الفصل الخامس والثمانون
فى الشكر

(963|1) قال الله تعالى في سورة إبراهيم :

(
لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد *)

(964|2) وقال في سورة سبا :

(
وقليل من عبادي الشكور *)

(965|3) وقال في سورة البقرة :

(
واشكروا لي ولا تكفرون *)

(966|4) وقال في سورة المائدة :

(
ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم
نعمته عليلكم لعلكم تشكرون*)

(967|5) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، عن جبرائيل : « قال
الله عزَّ وجلّ : أهل ذكري في نعمتي ، وأهل شكري في زيادتي ، وأهل طاعتي
في كرامتي ، وأهل معصيتي لم أقنطهم من رحمتي ، فإن مرضوا فانا طبيبهم ،
____________
1 - إبراهيم 14 : 7 .
2 - سبا 34 : 13 .
3 - البقرة 2 : 152 .
4 - المائدة 5 : 6 .
5 - إرشاد القلوب : 82 ، عدة الداعي : 238 .
( 350 )
وإن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فبالمصائب والبلايا أطهرهم » .

(968|6) قال علي بن الحسين (عليهما السّلام): « من قال : الحمد لله
فقد شكركل نعمة لله عزَّ وجل » .

(969|7) قال الصادق (عليه السّلامٍ ) : « إن الله تعالى أنعم على قوم
بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا ، وابتلى قوماً بالمصائب فصبروا
فصارت عليهم نعمة » .

(970|8) قال موسى (عليه السّلام) : « إلهي ، كيف استطاع آدم أن
يؤدي شكر ما أجريت عليه من نعمتك ، خلقته بيدك ، واسجدت له ملائكتك ،
واسكنته جنتك ؟ فأوحى الله تعالى إليه : إن آدم علم أن ذلك كله مني ، فذلك
شكره ».

(971|9) عن أبي عبد الله (عليه السلام) : « إِنّ الرجل منكم ليشرب
الشربة من الماء ، فيوجب الله له بها الجنة » ثم قال : « يأخذ الاناء فيضه على
فيه ثم يشرب فينحيه وهو يشتهيه فيحمد الله ، ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمد
الله ، ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمد الله ، فيوجب له بها الجنة » .

وقيل : الشكر قيد الموجود ، وصيد المفقود .

وقيل : الشكر قيد للنعمة الحاضرة ، وصيد للنعمة الغائبة .
____________
6 - مشكاة الأنوار : 31 .
7 - الكافي 2 : 75|18 ، أمالي الصدوق : 249|4 ، التمحيص : 60|128 ، روضة الواعظين 2 :
473 ، مشكاة الأنوار : 26 و 33 .
8 - روضة الواعظين 2 : 473 ، ورام 1 : 8 ، إحياء علوم الدين 4 : 83 .
9 - الكافي 2 : 79|16 ، مشكاة الأنوار : 28 .
( 351 )
الفصل السادس والثمانون
فى الحب في الله والبغض في الله تعالى

(972|1) قال الله تعالى في سورة البقرة :

(
والذين أمنوا أشد حبا لله)

(973|2) وفي سورة المائدة :

( *
يأيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن
يتولهم منكم فأنه منهم إن الله لايهدى القوم الظالمين *)

(974|3) وفي سورة المجادلة :

(
لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله
ولو كانوا أباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)

(975|4) وعن أبي هريرة ، عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال : « إن
حول العرش منابر من نور ، عليها قوم لباسهم من نور ، ووجوههم نور ، ليسوا
بانبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء » قالوا : يا رسول الله ، حلّ لنا ، قال : « هم
المتحابون في الله ، والمتجالسون في الله ، والمتزاورون في الله » .
____________
1 - البقرة 2 : 165 .
2 - المائدة 5: 51.
3 - المجادلة 58: 22 .
4 - مشكاة الأنوار : 97 ، سنن أبي داود 3 : 288|3527 ، سنن الترمذي 4 : 597|2390 ،
الترغيب والترهيب 4 : 20|18 ، إحياء علوم الدين 2 : 158 .
( 352 )

(976|5) وأوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السّلام) : « هل عملت لي
عملا قط »؟

قال : « الهي ، صليت لك ، وصمت وتصدقت ، وذكرت لك ».

فقال : « إن الصلاة لك برهان ، والصوم جُنة ، والصدقة ظل ، والذكر
نور ، فاي عمل عملت لي » ؟

فقال موسى (عليه السّلام) : « دلني على عمل هو لك » ؟

فقال : « يا موسى ، هل واليت لي ولياً ؟ وهل عاديت لي عدواً قط » ؟

فعلم موسى (عليه السّلام) أن أحب الأعمال الحب في الله والبغض في
الله .

(977|6) قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « لو أن عبدين تحابا في
الله ، أحدهما بالمشرق والاخر بالمغرب يجمع الله بينهما يوم القيامة » .

(978|7) وقال النبي (صلى الله عليه وآله) : « أفضل الإيمان الحب في
الله والبغض في الله » .

(979|8) وقال (صلى الله عليه وآله) : « علامة حب الله حب ذكر الله ،
وعلامة بغض الله بغض ذكر الله » .

(980|9) عن أنس قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « الحب
في الله فريضة ، والبغض في الله فريضة » .
____________
5 - مصنف ابن أبي شيبة 13 : 229|16185 ، إحياء علوم الدين 2 : 160 .
6 - الجامع الصغير 2 : 427|7415 .
7 - المحاسن : 264|335 ، جامع الأحاديث : 4 ، سنن أبي داود 4 : 198|4599 ، الترغيب
والترهيب 4 : 24|31 ، إحياء علوم الدين 2 : 159 .
8 ـ كنزالعمال 1: 417|1776 نقله عن شعب الإيمان للبيهقي.
9 - الفردوس بمأثور الخطاب 2 : 156|2787 .
( 353 )
الفصل السابع والثمانون
في حال المؤمن

(981|1) قال الله تعالى في سورة البقرة :

(
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ) الآية.

(982|2) قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « الدنيا سجن المؤمن وجنة
الكافر ».

(983|3) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) : « إن الله جعل وليه في الدنيا
غرضاً».

(984|4) وقال (عليه السّلام) : « ما أخلي المؤمن من ثلاث ولربما
اجتمعت الثلاث عليه : أما بغض من يكون معه في الداريغلق عليه بابه يؤذيه ، أو
جار يؤذيه ، أومن في طريقه إلى حوائجه يؤذيه ، ولو أن مؤمناً على قلة جبل لبعث
الله عليه شيطاناً يؤذيه ، ويجعل له من إيمانه أنساً لا يستوحش معه إلى أحد » .

(985|5) وقال (عليه السّلام) : « لو أن مؤمناً على لوح في البحر لقيض
____________
1 - البقرة 2 :155 .
2 - الأشعثيات : 204 ، الفقيه 4 : 262 ، معاني الأخبار : 288|3 ، أمالي الطوسي 2 : 142 ،
جامع الأحاديث : 10 ، تحف العقول : 37 ، شهاب الأخبار : 51|123 ، مكارم الأخلأق :
461 ، ورام 1 : 128 ، عوالي اللئالي 1 : 95|4 ، أمالي الشجري 2 : 161 ، مسند أحمد 2 :
197 ، التذكرة في الأحاديث المشتهرة : 123|2 .
3 - الكافي 2 : 195|5 ، التمحيص : 32|9 ، وفيها باختلاف يسير .
4 - الكافي 2 : 194|3 ، علل الشرائع : 44|2 ، مشكاة الأنوار : 284 .
5 - التمحيص 30|3 ، مشكاة الأنوار : 284 .
( 354 )
الله له شيطانآ يؤذيه » .

(986|6) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « لو كان المؤمن في
حجر فأرة لقيض الله له فيه من يؤذيه » .

(987|7) وقال : « المؤمن يُكَفر».

(988|8) وعنه (صلّى الله عليه وآله) أنه قال : « لا يكون في الدنيا مؤمن
إلأ وله جار يؤذيه » .

(989|9) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « ما كان ولا يكون وليس بكائن
نبي ولا مؤمن إِلآ وله جار يؤذيه».

(990|10) قال الصادق (عليه السلام) : « لا ينفك المؤمن من خصال
أربع : من جار يؤذيه ، وشيطان يغويه ، ومنافق يقفو أثره ، ومؤمن يحسده » .

(991|11) وعن أبي جعفر (عليهما السّلام) قال : « إن المؤمن ليبتلى
باهل بيته الخاصة ، فإن لم يكن له أهل بيت فجاره الأدنى فالأدنى » .
____________
6 - الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 341|5028.
7 - علل الشرائع : 560|1 ، وفيه « مكفر» .
8 - الفردوس بمأثور الخطاب 4 : 77|6239 .
9 - الكافي 2 : 195|11 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 33|59 ، صحيفة الإمام الرضا
(عليه السلام) : 273|9 ، أمالي الطوسي 1 : 286 ، التمحيص : 30|4 ، مشكاة الأنوار :
283 .
10 ـ الخصال : 229|70 ، روضة الواعظين 2 : 292 ، مشكاة الأنوار : 285 .
11 - مشكاة الأنوار : 288 .
( 355 )
الفصل الثامن والثمانون
في الزمان

(992|1) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « يأتي على الناس زمان
وجوههم وجوه الادميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين ، كامثال الذئاب الضواري ،
سفّاكون للدماء ، لا يتناهون عن منكر فعلوه ، إن تابعتهم ارتابوك ، وإن حدثتهم
كذّبوك ، وإِن تواريت عنهم اغتابوك ، السُّنة فيهم بدعة ، والبدعة فيهم سُنة ،
والحليم بينهم غادر ، والغادر بينهم حليم ، والمؤمن فيما بينهم مستضعف ،
والفاسق فيما بينهم مشرّف ، صبيانهم عارم ، ونساؤهم شاطر ، وشيخهم لا يأمر
بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ، الالتجاء إليهم خزي ، والاعتزاز بهم ذل ،
وطلب ما في أيديهم فقر ، فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه ، وينزّله في
غير أوانه ، يسلط عليهم شرارهم فيسومونهم سوء العذاب ، ويذبحون أبناءهم
ويستحيّون نساءهم ، فيدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم » .

(993|2) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « يأتي على الناس زمان
بطونهم آلهتهم ، ونساؤهم قبلتهم ، ودنانيرهم دينهم ، وشرفهم متاعهم ، لا يبقى
من الايمان إلاّ اسمه ، ومن الإسلام إلاّ رسمه ، ومن القرآن إلاّ درسه ،
مساجدهم معمورة ، وقلوبهم خراب عن الهدى ، علماؤهم أشر خلق الله على
وجه الأرض ، فإن كان كذلك ابتلاهم الله باربع خصال : جور من السلطان ،
____________
1 - نقله الهيثمي في مجمعه 7 : 286 عن الطبراني في الصغير باختلاف يسير ، وكذا في كنز العمال 11 :
250|31413 .
2 - صدره وباختلاف يسير في عقاب الأعمال : 301|4 ، وأعلام الدين : 406 ، وفردوس الأخبار 2 :
453|3266 ، وكنزالعمال 11 : 280|31522 .
( 356 )
وقحط من الزمان ، وظلم من الولاة والحكام ».

فتعجب الصحابة وقالوا : يا رسول الله ، أيعبدون الأصنام ؟ ! قال :
« نعم ، كل درهم عندهم صنم ».

(994|3) وقال (عليه السّلام) : « يأتي في آخر الزمان أناس من أمتي
ياتون المساجد يقعدون فيها حلقاً ، ذكرهم الدنيا وحب الدنيا ، لا تجالسوهم ،
فليس لله بهم حاجة » .

(995|4) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « سيأتي زمان على
أمتي يفرون من العلماء كما يفر الغنم عن الذئب ، فإذا كان كذلك ابتلاهم الله
تعالى بثلاثة أشياء :

الأول : يرفع البركة من أموالهم ، والثاني : سلط الله عليهم سلطاناً
جائراً ، والثالث : يخرجون من الدنيا بلا إِيمان » .

(996|5) عن أنس ، عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : « يأتي
على الناس زمان الصابر
(1) منهم على دينه كالقابض على الجمرة».

(997|6) وقال (عليه السّلام) : « يأتي زمان على أمتي امراؤهم يكوبون
على الجور ، وعلماؤهم على الطمع ، وعبادهم على الرياء ، وتجّارهم على اكل
الربا ، ونساؤهم على زينة الدنيا ، وغلمانهم في التزويج ، فعند ذلك كساد أمتي
ككساد الأسواق ، وليس فيها مستقيم ، الأموات آيسون في قبورهم من خيرهم ،
ولا يعيشون الأخيار فيهم ، ففي ذلك الزمان الهرب خير من القيام ».

(998|7) قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « سيأتي زمان على أمتي لا
____________
3 - ورام 1 : 69 .
4 - نقله النوري في مستدركه 11 : 376|13301 .
5 - مكارم الأخلاق : 450 ، سنن الترمذي 4 : 526|2260 .
(1) في نسخة « ع » : القابض .
6 - أعلام الدين :285 .
7 - عنه مستدرك الوسائل 11 : 377|13303 .
( 357 )
يعرفون العلماء إلاّ بثوب حسن ، ولا يعرفون القرآن إلآ بصوت حسن ، ولا
يعبدون الله إلاّ في شهر رمضان ، فإذا كان كذلك سلط الله عليهم سلطاناً لا علم له
ولاحلم له ولارحم له » .
( 358 )
( 359 )
الفصل التاسع والثمانون
في الموعظة

(999|1) قال الله تعالى في سورة الذاريات :

(
وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين *)

(1000|2) وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : لا يكفيكم من العِظة
ذكر الموت ، ويكفيكم من التفكر ذكر الاخرة ، ويكفيكم من العبادة الورع ،
ويكفيكم من الاستغفار ترك الذنوب ، ويكفيكم من الدعاء النصيحة فمن كان فيه
من هذه الخصال واحدة دخل الجنة مع أول زمرة من الأنبياء ».

(1001|3)، روي عن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) : أنه
جاءه رجل وقال : أنا رجل عاصٍ ولا اصبرعن المعصية ، فعظني بموعظة ، فقال
(عليه السّلام) : « افعل خمسة أشياء واذنب ما شئت :

فأول ذلك : لا تأكل رزق الله ، واذنب ما شئت .

والثاني : اخرج من ولاية الله ، واذنب ما شئت .

والثالث : اطلب موضعاً لا يراك الله ، واذنب ما شئت .

والرابع : إذا جاء مَلَك الموت ليقبض روحك فادفعه عن نفسك ،واذنب ما
شئت.
____________
1 - الذاريات 51: 55.
2 - الفردوس بمأثور الخطاب 5: 543|9038.
3 - نقله المجلسي في بحار الأنوار 78 : 126|7 .
( 360 )

والخامس : إذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل في النار ، واذنب ما
شئت».

(1002|4) وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « الغفلة في ثلاثة :
الغفلة عن ذكر الله ، والغفلة ما بين صلاة الغداة إلى طلوع الشمس ، والغفلة عن
نفسه في دينه حتى يموت ».

(1003|5) قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « عجبت للبخيل
يستعجل الفقر الذي منه هرب ، ويفوته الغنى الذي إِيّاه طلب ، فيعيش في الدنيا
عَيش الفقراء ، ويُحاسب في الأخرة حساب الأغنياء .

وعجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة ، ويكون غداً جيفة .

وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله .

وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى من يموت .

وعجبت لمن أنكر النشاة الأخرى وهو يرى النشاة الأولى .

وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء .

وعجبت لمن يحتمي عن الطعام مخافة الداء ولا يحتمي من الذنوب مخافة
النار».

(1004|6) عن علي بن موسى الرضا (عليهما السّلام) ، بإسناده ، عن
الصادق (عليه السّلام) قال : « وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن فيه
مكتوب :

لا إله إِلاّ الله ، محمد رسول لله .

عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ؟
____________
4 - الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 118|4327 .
5 - نهج البلاغة 3 : 185|126 ، خصائص الأئمة (عليهم السلام)| خصائص أمير المؤمنين
(عليه السلام) : 100 ، ورام 1 : 62 ، وفيها دون المقطع الاخير، وقد رواه الشيخ ابن شعبة الحراني في
تحف العقول : 141 باختلاف يسير ، وكذا روي في مكارم الأخلاق : 147 إلاّ أنه رواه عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ونقله النوري في مستدركه 11 : 338|13206 عن لب اللباب
ونسبه إلى الباقر (عليه السّلام) .
6 - مشكاة الأنوار : 302 .
( 361 )

عجبت لمن أيقن بالناركيف يضحك ؟

وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ؟

وعجبت لمن اختبر الدنيا وتقلبها باهلها كيف يطمئن إليها ؟

وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يذنب ؟ ، .

(1005|7) قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) : « ما من صباح إلآ وتعرض
أعمال هذه الاُمة على الله تعالى » .
____________
7 - رواه الصدوق باسناد. عن علي بن الحسين (عليه السلام) في عيون اخبار الرضا (عيه السلام) 2 :
44|156.
( 362 )
( 363 )
الفصل التسعون
في الدعاء

(1006|1) قال الله تعالى في سورة البقرة :

(
وإذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)

(1007|2) وقال في . سورة المؤمن :

(
أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم
داخرين *)

(1008|3) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « الدعاء سلاح
المؤمن ».

(1009|4) وقال (عليه السّلام) : « إنّ الله يحب الملحين في الدعاء » .

(1010|5) وقال (عليه السلام) : « ليس شيء أكرم على الله تعالى من
الدعاء ».
____________
1 - البقر 2 : 186 .
2 - المؤمن 40 : 60 .
3 - الأشعثيات : 222 ، ثواب الأعمال : 45|1 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 37|95 ،
جامع الأحاديث : 11 ، شهاب الأخبار : 49|121 ، دعوات الراوندي : 18|4 ، مكارم
الأخلاق : 268 ، أمالي الشجري 1 : 44 ، الفردوس بمأثور الخطاب 2 : 223|3085 ، الترغيب
والترهيب 2 : 479|12 ، المجازات النبوية : 20|15 .
4 - قرب الإسناد : 5 ، شهاب الأخبار : 364|743 ، دعوات الراوندي : 20|15 .
5 - جامع الأحاديث : 23 ، الأدب المفرد : 241|713 ، فردوس الأخبار 3 : 432|5219.
( 364 )

(1011|6) قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : ،« أحب الأعمال إلى الله
تعالى في الأرض الدعاء ، وأفضل العبادة العفاف ، ثم تلا هذه الآية : (
قُل ما
يَعبَؤُا بكم ربي لوالا دعاؤكم)
(1) ».

دعاء : اللّهم اجعل خير أعمارنا وخير أعمالنا خواتمه
(2) ، وخير أيامنا يوم
نلقاك فيه
(3) .

ويقول الداعي بعد فريضة الظهر- سبع مرات - ويأخذ بيده اليمنى
محاسنه ، ويرفع يده اليسرى ويقول : يا رب محمّد وآل محمد صل على محمّد
وآل محمّد وعجل فرج آل محمّد ، يا رب محمّد وآل محمّد صل على محمّد وآل
محمّد واعتق رقبتي من النار
(4) .

(1012|7) دعاء مروي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) : « اللهم إني
أعوذ بك من سوء القضاء وسوء القدر وسوء المنظر في الأهل والمال والولد » .

ومن دعائه (عليه السّلام) : « اللهم إني أعوذ بك من غنى يطغيني وفقر
ينسيني ، وهوى يرديني ، وعملٍ يخزيني ، وجارٍ يؤذيني »
(3) .

(1013|8) ومن دعائه (صلّى الله عليه وآله) : « اللّهم اجعلنا مشغولين بأمرك ،
آمنين بوعدك ، آيسين من خلقك ، آنسين بك ، مستوحشين من غيرك ، راضين
بقضائك ، صابرين على بلائك ، شاكرين على نعمائك ، متلذذين بذكرك ،
فرحين بكتابك ، مناجين إياك آناء الليل وأطراف النهار ، مستعدين للموت ،
مشتاقين إلى لقائك ، مبغضين للدنيا ، محبين للآخرة ، و(
أتِنا ما وَعدتنا على
____________
6 - الكافي 2 : 339|8 ، مكارم الأخلاق : 269 .
(1) الفرقان 25 : 77 .
(2) كذا ، ولعل الأنسب خواتمها .
(3) نقله مثله المجلسي في البحار 95 : 361|91 منِ خط الشهيد (رحمه الله) ، ونقله عن كتابنا في
95 : 361|16 .
(4) مصباح المتهجد : 47 .
7 - عنه المجلسي في البحاره 95 : 360|16 .
(1) عنه المجلسي في البحاره 95 : 360|16 .
8 - عنه المجلسي في بحاره 95 : 360|16 .
( 365 )
رُسُلِكَ ولا تُخزِنا يَوم القيامةِ إنَّكَ لا تُخلِفُ المِيعاد)
(1) .

(1014|9) دعاء أبي ذر (رحمه الله) : اللّهم إني أسألك الإِيمان بك .
والتصديق بنبيك ، والعافية من جميع البلايا ، والشكر على العافية ، والغنى عن
أشرار الناس .

(1015|10) قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « تقدموا بالدعاء قبل
نزول البلاء » .
____________
(1) آل عمران 3 : 194 .
9 - الكافي 2 : 427|25 .
10 - الخصال 2 : 618 .
( 366 )
( 367 )
الفصل الحادي والتسعونٍ
في أوقات الدعاء

(1016|1) قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « تفتح أبواب السماء في
ستة مواقيت : عند الغيث ، وعند الزحف ، وعند الاذان ، وعند قراءة القرآن ،
وعند الزوال ، وعند طلوع الشمس » .

(1017|2) وقال (عليه السّلام) : « من كانت له إلى اللّه حاجة فليطلبها
في ثلاث ساعات : في يوم الجمعة ساعة عند الزوال ، وحين تهب الرياح تفتح
أبواب السماء وتنزل الرحمة ، وساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر » .

(1018|3) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « اللّهم بارك لأمتي في
بكورها».

(1019|4) وليقرأ إِذا خرج من بيته : (
إِنَّ في خَلقِ السمواتِ
والأرض )
(1) الأية ، وآية الكرسي ، وإنّا أنزلناه ، وفاتحة الكتاب ، فإن فيها
قضاء حوائج الدنيا والاخرة . وهذا الخبر في صحيفة الرضا (عليه السّلام)
بإسناده ، عن علي (عليه السّلام) : « إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها
يوم الخميس ، وليقرأ إذا خرج من منزله » ما ذكر إلى آخر الخبر .
____________
1 - الخصال : 618 ، تحف العقول : 71 .
2 - الخصال :615 ، تحف العقول : 69 .
3 - الفقيه 4 : 272|827 ، الخصال : 382|59 ، المواعظ : 52 ، أمالي الطوسي 1 : 135 ، نثر
الدر 1 : 252 .
4 - صحيفة الرضا (عليه السّلام) : 239|143 .
(1) البقرة 2 : 164 ، آل عمران 3 : 190 .
( 368 )
( 369 )
الفصل الثاني والتسعون
فى تأخير إجابة الدعاء

(1020|1) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « ما من مسلم يدعو
الله بدعاء إلاّ يستجيب له ، فأمّا أن يعجل في الدنيا ، وأمّا أن يدخر في الأخرة ،
وأمّا أن يكفر من ذنوبه » .

(1021|2) وروي عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال : « ربما
أخرت عن العبد إجابة الدعاء ليكون أعظم لأجر السائل واجزل لعطاء الامل » .

(1022|3) روى أبو سعيد الخدري : قال النبي (صلّى الله عليه وآله) :
« ما من مؤمن دعا الله تعالى بدعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلاّ أعطاه الله بها
إحدى خصال ثلاث : إِمّا أن تُعجل دعوته ، وإِمّا أن تُدخر له في الآخرة ، وإما أن
تدفع عنه من السوء مثلها » قالوا : يا رسول الله ، إذا نكثر؟ قال : « الله تعالى
أكثر».

(1023|4) وفي رواية أنس بن مالك : « أكثر وأطيب » ثلاث مرات .

(1024|5) وعن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « إن المؤمن ليدعو في
حاجته فيقول الله تعالى : أخروا حاجته شوقاً إلى دعائه ، فإذا كان يوم القيامة يقول
____________
1 - الترغيب والترهيب 2 : 478|9 .
2 - مجمع البيان 1 : 279 ، دعوات الراوندي : 41|102 .
3 - مجمع البيان 1 : 279 ، دعوات الراوندي : 19|12 ، الترغيب والترهيب 2 : 478|9 .
4 - مجمع البيان 1: 279 .
5 - المؤمن : 34|68 .
( 370 )
الله تعالى : عبدي دعوتني في كذا فأخرت إجابتك وثوابك كذا . قال : فيتمنى
المؤمن أنه لم تستجب له دعوة في الدنيا لما يرى من حسن ثوابه » .

(1025|6) وروي عن جابربن عبد الله قال : قال النبي (صلّى الله عليه
وآله) : « إن العبد ليدعو الله وهو يحبه فيقول : يا جبرائيل لا تقض لعبدي هذا
حاجته وأخرّها ، فإني أحب أن لا أزال أسمع صوته ، وأن العبد ليدعو الله عزَّ وجلّ
وهويبغضه فيقول : يا جبرائيل اقض لعبدي هذا حاجته بإخلاصه وعجلها ، فإني
أكره ان أسمع صوته ».
____________
6 - الكافي 2 :355|7 ، مجمع البيان 1 : 279 .
( 371 )
الفصل الثالث والتسعون
في التختم بالعقيق

(1026|1) قال ابن عباس (رحمه الله) : هبط جبرائيل (عليه السّلام)
على النبي صلّى الله عليه وآله) فقال : يا محمد ، ربي يقرؤك السلام ويقول
لك : البس خاتمك بيمينك ، واجعل فصه عقيقاً ، وقل لابن عمك يلبس خاتمه
بيمينه ، ويجعل فصه عقيقآ ، فقال علي (عليه السّلام) : « يا رسول الله ، وما
العقيق » ؟ قال (صلّى الله عليه وآله) : « العقيق جبل باليمن ، أقر لله
بالوحدانية ، ولي بالنبوة ، ولك بالوصية ، ولأولادك الأئمة بالإمامة ، ولشيعتك
بالجنة ، ولأعدائك بالنار » .

(1027|2) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « تختموا بالعقيق فإنه
ينفي الفقر ، واليمنى أحق بالزينة » .

(1028|3) قال (صلّى الله عليه وآله) : « تختموا بالعقيق ، فإنه لا
يصيب أحدكم كثير غم ما دام ذلك عليه » .

(1029|4) وعن الصادق (عليه السّلام) أنَّه قال : « من أراد أن يكثر ماله
____________
1 - الفقيه 4 : 270|824 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 70324 ، المواعظ : 46 ،
روضة الواعظين 2 : 309 ، مكارم الأخلاق : 444 ، المناقب لابن شهر آشوب 3 : 302 ، مناقب
الإمام علي (عليه السلام) لابن المغازلي : 281 .
2 - مكارم الأخلاق : 87 .
3 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 47|180 ، صحيفة الرضا (عليه السّلام) : 154|98 ،
جامع الأحاديث : 6 ، مكارم الأخلاق : 87 ، ربيع الأبرار 4 : 24 .
4 - عنه النوري في مستدركه 3 : 308|3644 .
( 372 )
وولده ويوسعِ رزقه عليه فليتخذ فصاً من عقيق ولينقش عليه : (مَا شاءَ اللّهُ لا قُؤةَ
إلاّ باللهِ إن ترَنِ أنا أقَلَّ مِنكَ مالاً وَوَلَداً ، ويقرأ : واستَغفِرُوا رَبَّكُم إِنَّهُ كَان
غفاراً) » .

(11030|5) عن علي بن موسى الرضا (عليهما السّلام) بإسناده ، عن
الحسن بن علي (عليهما السّلام) قال : « رأيت في المنام عيسى بن مريم
قلت : يا روح الله ، إني أريد أن أنقش على خاتمي ، فماذا أنقش عليه ؟ قال
(عليه السّلام) : أنقش عليه : (لا إِله إلاّ الله الملك الحق المبين) ، فإنه يذهب
الهم والغم ».

(1031|6) وروي : « ركعتان بالعقيق أفضل من ألف بغيره » .

(1032|7) محمد بن الحسن قال : كان أبو عبد الله (عليه السلام)
يقول : « من اتخذ خاتماً فصه عقيق لم يفتقر ، ولم يقض له إلاّ بالتي هي
أحسن ».

(1033|8) عن عبد الرحيم القصير قال : بعث الوالي إلى رجل من آل
أبي طالب في جناية فمر بأبي عبد الله (عليه السّلام) فقال : « اتبعوه بخاتم
عقيق » قال : فاتبع بخاتم عقيق ، فلم ير مكروهاً .

(1034|9) عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : مر به رجل مجلود فقال :
أين كان خاتمه العقيق ؟ أما أنه لو كان عليه ما جلد » .

(1035|10) وروي في حديث آخر قال : قال أبو عبد الله
(عليه السّلام) : « العقيق حرز في السفر » .
____________
5 - نقله النوري في مستدركه 3 : 307|3643 عن كتاب التعبيرلأبي سعيد الدينوري .
6 - عدة الداعي : 119 .
7 - ثواب الأعمال : 207|1 .
8 - ثواب الأعمال : 207|2 ، مكارم الأخلاق : 89 .
9 - ثواب الأعمال : 207|3 .
10 ـ الكافي 6 : 470|5 ، ثواب الأعمال : 208|4 .