(الفصل الرابع)
في ذكر طرف من مناقبه وفضائله
وخصائصه التي بان بها عن غيره
قد اشتهر في الناس أنّ أبا الحسن موسى عليه السلام كان أجلّ ولد الصادق عليه السلام شأناً ، وأعلاهم في الدين مكاناً ، واسخاهم بناناً ، وأفصحهم لساناً ، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم وأكرمهم .
وروي : أنّه كان يصّلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ، ثمّ يعقّب حتّى تطلع الشمس ، ثمّ يخرّ ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتّى يقرب زوال الشمس ، وكان يقول ، في سجوده عليه السلام : «قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو والتجاوز من عندك» .
وكان من دعائه عليه السلام : « اللهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب» .
وكان عليه السلام يبكي من خشية الله حتّى تخضل لحيته بالدموع .
وكان يتفقّد فقراء المدينة فيحمل إليهم في اللّيل العين(1)والوَرِق(2)وغير
____________
(1) العين : الذهب والدنانير . «الصحاح ـ عين ـ 6 : 2170» .
(2) الوَرِق : الفضة والدراهم . «الصحاح ـ ورق ـ 4 : 1564» .

( 26 )
ذلك ، فيوصلها إليهم وهم لا يعلمون من أي وجه هو(1) .
وروى الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلويّ ، عن جدّه بإسناده قال : إنّ رجلاً من ولد عمر بن الخطّاب كان بالمدينة يؤذي أباالحسن موسى عليه السلام ويشتم عليّاً عليه السلام ، فقال له بعض حاشيته : دعنا نقتل هذا الرجل ، فنهاهم عن أشدّ النهي ، وسأل عن العمري فقيل : إنّه يزرع بناحية من نواحي المدينة .
فركب إليه ، فوجده في مزرعة [ له ] فدخل المزرعة بحماره ، فصاح به العمري : لا توطئ زرعنا ، فتوطّأه أبو الحسن عليه السلام بالحمار حتى وصل إليه فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه ، وقال له : «كم غرمت في زرعك هذا؟» .
فقال : مائة دينار .
قال : «وكم ترجو أن تصيب؟»
قال : لست أعلم الغيب .
قال : «إنّما قلت لك : كم ترجو» .
فقال : «أرجوا أن يجيئني فيه مائتا دينار» .
قال : فأخرج له أبوالحسن عليه السلام صرّة فيها ثلاثمائة دينار ، وقال : «هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو» .
فقام العمري فقبّل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه ، فتبسّم أبو الحسن
____________
(1) ارشاد المفيد 2 : 231 ، كشف الغمة 2 : 228 ، ودون صدر الرواية في : المناقب لابن شهرآشوب 4 : 318 ، ونحوه في : تاريخ بغداد 13 : 27 ، وفيات الأعيان 5 : 308 ، سير أعلام النبلاء 6 : 271 ، الفصول المهمة : 237 .

( 27 )
موسى عليه السلام وانصرف ، ثمّ راح إلى المسجد فوجد العمري جالساً فلمّا نظر إليه قال : الله أعلم حيث يجعل رسالاته .
قال : فوثب إليه أصحابه فقالوا له : ما قصّتك؟ فقد كنت تقول غير هذا!! قال : فقال لهم : قد سمعتم ما قلت الآن ، وجعل يدعو لأَبي الحسن عليه السلام ، فخاصموه وخاصمهم .
فلمّا رجع أبو الحسن عليه السلام إلى داره قال لمن سألوه قتل العمرىّ : «أيّما كان خيراً ما أردت أو ما أردتم؟»(1) .
وذكرت الرواة : أنّه عليه السلام كان يصل بالمائتي دينار إلى ثلاثمائة دينار ، وكانت صرار موسى عليه السلام مثلاً(2) .
وذكروا : أنّ الرشيد لما خرج إلى الحجّ وقرب من المدينة استقبله وجوه أهلها يقدمهم موسى بن جعفر عليهما السلام على بغلة ، فقال له الربيع : ما هذه الدابّة التي تلقّيت عليها أمير المؤمنين ، وأنت إن طلبت عليها لم تدرك وإن طلبت لم تفت؟
فقال عليه السلام : «إنّها تطأطأت عن خيلاء الخيل وارتفعت عن ذلّة العير ، وخير الاُمور أوسطها»(3) .
قالوا : ولمّا دخل هارون المدينة وزار النبيّ صّلى الله عليه وآله وسلّم
____________
(1) ارشاد المفيد 2 : 233 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 319 ، دلائل الامامة : 150 ، كشف الغمة 2 : 228 ، مقاتل الطالبيين : 499 ، تاريخ بغداد 13 : 28 ، سير أعلام النبلاء 6 : 271 .
(2) ارشاد المفيد 2 : 234 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 318 ، كشف الغمة 2 : 229 ، مقاتل الطالبيين : 499 ، تاريخ بغداد 13 : 28 ، وفيات الأَعيان 5 : 308 ، سيرأعلام النبلاَء 6 : 271 .
(3) ارشاد المفيد 2 : 234 ، روضة الواعظين : 215 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 320 ، كشف الغمة 2 : 229 ، وباختلاف يسير في : أعلام الدين : 306 ، مقاتل الطالبيين : 500 .

( 28 )
قال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا ابن عمّ ، مفتخراً بذلك على غيره .
فتقدّم أبو الحسن عليه السلام وقال : «السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبه» فتغيّر وجه الرشيد وتبيّن فيه الغضب(1) .
وروى الشريف الأَجلّ المرتضى ـ قدس الله روح ـ عن أبي عبيدالله المرزبانيّ ، مرفوعاً إلى أيّوب بن الحسين الهاشميّ قال : كان نفيع رجلاً من الأَنصار حضر باب الرشيد ـ وكان عريضاً ـ وحضر معه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وحضر موسى بن جعفر عليهما السلام على حمار له ، فتلّقاه الحاجب بالبشر والإِكرام ، وأعظمه من كان هناك ، وعجّل له الإِذن ، فقال نفيع لعبد العزيز : ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم ، يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير ، أما لئن خرج لاَسوءنّه ، قال له عبدالعزيز : لا تفعل ، فإن هؤلاء أهل بيت قلّ من تعرّض لهم في خطاب إلاّ وسموه في الجواب سمه يبقى عارها عليه مدى الدهر .
قال : وخرج موسى عليه السلام فقام إليه نفيع الاَنصاري فأخذا بلجام حماره ، ثمّ قال : من أنت؟
فقال : «يا هذا ، إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله ابن اسماعيل ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله ، وإن كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله عزّ وجلّ على المسلمين وعليك ـ إن كنت منهم ـ الحجّ إليه ، وإن كنت تريد المفاخرة فوالله ما رضي مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء لهم
____________
(1) ارشاد المفيد 2 : 234 ، كنز الفوائد 1 : 356 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 320 ، كشف الغمة 2 : 229 ، تاريخ بغداد 13 : 31 ، تذكرة الخواص : 314 ، كفايه الطالب : 457 ، وفيات الأَعيان 5 : 309 ، سير أعلام النبلاء 6 : 273 ، البداية والنهاية 5 : 183 .

( 29 )
حتّى قالوا : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش ، وإن كنت تريد الصيت والاسم فنحن الذين أمرالله تعالى بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة بقول : (اللهم صلّ على محمد وآل محمد) فنحن آل محمد ، خلّ عن الحمار» .
فخلّى عنه ويده ترعد ، وانصرف بخزي ، فقال له عبدالعزيز : ألم أقل لك؟!(1)
وروى عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام فسلّمت عليه ، وخرجت من عنده فرأيت ابنه موسى عليه السلام في دهليزه قاعداً في مكتبه وهو صغير السنّ ، فقلت : أين يضع الغريب إذا كان عندكم إذا أراد ذلك؟
فنظر إليّ ثمّ قال : «يجتنب شطوط الاَنهار ، ومساقط الثمار ، وأفنية الدور ، والطرق النافذة ، والمساجد ، ويرفع ويضع بعد ذلك أين شاء» .
فلّما سمعت هذا القول نبل في عيني وعظم في قلبي ، فقلت له : جعلت فداك ، ممّن المعصية؟
فنظر إليّ ثم قال : «إجلس حتى اُخبرك» ، فجلست فقال : «إنّ المعصية لا بد أن تكون من العبد ، أو من ربه ، أو منهما جميعاً ، فإن كانت من الربّ فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله بما لم يفعله ، وإن كانت منهما فهو شريكه والقوي أولى بإنصاف عبده الضعيف ، وإن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأَمر وإليه توجّه النهي وله حقّ الثواب والعقاب ، ولذلك وجبت له الجنّة والنار» .
____________
(1)أمالي المرتضى 1 : 274 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 316 ، أعلام الدين : 305 ، دلائل الامامة : 156 .

( 30 )
فلمّا سمعت ذلك قلت : (ذُرّيّةٌ بَعضها مِن بَعضٍ وَالله سَميعٌ عَليمٌ)(2)(1) .
ونظم بعضهم هذا المعنى شعراً وقال :
لــــــــم تخلُ أفعالُنا اللاّتي ندمّ بها * إحـــدى ثــلاثِ خـلالٍ حــينَ نأتيها
إمـّا تــــفــرّد بـارينا بصــنعتها * فـيسقـطُ الـلــومُ عــنّـا حيـن ننشيها
أو كان يشـــــــركنا فيه فـيلـحقهُ * مـا ســوفَ يلُـحقنـا مـــِن لائـمٍ فيها
أو لم يكن لإِلهــــــــي في جنايتها * ذنبٌ فما الذنبُ إلاّ ذنــــــبُ جانيها(3)

وروى أبو زيد قال : أخبرنا عبدالحميد قال : سأل محمد بن الحسن أباالحسن موسى عليه السلام بمحضر من الرشيد ـ وهم بمكّة ـ فقال له : هل يجوز للمحرم أن يظلّل على نفسه ومحمله؟
فقال : «لا يجوز له ذلك مع الاختيار» .
فقال محمد بن الحسن : أفيجوز أن يمشي تحت الظلال مختاراً؟
قال : «نعم» .
فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك ، فقال له أبوالحسن عليه السلام : «أتعجب من سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتستهزىَ بها!! إنّ رسول الله كشف ظلاله في إحرامه ومشى تحت الظلال وهو محرم ، إنّ أحكام الله تعالى يا محمد لا تقاس ، فمن قاس بعضها على بعض فقد ضلّ
____________
(1) آل عمران 3 : 34 .
(2) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 314 ، تحف العقول ، 411 ، وصدر الرواية في : الكافي 3 : 16 | 5 ، التهذيب1 : 30 | 79 ، اثبات الوصية : 162 ، دلائل الامامة : 162 ، وذيلها في : امالي الصدوق : 334|4 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 138|37 ، التوحيد 96|2 ، كنزالفوائد 1 : 366 ، كشف الغمة 2 : 294 .
(3) كنز الفوائد 1 : 366 ، اعلام الدين : 318 .

( 31 )
عن سواء السبيل» .
فسكت محمد بن الحسن ولم يحر جواباً(1) .
وكان عليه السلام أحفظ الناس بكتاب الله تعالى وأحسنهم صوتاً به ، وكان إذا قرأ يحزن ويبكي ويبكي السامعون لتلاوته ، وكان الناس بالمدينة يسمّونه زين المتهجّدين(2) .
ومن باهر خصائصه عليه السلام ما وردت به الآثار في شأن اُمّه ، وذلك ما أخبرني به المفيد عبدالجبّار بن علي الرازي رحمه الله ، إجازة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن عبيدالله ، عن أبي علي أحمد بن جعفر البزوفريّ ، عن حميد بن زياد ، عن العبّاس بن عبيدالله ابن أحمد الدهقان ، عن إبراهيم بن صالح الأَنماطي ، عن محمد بن الفضل وزياد بن النعمان وسيف بن عميرة ، عن هشام بن أحمر قال : أرسل إليّ أبو عبدالله عليه السلام في يوم شديد الحرّ ، فقال لي : «إذهب إلى فلان الافريقي فاعترض جارية عنده من حالها كذا وكذا ، ومن صفتها كذا» .
فأتيت الرجل فاعترضت ما عنده ، فلم أر ما وصف لي ، فرجعت إليه فأخبرته فقال : «عد إليه فإنّها عنده» .
فرجعت إلى الافريقي ، فحلف لي ما عنده شيء إلاّ وقد عرضه علي ، ثمّ قال : عندي وصيفة مريضة محلوقة الرأس ليس ممّا يعترض ، فقلت له : اعرضها علي ، فجاء بها متوكّئة على جاريتين تخطّ برجليها الأَرض ، فأرانيها
____________
(1) ارشاد المفيد 2 : 235 ، روضة الواعظين : 216 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 314 ، كشف الغمة 2 : 230 .
(2) ارشاد المفيد 2 : 235 ، روضة الواعظين : 216 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 318 ، كشف الغمة 2 : 230 .

( 32 )
فعرفت الصفة ، فقلت : بكم هي؟ فقال لي : إذهب بها إليه فيحكم فيها ، ثم قال لي : قد والله أردتها منذ ملكتها فما قدرت عليها ، ولقد أخبرني الذي اشتريتها منه عند ذلك أنّه لم يصل إليها ، وحلفت الجارية أنّها نظرت إلى القمر وقع في حجرها .
فأخبرت أبا عبدالله عليه السلام بمقالتها ، فأعطاني ، مائتي دينار فذهبت بها إليه فقال الرجل : هي حرّة لوجه الله تعلى إن لم يكن بعث إليّ بشرائها من المغرب .
فأخبرت أبا عبدالله عليه السلام بمقالته ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : «ياابن أحمر أما أنّها تلد مولوداً ليس بينه وبين الله حجاب»(1) .
وقد روى الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب (الإِرشاد) مثل هذا الخبر مسنداً إلى هشام بن الأَحمر أيضاً ، ألاّ أنّ فيه : إن أبا الحسن موسى عليه السلام أمره ببيع هذه الجارية ، وإنّها كانت اُمّ الرضا عليه السلام(2)
وسمّي عليه السلام بالكاظم لما كظمه من الغيظ ، وتصبّره على ما فعله الظالمون به ، حتّى مضى قتيلاً في حبسهم(3) .
* * *

____________
(1) أمالي الطوسي 2 : 331 ، ونحوه في : دلائل الامامة : 148 .
(2) ارشاد المفيد 2 : 254 ، وكذا في : الكافي 1 : 406|1 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 17|4 ، الاختصاص : 197 ، اثبات الوصية : 170 ، كشف الغمة 2 : 244 و 272 ، دلائل الامامة : 175 .
(3) ارشاد المفيد 2 : 235 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 235 .

( 33 )
( الفصل الخامس)
في ذكر وفاته عليه السلام وسببها
ذكروا : أنّ الرشيد قبضه عليه السلام لمّا ورد إلى المدينة قاصداً للحجّ ، وقيّده واستدعى قبّتين جعله في إحداهما على بغل وجعل القبّة الاُخرى على بغل آخر ، وخرج البغلان من داره مع كلّ واحد منهما خيل ، فافترقت الخيل فمضى بعضها مع إحدى القبّتين على طريق البصرة ، وبعضها مع الاخرى على طريق الكوفة ، وكان عليه السلام في القبة التي تسير على طريق البصرة ـ وإنّما فعل ذلك الرشيد ليعمي على الناس الخبر ـ وأمر أن يُسلّم إلى عيسى بن جعفر بن المنصور فحبسه عنده سنة ، ثمّ كتب إليه الرشيد في دمه فاستعفى عيسى منه ، فوجّه الرشيد من تسلّمه منه ، وصيّر به إلى بغداد ، وسلّم إلى الفضل بن الربيع وبقي عنده مدّة طويلة ، ثمّ أراده الرشيد على شيء من أمره فأبى فأمر بتسليمه إلى الفضل بن يحيى ، فجعله في بعض دوره ووضع عليه الرصد ، فكان عليه السلام مشغولاً بالعبادة ، يحيي الليل كلّه صلاة وقراءة للقرآن ، ويصوم النهار في أكثر الأَيّام ، ولا يصرف وجهه عن المحراب ، فوسّع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه .
فبلغ ذلك الرشيد وهو بالرقّة فكتب إليه يأمره بقتله ، فتوقّف عن ذلك ، فاغتاظ الرشيد لذلك وتغّير عليه وأمر به فادخل على العبّاس بن محمد وجرّد وضرب مائة سوط ، وأمر بتسليم موسى بن جعفر عليهما السلام إلى السندي ابن شاهك .
وبلغ يحيى بن خالد الخبر ، فركب إلى الرشيد وقال له : أنا أكفل بما تريد ، ثمّ خرج إلى بغداد ودعا بالسندي وأمره فيه بأمره ، فامتثله وسمّه في
( 34 )
طعام قدّمه إليه ويقال : إنّه جعله في رطب أكل منه فأحسّ بالسّم ، ولبث بعده موعوكاً ثلاثة أيّام ، ومات عليه السلام في اليوم الثالث .
ولما استشهد صلوات الله عليه أدخل السنديّ عليه الفقهاء ووجوه الناس من أهل بغداد وفيهم الهيثم بن عديّ ، فنظروا إليه لا أثر به من جراح ولا خنق ، ثمّ وضعه على الجسر ببغداد ، وأمر يحيى بن خالد فنودي : هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنّه لا يموت قد مات فانظروا إليه ، فجعل الناس يتفرّسون في وجهه وهو ميّت ، ثمّ حمل فدفن في مقابر قريش ، وكانت هذه المقبرة لبني هاشم والأَشراف من الناس قديماً(1) .
وروي : أنّه عليه السلام لمّا حضرته الوفاة سأل السندي بن شاهك أن يحضره مولى له مدنيّاً ينزل عنه دار العبّاس في مشرعة القصب ليتولّى غسله وتكفينه ، ففعل ذلك .
قال السندي بن شاهك : وكنت سألته أن يأذن لي في أن أكفّنه فأبى وقال : «أنّا أهل بيت مهور نسائنا وحجّ صرورتنا وأكفان موتانا من طاهر أموالنا ، وعندي كفني وأريد أن يتولّى غسلي وجهازي مولاي فلان» فتولّى ذلك منه(2) .
وقيل : انّ سليمان بن أبي جعفر المنصور أخذه من أيديهم وتولّى غسله وتكفينه ، وكفّنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفي وخمسمائة دينار ، مكتوب عليها القرآن كلّه ، ومشى في جنازته حافياً مشقوق الجيب إلى مقابر قريش
____________
(1) انظر : عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 85 |10 ، ارشاد المفيد 2 : 239 ، الغيبة للطوسي 28 | ضمن حديث 6 ، روضة الواعظين : 219 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 327 ، مقاتل الطالبيين : 502 ، الفصول المهمة 239 .
(2) ارشاد المفيد 2 : 243 ، الغيبة للطوسي : 28 | ضمن حديث 6 ، كشف الغمة 2 : 234 ، مقاتل الطالبيين : 504 ، الفصول المهمة : 240 .

( 35 )
فدفنه هناك(1) .


* * *

____________
(1) كمال الدين 1 : 39 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 328 .

( 36 )
( الفصل السادس )
في ذكر عدد أولاده عليه السلام
كان له عليه السلام سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى :
علي بن موسى الرضا عليه السلام ، وإبراهيم ، والعبّاس ، والقاسم لاُمّهات أولاد .
وأحمد ، ومحمد ، وحمزة ، لاُمّ ولد .
وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، والحسين ، لاُمّ ولد .
وعبدالله ، وإسحاق ، وعبيدالله ، وزيد ، والحسن ، والفضل ، وسليمان ، لاُمّهات أولاد .
وفاطمة الكبرى ، وفاطمة الصغرى ، ورقيّة ، وحكيمة ، واُمّ أبيها ، ورقيّة الصغرى ، وكلثم ، واُمّ جعفر ، ولبابة ، وزينب ، وخديجة ، وعليّة ، وآمنة ، وحسنة ، وبريهة ، وعائشة ، واُمّ سلمة ، وميمونة ، واُمّ كلثوم [ لاُمّهات أولاد ](1) .
وكان أحمد بن موسى كريماً ورعاً ، وكان موسى عليه السلام يحبّه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ، ويقال : إنّه أعتق ألف مملوك .
وكان محمد بن موسى عليهم السلام صالحاً ورعاً .
وكان إبراهيم بن موسى شجاعاً كريماً ، وتقلّد الإِمرة على اليمن في أيّام المأمون من قبل (محمد بن زيد)(2)بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي
____________
(1)ارشاد المفيد 2 : 244 ، تاريخ الامامة (مجموعة نفيسة) : 20 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 324 ، دلائل الامامة : 149 ، تذكرة الخواص : 314 ، الفصول المهمة : 241
(2) لعل المصنف أراد نسبته إلى جده ، وكذا هو في الارشاد ، حيث ان اسمه محمد بن محمد بن زيد .
انظر : رجال الكشي ـ ترجمة علي بن عبيدالله بن حسين العلوي ـ 256|671 ، تاريخ الطبري 8 : 529 ، مقاتل الطالبيين : 513 ، والكامل في التاريخ 6 : 305 .

=


( 37 )
طالب عليهم السلام الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة ومضى إليها ففتحها وأقام بها مّدة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان ، وأخذ له الأَمان من المأمون .
ولكلّ واحد من ولد أبي الحسن موسى عليه السلام فضل ومنقبة ، وكان الرضا عليه السلام مشهوراً بالتقدّم ونباهة القدر ، وعظم الشأن ، وجلالة المقام بين الخاصّ والعامّ(1) .


* * *

____________

=

‏‏‏‏بن زيد .
انظر : رجال الكشي ـ ترجمة علي بن عبيدالله بن حسين العلوي ـ 256|671 ، تاريخ الطبري 8 : 529 ، مقاتل الطالبيين : 513 ، والكامل في التاريخ 6 : 305 .
(1) ارشاد المفيد 2 : 244 ، كشف الغمة 2 : 236 ، الفصول المهمة : 242 .

( 38 )

( 39 )
( الباب السابع )
في ذكر الامام المرتضى أبي الحسن
علي بن موسى الرضا عليهما السلام
وهو ستة فصول

( 40 )
( الفصل الأَول )
في ذكر تاريخ مولده ،
ومبلغ سنه ، ووقت وفاته
ولد بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة(1) . ويقال : إنّه ولد لإِحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة يوم الجمعة سنة ثلاث وخمسين ومائة ، بعد وفاة أبي عبدالله عليه السلام بخمس سنين ، رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه(2) . وقيل : يوم الخميس(3) .
وأمّه اُمّ ولد يقال لها : اُمّ البنين (4) ، واسمها نجمة (5) . ويقال : سكن النوبية (6) . ويقال : تكتم(7) .
روى الصولي عن عون بن محمد قال : سمعت عليّ بن ميثم قال : اشترت حميدة المصفّاة ـ وهي اُمّ أبي الحسن موسى عليه السلام وكانت من أشراف العجم ـ جارية مولّدة اسمها تكتم ، فكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة ، حتّى أنّها ما جلست بين يديها منذ
____________
(1) الكافي 1 : 406 ، ارشاد المفيد 2 : 247 ، تاج المواليد (مجموعة نفيسة) 124 ، الفصول المهمة : 244 ، ونقله المجلسي في بحار الأَنوار 49 : 3|4
(2) في عيون الاخيار 1 : 18 المطبوع ذكر ذلك باختلاف فيه ، ولكن الشيخ الجزائري في لوامع الانوار (مخطوط) اشار الى ان في جملة من نسخ العيون موافق لما عندنا اعلاه .
(3) تاج المواليد (مجموعة نفيسة) : 124 .
(4) الكافي 1 : 406 ، ارشاد المفيد 2 : 247 ، الهداية الكبرى : 279 .
(5) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 16 .
(6) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 16 .
(7) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 14|1 ، دلائل الامامة : 176 .

( 41 )
ملكتها إجلالالها ، فقالت لابنها موسى عليه السلام : يابني ، إنّ تكتم جارية ما رأيت جارية قطّ أفضل منها ، ولست أشكّ أنّ الله سيظهر نسلها إن كان لها نسلٌ ، وقد وهبتها لك ، فاستوص بها خيراً(1)
ومما يدلّ على أنّ إسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا عليه السلام :
ألا إنّ خير الناسِ نفساً ووالـــــداً * ورهطاً وأجــــداداً عليّ المعظّم
أتتنـا بـهِ للعلـم والحلـمِ ثـامنــاً * إماماً يؤدّي حــــجّةَ اللهِ تكتم(2)

وفي رواية اُخرى : عن عليّ بن ميثم ، عن أبيه قال : إنّ حميدة اُمّ موسى بن جعفر عليهما السلام لما اشترت نجمة رأت في المنام رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لها : «يا حميدة ، هبي نجمة لابنك موسى ، فإنّه سيلد منها خير أهل الأَرض» فوهبتها له ، فلمّا ولدت له الرضا سمّاها الطاهرة(3) .
وقبض عليه السلام بطوس من خراسان في قرية يقال لها : سناباذ في آخر صفر .
وقيل : انّه توفّي في شهر رمضان لسبع بقين منه يوم الجمعة من سنة ثلاث ومائتين ، وله يومئذ خمس وخمسون سنة .
وكانت مدّة إمامته وخلافته لأَبيه عشرين سنة ، وكانت في أيّام إمامته بقيّة ملك الرشيد ، وملك محمد الأَمين بعده ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوماً ، ثمّ خلع الأَمين واُجلس عمّه إبراهيم بن المهدي المعروف بابن شكلة أربعة عشر يوماً ، ثمّ اُخرج محمد ثانية وبويع له وبقي بعد ذلك سنة وسبعة
____________
(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 14| 2 ، كشف الغمة 2 : 311 .
(2) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 15 | ذيل حديث 2 ، كشف الغمة 2 : 312 .
(3) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 16| 3 ، كشف الغمة 2 : 312 .

( 42 )
أشهر وقتله طاهر بن الحسين ، ثمّ ملك المأمون عبدالله بن هارون الخلافة بعده عشرين سنة ، واستشهد عليه السلام في أيّام ملكه(1) .
وإنّما سمّي عليه السلام الرضا لأَنّه كان رضي الله عزّ وجلّ في سمائه ورضي لرسوله والأَئمة عليهم السلام بعده في أرضه . وقيل : لاَنّه رضي به المخالف والموافق(2)


* * *

____________
(1) انظر : عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 18|1 ، ارشاد المفيد 2 : 247 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 367 ، كشف الغمة 2 : 297 ، و 312 ، الفصول المهمة : 264 ، ونقله المجلسي في بحار الأَنوار 46 : 3|4 .
(2) انظر : عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 18|1 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 367 ، كشف الغمة 2 : 312 .

( 43 )
( الفصل الثاني )
في ذكر النصوص الدالة على إمامته عليه السلام
أجمع أصحاب أبيه أبي الحسن موسى عليه السلام على أنّه نصّ عليه وأشار بالإِمامة إليه ، إلاّ من شذّ عنهم من الواقفة المسمّين (الممطورة) والسبب الظاهر في ذلك طمعهم فيما كان في أيديهم من الأَموال المجباة إليهم في مدّة حبس أبي الحسن موسى عليه السلام وما كان عندهم من ودائعه ، فحملهم ذلك على إنكار وفاته وادّعاء حياته ، ودفع خليفته بعده عن الإِمامة ، وإنكار النصّ عليه ليذهبوا بما في أيديهم ممّا وجب عليهم أن يسلّموه إليه ، ومن كان هذا سبيله بطل الاعتراض بمقاله هذا ، وقد ثبت أنّ الإِنكار لا يقابل الإِقرار ، فثبت النصّ المنقول وفسد قولهم المخالف للمعقول ، على أنّهم قد انقرضوا ولله الحمد فلا يوجد منهم ديّار .
فأمّا النصوص الواردة ، عن أبيه عليه :
فمن ذلك : ما رواه محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصّحاف قال : كنت أنا وهشام بن الحكم وعليّ بن يقطين ببغداد ، فقال عليّ بن يقطين : كنت عند العبد الصالح جالساً فدخل عليه ابنه عليّ فقالى لي : «يا عليّ بن يقطين ، هذا عليّ سيّد ولدي ، أما إنّي قد نحلته كنيتي» .
قال : فضرب هشام بن الحكم جبهته براحته وقال : ويحك كيف قلت؟ فقال عليّ بن يقطين : سمعته والله منه كما قلت .
( 44 )
قال هشام : إنّ الأَمر فيه من بعده(1) .
وعنه ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن محمد بن سنان وإسماعيل بن عباد القصري جميعاً ، عن داود الرقّي قال : قلت لإَبي إبراهيم عليه السلام : جعلت فداك ، إنّه قد كبر سني فخذ بيدي وأنقذني من النار ، مَنْ صاحبنا بعدك؟
قال : فأشار إلى ابنه أبي الحسن علي الرضا عليه السلام فقال : «هذا صاحبكم من بعدي»(2) .
وعنه ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن معاوية بن حكيم ، عن نعيم القابوسي ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : «إبني عليّ أكبر ولدي ، وآثرهم عندي ، وأحبّهم إلي ، وهو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلاّ نبي أو وصيّ نبيّ»(3) .
وعنه ، عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبدالله ، عن الحسن ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن إسحاق ابن عمّار قال : قلت لإَبي الحسن الأَول عليه السلام : ألا تدلّني على من آخذ ديني عنه؟
____________
(1) الكافي 1 : 248|1 ، وكذا في : عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 21|3 ، ارشاد المفيد 2 : 249 ، كشف الغمة 2 : 270 ، ونقله المجلسي في بحار الأَنوار 49 : 13|4 .
(2) الكافي 1 : 249|3 ، وكذا في عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 23|7 ، ارشاد المفيد 2 : 248 ، الغيبة للطوسي : 34|9 ، كشف الغمة 2 : 270 ، الفصول المهمة : 2043 ونقله المجلسي في بحار الأَنوار 49 : 23|34 .
(3) الكافي 1 : 249|2 ، وكذا في : عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 31|27 ، ارشاد المفيد 2 : 249 ، الغيبة للطوسي : 36|12 ، كشف الغمة 2 : 271 ، ونقله المجلسي في بحارالأَنوار 49 : 24|36 .

( 45 )
فقال : «هذا ابني عليّ ، إنْ أبي أخذ بيدي فادخلني إلى قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : يا بني إنّ الله عزّ وجلّ قال : ( اِنّي جاعِلٌ في الأَرضِ خليفةً )(1) وإنّ الله تعالى إذا قال قولاً وفى به»(2) .
وعنه ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن زياد بن مروان القنديّ ـ وكان من الواقفة ـ قال : دخلت على أبي إبراهيم عليه السلام وعنده ابنه أبوالحسن فقال : «يا زياد ، هذا ابني كتابه كتابي ، وكلامه كلامي ، ورسوله رسولي ، وما قال فالقول قوله»(3) .
وعنه ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن محمد بن الفضيل قال : حدّثني المخزوميّ ـ وكانت اُمّه من ولد جعفر بن أبي طالب ـ قال : بعث إلينا أبو الحسن موسى عليه السلام فجمعنا ثمّ قال : «أتدرون لِمَ دعوتكم؟»
فقلنا : لا .
قال : «إشهدوا إنّ ابني هذا وصيّي والقيّم بأمري وخليفتي من بعدي ، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا ، ومن كان له عندي عدة فلينجزها منه ، ومن لم يكن له بدٌ من لقائي فلا يلقني إلاّ بكتابه»(4) .
____________
(1) البقرة 2 : 30 .
(2) الكافي 1 : 249|4 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 249 ، الغيبة للطوسي : 34|10 ، كشف الغمة 2 : 270 ، ونقله المجلسي في بحار الاَنوار 49 : 24|35 .
(3) الكافي 1 : 249|6 ، وكذا في : عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 31|25 ، ارشاد المفيد 2 : 250 ، الغيبة للطوسي : 37|14 ، كشف الغمة 2 : 271 ، الفصول المهمة : 244 ، ونقله المجلسي في بحار الأَنوار 49 : 19|23 .
(4) الكافي 1 : 249|7 ، وكذا في : عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 27|14 ، ارشاد المفيد 2 : 250 ، الغيبة للطوسي 37|15 ، كشف الغمة 2 : 271 ، الفصول المهمة : 244 .

( 46 )
وعنه ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن سنان ، وعليّ بن الحكم جميعاً ، عن الحسين بن المختار قال : خرجت إلينا ألواح من أبي الحسن موسى عليه السلام ـ وهو في الحبس ـ : «عهدي إلى أكبر ولدي أن يفعل كذا وكذا ، وفلانٌ لا تنله شيئاً حتّى ألقاه أو يقضي الله عليَّ الموت»(1) .
وعنه ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن أبي عليّ الخزّاز ، عن داود بن سليمان قال : قلت لأبي إبراهيم عليه السلام : إنّي : أخاف أن يحدث حدث الموت ولا ألقاك ، فأخبرني من الإِمام بعدك؟
فقال : «ابني عليّ» يعني الرضا عليه السلام(2) .
وعنه ، عن ابن مهران ، عن محمد بن عليّ ، عن سعيد بن أبي الجهم ، عن نصر بن قابوس قال : قلت لأبي إبراهيم عليه السلام : إنيّ سألت أباك عليه السلام من الذي يكون من بعدك؟ فأخبرني أنّك أنّك أنت هو ، فلّما توفّي أبو عبدالله عليه السلام ذهب الناس يميناً وشمالاً وقلت أنا بك وأصحابي ، فأخبرني من الذي يكون من بعدك من ولدك؟
قال : «ابني فلان»(3) يعني عليّاً .

____________
(1) الكافي 1 : 250 | 8 ، وكذا في : عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 30 | 23 ، ارشاد المفيد 2 : 250 ، الغيبة للطوسي : 36 | 13 ، كشف الغمة 2 : 271 ، نقله العلامة المجلسي في بحار الأنوار 49 : 24 | 37 .
(2) الكافي 1 : 250 | 8 ، وكذا في : عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 23 | 8 ، ارشاد المفيد 2 : 251 ، الغيبة للطوسي : 38 | 16 ، كشف الغمة 2 : 271 ، ونقله العلامة المجلسي في بحار الأنوار 49 : 24 | 38 .
(3) الكافي 1 : 250 | 12 ، وكذا في : عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 31 | 26 ، ارشاد المفيد 2 : 251 ، الغيبة للطوسي : 38 | 17 ، رجال الكشي : 451 | 849 ، كشف الغمة 2 : 271 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 49 : 25 | 39 .