غرفتنا مخافة أن يصيب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم دخان، ولقد سقط جرّة لنا
____________
(1) الخبب: ضرب من العدو، وقيل: هو السرعة، أي جاءت به تعدو مسرعة. انظر: «لسان العرب 1: 341».
(2) المربد: الموضع الذي تحبس فيه الابل والغنم، وبه سمي مربد المدينة والبصرة. «النهاية 2: 182».

(156)
واُهريق الماء فقامت اُمّ أبي أيّوب إلى قطيفة ــ لم يكن لها والله غيرها ــ فألقتها على ذلك الماء تستنشف به مخافة أن يسيل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من ذلك شيء، وكان يحضر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المسلمون من الأوس والخزرج والمهاجرين.
وكان أبو أمامة أسعد بن زرارة يبعث إليه في كلّ يوم غداء وعشاء في قصعة ثريد عليها عراق (1) ، وكان يأكل معه من حوله حتّى يشبعون، ثمّ تردّ القصعة كما هي، وكان سعد بن عبادة يبعث إليه في كل يوم عشاء ويتعشّى معه من حضره وتردّ القصعة كما هي، فكانوا يتناوبون في بعثة الغداء والعشاء إليه: أسعد بن زرارة، وسعد بن خيثمة، والمنذر بن عمرو، وسعد بن الرّبيع، واُسيد بن حضير.
قال: فطبخ له اُسيد يوماً قدراً، فلم يجد من يحملها فحملها بنفسه، وكان رجلاً شريفاً من النقباء، فوافاه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وقد رجع من الصلاة، فقال: «حملتها بنفسك؟».
قال: نعم يا رسول الله، لم أجد أحداً يحملها.
فقال: «بارك الله عليكم من أهل بيت» (2) .
وفي كتاب دلائل النبوة: عن أنس بن مالك قال: قدم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المدينة، فلمّا دخلها جاءت الأنصار برجالها ونسائها فقالوا : إلينا يا رسول الله .

____________
(1) العرق (بالسكون): العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم، وجمعه عُراق «النهاية 3: 220».
(2) انظر: الخرائج والجرائح 1: 150 /240، وقصص الأنبياء للراوندي: 337، وسيرة ابن هشام 2: 137، والطبقات الكبرى 1: 233، ودلائل النبوة للبيهقي 2: 498، والوفا بأحوال المصطفى 1: 248، والكامل في التاريخ 2: 109، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19: 104 / 1.

(157)
فقال: «دعوا الناقة فإنّها مأمورة».
فبركت على باب أبي أيّوب، فخرجت جوار من بني النجّار يضربن بالدفوف ويقلن:

نحن جوار من بني النجّار* يا حبّذا محمّد من جار
فخرج إليهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: «أتحبّوني؟».
فقالوا: إي والله يا رسول الله.
قال: «أنا والله اُحبّكم» ثلاث مرّات (1) .
قال عليّ بن إبراهيم بن هاشم: وجاءته اليهود ــ قريظة والنضير والقينقاع ــ فقالوا: يا محمد إلى ما تدعو؟.
قال: «إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله، واني رسول الله، واني الذي تجدوني مكتوباً في التوراة، والذي أخبركم به علماؤكم أن مخرجي بمكّة ومهاجري في هذه الحرّة، وأخبركم عالم منكم جاءكم من الشام، فقال: تركت الخمر والخمير، وجئت إلى البؤس والتمور، لنبيّ يبعث في هذه الحرّة مخرجه بمكّة ومهاجره ههنا، وهو آخر الأنبياء وأفضلهم، يركب الحمار، ويلبس الشملة، ويجتزئ بالكسرة، في عينيه حمرة، وبين كتفيه خاتم النبوّة، ويضع سيفه على عاتقه، لا يبالي من لا قى، وهو لضحوك القتّال، يبلغ سلطانه منقطع الخفّ والحافر».
فقالوا له: قد سمعنا ما تقول، وقد جئناك لنطلب منك الهدنة على أن لا نكون لك ولا عليك ولا نعين عليك أحداً، ولا نتعرض لأحد من أصحابك ولا تتعرّض لنا ولا لأحد من أصحابنا حتى ننظر إلى ما يصير أمرك وأمر قومك.
____________
(1) دلائل النبوة للبيهقي 2: 508، وكذا في: البداية والنهاية 3: 199، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19: 109.
(158)
فأجابهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى ذلك، وكتب بينهم كتاباً: أن لايعينوا على رسول الله ولا على أحد من أصحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح ولا بكراع في السرّ والعلانية لا بليل ولا بنهار والله بذلك عليهم شهيد، فأن فعلوا فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حلّ من سفك دمائهم، وسبي ذراريهم ونسائهم، وأخذ أموالهم، وكتب لكلّ قبيلة منهم كتاباً على حدة.
وكان الذي تولىّ امر بني النّضير حييّ بن أخطب، فلمّا رجع إلى منزله قال له اخويه جديّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب: ما عندك؟
قال: هو الذي نجده في التوراة، والذي بشّرنا به علماؤنا، ولا ازال له عدوّاً، لأنّ النبوّة خرجت من ولد إسحاق وصارت في ولد إسماعيل، ولا نكون تبعاً لولد إسماعيل أبداً.
وكان الذي ولي أمر قريظة كعب بن أسد، والذي تولّى أمر بني قينقاع مخيريق، وكان أكثرهم مالاً وحدائق، فقال لقومه: تعلمون أنّه النبيّ المبعوث، فهلم نؤمن به ونكون قد أدركنا الكتابين. فلم تجبه قينقاع إلى ذلك (2) .
قال: وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يصلّي في المربد بأصحابه، فقال لأسعد بن زرارة: «اشتر هذا المربد من أصحابنا».
فساوم اليتيمين عليه فقالا: هو لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقال رسول الله: «لا، إلاّ بثمن».
____________
(1) الكراع: اسم لجماعة الخيل خاصة. «مجمع البحرين 4: 385». (2) انظر: تفسير القمي 2: 180، وقصص الأنبياء للراوندي: 338، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19: 110.
(159)
فاشتراه بعشرة دنانير، وكان فيه ماء مستنقع، فأمر به رسول الله فسيل، وأمر باللبن فضرب، فبناه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وحفره في الأرض، ثمّ أمر بالحجارة فنقلت من الحرّة، وكان المسلمون ينقلونها، فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يحمل حجراً على بطنه، فاستقبله اُسيد ابن حضير فقال: يا رسول الله أعطني أحمله عنك.
قال: «لا، اذهب فاحمل غيره».
فنقلوا الحجارة ورفعوها من الحفرة حتّى بلغ وجه الأرض، ثم بناه أوّلاً بالسعيدة لبنةً لبنةً، ثمّ بناه بالسميط (1) ، وهو لبنة ونصف، ثمّ بناه بالاُنثى والذكر لبنتين مخالفتين، ورفع حائطه قامة، وكان مؤخّره [ذراع] في مائة، ثمّ اشتدّ عليهم الحرّ فقالوا: يا رسول الله لو أظللت عليه ظلاً، فرفع صلّى الله عليه وآله وسلّم أساطينه في مقدم المسجد إلى ما يلي الصحن بالخشب، ثمّ ظلّله وألقى عليه سعف النخل، فعاشوا فيه، فقالوا: يا رسول الله لو سقفت سقفاً.
قال: «لا، عريش كعريش موسى، الأمر أعجل من ذلك».
وابتنى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم منازله ومنازل أصحابه حول المسجد، وخطّ لأصحابه خططاً، فبنوا فيها منازلهم، وكلّ شرع منه باباً إلى المسجد، وخطّ لحمزة وشرع بابه إلى المسجد، وخطّ لعليّ بن أبي طالب عليه السلام مثل ما خطّ لهم، وكانوا يخرجون من منازلهم فيدخلون المسجد، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: «يا محمد إنّ الله يأمرك أن تأمر كلّ من كان له باب إلى المسجد يسدّه، ولا يكون لأحد باب إلى المسجد إلاّ لك ولعليّ، ويحلّ لعليّ فيه ما يحلّ لك».
____________
(1) السميط: الآجر القائم بعضه فوق بعض. «لسان العرب 7: 324».
(160)
فغضب أصحابه وغضب حمزة وقال: أنا عمّه يأمر بسدّ بابي ويترك باب ابن أخي وهو أصغر منّي، فجاءه فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا عمّ لا تغضبنّ من سدّ بابك وترك باب عليّ، فوالله ما أنا أمرت بذلك ولكنّ الله أمر بسدّ أبوابكم وترك باب عليّ».
فقال: يا رسول الله رضيت وسلّمت لله ولرسوله (1) .
قال: وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حيث بنى منازله كانت فاطمة عليها السلام عنده، فخطبها أبو بكر، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أنتظر أمر الله عزّوجل» ثمّ خطبها عمر، فقال: مثل ذلك.
فقيل لعليّ عليه السلام: لم لا تخطب فاطمة؟
فقال: «والله ما عندي شيء».
فقيل له: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يسألك شيئاً.
فجاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاستحيى أن يسأله فرجع، ثمّ جاءه في اليوم الثاني فاستحيى فرجع، ثمّ جاء في اليوم الثالث فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «يا عليّ ألك حاجة؟».
قال: «بلى يا رسول الله».
فقال: «لعلّك جئت (خاطباً)؟ (2) ».
قال: «نعم يا رسول الله».
قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «هل عندك شيء يا عليّ؟».
قال: «ما عندي يا رسول الله شيء إلاّ درعي».
____________
(1) انظر: الطبقات الكبرى 1: 239، ونقله المجلسي في بحارالأنوار 19: 111.
(2) في نسخة «ط»: تخطب فاطمة.

(161)
فزوّجه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على اثنتي عشرة أوقيّة ونشّ (1) ودفع إليه درعه، فقال له رسول الله: «هيّىء منزلاً حتّى تحوّل فاطمة إليه».
فقال عليه السلام: «يا رسول الله ما ههنا منزل إلاّ منزل حارثة بن النعمان».
وكان لفاطمة يوم بنى بها أمير المؤمنين عليه السلام تسع سنين.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «والله لقد استحيينا من حارثة، قد أخذنا عامّة منازله».
فبلغ ذلك حارثة فجاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول الله أنا ومالي لله ولرسوله، والله ما شيء أحبّ إليّ ممّا تأخذه، والذي تأخذه أحبّ إليّ ممّا تترك. فجزاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيراً.
فحوّلت فاطمة عليها السلام إلى عليّ عليه السلام في منزل حارثة، وكان فراشهما إهاب كبش جعلا صوفه تحت جنوبهما (2) .
قال: وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يصلّي إلى بيت المقدس مدّة مقامه بمكّة وفي هجرته حتّى أتى له سبعة أشهر (3) ، فلمّا أتى له سبعة أشهر عيّرته اليهود وقالوا له: أنت تابع لنا تصلّي إلى قبلتنا ونحن أقدم منك في الصلاة. فاغتمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من ذلك وأحبّ
____________
(1) النش: عشرون درهماً، وهو نصف أوقية. «الصحاح ــ نشش ــ 3: 1021».
(2) انظر: الطبقات الكبرى 8: 19ــ 23، ذخائر العقبى: 29 ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19: 112.
(3) اُختلف في تاريخ تحويل القبلة إلى الكعبة، فمنهم من روى سبعة اشهر بعد مهاجرة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ومنهم من قال: سبعة عشر شهراً من مقدمه المدينة، ومنهم من قال: تسعة اشهر أو عشرة اشهر، وقيل: بسنة ونصف.اُنظر: مجمع البيان 1: 223، سيرة ابن هشام 2: 198 تاريخ اليعقوبي 2: 42.

(162)
أن يحوّل قبلته إلى الكعبة، فخرج في جوف الليل ونظر إلى آفاق السماء ينتظر أمر الله، وخرج في ذلك اليوم إلى مسجد بني سالم الذي جمّع فيه أوّل جمعة كانت بالمدينة، وصلّى بهم الظهر هناك بركعتين إلى بيت المقدس وركعتين إلى الكعبة، ونزل عليه: (قد نرى تقلُّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها)الآيات (1) (2) .
ثمّ نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم آية القتال واُذن له في محاربة قريش، وهي قوله: (اُذن للّذين يُقاتلُون بأنّهُم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقديرٌ* الّذين اُخرجُوا من ديارهم بغير حقّ إلاّ أن يقُولُوا ربُّنا الله)الآية (3) (4) .
____________
(1) البقرة 2: 144.
(2) انظر: من لا يحضره الفقيه 1: 178 / 843 ، ومجمع البيان 1: 223، وتفسير الطبري 2: 13، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19: 113.
(3) الحج 22: 39 ــ 40.
(4) انظر: مجمع البيان 4: 87، وتفسير الطبري 17: 123، وأسباب النزول للواحدي: 177