الفصل الرابع والخمسون
في الخوف
(675|1) قال الله تعالى في سورة ال عمران :
(فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين *)
(676|2) سورة المائدة :
(فلا تخشوهم واخشون )
(677|3) سورة النحل :
(يخافون ربهم من فوقهم )
(678|4) سورة الرعد :
(ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب *)
(679|5) سورة الأنبياء :
(ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين *)
(680|6) سورة القصص :
(لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين )
____________
1 - آل عمران 3 : 175 .
3 - النحل 16 : 50 .
4 - الرعد 13 : 21 .
5 - الأنبياء 21 : 90 .
6 - القصص 28 : 76 .

( 258 )
(681|7) وقال في سورة النجم :
(أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون * وأنتم سامدون *)
(682|8) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « من كان بالله أعرف كان من الله أخوف » .
(683|9) وقال (عليه السّلام) : « من خاف الله تعالى خاف منه كل شيء ».
(684|10) روي : أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يصلي وقلبه كالمرجل يغلي من خشية الله تعالى .
(685|11) وقال الله تعالى : (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم).
(686|12) عن أنس بن مالك ، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : « يباهي الله تعالى الملائكة بخمسة : بالمجاهدين ، والفقراء ، والذين يتواضعون لته تعالى ، والغني الذي يعطي الفقراء كثيراً ولا يمن عليهم ، ورجل يبكي في خلوة من خشية الله عزوجل ».
(687|13) عن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) انه قال : « ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أودمعت دمعة إلا بوّأه الله بها في الجنة حقباً ».
(688|14) وقال (عليه السّلام) : « لا تامن إلاّ من قد خاف الله تعالى».
____________
7 - النجم 53: 59- 61 .
8 - نحوه في الكافي 2 : 55|4 .
9 - الفقيه 4 : 258|824 ، المواعظ : 16 ، أمالي الطوسي 1 : 139 ، مكارم الأخلاق : 436 ، مشكاة الأنوار : 117 الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 496|5539 ، الترغيب والترهيب 4 : 267|22 ، كشف الخفاء 2 : 429 .
10 ـ الترغيب والترهيب 4 : 232|17 .
11 - الأنفال 8 : 2 .
12 ـ
13 - كامل الزيارات : 101 .
14 - مشكاة الأنوار : 117 .

( 259 )
(689|15) وقال (عليه السّلام) : « البكاء من خشية الله نجاة من النار ».
(690|16) وقال (عليه السّلام) : « بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله » .
(691|17) قال أنس عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : « ما من مؤمن يبكي من خشية الله تعالى إلاّ غفرالله له ذنوبه وإن كانت أكثر من نجوم السماء وعدد قطرات البحار- ثم قرأ - ( فَليَضحَكوا قليلاً وليَبكوا كثيراً جزاء بما كانُوا يكسِبون )(1) .
(692|18) قال الصادق (عليه السلام) : « لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا » .
(693|19) قال الصادق (عليه السّلام) : « لا يكون العبد مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو » .
(694|20) قال أبو عبد الله (عليه السّلام) : « خف الله كانك تراه ، فإن كنت لا تراه فإنه يراك ، وإن كنت ترى أنّه لا يراك فقد كفرت ، وإن كنت تعلم أنّه يراك ثم استترت من المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها فقد جعلته في حد أهون الناظرين إليك » .
(695|21) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « من خاف الله أخاف
____________
15 - جامع الأحاديث للقمي : 5 .
16 - مكارم الأخلاق : 317 .
17 - روى الطبرسي في مشكاته : 119 نحوه .
(1) التوبة 9 : 82 .
18 - تحف العقول 280 ، مشكاة الأنوار : 119 .
19 ـ الكافي 2 : 57|11 ، أمالي المفيد : 195|27 .
20 ـ الكافي 2 : 55|2 ، ثواب الأعمال : 176|1 .
21 ـ الفقيه 4 : 258|824 ، المواعظ : 16 ، أمالي الطوسي 1 : 139 ، مكارم الأخلاق : 436 ، مشكاة الأنوار : 117 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 496|5539 ، الترغيب 4 : 267|22 ، كشف الخفاء 2 : 429 .

( 260 )
الله منه كل شيء ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء » .
(696|22) وقال (عليه السّلام) : « حرمت النار على عين بكت من خشية الله تعالى » .
(697|23) عن أبي أمامة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « ما يقطرفي الأرض قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع في سواد الليل من خشيته لا يراه أحد إلاّ الله عز وجل » .
(698|24) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) : قال : « ما من شيء إلاّ وله كيل أو وزن إلاّ الدموع ، فإن القطرة تُطفىء بحاراً من نار ، وإذا إغرورقت العينِ بمائها لا يرهق وجهه قتر ولا ذلة ، فإذا فاضت حرّمه الله على النار ، ولوأنَّ باكياَ بكى في أمّة لرحموا » .
(699|25) عن الصّادق (عليه السّلام) عن أبيه قال : « قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله تعالى لم يطّلع الذنب غيره ».
(700|26) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « يا بن مسعود، اخشَ الله تعالى بالغيب كانك تراه ، فان لم تره فانه يراك ، يقول الله تعالى : (من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود(1).
(701|26) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « قال الله تعالى :
____________
22 ـ إرشاد القلوب : 97 ، الترغيب والترهيب 4 : 229|7.
23 - إرشاد القلوب : 97 .
24 ـ الكافي 2 : 350|5 ، ثواب الأعمال : 200|1 ، أمالي المفيد : 143|1 ، مكارم الأخلاق : 317 .
25 ـ ثواب الأعمال : 200|2 و 211|2 ، أمالي المفيد : 67|2 ، تحف العقول : 8 .
26 - مكارم الأخلاق : 457 .
(1) ق 50: 33-34 .
27 - روضة الواعظين 2 : 451 ، مكارم الأخلاق : 462 ، ورام 2 : 56 ، مشكاة الأنوار : 118 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 174|4465 ، إحياء علوم الدين 4 : 162 .

( 261 )
« وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين ، ولا أجمع له أمنين ، فإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة » .
(702|28) قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « يا بني خِفِ الله خوفاً ترى أنَك لوأتيته بحسنات أهل الأرض لم يقبلها منك ، وارج الله رجاء أنّك لوأتيته بسيئات أهل الأرض غفرها لك » .
(703|29) قال لقمان لابنه : « خفِ الله خيفة لوجئته ببر الثقلين لعذبك ، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك » .
(704|30) وقال الصادق (عليه السّلام) : « ارج الله رجاء لا يجرؤك على معصيته ، وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته » .
(705|31) قال النبي (صلى الله عليه وآله) : « كل عين باكية يوم القيامة إلآ ثلاث أعين : عين بكت من خشية الله تعالى ، وعين غضت من محارم الله تعالى ، وعين باتت ساهرة في سبيل الله تعالى » .
(706|32) قال (عليه السّلام) : « من بكى على ذنوبه حتى يسيل دمعه على لحيته حرّم الله ديباجة وجهه على النار» .
(707|33) وقال (عليه السّلام) : « من خرج من عينه مثل الذباب من الدمع من خشية الله آمنه الله تعالى به يوم الفزع الأكبر » .
(708|34) وقال النبي (صلى الله عليه وآله) : « إذا اقشعر قلب المؤمن من خشية الله تعالى تحاتت خطاياه كما يتحات من الشجرة ورقها » .
____________
28 - ورام 1 : 50 .
29 - الكافي 2 : 55|1 ، الاختصاص : 338 ، مشكاة الأنوار : 119 .
30 - أمالي الصدوق : 22|5 .
31 - الكافي 5: 350|4 ، الخصال 1 : 98|46 ، تحف العقول : 8 ، معدن الجواهر 340 ، روضة الواعظين 2 : 450 ، مكارم الأخلاق :315 .
32 - روضة الواعظين 2 : 452 ، مكارم الأخلاق : 316 .
33 - روضة الواعظين 2 : 452 ، مكارم الأخلاق : 316 ، إحياء علوم الدين 4 : 163 .
34 - إحياء علوم الدين 4 : 163 ، الترغيب والترهيب 4 : 234|25 وكذا 266|19 .

( 262 )
(709|35) ومر الحسن (عليه السّلام) بشاب يضحك فقال : « هل مررت على الصراط ؟ » قال : لا ، قال : « وهل تدري إلى الجنة تصير أم إلى النار ؟ » قال : لا ، قال : « فما هذا الضحك ؟ » قال : فما روي هذا الضاحك بعد ضاحكاً .
____________
35 - مجمع البيان 3 : 526 .

( 263 )
الفصل الخامس والخمسون
في حسن الظن بالله
(710|1) قال الله تعالى في سورة الحاقة .
(فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية *)
(711|2) وقال في سورة البقرة .
(قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين *)
(712|3) عن أبي جعفر(عليه السّلام) قال : « وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب (عليه السّلام) : أن رسول اللهّ (صلى الله عليه وآله) قال وهو على منبره : والله الذي لا إله إلاّ هو ، ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلاّ بحسن ظنه بالله ، ورجائه ، وحسن خلقه ، والكف عن اغتياب المؤمنين .
والله الذي لا إله إلاّ هو ، لا يُعذب الله مؤمناً بعد التوبة والاستغفار إلاّ بسوء ظنه بالله ، وتقصيرمن رجائه لله وسوء خلقه ، واغتيابه للمؤمنين .
والله الذي لا إله إلاّ هو ، لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلاّ كان الله عند ظن
____________
1 - الحاقة 69 : 19 - 22 .
2 - البقرة 2 : 249 .
3 - الكافي 2 : 58|2 ، الاختصاص : 227 ، مشكاة الأنوار : 35 .

( 264 )
عبده المؤمن به ، لأن الله كريم بيده الخيرات يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن والرجاء ثم يخلف ظنه ورجاءه له ، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه ».
(713|4) وقال (عليه السّلام) : « ليس من عبد ظن به خيراً إلاّ كان عند ظنه به ، (ولا ظن سوء إلاّ كان عند(1) ظنه به) ، وذلك قوله عزوجل :( وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين) »(2) .
(714|5) وعنه (عليه السّلام) قال : « قال داود النبي (على نبينا وآله وعليه السّلام) : يا رب ما آمن بك من عرفك فلم يحسن الظن بك » .
(715|6) من كتاب روضة الواعظين : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « لا يموتن أحدكم إلاّ وهويحسن الظن بالله ، فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة».
(716|7) ومن سائرالكتب : عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « كان في زمن موسى بن عمران رجلان في الحبس ، فاخرجا ، فأما أحدهما فسمن وغلظ ، وأما الاخر فنحل فصار مثل الهدبه ، فقال موسى بن عمران للسمين : ما الذي أرى بك من حسن الحال في بدنك ؟ قال : حسن ظني بالله.
وقال للآخر : ما الذي أرى منك من سوء الحال في بدنك ؟ قال : الخوف من الله » .
قال : « فرفع موسى يده إلى الله فقال : يا رب ، قد سمعت مقالتهما ،
____________
4 - ثواب الأعمال : 206|1 ، تفسير القمي 2 : 264 ، مشكاة الأنوار : 36 .
(1) لم ترد في نسخة « ن » .
(2) فصلت 41 : 23 .
5 - فقه الإمام الرضا (عليه السلام) : 360 ، مشكاة الأنوار : 36 ، فردوس الأخبار 1 : 176|498 .
6 - روضة الواعظين 2 : 503 ، والحديث ورد بهذا الشكل في مشكاة الأنوار : 36 .
7 - فقه الإمام الرضا (عليه السلام) : 361 ، مشكاة الأنوار : 36 .
(1) العبارة بنصها في مشكاة الأنوار .

( 265 )
فاعلمني أيهما أفضل ؟ فاوحى الله إليه : صاحب حسن الظن بي » .
(717|8) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « إن آخر عبد يؤمر به إلى النار يلتفت ، فيقول الله تعالى له : ردوه ، فإذا أتي به قال له : عبدي لم التفتّ ؟ فيقول : يا رب ما كان ظني بك هذا ؟ فيقول الله تعالى : وما كان ظنك بي ؟ فيقول : يا رب ، كان ظني بك أنْ تغفر لي خطيئتي وتسكنني جنتك ».
قال : « فيقول الله تعالى : ملائكتي ، وعزتي وجلالي ، وآلائي وارتفاع مكاني ، ما ظن بي هذا ساعة من خيرقط ، ولوظن بي ما رؤعته بالنار ، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنة ».
ثم قال أبو عبد الله (عليه السّلام) : « ما ظن عبد بالله خيراً إلاّ كان الله تعالى عند ظنه به ، ولا ظن به سوءاً إلاّ كان الله عند ظنه به ، وذلك قوله تعالى : ( وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارديكم فاصبحتم من الخاسرين ) »(1) .
____________
8 - ثواب الأعمال : 206|1 ، تفسير القمي 2 : 264 ، فقه الإمام الرضا (عليه السلام) : 361 .
(1) فصلت 41 : 23 .

( 266 )

( 267 )
الفصل السادس والخمسون
في الاخلاص
(718|1) قال الله تعالى في سورة البينة :
(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتواالزكوة وذلك دين القيمة *)
(719|2) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « ما من حافظين يرفعان إلى الله ما حفظا ، فيرى الله تبارك وتعالى في أول الصحيفة خيراً وفي آخرها خيراً إِلاً قال لملائكته : اشهدوا أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة » .
(720|3)عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : « قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : إن المَلَك لينزل بصحيفة أول النهار وأول الليل فيكتب فيها عمل ابن آدم ، فاعملوا في أولها خيراً وفي آخرها خيراً ، فإن الله يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء الله فإن الله تعالى ، يقول : ( اذكُرُوني أذكُركُم )(1) ويقول : ( وَلَذِكرُ الله أكبَرُ)(2) .
____________
1 - البينة 98 : 5 .
2 - روضة الواعظين 2 : 502 ، الفردوس بماثور الخطاب 4 : 54|6170 ، مسند أبي يعلى5 : 162|2775 ، مجمع الزوائد 10 : 208 ،
3 - ثواب الأعمال : 200|1 ، أمالي المفيد 1 : 2 .
(1) البقرة 2 : 152 .
(2) العنكبوت 29 : 45 .

( 268 )
(721|4) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) في قول الله تعالى : ( حَنِيفاً مسلِماً *)(1) قال : « خالصاً مخلصاً لا يشوبه شيء » .
(722|5) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « إنَ المؤمن يخشع له كل شيء ويهابه كل شيء » ثم قال : « إذا كان مخلصاً لله أخاف اللهّ منه كل شيء حتى هوام الأرض وسباعها وطيرالسماء » .
(723|6) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « إن الله لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم ، وإنما ينظر إلى قلوبكم ونياتكم » .
(724|7) وقال (عليه السّلام) : « الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة » .
(725|8) قال (عليه السّلام) : « ليس بكاذب من أصلح بين اثنين فقال خيراً أو نمى(1) خيراً » .
(726|9) قال الصّادق (عليه السّلام) : « لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل ، انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة » .
____________
4 - المحاسن : 251|269 ، مشكاة الأنوار : 10 .
(1) آل عمران 3 : 67 .
5 - عنه بحار الأنوار 70 : 248 ، إلا أنه ما في مشكاة الأنوار ورد الحديث بهذا الشكل : « إن المؤمن يخشع له كل شيء حتى هوام الأرض وسباعتها وطير السماء » .
6 - الجامع الصغير1 : 280|1832 .
7 - مشكاة الأنوار : 172 .
8 - كشف الخفاء 2 : 218 .
(1) أي : نقل .
9 - أمالي ألصدوق : 249|6 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 51|197 .

( 269 )
الفصل السابع والخمسون
في الاجتهاد
(727|1) قال الله تعالى في سورة العنكبوت :
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
(728|2) وفي سورة النازعات :
(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى *)
(729|3) وقال (عليه السّلام) : « رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر » .
(730|4) وقال (عليه السّلام) : « من غلب علمه هواه فهو علم نافع ، ومن جعل شهوته تحت قدميه فر الشيطان من ظله » .
(731|5) وقال (عليه السّلام) : « يقول الله تعالى : أيما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري ، وأيما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ، ثم لم أبال في أي وادٍ هلك ».
____________
1 - العنكبوت 29 : 69 .
2 - النازعات 79 : 0 4 - 41 .
3 - الأشعثيات : 78 .
4 - عنه المجلسي في بحاره 70 : 71|21 .
5 - أمالي الصدوق : 395|2 .

( 270 )
(732|6) قال أبو جعفر (عليه السّلام) : « يقول الله عزَ وجلّ : وعزتي وجلالي ، لا يؤثرعبد هواي على هواه إلاّ جعلت غناه في قلبه ، وهمّه في آخرته ، وكفيت عنه ضيعته ، وضمّنت السماوات والأرض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر ».
(733|7) قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « أمتي على ثلاثة أصناف : صنف يُشبَّهون بالأنبياء ، وصنف يُشبَّهون بالملائكة ، وصنف يُشبَّهون بالبهائم ، فأمّا الذين يُشبَّهون بالأنبياء فهمتهم الصلاة والزكاة ، وأمّا الذين يُشبَّهون بالملائكة فهمتهم التسبيح والتهليل والتكبير ، وأمّا الذين يُشبَّهون بالبهائم فهمتهم الأكل والشرب والنوم » .
____________
6 - ثواب الأعمال : 201|21 ، مشكاة الأنوار : 16 .
7 - الإثنا عشرية في المواعظ العددية : 93 .

( 271 )
الفصل الثامن والخمسون
في التزويج
(734|1) قال الله تعالى في سورة النور :
(وأنكحوا الأيامى منكم الصالحين من عبادكم وأمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم *)
(735|2) وقال في سورة النساء :
(فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فأن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم)
(736|3) قال رسول الله (صلّى اللهّ عليه وآله) : « من تزوج فقد أحرز نصف دينه ، فليتق اللهّ في النصف الباقي » .
(737|4) وقال (عليه السّلام) : « النكاح سنتي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ».
____________
1 - النور 24 : 32 .
2 -النساء 3:4.
3 - الفقيه 2 : 3|4 و 3 : 241|1141 و 1142 ، المقنع : 98 ، أمالي الطوسي 2 : 132 مكارم الأخلاق : 196 ، عوالي اللألي 3 : 289|43 ، إحياء علوم الدين 2 : 22
4 - الخصال : 614 ، الهداية : 67 ، عوالي اللئالي 3 : 283|12 ، فردوس الأخبار5: 58|7174 ، إحياء علوم الدين 2 : 22 .

( 272 )
(738|5) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « تناكحوا تناسلوا تكثروا ، فإِني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط » .
(739|6) وقال (عليه السّلام) : « تزوجوا الودود الولود » .
(740|7) وقال (عليه السّلام) : « سوداء ولد خير من حسناء عقيم » .
(741|8) وقال (عليه السّلام) : « المتزوج النائم أفضل عند الله من الصائم القائم العزب » .
(742|9) وقال (عليه السّلام) : « تفتح أبواب السماء بالرحمة في أربع مواضع : عند نزول المطر ، وعند نظر الولد في وجه الوالدين ، وعند فتح باب الكعبة ، وعند النكاح » .
(743|10) وقال (عليه السّلام) لرجل اسمه عكاف : « ألك زوجة » ؟ قال : لا يا رسول الله ،. قال : « ألك جارية » ؟ قال : لا يا رسول الله ، قال (صلّى الله عليه وآله) : « أفانت موسر » ؟ قال : نعم ، قال : « تزوج ، وإِلاّ فانت من المذنبين » ، وفي رواية : « تزوج ، وإِلاّ فأنت من رهبان النصارى » وفي رواية : « تزوج ، وإِلأ فانت من إخوان الشياطين » .
(744|11) وقال (عليه السّلام) : « تنكح المرأة لأربع : لمالها وجمالها ونسبها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ».
____________
5 - عوالي اللئالي 3 : 286|29 ، إحياء علوم الدين 2 : 22 ، الجامع الصغير 1 : 517|3366 .
6 - سنن سعيد بن منصور 1 : 139|490 ، إحياء علوم الدين 2 : 40 ، الترغيب والترهيب 3 : 46|19 ، الجامع الصغير 1 : 505|3286 .
7 - الكافي 5 : 334|4 ، دعائم الإسلام 2 : 197|721 ، مكارم الأخلاق : 253 ، إحياء علوم الدين 2 : 26 .
8 - عنه بحار الأنوار 103 : 221 .
9 - عنه بحار الأنوار 103|221 .
10 - أدب الدنيا والدين : 157 ، فردوس الأخبار 2 : 512|157 .
11 ـ صحيح البخاري 7 : 9 ، صحيح مسلم 2 : 1086|1466 ، سنن النسائي 6 : 65 ، سنن أبي داود : 219|2047 ، أدب الدنيا والدين : 155 ، الترغيب والترهيب 3 : 45|16 .

( 273 )
(745|12) وروي : أنَّ الحسن بن علي (عليهما السّلام) تزوج زيادة على مائتين ، وربما كان يعقد على أربع في عقد واحد .
(746|13) قال (عليه السّلام) : « يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فليصم ، فإِن الصوم له وجاء » . وكفى للنكاح شرفاً أنّه سنة نبوية وعادة مصطفوية .
(747|14) وقال (عليه السّلام) : « شراركم عزابكم ، والعزاب إِخوان الشياطين » .
(748|15) وقال (عليه السّلام) : « خيار أمتي المتأهلون ، وشرار أمتي العزاب ».
(749|16) وقال (عليه السّلام) لأحد أصحابه وهو زيد بن ثابت :
____________
12 - إحياء علوم الدين 2 : 30 ، وردت أحاديث متفرقة في هذا الباب يستشف منها الإيحاء إلى أن الإمام الحسن (عليه السّلام) ما كان همه إلا التزوج بالنساء وتطليقهن وكأنه ما كان مهتماً بشيء عدا ذلك ، وحقاً أن الزواج سنه يدعو لها الإسلام ويؤكد عليها إلا أن ما تراه لا يمكن حمله على حسن النية ، والله أعلم .
13 ـ الكافي 4 : 180|2 ، المقنعة : 76 مجمع البيان 4 : 140 ، نثر الدر 1 : 203 ، عوالي اللئالي 3 : 289|44 ، صحيح البخاري 7 : 3 و 96 ، صحيح مسلم 2 : 1081|1 ، سنن ابن ماجة 1 : 592|1845 ، سنن النسائي 6 : 57 ، سنن أبي داود 2 : 219|2046 ، سنن الترمذي 3 : 392|1081، سنن سعيد بن منصور 1 : 138|489 ، مصنف عبد الرزاق 6 : 169|10380 ، مصنف ابن أبي شيبة 4 : 126 ، الفردوس بمأثور الخطاب 5: 290|8214 ، إحياء علوم الدين 2 : 22 .
14 ـ مجمع البيان 4 : 140 ، فردوس الأخبار 2 : 513|3446 ، الجامع الصغير 2 : 75|4866 .
15 ـ نحوه في روضة الواعظين 2 : 374 ، مكارم الأخلاق : 197 ، مجمع الزوائد 4 : 251 .
61 ـ الخصال : 316|98 ، معاني الأخبار : 318 ، روضة الواعظين 2 : 375 وباختلاف فيها حيث روت عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : يا زيد تزوجت ؟ قلت : لا : قال : تزوج تستعف مع عفتك ، ولا تزوج خمساً . قال زيد : من هن يا رسول الله ؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : لا تزوجن شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لغوتاً . قال زيد : يا رسول الله ما عرفت مما قلت شيئاً وأني بآخرهن لجاهل . فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : ألستم عرباً ؟ أما الشهبرة فالزرقاء البذية، وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة ، وأما النهبرة فالقصيرة الدميمة ، وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة ، وأما اللغوت فذات الولد من غيرك .

( 274 )
« تزوج ، فإِن في التزويج بركة ، والتعفف مع عفتك ، ولا تزوج اثنتي عشرة امرأةٌ » قال : يا رسول الله وما اثنتا عشرة ؟ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « لا تزوج هنفصة ، ولا عنفصة ، ولا شهبرة ، ولا سلقلقة ، ولا مذبوبة ، ولا مذمومة ، ولا حنانة ، ولا منانة ، ولا رفثاء ، ولا هيدرة ، ولا ذقناء ، ولا لفوتاً » وفي رواية أخرى : « ولا لهبرة ، ولا نهبرة » .
(750|17) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « من عمل في تزويج حلال حتى يجمع الله بينهما زوّجه الله من الحور العين ، وكان له بكل خطوة خطاها وكلمة تكلم بها عبادة سنة » .
____________
17 - ثواب الأعمال : 340 .

( 275 )
الفصل التاسع والخمسون
في خدمة العيال
(751|1) عن علي (عليه السّلام) قال : « دخل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة جالسة عند القِدر وأنا أنقي العدس ، قال : يا أبا الحسن قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : اسمع مني - وما أقول إِلاّ من أمر ربي - ما من رجل يعين امرأته في بيتها إِلاّ كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة ، صيام نهارها وقيام ليلها ، وأعطاه الله تعالى من الثواب مثل ما أعطاه الصابرين داود النبي ويعقوب وعيسى (عليهم السّلام) .
يا علي ، من كان في خدمة العيال في البيت ولم يأنف كتب الله تعالى اسمه في ديوان الشهداء ، وكتب الله له بكل يوم وليلة ثواب الف شهيد ، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة ، وأعطاه الله تعالى بكل عرق في جسده مدينة في الجنة .
يا علي ، ساعة في خدمة العيال خير من عبادة ألف سنة وألف حجة وألف عمرة ، وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف مريض عاده وألف جمعة وألف جنازة وألف جائع يشبعهم وألف عارٍ يكسوهم وألف فرس يوجهها في سبيل الله ، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين ، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، ومن ألف أسير أسر فاعتقهم ، وخير له من الف بدنة يعطي للمساكن ، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة .
يا علي ، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب .
____________
1 - نقله المجلسي في بحار الأنوار 104 : 132|1 .

( 276 )
يا علي ، خدمة العيال كفارة للكبائر ، وتطفىء غضب الرب ، ومهور الحور العين ، وتزيد في الحسنات والدرجات .
يا علي ، لا يخدم العيال إلا صدِّيق أوشهيد ، أورجل يريد الله به خير الدنيا والأخرة » .