مفاهيم القرآن ـ جلد الراربع ::: 31 ـ 40
(31)
شعار الاَنبياء في طريق دعوتهم هو
( ما أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ )
    إنَّ أخلص الاَعمال وأطهرها من شوائب المادية ما يكون الدافع إلى الاِتيان بها وجه اللّه سبحانه وكسب مرضاته ، وامتثال أمره ، وإطاعة فرضه ، ولو أردنا أن نأتي بمثال ، أو نعرض نموذجاً ، فعمل الاَنبياء ودعوتهم إلى إصلاح المجتمع خير مثال ونموذج له.
    وقد اتفقت كلمة الاَنبياء في هتافاتهم على أنَّهم يبلغون رسالات اللّه تطوعاً وطلباً لمرضاة اللّه ، ولا يسألون الناس أجراً ولا جزاء ، حتى صار ذلك شعاراً لهم.
    وقد ورد هذا المضمون في قولهم الذي حكاه اللّه عنهم في قرآنه الكريم ، إذ قال :
    ( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ). (1)
    وقد أمر اللّه سبحانه نبيه الكريم أن يقول :
    ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبيلاً ). (2)
    وقد أصبح هذا الشعار يعرف به النبي عن غيره ، ويميّز به المبعوث من جانبه سبحانه عن المبعوث من جانب نفسه ونفسانياته أو من جانب غيره.
    1 ـ انظر سورة الشعراء : الآيات : 109 ، 127 ، 145 ، 164 ، 180.
    2 ـ الفرقان : 57.


(32)
    ويشهد على ذلك قوله سبحانه حاكياً عن الرجل الذي جاء من أقصى المدينة داعياً الناس أن يتبعوا المرسلين ، لاَنهم مبعوثون من جانبه سبحانه بشهادة أنّهم لا يسألون أجراً في دعوتهم ، قال سبحانه :
    ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ ). (1)
    ثم إنَّ رفضهم الاَجر في تبليغ أوامره سبحانه كان لاَجل أمرين :
    1. أنّ ما قام به الاَنبياء من الخدمة للناس أعلى وأنبل من أن يقوّم بالدراهم والدنانير ، أو بالمناصب والمقامات الدنيوية ، فأي شيء يساوي إنقاذ الناس من الخضوع للحجر والمدر ، والاَشكال والصور والخوض في قبائح الاَعمال ، ورذائلها مما يحطم السعادة الاِنسانية ويجلب للبشر الشقاء والانحطاط ؟
    أم ترى بماذا يقوّم إنقاذ الاَُمم مما كانت عليه قبل بعث الاَنبياء من الفتك والقتل ووأد البنين والبنات ، وشن الغارات ، وقطع الرحم وأكل الميتة والجيف ، وغير ذلك من الفظائع الشائعة في الاَُمم الجاهلة ، والمتفشية في الاَقوام المنحطة.
    وتوقفك على قيمة أعمالهم ، وخدماتهم التي قدموها إلى المجتمع الاِنساني ملاحظة البيئات التي لم يبلغ إليها نور النبوة ودعوة الاَنبياء ، فهم على وحشيتهم الاَُولى ، وجاهليتهم الجهلاء ، فما صعدوا مرقاة الكمال درجة واحدة.
    فإذا كان العمل هذه قيمته ، وهذه نتيجته فلا يصح تقويمه بزخارف الدنيا ، وملاذ الحياة ، وخاصة إذا لاحظنا أنّ عمل الاَنبياء في مجال الدعوة كان مقروناً بالتضحية ، وبذل النفوس والاَموال ، وترك الاَوطان ، وتحمّل الشدائد والمصائب والدفاع عن الرسالة بأفلاذ أكبادهم ، فهل يمكن أن تقدّر تلكم التضحيات الجسام بالدراهم والدنانير ، أو بالمناصب والمقامات؟!
    1 ـ يس : 20 ـ 21.

(33)
    2. انّ الدافع إلى قيامهم ودعوتهم كان هو امتثال أمره سبحانه وتعالى ، وما كان كذلك فاللّه سبحانه أولى بأن يرجى منه الاَجر والجزاء لا غيره ، فهوَلاء الرسل كانوا يقومون بأفضل خدمة للبشرية امتثالاً لاَمره سبحانه ، وتنفيذاً لاِرادته من غير أن يتوقعوا من سواه أجراً ولا جزاءً.
    ولاَجل ذلك نجد شيخ الاَنبياء نوحاً يهتف في قومه بقوله :
    ( فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إلاّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِين ). (1)
    وبقوله :
    ( وَيَا قَوْمِ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إلاّ عَلَى اللّهِ وَمَا أَنا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاَقُوا رَبِّهِمْ وَلَكِنّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُون ). (2)
    ونجد هوداً يهتف في قومه بقوله :
    ( يا قَومِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إنْ أَجْرِي إلاّ على الّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ). (3)
    وهذا نبي الاِسلام ( صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ) يأمره سبحانه بالاِجهار بذلك الهتاف ـ عدم سوَاله أجراً ـ بجمل وتعابير مختلفة نأتي بالجميع :
    أ. ( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وما أَنْا مِنَ المُتَكَلِّفِين * إنْ هُوَ إلاّ ذِكرٌ لِلعالَمِين ) . (4)
    1 ـ يونس : 72.
    2 ـ هود : 29.
    3 ـ هود : 51.
    4 ـ ص : 86 ـ 87.


(34)
    ب. ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْراً إنْ هُوَ إلاّ ذِكْرى لِلعَالَمِين ). (1)
    ج. ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُون ). (2)
    ويعود سبحانه ينبّه نبيّه بأنّه قد أعد له أجراً عارياً عن المنّة ويقول :
    ( إنّ لَكَ لاَجْراً غَيْرَ مَمْنُون ). (3)
    فأجره سبحانه عار وخال عن كل منّة بخلاف الاَجر المتوقع من الناس ، فإنّه مقرون بها.
    هذا حال الآيات الواردة في أجر الرسالة ، وهي بكلمة واحدة تنفي الاَجر الموضوع على عاتق الناس.
    والمراد من الاَجر المرفوض هو الاَجر الدنيوي الذي يتنافس فيه الناس ويتخاصمون في تحصيله من المال والثروة والمناصب والمقامات.
    ويدل على ذلك وضع المال مكان الاَجر في كلام نوح ، حيث قال :
    ( ويا قَومِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إنْ أَجْري إلاّ على اللّه ). (4)
    فالاَجر المنفي والمرفوض بتاتاً هو ذلك الاَجر الدنيوي بلا إشكال.
    نعم يظهر من سورة الشورى أنّه سبحانه استثنى من الاَجر المنفي أجراً واحداً وهو المودة في القربى حيث يقول : ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلاّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبى ). (5)
    كما أنّه سبحانه استثنى في سورة الفرقان من الاَجر المرفوض أمراً ربّما يتوهم
    1 ـ الاَنعام : 90.
    2 ـ الطور : 40 ، و القلم : 46.
    3 ـ القلم : 3.
    4 ـ هود : 29.
    5 ـ الشورى : 23.


(35)
تغايره مع ما سأله في سورة الشورى قال سبحانه :
    ( قُلْ ما أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إلاّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا ). (1)
    ثم إنّه سبحانه قد أخبر في آية ثالثة بأنّ الاَجر الوارد في هاتين الآيتين يرجع بالنتيجة إلى الناس أنفسهم لا إلى النبي نفسه ، كما قال سبحانه :
    ( قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إنْ أَجْرِيَ إلاّ على اللّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد ). (2)
    ولاَجل الاِجابة على هذه الاَسئلة ورفع الستار عن وجه الحقيقة في هذا المجال يقع البحث في مقامات هي :
    الاَوّل : ما المراد من المودّة في القربى التي جعلها اللّه سبحانه في ظاهر الآية أجراً للرسالة؟
    الثاني : كيف يمكن التأليف والتوفيق بين هذه الآية والآيات النافية للاَجر بتاتاً؟
    الثالث : كيف يعود نفع هذا الاَجر إلى الناس أنفسهم دون النبي صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ؟
    الرابع : هل المستثنى في قوله : ( إلاّ المودَّةَ في القُربَى ) هو المستثنى في قوله : ( إلاّ مَنْ شَاءَ أنْ يَتَخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبيلاً ) أو غيره؟
    الخامس : حال الوجوه التي ذكرها المفسرون في تفسير ( المودة في القربى ).
    السادس : سرد الروايات والمأثورات التي رواها الفريقان في تفسير الآية.
    وإليك البحث في المقام الاَوّل :
    1 ـ الفرقان : 57.
    2 ـ سبأ : 47.


(36)
المقام الاَوّل
ما هو المراد من ( المَوَدَّةَ فِي القُربى
    قبل كل شيء نلفت نظر القارىَ إلى أمرين :
    الاَوّل : أنّه لا مجال للشك في أنّ هذه الآية كانت واضحة المفهوم ، بيّنة المراد عند نزولها ، ولم تكن تشير إلاّ إلى معنى واحد.
    الثاني : أنّه لا شك في أنّ السلف هم أفضل من يمكن الرجوع إليهم في تفسير مفاد الآية لقرب عهدهم بعصر الرسالة.
    وعلى هذين الاَمرين نبدأ بتفسير الآية ، ولنقدم عرض مفرداتها على معاجم اللغة ، وفي محاولتنا لعرضها على اللغة لا تمس الحاجة إلى البحث إلاّ عن كلمتين وهما : ( المَودَّة ) و ( القُربى ).
    أمّا كلمة « المودَّة » : فقد اتفقت كتب اللغة والقواميس على أنّها لا تعني إلاّ شيئاً واحداً ، وهو : المحبة ، فإذا قيل فلان يودّ فلاناً معناه : أنّ فلاناً يحب فلاناً.
    يقول ابن فارس في مادة ود : « الود » أي الحب ، وددته أي أحببته.
    ثم قد تأتي كلمة الود بمعنى الحب مع التمني ، كما لو قيل وددت أنّ ذلك كان : إذا تمنيته.
    ويقول الفيروزآبادي في قاموسه في باب ود : « الود » و « الوداد » تعني « الحب ».


(37)
    هذا ولم يذكر صاحب القاموس أنّ الود قد يستعمل في الحب مع التمني.
    وأمّا كلمة « القربى » : فكتب اللغة ومعاجمها متفقة على أنّها تعني القرابة والوشيجة الرحمية لا غير.
    يقول ابن فارس في مادة « قرب » : القربى القرابة ، وفلان قريبي وذو قرابتي.
    ويقول الفيروزآبادي في مادة « قربى » : والقربى ، القرابة وهو قريبي و ذو قرابتي.
    ويقول الزمخشري في الكشاف : « القربى » مصدر كالزلفى والبشرى بمعنى القرابة ، والمراد أهل القربى. (1)
    وفي المنجد : « القربى » و « القربة » ـ بضم الراء ـ والقرابة ، القرابة في الرحم.
    فاتضح من هذه النصوص أنّ المراد من القربى هو الرابطة النسبيّة بين شخصين ليس غير.
    ويوَيد ذلك أنّ المتبادر من هذه الكلمة في الموارد التي استعملها القرآن ليس إلاّ ذلك المعنى الواحد الذي تصافقت عليه كتب اللغة ، ولم تعرف له بديلاً.
    وإذا استعملت هذه الكلمة في غير ذلك المعنى أحياناً فلابد من اعتباره معنى شاذاً بعيداً عن الاَفهام العرفية ، ولا يصح لنا الاَخذ به مطلقاً.
    نعم انّ كلمة « القربى » استعملت في القرآن بضميمة مضاف في مواضع ، وبدونها في مواضع أُخرى ، وقد وردت كلمة القربى في القرآن ( 15 ) مرة ، (2) ما عدا الآية التي نحن بصدد تفسيرها ، وإليك بعض الآيات التي وردت فيها كلمة « القربى » وهي تقصد القرابة الرحمية ليس غير :
    1 ـ الكشاف : 3/81.
    2 ـ لاحظ : سورة البقرة الآية : 83 و 177 ، النساء : 8 و 36 ، المائدة : 106 ، الاَنعام : 152 ، الاَنفال : 41 ، التوبة : 113 ، النحل : 90 ، الاِسراء : 26 ، النور : 22 ، الروم : 38 ، فاطر : 18 ، الحشر : 7. وقد تكرّرت الكلمة في الآية 36 من سورة النساء مرتين.


(38)
    ( وَبِالوَالِدَيْنِ إحْساناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى ). (1)
    ( وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى ). (2)
    ( وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالْصَّاحِبِ بِالْجُنبِ ) . (3)
    ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْ ـ رِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلي قُرْبَى ). (4)

ماذا فهم الاَوائل من ( المَوَدَّةَ فِي القُربَى ) ؟
    قد تبين ممّا أوردناه من كلمات اللغويين مفاد مفردات الآية ، ويجب الآن أن نبيّن ما هو المقصود من هذا التركيب.
    فنقول : إنّ جمهور العلماء والاَُدباء والمفسرين بمختلف طبقاتهم وفنونهم لم يفهموا من هذه الآية سوى لزوم ولاء أقرباء النبي وعترته. نعم في مقابل هذا المعنى محتملات أُخر يذكرها بعض المفسرين ، ولكنها ليست إلاّ أقوالاً شاذة لا يعبأ بها ، وسيوافيك بعض هذه المعاني الشاذة في الفصل الخامس من هذا البحث فنقول :
    أمّا المحدثون : فقد نقل الفريقان من السنّة والشيعة عشرات الاَحاديث الدالة على أنّ الآية نزلت في لزوم ولاء أهل البيت ، ومودَّة أقرباء النبي صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ، وسوف يوافيك بعض نصوصهم في محله ، وأمّا من هم أهل بيته وأقرباوَه؟ فسيوافيك البحث عنهم في المستقبل.
    1 ـ البقرة : 83.
    2 ـ البقرة : 177.
    3 ـ النساء : 36.
    4 ـ التوبة : 113.


(39)
    وأمّا غيرهم فقد فهم الاَُدباء من الآية نفس ما أقرّته اللغة ورجالها ، وبما أنّهم من العرب الاَقحاح ، وبحكم إحاطتهم باللغة العربية يكون فهمهم حجة في تفسير الآية.
    ولاَجل هذا نورد في ما يلي نماذج من الشعر الذي يوَكد على أنّ المودة في القربى إنّما تعني المحبة لاَهل البيت النبوي ، ونذكر من الكثير ، القليل.
    1. لقد صاغ الاِمام الشافعي ما فهمه من هذه الآية في البيتين التاليين وأثبت بذلك حبّه لاَهل البيت وولاءه لاَقرباء النبي ( صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ) فقال :
يا أهل بيت رسول اللّه حبكم كفاكم من عظيم القدر أنّكم فرض من اللّه في القرآن أنزله من لم يصل عليكم لا صلاة له (1)
    2. وقد سبق الاِمام الشافعي سفيان بن مصعب العبدي الكوفي ، وهو من تلاميذ الاِمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) فصاغ ما فهمه في إحدى قصائده ولعظمة شأنّه وأهمية ما قاله من الشعر في هذا المضمار أوصى الاِمام الصادق شيعته بتحفيظ شعره لاَبنائهم (2) وهو يقول :
آل النبيّ محمد المرشدون من العمى الصادقون الناطقون فولاهمُ فرض من الر أهل الفضائل والمناقب والمنقذون من اللوازب السابقون إلى الرغائب حمن في القرآن واجب (3)

    1 ـ لاحظ شرح المواهب للزرقاني : 7/8 ، والصواعق لابن حجر : 87 ، والاتحاف للشبراوي : 29 ، وإسعاف الراغبين للصبان : 119 ، ومشارق الاَنوار للحمزاوي المالكي. راجع الغدير : 1/152.
    2 ـ روى الكشي عن الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : « يا معشر الشيعة علّموا أولادكم شعر العبدي ، فإنّه على دين اللّه ». رجال الكشي : 343.
    3 ـ لاحظ الغدير : 2/275 ، ط النجف.


(40)
    3. وممّن صاغ مفاد الآية في قالب شعره هو الشيخ شمس الدين ابن العربي على ما نقل ابن حجر عنه في صواعقه ص 101 ، ففي البيتين التاليين يكشف ابن العربي بصراحة عن أنّ المقصود من المودة في القربى ليس سوى محبة عترة الرسول حيث يقول :
رأيت ولائي آل طه فريضة فما طلب المبعوث أجراً على الهدى على رغم أهل البعد يورثني القربى بتبليغه إلاّ ( المودَّة في القربى )
    4. نجد ابن الصباغ المالكي ينسب في كتابه « الفصول المهمة ص 13 » البيتين التاليين إلى شاعر :
هم العروة الوثقى لمعتصم بها مناقب في شورى وسورة هل أتى مناقبهم جاءت بوحي وإنزال وفي سورة الاَحزاب يعرفها التالي
    ومن الواضح أنّ الشاعر يقصد بقوله « مناقب في شورى » مفاد الآية التي نبحث عنها ( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلاّ المَوَدَّةَ فِي القُربى ).
    وكما يذكر أيضاً لقائل آخر قوله :
هم القوم من أصفاهم الود مخلصاً هم القوم فاقوا العالمين مناقبا موالاتهم فرض وحبهم هدى يمسك في أخراه بالسبب الاَقوى محاسنها تجلى وآياتها تروى وطاعتهم ود وودهم التقوى
    5. وينسب الشبلنجي في « نور الاَبصار ص 13 » الآبيات التالية لاَبي الحسن ابن جبير :
مفاهيم القرآن ـ جلد الرابع ::: فهرس