وممَا جاء عن الصادق عليه السلام في ذلك :
ما رواه محمد بن سنان ، عن صفوان بن مهران ، عنه عليه السلام قال : « من أقرّ بجميع الأئمّة وجحد المهديّ كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء وجحد محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم نبوّته » .
فقيل له : يا ابن رسول الله ، فمن المهديّ من ولدك ؟
قال : « الخامس من ولد السابع ، يغيب عنكم شخصه ولا يحلّ لكم تسميته » (1) .
وروى الحسن بن محبوب ، عن عبدالعزيز العبديّ ، عن عبد الله بن أبي يعفورعنه عليه السلام مثل ذلك (2) .
روى أحمد بن هلال ، عن أُميّة بن عليّ ، عن أبي الهيثم بن أبي حيّة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إذا اجتمعت ثلاثة أسامي متوالية : محمّد ، وعليّ ، والحسن ، فالرابع القائم »(3) .
وروى المفضّل بن عمرقال : دخلت على سيدي جعفربن محمد الصادق عليهما السلام فقلت : يا سيدي ، لو عهدت إلينا من الخلف من بعدك ؟
فقال : « يا مفضّل ، الإمام من بعدي موسى؟ والخلف المنتظر (م ح م د) بن الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى عليهم السلام »(4) .
وروى محمد بن خالد البرقيّ ، عن محمد بن سنان ؟ وأبي عليّ الزراد
____________
(1) كمال الدين : 333| 1 .
(2) كمال الدين : 338 | 12 .
(3) كمال الدين : 333 | 2 ، وباختلاف يسير في غيبة النعماني : 179 | 26 .
(4) كمال الدين :334 | 4 .

( 235 )
جميعاً ، عن إبراهيم الكرخي قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فانّي لجالسٌ عنده إذ دخل أبو الحسن موسى - وهو غلام .- فقمت إليه فقبلته وجلست ، . فقال أبو عبدالله عليه . السلام : ايا إبراهيم ، أما إنّه صاحبك من بعدي ، أما لتهلكن . فيه أقوامٌ ويسعد آخرون ، فلعن الله قائله وضاعف على روحه العذاب ، أما ليخرجن الله من صببه خيرأهل الأرض في زمانه ، سمي جده ، ورارث علمه وأحكامه وقضاياه ، معدن الإمامة وأحكامها ، ورأس الحكمة ، يقتله جبّار بني فلإن بعد عجائب طريفة ، حسداً له ، ولكنّ الله تعالى بالغ أمره ولوكره المشركون . .
ويخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر إماماً مهديّا ، اختصهم الله بكرامته ، وأحلهم دار قدسه ، المنتظر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذب عنه » .
قال : فدخل رجل من موالي بني أمية ، فانقطع الكلام ، فعدت إلى أبي عبدالله عليه السلام احدى عشرة مرة أريد منه أن يتم الكلام فما قدرت على ذلك ، فلمّا كان من قابل - السنة الثانية - دخلت عليه وهو جالس (1) فقال : « يا إبراهيم ، هوالمفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد ، وبلاء طويل وجزع وخوف ، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان ، حسبك يا إبراهيم » .
قال إبراهيم : فما رجعت بشيء هو أسرّ من هذا لقلبي ، ولا أقر لعيني (2) .
وروى محمّد بن خالد البرقيّ ، عن محمد بن سنان ، عن المفضّل ابن عمر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « أقرب ما يكون العباد من الله
____________
(1) في نسخة « م » زيادة : فسلّمت ورد سلامي .
(2) كمال الدين : 334 | 5 ، وكذا غيبة النعماني : 90 | 21 .

( 236 )
عزّ وجل ،وأرضى ما يكون عنهم ، إذا فقدوا حجّة الله ، فلم يظهر لهم ، ولم يعلموا مكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنّه لن تبطل حجّة الله ولا ميثاقه ، فعندها فتوقّعوا الفرج صباحاً ومساءً ، وإنّ أشدّ ما يكون غضب الله على أعداء الله تعالى إذا افتقدوا حجّته فلم يظهر لهم ، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنّهم يرتابون ما غيّب عنهم حجّته طرفة عين ، ولا يكون ذلك إلاّ على رأس شرار الناس »(1) .
وروى الحسن بن محبوب ، عن محمد بن النعمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (2) .
وروى عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن فضالة بن أيّوب ، عن سدير الصيرفيّ قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « إنّ في القائم سُنّة من يوسف » .
قلت : كانّك تذكرخبره أو غيبته ؟
فقال لي : « وما تنكر من ذلك هذه الاُمّة أشباه الخنازير ، إن إخوة يوسف كانوا أسباطاً أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم إخوته وهو أخوهم ، فلم يعرفوه حتّى قال لهم : أنا يوسف . فما تنكر هذه الاُمّة أن يكون الله تعالى في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجّته ! لقد كان يوسف إليه ملك مصر ، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً ، فلو أراد الله عزَ وجل أن يعرّفه مكانه لقدر على ذلك ، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بلدهم إلى مصر ، فما تنكر هذه الاُمة أن (يكون الله تعالى يفعل بحجته ما فعل بيوسف أنْ)(3) يكون يسيرفي أسواقهم ، ويطأ بسطهم وهم لا
____________
(1) كمال الدين : 339 | 16 ، وكذا في : الكافي 1 : 268| 1 .
(2) كمال الدين : 339 |17 .
(3) ما بين القوسين لم يرد في نسختي « ق » « ط» .

( 237 )
يعرفونه ، حقّ يأذن الله تبارك وتعالى له أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم : ( هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بيُوسُفَ وَاَخِيه اِذ اَنتُم جاهِلُونَ * قالُوا اَئِنّكَ لأنتَ يُوسُف قالَ اَنا يُوسُفُ وَهذاَ اَخي )(1)»(2) .
وروىَ أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى الكلابي ، عن خالد بن نجيح ، عن زرارة بن أعين قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « إن للقائم غيبة قبل أن يقوم » .
قلت :ولم ؟ قال : « يخاف » وأومأ بيده إلى بطنه ، ثم قال : « يا زرارة ، وهو المنتظر ، وهو الذي يشك الناس في ولادته ، منهم من يقول : هو حمل ، ومنهم من يقول : هو غائبٌ ، ومنهم من يقول : ما ولد ، ومنهم من يقول : قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين ، وهو المنتظر ، غير أن الله تعالى يحبّ أن يمتحن الشيعة ، فعند ذلك يرتاب المبطلون » .
قال زرارة : فقلت : جعلت فداك ، فإن أدركت ذلك الزمان فأي شيء أعمل ؟
قال : « يا زرارة ، إن أدركت ذلك الزمان فادم هذا اللدعاء : اللهمّ عرّفني نفسك ، فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهمّ عرّفني رسولك ، فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك ، اللهمّ عرّفني حجتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني » ثم قال ؟ « يا زرارة ،لا بد من قتل غلام با لمدينة » .
____________
(1) سورة يوسف 12 : 89 - 90 .
(2) كمال الدين : 341 | 21 ، وكذا في : الكافي 1 : 271 | 4 ، وعلل الشرائع : 244 | 2 ، وغيبة الطوسي : 163 | 4 .

( 238 )

قلت : جعلت فداك ، أليس يقتله جيش السفياني ؟
قال : « لا ، ولكن يقتله جيش بني فلان ، يدخل المدينة فلا يدري الناس في أي شيء دخل ، فياخذ الغلام فيقتله ، فاذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لم يمهلهم الله عزّ وجل ، فعند ذلك فتوفعوا الفرج»(1) .
وروى هذا الحديث من طرق عن زرارة(2) .
وروى يونس بن عبدالرحمن ، عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : « ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى ، لا ينجومنها إلآ من دعا بدعاء الغريق » .
قلت : كيف دعاء الغريق ؟
قال : « يقول : يا الله يا رحمن يا رحيم ، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» .
فتلت : يا مقلّب القلوب والأبصارثبت قلبي على دينك .
فقال : « إن الله عزجل مقلّب القلوب والأبصار ، ولكن قل كما إقول : يا مقتب القلوب ثبت قلبي على دينك »(3) .
وروى سدير الصيرفي ، عن أبي عبدالله - في حديث طويل - قال : قال : « أما العبد الصالح - أعني الخضر . - فان . الله عز وجلَ ما طوَل عمره لنبوة قدرها له ، ولا لكتاب ينزله عليه ، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له ، بل ان الله تعالى لما كان في سابق علمه أن بقدّر من عمر القائم عليه السلام في
____________
(1) كمال الدين : 342 | 24 وكذا في : الكافي 9 : 272 |5 ، وغيبة النعماني : 166 |6 .
(2) كمال الدين : 343 | ذيل حدث 24
(3) كمال الدين : 351 | 50 .

( 239 )
أيام غيبته ما يقذر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول ، طول عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلأ لعلة الاستدلال به على عمر القائم ، وليقطع بذلك حجّة المعاندين ، لئلآ يكون للناس على الله حجة»(1) .
فهذا طريق ممّا روي عن الصادق عليه السلام في هذا المعنى .
وممّا جاء عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما السلام في مثله :
ما رواه سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال : « إذا فقد الخامس من ولد السابع فاللهّ الله في أديانكم ، لا يزيلكم أحدٌ عنها . يا أخي ، إنّه لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمرمن كان يقول به ، إنّما هي محنة من الله عزّ وجل امتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصحّ من هذا لاتبعوه » .
فقلت : يا سيديَ ، مَن الخامس من ولد السابع ؟
فقال : « يا أخي ، عقولكم تصغر عن هذا ، وأحلامكم تضيق عن ذلك ، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه»(2) .
وروي عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن صالح بن السندي ، عن يونس بن عبد الرحمن قال : دخلت على موسى بن جعفر عليهما السلام فقلت له : يا ابن رسول اللهّ ، أنت القائم بالحقّ ؟
قال : « أنا القائم بالحق ، ولكنّ القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء
____________
(1) كمال الدين : 357| ذيل حديث 51 .
(2) كمال الدين : 359| 1 ، وكذا في : الكافي 1 :271 | 2 ، علل الشرائع : 244 | 4 ، غيبة النعماني 154 / 11 « اثبات الوصية : 229 » ، كفاية الأنَر : 268

( 240 )
الله ، ويملأها عدلاً وتسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، هو الخامس من ولدي ، له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه ، يرتدّ فيها قوم ويثبت فيها آخرون » .
وقال عليه السلام : « طوبى لشيعتنا المتمسّكين بحبلنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا ، أولئك منّا ونحن منهم ، قد رضوا بنا أئمّة ورضينا بهم شيعة ، فطوبى لهم ثم طوبى لهم ، هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة»(1) .
وممّا روي عن الرضا عليه السلام في ذلك :
ما رواه محمد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أيّوب بن نوح قال : قلت للرضا عليه السلام : إنّا نرجوأن تكون صاحب هذا الأمر ، وأن يسديه الله إِليك من غير سيف ، فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك .
فقال : ما منا أحد اختلفت إليه الكتب ، وسئل عن المسائل ، وأشارت إِليه الأصابع ، وحُملت إليه الأموال إلاّ اغتيل أو مات على فراشه ، حتّى يبعث الله عزّوجل بهذا الأمر رجلاًَ خفيّ المولد والمنشأ غير خفيّ في نسبه »(2) .
وروى علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت قال : قلت للرضا عليه السلام : أنت صاحب هذا الأمر؟
فقال : « أنا صاحب هذا الأمر ، ولكنّي لست بالذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً ، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني ! وأنّ القائم هو الذي إذا خرج كان في سنّ الشيوخ ومنظر الشبان (3) ، قوياً في بدنه حتى لو مد
____________
(1) كمال الدين : 361 | 5 ، وكذا في : كفاية الأثر : 269 .
(2) كمال الدين : 370 | 1 ، وكذا في : غيبة النعماني : 168 | 9 .
(3) في نسختي « ق» « ط » : الشباب .

( 241 )
يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها ، يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان . ذلك الرابع من ولدي ، يغيْبه الله في سترماشاء ثمّ يظهره فيملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، كأني بهم أين ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بُعد كما يسمع من قرب ، يكون رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين »(1) .
عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن معبد ، عن الحسين بن خالد : قال : قال الرضا عليه السلام : « لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له ، وإنّ أكرمكم عندالله أعملكم بالتقيّة» .
فقيل له : يا ابن رسول الله ، إلى متى؟
قال : إلى يوم الوقت المعلوم ، وهويوم خروج قائمنا ، فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا» .
فقيل له : يا ابن رسول اللّه ، ومن القائم منكم أهل البيت ؟
قال : « الرابع من ولدي ، ابن سيدة الإماء ، يطهر الله به الأرض من كلّ جور ، ويقدسها من كل ظلم ، وهو الذي يشكّ الناس في ولادته ، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه ، فاذا خرج أشرقت الأرض بنوره ، ووضع ميزان العدل بين الناس ، فلا يظلم أحد أحدا . وهو الذي تطوى له الأرض ، ولا يكون له ظل ، وهو الذى ينادي مناد من السماء يسمعه جميع اهل الأرض بالدعاء اليه يقول : ألا إن حجْة الله قد ظهرعند بيت الله فاتبعوه فان الحق معه وفيه ، وهو قول الله عز وجل : (إِن نَشَأ ننَزل عَلَيهِم مِنَ السماءِ آيَةً فَظَلت أعناقُهُم لَها خاضِعِين) (2)»(3) .
____________
(1) كمال الدين : 376 | 7 دون ذيله
(2) الشعراء 26 : 4 .
(3) كمال الدين : 371 | 5 ، وكذا في : كفاية الاثر : 274 .

( 242 )

وقد ذكرنا حديث دعبل بن علي الخزاعي عنه في هذا المعنى في ما تقدم من الكتاب (1) .
وممّا روي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في مثله :
ما رواه عبدالعظيم بن عبدالله الحسني رحمه الله قال : دخلت على سيدي محمد بن علي وأنا أُريد أن أساله عن القائم عليه السلام أهو المهديّ أو غيره ، فابتدأني فقال : « يا أبا القاسم ، إن القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن يُنتظر في غيبته ويطاع في ظهوره ، وهو الثالث من ولدي . والذي بعث محمداً بالنبوة ، وخصّنا بالإمامة ، إنه لو لم يبق من الدنيا إلأ يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، وان الله تعالى ليصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمركليمه موسى عليه السلام إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبي » .
ثم قال عليه السلام : « أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج »(2) .
وعنه أيضاً قال : قلت لمحمد بن عليّ عليهما السلام : إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً .
فقال : « يا أبا القاسم ، ما منّا إلاّ قائم بامر الله وهاد إلى دين الله ، ولكنّ القائم منّا هو الذي يطهر الله عز وجل الأرض به من أهل الكفر والجحود ، ويملأها عدلاً وقسطاً ، هو الذي تخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته . وهو سميّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيته ، وهو الذي تُطوى له الأرض ، ويذلّ له كل صب . يجتمع إليه
____________
(1) تقدم في صفحة 68 - 69 فراجع .
(2) كمال الدين : 377| 1 ، وكذا في : كفابة الأثر : 280 .

( 243 )
من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض ، وهو قول الله عز وجل :(اَين ما تَكُونُوا يَاتِ بكُمُ اللّه جَميعاً اِنّ اللهَ عَلى كل شَيءٍ قَديرٌ )(1) فإذا اجتمعت له هذه العدّة مَن أهل الإخلاص أظهر أمره ، وإذا كمل له العقد وهو عشرة الاف رجل خرج بإذن الله عز وجل ، فلا يزال يقتل أعداء اللة حتى يرضى الله تبارك وتعالى» .
قال عبدالعظيم فقلت له : يا سيّدي ، وكيف يعلم أن الله قد رضي ؟
قال : « ثلقي في قلبه الرحمة ، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فاحرقهما»(2) .
وروى حمدان بن سليمان قال : حدّثنا الصقر بن أبي دلف قال : سمعت أبا جعفر محمد بن عليّ الرضا عليهما السلام يقول : « إنّ الإمام بعدي عليّ ، أمره أمري ، وقوله قولي ، وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه ، (وقوله قول أبيه)(3) ، وطاعته طاعة أبيه .
ثم سكت ، فقلت له : يا ابن رسول الله ، فمن الإمام بعد الحسن ؟
فبكى بكاءً شديداً ثمّ قال : « إنّ الإمام من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر» .
فقلت له : يا أبن رسول الله ، ولم سمي القائم ؟
قال : « لأنه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بإمامته » .
فقلت له : ولم سمّي المنتظر؟
قال : « لأن له غيبة تكثر أيامها ، ويطول أمدها ، فينتظر خروجه
____________
(1) سورة البقرة 2 : 148 .
(2) كمال الدين : 377 | 2 ، وكذا في : كفاية الأثر : 281 .
(3) ما بين القوسين لم يرد في نسختي « ط » و« ق » واثتناه من نسخة « م » .

( 244 )
المخلصون ، وينكره المرتابون ، ويستهزئ بذكره الجاحدون ، ويكذب فيه الوقّاتون ، ويهلك فيه المستعجلون ، وينجو فيه المسلّمون »(1) .
وممّا روي عن أبي الحسن علي بن محمد العسكريّ عليهما السلام في ذلك :
ما رواه عبدالعظيم بن عبدالله الحسنيّ قال : دخلت على سيّدي علي ابن محمد عليهما السلام ، فلمّا أبصرني قال لي : « مرحباً بك يا أبا القاسم ، أنت وليّنا حقّاً» .
فقلت له : يا ابن رسول الله ، إني أُريد أن أعرض عليك ديني ، فإن كان مرضيّاً ثبتّ عليه حتّى ألقى الله عزّ وجل .
فقال : « هات يا أبا القاسم » .
فقلت : إنّي أقول : إنّ الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء ، خارج من الحدّين حدّ الإبطال وحدّ التشبيه ، وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر ، بل هو مجسّم الأجسام ، ومصوّر الصور ، وخالق الأعراض والجواهر ، وربّ كلّ شيء ومالكه وجاعله ومحدثه . وإن محمداً عبده ورسوله ، وخاتم النبيّين فلا نبيّ بعده إلى يوم القيامة ، وإن شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة .
وأقول : إنّ الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أميرالمؤمنين عليّ بن ابي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثم عليّ بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم جعفربن محمد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ عليّ بن موسى ، ثم محمد ابن علي عليهم السلام ثم أنت يا مولاي .
فقال عليه السلام : « ومن بعدي الحسن فكيف للناس بالخلف من
____________
(1) كمال الدين : 387 | 3 ، وكذا في : كفاية الأثر : 283 .
( 245 )
بعده » .
قال : فقلت : وكيف ذاك يا مولاي ؟
قال : « لأنه لا يُرى شخصه ، ولا يحلّ ذكره باسمه حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً» .
قال : فقلت : أقررتُ ، وأقول : إنّ وليّهم وليّ الله ، وعدوّهم عدو الله ، وطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله .
وأقول : إنّ المعراج حقّ ، والمسالة في القبر حقّ ، وأنّ الجنّة حقّ ، والنّار حقّ ، والصراط حقّ ، والميزان حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور .
وأقول : إنَ الفرائض الواجبة بعد الولاية : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحجّ ، والجهاد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فقال : عليّ بن محمد عليهما السلام : « يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة اللدنيا وفي الأخرة »(1) .
وروىَ علي بن إبراهيم ، عن عبد الله بن أحمد الموصليّ ، عن الصقر ابن أبي دلف قال : لمّا حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن عليه السلام جئت أسال عن خبره ، قال : فنظر إليّ حاجب المتوكّل فامر أن أدخل إليه فاُدخلت إليه ، فقال : يا صقر ما شأنك؟ فقلت : خيراً أيها الاستاذ . قال : أقعد .
قال الصقر : وأخذني ما تقدم وما تاخر وقلت : أخطات في المجيء .
قال : فوحى الناس عنه ثمّ قال : ما شانك وفيم جئت ؟ لعلّك جئت تسال عن خبر مولاك ؟ فقلت له : ومن مولاي ؟ ! مولاي أمير المؤمنين .
____________
(1) كمال الدين : 379 | 1 ، وكذا في : كفاية الاثر : 286 .
( 246 )

فقال : اسكت ، مولاك هو الحق ، لا تحتشمني فانّي على مذهبك .
فقلت : الحمد لله . فقال : تحب أن تراه ؟ فقلت : نعم .
فقال : اجلس حتّى يخرج صاحب البريد .
قال : فلمّا خرج قال لغلام له : خذ بيد الصقر فادخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس ، وخذ بينه وبينه .
قال : فادخلني الحجرة ، وأوما إلى بيت فدخلت ، فاذا هو عليه السلام جالسٌ على صدر حصير ، وبحذاه قبر محفور . قال : فسلمت فردّ ، ثمّ أمرفي بالجلوس فجلست ، ثمّ قال لي : « يا صقر ، ما أتى بك ؟» .
قلت : يا سيّدي جئت أتعرّف خبرك ؟
قال : ثمّ نظرت إلى القبر فبكيت ، فنظر إلي ثمّ قال : « يا صقر لا عليك ، لن يصلوا إلينا بسوء» .
فقلت : الحمد لله ، ثم قلت : يا سيدي حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لا أعرف معناه .
فقال : « وما هو؟» .
قلت : قوله : « لا تعادوا الأيّام فتعاديكم» ما معناه؟
فقال : « نعم ، الأيّام نحن ما قامت السماوات والأرض ، فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، والأحد أمير المؤمنين ،والاثنين الحسن والحسين ، والثلاثاء علي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفربن محمد . والأربعاء موسى بن جعفر ، وعليّ بن موسى ، ومحمّد بن عليٍ ، وأنا ، والخميس ابني الحسن ، والجمعة ابن ابني ، إليه تجتمع عصابة الحق ، وهو الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، فهذا معنى الأيّام ، فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الأخرة» ثم قال : « ودع واخرج فلا آمن
( 247 )
عليك »(1) .
وبهذا الإسناد : عن الصقر بن أبي دلف قال : سمعت عليّ بن محمد ابن علي الرضا عليهم السلام يقول : « الإمام بعدي الحسن ابني ، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»(2) .
وروى علي بن إِبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن صدقة ، عن عليّ بن عبدالغفار قال : لما مات أبو جعفر الثاني عليه السلام كتبت الشيعة إلى أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام يسألونه عن الأمر فكتب عليه السلام : « الأمر لي ما دمت حتاً ، فإذا نزلت بي مقادير الله تبارك وتعالى أتاكم الخلف مني ، فانى لكم بالخلف من بعد الخلف »(3) .
وروى اسحاق بن محمد بن أيوب قال : سمعت أبا الحسن عليّ بن محمد عليهما السلام يقول : « صاحب هذا الأمر من يقول الناس : لم يولد بعد»(4) .
والأخبار في هذا الباب كثيرة ظاهرة ، في الشيعة متواترة ، ثابتة في أُصولها المتقدمة لزمان الحسن العسكري عليه السلام ، وفي ذلك أصح دليل وبرهان على إمامة القائم ابن الحسن عليهما السلام .
____________
(1) كمال الدين : 382 | 9 ، وكذا في : الكمال : 394 | 102 ، كفاية الأثر : 289 .
21) كمال الدين : 383 | 0 1 ، وكذا في : كفاية الاثر : 292 .
(3) كمال الدين : 382 | 8 .
(4) كمال الدين : 382 | 7 .

( 248 )

(الفصل الثالث)
في ذكر النصوص عليه صلوات الله عليه
من جهة أبيه الحسن بن علي عليه السلام خاصة

الشيخ أبو جعفر بن بابويه رضي الله عنه ، عن علي بن عبدالله الوراق ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده ، فقال لي مبتدئاً : « يا أحمد بن إسحاق ، إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم ، ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وله ينزل الغيث ، وبه يخرج بركات الأرض » .
قال : فقلت له : يا ابن رسول الله ، فمن الخليفة والإمام بعدك ؟
فنهض عليه السلام مسرعاً فدخل البيت ثمّ خرج وعلى عاتقه غلام ، كأن وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء ثلاث سنين ، وقال : « يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على الله وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، إنه سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيّه ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً .
يا أحمد بن إسحاق ، مثله في هذه الاُمّة مثل الخضر ، ومثله مثل ذي القرنين ، والله ليغيبنَ غيبة لا ينجومن الهلكة فيها إلاّ من ثبّته الله تعالى على القول بإمامته ، ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه » .
قال : أحمد بن إسحاق : فقلت له : يا مولاي ، فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي ؟
( 249 )

فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح فقال : « أنا بقيّة الله في أرضه ، والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق » .
قال أحمد : فخرجت مسروراً فرحاً ، فلمّا كان من الغد عدت إليه فقلت له : يا ابن رسول اللهّ ، لقد عظم سروري بما مننت عليّ ، فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين ؟
فتال : « طول الغيبة يا أحمد» .
فقلت له : يا ابن رسول الله ، وإن غيبته لتطول ؟
قال : « أي وربي ، حتّى يرجع عن هذا الأمرأكثر القائلين به ، فلا يبقى إلآ من أخذ الله عهده بولايتنا ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيده بروح منه .
يا أحمد بن إسحاق ، هذا أمر من الله ، وسر من سر الله ، وغيب من غيب الله ، فخذ ما آتيتك واكتمه ، وكن من الشاكرين ، تكن معنا غداً في عليين »(1) .
ويؤيد هذا الخبر ما رواه محمد بن مسعود العياشي ، عن محمد بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى ، عن عمروبن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول : « إن ذا القرنين كان عبداً صالحاً جعله الله حجّة على عباده ، فدعا قومه إلى الله عز وجل ، وأمرهم بتقواه ، فضربوه على قرنه ، فغاب عنهم زماناً حتى قيل : مات أو هلك ، بأي واد سلك . ثم ظهر ورجع إلى قومه ، فضربوه على قرنه الاخر ، وفيكم من هو على سنته ، وان الله عزوجل مكن لذي القرنين في الأرض ، وجعل له من كل شيء سبباً ، وبلغ المشرق والمغرب ، وان الله تعالى سيجري سنته في القائم من ولدي ،
____________
(1) كمال الدين : 384 | 1 .
( 250 )
وليبلغه شرق الأرض وغربها ، حق لا يبقي منهل ولا موضع من سهل أوجبل وطئه ذو القرنين إلأ وطئه ، ويظهر الله له كنوز الأرض ومعادنها ، وينصره بالرعب ، ويملأ الأرض به عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً»(1) .
محمد بن مسعود العياشي ، عن آدم بن محمد البلخي ، عن علي بن الحسين بن هارون الدقاق ، عن جعفر بن محمد بن عبدالله بن القاسم بن إبراهيم بن الأشتر ، عن يعقوب بن منقوش قال : دخلت على أبي محمد عليه السلام وهو جالسٌ على دكان في الدار ، وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل ، فقلت له : سيّدي ، من صاحب هذا الأمر؟
فقال : « ارفع الستر» .
فرفعته ، فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أوثمان أو نحوذلك ، واضح الجبين ، أبيض الوجه ، دريٌ المقلتين ، شثن الكفّين (2) ، معطوف الركبتين ، في خدّه الأيمن خال ، وفي رأسه ذؤابة ، فجلس على فخذ أبي محمد ثم قال لي : « هذا هو صاحبكم » ثم وثب فقال له : « يا بني ، ادخل إلى الوقت المعلوم » .
فدخل البيت وأنا انظر إليه ، ثمّ قال لي : « يا يعقوب ، انظر من في البيت »؟ فدخلت فما رأيت أحداً(3) .
محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن محمدبن عليّ بن بلال قال : خرج إليّ من أبي محمد الحسن بن عليّ عليهما السلام قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ، ثم خرج إلي من قبل مضيه بثلاثة أيّام
____________
(1) كمال الدين : 394 | 4 .
(2) شثن الكفين : أي خشنتان وغليظتان . « اُنظر : الصحاح - شثن - 5 : 2142» .
(3) كمال الدين : 407 | 2 .

( 251 )
يخبرني بالخلف من بعده (1) .
وعنه عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي هاشم الجعفري قال : قلت لأبي محمد عليهما السلام : جلالتك تمنعي عن مسألتك ، فتاذن لي أن أسالك ؟
فقال : « سل » .
فقلت : يا سيدي ، هل لك ولد؟
قال :« نعم » .
قلت : فإن حدث أمر ، فاين أسال عنه ؟
قال : « بالمدينة» (2) .
وعنه - ، عن الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبدالله قال : خرج عن أبي محمد عليه السلام حين قتل الزبيري (3) :« هذا جزاء من اجترأ على الله في أوليائه ، زعم أنه يقتلني وليس لى عقب ، فكيف رأى قدرة الله فيه » .
قال : وولد له ولد وسماه باسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وذلك في سنة ست وخمسين ومائتين (4) .
____________
(1) الكافي 1 : 264 | 1 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 348 .
(2) الكافي 1 : 264 | 2 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 348 ، غيبة الطوسي : 232 | 199 ، الفصول المهمة : 292 .
(3) قال العلامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول (4 : 3 | 5) : الزبيري كان لقب بعض الأشقياء من ولد الزبير ، كان في زمانه عليه السلام فهدده ، وقتله الله على يد الخليفة أوغيره . وصحفه بعضهم وقرأ بفتح الزاي وكسر الباء من الزَبير ، بمعنى الداهية ، كناية عن المهتدي العباسي ، حيث قتله الموالي .
(4) الكافي 1 : 264 | 5 ، وكذا في : كمال الدين : 430 | 3 ، غيبة الطوسي : 231 | 198 ، ودون ذيله في ارشاد المفيد 2 : 349 .

( 252 )

وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن جعفربن محمد الكوفيّ ، عن جعفر ابن محمد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي قال : أراني أبومحمد عليه السلام ابنه وقال : « هذا صاحبكم بعدي »(1) .
الشيخ أبوجعفر ، عن محمد بن عليّ ماجيلويه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن محمد بن معاوية بن حكيم ، ومحمد بن أيّوب بن نوح ، ومحمّد بن عثمان العمري قالوا : عرض علينا أبو محمد ابنه ونحن في منزله - وكنّا أربعين رجلاً - فقال : هذا إمامكم من بعدي ، وخليفتي عليكم ، فاطيعوه ولا تتفرّقوا بعدي فتهلكوا في أديانكم ، أما إنّكم لا ترونه (2) بعد يومكم هذا» .
قالوا : فخرجنا من عنده فما مضت إلاّ أيّام قلائل حتّى مضى أبومحمد عليه السلام (3) .
وعنه ، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطّار ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن جعفر بن وهب البغداديّ قال : سمعت أبا محمد الحسن بن عليّ عليهما السلام يقول : « كانّي بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف منّي ، أما إنّ المقر بالأئمّة بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المنكر لولدي كمن اقرّ بجميع أنبياء الله ورسله ثمّ أنكر نبوّة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأوّلنا ، أما
____________
(1) الكافي 1 : 264 | 3 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 348 ، غيبة الطوسي : 234 | 203 .
(2) لعل المراد بقوله عليه السلام هذا (أكثركم) لمعارضته مع أخبار اُخرى تذهب الى رؤية العمري له عليه السلام .
اتظر : كمال الدين : 0 44 | 9 و10 و441 | 14 ، ارشاد المفيد : 2 | 351 .
كما انْ العمري رحمه الله كان من سفرائه عليه السلام في أيام غيبته الصغرى . فتاقل .
(3) كمال الدين : 435 | 2 .