الفصل العاشر
فى زيارة الحسن بن علي (عليهما السّلام)
(99|1) روى الصّادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه (عليهم السّلام) انهم قالوا : « بينا الحسن بن علي (عليهما السلام) ذات يوم في حجر رسول اللهّ (صلّى الله عليه وآله) إذ رفع رأسه فقال : يا أبتِ ما لمن زارك بعد موتك ؟ فقال (صلّى الله عليه واله) : يا بني من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنة ، ومن أتى أباك زائراً بعد موته فله الجنة ، ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة ، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنة » .
وقبض بالمدينة مسموماً في صفرسنة تسع وأربعين من الهجرة وكان سِنه سبعاً وأربعين سنة(1) ، وقبره بالبقيع من مدينة الرسول (عليه السّلام) ، سمّته امرأته أسماء(2) بنت الأشعث الكندي لعنها اللهّ (3) .
____________
1 - ثواب الأعمال : 107| 1 ، المقنعة : 72 ، التهذيب 6 : 20| 44 .
(1) الكافي 1 : 384|2 و 3 ، تأريخ اليعقوبي :225 ، أسد الغابة 2: 14 .
(2) كذا في جميع النسخ ، وذكر في هامش ن : وهي جعدة . الا أني لم أجد من يذكرها بالاسم الأول ، ففي جميع المصادر ذُكر أن اسمها : جعدة ، إلا صاحب مقاتل الطالبيين : 50 فقد أضاف : وقيل : اسمها سكينة ، وقيل شعثاء ، وقيل عائشة ، والصحيح في ذلك : جعدة . ولم يذكر أسماء . والله أعلم .
(3) الكافي 1 : 384| 3 ، إرشاد المفيد : 192 ، المناقب (لابن شهر آشوب) 4 : 42 روضة الواعظين 1 : 167 ، اُسد الغابة 2: 15 ، أنساب الأشراف 3 : 55: 67 مستدرك الحاكم 3 : 176 ، تذكرة الخواص : 191 ، مقاتل الطالبيين : 73 شرح نهج البلاغة (لابن أبي الحديد المعتزلي) 16 : 11 .

( 76 )

( 77 )
الفصل الحادي عشر
في زيارة الحسين بن علي (عليهما السّلام)
(100|1) سُئل الصّادق (عليه السّلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السّلام) . فقال : « أخبرني أبي قال : من زار قبر الحسين عارفاً بحقه كتبه الله في العليين ، ثم قال : إن حول قبره لسبعين (1) ألف ملك شعثاً غبراً يبكون عليه إلى يوم القيامة » .
(101|2) روى علي بن موسى الرّضا (عليه السّلام) بإسناده ، عن النبي (صلّى الله عليه واله) أنه قال : « إنَّ موسى بن عمران (عليه السّلام) سأل ربه زيارة قبر الحسين - أي موضع قبره (عليه السّلام) - لمّا أخبره ربه بقتله وفضل زيارته ، فاذن له ، فزاره في سبعين ألف من الملائكةِ».
(103|2) وبإسناده ، في الصّادق (عليه السلام) : « لما قتل الحسين (عليه السّلام) مر بقبره سبعون الف مَلَك فصعدوا إلى السماء ، فأوحى الله تعالى إليهم : يا ملائكتي مررتم بابن بنت نبي يقتل فلم تنصروه ؟ ! اهبطوا إلى قبره ، فهم عند قبره شعثا غبراً يبكون عليه إلى يوم القيامة » .
____________
1 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 : 44 | 159 ، صحيفة الإمام الرضا (عليه السّلام) : 255| 181 ، فرائد السمطين 2 : 174| 461 ، مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) (للخوارزمي) 2 : 169 .
(1) في نسخة « ن » و« م » : تسعين ، وفي نسخة « ث » وهامش « م » : أربعين .
2 - كامل الزيارات : 112|2 .
3 - كامل الزيادات : 115| ذيل حديث 6 باختلاف يسير .

( 78 )
(103|4) عن الربيع بن فضيل بن سنان قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السّلام) : أي قبرمن قبور الشهداء أفضل عندكم ؟ قال : « أوليس أفضل الشهِداء عندكم الحسين (عليه السّلام) ؟ فواللهّ إنّ حول قبره أربعين ألف ملك شعثاَ غبراً يبكون عليه إلى يوم القيامة » .
(104|5) روي عن الباقر (عليه السّلام) قال : « مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين بن علي (عليهما السّلام) فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين (عليه السّلام) بالإمامة من الله عزَّ وجلّ » .
(105|6) وروي عن الصّادق (عليه السّلام) أنه قال : « من زار(1) الحسين (عليه السّلام) لا أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمعة محِّصت ذنوبه كما يمحَّص الثوب في الماء ، فلا يبقى عليه دنس ، ويكتب له بكل خطوة حجة مبرورة ، وكلما رفع قدمه عمرة » .
(106|7) وروى عنه (عليه السّلام) أنه قال : « ما أتى قبر الحسين بن علي (عليهما السّلام) مكروب قط إِلاَ فرج الله تعالى كربته وقض حاجته » .
(107|8) روى محمّد بن أحمد بن داود ، عن سلامة قال : حدثنا محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن أحمد ، عن علي بن إبراهيم الجعفري ، عن محمّد بن الفضل بن بنت داود الرقي ، قال : قال الصّادق (عليه السّلام) : « أربعة بقاع ضجت إلى الله من الغرق أيام الطوفان : البيت المعمور فرفعه الله إليه ، والغري ، وكربلاء ، وطوس » .
(108|9) عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال : « من زار قبر أبي
____________
4 - كامل الزيارات : 84| 9 ، ثواب الأعمال : 122| 49 . ،
5 - كامل الزيارات : 121| 1 ، التهذيب 6 : 42| 86 .
6 - كامل ا لزيارات : 144| 1 ، التهذيب 6 : 44| 93 ، مصباح الزائر : 143 .
(1) في نسخة « ع » : قبرالحسين .
7 - باختلاف يسير في كامل الزيارات : 167 | 1 .
8 - التهذيب 6 : 110|196 .
9 - كامل الزيارات : 148| 7 ، ثواب الأعمال 110| 1 ، التهذيب 6 : 45| 98 .

( 79 )
عبد الله (عليه السّلام) بشط الفرات كان كمن زار الله فوق عرشه ».
(109|10) عن أبي الحسن الماضي (عليه السّلام) قال : « من زار قبر الحسين بن علي (عليه السّلام) عارفاً بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».
(110|11) عن هارون بن خارجة قال : قلت لأبي عبد اللهّ (عليه السلام) : أنهم يروون أنّ من زار قبر الحسين (عليه السّلام) كانت له حجة وعمرة ، قال : « من زاره والله عارفاً بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر » .
(111|12) عن الحسين بن محمّد القميّ قال : قال أبو الحسن علي بن موسى بن جعفر (عليه السّلام) : « أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد الله (عليه السّلام) بشط الفرات إذا عرف حقه وحرمته وولايته أن يُغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».
(112|13) عن الحسين بن محمّد القمّي قال : قال أبوالحسن (عليه السّلام) : « من أتى قبرأبي عبد الله عارفاً بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر » .
(113|14) عن الحسن بن الجهم قال : قلت لأبي الحسن (عليه السّلام) : ما تقول في زيارة قبر الحسين (عليه السّلام) ؟ فقال لي : « ما تقول أنت » ؟ فقلتُ : يقول بعضنا حجة وبعضنا عمرة ، فقال : « عمرة مبرورة » .
(114|15) عن إِبراهيم بن هارون قال : سأل رجل أبا عبد اللهّ
____________
10 ـ كامل الزيارات : 138| 1 ، أمالي الصدوق : 122| 9 .
11 ـ كامل الزيارات : 138| 2 ، ثواب الأعمال : 111 | 5 .
12 ـ كامل الزيارات : 138| 3 ، الفقيه 2 : 348|1593 ، ثواب الأعمال : 111| 6 ، مصباح الزائر : 145 .
13 ـ كامل الزيارات : 138| 3 ، أمالي الصدوق : 122| 9 .
14 - كامل الزيارات : 155| 4 ، ثواب الأعمال 112| 11 .
15 - كامل الزيارات : 158| 3 ، ثواب الأعمال 112 | 12 .

( 80 )
(عليه السّلام) وأنا عنده ، فقال : ما لمن زار قبر الحسين (عليه السّلام ) ؟ فقال : « إن الحسين وكلَ الله به أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة » فقلت له : بأبي أنت وأمي ، روي عن أبيك أنه حجة ! ، قال : « نعم حجة وعمرة »حتى عدعشر .
(115|16) عن صالح النيلي قال : قال أبوعبد الله (عليه السّلام) : « من أتى قبر الحسين (عليه السّلام) عارفاً بحقه كتب الله له أجر من أعتق ألف نسمة ، وكمن حمل ألف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة ».
(116|17) قال : قال أبوعبد اللهّ (عليه السّلام) : « إِنّ أربعة الاف ملك عند قبر الحسين (عليه السّلام) شعث غبريبكونه إلى يوم القيامة ، رئيسهم ملك يقال له : منصور ، فلا يزوره زائر إلاّ استقبلوه ، ولا يودعه مودع إلاّ شيعوه ، ولا يمرض إلأ عادوه ، ولا يموت إلاّ صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته » .
(117|18) عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) أنّه قال : « وكَّل الله بالحسين (عليه السّلام) سبعين ألف ملك يصلون عليه كل يوم ، شعث غبر ، ويدعون لمن زاره ويقولون : ربنا هؤلاء زوار الحسين افعل بهم وافعل بهم » .
(118|19) عن بشير الدَّهان قال : قال أبو عبد الله (عليه السّلام) : « أيَّما مؤمن زار الحسين (عليه السّلام) عارفاً بحقه في غير يوم العيد كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات مقبولات ، وعشرين غزوة مع نبي مرسل أو إِمام عادل ، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة ومائة غزوة مع نبي مرسل أوإمام عادل » قال : فقلت له : وكيف لي بمثل الموقف ؟ قال : فنظر إلي شبه المغضب ، ثم قال : « يا بشير إِنّ المؤمن إِذا أتى قبر الحسين (عليه السّلام) يوم عرفة واغتسل بالفرات ثم توجه إليه كتب الله له بكل خطوة
____________
16 ـ كامل الزيارات : 164| 1 ، مزار المفيد (المختصر) : 47| 2 ، الكافي 4 : 581| 5 ، ثواب الأعمال 112| 13 ، التهذيب 6 : 44| 94 .
17 ـ كامل الزيارات : 119| 1 ، ثواب الأعمال : 113| 15 ، اليقين : 68 .
18 - كامل الزيارات : 119| 4 ، الفقيه 2 : 274| 1590 ، ثواب الأعمال : 113| 16 ، التهذيب 6: 47| 1590.

( 81 )
حجة بمناسكها » ولا أعلمه إلاّ أنه قال : وغزوة ؟
(119|20) عن أبي فاختة قال : قال أبوعبد الله (عليه السّلام) : « ياحسين إنّه من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين (عليه السّلام) إِن كان ماشياً كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحا عنه بها سيئة ، حتى إِذا صارفي الحائر كتبه الله من المفلحين ، حتى إِذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين ، حتى إِذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال له : إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقرؤك السّلام ويقول لك : استأنف العمل فقدغفرالله لك ما مضى » .
(120|21) عن بشير الدَّهَّان عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « إِنّ الرجل ليخرج إلى قبر الحسين (عليه السّلام) فله إِذا خرج من أهله بأول خطوة مغفرة لذنوبه ، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه ، فإِذا أتاه ناداه الله تعالى فقال : يا عبدي اسألني أعطك ، ادعني اجبك ، اطلب مني أعطك ، اسألني حاجة أقضها لك » قال : قال أبوعبد الله : « وحق على الله أن يعطي ما بذل ».
(121|22) روي : أنّ اللهّ يخلق من عرق زوار الحسين (عليه السّلام) من كل عرقة سبعين ألف (1) ملك يسبحون الله ويهللونه ويستغفرون لزوار(2) الحسين (عليه السّلام) إلى أن تقوم الساعة .
(122|23) عن صالح ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « إن لله ملائكة موكلين بقبر الحسين (عليه السّلام) فإِذا همَّ بزيارته الرجل أعطاهم ذنوبه ، فإِذا خطا خطوة محوها ، ثم إِذا خطا خطوة
____________
19 ـ كامل الزيارات 169| 1 ، الكافي 4 : 580| 1 ، الفقيه 2 : 346| 1586 ، ثواب الأعمال : 115| 25 ، أمالي الصدوق : 123| 11 ، التهذيب 6 : 46| 101 .
20 - كامل الزيارات 6 : 43| 89 ، ثواب الأعمال : 116| 31 ، التهذيب 6 : 43| 89 ، مصباح الزائر : 145 .
21 ـ كامل الزيارات : 132| 2 ، ثواب الأعمال : 117| 32 .
22 -المزارالكبير :595.
(1) في نسخة « ع » : ألف .
(2) في نسخة « ع » : قبر.
23 - كامل الزيارات : 132| 3 ، ثواب الأعمال : 117| 33 ، التهذيب 6: 53| 126.

( 82 )
ضاعفوا له الحسنات ، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة ، ثم اكتنفوه فقدسوه وينادون ملائكة السماء : أن قدسوا زوار حبيب (1) حبيب الله ، فإِذا اغتسلوا ناداهم محمّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنة ، ثم ناداهم أمير المؤمنين (عليه السّلام) : أنا ضامن لحوائجكم ودفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة ، ثم اكتنفوهم عن أيمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا إلى أهاليهم » .
(123|24) عن صالح النيلي قال : قال أبوعبد الله (عليه السّلام) : « من أتى قبر الحسين (عليه السّلام) عارفاً بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ».
(124|25) عن إسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول : « موضع قبر الحسين (عليه السّلام) منذ يوم دفن روضة من رياض الجنة».
(125|26) وقال (عليه السّلام) : « موضع قبر الحسين (عليه السّلام) ترعة من ترع الجنة ».
(126|27) عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : سمعته يقول : « ليس ملك في السماوات والأرض إلاّ وهم يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين (عليه السّلام) ، ففوج ينزل وفوج يعرج » .
(127|28) عن داود الرّقي قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السّلام)
____________
(1) في نسخة« ع » : حبيبنا و، وفي هامش « م » : حبيب حبيبناخ ل .
24 ـ كامل الزيارات : 140| 16 (وفيه ثلاث حجج) ، ثواب الأعمال : 118| 38 .
25 ـ كامل الزيارات : 271| صدر الحديث 1 ، الكافي 4 : 558| ضمن الحديث 6 ، الفقيه 2 : 346| 1582 ، ثواب الأعمال : 120| صدر الحديث 43 .
26 - كامل الزيارات : 271| ذيل الحديث 1 ، الفقيه 2: 346| 1583 ، ثواب الاعمال : 120| ذيل الحديث 43 .
27 - كامل الزيارات : 114| 1 ، الكافي 4 : 588| ذيل الحديث 6 ، ثواب الأعمال : 121| 45 ، التهذيب 6 : 46| 100 (وفيه شيء بدل ملك) .
28 - كامل الزيارات : 114| 2 ، ثواب الأعمال : 121| 46 ، اليقين : 146| الباب - 145 .

( 83 )
يقول : « ما خلق اللهّ خلقاً أكثر من الملائكة ، إِنه لينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم ، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبي (صلّى الله عليه وآله) فيسلمون عليه ، ثم يأتون إلى قبر أمير المؤمنين (عليه السّلام) ويسلمون عليه » ثم يأتون إلى قبر الحسن (عليه السّلام) ويسلمون عليه ، ثم يأتون قبر الحسين (عليه السّلام) ويسلمون عليه ، ثم يعرجون إلى السماء من قبل أن تطلع الشمس ، ثم تنزل ملائكة النهارسبعون ألف ملك فيطوفون في البيت الحرام نهارهم ، حتى إذا غربت الشمس انصرفوا إلى قبر النبي (صلّى الله عليه وآله) ويسلمون عليه ، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السّلام) فيسلمون عليهم ، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن يغيب الشفق » .
(128|29) وروي عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قال لي أبوعيد الله (عليه السّلام) : « يا سدير تزور قبر الحسين (عليه السّلام) في كل يوم »؟ قلت : لا . قال : « ما أجفاكم ! أفتزوره في كل شهر»؟ قلت : لا. قال : « أفتزوره في كل سنة » ؟ قلت : قد يكون ذلك . قال : « يا سدير ما أجفاكم بالحسين (عليه السّلام) : أما علمتَ أنّ الله ألف ألف ملك شعث غبر يبكون ويزورون الحسين ولا يفترون .
وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين (عليه السّلام) في الجمعة خمس مرات ، وفي كل يوم مرة » ؟ ! قلت : جعلت فداك ، بيننا وبينه فراسخ كثيرة : قال لي : « اصعد فوق سطحك ثم تتلفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك إلى السماء ثم تنحو نحو القبر وتقول : السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، يكتب لك لكل زيارة حجة وعمرة » .
وهذا حديث طويل .
وقبض قتيلاً بطف كربلاء من أصل العراق يوم السبت العاشرمن المحرم ، وروي يوم الجمعة قبل زوال الشمس ، سنة إحدى وستين من الهجرة ، وله يومئذ
____________
29 ـ كامل الزيارات : 287| 2 و 3 ، الكافي 4 : 589|8 .

( 84 )
ثمانٍ وخمسون سنة ، وقبره بطف كربلاء بين نينوى والغاضرية من قرى النهرين ، وقاتله سنان بن أنس النخعي لعنه الله ، وقيل : شمربن ذي الجوشن لعنة الله عليهما.
( 85 )
الفصل الثاني عشر
في زيارة علي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفربن محمّد
(عليهم السلام)
(129|1) روي عن الصّادق (عليه السّلام) أنه قال : « من زارني غُفِرت له ذنوبه ، ولم يمت فقيراً » .
(130|2) وروي عن أبي محمّد الحسن بن علي العسكري (عليهما السّلام) أنه قال : « من زار جعفراً وأباه لم َتشتك عيناه سقماً ولم يمت مبتلى».
(131|3) وقال الصّادق (عليه السّلام) : « من زار إِماماً من الأئمة وصلى عنده أربعاً كتبت له حجة وعمرة » .
(132|4) وقيل للصّادق (عليه السّلام) : ما حكم من زار أحدكم ؟ قال : « كان كمن زار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) » .
(133|5) وقال الرّضا (عليه السّلام) : « إِنّ لكل إمام عهداً في أعناق شيعته وأوليائه ، وإِنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن
____________
1 - التهذيب 6 : 78| 153 ، روضة الواعظين : 212 .
2 - التهذيب 6 : 78| 154 ، روضة الواعظين : 212 .
3 - مزار المفيد (المختصر) : 173| 2 ، التهذيب 6 : 79| ذ ح 156 ، روضة الواعظين : 202 .
4 - الكافي 4 : 579| 1 ، الفقيه 2 : 347| 1592 ، التهذيب 6 : 79| 157 ، روضة الواعظين :202.
5 - الكافي 4 : 567| 2 ، الفقيه 2 : 345| 1577 ، عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 : 260| 24 ، علل الشرائع : 459| 3 ، التهذيب 6 : 78| 155 ، وكذا : 93| 175 ، روضة الواعظين : 202 ، مصباح الزائر (مخطوط) : 283 . ويأتي الحديث برقم (157) .

( 86 )
زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كانوا شفعاءه يوم القيامة » .
وأما علي بن الحسين (عليهما السّلام) فإن مروان بن الحكم (1) قاتله - على ما روي - بالسم ، وفي رواية الوليد بن عبد الملك بن مروان (2) ، وقبض بالمدينة سنة خمس وتسعين ، وله يومئذ سبع وخمسون سنة(3) .
وأما محمّد بن علي (عليه السّلام) قاتله الوليد بن المغيرة(4) - وروي إبراهيم بن الوليد(5) - بالسم ، وقبره بالبقيع في المدينة ، وقبض سنة أربع عشر ومائة من الهجرة النبوية وله يومئذ سبع وخمسون سنة(6) .
وأما جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قاتله المنصور بالسم ، وقبض في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة ، وله يومئذ خمس وستون سنة(7) .
____________
(1) كذا في نسخنا ، ولعله اشتباه وقع فيه النسّاخ ، فمروان بن الحكم توفي سنة خمس وستون هجرية (انظر : تاريخ الأمم والملوك 5: 610 ، الكامل في التأريخ 4: 190 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 257 ، وأما تاريخ استشهاد الإمام السجاد (عليه السلام) فلم أجد أي رواية تشير إلى تاريخ استشهاده ولو في حدود هذا التاريخ ، بل ذهب معظمها إلى استشهاده (عليه السلام) حوالي سنة خمس وتسعون للهجرة ، حيث كانت إمامته في بقية ملك يزيد بن معاوية ، ومعاوية بن يزيد ، ومروان بن الحكم ، وعبد الملك بن مروان ، واستشهد سلام الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين المعصومين في ملك الوليد بن عبد الملك (انظر : الكافي 1 : 388 ، التهذيب 6 : 77 ، أعلام الورى : 265 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 175).
(2) المناقب (لابن شهر آشوب) 4 : 176 ، إقبال الأعمال : 97 (أعمال شهر رمضان) .
(3) التهذيب 6 : 77 ، المناقب (لابن شهر آشوب) 4 :175 ، كشف الغمة 2: 82 ، كفاية الطالب : 454 .
(4) كذا ، ولم أعلم من المراد بهذا الاسم ، حيث لم أجد من يذكر بوجود شخص بهذا الاسم اتصل بالإمام الباقر(عليه السّلام) كما لم يشتهر أحد بهذا الاسم عدا الوليد بن المغيرة المعروف في حياة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، والذي نعته الله تعالى في كتابه الكريم باقبح النعوت ، وتوعده باعظم الوعود .
(5) المناقب (لابن شهرآشوب) 4 : 210 .
(6) التهذيب 6 : 77 ، المناقب (لابن شهر آشوب) 4 : 210 ، إقبال الأعمال : 97 .
(7) الكافي 1 : 393 ، التهذيب 6 : 78 ، المناقب (لابن شهر آشوب) 4 : 280 ، إقبال الأعمال : 97 .

( 87 )
الفصل الثالث عشر
في زيارة موسى بن جعفر (عليهما السّلام)
(134|1) محمّد بن أحمد بن داود ، عن سلامة بن محمّد قال : « أخبرنا أحمد بن علي بن أبان القمي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن الرّضا (عليه السّلام) قال : سألتهُ عن زيارة قبر أبي الحسن هي مثل زيارة قبر الحسين (عليه السّلام) ؟ قال : نعم».
(135|2) وعنه عن علي بن حبشي بن قوفي قال : حدثناعلي بن سليمان الزراري (1) ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الخيبري ، عن الحسين بن محمّد القمّي قال : قال الرضا (عليه السّلام) : « من زارقبرأبي ببغداد كان كمن زار قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقبر أمير المؤمنين (عليه السّلام) إِلاّ أنّ لرسول الله ولأمير المؤمنين (عليهما السّلام) فضلهما » .
(136|3) وعنه عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن علي بن ميسر ، عن ابن سنان قال : قلت للرّضا
____________
1 - الكافي 4 : 583| 2 ، الفقيه 2 : 348| 1597 ، التهذيب 6 : 81| 158 .
2 - كامل الزيارات : 148| 7 ، الكافي 4 : 583|1 ، الفقيه 2 : 348| 1569 ، التهذيب 6 : 81| 159.
(1) في نسخة « ع » و« ث » : الزيادي ، وفي هامش « م » : الرازي ، والصواب ما أثبتناه ، كذا ذكره النجاشي في رجاله (260 | 681) وقال : . . كان له اتصال بصاحب الأمر (عليه السّلام) ، وخرجت إليه توقيعات ، وكانت له منزلة في أصحابنا ، وكان ورعاً ثقة فقيهاً ، لا يطعن عليه في شيء .
3 - التهذيب 6 : 82| 160 ، مصباح الزائر (مخطوط) : 284 .

( 88 )
(عليه السّلام) : ما لمن زار أباك ؟ قال : « الجنة ، فزره ».
(137|4) وعنه ، عن أبيه أحمد بن داود قال : حدثنا أحمد بن جعفر المؤدب عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن يعقوب بن يزيد(1) ، عن الحسين بن بشار(2) الواسطي قال : سألت أبا الحسن الرّضا (عليه السلام) : فما لمن زار قبر أبيك ؟ قال : « فزره » قلت : ؟ي شيء فيه من الفضل ؟ قال : « فيه من الفضل كفضل من زار قبر والده » يعني رسول الله (صلّى الله عليه واله) وقلت له : فإني خفت ولم يمكنني أن أدخل داخلاً ، قال : « سلم من وراء القبر » .
(138|5) وعنه ومحمّد بن همام قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن بندار ، عن منصور بن العباس ، عن جعفر الجوهري ، عن زكريا بن آدم القمي ، عن الرّضا (عليه السّلام) قال : « إنّ الله نجّى بغداد لمكان قبر أبي فيها » .
قبض قتيلاًَ ببغداد لست بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة(1) ، وله يومئذ خمس وخمسون ، وقبره ببغداد بباب القين من مدينة السلام في المقبرة المعروفة بمقابر قريش ، قاتله هارون الرشيد بالسم على يد سندي بن شاهك لعنة الله عليهما(2) .
____________
4 - كامل الزيارات : 299|5 ، التهذيب 6 : 82|161 ، مصباح الزائر : 284 (وفيه صدر الحديث) .
(1) في نسخة « ث » وهامش « م » : زيد ، وأثبتنا الصواب ، انظر : رجال النجاشي : 45| 1215 ، الفهرست للشيخ الطوسي : 365| 798 .
(2) في هامش « م »: يسار ، ولقد ورد بالتسميتين ، انظر : رجال الشيخ الطوسي : 347| 7 ، و 373|23 ، و400| 9 ، تنقيح المقال 1 : 321 .
5 - التهذيب 6 : 82| 162 (وفيه : بمكان قبور الحسينين فيها) ، مصباح الزائر :285 .
(1) انظر : الكافي 1 : 405| 9 ، إرشاد المفيد : 298 ، عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1 : 99| 4 ، التهذيب 6 : 81 ، روضة الواعظين : 221 و 264 ، أعلام الورى : 294 ، المناقب (لابن شهر آشوب) 4 : 324 ، الدروس (للشهيد الأول) : 155 ، الهداية الكبرى : 263 و 264 ، تاريخ بغداد 3 : 32 ، صفة الصفوة 2 : 187 ، الكامل في التاريخ 6 : 164 ، تذكرة الخواص : 356 ، سير أعلام النبلاء 6 : 274 ، البداية والنهاية 1 : 183 ، غاية الاختصار : 91 ، مطالب السؤول : 83 .
(2) روضة الواعظين 1 : 221 .

( 89 )
الفصل الرابع عشر
في زيارة علي بن موسى بن جعفر (عليهم السّلام)
(139|1) حُدِّثنا بإسناد ، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر (رضي الله عنه) قال : حدثنا محمّد بن علي ماجيلويه قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه قال : حدثنا عبد الرحمن بن حمّاد ، عن عبد الله بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسين بن زيد قال : سمعت أبا عبد الله الصّادق جعفربن محمد (عليهما السّلام) يقول : « يخرج رجل من ولد ابني موسى اسمه اسم أمير المؤمنين (عليه السّلام) فيدفن في أرض طوس ، وهي بخراسان ، يقتل فيها بالسم ، فيدفن غريباً ، من زاره عارفاً بحقه أعطاه الله عزَّ وجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل » .
(140|2) حدثنا أحمد بن زياد الهمداني (رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدثنا محمّد بن عيسى بن عبيد قال : حدثنا محمّد بن سليمان المصري ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي قال : حدثنا قبيصة ، عن جابربن يزيد الجعفي قال : سمعت وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء أبا جعفرٍ محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) يقول : « حدثني سيد العابدين علي بن الحسين ، عن سيد الشهداء الحسين بن علي ، عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
____________
1 - الفقيه 2 : 349| 1600 ، عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 : 255| 3 .
2 - الفقيه 2 : 349| 1654 ، أمالي الصدوق : 104| 2 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 257|14 .

( 90 )
(عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى اللهّ عليه وآله) : ستدفن بضعة مني بخراسان (1) ، ما زارها مكروب إلاّ فرج الله كربته ، ولا مذنب إلاّ غفر الله ذنوبه ».
(141|3) حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدثنا محمّد بن الحسن البزنطي قال : قرأت كتاب أبي الحسن الرّضا (عليه السّلام) : « أبلغ شيعتي أنّ زيارتي تعدل عند الله ألف حجة وألف عمرة متقبلة كلها » قال : قلت لأبي جعني إبنه (عليه السّلام) : ألف حجة ؟ قال : « إي والله ألف حجة وألف حجة لمن زاره عارفاً بحقه ».
(142|4) حدثنا أبي رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيِ قال : سمعت الرّضا (عليه السّلام) يقول : « ما زارني أحد من أوليائي عارفاَ بحقي إلاّ تشفّعت فيه يوم القيامة » .
(143|5) حدثنا علي بن عبد الله الورّاق قال : حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال : حدثنا عمران بن موسى(1) ، عن الحسن (2) بن علي بن النعمان ، عن محمّد بن فضيل ، عن غزوان الضبي قال : أخبرني عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد قال : قال أمير المؤمنين علي بن
____________
(1) في نسخة « م » : بارض خراسان .
3 - كامل الزيارات : 306| 9 ، الفقيه 2 : 359| 1599 ، ثواب الأعمال : 123| 3 ، أمالي الصدوق : 61| 10 و 104| 3 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 257| 10 ، التهذيب 6 : 85| 168 ، بشارة المصطفى : 22 ، مصباح الزائر : 294 . ويأتي الحديث برقم 0 5 1 .
4 - الفقيه 2 : 294| 1601 ، أمالي الصدوق : 104| 4 ، عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 :
5 - الفقية 2 : 349| 1605 ، أمالي الصدوق : 104| 5 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 258|17.
(1) في نسخة « م » : عمران بن أبي موسى ، وأثبتنا الصواب . انظر : رجال النجاشي : 291| 784 ، تنقيح المقام 2 : 352 .
(2) في نسخة « ع » و« ث » : الحسين ، والصواب ما أثبتناه انظر : رجال النجاشي : 81|40 ، تنقيح المقال 1 : 300 .

( 91 )
أبي طالب (عليه السّلام) : « سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلماً اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابن عمران موسى (عليه السّلام) ، ألا فمن زاره في غربته غفر الله ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر ولوكانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار » .
(144|6) وحدثنا جعفر بن محمّد قال : حدثنا الحسين بن محمّد ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن سليمان بن حفص المروزي قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السّلام) يقول : « من زار قبر ولدي علي كان له عند الله عزَّ وجلّ سبعون حجة مبرورة » قلت : سبعون حجة مبرورة ؟ قال : « نعم وسبعون ألف حجة » قال : فقال : « رب حجة لا تقبل ، من زاره أو بات عنده ليلة كان كمن زار الله تعالى في عرشه » فقلت : كمن زار الله تعالى في عرشه ؟ قال : « نعم ، إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمن جل جلاله أربعة من الأولين وأربعة من الأخرين ، فاما الأولون فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، وأما الأربعة الاخرون محمد وعلي والحسن والحسين ، ثم يمد المضمار فيقعد معنا زوار قبور الأئمة ، ألا آن أعلاهم درجة وأقربهم حبوة زوار قبر ولدي علي » .
قال الشيخ الفقيه أبو جعفر (رحمه الله) : معنى قوله (عليه السّلام) : « كان كمن زار الله تعالى في عرشه » ليس بتشبيه ؛ لأن الملائكة تزور العرش وتلوذ به وتطوف حوله وتقول : نزور الله في عرشه ، كما يقول الناس نحج بيت الله ونزور الله ؛ لأن الله تعالى ليس موصوف بمكان ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً(1).
(145|7) حدثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى (عليهم السّلام) يقول : « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما
____________
6 - كامل الزيارات : 307|13 ، أمالي الصدوق : 105 | 6 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 259| 20 ، التهذيب 6 : 85| 167 .
(1) أمالي الصدوق : 5 0 1 | ذح 6 ، عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 : 260| ذح 20 .
7 - كامل الزيارات : 304|3 و305|6 ، أمالي الصدوق : 105|7 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 259 | 19 .

( 92 )
تقدم من ذنبه وما تأخر ، فإذا كان يوم القيامة نُصب له منبر بحذاء منبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتى يفرغ الله تعالى من حساب عباده ».
(146|8) حدثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانه (رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن حمزة بن حمران قال : قال أبو عبد الله (عليه السّلام) : « يقتلِ حفدتي (1) بأرض خراسان في مدينة يقال لها : طوس ، من زاره فيها(2) عارفاَ بحقه أخذتُه بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة وإن كان من أهل الكبائر » قال : جعلت فداك وما عرفان حقه ؟ قال : « تعلم أنه إمام مفترض الطاعة غريب شهيد ، من زاره عارفاً بحقه أعطاه الله تعالى أجر سبعين شهيد ممن استشهد بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على حقيقة».
(197|9) حدثنا علي بن أحمد بن موسى (رحمه الله) قال : حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن أحمد بن محمّد بن صالح الرازي ، عن حمدان الديواني قال : قال الرّضا (عليه السّلام) : « من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً ، وعند الصراط ، وعند الميزان » .
(148|10) حدثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله) قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال : حدثنا محمّد بن زكريا قال : حدثنا محمّد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الصّادق (عليه السّلام) ، عن أبيه ، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : « قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : ستدفن بضعة مني بأرض خراسان
____________
8- الفقيه 2 : 350|1607 ، أمالي الصدوق :105|8 .
(1) كذا ، وهو كما في المصادر ، ولعل الأنسب : حفيدي .
(2) في نسخة « ع » و « ث » : إليها .
9 - كامل الزيارات : 304| 4 ، الفقيه 2 : 350| 1606 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 255| 2 ، الخصال : 167| 220 ، المقنعة : 74 ، التهذيب 6 : 85| 169 ، مصباح الزائر (مخطوط) : 293 .
10 - الفقيه 2 : 351| 1611 ، أمالي الصدوق : 60|6.

( 93 )
لا يزورها مؤمن (1) إلاّ أوجب الله عزَّ وجلّ له الجنة ، وحرَّم جسده على النار ‌» .
(149|11) قال حدثنا محمّد بن إبراهيم (رحمه اللهّ) قال : حدثنا أحمد بن محمّد الهمداني قال : أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرّضا (عليه السّلام) أنّه قال « إنّ بخراسان بقعة يأتي عليها زمان تصيرمختلف الملائكة ، فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور » فقيل له : يابن رسول الله وأية بقعة هذه ؟ قال : « هي بارض طوس ، وهي واللهّ روضة من رياض الجنة ، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وكتب الله تبارك وتعالى [ له] بذلك ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة » .
(150|12) حدثنا محمّد بن موسى المتوكل (رحمه الله) قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي الصلت عبد السّلام بن صالح الهروي قال : سمعت الرّضا (عليه السّلام) يقول : « والله ما مِّنا إلاّ مقتول شهيد » فقيل له : فمن يقتلك يابن رسول الله ؟ قال : « أشر خلق اللهّ في زماني يقتلني بالسم ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة ، ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عزَّ وجلّ له أجر مائة ألف شهيد ، ومائة ألف صدِّيق ، ومائة ألف حاج ومعتمر ، ومائة ألف مجاهد ، وحُشِر في زمرتنا ، وجُعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا » .
(151|13) حدثنا محمّد بن الحسن (رحمه اللهّ) قال : حدثنا محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال : قرأت كتاب أبي الحسن الرّضا (عليه السّلام) : « أبلغ
____________
(1) في نسخة « ع » : ومؤمنة .
11 - الفقيه 2 : 351| 1610 ، أمالي الصدوق ، 61 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 255|5 ، التهذيب 6 : 108| 190 .
12 - الفقيه 2 : 351| 1609 ، أمالي الصدوق : 61|8 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 256|9 .
13 ـ ثواب الأعمال : 123| 3 ، عيون أخبار ألرضا (عليه السّلام) 2: 257| 10 ، أمالي الصدوق : 61|91 ، وتقدم برقم 141 .

( 94 )
شيعتي أنَّ زيارتي تعدل عند الله عزَّوجلّ ألف حجة » قال : قلت لأبي جعفرِ (عليه السّلام) : ألف حجة ؟ قال : « أي والله وألف ألف حجة لمن زاره عارفاَ بحقه ».
(152|14) قال : حدثنا محمّد بن إبراهيم (رحمه الله) قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرّضا (عليه السّلام) أنّه قال له رجل من أهل خراسان : يابن رسول الله رأيتُ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام كأنه يقول لي : « كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي ، واستحفظتم وديعتي ، وغيب في ثراكم نجمي » ؟ فقال له الرّضا (عليه السّلام) : « أنا المدفون في أرضكم ، وأنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنا شفعاؤه يوم القيامة نجا ولوكان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس » .
(153|15) وروى حمدان بن إسحاق النيشابوري قال : قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السّلام) : ما لمن زار قبر أبيك بطوس ؟ قال : « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر » .
وقبض (عليه السّلام) بطوس من أرض خراسان بقرية سناباد في صفر سنة ثلاث ومائتين ، وله يومئذ خمس وخمسون سنة ، وقبره ببلدة طوس في قرية سناباد ، قاتله المامون عليه اللعنة بالسم (1) .
____________
14 - الفقيه 2 : 1608|350 ، عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 : 257 | 11 ، أمالي الصدوق : 61|10 .
15 - الكافي 4 :585|3 ، كامل الزيارات : 304|3 (وفيهما باختلاف يسير) .
(1) الكافي 1 : 406 ، إرشاد المفيد : 304 ، أعلام الورى : 380 ، إقبالى الأعمال : 97 .

( 95 )
الفصل الخامس عشر
في زيارة محمّد بن علي بن موسى الرّضا (عليهم السّلام)
(154|1) وروى إبراهيم بن عقبة قال : كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السّلام) أسأله عن زيارة ابي عبد الله الحسين بن علي ، وزيارة أبي الحسن موسى بن جعفر ، ومحمّد بن علي (عليهم السّلام) فكتب إليَّ : « أبو عبد الله (عليه السّلام) المقدَّم ، وهذا أجمع وأعظم أجراً » .
وقبض (عليه السّلام) ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرون ومائتين ، وله يومئذ خمس وعشرون سنة ، وقبره ببغداد في مقابر قريش في ظهرجده موسى بن جعفر (عليهما السّلام)(1) ، قاتله المأمون (2) ، وقيل : المعتصم (3) ، وقيل : أم الفضل (4) .
____________
1 - الكافي 4 : 583| 3 ، التهذيب 6 : 91|172 .
(1) الكافي 1 : 411 ، روضة الواعظين 1: 243 ، أعلام الورى: 386 ، كشف الغمة 2 : 365 ، مروج الذهب .
(2) كذا في نسخنا ، وهو اشتباه واضح إلا إذا كان المراد منه ضلوع المأمون مع ابنته أم الفضل في مخطط قتل الإمام (عليه السّلام) ، وذلك لأن سنة وفاة الإمام كانت 220 هـ كما تقدم ، في حين تتفق كتب التأريخ على أن سنة وفاة المأمون كانت 218 هـ (انظر : تأريخ الأمم والملوك 8 : 646 ، الكامل في التأريخ 6 : 428 ، تأريخ اليعقوبي 2 : 469) والله تعالى هو العالم .
(3) في إقبال الأعمال (دعوات شهر رمضان) : 97 ذكر « . . . وضاعف العذاب على من شرك في دمه وهو المعتصم » .
(4) المناقب (لابن شهر آشوب) 4 : 391 ، مروج الذهب 4: 349 .