كتاب كشف الغطاء ::: 331 ـ 340
(331)
والمدارس والرباطات وغيرها بالأموال المحرّمة ، بل في الأراضي المغصوبة من دون باعث سوى الرياء والشهرة ويظنّ بفعله ذلك استحقاق المثوبة والمغفرة مع أنّه قد تعرّض للسخط والعذاب في كسبها وإنفاقها ، وكان اللازم عليه الامتناع من أخذها ، ثم الردّ على أهلها والتوبة منها ، وربما طلب فقير منهم درهماً فيبخلون منه ، ومنهم من ينفق جهراً على المشاهير ، ويكره الانفاق سرّاً على المستور الفقير للسمعة والرياء والاشتهار بالبذل والعطاء والجود والسخاء ، ومنهم من يمنّ ويؤذي بالاعطاء ، ومنهم من يبخل في الحقوق المالية ويصرف عمره في العبادات البدنية وكلّ ذلك محض الغرور الناشيء عن الجهل بحقائق الأمور.
     تذنيب
     إذ قد عرفت أنّ الغرور من فروع الجهل وآثاره ، فضدّه العلم واليقين بما يقرّبه إلى الله ويبعّده عن سخطه وبآفات طريقهما وغوائله ، فلا يتمكّن الشيطان من تغريره ولا تسكن نفسه إلى الشهوات ، ولا يطمئن بلذّات الدنيا لما فيها من الآفات.
     قال الصادق عليه السلام : « واعلم أنّك لن تخرج من ظلمات الغرور والتمنّي الا بصدق الانابة إلى الله تعالى والإخبات له ، ومعرفة عيوب نفسك من حيث لايوافق العلم والعقل ولايحمله الدين والشريعة وسنن القدوة وأئمّة الهدى ، وإن كنت راغباً بما أنت فيه ، فما أحد أشقى منك وأضيع عمراً ، فأورثت حسرة يوم القيامة ». (1)
فصل
     الاضطراب من حصول الآلام والمصائب والمشاقّ فعلاً وتركاً من رذائل الملكات المتفرّعة على صغر النفس وضعفه ، فيشمل ما يحصل عند التمكّن
1 ـ مصباح الشريعة : الباب 36 ، في الغرور ، مع اختلاف.
(332)
من الشهوات والمعاصي من اضطراب النفس وميلها إلى فعلها ، وما يحصل عند إرادة فعل الطاعات الشاقّة كالحجّ والجهاد وغيرهما من الاضطراب والميل إلى الترك ، فإنّ كلّ طاعة مكروهة للنفس كما سنشير إليه ، وما يحصل عند عروض المصائب والنوائب من احتراق القلب واضطرابه المترتّب عليه بعض الأعمال الركيكة كشقّ الجيب ولطم الخد والتضجّر والتبرّم وغيره ويختصّ هذا القسم منه باسم الجزع فهو فرد منه.
     ثم أنّ ترتبّه على صغر النفس يقتضي إدخاله تحت رذائل الغضبية وهو وإن كان كذلك مطلقاً لما ذكر الا أنّ بعض أفراده ممّا يمكن إدخالها تحت الشهويّة أيضاً لكون الباعث عليها ميل النفس إلى الشهوات وعدم ائتمار القوّة الشهويّة تحت حكم العاقلة وإن كان الباعث للميل المذكور كبر الدنيا على النفس كما أشير إليه فيما سبق ، فإنّ هذا الباعث يعمّ جميع الرذائل الشهوية ، فلو صار ذلك سبباً لعدّها في رذائل الغضبية خاصّة لزم أن يكون جميع الرذائل الشهوية منها ، ولا يكون لها نوع خاصّ بها ، وهذا غير عزيز في باب الفضائل والرذائل حيث تكون لفضيلة واحدة جهتان يعدّ كلّ منهما في كلّ منهما ، فالاضطراب المذكور من حيث كونه مترتّباً على ميل النفس إلى الشهوات يمكن عدّها من رذائل الشهوية ، بل هذه الحيثية أظهر لكونها أخصّ ، ولذا عدّ القوم الصبر المقابل للجزع في أنواع الشجاعة لاختصاصها بتلك الحيثية الاولى خاصة وهذا القسم من أنواع العفّة لكون الحيثية الثانية فيه أظهر فافهم ، فإنّ هذا المقام من مزالق الأقدام.
     ثم إنّه يدلّ على قبح هذه الخصلة وذمّها العقل والنقل.
     أمّا الأوّل فلأنّه كراهة لقضاء الله وحكمه والمقدّر كائن فلا رادّ لقضائه ولا معقّب لحكمه.
     وفي الحديث القدسي : « من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي


(333)
فليخرج من أرضي وسمائي [ وليطلب ربّاً سوائي ] ». (1)
     ونقل أنّه مات ابن لبعض الأكابر فعزّاه مجوسي فقال : ينبغي للعاقل أن يفعل في يومه ما يفعل الجاهل بعد خمسة أيّام ، فقال : اكتبوا عنه.
     وأمّا الاضطراب في مشقّة الطاعة فلأنّه يدلّ على جهله وقلّة إدراكه ، فإنّ أهل الدنيا يرتكبون أنواع المشاقّ والمتاعب ويوقعون أنفسهم في صنوف الأخطار والمهالك لأجل جزاء منقطع مشوب بأنواع الكدورات ، فمن عرف نسبة لذّات الآخرة الموعود بها لجزاء العبادات مع دوامها وشرافتها ، إلى لذّات الدنيا لما شقّ عليه العمل ، بل كان مثل المستسقي الذي يزيد عطشه ولايروي بشرب الماء ، ولو تفكّر في نعمائه المتواترة عليه في كلّ يوم ، بل في كلّ آن ، وعرف وجوب شكر المنعم عقلاً لما فرغ نفسه لشغل الا للعبادة والطاعة ، ولو حصل أدنى معرفة بالله وعظمته وصفاته وآياته حصلت له من المحبّة والانس ما عظمت به لذّة العبادة ، بحيث لم ير فوقها لذّة ، بل كان منتهى آماله وغاية مناه.
     وأمّا الاضطراب في ترك المعصية فهو يدلّ على عدم تعديله لقوّتيه الشهوية والغضبية وعدم تحصيله العلم بغوائل النفس وجنود الشيطان وما يلحقها من البعد والبوار وعدم تذكّره لما ورد في ذمّ كلّ منهما من الأخبار والآثار وعدم تفطّنه لغوائله ومفاسده ، فلو حصل المعرفة المزبورة سهل عليه ترك الخصلة المذكورة المانعة له عن الاتّصاف بشرائف الصفات والاتّصاف بضدّه الصّبر الذي هو من أمّهات فضائل الملكات.
     قال الله تعالى : « وكايّن من نبيّ قاتل معه ربّيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحبّ الصابرين ». (2)
1 ـ لم أجده بهذا اللفظ ، نعم يوجد نحوه في جامع الأخبار : ص133. وما بين المعقوفتين في « ج » فقط.
2 ـ آل عمران : 146.

(334)
     وممّا ذكر يظهر علاجه العلمي مضافاً إلى التذكّر لما ورد في مدح ضدّه من الآيات والأخبار ، ودلّ عليه الاعتبار ممّا سيذكر إن شاء الله تعالى ، والعلمي تقديم التروّي في كلّ فعل يريده حتّى يتفطّن بمفاسده فيسهل عليه تركه أو بمحاسنه وفوائده حتى يسهل عليه فعله إلى أن يصير ملكة.

فصل
     الحزن ألم نفساني يعرض من فوت مطلوب أو فقد محبوب أو الخوف من مكروه ، وعدّه بعض المحقّقين من رذائل الشهوة من طرف التفريط. وفيه نظر ، فإنّ الباعث عليه إن كان شدّة الشوق إلى المشتهيات فيحزن لفقدها أو فوتها كان من رذائل الشهوة لكن كونه من جانب التفريط ممنوع ، بل هو من تنائج الشره. وإن كان باعثه الميل إلى مقتضيات الغضب فيحزن على فوت ما يميل إليه قلبه من الاستيلاء والغلبة على الخصم أو الانتقام أو الكبر أو التعزّز أو غيرها كان من رذائل الغضب. وإن بني الأمر على ترتّبه على صغر النفس وضعفها كان الأوّل أيضاً منها من جانب التفريط وتعميم المعروض بالنسبة إلى الخوف مع عدم ذكر القوم له ، لأنّه قد يكون حزنه من حصول أمر يتوقّع فيه أثر السوء ، فمن حيث حصول تشويش الخاطر والاضطراب بذلك يسمّى خوفاً ، ومن حيث حصول الهمّ والغمّ له والتضجّر والتألّم يسمّى حزناً وإن كان هذا متفرّعاً على ذلك ، على أنّ الخوف إنّما يستعمل فيما يحتمل العدم ، والحزن أعم ، إذ يشمل ما يتيقّن كالذي يأكل ولده السمّ المهلك.
     ومن جملة هذا القسم من الحزن كلّ حزن يترتّب على الخوف الممدوح ، إذ لايمكن حصول الخوف بدون الحزن ولو لم يعمّم بما ذكرناه شمله أيضاً فإنّ محبوب أهل الدنيا ومطلوبهم شهواتها ، ومحبوب أهل الآخرة ومطلوبهم لذّاتهامن لقاء الله والاعتزال عن أبناء الدنيا وعدم مشاهدة


(335)
أطوارهم فحزنهم أيضاً على ما يفقدونه.
     فظهر أنّ عدّ الحزن من الرذائل مطلقاً ممّا لا وجه له ، كيف لا والدنيا سجن المؤمن ، ولا وجه له لفرحه فيها.
     ويؤيّده ما ورد من ذمّ الغفلة والسرور وكثرة الضحك ومدح الخشوع والبكاء من حشية الله ، فإنّ البكاء يحدث من ألم القلب بالاحتراق لا بتشويش الخاطر والاضطراب ، فالحزن بهذا المعنى من أمّهات الفضائل.
     وأمّا قوله تعالى : « ألا أنّ أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون » (1) فلا يحسن الاستشهاد به لذمّ الحزن بعد تخصيصه بالحزن على فقد لذّات الدنيا ، بل الأولى إما تفسيره بعدم بقاء هذا القسم من الحزن الممدوح الذي كانوا عليه في الدنيا لهم في الآخرة ، وكذا الخوف ، لوصولهم إلى ماكانوا يفقدونه في دار الدنيا من نعيم الجنان وخلاصهم عن أهوال يوم القيام ويؤيّده سوق الآية كما لايخفى.
     وإمّا تفسيره بعدم حصولهما لهم في الدنيا أيضاً بناء على ما أشير إليه سابقاً من أنّ شأن أولياء الله المقرّبين أجلّ وأعظم من أن يخافوا من شيء أو يطمعوا في شيء ، إذ لا مطمع لهم الا النظر إلى وجهه الكريم ، وقد فازوا بالاستغراق في بحار جلاله وعظمته ، فلم يبق منهم خائف ولا مخوف عليه ولا طامع لهم ولا مطموع فيه ، كما قيل :
نترسد زو كسى كورا شناسد نماند خوف اگر گردى روانه ترا از آتش دوزخ چه باك است ز آتش زر خالص برفروزد كه طفل از سايه خود مى هراسد نخواهد اسب تازى تازيانه كه از هستى تن وجان تو پاك است چه غشى نبود اندر وى بسوزد (2)

1 ـ يونس : 62.
2 ـ گلشن راز : 54.

(336)
     ثم إنّه لا يحصل هذا القسم من الحزن الا بقطع العلاقة عن الدنيا واليقين التامّ بما وعد [ وأوعد ] (1) الله به عباده في الآخرة.
     ويتفرّع عليه آثار محمودة كالسعي في تدارك مافات بتحصيل شرائف الصفات والاهتمام في العبادة وأداء الطاعات.
     وأما القسم الأول الشائع في كلام القوم فهو مع اشتماله على كراهة التقديرات الالهية متفرّع على الميل إلى مقتضيات الشهوة والغضب والجهل بفنائها وأنّ مالا يفني هو ما خلق لأجله من المعارف الحقيقية والفضائل النفسية ، فلو حصل اليقين بذلك صرفه الاشتغال والسعي في تحصيلها وحفظها عن الهمّ لفوات حطام الدنيا.
     وفي أخبار داود : « يا داود! ما لأوليائي والهمّ بالدنيا ، إن لهمّ يذهب حلاوة مناجاتي عن قلوبهم ، إنّ محبّتي من أوليائي أن يكونوا روحانيين لايغتمّون ». (2)
     مع أن الحزن كما قاله بعض الحكماء ليس أمراً طبيعيّاً للنفس ، بل ملكة حادثة من سوء اختيارها ، لأنّ كلّ محزون على فقد شيء يزول حزنه بيسير من الأوقات (3) ويتبدّل بالسرور ولو كان طبيعياً لكان حاصلاً لكلّ أحد ، إذ لابدّ من فقد محبوب له.
     ثم ما أشبه حاله بمن دعي في جماعة إلى دعوة في مجلس مشتمل على صنوف النفائس والشمائم الطيّبة ليتفرّج ألأصناف المدعوّ برؤيتها وينتفعو من روائحها خاصة ، فكان يأخذها كل منهم ساعة للتفرّج والاستشمام ويودعها إلى آخر ، فلو أخذها أحدهم وطمع في تملّكه واغتمّ من أخذ آخر منه نسب إلى الجنون وخفّة العقل ، فالعاقل لايصرف عمره في
1 ـ ساقط من « ج ».
2 ـ جامع السعادات : 3/214 ، الجواهر السنية : 94 نقلاً عن مسكنّ الفؤاد.
3 ـ في « ج » : الالتفات.

(337)
تحصيل ما يحزن على فقده بعد علمه بأنّه يصير مفقوداً ولا يعلّق قلبه به مع حصوله له ، بل يهتمّ في تحصيل الباقيات التي لاتفنى واللذّات التي ليس لها انتهاء ، ولنعم ما قيل :

ومن سرّه أن لايرى ما يسوؤه فلايتّخذ شيئاً يخاف له فقدا


(338)
المقام الثاني
في الفضائل المتعلّقة بالقوتين أو الثلاث
أو المحتملة لكل منها
وفيه فصول
فصل
     الصدق من شرائف الصفات ونفاش الملكات ، وقد كثر مدحه في الآيات والأخبار.
     « يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا مع الصادقين » (1) « الصابرين والصادقين والقانتين والمستغفرين بالأسحار » (2) « رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه » (3)
     وقال الصادق عليه السلام : « انّ الرجل ليصدق حتّى يكتبه الله صدّيقاً ». (4)
     وقال عليه السلام : « من صدق لسانه زكى عمله ». (5)
     وقال عليه السلام : « لاتنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده ، فإنّ ذلك شيء اعتاده ، ولو تركه لاستوحش لذلك ، ولكن انظروا إلى صدق حديثه
1 ـ التوبة : 119.
2 ـ آل عمران : 17.
3 ـ الأحزاب : 23.
4 ـ الكافي : 2/105 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الصدق وأداء الأمانة ، ح8 ، عن الباقر عليه السلام.
5 ـ الكافي : 2/104 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الصدق وأداء الأمانة ، ح3 ، عن الباقر عليه السلام.

(339)
وأداء أمانته ». (1)
     وقال : « إنّ عليّاً عليه السلام إنّما بلغ به عند رسول الله صلى الله عليه وآله بصدق الحديث وأداء الأمانة ». (2)
     والأخبار كثيرة لاتحصى.
     وله أنواع :
     منها : الصدق في الشهادة ، ويقابله شهادة الزور ، والصدق في اليمين ، ويقابله اليمين الكاذبة ، والوفاء بالعهد ، ويقابله خلف الوعد وهو أفضل أنواعه.
     وقد أثنى الله نبيّه إسماعيل به (3) ويشمله نوع واحد ، وهو الصدق في القول ، ولايكمل في هذا النوع الا بترك المعاريض من غير ضرورة ورعاية معاني الألفاظ عند قراءتها ، فمن يقول :
     « وجّهت وجهي للّذي فطر السماوات والأرض » (4) وهو مقبل على الدنيا فهو كاذب.
     وكذا من يقول « أيّاك نعبد » (5) وقلبه مقيّد بالدنيا ، فإنّه عبادة للدنيا كما ورد.
     ومنها : الصدق في النيّة ، أي تخليصها في الأقوال والأفعال لله تعالى وهوالاخلاص ، وسيأتي في مباحث النيّة إن شاء الله تعالى.
     ومنها : الصدق في العزم ، فإنّ الانسان قد يعزم على عمل ، فإن كان مصمّماً جازماً كان صادقاً أي تاماً كما يقال : فلان صادق الشهوة أو كاذبها ، وإن كان فيه ضعف وشكّ كان كاذباً.
1 ـ الكافي : 2/105 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الصدق وأداء الأمانة ، ح12.
2 ـ الكافي : 2/104 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الصدق وأداء الأمانة ، ح5 ، مع زيادة.
3 ـ مريم : 54.
4 ـ الأنعام : 79 ، وفي النسخ : للذي فطرني.
5 ـ الفاتحة : 5.

(340)
     ومنها : الصدق في الوفاء بالعزم ، فإنّ الانسان ربما يعزم يعزم على فعل معلّق بشرط أو صفة ، ثم بعد حصولها تمنعه الشهوات عن أدائه.
     قال الله تعالى : « رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ». (1)
     ومنها : الصدق في الافعال ، أي مطابقة الظاهر والباطن واستواء السرّ والعلانية ، أو كون الباطن أحسن من الظاهر ، وهو أعزّ الأنواع السابقة وأعلاها.
إذا السرّ والإعلان المؤمن استوى وإن خالف الاعلان سرّاً فما له كما خالص الدينار في السوق نافق فقد عزّ في الدارين واستوجب الثنا على سعيه فضل سوى الكدّ والعنا ومردوده المغشوش لايقتضي المنى
     ويستلزم هذا النوع أن لا يقول ما لايفعل.
     قال الصادق عليه السلام : « إذا أردت أن تعلم أصادق أنت أم كاذب فانظر إلى قصد معناك وغور دعواك وغيّرهما بقسطاس من الله عزّوجلّ كأنّك في القيامة ، قال الله تعالى : « والوزن يومئذ الحق » (2) فإذا اعتدل معناك بدعواك ثبت لك الصدق » ، وأدنى حقّ الصدق أن لايخالف اللسان » القلب ، ولا القلب اللسان ». (3)
     ومنها : الصدق في مقامات الدين ، كالصبر والشكر والخوف والرجاء والزهد والتوكّل والتعظيم والرضا والحبّ والتسليم لتقديراته تعالى ، وهو من أعظم أنواعه ، كما أشير إليه في الكذب ، ومن علاماته كتمان الطاعات والمصائب جميعاً.
1 ـ الأحزاب : 23.
2 ـ الأعراف : 8.
3 ـ مصباح الشريعة : الباب 74 ، في الصدق.
كشف الغطاء ::: فهرس