فصل
في بعض مثالب عائشة التي روتها الستّة (1)

   روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين عن عائشة : أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يمكث عند بنت جحش يأكل عندها عسلا ، فآليت أنا وحفصة إننا متى دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلنقل له (2) : إنا نجد منك ريح مغافير .. أأكلت مغافير ؟! .. (3) فدخل على أحدهما ، فقالت له ذلك ، ثمّ دخل على الأخرى فقالت له ذلك (4) ، فقال : بل (5) شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له (6) ..
____________
(1) في نسخة (ر) جاءت العبارة هكذا : ومن مثالب التي روتها السنة في عائشة .. وليس فيها كلمة : فصل ، وعليه فيربط الكلام .
(2) في نسخة (ر) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم نقول له .
(3) المغافير : الصّمغ من الشّجر . كذا في جمهرة اللغة : 2|779 ، والصواب أنه شيء ينضحه شجر العُرفط حلو كالناطف ، واحده مُغفور ـ بالضم ـ وله ريح كريمة منكرة ، انظر : النهاية 3|373 ، والصحاح 2|771 ـ 772 .
(4) من قوله : ثمّ دخل .. الى هنا لا يوجد في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ) .
(5) لا توجد : بل ، في نسخة ( ألف ) .
(6) لا توجد كلمة : له .. في مطبوع الكتاب .

( 200 )

   فنزل الله تعالى عليه (1) : ( يا أيها النّبي لم تحرّم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك .. ) (2) الآية (3) .
   أنظروا الى عائشة وحفصة .. كيف تعمّدتا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتحرما عليه ما أحلّ الله له .
   وفي الجمع بين الصحيحين ـ أيضا ـ عن نافع عن (4) ابن عمر ، قال : قام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم خطيبا (5) ـ وأشار نحو منزل عائشة ـ ثمّ قال : « ها (6) هنا الفتنة ثلاثا من (7) حيث يطلع قرن الشيطان » (8) .
   وفي الجمع بين الصحيحين قال : خرج النبي عليه الصلاة والسلام من بيت عائشة فقال : « رأس الكفر من هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان » (9) .
____________
(1) كلمة : الله تعالى عليه .. مزيدة من نسخة (ر) .
(2) سورة التحريم (66) : 1 .
(3) صحيح البخاري : 3|205 ( تفسير سورة التحريم ) ، مسند أحمد : 6|221 .. وغيرهما .
(4) لا توجد : عن ، في نسخة ( ألف ) و (ر) .
(5) في نسخة (ر) : خاطبا ..
(6) لا توجد في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : ها ..
(7) كذا في نسخة (ر) وصحيح البخاري ، وفيما سواها : فلا يؤمن ، بدلا من : ثلاثا .
(8) وقد جاء بنصه في صحيح البخاري كتاب فرض الخمس حديث 2873 وكتاب الفتن : 67 ، ولاحظ كتاب بدء الخلق منه حديث 3037 ، ولم يرد فيه اسم عائشة ! بل فيه ( يشير الى المشرق ) ، ولاحظ حديث 3249 من كتاب المناقب ، وصحيح مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة حديث 5168 ، وفيه : أنه قام عند باب حفصة .. ثم قال : عند باب عائشة و 4|2229 حديث 48 . ومثله حديث 5170 ، ومسند أحمد بن حنبل حديث 4450 من مسند المكثرين من الصحابة 6|111 ـ 115 ، وكذا حديث 4521 و 4571 ، وارشاد السّاري 10|188 وغيرها .
(9) من قوله : وفي الجمع .. الى هنا لا يوجد في نسخة (ر) ، وجاء على هامش نسخة ( ألف ) .

( 201 )

   وخروجها على أمير المؤمنين عليه السلام عاصية لله ورسوله (1) معلوم ، وقد أمرها الله بالإستقرار في بيتها (2) فهتكت حجاب الله (3) ، وحجاب رسوله ، وخرجت متبرّجة في جحفل (4) يزيد على ستة عشر ألفا تطلب بدم (5) عثمان ، وليست [ هي ] من أولياء الدم ، ولا لها حكم الخلافة ، ولقد كانت تحرّض على قتل عثمان في حياته (6) وتقول : اقتلوا نعثلا ! قتل الله نعثلا (7) ، .. فلما قتله المهاجرون والأنصار وبايعوا عليا عليه السلام خرجت طالبة بدمه ، وفرّقت جماعة المسلمين ، وألحقت (8) الفتنة بينهم حتى قتل خلق (9) كثير وجمّ غفير .
   وفي الجمع بين الصحيحين أيضا قال : خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بيت عائشة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « رأس الكفر من
____________
(1) في نسخة ( ألف ) : ولرسوله .
(2) سورة الأحزاب (33) : 33 حيث قال الله تعالى : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرّجن تبرج الجاهلية الأولى .. ) .
(3) في نسخة ( ألف ) : حجابه .. بدلا من : حجاب الله .
(4) في الطبعة الحجرية : الى عسكر .. بدلا من : في جحفل ، ولا توجد في نسخة ( ألف ) .
   والجحفل : هو الجيش . قاله في الصحاح 1652 ، وقيل : الجيش الكثير ، كما في القاموس المحيط 3|364 .
(5) في المطبوع : دم .
(6) لا توجد كلمة : في حياته .. في الطبعة الحجرية .
(7) تاريخ الطبري : 4|407 ، الكامل لابن الأثير : 3|206 ، لسان العرب : 11|670 ، تاج العروس : 8|141 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 6|215 ، تذكرة الخواص لابن الجوزي : 65 .
(8) جاءت نسخة على الطبعة الحجرية : وألقت ، وفي نسخة ( ألف ) : وألحقت ، وما هنا نسخة يدل على هامشها .
(9) لا توجد في نسخة (ر) : حتى قتل خلق .. وفيه جمع .

( 202 )

هاهنا من حيث يطلع قرن الشياطين » (1) .
   وفي الجمع بين الصحيحين أيضا (2) : أنّ ابن (3) الزبير دخل على عائشة في مرضها الذي ماتت فيه (4) فقالت : إني قاتلت فلانا .. ـ وسمت المقاتل برجل فأثنت (5) عليه ـ وقالت (6) : وددت إني كنت نسيا منسيّا (7) .
   فلينظر العاقل الى ما رواه (8) أولياء عائشة عنها من (9) الفعل القبيح في حياة (10) الرسول وبعد وفاته (11) ، وما رووا (12) عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه أخبر عنها أنها : « رأس الكفر » ، وأنها (13) « أصل الفتنة » ، وهتكها حجاب الله
____________
(1) من قوله : وفي الجمع .. الى هنا لا يوجد في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) .
(2) لا توجد كلمة : أيضا في الطبعة الحجرية .
(3) لا توجد كلمة : ابن .. في نسخة ( ألف ) .
(4) لا توجد جملة : الذي ماتت فيه .. في مطبوع الكتاب .
(5) استظهر على هامش نسخة ( ألف ) : فأندمت .
(6) من قوله : فلانا .. الى : وقالت .. لا يوجد في نسخة (ر) ، وفيها : عليا ، ولقد ..
(7) وجاء في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن حديث 483 ، وحلية الأولياء : 2|49 ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : 14|24 ، وفيه عن قيس قال : قالت عائشة : إدفنوني مع أزواج النبيّ فإني كنت أحدثت بعده حدثا ، مصنف ابن ابي شيبة : 15|260 ، الطبقات الكبرى لابن سعد : 8|74 ـ 76 ، اذا قرءت هذه الآية : ( وقرن في بيوتكنّ ) [ سورة الأحزاب (33) : 33 ] بكت حتى تبلّ خمارها ، الطبقات الكبرى لابن سعد : 8|81 ، البداية والنهاية : 9|94 .
(8) في الطبعة الحجرية : رووا ، وفي نسخة ( ألف ) : روى .
(9) كذا في نسخة (ر) ، وفي غيرها : في .
(10) في مطبوع الكتاب : حقّ ، بدلا من : حياة .
(11) لا توجد : وبعد وفاته .. في الطبعة الحجرية ، ونسخة ( ألف ) .
(12) في نسخة (ر) : ورد ..
(13) لا توجد : أنها في نسخة (ر) .

( 203 )

وحجاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي ضربه عليها ، وخروجها (1) متبرّجة بعد قوله تعالى : ( ولا تبرّجن تبرّج الجاهلية الأولى ) (2) ثمّ يفضلّونها ـ مع ذلك ـ على فاطمة بنت رسول الله (3) التي أذهب الله عنها (4) الرجس وطهّرها (5) تطهيرا .. !! ، وعلى خديجة التي أوّل من صدّقت وآمنت به وأنفقت عليه مالها ! (6) .
   وروت (7) عائشة وغيرها : أن الله تعالى (8) أمر رسوله (9) صلى الله عليه وآله وسلم ان يبشّر خديجة ببيت في الجنة (10) من قصب الياقوت (11) و ولدت له فاطمة
____________
(1) في نسخة (ر) : وخرجت .
(2) سورة الأحزاب (33) : 33 .
(3) في نسخة (ر) : الزهراء ، بدلا من : بنت رسول الله .
(4) في نسخة ( ألف ) عنها .. بدلا من : عنهم .
(5) في الطبعة الحجرية : وطهرهم .
(6) السيرة النبوية لابن هشام : 1|257 ، المناقب لابن المغازلي : 335 ، اسد الغابة : 5|537 .
(7) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : روت ـ بدون واو ـ وعليه يكون الكلام مربوطا بما سبقه ، ويوضع رأس السطر من قوله : إن الله تعالى .. الى آخره .
(8) لا توجد كلمة : تعالى في الطبعة الحجرية ، ونسخة ( ألف ) .
(9) في نسخة (ر) : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
(10) لا توجد جملة : في الجنة .. في الطبعة الحجرية ، وكذا نسخة ( ألف ) ، وفيها : بقصر ، بدلا من : ببيت .
(11) لا توجد كلمة : الياقوت في نسخة (ر) .
   أقول : جاءت الرواية في صحيح مسلم : 4|1887 حديث 2432 ، وصحيح البخاري : 5|48 ، كتاب الفضائل ، والسيرة النبوية لابن هشام : 1|257 ، وكفاية الطالب : 357 ، وينابيع المودة : 1|167 ، وتذكرة الخواص : 272 ، والمناقب لابن المغازلي : 336 ، والجامع الصحيح للترمذي : 5|702 حديث 3875 .. وغيرها .

( 204 )

أمّ الحسن والحسين عليهما السلام وذلك من قلّة الإنصاف والميل والإنحراف ، ولقد أنكر الحافظ من علماء السنة في كتاب الإنصاف (1) غاية الإنكار على من يساوي عائشة بخديجة .

*  *  *
____________
(1) كتاب الإنصاف ، لعله هو كتاب الإنصاف فيما بين العلماء من الإختلاف ، للحافظ أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبدالله النميري القرطبي المتوفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة ، وبهذا الإسم كتب لجمع منهم ابن الاثير الجزري وابن الجوزي ، والسيوطي ، وأبي سعد محمد بن يحيى النيسابوري الشافعي .. وغيرهما ، والأظهر ما ذكرناه .
( 205 )

فصل (1)

في إقرار السنّة (2) على أنفسهم
من طرق كثيرة أن المتعة كانت مباحة في (3)
عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وعهد أبي بكر ، وأنّ عمر هو الذي حرّمها

   روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين ـ صحيح مسلم (4) والبخاري (5) ـ عن
____________
(1) لا توجد كلمة : فصل .. في نسخة (ر) .
(2) في نسخة (ر) : وانكر على السنّة في إقرارهم .. بدلا من : فصل في إقرار السنّة .
(3) في نسخة ( ألف ) : على ، بدلا من : في .
(4) صحيح مسلم 3|885 حديث 145 باب المتعة .
(5) صحيح البخاري ، كتاب الحج حديث 2135 ، وفيه في كتاب الحج حديث 1469 عن عمران ، قال : تمتعنا على عهد رسول الله (ص) فنزل القرآن . قال رجل برأيه ما شاء . وحديث 2146 عن أمير المؤمنين عليه السلام ، و 2157 عن عمران بن حصين . وانظر : سنن النسائي ، كتاب مناسك الحج حديث 2689 و 2757 ، وسنن أبي داود ، كتاب المناسك حديث 1525 ، ومسند أحمد بن حنبل ، مسند العشرة المتشرين بالجنة حديث 347 ، 405 ، 717 ، 2010 ، 3006 ، وكتاب باقي مسند المكثرين حديث 13666 ، 14305 ، 14387 ، 14542 ، ومسند البصرين حديث 19006 ، 19086 ، 19093 ، ومسند الأنصار حديث 20322 ، وهي غالبا لفظا أعم من تمتع الحج والعمرة ، ولكن صرح في أكثرها بهما معا .

( 206 )

جابر بن عبد الله الأنصاري أنه (1) قال :
   تمتعنا على عهد (2) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما قام عمر قال : إن الله (3) كان يحلّ (4) لرسوله ما شاء بما شاء (5) ، وإن القرآن قد نزل منازله فـ ( أتموا الحجّ والعمرة لله ) (6) كما أمركم الله (7) ، وأبتّوا (8) نكاح هذه النساء ، لئن أوتي إليّ (9) برجل نكح امرأة الى أجل إلاّ (10) رجمته بالحجارة (11).
   وفي الجمع بين الصحيحين ـ من طريق آخر ـ عن جابر قال : كنا نتمتّع (12) بالقبضة من التمر والدقيق على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأيام أبي بكر وبعض أيام عمر (13) .
____________
(1) لا توجد : أنه .. في الطبعة الحجرية ، ونسخة ( ألف ) .
(2) لا توجد في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ) : على عهد ، وفيه بدلا منه : مع .
(3) لا توجد في الطبعة الحجرية : إن الله ..
(4) في نسخة (ر) : أحل .
(5) الجملة في الطبعة الحجرية مشوّشة ، وفي نسخة (ر) : ما يشاء بما شاء . وما هنا من المصدر .
(6) سورة البقرة (2) : 196 .
(7) لا يوجد لفظ الجلالة في نسخة (ر) و ( ألف ) .
(8) في نسخة ( ألف ) : وبتّوا .. أي قطعوا .
(9) لا توجد كلمة : إليّ .. في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية والمصدر ، وفيه : فلن أوتي .
(10) لا توجد كلمة : إلاّ ، في نسخة (ر) و ( ألف ) .
(11) وانظر أيضا : سنن البيهقي : 5|21 ، 7|206 بعبارة اخرى ، تفسير فخر الدين الرازي : 1|56 ـ 57 ، مسند أبي داود الطيالسي : 247 حديث 1792 ، الدر المنثور : 1|216 في متعة الحج ، أحكام القرآن للجصّاص : 2|178 ، 3|96 .. وغيرها .
(12) في نسخة ( ألف ) و (ر) : نستمتع .
(13) مسند أحمد : 3|304 ، 380 ، صحيح مسلم : 3|1203 حديث 16 ( كتاب النكاح حديث 2497 ، ومثله في 2599 ) ، جامع الأصول : 11|415 حديث 8993 ، المصنف

=


( 207 )

   وروى أحمد بن حنبل في مسنده (1) عن عمران بن حصين قال : انزلت متعة النساء (2) في كتاب الله ، وعملنا بها مع النبي صلوات الله عليه ، ولم ينزل قرآن بتحريمها ، ولم ينه عنها (3) الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (4) حتى مات (5) .
   وفي صحيح الترمذي قال : سئل ابن عمر عن متعة النساء فقال : هي حلال ـ وكان السائل من أهل الشام ـ فقال : إن أباك قد (6) نهى عنها ؟! فقال ابن عمر : إن (7) كان أبي نهى عنها و وضعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أنترك (8) السنّة ونتّبع قول أبي ؟!! (9) .
   وروى مسلم (10) والبخاري (11) في صحيحيهما عن (12) عدّة جواز متعة
____________
=
لعبد الرزاق : 7|500 ، سنن البيهقي : 7|237 ، فتح الباري : 9|141 ، سنن أبي داود : 2|237 حديث 2110 ( كتاب النكاح حديث 1805 ) ، زاد المعاد لابن القيّم الجوزية : 1|205 ، وغيرها .
(1) مسند أحمد : 4|436 .
(2) في المطبوع من الكتاب ونسخة ( ألف ) : المتعة ، بدون النساء .
(3) لا توجد كلمة : عنها في الطعبة الحجرية .
(4) كلمة : الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .. مزيدة من نسخة (ر) .
(5) وانظر أيضا : صحيح البخاري : 6|33 ( تفسير سورة البقرة ) ، صحيح مسلم : 2|900 حديث 172 وفي الباب أحاديث اُخر .
(6) لا توجد : قد ، في نسخة ( ألف ) .
(7) كلمة : إن .. زيدت من نسخة ( ألف ) .
(8) في نسخة ( ألف ) و (ر) : نترك .
(9) الجامع الصحيح للترمذي : 3|185 حديث 828 ، تاريخ ابن كثير : 5|141 .. وغيرهما .
(10) صحيح مسلم : 3|896 حديث 157 ، وصفحة : 1023 حديث 1405 .
(11) صحيح البخاري . وقد سلفت مصادره قريبا عنه وعن غيره .
(12) في نسخة ( ألف ) و (ر) : من ، بدلا من : عن .

( 208 )

النساء ، وأن عمر هو الذي ابطلها بعد أن فعلها جميع المسلمين بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى حين وفاته ، وفي أيام أبي بكر (1) .
   قال الرجل الكتابي (2) الذي هداه الله لدين (3) الإسلام : لما وقفت على أخبار السنّة التي يروونها في إباحة المتعة عن الله ورسوله ، وأن عمر هو الذي أبطلها ، ورأيتهم ينكرون على الشيعة العمل بها غاية الإنكار ، تعجّبت من قلّة إنصافهم وميلهم (4) وكثرة انحرافهم ، وشككت في إيمانهم بالله وبرسوله ، لأنهم لو آمنوا بهما لم يتركوا (5) قولهما ، ولم (6) يعملوا بقول عمر ، وخاصموا العامل بقول الله ورسوله (7) ، فإن كانوا يعتقدون صدقهم في الأخبار التي أوردوها في إباحة المتعة صارت المسألة إجماعية ، ولا يجوز مخالفة الإجماع ..
   وإن كانوا يعتقدون كذبهم في هذه الأخبار التي أوردوها في صحاحهم صارت أخبارهم كاذبة لا يلتفت إليها ولا يعوّل (8) بها ، و وجب العمل بقول (9)
____________
(1) شرح النووي : 9|183 ، سنن النسائي : 5|153 ، تاريخ ابن كثير : 5|129 ـ 141 ، مسند أبي داود الطيالسي : 70 حديث 516 ، مسند أحمد : 1|49 ـ 50 ، 3|304 ـ 308 ، سنن أبي داود : 2|236 حديث 2110 ، عمدة القاري للعيني : 8|310 ، بداية المجتهد : 2|58 ، سنن البيهقي : 7|237 ، فتح الباري : 9|141 .. وغيرها .
(2) جملة : الرجل الكتابي .. مزيدة في مطبوع الكتاب ، لا توجد في (ر) .
(3) في نسخة (ر) و ( ألف ) : الى دين .
(4) لا توجد في نسخ (ر) : وميلهم .. كما لا توجد : وكثرة .. في نسخة ( ألف ) .
(5) في نسخة (ر) : ينكروا .
(6) لا توجد : لم .. في نسخة ( ألف ) .
(7) لا توجد جملة : وخاصموا العامل بقول الله ورسوله .. في نسخة (ر) .
(8) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : ولا يعمل .
(9) في المطبوعة ونسخة ( ألف ) : بأخبار .. بدلا من : بقول .

( 209 )

الشيعة خاصة لأنهم يعتقدون صدقها وصحتها..
   وإن اعتقدوا صحة ما قال (1) عمر دون ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم (2) فقد كفروا بالله وبرسوله ..
   وإن اعتقدوا (3) بطلان قول عمر وعملوا به ـ تعمّدا لترك (4) الشرع المجمع عليه ـ فقد كفروا أيضا .. فلا يخلون عن بعض هذه الوجوه (5) .

*  *  *
____________
(1) في نسخة (ر) : بقول ، وفي نسخة ( ألف ) : قاله .
(2) في نسخة (ر) : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بدلا من : الله ورسوله . وفي نسخة ( ألف ) : قال الله ..
(3) في نسخة ( ألف ) : فإن اعتقدوا ..
(4) في نسخة (ر) : فقد تعمد ترك ..
(5) في المطبوع : ولا يخلون من أحد هذين الوجهين .. وجاءت عليه نسخة بدل : الوجود [ كذا ] .

( 210 )

فصل (1)

في إقرار السنّة على أنفسهم أنهم خالفوا
الشرع الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2)
عنادا للشيعة

   قال (3) الغزالي (4) والمتولّي (5) ـ وكانا إمامين للشافعية ـ : إن تسطيح القبور هو المشروع (6) ، ولكن لما جعلته الرافضة شعارا لهم (7) عدلنا عنه (8) الى
____________
(1) في نسخة (ر) : باب .. بدلا من : فصل .
(2) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : الرسول .. بدلا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
(3) في نسخة ( ألف ) و (ر) : ذكر .. بدلا من : قال .
(4) هو : محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي أبو حامد ( 450 ـ 505 هـ ) له نحو مئتين مصنف . أنظر عنه : طبقات الشافعية 4|101 ، شذرات الذهب 4|10 ، وفيات الأعيان 1|463 ، الأعلام 7|247 ـ 248 عن عدة مصادر .. وغيرها .
(5) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : المتوكلي ، وفي نسخة (ر) : المتوكل .
   اقول : هو أبو سعيد عبد الرحمن بن مأمون النيسابوري ( 426 ـ 478 هـ ) فقيه مناظر ، عالم بالاُصول ، ودرس بالمدرسة النظامية ، له جملة مصنفات ، وغالب فقهه على مذهب الشافعي . انظر عنه : وفيات الأعيان 1|277 ، الأعلام 4|98 وغيرهما .
(6) في المطبوع ونسخة ( ألف ) : المشهور ، بدلا من : المشروع .
(7) لا توجد كلمة : لهم ، من الطبعة الحجرية .
(8) في الطبعة الحجرية : عنهم ، وهو خلاف الظاهر .

( 211 )

التّسنيم (1) .
   وذكر (2) الزمخشري صاحب الكشّاف (3) ـ وهو من أئمة الحنفية ـ في تفسير قوله تعالى : ( هو الّذي يصلّي عليكم وملائكته .. ) (4) أنّه يجوز بمقتضى هذه (5) الآية أن يصلّي على آحاد المسلمين ، لكن لمّا اتخذت (6) الرافضة ذلك في أئمتهم منعناه .
   قال مصنّف الهداية من الحنفية : إن المشروع التختّم باليمين ، لكن لما اتّخذته الرافضة عادة عدلنا عنه (7) وجعلنا التختم في اليسار (8) .
   قال الرجل الكتابي (9) الذي هداه الله لدين (10) الإسلام : لّما وقفت على
____________
(1) الوجيز : 1|78 ، رحمة الأمة المطبوع بهامش الميزان للشعراني : 1|102 .
   أقول : التسنيم : يقابل : التسطيح ، ويراد منه الإرتفاع ، وكل شيء علا شيئا فقد تسنمه . انظر : النهاية 2|409 ، والقاموس المحيط 4|132 وغيرهما .
(2) في نسخة (ر) : قال .
(3) الكشاف للزمخشري 3|273 ( 3|545 ـ 546 من طبعة دار الكتاب العربي ) ولم أجده هناك ، ولعله في غير ذلك الموضع ! أو في كتاب آخر له .
(4) سورة الاحزاب (33) : 43 .
(5) لا يوجد : هذه ، في نسخة ( ألف ) .
(6) في نسخة (ر) : اتخذته .
(7) قوله : عدلنا عنه و .. لايوجد في الطبعة الحجرية ، ولا نسخة ( ألف ) ، وجاء في نسخة (ر) .
(8) من قوله : وقال مصنف .. الى هنا لا يوجد في نسخة (ر) .
   وذكره في الصراط المستقيم للبياضي : 3|206 ، وشرح المواهب للزرقاني : 5|13 ، ومنهاج السنّة لابن تيميّة : 2|143 ، وتفسير الرازي : 1|212 ، وفتح الباري : 11|142 باب السلام على غير الأنبياء .
(9) لا توجد كلمة : الرجل الكتابي .. في نسخة (ر) .
(10) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي غيرها : الى ، بدلا من : لدين .

( 212 )

إقرارهم على أنفسهم أنّ الشيعة عملوا بالمشروع (1) وأنّهم خالفوا الشرع (2) لعمل الشيعة به ، علمت أنّ الحقّ في طرف الشيعة ، وشككت في إيمان السنّة ، لأنّ مخالفتهم للمشروع إن كان مع اعتقاد جوازه فقد كفروا (3) ، وإن كان مع اعتقاد تحريمه فقد فسقوا ، والفاسق لا يقبل قوله في شيء ، فلا يجوز لمن يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر (4) أن يتابع قوما يشهد علماؤهم (5) على أنفسهم بما يوجب الكفر والفسق (6) ، ويشهدون على خلفائهم بمثل ذلك ، كما تقدم في الأخبار الماضية في هذه الرسالة (7) .

*  *  *
____________
(1) لا توجد الباء في الطبعة الحجرية .
(2) في الطبعة الحجرية : المشروع .. بدلا من : الشرع .
(3) من قوله : إن كان .. الى هنا لا يوجد في مطبوع الكتاب .
(4) لا يوجد : ورسوله ، في نسخة (ر) ، كما لا يوجد : واليوم الآخر ، في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) .
(5) لاتوجد : علماؤهم ، في نسخة (ر) .
(6) في نسخة ( ألف ) : والفسوق .
(7) في نسخة (ر) : المقدّمة ، بدلا من : الماضية في هذه الرسالة .

( 213 )

فصل (1)

   روى الحميدي في الجمع بين الصحيحين من مسند أبي موسى الأشعري ، قال : قال عامر (2) بن أبي موسى ، قال لي عبد الله بن عمر : هل تدري ما قال أبي لأبيك (3) ؟ قلت : لا ، قال : وإنّ (4) أبي قال لأبيك : يا أبا موسى ! هل يسرّك (5) أسلامنا مع رسول الله صلى الله عليه و [ آله ] وسلّم ، وهجرتنا معه ، وجهادنا معه ، وكلّ ما عملنا معه (6) يردّ لنا كلّ عمل (7) عملنا بعده ، فإن كان ما عملنا معه يردّ لنا ما عملناه بعده فقد (8) نجونا معه كفافا بكفاف (9) ، و (10) رأسا برأس ، فقال أبوك لأبي : والله لقد جاهدنا (11) مع رسول الله صلى الله عليه و [ آله ] ، وصلّينا معه (11) ،
____________
(1) لا توجد كلمة : فصل ، في نسخة (ر) .
(2) في نسخة (ر) : ابن عامر ، وفي نسخة ( ألف ) أبو عامر ، وفي البخاري : حدثني أبو بردة بن أبي موسى الاشعري .
(3) في الطبعة الحجرية ونسخة (ر) و ( ألف ) : أبوك لأبي .
(4) في البخاري : فإن .. وهو الظاهر .
(5) كذا في المصدر ونسخة (ر) ، وفي سائر النسخ : تشك أن ..
(6) في الطبعة الحجرية والبخاري : وعملنا كله معه ، ولا يوجد في نسخة ( ألف ) .
(7) في نسخة (ر) : ما ، بدلا من : عمل .
(8) من قوله : فإن كان .. الى هنا لا يوجد في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ) .
(9) في نسخة (ر) والبخاري : كفافا ، بدلا من : معه كفافا بكفاف و..
(10) لا توجد الواو في صحيح البخاري ، وهو الظاهر .
(11) في البخاري : فقال أبي : لا والله قد جاهدنا بعد ..
(12) لا توجد كلمة : وصلّينا معه .. في نسخة (ر) ، كما لا توجد : معه ، في نسخة ( ألف ) .

( 214 )

وصمنا ، وعملنا خيرا كثيرا ، وأسلم على يدنا (1) خلق كثير ، وأنا أرجو ذلك (2) يردّ لنا كلّ عمل (3) عملناه بعده ، نجونا منه كفافا بكفاف و (4) رأسا (5) برأس (6) ..
   فلينظر العاقل الى هذا الكلام الذي اعترف به عمر على نفسه ، وشهد عليه به (7) ولده .
   ونقل عنه مسلم (8) والبخاري (9) في صحيحيهما أنه احدث بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ما يودّ (10) أن إسلامه وجميع أعماله مع رسول الله صلى
____________
(1) في نسخة (ر) : أيدنا ، وفي البخاري : أيدينا بشر .
(2) في نسخة (ر) : فإن كان .. بدلا من : وأنا أرجو ذلك ، ولا توجد كلمة : أرجو ، في نسخة ( ألف ) . وفي البخاري : وأنا لنرجوا ذلك . فقال أبي : لكني أنا ـ والذي نفس عمر بيده ـ لوددت أن ذلك يرد لنا ، وإن كل شيء عملناه بعد سجونا منه .
(3) لا توجد كلمة : عمل ، في نسخة (ر) .
(4) لا يوجد في البخاري : بكفاف و .
(5) في نسخة (ر) : نجونا كفافا رأسا ..
(6) صحيح البخاري : 4|261 ، مسند أبي موسى الأشعري ، عنه سنن البيهقي : 6|359 ، كنز العمال : 12|630 حديث 35917 ، حياة الصحابة للكاندهولي : 2|279 مع تفاوت ، فتح الباري : 7|299 ، جامع الأصول : 12|363 حديث 9438 ، وفيه : والذي نفس عمر بيده لوددت أنّ ذلك يردّ لنا .. الى أن قال : والله إن أباك كان خيرا من أبي .. ومثله في صحيح البخاري كتاب الجنائز حديث : 1305 .
(7) لا توجد : به ، في الطبعة الحجرية ، ونسخة ( ألف ) .
(8) صحيح مسلم : كتاب الزكاة حديث 1746 .
(9) صحيح البخاري : كتاب الأحكام حديث 6678 . وانظر : مسند أحمد بن حنبل ، مسند العشرة المبشرين بالجنة حديث 304 من المجلد الأول ، وباقي مسند الأنصار حديث 25197 .
(10) في نسخة (ر) : يؤدي .

( 215 )

الله عليه وآله وسلم تسقط بسقوط (1) ما أحدثه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسا برأس ، فقد تمنّى أنه لم يكن أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يكن أحدث ما أحدث ، وعلم أن عقاب الكفّار الذين لم يسلموا أهون من عقابه .
   ويؤكّد هذا ما رواه عنه (2) صاحب الجمع بين الصحيحين من مسند عبد الله ابن العباس أنه : لماّ طُعن عمر بن الخطاب كان يتألم ، فقال له عبد الله بن العباس : ولا كل هذا ؟ فقال عمر بعد كلامه (3) : .. تالله ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك .. والله لو أن لي ملأ (4) الأرض ذهبا لأفتديت به من عذاب الله قبل أن أراه (5) .
   مع أنهم رووا أنه : « ما من محتضر يحتضر إلاّ يرى مقعده من الجنة أو (6) النار (7) » ، وأن هذا اعتراف منه حين (8) رأى مقعده من
____________
(1) لا توجد كلمة : بسقوط .. في الطبعة الحجرية .
(2) لا توجد : عنه ، في نسخة (ر) .
(3) قوله : بعد كلامه ، لا يوجد في نسخة (ر) ، وفي نسخة ( ألف ) : بعد كلام .
(4) في نسخة ( ألف ) : طلاع .. بدلا من : ملأ .
(5) صحيح البخاري : 3|32 ، حلية الأولياء : 1|52 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 12|191 ـ 192 .
(6) في نسخة ( ألف ) واو بدلا من : أو .
(7) لم أحصل عل مصدره في كتب العامة في هذه العجالة ، وجاء في مصادرنا كثيرا ، لاحظ : الكافي 1|64 ، 65 ، 66 ، وبحار الأنوار 6|137 حديث 56 و 261 حديث 103 ، وصفحة : 266 حديث 114 وغيرها .
(8) في نسخة (ر) : من عمر لماّ .. بدلا من : منه حين ، ولا توجد : أن .. حين ، في نسخة ( ألف ) .

( 216 )

النار (1) ، وأنّ (2) ذلك بسبب ظلمه (3) في بني هاشم وغصبه حقّهم ، وقد حقّ عليه قوله تعالى : ( و لو أنّ للّذين ظلموا ما في الأرض جميعا و مثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة ) (4) .
   وروى أبو نعيم الحافظ ـ من أعيان علماء السنّة ـ في كتاب (5) حلية الأولياء (6) أنه (7) : لما احتضر عمر (8) قال : ليتني كنت كبشا لقومي ، ثم (9) سمّنوني ما بدا لهم ، ثمّ جاءهم أحب قومهم فذبّحوني فجعلوا (10) نصفي شواءً ونصفي قديدا ، فأكلوني .. فأكون عذرةً ولا أكون بشرا ! (11) .
   فقد حقّ عليه (12) قوله تعالى : ( ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا ) (13) .
____________
(1) من قوله : وأنّ .. الى هنا لا يوجد في الطبعة الحجرية .
(2) لا توجد : أنّ ، في نسخة (ر) .
(3) في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ) : فعله .
(4) سورة الزمر (39) : 47 .
(5) في نسخة (ر) : كتابه .
(6) حلية الأولياء : 1|52 باختلاف نقلنا مهمّه .
(7) لا توجد : أنه ، في الطبعة الحجرية .
(8) لا توجد كلمة : عمر ، في نسخة ( ألف ) .
(9) كلمة : ثم ، مزيدة في نسخة (ر) . وفي المصدر : كبش أهلي يسمنوني .
(10) في نسخة ( ألف ) : فخلوا .
(11) وانظر : منهاج السنة لابن تيمية : 3|131 وغيره . وما حكاه الأصفهاني في حلية الأولياء 3|355 عن حال احتضار الثاني وكذا في 1|52 .
(12) لا توجد : عليه في الطبعة الحجرية .
(13) سورة النبأ (78) : 40 .

( 217 )

   وروي عن أبي بكر أنه قال ـ عند احتضاره ـ : ليت اُمي لم تلدني ، ليتني كنت تبنة (1) في لبنة ؛ ليتني (2) تركت بيت فاطمة لم أكشفه (3) .
   .. وكل ذلك لما رأى مقعده من النار عند احتضاره (4) .
   قال الرجل الكتابي (5) الذي هداه الله الى الإسلام : والعجب ما هو منهم (6) ، لكن العجب ممّن (7) يروي عنهم (8) مثل هذه الأخبار .. ثمّ يتولاّهم ويجعلهم واسطة بينه وبين ربّه تعالى (9) .. ! فترى ما (10) يكون عذرهم عند ربّهم ؟! ..
____________
(1) في نسخة ( ألف ) : طينة .
(2) كلمة : ليتني ، مزيدة في نسخة (ر) .
(3) لاحظه في : تاريخ الطبري : 3|430 ، الرياض النضرة : 1|134 ، منهاج السنّة : 3|120 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 2|46 ، 6|51 ، السقيفة : 73 ، المعجم الكبير للطبراني : 1|62 ، الإمامة والسياسة : 1|24 ، تاريخ اليعقوبي : 2|137 ، وغيرها .
(4) لا توجد كلمة : عند احتضاره ، في نسخة (ر) .
   ومن ينقّب التاريخ في حالات المحتضرين ينكشف له من مقالتهم حين الموت نواياهم ، ولأنهم يرون ثمرة أعمالهم في الدنيا قبل رحيلهم الى الآخرة ، ولأجل ذلك نرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول حين الموت : «الى الرفيق الأعلى » ، ويقول عليّ عليه السلام : « فزت ورب الكعبة » .. وغير ذلك .
   اُنظر : تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ) : 1|367 ، اُسد الغابة : 4|38 .
(5) لا توجد كلمة : الرجل الكتابي ، في نسخة (ر) .
(6) كذا ، والظاهر : وما العجب منهم ! ، وال توجد الواو في نسخة (ر) .
(7) في نسخة (ر) : لمن .
(8) لا توجد : عنهم ، في نسخة (ر) هنا ، وجاءت بعد كلمة : الأخبار .. والمعنى واحد .
(9) لا توجد كلمة : تعالى ، في الطبعة الحجرية .
(10) في نسخة (ر) : ما عذره يوم تبرّا الذين .. الى آخره ، بدل الجملة السالفة ، وفي نسخة ( ألف ) : ما عذره يوم ..

( 218 )

( إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبعوا من الَّذينَ اتَّبعوا
وَرَأَوُاْ العَذابَ وَ تَقَطَّعتْ بِهِمُ الأَسْبابُ
) (1) ؟!!
____________
(1) سورة البقرة (2) : 166 .