الفصل الثاني والمائة
فى الملاحم

(1100|1) روى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : حججت مع رسول الله
حجة الوداع ، فلما قضى النبي (صلّى الله عليه وآله) ما افترض عليه من الحج
أتى مودع الكعبة ، فلزم بحلقة الباب ونادى برفيع صوته : « أيها الناس » فاجتمع
أهل المسجد وأهل السوق ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : « اسمعوا ، اني قائل
ما هو بعدي كائن فليبلغ شاهدكم غائبكم » .

ثم بكى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتى بكى لبكائه الناس
أجمعون ، فلما سكت من بكائه قال : « اعلموا رحمكم الله إن مثلكم في هذا
اليوم كمثل ورق لا شوك فيه إلى أربعين ومائة سنة ، ثم يأتي من بعد ذلك شوك
وورق فيه إلى مائتي سنة ، ثم يأتي من بعد ذلك شوك لا ورق فيه حتى لا يرى فيه
إلاّ سلطان جائر ، أو غني بخيل ، أو عالم راغب في المال ، أو فقير كذّاب ، أو
شيخ فاجر ، أو صبي وقح ، أو امرأة رعناء » .

ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فقام إليه سلمان الفارسي
(رضي الله عنه) وقال : يا رسول الله ، اخبرنا متى يكون ذلك ؟ .

فقال (صلّى الله عليه وآله) : « يا سلمان ، إذا قلت علماؤكم ، وذهبت
قراؤكم وقطعتم زكاتكم ، واظهرتم منكراتكم ، وعلت أصواتكم في مساجدكم ،
وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم ، والعلم تحت أقدامكم ، والكذب حديثكم ،
____________
1 - عنه المجلسي في بحاره 52 : 262|148 .
( 396 )
والغيبة فاكهتكم ، والحرام غنيمتكم ، ولا يرحم كبيركم صغيركم ، ولا يوقّر
صغيركم كبيركم ، فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم ، ويجعل بأسكم بينكم ، وبقي
الدِّينِ بينكم لفظاً بالسنتكم ، فإذا اتيتم هذه الخصال توقعوا الريح الحمراء ، أو
مسخاَ ، أو قذفاً بالحجارة ، وتصديق ذلك في كتاب الله عَز وجلّ (
قُل هُوَ القادِرُ
على أن يَبعَثَ عَلَيكُم عَذاباً مِن فوقِكُم أو مِن تَحتِ أرجُلِكُمِ او يَلبِسَكُم شِيَعاً وَيُذيقٌ
بَعضَكم بأسَ بَعضٍ أنظُر كَيفَ نُصَّرِفُ الآياتِ لَعَلَّهُم يَفقهونَ )
(1) » .

فقام إليه جماعة من الصحابة فقالوا : يا رسول اللهّ أخبرنا متى يكون ذلك ؟

فقال (صلّى الله عليه وآله) : « عند تأخير الصلوات ، واتباع الشهوات ،
وشرب القهوات ، وشتم الاباء والأمهات ، حتى ترون الحرام مغنماً ، والزكاة
مغرماً ، واطاع الرجل زوجته ، وجفا جاره ، وقطع رحمه ، وذهبت رحمة
الأكابر ، وقل حياء الأصاغر ، وشيدوا البنيان ، وظلموا العبيد والاماء ، وشهدوا
بالهوى ، وحكموا بالجور ، ويسب الرجل أباه ، ويحسد الرجل أخاه ، ويعامل
الشركاء بالخيانة ، وقل الوفاء، وشاع الزناء وتزيّن الرجال بثياب النساء ، وذهب
عنهم قناع الحياء ، ودبَّ الكبر في القلوب كدبيب السم .في الأبدان ، وقلَّ
المعروف ، وظهرت الجرائم ، وهوّنت العظائم ، وطلبوا المدح بالمال ، وانفقوا
المال للغناء ، وشُغلوا في الدنيا عن الآخرة ، وقلَّ الورع ، وكثر الطمع والهرج
والمرج ، وأصبح المؤمن ذليلاً ، والمنافق عزيزاً ، مساجدهم معمورة بالاذان ،
وقلوبهم خالية من الإيمان بما استخفوا بالقرآن ، وبلغ المؤمن عنهم كل هوان ، فعند
ذلك ترى وجوههم وجوه الادميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين ، كلامهم أحلى من
العسل ، وقلوبهم أمر من الحنظل ، فهم ذئاب عليهم ثياب ، ما من يوم إلاّ يقول
الله تبارك وتعالى : أنى تفترون ؟ أم على تجترؤون (
أفَحَسِبتُم إنما خَلقناكُم عَبَثاً
وأنَّكُم إلينا لا تُرجَعون (2) ) فوعزتي وجلالي ، لولا من يعبدني مخلصاً ، ما
أمهلت من يعصيني طرفة عين ، ولولا ورع الورعين من عبادي ، لما أنزلت من
السماء قطرة ، ولا انبت ورقة خضراء .
____________
(1) الأنعام 6 : 65.
(2) المؤمنون 23 : 115 .
( 397 )

فواعجباً لقوم الهتهم أموالهم ، وطالت آمالهم ، وقصرت اجالهم ، وهم
يطمعون في مجاورة مولاهم ، ولا يصلون إلى ذلك إلاّ بالعمل ، ولا يتم العمل إلاّ
بالعقل ».

(1101|2) وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) : أنَّ في العشر بعد
ستمائة الجرح والقتل ، وتمتلىء الأرض ظلماً وجوراً .

وفي العشرين بعدها يقع موت العلماء ، ولا يبقى الرجل بعد الرجل.

وفي الثلاثين ينقص النيل والفرات ، حتى يزرع الناس شطهما .

وفي الأربعين بعدها تمطر السماء الحجر كامثال البيض ، فيهلك فيها
البهائم .

وفي الخمسين بعدها- تسلط عليهم السباع .

وفي الستين بعدها تنكسف الشمس ، فيموت نصف الجن والإنس.

وفي السبعين بعدها لايولد المؤمن من المؤمن .

وفي الثمانين بعدها تصير النساء كالبهم .

وفي التسعين بعدها تخرج دابة الأرض ، ومعها عصا آدم وخاتم سليمان .

وفي السبعمائة تطلع الشمس سوداء مظلمة ، وتسألوا عما وراءها » .

(1102|3) وفي خبر آخر : « سنة ثمانين وستمائة تظهر امرأة يقال لها :
سعيدة ، مع لحية وسبال - مثل الرجال - تأتي من الصعيد في مائتي ألف عنان ،
وتسير إِلى العراق » وهذه قصة طويلة عظيمة ما ذكرتها .

« وفي ستة سبع وثمانين وستمائة يظهر من الروم رجل يقال له : المزيد ،
في سبعمائة قنطارية- وهي علم - على كل قنطارية صليب ، تحت كل صليب
ألف فارس افرنجي ونصراني - وهذه قصة عظيمة طويلة - وفي زمانه يخرج إليه
رجل من مكة يقال له : سفيان بن حرب » .
____________
2 ـ
3 ـ
( 398 )

وفي خبر آخر : « من وقت خروجه إلى ظهور قائم آل محمد (صلوات الله
عليه) ثمان أشهر ، لا يكون زيادة يوم ولا نقصان » .

(1103|4) وروي عن معلى بن خنيس ، عن أبي عبد الله (عليه السّلام)
قال : « إنّ أمر السفياني من الأمر المحتوم وخروجه في رجب » هذه قصة وامر
عظيم من الشدائد العظام .
____________
4 - إكمال الدين 2 : 650|5 ، غيبة الطوسي : 266 ، غيبة النعماني : 300|2 .
( 399 )
الفصل الثالث والمائة
فيمن سأل الله بحق محمد واَل محمد

(1104|1) عن أبي جعفر(عليه السّلام) قال : « إِنّ عبداً مكث في النار
سبعين خريفاً- والخريف سبعون سنة - قال : ثم إنه سأل الله بحق محمد وآل
محمد لما رحمتني ».

قال (عليه السّلام) : « فاوحى الله تعالى إلى جبرائيل : ان اهبط إلى
عبدي فاخرجه ، قال : يا رب ، كيف لي من الهبوط في النار ؟ قال : إني أمرتها
أن تكون عليك برداً وسلاماً .

قال : يارب فماعلمي بموضعه ؟ قال : إنه في جب من سجين .

قال : فهبط جبرائيل (عليه السّلام) في النار على وجهه فاخرجه ، فقال
تعالى : يا عبدي كم لبثت في النار ؟ قال : ما أحصي ذلك يا رب .

فقال : اما وعزتي ، لولا ما سألتني به لأطلت هوانك في النار ، ولكن حتم
على نفسي أن لا يسألني عبد بحق محمد وآل محمد إلاّ غفرت له ما بيني وبينه ،
وقد غفرت لك اليوم » .
____________
1 - أمالي الصدوق : 535|4 ، ثواب الأعمال : 185|1 ، معاني الأخبار 2 : 266|1 ، الخصال :
584|9 ، أمالي المفيد : 218|6 ، بشارة المصطفى : 210 .
( 400 )
( 401 )
الفصل الرابع والمائة
في عدوآل محمد

(1105|1) قال أبوجعفر (عليه السّلام) في قول الله تعالى :

(
ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة)
(1) قال :
« من زعم أنه إمام وليس بإمام » .

قيل : وإن كان علوياً ؟

قال : « وان كان علوياً فاطمياً » .

(1106|2) وقال أبو عبد الله (عليه السّلام) : « من ادعى الإمامة وليس
من أهلها فهو كافر » .

(1107|3) روى إسحاق ، عن أبي الحسن الماضي قال : قلت : جعلت
فداك ، حدثني فيهما بحديث ، فقد سمعت عن أبيك فيهما أحاديث عدة .

قال : فقال لي : « يا إسحاق ، الأول بمنزلة العجل ، والثاني بمنزلة
السامري » .

قال : قلت : جعلت فداك ، زدني فيهما ، قال : « ثلاث لا ينظر الله
إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم » .
____________
1 - عقاب الأعمال : 245|1 .
(1) الزمر 39 : 60 .
2 - عقاب الأعمال : 254|2 .
3 - الخصال : 398|106 ، عقاب الأعمال : 255|3 .
( 402 )

قال : قلت : جعلت فداك ، من هم ؟ قال : « رجل ادعى إماماً من غير
الله ، وآخر طعن في إمام من الله ، وآخر زعم أن لهما في الإسلام نصيباً » .

قال : قلت : جعلت فداك ، زدني فيهِما قال : « ما أبالي يا إسحاق محوت
المحكم من كتاب الله ، أو جحدت محمداَ (صلّى الله عليه وآله) النبوة ، أو
زعمت أن ليس في السماء اله ، أوتقدمت على علي بن أبي طالب
(عليه السّلام) » .

قال : قلت : جعلت فداك ، زدني ، فقال : « يا إسحاق ، ان في النار
لوادياً يقال له : سقر ، لم يتنفس منذ خلقه الله ، لو أذن الله له في التنفس بقدر
مخيط لأحرق من على وجه الأرض ، وإن أهل النار ليتعوَّذون من حر ذلك الوادي
ونتنه وقذره وما أعدَّ الله فيه لأهله ، وإن في ذلك الوادي لجبلاً يتعوَّذ جميع أهل
ذلك الوادي من حرذلك الجبل ونتنه وقذره وما أعدَّ الله فيه لأهله ، وإن في ذلك
الجبل لشعباً ، يتعوَّذ أهل ذلك الجبل من حرذلك الشعب ونتنه وقذره وما أعدَّ الله
فيه لأهله ، وإن في ذلك الشعب لقليباً ، يتعوَّذ أهل ذلك الشعب من حر ذلك
القليب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله ، لان في ذلك القليب لحية ، يتعؤَذ جميع
أهل ذلك القليب من خبث تلك الحية ونتنها وقذرها وما أعدَّ الله في أنيابها من السم
لأهلها ، وإن في جوف تلك الحية سبعة صناديق ، فيها خمسة من الأمم السالفة
واثنان من هذه الاُمَّة » .

قال : قلت : جعلت فداك ومن الخمسة ؟ ومن الاثنان ؟ قال : « اما
الخمسة : فقابيل قتل
(1) هابيل ، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه ، قال : (
أنا
أحعس وأميتُ ) وفرعون الذي قال : (
أنا رَبُكُم الأعلى ) ويهودا الذي هوّد
اليهود ، وبولس الذي نصّر النصارى ، ومن هذه الاُمة أعرابيان » .
____________
6 -
(1) كذا في نسخنا ولعل الأنسب : الذي قتل كما في المصادر ، أو : قاتل .
( 403 )
الفصل الخامس والمائة
في القتل

(1108|1) قال الله تعالى في سورة النساء :

(
ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب
الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً)

(1109|2) وقوله تعالى :

(
من أجل ذلك كتبنا على بنى إسراءيل أنه من قتل نفسا بغير نفس
أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)

(1110|3) عن عبد الله بن عمر ، عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنه
قال : « لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا لا » .

(1114|4) وقال الصادق (عليه السّلام) : « لا يزال المؤمن في فسحة
من دينه ما لم يصب دماً حراماً » .

(1115|5) وقال (عليه السّلام) : « لا يوفق قاتل المؤمن للتوبة أبداً » .
____________
1 - النساء 4 : 93 .
2 - المائدة5: 32 .
3 - سنن الترمذي 4 : 16|1395 ، الترغيب والترهيب 3 : 249|8 ، الفردوس بماثور الخطاب 3 :
454|5403 ، الكبائر : 13 .
4 - 5 - الكافي 7 : 272|7 ، الفقيه 4 : 67|197 ، التهذيب 10: 165|660 .
( 404 )

(1113|6) وقال الله تعالى : (
وَلاَ تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلاّ
بِالحَقِ ).

(1114|7) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « ما عجّت الأرض إلى
ربها كعجّتها من دم حرام يسفك عليها » .

(1115|8) وقال (عليه السّلام) : « لو أن أهل السماوات السبع وأهل
الأرضين السبع اشتركوا في دم مؤمن لكبَّهم الله جميعاً في النار » .
____________
6 - الأنعام 6 : 151 .
7 - الفقيه 4 : 13|12 ، الخصال : 141|165 ، روضة الواعظين 2 : 461 .
8 - أمالي المفيد : 216 ، الترغيب والترهيب 3 : 294|10 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 :
361|5089 ، الطبراني في الكبير 12 : 133 .
( 405 )
الفصل السادس والمائة
في الربا

(1116|1) قال الله تعالى في سورة البقرة :

(
الذين يأكلون الربا ولا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخّبطه الشيطان
من المس)

(1117|2) وقال الله تعالى :

(
يأيها الذين أمنوا أتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين *
فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله وإن تبتم فلكم رؤس أموالكم لا
تظلمون ولا تظلمون *)

(1118|3) وقال الله تبارك وتعالى :

(
أحل الله البيع وحرم الربا)

(1119|4) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « لعن الله عشراً : آكل
الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهده ، والمحلل ، والمحلل له ، والواشم ،
والمتوشم ، ومانع الزكاة ».
____________
1 - البقرة 2 :275 .
2 - البقرة 2 : 278 - 279 .
3 - البقرة 2 : 275 .
4 - الفقيه 3 : 174|784 ، الترغيب والترهيب 3 : 5|7 ، الجامع الصغير 2 : 408|7273 ،
و 7274 و7275 (وبتفاوت في جميع المصادر ، كما أنه ذكر تسعاً لا عشراً فتامل) .
( 406 )

(1120|5) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « الربا سبعون جزءاً ،
أيسره مثل أن ينكح الرجل أمّه في بيت الله الحرام » .

(1121|6) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « من أكل الربا ملأ الله بطنه نار
جهنم بقدر ما أكل ، فإن كسب منه مالا لم يقبل الله تعالى شيئاً من عمله ، ولم
يزل في لعنة الله وملائكته ما دام معه قيراط » .

(1122|7) قال النبي (صلى الله عليه وآله) : « شر المكاسب كسب
الربا ».
____________
5 - الفقيه 4 : 266|821 ، الخصال : 583|8 ، تفسيرالقمي 1 : 93 ، مجمع البيان 1 : 390 ،
مكارم الأخلاق : 441 ، الجامع الصغير 2 : 22|4504 .
6 - عقاب الأعمال : 336 .
7 - الفقيه 4 : 272|828 ، الاختصاص : 343 ، تفسيرالقمي 1 : 291 ، نثرالدر 1 : 173 .
( 407 )
الفصل السابع والمائة
فى الزنا

(1123|1) قال الله تعالى في سورة النور :

(
والزانية والزاني فأجلدوا كل واحد مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم
تؤمنون بالله واليوم الأخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين *)

(1124|2) وقال في سورة الإسراء :

(
ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً)

(1125|3) وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « النظرة سهم مسموم
من سهام إبليس ، فمن تركها خوفاً من الله ، أعطاه الله إيماناً يجد حلاوته في
قلبه ».

(1136|4) وقال (عليه السّلام) : « ما عجت الأرض إلى ربها كعجتها
من اغتسال من الزنا » .

(1137|5) وقال (عليه السّلام) : « من زنى بامرأة ، مسلمة أو يهودية أو
____________
1 - النور 24 : 2 .
2 - الإ سراء 17 - 32 .
3 - الفقيه 4 : 11|2 ، الترغيب والترهيب 3 : 34|1 ، إحياء علوم الدين 3 : 102 .
4 - الفقيه 4 : 13|12 ، الخصال : 141|160 ، روضة الواعظين 2 : 461 .
5 - الفقيه 4 : 6|1 ، أمالي الصدوق : 348|1 ، عقاب الأعمال : 332 ، مكارم الأخلاق : 428 ،
ورام 2 : 260 .
( 408 )
نصرانية أو مجوسية ، حرّة أوأمة ، ثم لم يتب ، ومات مصرّاً عليها ، فتح الله في
قبره ثلاثمائة باب تخرج منه حيّات وعقارب وثعبان النار ، فهو يحترق إلى يوم
القيامة ، فإذا بُعث من قبره تأذى الناس من نتن ريحه ، فيعرف بذلك وبما كان
يعمل في الدنيا ، حتى يؤمر به إلى النار ».

(1128|6) وروي عن علي (عليه السّلام) ، عن النبي (صلّى الله عليه
وآله) انّه قال : « إياكم والزنا ، فإن فيه ست خصال ، ثلاث في الدنيا ، وثلاث
في الاخرة : فأما اللواتي في الدنيا : فإنه يذهب بالبهاء ، ويقطع الرزق من
السماء ، ويعجّل الفناء .

وأما اللواتي في الاخرة : فسوء الحساب ، وسخط الرب ، وخلود النار » .

(1129|7) قال النبي (صلّى اللهّ عليه وآله) : « لكل عضو من ابن آدم
حظ من الزنا : العين زناها النظر ، واللسان زناه الكلام ، والأذنان زناهما السمع ،
واليدان زناهما البطش ، والرجلان زناهما المشي ، والفرج يصدق ذلك كله
ويكذبه ».
____________
6 - الكافي 5: 541|3 ، الفقيه 3 : 375|1774 و 4 : 266|824 ، الخصال : 320|3 ، عقاب
الاعمال : 311 ، علل الشرائع : 479|2 ، المواعظ : 36 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 :
138|4370 .
7 - صحيح البخاري 8 : 67 ، الترغيب والترهيب 3 : 36|7 ، إحياء علوم الدين 3 : 103 ، الجامع
الصغير1 : 270|1762.
( 409 )
الفصل الثامن والمائة
فى اللواطة

(1130|1) قال الدّ تعالى في سولي ة النمل :

(
ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون *
أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون *)

(1131|2) وقال اللهّ تعالى في سورة المص :

(
ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من
العالمين *
إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم
مسرفون *)

(1132|3) وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « من نكح امرأة
(1)
في دبرها أو غلاماَ في دبره ، أو رجلاً ، حشره اللهّ عز وجل يوم القيامة أنتن من
الجيفة ، يتاذى به الناس حتى يدخل جهنم ».

(1133|4) وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « من ألح في وطء
الرجال ، لم يمت حتى يدعو الرجال إلى نفسه » .
____________
1 - النمل 27 : 54 ـ 55.
2 - الأعراف 7 : 80 - 81 .
3 - عقاب الأعمال : 332 .
(1) في المصدر : امرأة حراماً .
4 - عقاب الأعمال : 316|3 .
( 410 )

(1134|5) وقال أبو عبد الله (عليه السّلام) : « قال أمير المؤمنين
(عليه السّلام) : اللواط ما دون الدبر فهو لواط ، وأما الدبر فهو الكفر » .
____________
5 - الكافي 5: 544|3 ، عقاب الأعمال : 316|6 .
( 411 )
الفصل التاسع والمائة
فى الغيبة

(1135|1) قال الله تعالى في سورة الحجرات :

(
يا أَيُهَا اَلَّذِينَ ءامَنُوأ أجتَنِبوُأ كَثِيًرا مِّنَ اَلظَنِّ إِن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا
يَغتَب بَّعضُكُم بَعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه وأتقوا
الله إن الله تواب رحيم*) .

(1136|2) وقال الله تعالى في سورة ق :

(
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد *)

(1137|3) وقال في سورة النساء :

(
لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما *)

(1138|4) وقال في سورة النور :

(
إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في
الدينا والأخرة)

(1139|5) وقال تعالى في سورة القلم :

(
ولا تطع كل حلاف مهين *
هماز مشاء بنميم *
مناع للخير معتد
____________
1 - الحجرات 49 : 12 .
3 - النساء 4 : 148 .
4 - النور 24 : 19 .
5 - القلم 68 : 10 - 13 .
( 412 )
أثيم *
عتل بعد ذلك زنيم *)

(1140|6) قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « من اغتيب عنده أخوه
المسلم فاستطاع أن ينصره ، نصره الله تعالى فىِ الدنيا والآخرة ، ومن خذله خذله
الله تعالى في الدنيا والاخرة » .

(1141|7) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « من اغتاب مسلماً أومسلمة لم
يقبل الله تعالى صلاته ولا صيامه أربعين يوماً وليلة إلاّ ان يغفر له صاحبه ».

(1142|8) وقال (عليه السّلام) : « من اغتاب مسلماً في شهر رمضان لم
يؤجر على صيامه » .

(1143|9) وقال (عليه السّلام) : « من اغتاب مؤمناً بما فيه لم يجمع الله
بينهما في الجنة أبداً ، ومن اغتاب مؤمناً بما ليس فيه انقطعت إلعصمة بينهما ،
وكان المغتاب في النار خالداً فيها وبئس المصير ».

(1144|10) عن سعيد بن جبير ، عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنه
قال : « يؤتى بآحد يوم القيامة يوقف بين يدي الله ويدفع إليه كتابه فلا يرى
حسناته ، فيقول : إلهي ، ليس هذا كتابي ، فإني لا أرى فيها طاعتي ، فيقال له :
إنّ ربك لا يضل ولا ينسى ، ذهب عملك باغتياب الناس.

ثم يؤتى بآخر ويدفع إليه كتابه فيرى فيه طاعات كثيرة ، فيقول : إلهي ، ما
هذا كتابي ، فإني ما عملت هذه الطاعات ! فيقال : لأن فلاناً اغتابك فدفعت
حسناته إليك ».
____________
6 - المحاسن : 103|81 ، الفقيه 4 : 269|821 ، ثواب الأعمال : 177|1 و 299|1 ، المواعظ :
44 ، أمالي الطوسي 2 : 151 ، صحيفة الإمام الرضا (عليه السلام) : 260|195 ، مكارم
الأخلاق : 444 ، ورام 2 : 65 ، مصنف عبد الرزاق 11 : 178|20285 .
7 - عنه بحار الأنوار75 : 285|53.
8 - مثله في أمالي الصدوق : 350|1 ، وعقاب الأعمال : 335|1 ، وورام 2 : 262 ، ونقله المجلسي
في البحار75 : 258|3.
9 - أمالي الصدوق : 91|3 ، روضة الواعظين 2 : 469 ، مشكاة الأنوار : 88 .
10 ـ نحوه في ورام 2 : 26 ، ونقله المجلسي في بحارهِ 75 : 258|53.
( 413 )

(1145|11) وقال (عليه السّلام) : « كذب من زعم أنه ولد من حلال
وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة . اجتنبوا الغيبة فإنها آدام كلاب النار » .

(1146|12) وقال (صلّى اللهّ عليه وآله) : « ما عمر مجلس بالغيبة إلاّ
خرب من الدين ، فنزهوا أسماعكم من استماع الغيبة ، فإن القائل والمستمع لها
شريكان في الإثم » .

(1147|13) وقال (عليه السّلام) : « إياكم والغيبة ، فإن الغيبة أشد من
الزنا » قالوا : وكيف الغيبة أشد من الزنا ؟ قال : « لأن الرجل يزني ثم يتوب فيتوب
الله عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه ».

(1148|14) وقال (عليه السّلام) : « إن عذاب القبر من النميمة ولغيبة
والكذب » .
____________
11 - أمالي الصدوق : 174|9 ، روضة الواعظين 2 : 469 و 470 ، مشكاة الأنوار : 88 .
12 - روضة الواعظين 2 : 470 .
13 - الخصال : 62|90 ، علل الشرائع : 557|1 ، الاختصاص : 226 ، أمالي الطوسي 2 :
150 ، مجمع البيان 5 : 137 ، ورام 1 :115 ، الترغيب والترهيب ؟ : 511|24 ، ربيع
الأبرار 2 : 155 ، الدر المنثور 6 : 97 ، إحياء علوم الدين 3 : 511|24 .
14 - مثله في علل الشرائع : 309|2 ، الترغيب والترهيب 3 : 498|6 .
( 414 )
( 415 )
الفصل العاشر والمائة
في إيذاء المؤمن

(1149|1) قال الله تعالى في سورة الأحزاب :

(
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا
بهتانا وإثما مبينا *)

(1150|2) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « من اذى مؤمناً فقد
آذاني ومن آذاني فقد آذى اللهّ ، ومن اذى اللهّ فهو ملعون في التوراة والإنجيل
والزبور والفرقان ».

وفي خبر آخر : « فعليه لعنة اللهّ والملائكة والناس أجمعين » .

(1151|3) وقال (عليه السّلام) : « من نظر إلى مؤمن نظرة يخيفه بها
أخافه الله تعالى يوم لا ظل إلاّ ظله ، وحشره في صورة الذر بلحمه وجسمه وجميع
أعضائه وروحه حتى يورده مورده ».

(1152|4) وعن أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، عن النبي (صلّى الله
عليه وآله) قال : « من قال في مؤمن ما رأت عيناه وسمعت أذناه مما يشينه ويهدم
____________
1 - الأحزاب 33|58 .
2 - بحار الأنوار75 : 150|13 .
(1) بحارالأنوار 75 : 150|130 .
3 - الأربعون حديثاً (لابن زهرة) 52 ، ورام 2 : 209 ، الترغيب والترهيب 3 : 484|7 ، فردوس
الأخبار 4 : 120|5875.
4 - آمالي الصدوق : 276|16 ، ورام 2 : 219 .
( 416 )
مروءته فهو من الذين قال الله تعالى فيهم : (
إنَّ ائذينَ يُحِبُّونَ أنْ تَشيعَ
الفاحِشةَ في الَّذينَ آمَنوا لَهُم عذاب أليم )
(1) » .
الأليم : الويل الطويل .
(1153|5) قال : وقال (عليه السلام) : « من روى على أخيه المؤمن
روايه يريد بها شينه وهدم مرؤته وقفه الله تعالى في طينة خبال في الدرك الأسفل من
النار » .
(1154|6) قال النبي (صلى الله عليه وآله) : « من أحزن مؤمناً ثم أعطاه
الدنيا لم يكن ذلك كفارته ، ولم يؤجرعليه » .
____________
(1) النور 24 : 19 .
5 - أمالي الصدوق : 393|17 ، الاختصاص 32 و 229 .
6 - عنه المجلسي في البحاره 7 : 150|13 .