الأعجمي ، والشمشاطي .
ومن مصر : صاحب المولودين ؛ وصاحب المال بمكة ، وأبو رجاء .
ومن نصيبين : أبو محمد بن الوجناء .
ومن الأهواز : الحصيني (1) .
____________
(1) كمال الدين : 442 | 16 .

( 276 )

( 277 )

(الباب الرابع)

في ذكر علامات قيام القائم عليه السلام ،
ومدة أيام ظهوره وطريقة أحكامه ، وسيرته عند قيامه ،
وصفته ، وحليته .

أربعة فصول :
( 278 )

( 279 )

(الفصل الأول)
في ذكر علامات خروجه عليه السلام

قد جاءت الاَثار بذكر علامات لزمان قيامه عليه السلام ، فمن ذلك ما رواه صفوان بن يحيى ، عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « خمس قبل قيام القائم : اليماني ، والسفياني ، والمنادي ينادي من السماء ، وخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكية »(1) .
ومنه ما رواه علي بن عاصم ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه واَله وسلم : « لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي ، ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذاباً كلهم يقول : أنا نبيَ »(2) .
وروى الفضل بن شاذان ، عمن رواه ، عن أبي حمزة قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : خروج السفياني من المحتوم ؟ قال : « نعم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم ، واختلاف بني العباس محتوم ، وقتل النفس الزكيّة محتوم ، وخروج القائم من اَل محمد محتوم » .
قلت له : وكيف يكون النداء؟ فقال : « ينادي مناد من السماء أول النهار : ألا إن الحقّ مع آَل علي شيعته ، ثم ينادي إبليس في اَخر النهار : ألا إن الحق مع عثمان (3) وشيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون »(4) .
____________
(1) كمال الدين : 949 | 1 .
(2) أرشاد المفيد 2 : 371 ، كشف الغمة 2 : 459 ، ورواه الطوسي في الغيبة : 434 | 424 دون ذكر (حتى يخرج المهدي من ولدي ولا يخرج المهدي) .
(3) المراد عثمان بن عنبسة ، وهو السفياني .
(4) ارشاد المفيد 2 : 371 ، وباختلاف في كمال الدين : 652 | 14 ، غيبة الطوسي : 474 | 497 ، وصدره في : الفصول المهمة : 302 .

( 280 )

وروى الحسن بن عليّ الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « لا يخرج القائم حتّى يخرج قبله اثنا عشرمن بني هاشم كلّهم يدعوالى نفسه »(1) .
وروى صالح بن عقبة ، عن عبدالله بن محمد الجعفيّ ، عن جابر قال : قال أبوجعفر عليه السلام : « توقوا آخر دولة بني العبّاس ، فانّ لهم في شيعتنا لذعات أمض من الحريق الملتهب » .
وروى عمار الساباطي ، عن أبي الحسن عليه السلام قال : « آخر دولة ولد العباس ضرام عرفج (2) ، يلتهب ، فتوقوهم فانّ المتوقي لهم فائز » .
وروى الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب الخزاز ، والعلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « إنّ قدّام القانم علامات تكون من الله تعالى للمؤمنين » .
قلت :فما هي جعلني الله فداك ؟
قال : « ذاك قول الله عز وجل : (ولنبلُوَنكُّم ) يعني المؤمنين قبل خروج القائم (بشيء من الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأموالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وبَشر الصّابرين) (3) قال : « يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في
____________

=

435 | 425 .
(1) ارشاد المفيد 2 : 372 ، غيبة الطوسي : 437 | 428 ، الخرائج والجرائح 3 : 1162 ، كشف الغمة 2 : 459 .
(2) العرفج : شجر معروف صغير سريع الاشتعال بالنار ، ولهبه شديد الحمرة ، يُبالغ بحمرته فيقال : كضرام عرفج .
« أنظر : النهاية 3 : 9 1 2 ، لسان العرب 2 : 323 » .
(3) البقرة 2 : 155 .

( 281 )
آخر سلطانهم ، والجوع بغلاء الأسعار ، ونقص من الأموال بكساد(1) التجارات وقلة الفضل ، ونقص من الأنفس بالموت الذريع ، ونقص من الثمرات قلة ريع ما يُزرع وقلّة بركات الثمرات ، وبشر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم » ثم قال لي : « يا محمد ، هذا تاويله ، ان الله تعالى يقول : اوَما يَعلَمُ تَاوِيلَهُ إلاّ الله وَالراسِخُونَ فِي العِلمِ ) (2) » (3) .
وروى علي بن مهزيار ، عن عبدالله بن محمد الحجال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن شعيب الحذّاء ، عن أبي صالح مولى بني العذراء قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « ليس بين قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكية إلاّ خمس عشرة ليلة »(4) .
وروى محمد بن ابي البلاد ، عن علي بن محمد الأودي ، عن أبيه ، عن جده ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : « بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض ، وجراد في حينه وجراد في غيرحينه ، كالوان الدم ، فامّا الموت الأحمر فالسيف ، وأمّا الموت الأبيض فالطاعون »(5) .
وروى الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « الزم الأرض ولا تحرك يداً
____________
(1) في نسختي « ط » و« ق » : بفساد .
(2) آل عمران 3 : 7 .
(3) كمال الدين : 649 | 3 ، غيبة النعماني : 250 | 5 ، دلانل الامامة : 259 ، وباختلاف يسير في : الامامة والتبصرة : 139 | 132 ، وارشاد المفيد 2 : 377 ، والخرائج والجرائح 3 : 1153 | 60 .
(4) كمال الدين : 649 | 2 ، غيبة الطوسي : 445 | 440 ، ارشاد المفيد 2 : 274 .
(5) ارشاد المفيد 2 : 372 ، غيبة الطوسي : 438 | 430 ، غيبة النعماني : 277 | 61 ، الخرائج والجرائح 3 : 1152 .

( 282 )
ولا رجلاً حتّى ترى علامات أذكرها لك ، وما أراك تدرك [ ذلك ] : اختلاف بني العباس ، ومناد ينادي من السماء ، وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية ، ونزول الترك الجزيرة ، ونزول الروم الرملة ، واختلاف كثير عند ذلك في كلّ أرض حتّى تخرب الشام ، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها : راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني »(1) .
وروى قتيبة عن محمد بن عبدالله بن منصور البجليّ قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن اسم السفياني فقال : « وما تصنع باسمه ؟ ! إذا ملك كور الشام الخمس : دمشق ، وحمص ، وفلسطين ، والاردن ، وقنسرين ، فتوقّعوا عند ذلك الفرج » .
قلت : يملك تسعة أشهر؟
قال : « لا ولكن يملك ثمانية أشهرلا تزيد يوماً »(2) .
وروى محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن اًذينة ، قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : « قال أبي عليه السلام :قال أمير المؤمنين عليه السلام :يخرج ابن اَكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجلّ ربعة ، وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر جدري ، إذا رأيته حسبته أعور ، اسمه عثمان وأبوه عيينة ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتّى يأتي أرضاً ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها »(3) .
وروى عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام في قوله تعالى : (سَنُريهِم آياتِنا فِي الأفاقِ وَفي اَنفُسِهِم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم اَنهُ
____________
(1) ارشاد المفيد 2 : 372 ، الاختصاص : 249 ، الغيبة للنعماني : 279 | 67 ، الغيبة للطوسي : 441 | 434 ، الخرائج والجرائح 3 : 1156 ، الفصول المهمة : 301 .
(2) كمال الدين : 651 | 11 .
(3) كمال الدين : 651 | 9 ، الخرائج والجرائح 3 : 1150 .

( 283 )
الحَقُّ )(1) قال : « الفتن في آفاق الأرض ، والمسح في أعداء الحق »
وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى :(ان نشأ ننزل عليهِم من المساء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)(3) قال : « سيفعل الله ذلك بهم » .
قال : فقلت : من هم ؟
قال : « بنو اُميّة وشيعتهم » .
قلت : وما الأية؟
قال : « ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر ، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ، ذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه »(4) .
العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما السلام قال : « إذا رأيتم ناراً من المشرق كهيئة المرد (5) العظيم يطلع ثلاثة أيام أو سبعة - الشك من العلاء - فتوقّعوا فرج آل محمد ، إن الله عزيزٌ كريمٌ »(6) .
علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
____________
(1) فصلت 41 : 53 .
(2) ارشاد المفيد 2 : 373 .
(3) الشعراء 26 : 4 .
(4) ارشاد المفيد 2 : 373 .
(5) كذا في نسخنا ، وفي غيبة النعماني : الهردي ، وهو الثوب المصبوغ بالهرد ، اي بالكركم .
وقيل : هو الذي يصبغ بالورس ثم بالزعفران فيجيء لونه مثل لون زهرة الحوذانة .
ولعل المراد به أن لون هذه النار العظيمة صفراء تميل إلى الحمرة لشدة اشتعالها . والله تعالى هو العالم .
انظر : لسان العرب 3 : 435 .
(6) الغيبة للنعماني : 253 | 13 .

( 284 )
« إن قدّام القائم لسنة غيداقة(1) تفسد الثمر في النخل ، فلا تشكّوا في ذلك »(2) .
سيف بن عميرة ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « خروج الثلاثة : السفياني والخراساني واليماني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد ، وليس فيها راية أهدى من راية اليماني ، لأنّه يدعو إلى الحق »(3) .
عليّ بن أسباط ، عن الحسن بن الجهم قال : سأل رجل أبا الحسن عليه السلام عن الفرج ، فقال : « تريد الإكثار أم اُجمل لك ؟ »
قال : بل تجمل لي .
قال : « اذا ركزت رايات قيس بمصر ، ورايات كندة بخراسان »(4) .
إبراهيم بن محمد بن جعفير ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :« سنة الفتح ينشق الفرات حتى يدخل أزقة الكوفة »(5) .
الحسين بن يزيد ، عن منذر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر في السماء ، وحمرة تجلل السماء ، وخسف ببغداد ، وخسف ببلد البصرة ، ودماء تُسفك بها ، وخراب دورها ، وفناء يقع في أهلها ، وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار » (6) .
____________
(1) الغدق : المطر الكثير العام ، وقد غيدق المطر : كثر « لسان العرب 10 : 282 » .
(2)ارشاد المفيد 2 : 377 ، غيبة الطوسي : 449 | 450 ، الخرائج والجرائح 3 : 1164
(3) ارشاد المفيد 2 :375 ، غيبة الطوسي : 446 | 443 ، الخرائج والجرائح 3 : 1163
(4) ارشاد المفيد 2 0 376 . غيبة الطوسي : 448 | 449 الخرائج والجرائح3 : 1164
(5) ارشاد المفيد 2 : 377 ، غيبة الطوسي : 451 | 456 ، الخرائج والجرائح3 : 1164
(6) ارشاد المفيد 2 : 378

( 285 )

الفضل بن شاذان ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة الأزدي قال : قال ابو جعفر عليه السلام : « آيتان تكونان قبل قيام القائم : كسوف الشمس في النصف من شهررمضان ، وخسوف القمرفي آخره » .
قال : فقلت : يا ابن رسول الله ، تنكسف الشمس في النصف من الشهر والتمر في آخر الشهر؟
فقال : « أنا أعلم بما قلت ، إنّهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليه ا لسلام » (1) .
عبدالله بن بكير ، عن عبدالملك بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن سعيد ابن جبير قال : ان السنة التي يقوم فيها المهديّ تمطر الأرض أربعآَ وعشرين مطرة ترى لآثارها وبركاتها(2) إن شاء الله (3) .
____________
(1) الكافي 8 : 212 | 258 ، ارشاد المفيد 2 : 374 ، غيبة الطوسي : 444 |439 ، غيبة النعماني : 271 | 45 .
(2) في نسخة « ط » : وبركتها .
(3) ارشاد المفيد 2 : 373 ، غيبة الطوسي : 443 | 435 .

( 286 )

(الفصل الثاني)
في ذكر السنة التي يقوم فيها القائم عليه السلام ،
واليوم الذي يقوم فيه

روى الحسن بن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين ، سنة إحدى ، أو ثلاث ، أو خمس ، أو سبع ، أو تسع »(1) .
الفضل بن شاذان ، عن محمد بن علي الكوفيّ ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : « يُنادى باسم القائم في ليلة ثلاث وعشرين من شهررمضان ، ويقوم في يوم عاشوراء ، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي عليهما السلام ، لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام ، جبرئيل بين يديه ينادي بالبيعة له ، فتصير اليه شيعته من أطراف الأرض ، تطوى لهم طياً ، حتّى يبايعوه ، فيملأ الله به الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً »(2) .
____________
(1) ارشاد المفيد 2 : 378 ، غيبة الطوسي : 453 | 460 ، روضة الواعظين : 263 ، الخرائج والجرائح 3 : 1161 ، الفصول المهمة : 302 .
(2) ارشاد المفيد 2 : 379 ، غيبة الطوسي : 453 | 459 ، روضة الواعضين : 263 ، وفيا : البيعة لله ، بدل بالبيعة له .

( 287 )

(الفصل الثالث)
في ذكر نبذ من سيرته عند قيامه ، وطريقة أحكامه ،
ووصف زمانه ، ومدة أيامه

روىَ الحجّال ، عن ثعلبة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : « كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، والمؤمنون بين يديه ، وهو يفرّق الجنود في الأمصار »(1) .
وفي رواية عمرو بن شمر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ذكر المهدي فقال : « يدخل الكوفة وفيها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له ، ويدخل حتى يأتي المنبر فيخطب فلا يدريَ الناس ما يقول من البكاء ، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة ، فيأمر أن يخط له مسجد على الغري ، ويصلّي بهم هناك ، ثم يأمرمن يحفرمن ظهرمشهد الحسين عليه السلام نهراً يجري إلى الغريين حتّى ينزل الماء في النجف ، ويعمل على فوهته القناطير والأرحاء ، فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه برتأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كراء »(2) .
وفي رواية المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « إذا قام قائم ال محمد بنى في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب ، واتصلت بيوت أهل الكوفة بنهر كربلاء »(3) .
____________
(1) أرشاد المفيد 2 : 379 ، روضة الواعظين : 264 .
(2)ارشاد المفيد 2 : 380 ، غيبة الطوسي : 468 | 485 ، روضة الواعضين : 263 .
(3) ارشاد المفيد 2 : 380 ، غيبة الطوسي : 467 | ذيل حديث 484 ، الخرائج والجرائح 3 :

=


( 288 )
قال : وسمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « إذا أذن الله تعالى للقائم بالخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه ، وناشدهم بالله ، ودعاهم الى حقه ، على أن يسيرفيهم بسيرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ، ويعمل فيهم بعمله ، فيبعث الله عزّ وجل جبرئيل عليه السلام حتّى ياتيه فينزل على الحطيم ثمّ يقول له : إلى أي شيء تدعو؟ فيخبره القائم فيقول جبرئيل : أنا أول من يبايعك ابسط كفّك ، فيمسح على يده ، وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ، فيبايعونه ، ويقيم بمكة حتّى يتم أصحابه عشرة آلاف نفس ، ثمّ يسير إلى المدينة »(1) .
وروى محمد بن عجلان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إذا قام القائم دعا الناس الى الإسلام جديداً ، وهداهم إلى أمر قد دثر وضل عنه الجمهور ، وإنما سُمي المهديّ مهدياً [لأنّه يهدي إلى أمر قد ضلوا عنه ، وسمي بالقائم ](2) لقيامه بالحق »(3) .
وروى عبدالله بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إذا قام القائم من آل محمد أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ، ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم ، ثمّ خمسمائة أخرى ، حتى يفعل ذلك ست مرات » .
قَلت : ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟
قال : « نعم ، منهم ومن مواليهم »(4) .
____________

=

1176 لم يرد فيه ذيل الحديث .
(1) ارشاد المفيد 2 : 382 ، روضة الواعظين : 265 لم يرد فيه ذيل الحديث .
(2) ما بين المعقوفين أثبتناه من الارشاد ليستقيم السياقَ .
(3) ارشاد المفيد 2 : 383 ، روضة الواعظين : 264 .
(4) ارشاد المفيد 2 : 383 ، روضة الواعظين : 265 .

( 289 )
وروى أبو بصير قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : « إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتّى يردّه إلى أساسه ، وحول المقام إلى الموضع الذي كان فيه ، وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة ، وكتب عليها : هؤلاء سرّاق الكعبة »(1) .
وروىعلي بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إذا قام القائم نزلت ملائكة بدر : ثلث على خيول شهب ، وثلث على خيول بلق ، وثلث على خيول حُوّ » .
قلت : يا ابن رسول الله ، وما الحُوّ؟
قال : « الحمر » (2) .
وروى محمد بن عطاء ، عن سلآم بن أبي عمرة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « ان لصاحب هذا الأمر بيتاً يقال له : الحمد ، فيه سراج يزهر منذ يوم ولدإلى يوم يقوم بالسيف »(3) .
وروى أبو الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث طويل - أنّه قال : « إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون البترية ، عليهم السلاح ، فيقولون له : ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة ، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ، ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ، ويهدم قصورها ، ويقتل مقاتليها ، حتى يرضى الله عزّ وجل »(4) .
____________
(1) ارشاد المفيد 2 : 383 ، روضة الواعظين : 265 ، ونحوه في غيبة الطوسي : 472 | 492 .
(2) غيبة النعماني : 244 | 44 .
(3) غيبة الطوسي : 467 |483 ، غيبة النعماني : 239| 31 ، اثبات الوصية : 226 .
(4) ارشاد المفيد 2 : 384 ، روضة الواعظين : 265 .

( 290 )
وروى علي بن عقبة ، عن أبيه قال : إذا قام القائم عليه السلام حكم بالعدل ، وارتفع في أيّامه الجور ، وأمنت به السبل ، وأخرجت الأرض بركاتها ، ورد كل حق الى أهله ،ولم يبق أهل دين حتى يُظهروا الاسلام ويعترفوا بالإيمان ، أما سمعت الله عزّوجل يقول : (وله اَسلَمَ من فِي السَّمواتِ وَالأرضِ طوعاً وكرهاَ وَاِلَيهِ يُرجعون)(1) وحكم بين الناس بحكم داود وحكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فحينئذ تظهر الأرض كنوزها ، وتبدي بركتها ، فلا يجد الرجل منكم يومئذ موضعاً لصدقته ولا لبرّه لشمول الغنى جميع المؤمنين » .
ثمّ قال عليه السلام : إنّ دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلاّ ملكوا قبلنا لئلاً يقولوا -اذا رأوا سيرتنا - : لوملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله عز وجل (والعاقِبَة لِلمُتقِينَ)(2) »(3) .
وروى عبدالكريم الخثعمي .قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : كم يملك القائم ؟
قال : « سبع سنين ، تطول له الأيّام والليالي حتّى تكون السنة من سنيه مكان عشرسنين من سنيكم هذه ، فيكون ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه ، وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الأخرة وعشرة أيّام من رجب مطرأَ لم ير الناس مثله ، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم ، فكأني انظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون رؤوسهم من التراب »(4) .
____________
(1) آل عمران 3 : 83 .
(2) الأعرا ف 7 : 128 ، القصص 28 : 83 .
(3) ارشاد المفيد 2 : 384 ، روضة الواعظين : 265 .
(4) ارشاد ألمفيد 2 : 381 ، روضة الواعظين : 164 ، وقطعة منه في : غيبة الطوسي :

=


( 291 )
وروى ابو بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « إذا قام إلقائم عليه السلام سار الى الكوفة فهدم بها أربع مساجد ، ولم يبق مسجد على وجه الأرض لهِ شرف كل إِلاّ هدمه وجعلها جمّاً ، ووسع الطريق الأعظم ، وكسر كل جناج خارج في الطريق ، وأبطل الكنف المازيب ، ولا يترك بدعة إلآ أزالها ، ولا سنة إلآ أقامها ، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم ، ويمكث على ذلك سبع سنين من سنيكم هذه ، ثم يفعل الله ما يشاء ».
قال : قلت له : جعلت فداك ، وكيف تطول السنون ؟
قال : « يأمر الله تعالى الفلك بالثبوت وقلة الحركة ، فتطول الأيام لذلك والسنون » .
قال : قلت : إنهم يقولون : إن الفلك إن تغير فسد؟
قال : « ذلك قول الزنادقة ، فاما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك وقد شق الله القمر لنبيّه ، ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون ، وأخبر بطول يوم القيامة وإنه ( كألف سَنَةٍ ممّا تَعُدّون )(1) »(2) .
وروى عاصم بن حميد الحناط ، عن محمد بن مسلم الثقفيّ قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : « القائم منّا منصور بالرعب ، ،مؤيد بالنصر ، تُطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز ، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر به الله دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الأرض خراب الآ عمر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه » .
قال : فقلت : يا ابن رسول الله ، ومتى يخرج قائمكم ؟
____________

=

474 | 497 ، وصدره في : الفصول المهمة : 302 .
(1) الحج 22 : 47 .
(2) ارشاد المفيد 2 : 385 ، روضة الواعظين : 264 ، ونحوه في : غيبة 475 | 498 ، وصدره في : الفصول المهمة : 302 .

( 292 )
قال : « إذا تشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، وركبت ذوات الفروج السروج ، وقُبلت شهادات الزور وردّت شهادات العدول ، واستخف الناس بالدماء وارتكاب الزنا وأكل الربا ، واتّقي الأشرار مخافة ألسنتهم ، وخرج السفيانيّ من الشام ، واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية ، وجاءت صيحة من السماء بانّ الحق فيه وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا .
فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، فاوّل ما ينطق به هذه الأية( بَقِيةِ الله خَيرٌ لَكُم اِن كُنتُم مًؤمِنينَ )(1) ثم يقول : أنا بقيّة الله وخليفته وحجّته عليكم ، فلا يسلم عليه مسلم إلآ قال : السلام عليك يا بقية الله فىِ أرضه ، فاذا اجتمع له العقد عشرة آلاف رجل فلا يبقى في الأرض معبود دون الله - من صنم ولا وثن - الأ وقعت فيه نار واحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به »(2) .
وروى المفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « يخرج إلى القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلأً ، خمسة عشرمن قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون ، وسبعة من أصحاب الكهف ، ويوشع ابن نون ، وسلمان ، وأبو دجانة الأنصاري ، والمقداد بن الأسود ، ومالك الأشتر ، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً »(3) .
وروى عبدالله بن عجلان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « إذا قام
____________
(1) هود 11 : 86 .
(2) كمال الدين : 330 | 16 ، وباختلاف يسير في : الفصول المهمة : 302 .
(3) ارشاد المفيد 2 : 386 ، روضة الواعظين : 266 ، وباختلاف يسير في : تفسير العياشي 2 :32 | 90 .

( 293 )
قائم آل محمد حكم بين الناس بحكم داود ، لا يحتاج إِلى بيّنة ، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ، ويُخبركلّ قوم بما استبطنوه ، ويعرف وليّه من عدوه بالتوشم ، قال الله تعالى : ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين)(1) »
وقد روي : أنّ مدة دولة القائم تسع عشرة سنة ، تطول أيامها وشهورها على ما تقدم ذكره (2) .
وروي أيضاً : أنّه عليه السلام يملك ثلاثمائة وتسع سنين ، قدرما لبث أصحاب الكهف في كهفهم (3) ، وهذا أمرٌ مغيب عنّا ، والله أعلم بحقيقة ذلك .
وروى المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : « إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها ، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ، وذهبت الظلمة ، ويعمر الرجل في ملكه حتّى يولد له ألف ذكر لا يولد فيهم أنثى ، وتظهر الأرض كنوزها حتّى يراها الناس على وجهها ، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ، ويأخذ منه زكاته فلا يجد أحداً يقبل منه ذلك ، لاستغناء الناس بما رزقهم الله من فضله »(4) .
____________
(1) الحجر 15 : 75 .
(2) تقدم في صفحة : 290 .
(3) غيبة الطوسي : 474 | صدر حديث 496 ، تاج المواليد : 153 ، دلائل الامامة : 242 ضمن رواية .
(4) ارشاد المفيد 2 : 381 ، روضة الواعظين : 264 ، وباختلاف في ذيل الحديث في :غيبة الطوسي : 467 | 484 ، وصدره في : دلائل الامامة : 241 .

( 294 )

(الفصل الرابع)
في ذكر صفة ألقائم وحليته

روى عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : « سأل عمر بن الخطاب امير المؤمنين علي عليه السلام فقال : أخبرني عن المهدي ما اسمه ؟
فقال : أما اسمه ، فإنَ حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عهد الي أن لا اُحدث به حتى يبعثه الله تعالى .
قال : فاخبرني عن صفته .
فقال : هو شابَ مربوع ، حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ، يعلو نور وجهه سواد شعرلحيته ورأسه ، بابي ابن خيرة ا لإماء » (1) .
وروىَ محمد بن سنان ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام عن أبيه ، عن جده عليهما السلام قال : « قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على المنبر : يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرب حمرة ، مبدح البطن (2) ، عريض الفخذين ، عظيم مُشاش (3) المنكبين ، بظهره شامتان : شامة على لون جلده ، وشامة على لون شامة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، له اسمان :
____________
(1) ارشاد المفيد 2 : 382 ، غيبة الطوسي : 470 | 487 ، روضة الواعظين : 266 ، وصدره في : كمال الدين : 470 | 487 .
(2) مبدح البطن : أي واسعها . انظر : الصحاح - بدح - 1 : 354 .
(3) المشاش (بالضم) : رأس العظم . القاموس المحيط 2 : 288 .

( 295 )
اسم ُيخفى واسم يُعلن ، فافا الذي يُخفى فأحمد ، وأما الذي يعلن فمحمد ، فاذا هزّ رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب ، ووضع يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلآ صار قلبه أشدّ من زبر الحديد ، وأعطاه اللهّ عز وجل قوة أربعين رجلاً ، ولا يبقى ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره ، فهم يتزأورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم عليه السلام »(1) .
وروى أبو الصلت الهروي قال : قلت للرضا عليه السلام : ما علامة القائم منكم اذا خرج ؟
فقال : « علامته ان يكون شيخ السن ، شابَ المنظر ، حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها ، وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام واللّيالي عليه حتّى يأتي أجله »(2) .
وجاءت الرواية الصحيحة : بانه ليس بعد دولة القائم عليه السلام دولة لأحد ، إلأ ما روي من قيام ولده إن شعاء الله تعالى ذلك ، ولم ترد به الرواية على القطع والثبات ، وأكثر الروايات أنّه لن يمضي عليه السلام من الدنيا إلأ قبل القيامة باربعين يوماً ، يكون فيها الهرج ، وعلامة خروج الأموات ، وقيام الساعة ، والله اعلم (3) .
____________
(1) كمال الدين : 653 | 17 .
(2) كمال الدين : 652 | 12 .
(3) ورد نص التعليق في ارشاد المفيد 2 : 387 .