كليات في علم الرجال ::: 301 ـ 315
(301)
مروية عن الثقات عن الائمة وكذلك جعفر بن محمد بن قولويه فانه صرح بما هو أبلغ من ذلك في أول مزاره » (1).
    وذهب صاحب معجم رجال الحديث إلى ان هذه العبارة واضحة الدلالة على انه لا يروي في كتابه رواية عن المعصوم إلا وقد وصلت اليه من جهة الثقات من اصحابنا ، ثم أيَّد كلامه بما نقلناه عن صاحب الوسائل ، ثم قال : « ما ذكره صاحب الوسائل متين فيحكم بوثاقة من شهد علي بن إبراهيم أو جعفر بن محمد بن قولويه بوثاقته ، اللّهم إلا أن يبتلى بمعارض » (2).
    اقول : اما رواة تفسير القمي فسيوافيك الكلام في نفس الكتاب ، وانه لم يثبت ان مجموع التفسير من تأليفه ، واما ادعاء دلالة العبارة المذكورة في مقدمة « كامل الزيارات » على انه لا يروي في كتابه رواية عن المعصوم إلا وقد وصلت اليه من جهة الثقات من اصحابنا ( رحمهم الله ) فيغر تام.
    والحق ما استظهره المحدّث المتتبع النوري ، فقد استظهر منه انه نصّ على توثيق كل من صدر بهم سند احاديث كتابه ، لا كل من ورد في اسناد الروايات ، وبالجملة يدل على توثيق كل مشايخه لا توثيق كل من ورد في اسناد هذا الكتاب وقد صرح بذلك في موردين :
    الأول : في الفائدة الثالثة من خاتمة كتابه « المستدرك » ( ج 3 ، ص 522 ـ 523 ) قال : ان المهم في ترجمة هذا الشيخ العظيم استقصاء مشايخه في هذا الكتاب الشريف ، فان فيه فائدة عظيمة لم تكن في من قدمنا من مشايخ الأجلة ، فانه ( رحمه الله ) قال في أول الكتاب : ـ وقال بعد نقل عبارته في مقدمة الكتاب على النحو الذي نقلناه ـ : « فتراه نصّاً على توثيق كل من روي عنه فيه ، بل كونه من المشهورين في الحديث والعلم ، ولا فرق في
1 ـ الوسائل : 20 / 68.
2 ـ معجم رجال الحديث : 1 / 50.


(302)
التوثيق بين النص على احد بخصوصه او توثيق جمع محصورين بعنوان خاص ، وكفى بمثل هذا الشيخ مزكياً ومعدلاً ».
    الثاني : في الفائدة العاشرة ( ج 3 ، ص 777 ) وقال : « من جملة الأمارات الكلية على الوثاقة كونها من مشايخ جعفر بن قولويه في كتابه كامل الزيارات ».
    وعلى أي تقدير فيدل على المختار اُمور :
    1 ـ انه استرحم لجميع مشايخه حيث قال : « من اصحابنا ـ رحمهم الله برحمته ـ » ومع ذلك نرى انه روى فيه عمن لا يستحق ذلك الاسترحام ، فقد روى في هذا الكتاب عن عشرات من الواقفة والفطحية وهل يصحّ لشيخ مثل ابن قولويه أن يسترحمهم ؟
    2 ـ روى في الباب الثامن في فضل الصلاة في مسجد الكوفة عن ليث بن أبي سليم وهو عامي بلا اشكال (1).
    كما روى عن علي بن أبي حمزة البطائني المختلف فيه ، فقد روى عنه في هذا الكتاب في الصفحات التالية : 63 ـ 84 ـ 108 ـ 119 ـ 246 ـ 248 ـ 294.
    كما روى عن حسن بن علي بن أبي حمزة البطائني في الصفحات التالية 49 ـ 100.
    كما روى عن عمر بن سعد في الصفحات التالية 71 ـ 72 ـ 90 ـ 93 (2).
1 ـ كامل الزيارة : 31 ، الباب 8.
2 ـ وربما يتوهم ان المراد منه هو عمر بن سعد بن أبي وقاص وليس بصحيح. كيف وهو من مشايخ نصر بن مزاحم ( المتوفّى عام 212 هـ ) وفي بعض النسخ « عمرو بن سعد » وفي آخر « عمر بن سعيد » واحتمل العلاّمة الاميني في تعاليقه ان الراوي هو عمرو بن سعيد المدائني الساباطي الثقة الراوي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) والظاهر انه عمر بن سعد من مشايخ نصر.


(303)
    كما روى فيه عن بعض اُمّهات المؤمنين التي لا يركن إلى حديثها ( الصفحة 31 ، الباب الثامن ، الحديث 16 ).
    3 ـ القدماء من المشايخ كانوا ملتزمين بأن لا يأخذوا الحديث إلا ممّن صلحت حاله وثبتت وثاقته ، والعناية بحال الشيخ كانت أكثر من عنايتهم بمن يروي عنه الشيخ ، قد عرفت التزام النجاشي بأن لا يروي إلا عن شيخ ثقة ، لا أن يكون جميع من ورد في سند الرواية ثقات.
    ولأجل ذلك كانت الرواية بلا واسطة عن المجاهيل والضعفاء عيباً ، وكانت من أسباب الجرح ، ولم يكن نقل الرواية المشتملة على المجهول والضعيف جرحاً.
    كل ذلك يؤيد ما استظهره المتتبع النوري ( رحمه الله ).
    ثم إن أكثر أحاديث الكتاب يرويه المؤلف عن أبيه محمد بن جعفر. قال النجاشي : « كان أبوه من خيار أصحاب سعد (1) وأصحاب سعد أكثرهم ثقات كعلي بن الحسين بن بابويه ( والد الصدوق ) ومحمد بن الحسن بن الوليد ( شيخ الصدوق ) وحمزة بن القاسم ومحمد بن يحيى العطار القمي ».
    والوالد هو المدفون بقم في مقبرة « شيخان » فلاحظ.
    وأما اخو المؤلف فهو أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر ، ونقل عنه في الكتاب كثيراً. قال النجاشي : « روى الحديث ومات حدث السنّ لم يسمع منه ، له كتاب فضل العلم وآدابه ، أخبرنا محمد والحسين بن هديَّة ، قالا : حدثنا جعفر بن محمد بن قولويه ، قال : حدثنا أخي به » (2).
1 ـ رجال النجاشي : الرقم 318.
2 ـ رجال النجاشي : الرقم 685.


(304)
    وإذا كان الحقّ ما استظهره المحدث النوري ، وأن العبارة لا تدل إلا على وثاقة مشايخه فعلينا بيان مشايخه التي لا تتجاوز 32 شيخاً حسب ما أنهاهم المحدّث النوري واليك اسماءهم :
    1 ـ والده محمد بن قولويه الذي هو من خيار أصحاب سعد بن عبدالله ( المتوفّى عام 299 هـ ).
    2 ـ أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن الحسين الزعفراني نزيل بغداد.
    3 ـ ابو الفضل محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان الجعفي الكوفي ، المعروف بالصابوني صاحب كتاب الفاخر في الفقه.
    4 ـ ثقة الاسلام الكليني.
    5 ـ محمد بن الحسن بن الوليد.
    6 ـ محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار.
    7 ـ أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن القرشي الرزاز ( 233 ـ 316 هـ ).
    8 ـ محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري القمي.
    9 ـ الحسن بن عبدالله بن محمد بن عيسى يروي عنه ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب.
    10 ـ أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه.
    11 ـ أخوه علي بن محمد بن قولويه.
    12 ـ أبو القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم بن عبدالله بن موسى بن جعفر الموسوي العلوي.
    13 ـ أبو علي أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة الرقّي بن هاشم بن


(305)
غالب بن محمد بن علي الرقي الانصاري.
    14 ـ محمد بن عبد المؤمن المؤدب القمي الثقة صاحب النوادر.
    15 ـ ابو الحسن علي بن حاتم بن أبي حاتم القزويني.
    16 ـ علي بن محمد بن يعقوب بن اسحاق بن عمّار الصيرفي ( المتوفّى سنة 332 هـ ).
    17 ـ أبو الحسن علي بن الحسين السعدآبادي القمّي الذي يروي عنه الكليني.
    18 ـ أبو علي محمد بن همّام بن سهيل الكاتب البغدادي ، شيخ الطائفة ووجهها المولود بدعاء العسكري ( عليه السلام ) ( المتوفّى سنة 332 هـ ).
    19 ـ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعد التلعكبري الشيباني ( المتوفّى سنة 385 هـ ).
    20 ـ القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني وكيل الناحية المقدسة بهمدان.
    21 ـ الحسن بن زبرقان الطبري.
    22 ـ أبو عبدالله الحسين بن محمد بن عامر بن عمران بن أبي بكر الاشعري القمي ، الذي أكثر الكليني من الرواية عنه.
    23 ـ أبو علي أحمد بن إدريس بن أحمد الاشعري القمي ( المتوفّى سنة 306 هـ ).
    24 ـ أبو عيسى عبيدالله بن فضل بن محمد بن هلال الطائي البصري ، وفي بعض النسخ « عبدالله ».
    25 ـ حكيم بن داود بن حكيم يروي عن سلمة بن خطاب.


(306)
    26 ـ محمد بن الحسين وفي بعض المواضع ، الحسن بن مث الجوهري.
    27 ـ محمد بن أحمد بن علي بن يعقوب.
    28 ـ أبو عبدالله محمد بن أحمد بن يعقوب بن اسحاق بن عمار.
    29 ـ ابو عبدالله محمد بن أحمد بن يعقوب.
    واحتمل المحدث النوري اتحاده مع سابقه بل اتحاد الثلاثة الواردة في الارقام 27 ، 28 ، 29.
    30 ـ ابو عبدالله الحسين بن علي الزعفراني.
    31 ـ ابو الحسين أحمد بن عبدالله بن علي الناقد.
    32 ـ ابو الحسن محمد بن عبدالله بن علي. (1)
1 ـ مستدرك الوسائل : 3 / 523.

(307)


(308)

(309)
    ربما يستظهر ان كل من وقع فى اسناد روايات تفسير علي بن إبراهيم المنتهية إلى المعصومين ( عليهم السلام ) ثقة ، لأن علي بن إبراهيم شهد بوثاقته ، واليك عبارة القمي في ديباجة تفسيره قال : « نحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي الينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم ، وأوجب رعايتهم ، ولا يقبل العمل إلا بهم » (1).
    وقال صاحب الوسائل : « قد شهد علي بن إبراهيم أيضاً بثبوت احاديث تفسيره ، وأنها مروية عن الثقات عن الائمة » (2).
    وقال صاحب معجم رجال الحديث معترفاً بصحة استفادة صاحب الوسائل : « ان علي بن إبراهيم يريد بما ذكره ، اثبات صحة تفسيره وان رواياته ثابتة وصادرة من المعصومين ( عليهم السلام ) وأنها انتهت اليه بوساطة المشايخ والثقات من الشيعة ، وعلى ذلك فلا موجب لتخصيص التوثيق بمشايخه الذين يروي عنهم علي بن إبراهيم بلا واسطة ، كما زعمه بعضهم » (3).
1 ـ تفسير علي بن إبراهيم القمي : 1 / 4.
2 ـ الوسائل : 20 / 68 ، الفائدة السادسة.
3 ـ معجم رجال الحديث : 1 / 49 ـ 50 ، المقدمة الثالثة.


(310)
    وتحقيق الحق يستدعي بيان أمور :

    1 ـ ترجمة القمي
    إن علي بن إبراهيم بن هاشم احد مشايخ الشيعة في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع ، وكفى في عظمته أنه من مشايخ الكليني ، وقد أكثر في الكافي الرواية عنه ، حتى بلغ روايته عنه سبعة آلاف وثمانية وستين مورداً (1) وقد وقع في أسناد كثير من الروايات تبلغ سبعة آلاف ومائة واربعين مورداً (2).
    وعرفه النجاشي بقوله : « علي بن إبراهيم ، ابو الحسن القمي ، ثقة في الحديث ، ثبت معتمد صحيح المذهب سمع فأكثر وصنف كتباً » (3).
    وقال الشيخ الطوسي في الفهرست : « علي بن إبراهيم بن هاشم القمي ، له كتب : منها كتاب التفسير ، وكتاب الناسخ والمنسوخ » (4).

    2 ـ مشايخه
    1 ـ إبراهيم بن هاشم ورواياته عنه تبلغ ستّة آلاف ومائتين وأربعة عشر مورداً.
    2 ـ صالح بن السندي ورواياته عنه تبلغ ثلاثة وستّين مورداً.
    3 ـ محمد بن عيسى ورواياته عنه تبلغ اربعمائة وستّة وثمانين مورداً.
    4 ـ محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ورواياته عنه تبلغ اثنين وثمانين مورداً.
    5 ـ هارون بن مسلم ورواياته عنه تبلغ ثلاثة وثمانين مورداً.
1 ـ معجم رجال الحديث : 18 / 54 في ترجمة الكليني ، الرقم 12038.
2 ـ معجم رجال الحديث : 11 / 194 في ترجمته ، الرقم 7816.
3 ـ رجال النجاشي : 260 ، الرقم 680.
4 ـ الفهرست : 115 ، الرقم 382.


(311)
    إلى غير ذلك من المشايخ التي ذكرها صاحب معجم رجال الحديث في الجزء 11 ، الصفحة 195.

    3 ـ طبقته في الرجال
    كان في عصر أبي محمد الحسن العسكري ( عليه السلام ) وبقي إلى سنة 307 فانه روى الصدوق في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) عن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم سنة 307 (1).
    وحمزة بن محمد ترجمه الشيخ في باب من لم يرو عنهم ، بقوله : « حمزة بن محمد القزويني العلوي ، يروي عن علي بن إبراهيم ونظرائه وروى عنه محمد بن علي بن الحسين بن بابويه » (2).
    وفي بعض أسانيد « الامالي » و « كمال الدين » هكذا : حدثنا حمزة بن محمد ـ إلى قوله : « بقم في رجب 339 قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم فيما كتبه إليّ في سنة سبع وثلاثمائة ».

    4 ـ تعريف للتفسير
    التفسير المنسوب إلى القمي تفسير روائي ، وربما جاءت فيها أنظار عن نفس علي بن إبراهيم بقوله : قال علي بن إبراهيم ...
    أورد في أول تفسيره مختصراً من الروايات المبسوطة المسندة المروية عن الامام الصادق ( عليه السلام ) عن جدّه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في بيان أنواع علوم القرآن.
    ثم إن محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني ، تلميذ ثقة الاسلام
1 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) : 161 ، الطبعة القديمة.
2 ـ رجال الشيخ الطوسي : 468 ـ 469 في باب من لم يرو عنهم.


(312)
الكليني ، مؤلف كتاب « الغيبة » رواها باسناده إلى الامام ، وجعلها مقدمة تفسيره ، وقد دوّنت تلك المقدمة مفردة مع خطبة مختصرة وسميت « المحكم والمتشابه » وطبع في ايران ، وربما ينسب إلى السيّد المرتضى ، وطبع تلك المقدمة مع تفسير القمي تارة ، ومستقلة اُخرى ، وأوردها بتمامها العلاّمة المجلسي في مجلد القرآن من « البحار » (1).
    وقد ابتدأ القمي بنقل تلك الروايات مع حذف السند بقوله : « فأما الناسخ والمنسوخ فان عدة النساء كانت في الجاهلية ... » (2).

    5 ـ الراوي للتفسير او من املي عليه
    يروي التفسير عن علي بن إبراهيم ، تلميذه ابو الفضل العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر ( عليه السلام ).
    ومع الأسف ، إنه لم يوجد لراوي التفسير ( العباس بن محمد ) ذكر في الاُصول الرجالية ، بل المذكور فيها ترجمة والده المعروف بـ « محمد الأعرابي » وجدّه « القاسم » فقط. فقد ترجم والده الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الإمام الهادي ( عليه السلام ) بعنوان محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى العلوي (3).
    قال شيخنا الطهراني : « وترجم أبو عمرو الكشّي جدّه بعنوان « القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر » وذكر أنه يروي عن أبي بصير ، ويروي عنه أبو عبدالله محمد بن خالد البرقي » (4).
1 ـ البحار : 90 / 1 ـ 97 ، طبعة بيروت ، والجزء 93 ، طبعة ايران.
2 ـ تفسير القمي : 1 / 26 ـ 27.
3 ـ رجال الطوسي : 424 في اصحاب الهادي حرف الميم ، الرقم 41.
4 ـ كذا في الذريعة ولم نجده في رجال الكشي المطبوع بالعراق مثل ما في المتن ، ولم يعنونه مستقلاً وانما جاء اسمه في ترجمة ابي عبدالله بن خالد هكذا : قال نصر بن الصباح : لم يلق البرقي ابا بصير بل بينهما قاسم بن حمزة.


(313)
    وأما العباس فقد ترجم في كتب الانساب ، فهو مسلم عند النسّابين وهم ذاكرون له ولأعمامه ولاخوانه ولأحفاده عند تعرضهم لحمزة بن الامام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ).
    فقد ذكر شيخنا المجيز الطهراني أنه رأى ترجمته في المجدي ، وعمدة الطالب ص 218 من طبع لكنهو ، وبحر الانساب ، والمشجّر الكشاف ، والنسب المسطر المؤلف في حدود 600 هـ ، فعندما ذكر عقب محمد الاعرابي بن القاسم بن حمزة بن موسى ( عليه السلام ) ، ذكروا أن محمداً هذا أعقب من خمسة بنين موسى ، وأحمد المجدور ، وعبدالله ، والحسين أبي زبية ، والعباس ، وذكروا من ولد العباس ، ابنه جعفر بن العباس ، ثم ابن جعفر زيداً الملقّب بـ « زيد سياه » ...
    وذكر مؤلف « النسب المسطر » ( المؤلف بين 593 ـ 600 هـ ) أعقاب العباس. قال : « وأما العباس بطبرستان ابن محمد الاعرابي فله أولاد بها منهم جعفر وزيد والحسن ولهم أعقاب ، ويظهر من « النسب المسطر » أنه نزل بطبرستان ولأولاده الثلاثة أعقاب بها وكانت طبرستان في ذلك الأوان مركز الزيدية » (1).

    6 ـ التفسير ليس للقمي وحده
    إن التفسير المتداول المطبوع كراراً (2) ليس لعلي بن إبراهيم وحده ، وإنما هو ملفّق مما أملاه علي بن إبراهيم على تلميذه أبي الفضل العباس ، وما رواه التلميذ بسنده الخاصّ عن أبي الجارود من الإمام الباقر ( عليه السلام ).
1 ـ الذريعة : 4 / 308 ، بتصرف وتلخيص.
2 ـ طبع على الحجر تارة سنة 1313 واخرى مع تفسير الإمام العسكري ، وطبع اخيراً على الحروف في جزءين.


(314)
    وإليك التعرف على أبي الجارود وتفسيره :
    أما ابو الجارود ; فقد عرفه النجاشي بقوله : « زياد بن المنذر ، أبو الجارود الهمداني الخارفي الأعمى ، ... كوفي ، كان من أصحاب أبي جعفر ( عليه السلام ). وروى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) وتغيَّر لما خرج زيد ( رضي الله عنه ) وقال أبو العباس ابن نوح : هو ثقفي ، سمع عطية ، وروى عن ابي جعفر ، وروى عنه مروان بن معاوية وعلي بن هاشم بن البريد يتكلمون فيه ، قاله البخاري » (1).
    وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ( عليه السلام ) : « زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني ، الحوفيّ الكوفيّ تابعي زيدي أعمى ، اليه تنسب الجارودية منهم ».
    والظاهر أن الرجل كان إمامياً ، لكنه رجع عندما خرج زيد بن علي فمال اليه وصار زيدياً. ونقل الكشي روايات في ذمّه (2) ، غير أن الظاهر من الروايات التي نقلها الصدوق ، رجوعه إلى المذهب الحق (3).
    وأما تفسيره فقد ذكره النجاشي والشيخ وذكرا سندهما اليه ، واليك نصّهما : فقال الأول : « له كتاب تفسير القرآن ، رواه عن أبي جعفر ( عليه السلام ). أخبرنا عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا جعفر بن عبدالله المحمدي ، قال : حدثنا ابو سهل كثير بن عياش القطان ، قال : حدثنا أبو الجارود بالتفسير » (4).
1 ـ رجال النجاشي : الرقم 448.
2 ـ رجال الطوسي : 122 في اصحاب الباقر ( عليه السلام ) الرقم 4 ، وفي الصفحة 197 في اصحاب الصادق ( عليه السلام ) الرقم 31.
3 ـ رجال الكشي : 199 ، الرقم 104.
4 ـ معجم رجال الحديث : 7 / 325 ـ 326 وقد نقل الروايات الدالة على رجوعه.


(315)
    فالنجاشي يروي التفسير بواسطة عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة وهو أيضاً زيدي.
    كما أن الشيخ يروي التفسير عن ابن عقدة بواسطتين. قال : « وأخبرنا بالتفسير أحمد بن عبدون ، عن ابي بكر الدوري ، عن ابن عقدة ، عن ابي عبدالله جعفر بن عبدالله المحمدي ، عن كثير بن عياش القطان وكان ضعيفاً وخرج أيام أبي السَّرايا معه فأصابته جراحة ، عن زياد بن المنذر أبي الجارود ، عن ابي جعفر الباقر ( عليه السلام ) » (1).
    إذا عرفت هذا فاعلم أن أبا الفضل الراوي لهذا التفسير قد روى في هذا التفسير روايات عن عدّة من مشايخه.
    1 ـ علي بن إبراهيم ، فقد خصّ سورة الفاتحة والبقرة وشطراً قليلاً من سورة آل عمران بما رواها عن علي بن إبراهيم عن مشايخه.
    قال قبل الشروع في تفسير الفاتحة : « حدثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، قال : حدثنا ابو الحسن علي بن إبراهيم ، قال : حدثني ابي ( رحمه الله ) ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ».
    ثم ذكر عدة طرق لعلي بن إبراهيم (2).
    وساق الكلام بهذا الوصف إلى الآية 45 من سورة آل عمران ، ولمّا وصل إلى تفسير تلك الآية ، أي قوله سبحانه : ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقرَّبين ) أدخل في التفسير ما أملاه الإمام الباقر ( عليه السلام ) لزياد بن
1 ـ الفهرست : الرقم 293.
2 ـ تفسير القمي : 1 / 27 ، الطبعة الاخيرة.
كليات في علم الرجال ::: فهرس