الفصل السابع عشر والمائة
في الرشوة
(1232|1) قال الله تعالى في سورة المائدة : .
(وترى كثيراً منهم يسارعون في الأثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون *)
(1233|2) وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الوصية لعلي (عليه السلام) : « يا علي ، من السُحت : ثمن الميتة ، وثمن الكلب ، وثمن الخمر ، ومهر الزانية ، والرشوة في الحكم ، وأجر الكاهن » .
(1234|3) وروي عن الرضا (عليه السّلام) أنه قال : « حدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب (عليه السّلام) في قول الله تعالى : (أكالون لِلسحتِ )(1) قال : هو الرجل يقضي لأخيه الحاجة ثم يقبل هديته لما .
(1235|4) وقال (عليه السّلام) : « الراشي والمرتشي والماشي بينهما ملعونون ».
(1236|5) وقال (عليه السلام) : « لعن الله الراشي والمرتشي والماشي بينهما».
____________
1 ـ المائدة : 62.
2 - الخصال : 329|25 ، وفيه روى الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) .
3 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 28|16 .
(1) المائدة 5: 42 .
4 - جامع الأحاديث : 11 .
5 - نقله المجلسي في بحاره 104 : 274|11 عن كتاب الإمامة والتبصرة ، ونحوه في الترغيب والترهيب 3: 180|5.

( 440 )
(1237|6) وقال (عليه السّلام) : « إياكم والرشوة ، فانها محض الكفر . ولا يشم صاحب الرشوة ريح الجنة » .
(1238|7) وإياكم والتواضع لغني ، فما تضعضع أحد لغني إلاّ ذهب نصيبه من الجنة .
(1239|8) عن جعفر الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه (عليهم السّلام) ، عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال : « ألا إن شرار اُمَّتي الذين يُكرمون مخافة شرهم ، ألا ومن أكرمه الناس اتقاء شره فليس مني » .
____________
6 - نقله المجلسي في البحار 104 : 274|12 عن كتاب الإمامة والتبصرة .
7 - الاختصاص : 226 نحوه .
8 - الأشعثيات : 148 ، الخصال : 14|49 .

( 441 )
الفصل الثامن عشر والمائة
في رد المظلمة إلى صاحبها
(1240|1) قال الله تعالى فىِ سورة النساء :
( * إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً *)
(1241|2) وقال عزَّ وجلّ :
(فإن أمن بعضكم بعضاً فليود الذي أؤتمن أمانته)
(1242|3) وقال في سورة الأنفال :
(يأيها الذي أمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)
(1243|4) وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « درهم يردّه العبد !لى الخصماء خير له من عبادة ألف سنة ، وخير له من عتق ألف رقبة ، وخير له من ألف حجة وعمرة » .
(1244|5) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « من رد درهماً إلى الخصماء اعتق الله رقبته من النار ، وأعطاه بكل دانق ثواب نبي ، وبكل درهم مدينة من درّة حمراء».
____________
1 - النساء 4 : 58.
2 - البقرة 2 : 283 .
3 - الأنفال 8 : 27 .
4 - نقله النوري في مستدركه 12 : 104|13639 .
5 - نقله النوري في مستدركه 2 1 : 104|13639 .

( 442 )
(1245|6) وقال (صلّى الله عليه واله) : « من رد أدنى شيء إلى الخصماء جعل الله بينه وبين النار ستراً كما بين السماء والأرض ، ويكون في عداد الشهداء » .
(1246|7) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « من أرضى الخصماء من نفسه وجبت له الجنة بغير حساب ، ويكون في الجنة رفيق إسماعيل بن إبراهيم (عليه السّلام) » .
(1247|8) قال (صلّى الله عليه وآله) : « إن في الجنة مدائن من نور ، وعلى المدائن أبواب من ذهب مكلل بالدرّ والياقوت ، وفي جوف المدائن قباب من مسك وزعفران ، من نظر إلى تلك المدائن يتمنى أن تكون له مدينة منها » .
قالوا : يا نبي الله لمن هذه المدائن ؟
قال (صلّى الله عليه وآله) : « للتائبينِ النادمين المؤمنين ، المرضين الخصماء منِ أنفسهم ، فإن العبد إذا ردّ درهماَ إلى الخصماء أكرمه الله كرامة سبعين شهيداَ ، فإن درهماً يردّه العبد إلى الخصماء خير له من صيام النهار وقيام الليل ، ومن ردّ ناداه ملك من تحت العرش : يا عبد الله ، استأنف العمل ، فقد غفرلك ما تقدم من ذنبك » .
(1248|9) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « من مات غير تائب زفرت جهنم في وجهه ثلاث زفرات : فأولها ، لا تبقى دمعة إلاّ جرت من عينيه ، والزفرة الثانية ،؟ لا يبقى دم إلاّ خرج من منخريه ، والزفرة الثالثة : لا يبقى قيح إلاّ خرج من فمه ، فرحم الله من تاب ثم أرضى الخصماء ، فمن فعل فانا كفيله بالجنة » .
(1249|10) وقال النبي (صلّى الله عليه واله) : « لَرد دانق من حرام يعدل عند الله سبعين ألف حجة مبرورة » .
____________
6 - نقله النوري في مستدركه 12 : 104|13639 .
7 - نقله النوري في مستدركه 12 : 104|13639 .
8 - نقله النوري في مستدركه 12 : 104|13639 .
9 - عنه النوري في مستدركه 12 : 105|13639 .
دعوات الراوندي : 25|36 ، ربيع الأبرار 2 : 816 .

( 443 )
الفصل التاسع عشر والمائة
في العين
(1250|1) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « إن العين لتدخل الرجل القبر ، وتدخل الجمل القدر » .
(1251|2) وجاء في الخبر : « إن أسماء بنت عميس قالت : يا رسول الله ، إِنّ بني جعفرتصيبهم العين ، أفاسترقي لهم ؟ » قال : « نعم ، فلو كان شيء يسبق القدرلسبقت العين » .
وقيل : إن الرجل منهم كان إذا أراد أن يصيب صاحبه بالعين تجوّع ثلاثة أيام ، ثم كان يصفه فيصرعه بذلك ، وذلك بان يقول للذي يريد أن يصيبه بالعين : لا أرى اليوم ابلاً أو شاة ، أو : ما أرى كإبل أراها اليوم ، فقالوا للنبي (صلّى الله عليه وآله) كما كانوا يقولون لما يريدون أن يصيبوه بالعين (1).
عن الفرّاء(2) ، والزجّاج (3) : قال الحسن (4) : دواء اصابة العين أن يقرأ الإنسان هذه الأية : (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلاّ ذكر للعالمين)(5) .
____________
1 - شهاب الأخبار :365|749 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 77|4214 .
2 - مجمع البيان 3 : 249 ، وكذا5: 341 .
(1) معاني القرآن للزجاج 5 : 212 .
(2) معاني القرآن للفراء 3 : 179 ، روى مثله ولكنه لم يستدل يقول الحسن.
(3) معاني القرآن للزجاج 5 : 211 ، روى مثله أيضاً إلا أنه لم يستدل بقول الحسن .
(4) ذكر الطبرسي في مجمع البيان 5 : 341 قول الحسن من دون أن يتعرض لقول الفراء والزجاج .
(5) القلم 68 : 51.

( 444 )

( 445 )
الفصل العشرون والمائة
في قذف النساء
(1252|1) قال الله تعالى في سورة النور :
(والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فأجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادةً أبداً وأُوْلئك هم الفاسقون *)
(1253|2) وقال :
(إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والأخرة ولهم عذاب عظيم *)
(1254|3) وقال رسول الله(صلّى الله عليه واله) : « من قذف امرأته بالزنا خرج من حسناته كما تخرج الحية من جلدها ، وكتب له بكل شعرة على بدنه ألف خطيئة » .
(1255|4) وقال (صلّى الله عليه واله) : « لا تقذفوا نساءكم بالزنا فانه شبيه بالطلاق ، وإياكم والغيبة فانها شبيهة بالكفر ، واعلموا أنَّ القذ ف والغيبة يهدمان عمل ألف سنة » .
(1256|5) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « من قذف امرأته بالزنا نزلت
____________
1 - النور 24 : 4 .
2 - النور 4 2 : 23 .
3 - عنه بحار الأنوار 103 : 248|34.
4 - عنه بحار الأنوار 103 : 249|35 .
5 - عنه بحار الأنوار 103 : 249|36 .

( 446 )
عليه اللعنة ، ولا يقبل منه صرف ولا عدل » .
(1257|6) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « لا يقذف امرأته إلا ملعون -أو قال : منافق - فإن القذف من الكفر ، والكفر في النار ، لا تقذفوا نساءكم فإن في قذفهن ندامة طويلة وعقوبة شديدة » .
____________
6 - عنه بحار الأنوار 103 : 249|37 .
( 447 )
الفصل الحادي والعشرون والمائة
في النساء
(1258|1) قال الله تعالى في سورة النساء :
(والاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فَآسْتشهدواْ عليهن أربعة منكم فأن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لَهُنَّ سبيلا)
(1259|2) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « إني أتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها ! لا تضربوا نساءكم بالخشب ، فإن فيه القصاص ، ولكن اضربوهن بالجوع والعري حتى تربحوا فىِ الدنيا والاخرة ، وأيّما رجلٍ رضي بتزيّن امرأته وتخرج من باب دارها فهو ديّوث ، ولا يأثم من يسميه ديّوثا ، والمرأة إذا خرجت من باب دارها متزينة متعطرة والزوج بذاك راضِ ، بني لزوجها بكل قدم بيت في النار ، فقصّروا أجنحة نساءكم ولا تطوّلوهَا ، فإن ن في تطويل أجنحتها ندامة ، وجزاؤها النار ، وفي قصر أجنحتها رضىً وسروراً ودخول الجنة بغير حساب.
احفظوا وصيتي في أمر نساءكم حتى تنجحوا من شدة الحساب ، ومن لم يحفظ وصيتي فما أسوأ حاله بين يدي الله تعالى » .
(1260|3) وقال (عليه السّلام) : « النساء حبائل الشيطان » .
____________
1 - النساء 4 :15 .
2 - عنه المجلسي في البحار 103 : 249|38 .
3 - شهاب الأخبار : 18|46 .

( 448 )

( 449 )
الفصل الثاني والعشرون والمائة
في ضمان الوصية
(1261|1) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « من ضمن وصية الميت في أمر الحج ثم فرّط في ذلك من غيرعذرلا يقبل الله صلاته ولا صيامه ، ولا يستجاب دعاؤه ، وكتب عليه كل يوم وليلة مائة خطيئة أصغرها كمن زنى بأمه أو بابنته.
فإن قام بها من عامه كتب الله له بكل درهم ثواب حجة وعمرة ، فإن مات ما بينه وبين القابل مات شهيداً ، وكتب له ما بينه وبين القابل كل يوم وليلة ثواب شهيد ، وقضى له حوائج الدنيا والأخرة » .
(1262|2) وقال (صلّى الله عليه وآله) : «من ضمن وصية الميت ، ثم عجز عنها بغير عذر ، لا يقبل منه صرف ولا عدل ، ولعنه كل ملك بين السماء والأرض ، ويصبح ويمسي في سخط الله، وكلما قال : يا رب ، نزلت عليه اللعنة ، وكتب الله ثواب حسناته كلها لذلك الميت ، فإن مات على حاله دخل النار .
وإن قام بها ، كتب له كل يوم وليلة عتق رقبة ، وله عند الله تعالى بكل درهم مدينة وستون حوراء ، ويمسيِ ويصبح وله بابان مفتوحان إلى الجنة، فإن مات ما بينه وبين القابل مات مغفوراَ له، ، وأعطاه الله يوم القيامة مثل ثواب من حج واعتمر ، ويكون في الجنة رفيق يحيى بن زكريا » .
____________
1 - نقله المجلسي في البحار 103 : 195|10 .
2 - نقله المجلسي في البحار 103 : 196|11 .

( 450 )
(1263|3) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « من ضمن وصية الميت من أمر الحج فلا يعجزنّ فيها ، فإن عقوبتها شديدة ، وندامتها طويلة ، لا يعجز عن وصية الميت إلاّ شقي ، ولا يقوم بها إلاّ سعيد .
فمن قام بها سريعاً ، حرّم الله جسده على النار ، وأدخله الجنة مع الصدّيقين والشهداء ، وأكرمه كرامة سبعين شهيداً ، وكتب له ما دام حيّاً كلّ يوم ألف حسنة ، ورفع له ألف درجة .
الويل لمن عجزعنها ، كُتب عليه كلَّ يوم ألف خطيئة ، ويبنى له بكل قدم بيت في النار ، ولا ينظر الله إليه حياً ولا ميتاً ، فإن مات على حاله قام من قبره مكتوب بين عينيه آيس من رحمته » .
____________
3 - نقله المجلسي في البحار 103 : 196|12 .

( 451 )
الفصل الثالث والعشرون والمائة
في الحسد
(1264|1) قال الله تعالى في سورة النساء:
(ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما *)
(1265|2) وقال الله تعالى :
(أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله فقد أتينا أل إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكاً عظيماً*)
(1266|3) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « إيّاكم والحسد ، فإنّه ياكل الحسنات كما تاكل النار الحطب » .
(1267|4) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « إن لِنِعم الله أعداء » قيل : وما أعداء نِعَم الله يا رسول الله ؟ قال : « الذين يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله ».
____________
1 - النساء 4 : 32 .
2 - النساء 4 : 54.
3 - كنز الفوائد : 57 ، ورام 1 : 126 ، مشكاة الأنوار : 310 ، ربيع الأبرار 3 : 52 ، الدر المنثور 6 : 419 ، الأداب : 107|150 ، إحياء علوم الدين 3 : 187 .
4 - عنه بحار الأنوار 73 : 256|26 .

( 452 )
(1268|5) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « عليكم بانجاح الحوائج بكتمانها ، فإن كل ذي نعمة محسود » .
(1269|6) قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) لابنه في وصيته : « إن من أشر مفاضح المرء الحسد » .
(1270|7) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « من حسد علياً فقد حسدني ، ومن حسدني دخل النار » .
والحاسد الذي يتمنى زوال النعمة عن صاحبها ، وإن لم يردها لنفسه ، فالحسد مذموم ، والغبطة محمودة، وهو أن يريد من النعمة لنفسه مثل ما لصاحبها ولم يرد زوالها عنه (1) .
(1271|8) وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له » والله أعلم .
____________
5 - تحف العقول : 34 ، شهاب الأخبار : 319|511 ، نزهة الناظر : 11|7 ، ورام 1 : 127 ، ربيع الأبرار 3 : 50 ، فردوس الأخبار 1: 119|268 ، الطبراني في الصغير 2 : 149 .
6 - عنه المجلسي في البحار 73 : 255|26 .
7 - أمالي الطوسي 2 : 236 ، مناقب ابن شهر آشوب 3 : 213 .
(1) القول منقول ، بنصه عن مجمع البيان 5: 568.
8 - كنز الفوائد : 57.

( 453 )
الفصل الرابع والعشرون والمائة
في الغضب
(1272|1) قال الله تعالى في سورة طه :
(ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى*)
(1273|2) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « الغضب جمرة من الشيطان » .
(1274|3) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل ، وكما يفسد الخل العسل » .
(1275|4) وقال إبليس (عليه اللعنة) : الغضب وهقي ومصيادي ، وبه اصد(1) خيار الخلق عن الجنة وطريقها .
(1276|5) عن جعفربن محمد (عليهما السّلام) : « من لم يغتب فله الجنة ، ومن لم يغضب فله الجنة ، ومن لم يحسد فله الجنة » .
(1277|6) قال الصادق (عليه السّلام) : « الغضب مفتاح كل شر » .
____________
1 - طه 20 : 81 .
2 - الترغيب والترهب 3 : 451|19 ، الجامع الصغير 1 : 319|208 .
3 - الأشعثيات : 163 ، الكافي 2 : 229|1 ، جامع الأحاديث : 19 ، دعائم الإسلام 2 : 537|1908 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 114|4315 ، إحياء علوم الدين 3 : 165
4 - عنه بحار الأنوار 73 : 265|15 .
(1) في نسخة « ع » و« ن » و « ث » : استأثر .
5 - عنه بحار الأنوار 73 : 265|15 .
6 - الكافي 2 : 229|3 ، الخصال : 7|22 ، ورام 1 : 122 ، إحياء علوم الدين 3 : 166 .

( 454 )
(1278|7) ذُكر الغضب عند الباقر (عليه السّلام) فقال : « إن الرجل ليغضب حتى ما يرضى أبداً ، ويدخل بذلك النار ، فأيّما رجل غضب وهو قائم فليجلس ، فإنه يذهب عنه رجز الشيطان ، وإن كان جالساً فليقم ، وأيّما رجل غضب على ذي رحم فليقم إليه وليدْن منه وليمسه ، فإن الرحم إِذا مُسَّت سكنت ».
(1279|8) وقال (عليه السّلام) : « ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب » .
(1280|9) وقال (عليه السّلام) : « إذا غضبت فاسكت » .
____________
7 - الكافي 2 : 229|2 ، مجمع البيان 2 : 3 ، مشكاة الأنوار : 307 .
8 - مجمع البيان 1 : 505 ، ورام 1 : 122 ، مشكاة الأنوار : 308 ، نثرالدر 1 : 178 ، صحيح البخاري 7 : 28 ، الأدب المفرد : 432|1323 ، مصنف ابن أبي شيبة 8 : 347|5437 ، الترغيب والترهيب 3 : 447|7 ، إحياء علوم الدين 3 : 165 .
9 - ورام 1 : 123 ، الأدب المفرد : 3 : 447|7 ، شهاب الأخبار : 330|561.

( 455 )
الفصل الخامس والعشرون والمائة
في السب
(1281|1) قال الله عزَّ وجلّ في سورة الأنعام : .
( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم*) الآية.
(1282|2) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو الله (1) .
____________
1 - الأنعام 6 : 108 .
2 - المجازات النبوية : 235|190 ، مجمع البيان 5 : 78 ، شهاب الأخبار : 349|655 ، الترغيب والترهيب 3 : 480|3 .
(1) ذكر الشريف الرضي (رحمه الله) في المجازات النبوية بعد نقله الحديث : وهذا مجاز . وذلك أن العرب كانت اذا قرعتها القوارع ونزلت بها النوازل ، وحطمتها السنون الحواطم ، وسلبت كرائم اعلاقها من مال مثمر ، أو ولد مؤمل ، أو حميم مُرَجب . القت الملاوم على الدهر ، فقالت في كلامها وأسجاعها وأرجازها وأشعارها : استقاد منا الدهر ، وجار علينا الدهر ، ورمانا بسهامه الدهر ، كقول القائل منهم وهو عدي بن زيد :
ثم أمسَوا لَعِبَ الدهرُ بهم * وكذاك الدهرُ يودي بالرجال
وكقول الاخر :
أكل الدهرُ عليهم وشرب
وكقول الاخر :
والدهر غيرنا وما يتغيرُ
والأشعار في ذلكً أكثرمن أن نحيط بها ، أوناتي على جميعها . فكأنه عليه الصلاة والسلام قال : لا تذموا الذي يفعل بكم هذهِ الأفعال ، فان الله سبحانه هو المعطي والمنتزع ، والمغير والمرتجع ، والرائش والهائض ، والباسط والقابض ، وقد جاء في التزيل ما هو كشف عن هذا المعنى وهو قوله

=


( 456 )
ولا تسبوا السلطان (2) فإنه فيء الله في أرضه (3) .
ولا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء(4) .
ولا تسبوا الأموات فانهم قد أفضوا إلى ما قدموا »(5) .
((1238|3) وقال (عليه السّلام) : « من سبني فاقتلوه ، ومن سب أصحابي (1) فقد كفر » .
وفي خبر آخر : « ومن سب أصحابي فاجلدوه » .
(1284|4) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « حرمت الجنة على من ظلم
____________

=

تعالى( وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما لكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم الا يظنون ) فصرّح تعالى بذمهم على اعتقادهم ان الدهر يملكهم ، ويعطيهم ويسلبهم ، ودل بمفهوم الكلام على أنه سبحانه هو المالك للأمور ، والمصرف للدهور .
(2) هو السلطان العادل .
(3) شهاب الأخبار : 349|656 ، الفردوس بمأثور الخطاب 5 : 11|7291 .
(4) سنن الترمذي 4 : 353|1982 ، شهاب الأخبار : 349 لم 657 ، الفردوس بمأثور الخطاب 5: 11|7291 .
(5) مسند أحمد 6 : 180 ، شهاب الأخبار : 349|658 .
3 - صحيفة الإمام الرضا (عليه السلام) : 87|16 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 541|5688 ، مجمع الزوائد 6 : 26 ، كنزلالعمال 11 : 538|2478 و 542|32541 .
(1) هم الذين لم يحدثوا حدثاً ولم يؤوا محدثاً ، كذا ذكر الإمام علي (عليه السّلام) في وصيته حين ضربه ابن ملجم لعنه الله ، وأضاف (عليه السّلام) : « فإن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث » . (انظر الكافي 7 : 52|7) ، ولا خلاف في ذلك فقد أخرج الكثير من أئمة الحديث في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم جملة من الأحاديث وبطرق مختلفة وبالفاظ متقاربة ذات معنى واحد عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنه قال : « ليذادن أناس من أصحابي عن الحوض كما تذاد الغريبة من الإبل » ، وفي بعضها : « أناديهم هلم ، فقال : إنهم بدلوا بعدك فأقول : سحقاً سحقاً » (انظر : مسند أحمد 2|300 و 408 و 454) ، بل وروى أيضاً عنه (صلّى الله عليه وآله) : « سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا رب أصحابي ! قال : فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك لم يزالوا مرتدين على أعقابهم مذ فارقتهم » (انظرمسند أحمد 1 : 235 و 253 و 452 و 406 و 407 و 453 وج 2 : 300 و 408 وج 3 : 28 وج5 : 48 و50 و 388 و 393 و 400) وبألفاظ متقاربة .
4 - نحوه في مناقب المغازلي : 41|64 ، وكذا : 292|334 .

( 457 )
أهل بيتي ، وقاتلهم ، والمعين عليهم ، ومن سبهم (أولئِكَ لاخَلاقَ لَهُم في الآخِرةِ ولا يُكَلِّمُهُمُ الله ولا يَنظرُ إِلَيهم يَومَ القِيامةِ ولا يُزَكِّيهم وَلَهم عذابي أليمٌ )(1).
(1285|5) وقال (صلى الله عليه وآله) : « سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر ، وأكل لحمه من معصية الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه » .
(1286|6) قال (صلّى الله عليه وآله) : « من سب علياً فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله عزَوجلّ » .
____________

(1) آل عمران 3 : 77 .
5 - الفقيه 4 : 300|909 ، عقاب الأعمال : 287|1 ، المواعظ : 128 ، تفسيرالقمي 1 : 291 ، الاختصاص : 343 ، نثرالدر 1 : 173 ، سنن الترمذي 4 : 353|1983 ، إحياء علوم الدين .
6 - أمالي الصدوق : 87|2 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 67|308 ، مناقب ابن شهر آشوب 3 : 221 ، عمدة عيون صحاح الأخبار : 450 ، أمالي الشجري 1 : 136 ، مناقب الخوارزمي : 82 ، مناقب المغازلي : ، مسند أحمد 6 : 323 ، خصائص الإمام علي (للنسائي) : 24 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 542|5689 ، الرياض النظرة 2 : 166 ، ذخائر العقبى : 661 ، كفاية الطالب 83 .

( 458 )

( 459 )
الفصل السادس والعشرون والمائة
في المرجئة والقدرية
(1287|1) عن أمير المؤمنين علي بن أبى طالب (عليه السّلام) قال : « إن أرواح القدرية يعرضون على النار غدواً وعشياُ حتى تقوم الساعة ، فإذا قامت الساعة عُذِبوا مع أهل النار بألوان العذاب ، فيقولون : يا ربنا عذبتنا خاصة وتعذبنا عامة ؟ فيردُّ عليهم :(ذوقوا مس سقر * إنا كل شيء خلقناه بقدر)(1) ».
(1288|2) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « ما أنزل الله هذه الأيات إِلاّ في القدرية : (إن المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقا مس سقر* إنا كل شيء خلقناه بقدر)(1) .
(1289|3) قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « القدرية مجوس هذه الأمة ، خصماء الرحمن ، وشهداء الزور » .
(1290|4) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « نادى مناد يوم القيامة : أين القدرية خصماء الله وشهداء إبليس ؟ فتقوم طائفة من أمتي يخرج من أفواههم دخان أسود » .
____________
1 - عقاب الأعمال : 252|1 .
(1) القمر 4 5: 48 -9 4 .
2 - عقاب الأعمال : 252|2 .
(1) القمر 4 5: 47 - 49 .
3 - عوالي اللئالي 1 : 166|175 ، الفردوس بمأثور الخطاب 3 : 237|4705 ، الزهد : 305 .
4 - فردوس الأخبار 1 : 318|1000 ، مجمع الزوائد 7 : 206 .

( 460 )
(1291|5) عن أبي الحسن علي بن موسى (عليه السّلام) ، عن أبيه ، عن آبائه(عليهم السّلام) قال : « قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله) : صنفان من امتي ليس لهما في الإسلام نصيب : المرجئة والقدرية » .
(1292|6) عن علي بن أبي حمزة قال : حدثني أبي أنه سمع أبا جعفر (عليهما السّلام) يقول : « يحشر المكذبون بقدر الله من قبورهم قد مُسِخوا قردة وخنا زير » .
(1293|7) وعن علي (عليه السّلام) قال : « يجاء بأصحاب البدعة يوم القيامة ، فترى القدرية من بينهم فيهم كالشامة البيضاء في الثور الأسود ، فيقول الله جل جلاله : ما أردتم ؟ فيقولون : أردنا وجهك ، فيقول : قد أقلتكم عثراتكم ، وغفرت لكم زلاتكم ، إلاّ القدرية ، فإنهم دخلوا في الشرك من حيث لا يعلمون » .
(1294|8) وعن علي (عليه السّلام) أنّه دخل عليه مجاهد (مولى عبد الله بن عباس) فقال : يا أمير المؤمنين ، ما تقول في كلام أهل القدر؟ - ومعه جماعة من الناس - فقال : « امعك أحد منهم » ؟ قال : ما تصنع بهم يا أمير المؤمنين ؟ قال : « استتيبهم ، فإِن تابوا وإلاّ ضربت أعناقهم » .
(1295|9) وقال (عليه السّلام) : « ما غلا أحد في القدر إلاّ خرج منسس الإيمان » .
(1296|10) وعن علي (عليه السّلام) قال : « لكل أمة مجوس ، ومجوس هذه الأمّة الذين يقولون بالقدر » .
(1297|11) عن أبي جعفر (عليه السّلام) : « ما لليل بالليل والنهار بالنهار اشبه من المرجئة باليهودية ، ولا من القدرية بالنصرانية » .
____________
5 - الأصول الستة عشر : 119 ، الخصال : 72|110 .
6 - عقاب الأعمال : 253|4 .
7 - عقاب الأعمال : 253|6 .
8 - عقاب الأعمال : 253|7 .
9 - عقاب الأعمال : 253|8 .
10 ـ عقاب الأعمال : 253|10 ، الدر المنثور 6 : 138 .
11 - عقاب الأعمال : 254|9 .

( 461 )
الفصل السابع والعشرون والمائة
في التعصب
(1298|1) قال الله تعالى في سورة الزمر :
(فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب)
(1299|2) وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : « ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية ، واثنتان وسبعون في النار » .
(1300|3) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « قال رسول الله (صلّى اللة عليه وآله) : من تعصَّب او تُعُصِّبَ له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه ».
(1301|4) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « من تعصَب عصَّبه الله بعصّابة من النار » .
(1302|5) وقال (عليه السّلام) : « من تعصّب حشره الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية » .
____________
1 - الزمر 39 : 17 - 18 .
2 - سنن ابن ماجة 2 : 1321|3991 ، سنن أبو داود 4 : 197|4596 ، سنن الترمذي 5: 25|2640 ، الفردوس بماثور الخطاب 2 : 64|2361 .
3 - الكافي 2 : 232|2 ، عقاب الأعمال : 263|2 ، ورام 2 : 206 .
4 - الكافي 2 : 233|4 ، عقاب الأعمال : 263|3 .
5 - الكافي 2 : 233|3 ، عقاب الأعمال : 263|4 ، ورام 2 : 206 .

( 462 )
(1303|6) عن المفضل بن عمر قال : قال أبوعبد الله (عليه السّلام) : « إذا كان يوم القيامة نادى مناد اين الصدود لأوليائي » ؟ قال : فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم ، قال : فيقول : هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعادوهم وعنفوهم في دينهم ، قال : « ثم يؤمر بهم إلى جهنم » .
وقال (عليه السّلام) : « كانوا والله يقولون بقولهم ، ولكنهم حبسوا حقوقهم وأذاعوا عليهم سرهم » .
(1304|7) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : « إن نوحاً(عليه السّلام) أدخل في السفينة الكلب والخنزير ولم يدخل فيها ولد الزنا ، والناصب اشر من ولد الزنا » .
____________
6 - الكافي 2 : 262|2 ، مشكاة الأنوار : 107 وفي المصدرين صدر الحديث فقط إلى : ثم يؤمر بهم إلى جهنم ، أما ذيله فقد أورد الكليني في الكافي 2 : 275|7 مثله .
7 - المحاسن : 185|196 .