وهو مصرع الباقر عليه السلام ![]()
____________ (1) الفتيق : الفصيح الحادّ اللسان ، والصُبح المُشرق . ( المعجم الوسيط ) .
![]() ![]() ____________ (1) ورواه الطبرسي في إعلام الورى : ص 259 ، والإربلي في كشف الغمة : 2 : 329 . ورواه الكفعمي في الجدول من المصباح : ص 522 إلا أنّ فيه : ولد يوم الاثنين . (2) ورواه الطبرسي في إعلام الورى : ص 259 ، وابن شهر آشوب في المناقب : 4 : 225 في معالي أموره عليه السلام . وانظر إرشاد المفيد : 2 : 158 ، والدر النظيم لجمال الدين الشامي : ص 603 . ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ____________ (1) في المصدر : « ستبقي حتى تلقى » . (2) في المصدر : « ستبقي حتى تلقى » . (3) في المصدر : « بما بلّغت السلام » ، وليس فيه السلام الثاني . (4) رواه الصدوق في علل الشرائع : 1 : 233 باب 168 العلة التي من أجلها سمي أبو جعفر محمد بن علي عليه السلام الباقر ، وزاد بعده : فقال له جابر : يا باقر ، يا باقر أنت الباقر حقا ، أنت الذي تبقر العلم بقرا . ثم كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه وربما غلط جابر فيما يحدّث به عن رسول الله صلى الله عليه وآله فيرد عليه ويذكّره فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله ، وكان يقول : يا باقر ، يا باقر ، يا باقر أشهد بالله أنك قد أوتيت الحكم صبيا . ورواه أيضا في كمال الدين وتمام النعمة : ص 253 باب 23 ح 3 ، وعنه المجلسي في البحار : 46 : 225 ح 4 من باب مناقبه عليه السلام . فقال عليه السلام : « يا بُني ، فعلها جابر » ؟ قال : « نعم » . ![]() ![]() ____________ (1) ورواه الراوندي في الخرائج : 1 : 279 ح 12 قال : إن أبا عبدالله عليه السلام قال : إن جابر بن عبدالله رضي الله عنه كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت ، وكان يقعد في مسجد الرسول معتجرا بعمامة ، وكان يقول : « يا باقر ، يا باقر » ، فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، فكان يقول : لا والله لا أهجر ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : « إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي ، يبقر العلم بقرا » ، فذلك الذي دعاني إلى ما أقول . قال : فبينما جابر ذات يوم يتردد في بعض طرق المدينة إذ مر بمحمد بن علي عليهما السلام فلما نظر إليه قال : يا غلام ، أقبل . فأقبل ، ثم قال : أدبر . فأدبر ، فقال : شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله [ والذي نفس جابر بيده ] ، ما اسمك يا غلام ؟ فقال : أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب . فقبّل رأسه ، ثم قال : بأبي أنت وأمي ، أبوك رسول الله يقرئك السلام . فقال : « وعلى رسول الله السلام » . قال : ويقول لك ... ويقول لك .... فرجع محمد إلى أبيه وهو ذعر ، فأخبر بالخبر ، فقال : يا بُنيّ ، قد فعلها جابر ؟ قال : نعم . قال : يا بني ، الزم بيتك . قال : فكان جابر يأتيه طرفي النهار ، فكان أهل المدينة يقولون : وا عجبا لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار ، وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ! فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين ، فكان محمد بن علي عليهما السلام يأتيه على الكرامة لصحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله . ![]()
____________ = قال : فجلس الباقر يحدثهم عن الله ، فقال أهل المدينة : ما رأينا أحدا قطّ أجرأ من ذا ! فلما رأى ما يقولون ، حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال أهل المدينة : ما رأينا قط أحدا أكذب من هذا ، يحدّث عمن لم يره ! فلما رأى ما يقولون ، حدثهم عن جابر بن عبدالله ، فصدّقوه ، وكان والله جابر يأتيه فيتعلم منه . ورواه عنه المجلسي في البحار : 46 : 225 ح 5 من باب مناقبه عليه السلام . ورواه الكليني في الكافي : 1 : 469 ح 2 باب مولده عليه السلام ، والمفيد في الإختصاص : ص 62 ، وابن شهر آشوب في المناقب : 4 : 212 في علمه عليه السلام ، والفتال النيسابوري في روضة الواعظين : 1 : 206 .
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ____________ (1) في المصدر : « فيخرجونه ويسألونه » . (2) في المصدر : « قال أبو جعفر عليه السلام : وله علم » ؟ (3) في المصدر : « فقال عليه السلام لهم : نذهب إليه » . بساطا ثم وضعوا الوسائد ، ثم دخلوا فأخرجوه ، ثم ربطوا عينيه ، فقلّب عينيه كأنهما عينا أفعى ، ثم قصد أبا جعفر عليه السلام فقال : أمِنّا أنت ، أم من الأمة المرحومة ؟ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ____________ (1) كلمة « بل » ليست في المصدر . ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ____________ (1) في المصدر : « وكانت حملت » . (2) في المصدر : « وكانت حملت » . (3) في المصدر : « يحيى » . (4) في المصدر : « لا تسألوني » . (5) رواه القمي في تفسيره : 1 : 98 ذيل الآيات 15 ـ 18 من سورة آل عمران ، وما بين المعقوفات منه . ورواه عنه في البحار : 46 : 313 ح 2 من باب خروجه عليه السلام إلى الشام . ورواه ـ مع إضافات كثيرة مفيدة ـ الطبري في دلائل الإمامة : ص 233 ح 162 | 26 قال : وروى الحسن بن معاذ الرضوي قال : حدثنا لوط بن يحيى الأزدي ، عن عمارة بن ____________ = زيد الواقدي قال : حج هشام بن عبدالملك بن مروان سنة من السنين وكان قد حجّ في تلك السنة محمد بن علي الباقر وابنه جعفر عليهم السلام ، فقال جعفر في بعض كلامه : « الحمد لله الذي بعث محمدا بالحق نبيا وأكرمنا به ، فنحن صفوة الله على خلقه ، وخيرته من عباده ، فالسعيد من اتبعنا ، والشقي من عادانا وخالفنا ، ومن الناس من يقول : إنه يتولانا وهو يوالي أعداءنا ومَن يليهم من جلسائهم وأصحابهم ، فهو لم يسمع كلام ربنا ولم يعمل به » . قال أبو عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام : فأخبر مسيلمة [ بن عبدالملك ] أخاه بما سمع فلم يعرض لنا حتى انصرف إلى دمشق وانصرفنا إلى المدينة ، فأنفذ بريدا إلى عامل المدينة بإشخاص أبي وإشخاصي معه ، فأشخصنا ، فلما وردنا دمشق حجبنا ثلاثة أيام ، ثم أذن لنا في اليوم الرابع ، فدخلنا فإذا هو قد قعد على سرير الملك وجنده وخاصته وقوف على أرجلهم سماطين متسلّحين ، وقد نصل البرجاس حذاءه ، وأشياخ قومه يرمون . فلما دخل أبي وأنا خلفه ما زال يستدنينا منه حتى حاذيناه وجلسنا قليلا ، فقال لأبي : يا أبا جعفر : لو رميت مع أشياخ قومك الغرض . وإنما أراد أن يهتك بأبي ، ظنا منه أنه يقصر ويخطئ ولا يصيب إذا رماه ، فيستشفي منه بذلك ، فقال له : إني قد كبرت عن الرمي ، فإن رأيت أن تعفيني . فقال : وحق من أعزنا بدينه ونبيه محمد صلى الله عليه وآله لا أعفيك . ثم أومأ إلى شيخ من بني أمية أن أعطه قوسك . فتناول أبي عند ذلك قوس الشيخ ، ثم تناول منه سهما فوضعه في كبد القوس ، ثم انتزع ورمى وسط الغرض فنصبه فيه ، ثم رمى فيه الثانية فشقّ فوق سهمه إلى نصله ، ثم تابع الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض ، وهشام يضطرب في مجلسه ، فلم يتمالك أن قال : عجبت يا أبا جعفر ، وأنت أرمى العرب والعجم ! كلا زعمت أنك قد كبرت عن الرمي . ثم أدركته ندامة على ما قال . وكان هشام لا يكنّي أحدا قبل أبي ولا بعده في خلافته ، فهمّ به وأطرق إطراقة يرتئي فيه رأيا ، وأبي واقف بحذائه مواجها له وأنا وراء أبي . فلما طال وقوفنا بين يديه غضب أبي فهمّ به ، وكان أبي إذا غضب نظر إلى السماء نظر غضبان يتبيّن للناظر الغضب في وجهه ، فلما نظر هشام ذلك من أبي قال له : يا محمد اصعد . فصعد أبي إلى سريره وأنا أتبعه ، فلما دنا من هشام قام إليه فاعتنقه وأقعده عن يمينه ، ثم اعتنقني ____________ = وأقعدني عن يمين أبي ، ثم أقبل أبي بوجهه فقال له : يا محمد ، لا تزال العرب والعجم تسودها قريش مادام فيهم مثلك ، ولله درّك ، مَن علّمك هذا الرمي ؟ وقي كَم تعلمت ؟ فقال له أبي : قد علمت أن أهل المدينة يتعاطونه ، فتعاطيته أيام حداثتي ، ثم تركته ، فلما أراد أميرالمؤمنين منّي ذلك عدت إليه . فقال له : ما رأيت مثل هذا الرمي قطّ مذ عقلت ، وما ظننت أنّ في العرب أحدا يرمي مثل هذا الرمي ، أين رمي جعفر من رميك ؟ فقال : إنا نحن نتوارث الكمال والتمام الذين أنزلهما الله على نبيه عليه السلام في قوله : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) [ المائدة : 5 : 3 ] ، والأرض لا تخلو ممن يكمل هذه الأمور التي يقصر عنها غيرنا . قال : فلما سمع ذلك من أبي ، انقلبت عينه اليمنى فاحولّت واحمرّ وجهه ، وكان ذلك علامة غضبه إذا غضب ، ثم أطرق هنيئة ، ثم رفع رأسه فقال لأبي : ألسنا بنو عبد مناف ؟ نسبنا ونسبكم واحد ؟ فقال أبي : نحن كذلك ، ولكنّ الله جلّ ثناؤه اختصّنا من مكنون سره وخالص علمه بما لم يختصّ أحدا به غيرنا . فقال : أليس الله جل ثناؤه بعث محمدا صلى الله عليه وآله من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة أبيضها وأسودها وأحمرها ؟ من أين ورثتم ما ليس لغيركم ورسول الله مبعوث إلى الناس كافة ؟ وذلك قول الله تبارك وتعالى ( ولله ميراث السماوات والأرض ) [ آل عمران : 3 : 180 والحديد : 57 : 10 ] إلى آخر الآية ، فمِن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبيّ ، ولا أنتم أنبياء ؟! فقال : مِن قوله تعالى لنبيّه عليه السلام : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ) [ القيامة : 85 : 16 ] ، فالذي أبداه فهو للناس كافة ، والذي لم يحرك به لسانه أمر الله تعالى أن يخصّنا به من دون غيرنا ، فلذك كان يناجي أخاه عليا من دون أصحابه ، وأنزل الله بذلك قرآنا في قوله تعالى : ( وتعيها أذنٌ واعية ) [ الحاقة : 69 : 12 ] ، فقال رسول الله لأصحابه : سألت الله تعالى أن يجعلها أذنك يا علي . فلذلك قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة : « علمني رسول الله صلى الله عليه وآله ألف باب من العلم يفتح من كلّ باب ألف باب » . خصّه به رسول الله صلى الله عليه وآله من مكنون علمه ما خصّه الله به ، فصار إلينا وتوارثناه من دون قومنا . فقال له هشام : إن عليا كان يدّعي علم الغيب ، والله لم يطلع على غيبه أحدا ، فمن أين ادعى ____________ = ذلك ؟! فقال أبي : إن الله جل ذكره أنزل على نبيه كتابا بيّن فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة في قوله : ( ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبُشرى للمسلمين ) ، [ النحل : 16 : 89 ] ، وفي قوله : ( كل شيء أحصيناه في إمام مبين ) [ يس : 36 : 12 ] ، وفي قوله : ( ما فرّطنا في الكتاب من شيء ) [ الأنعام : 6 : 38 ] ، وفي قوله : ( وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين ) [ النمل : 27 : 75 ] . وأوحى الله تعالى إلى نبيه عليه السلام أن لا يُبقى في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا ، فأمره أن يؤلّف القرآن من بعده ، ويتولّى غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه ، وقال لأصحابه : « حرام على أصحابي وأهلي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي عليّ ، فإنه منّي وأنا منه ، له ما لي وعليه ما عليّ ، فهو قاضي دَيني ومنجز موعدي » . ثم قال لأصحابه : « علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله » . ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلا عند عليّ عليه السلام ، ولذلك قال رسول الله لأصحابه : « أقضاكم علي » أي هو قاضيكم . وقال عمر بن الخطاب : « لولا عليّ لهلك عمر » . أفيشهد له عمر ويجحد غيره ؟ فأطرق هشام طويلا ثم رفع رأسه فقال : سل حاجتك . فقال : خلّفت أهلي وعيالي مستوحشين لخروجي . فقال : قد آمن الله وحشتهم برجوعك إليهم ، ولا تقم أكثر من يومك . فاعتنقه أبي ودعا له وودّعه ، وفعلت أنا كفعل أبي ، ثم نهض ونهضت معه ، وخرجنا إلى بابه وإذا ميدان ببابه ، وفي آخر الميدان أناس قعود عدد كثير ، قال أبي : مَن هؤلاء ؟ قال الحجّاب : هؤلاء القسّيسون والرهبان ، وهذا عالم لهم يقعد لهم في كل سنة يوما واحدا يستفتونه فيُفتيهم . فلفّ أبي عند ذلك رأسه بفاضل ردائه ، وفعلت أنا مثل فعل أبي ، فأقبل نحوهم حتى قعد عندهم ، وقعدت وراء أبي ، ورفع ذلك الخبر إلى هشام ، فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي . فأقبل وأقبل عدد من المسلمين فأحاطوا بنا ، وأقبل عالم النصارى وقد شدّ حاجبيه بحريرة صفراء حتى توسّطنا ، فقام إليه جميع القسيسين والرهبان مسلّمين عليه ، فجاء إلى صدر المجلس فقعد فيه ، وأحاط به أصحابه وأبي وأنا بينهم ، فأدار نظره ثمّ قال لأبي : أمِنّا أم مِن هذه الأمة المرحومة ؟ ____________ = فقال ابي : بل من هذه الأمة المرحومة . فقال : أمِنْ علمائها أم من جهّالها ؟ فقال له أبي : لستُ من جهّالها . فاضطرب اضطرابا شديدا ، ثم قال له : أسألك ؟ فقال له أبي : سَل . فقال : من اين ادّعيتم أنّ أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يحدثون ولا يبولون ؟ وما الدليل فيما تدّعونه من شاهد لا يجهل ؟ فقال له أبي : دليل ما ندّعي من شاهد لا يجهل ؛ الجنين في بطن أمه ، يطعم ولا يحدث . قال : فاضطرب النصراني اضطرابا شديدا ثم قال : كلا زعمت أنك لست من علمائها ؟! فقال له أبي : ولا من جهالها . وأصحاب هشام يسمعون ذلك . فقال لأبي : أسألك عن مسألة أخرى . فقال له أبي : سل . فقال : مِن أين ادّعيتم أنّ فاكهة الجنة أبداً غضّة طريّة موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة لا تنقطع ، وما الدليل فيما تدّعونه من شاهد لا يجهل ؟ فقال له أبي : دليل ما ندّعي أن ترابنا أبدا غضّ طريّ موجود غير معدوم عند جميع أهل الدنيا لا ينقطع . فاضطرب النصراني اضطرابا شديدا ، ثم قال : كلا زعمت أنك لست من علمائها ؟ فقال له أبي : ولا من جهّالها . فقال : أسألك عن مسألة . فقال له : سل . قال : أخبرني عن ساعة من ساعات الدنيا ليست من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فقال له أبي : هي الساعة التي بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، يهدأ فيها المبتلى ، ويرقد فيها الساهر ، ويفيق المغمى عليه ، جعلها الله في الدنيا رغبة للراغبين ، وفي الآخرين للعاملين لها ، ودليلا واضحا وحجابا بالغا على الجاحدين المنكرين التاركين لها . قال : فصاح النصراني صيحة ثم قال : بقيت مسألة واحدة ، والله لأسألنّك عنها ، ولاتهتدي إلى الجواب عنها أبدا ! فأسألك . فقال له أبي : سل ، فإنك حانث في يمينك . فقال : أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد ، وماتا في يوم واحد ، عمر أحدهما خمسون ومئة سنة والآخر خمسون سنة في دار الدنيا ؟! فقال له أبي : ذلك عُزير وعزرة ، ولدا في يوم واحد ، فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين ____________ = عاما مرّ عزيز وهو راكب على حماره بقرية بأنطاكية وهي خاوية على عروشها ، فقال : أني يحيي هذه الله بعد موتها ؟ وقد كان الله اصطفاه وهداه ، فلما قال ذلك القول غضب الله عليه فأماته مئة عام سخطا عليه بما قال . ثم بعثه على حماره بعينه وطعامه وشرابه ، فعاد إلى داره وعزرة أخوه لا يعرفه ، فاستضافه فأضافه ، وبعث إلى ولد عزرة وولد ولده وقد شاخوا وعزير شاب في سن ابن خمس وعشرين سنة ، فلم يزل عُزير يذكّر أخاه وولده وقد شاخوا ، وهم يذكرون ما يذكّرهم ويقولون : ما أعلمك بأمر قد مضت عليه السنون والشهور ، ويقول له عزرة وهو شيخ ابن مئة وخمس وعشرين سنة : ما رأيت شابا في سن خمس وعشرين سنة أعلم بما كان بيني وبين أخي عُزير أيام شبابي منك ! فمِن أهل السماء أنت ، أم من أهل الأرض ؟ فقال عُزير لأخيه عزرة : أنا عُزير ، سخط الله عليّ بقول قلته بعد أن اصطفاني وهداني ، فأماتني مئة سنة ثم بعثني لتزدادوا بذلك يقينا أنّ الله على كل شيء قدير ، وها هو حماري وطعامي وشرابي الذي خرجت به من عندكم أعاده الله لي كما كان . فعندها أيقنوا ، فأعاشه الله بينهم خمسا وعشرين سنة ، ثم قبضه الله وأخاه في يوم واحد . فنهض عالم النصارى عند ذلك قائما ، وقام النصارى على أرجلهم ، فقال لهم عالمهم : جئتموني بأعلم منّي وأقعدتموه معكم حتى يهتكني ويفضحني ، وأعلم المسلمين أنّ لهم مَن أحاط بعلومنا ، وعنده ما ليس عندنا ، لا والله لا أكلّمكم من رأسي كلمة ، ولا قعدت لكم إن عشت سنة . فتفرقوا وأبي قاعد مكانه وأنا معه ، ورفع ذلك الخبر إلى هشام بن عبدالملك ، فلما تفرق الناس نهض أبي وانصرف إلى المنزل الذي كنا فيه ، فوافانا رسول هشام بالجائزة وأمرنا ننصرف إلى المدينة من ساعتنا ، ولا نحتبس لأن الناس ماجوا وخاضوا في ما جرى بين أبي وبين عالم النصارى . فركبنا دوابّنا منصرفين وقد سبقنا بريد من عند هشام إلى عامل مدين على طريقنا إلى المدينة : إنّ ابني أبي تراب الساحرَين محمد بن علي وجعفر بن محمد الكذابين ـ بل هو الكذاب لعنه الله ـ فيما يظهران من الإسلام وردا عليّ ، فلما صرفتهما إلى المدينة مالا إلى القسّيسين والرُهبان من كفار النصارى وتقرّبا إليهم بالنصرانية ، فكرهت أن أنكّل بهما لقرابتهما ، فإذا قرأت كتابي هذا فناد في الناس : برئت الذمة ممن يشاريهما أو يبايعهما أو يصافحهما أو يسلّم عليهما ، فإنهما قد ارتدّا عن الإسلام ، ورأى أميرالمؤمنين أن تقتلهما ____________ = ودوابّهما وغلمانهما ومَن معهما شرّ قتلة . قال : فورد البريد إلى مدين ، فلما شارفنا مدينة مدين قدّم أبي غلمانه ليرتادوا له منزلا ويشتروا لدوابّنا علفا ولنا طعاما . فلما قرب غلماننا من باب المدينة أغلقوا الباب في وجوهنا وشتمونا ، وذكروا أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وقالوا : لا نزول لكم عندنا ، ولا شراء ولا بيع يا كفار ، يا مشركين ، يا مرتدّين ، يا كذابين ، يا شر الخلائق أجمعين . فوقف غلماننا على الباب حتى انتهينا إليهم ، فكلمهم أبي وليّن لهم القول وقال لهم : اتقوا الله ولا تغلطوا ، فلسنا كما بلغكم ، ولا نحن كما تقولون ، فاسمعونا . فأجابوه بمثل ما أجابوا الغلمان ، فقال لهم أبي : فهبنا كما تقولون ، افتحوا لنا الباب وشارونا وبايعونا كما تشارون وتبايعون اليهود والنصارى والمجوس . فقالوا : أنتم أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس ، لأن هؤلاء يؤدّون الجزية وأنتم لا تؤدّون . فقال لهم أبي : افتحوا لنا الباب وانزلونا وخذوا منا الجزية كما تأخذون منهم . فقالوا : لا نفتح ولا كرامة لكم حتى تموتوا على ظهور دوابكم جياعا نياعا ، وتموت دوابكم تحتكم . فوعظهم أبي فازدادوا عتوّا ونشوزا . قال : فثنى أبي رجله عن سرجه ثم قال لي : مكانك يا جعفر ، لا تبرح . ثم صعد الجبل المطل على مدينة مدين ، وأهل مدين ينظرون إلى ما يصنع ، فلما صار في أعلاه استقبل بوجهه المدينة وحده ثم وضع إصبعيه في أذُنيه ، ثم نادى بأعلى صوته : ( وإلى مدين أخاهم شعيبا ـ إلى قوله عزوجل ـ : بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ) [ هود : 11 : 84 ـ 86 ] ، نحن والله بقية الله في أرضه . فأمر الله تعالى ريحا سوداء مظلمة ، فهبّت واحتملت صوت أبي فطرحته في أسماع الرجال والنساء والصبيان ، فما بقي أحد من الرجال والنساء والصبيان إلا صعد السطوح وأبي مشرف عليهم . وصعد فيمن صعد شيخ من أهل مدين كبير السن ، فنظر إلى أبي على الجبل ، فنادى بأعلى صوته : اتقوا الله يا أهل مدين ، فإنه وقف الموقف الذي وقف فيه شُعيب عليه السلام حين دعا على قومه ، فإن أنتم لم تفتحوا له الباب ولم تنزلوه جاءكم من الله العذاب وأتى عليكم ، وقد أعذر من أنذر . ففزعوا وفتحوا الباب وأنزلونا . ![]() ![]() ![]() ![]() ____________ = فكتب العامل بجميع ذلك إلى هشام ، فارتحلنا في اليوم الثاني ، فكتب هشام إلى عامل مدين يأمره بأن يأخذ الشيخ فيُطمره ، فأخذوه فطمروه رحمة الله عليه . وكتب إلى عامل مدينة الرسول أن يحتال في سمّ أبي في طعام أو شراب ، فمضى هشام ولم يتهيّأ له في أبي شيء من ذلك . ورواه عنه السيد ابن طاوس في كتاب الأمان من أخطار الأسفار والأزمان : ص 66 ، وعنهما في البحار : 46 : 306 . ورواه الراوندي في الخرائج والجرائح : 1 : 291 ح 25 من معجزات الإمام الباقر عليه السلام . (1) ورواه ابن شهر آشوب في المناقب : 4 : 209 في آياته عليه السلام ، والفتّال النيسابوري في روضة الواعظين : ص 205 ، وابن حمزة في الثاقب في المناقب : ص 370 ح 3 / 306 . ورواه الراوندي في الخرائج : 2 : 597 ح 9 من باب أعلام الإمام الباقر عليه السالم قال : ومنها ما روى أبو عيينة قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فدخل رجل فقال : أنا من أهل الشام أتولاكم وأبرأ من عدوكم ، وأبي كان يتولى بني أمية وكان له مال كثير ، ولم يكن له ولد غيري ، وكان مسكنه بالرملة ، وكانت له جُنَينة يتخلى فيها بنفسه ، فلما مات طلبت المال فلم أظفر به ، ولا أشكّ أنه دفنه وأخفاه مني . قال أبو جعفر : أفتحبّ أن تراه وتسأله أين موضع ماله ؟ قال : إي والله ، إني فقير محتاج . ![]()
____________ = فكتب أبو جعفر كتابا وختمه بخاتمه ثم قال : انطلق بهذا الكتاب الليلة إلى البقيع حتى تتوسّطه ، ثم تنادي : « يا درجان ، يا درجان » ، فإنه يأتيك رجل معتمّ ، فادفع إليه كتابي وقل : أنا رسول محمد بن علي بن الحسين فإنه يأتيك به ، فاسأله عما بدا لك . فأخذ الرجل الكتاب وانطلق . قال أبو عيينة : فلما كان من الغد أتيت أبا جعفر عليه السلام لأنظر ما حال الرجل ، فإذا هو على الباب ينتظر أن يؤذن له ، فأذن [ له ] فدخلنا جميعا ، فقال الرجل : الله يعلم عند من يضع العلم ، قد انطلقت البارحة وفعلت ما أمرت ، فأتاني الرجل فقال : لا تبرح من موضعك حتى آتيك به ، فأتاني برجل أسود فقال : هذا أبوك . قلت : ماهو أبي ! قال : [ بل ] غيّره اللّهب ودخان الجحيم والعذاب الأليم ! فقلت له : أنت أبي ؟ قال : نعم . قال : فما غيّرك عن صورتك وهيئتك ؟ قال : يا بُنَيّ كنت أتولى بني أمية وأفضّلهم على أهل بيت النبي بعد النبي صلى الله عليه وآله ، فعذّبني الله بذلك ، وكنت أنت تتولاهم فكنت أبغضك على ذلك ، وحرمتك مالي فزويته عنك ، وأنا اليوم على ذلك من النادمين ، فانطلق يا بُنيّ إلى جُنينتي فاحتفر تحت الزيتونة خذ المال وهو مئة ألف وخمسون ألفا ، فادفع إلى محمد بن عليّ خمسين ألف والباقون لك . ثم قال : فأنا منطلق حتى آخذ المال وآتيك بمالك . قال أبو عيينة : فلما كان من قابل دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت : ما فعل الرجل صاحب المال ؟ قال : [ قد ] أتاني بخمسين ألف درهم ، فقضيت منها دينا كان عليّ ، وابتعت منها أرضا بناحية خيبر ، ووصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي . ورواه عنه المجلسي في البحار : ج 46 ص 245 ح 33 من باب معجزاته ومعالي أموره عليه السلام .
![]() ![]() ____________ (1) في العيون : عن العباس بن أبي عمرو ، عن صدقة بن أبي موسى . عن أبي نضرة قال : لما احتضر أبو جعفر عليه السلام عند الوفاة فدعا بابنه الصادق ليعهد إليه عهده ، فقال له أخوه زيد بن علي : لو امتثلت فيّ بمثل (1) الحسن والحسين لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا . ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ____________ (1) في العيون : « تمثال » . (2) في العيون : « إن الأمانات » . (3) في العيون : « بمولودها » . الزكي أمه جارية اسمها خيزران ، أبو الحسن علي بن محمد الأمين أمه جارية اسمها سوسن ، أبو محمد الحسن بن علي الرفيع (1) أمه جارية اسمها سمانة وتكنّى أم الحسن ، أبو القاسم محمد بن الحسن الحجة القائم (2) أمه جارية اسمها نرجس [ صلوات الله عليهم أجمعين ] » (3) . ![]() ![]() ![]() ____________ (1) في العيون : « الرفيق » . (2) في العيون : « هو حجة الله القائم » . (3) ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام : 1 : 47 ح 1 من الباب 6 وبين المعقوفات منه . ورواه أيضا في كمال الدين وتمام النعمة : 1 : 305 ح 1 من الباب 27 ، وعنهما البحار : 36 : 193 ح 2 من الباب 40 . وأورده باختصار الإربلي في كشف الغمة : 2 : 336 في فضائل الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام . (4) « أهل الشقاق » أي يا أهل الشقاق . « عن البدر الزاهر » أي عن سوء القول فيه . وزخر البحر : أي مدّ وكثر ماؤه وارتفعت أمواجه . والثاقب : المضيء . ( البحار ) . (5) في المصدر : « وشهاب المؤمنين » . (6) سورة النساء : 4 : 47 . (7) الصنو ـ بالكسر ـ : المثل ، وأصله أن تطلع نخلتان من عِرق واحد . واللمز : العيب والوقوع في الناس . ( البحار ) . (8) في المصدر : « تدفعون » . هيهات برز لله بالسبق (1) وفاز بالفضل (2) ، واستوى على الغاية ، وأحرز الخطار ، فانحسرت عنه الأبصار ، [ وخضعت دونه الرقاب ، ] وفرع ذروة العليا فكذّب من رام من نفسه السعي وأعياه الطلب ، فأنى لهم التناوش من مكان بعيد (3) » . ![]()
![]() ____________ (1) في المصدر : « برز والله بالسبق » ، أي ظهر وخرج من بينهم بأن سبقهم في جميع الفضائل . (2) في المصدر : « بالخصل » ، أي بالغلبة على من راهنه في إحراز سبق الكمال ، قال الفيروزآبادي : الخصل : إصابة القرطاس ، وتخاصلوا : تراهنوا على النضال ، وأعرض خصله وأصاب خصله : غلب ، وخصلهم خصلا وخصالا ـ بالكسر ـ : فضلهم . ( البحار ) . (3) اقتباس من الآية 52 من سورة سبأ : 34 . الغاية : العلامة التي تنصب آخر الميدان فمن انتهى إليه قبل غيره فقد سبقه . والخِطار ـ بالكسر ـ جمع خطر بالتحريك ، وهو السبق الذي يتراهن عليه . فانحسرت : أي كلّت عن إدراكه الأبصار لبعده في السبق عنهم . وفرع : أي صعد وارتفع أعلى الدرجة العليا من الكمال . وكذّب ـ بالتشديد ـ : أي صار ظهور كماله سببا لظهور كذب من طلب السعي لتحصيل الفضل وأعياه الطلب ، ومع ذلك ادّعى مرتبته ، ويحتمل التخفيف أيضا ، ويمكن عطف قوله : « وأعياه » على قوله : « كذّب » وعلى قوله : « رام » . والتناوش : التناول ، أي كيف يتيسّر تناول درجته وفضله وهم في مكان بعيد منها . ( البحار ) . (4) في المصدر : « أو سدوا مكان الذي سادوا » . لعل المراد : سدّوا الفرج والثلم التي سدّها أهل البيت عليهم السلام من البدع والأهواء في الدين ، أو كونوا مثل الذي سدوا ثلم الباطل ، كما يقال : « سدّ مسدّه » ، مؤيده قوله : « فأنى يسدّ » ، ويحتمل أن يكون من قولهم سدّ يسُدّ أي صار سديدا . (5) « فأنى يسد » أي كيف يمكن سدّ ثلمة حصلت بفقده عليه السلام بغيره ، والحال أنه كان أخا رسول الله صلى الله عليه وآله إذ صار كل منهم شفعا لنظيره كسلمان وأبي ذر وأبي بكر مع عمر . ( البحار ) . قتلوا (1) ، وذي قرنَي كنزها إذ فتحوا (2) ، ومصلى القبلتين إذ انحرفوا (3) ، والمشهود له بالإيمان إذ كفروا ، والمبيد لعهد المشركين (4) إذ نكلوا ، والخليفة على المهاد ليلة الحصار (5) إذ عجزوا ، ومستودع (6) الأسرار ساعة الوداع » .فصمت كلّ ناطق(7) . ____________ (6) الشقيق : الأخ ، كأنه شقّ نسبه من نسبه ، وكل ما إن شقّ نصفين كل منهما شقيق ، أي عدّه الرسول صلى الله عليه وآله شقيق نفسه عند ما لحق كل ذي نسب بنسبه . ( البحار ) . (1) ونديده : أي مثله في الثبات والقوة إذ قتلوا وصرفوا وجوههم عن الحرب . ( البحار ) . وكان في النسخة : « إذ قبلوا » . (2) قوله : « ذي قرني كنزها » إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه واله له عليه السلام : « لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها » ، ويحتمل إرجاع الضمير إلى الجنة ، وإلى الأمة . وقوله : « إذ فتحوا » أي قال ذلك حين أصابهم فتح ، أو أنه عليه السلام ملكه وفوّض إليه عند كل الفتوح اختيار طرفي كنزها وغنائمها، لكونها على يده ، وعلى تقدير إرجاع الضمير إلى الجنة يحتمل أن يكون المراد فتح بابها ، ويحتمل أن يكون « إذ قبحوا » على المجهول من التقبيح أي مدحه حين ذمّهم . ( البحار ) . (3) في المصدر : « إذ فشلوا » . من الفشل : الضعف والجُبن . ( البحار ) . (4) في المصدر : « والمدعي بعد عهد المشركين » . قال المجلسي : والإدعاة لنبذ عهد المشركين يمكن حمله على زمان النبي صلى الله عليه وآله وبعده ، وعلى الأول المراد أنه لما أراد النبي صلى الله عليه وآله طرح عهد المشركين والمحاربة معهم كان هو المدّعي والمقدّم عليه وقد نكل غيره عن ذلك ، فيكون إشارة إلى تبليغ سورة براءة وقراءتها في الموسم ونقض عهود المشركين وإيذائهم بالحرب وغير ذلك مما شاكله ، وعلى الثاني إشارة إلى العهود التي كان عهدها النبي صلى الله عليه وآله على المشركين فنبذ خلفاء الجور تلك العهود وراءهم ، فادّعى عليه السلام إثباتها وإبقاءها ، والأول أظهر . ( البحار ) . (5) في المصدر : « والمدّعي بعد عهد المشركين » . قال المجلسي : والإدعاء لنبذ عهد المشركين يمكن حمله على زمان النبي صلى الله عليه وآله وبعده ، وعلى الأول المراد أنه لما أراد النبي صلى الله عليه وآله طرح عهد المشركين والمحاربة معهم كان هو المدّعي والمقدّم عليه وقد نكل غيره عن ذلك ، فيكون إشارة إلى تبليغ سورة براءة وقراءتها في الموسم ونقض عهود المشركين وإيذائهم بالحرب وغير ذلك مما شاكله ، وعلى الثاني إشارة إلى العهود التي كان عهدها النبي صلى الله عليه وآله على المشركين فنبذ خلفاء الجور تلك العهود وراءهم ، فادّعى عليه السلام إثباتها وإبقاءها ، والأول أظهر . ( البحار ) . (6) في المصدر : « إذا جزعوا ، والمستودع » . ![]() ![]()
____________ (7) المناقب لابن شهر آشوب : 4 : 219 في علمه عليه السلام ، وعنه في البحار : 46 : 317 . (8) في العدد القوية والبحار : « وقد اسحنفر في سبّ علي ، واثعنجر في ثلبه » . اسحنفر الرجل : مضى مسرعا . يقال : ثعجرت الدم وغيره فاثعنجر : أي صببته فانصب . ( البحار ) . (9) ذفرى البعير : أصل أذُنيها . وأغذّ السير : أسرع . ( البحار ) . (10) إليّ يؤلّي تألية : إذا قصر وأبطأ . ( البحار ) . (11) في العدد القوية والبحار : « أسدّ » . (12) في العدد القوية والبحار :
![]() ![]() ![]() ![]() ____________ (1) الهصور : الأسد الشديد الذي يفترس ويكسر . ( البحار ) . (2) في العدد القوية والبحار : « علينا » . (3) في العدد القوية والبحار : « يزأر » . التهافت : التساقط . وقطعا : جمع قطعة ، وهي الطائفة من الشيء ، والمراد بها هنا شطر من الكلام . ويزأر حنقا : الزأر صوت الأسد من صدره . ( البحار ) . (4) في العدد القوية والبحار : « ويشمذر » . والشميذر ـ كسفرجل ـ : البعير السريع ، والغلام النشيط الخفيف كالشمذارة ، والسير الناجي كالشمذار والشمذر . ( القاموس ) . (5) نزحك الله : أي أنفذ الله ما عندك من خيره . ( البحار ) . (6) الشنار ـ بالفتح ـ : أقبح العيب والعار . وعاف الشيء : كرهه . (7) أبد الأوصاف : أي جعل الأوصاف الحسنة جارية بين الناس ، أو بتخفيف الباء المكسورة من قولهم أبد كفرح : إذا غضب وتوحّش ، فالمراد الأوصاف الرديئة . ( البحار ) . وفي النسخة : « وبدأ » . وسلفه في الجاهلية أكرم من كل سلف ، لا تعرف الماديات إلا بهم ، ولا الفضل إلا فيهم ، صفوة اصطفاها الله واختارها ، فلا يغترّ الجاهل بأنه قعد عن الخلافة بمثائرة من ثار عليها وجالد بها السلال المارقة والأعوان الظالمة ، ولئن قلتم ذلك كذلك إنما استحقّها بالسبق ، تالله ألكم حجة في ذلك ؟ هذا سبق صاحبكم إلى المواضع الصعبة ، والمنازل الشعبة ، والمعارك المرّة ، كما سبق إليها على الذي لم يكن بالقبعة ولا الهبعة (1) ، ولا مُضغنا إلى الله ولا منافق (2) . ![]() ____________ (1) قبع القنفذ يقبع قبوعا : أدخل رأسه في جلده ، وكذلك الرجال إذا أدخل رأسه في قميصه ، وامرأة قبعة طلعة : تقبع مرة وتطلع أخرى . والقبعة أيضا طُوَير ابقع مثل العصفور يكون عنده حجرة الجرذان ، فإذا فزع ورمي بحجر انقبع فيها . وهبع هبوعا : مشى ومدّ عنقه ، وكأنّ الأول كناية عن الجبن ، والثاني عن الزهو والتبختر . ( البحار ) . وفي النسخة : « بالقعبة ولا الهيعة » . (2) في البحار : « ولا مضطغنا آل الله ولا منافقا » . (3) الحلكوك ـ بالضم والفتح ـ : الأسود الشديد السواد . ( البحار ) . (4) هو ذل في مشيه : أسرع . ( البحار ) . (5) الضكضكة : مشية في سرعة ، وتضكضك : انبسط وابتهج ، والأخير أنسب .. ( البحار ) . (6) في العدد والبحار : « لزبة آتية » ، واللزبة : الشدة . قوله : آتية : أي تأتي على الناس وتهكهم ، وفي بعض النسخ : « آبية » أي يأبى عنها الناس . والقسيّة : أي شديدة من قولهم : عام قسيّ أي شديد من حرّ أو برد . وآن : أي حار ، كناية عن الشدة . يوم أرونان : صعب . ( البحار ) . (7) وشجية : ما اشتبك من الحروب والأسلحة . والزعفة : الدرع اللينة . والفضفاض : الواسعة . والرماح الخطية : منسوبة إلى خط موضع باليمامة . واللهذم من الأسنة : القاطع . ( البحار ) . فبرز عمرو بن عبد ودّ القرم الأود (1) والخصم الألدّ ، والفارس الأشدّ ، على فرس عنجوج ، كأنه يجرّ نحره بالخيلوج ، فضرب قونسه ضربة قنّع (2) بها عنقه . ![]() ![]() ____________ (1) القرم : البعير يتّخذ للفحل ، والسيد . والأود : الاعوجاج ، والمراد به المعوج ، أو هو « الأرد » بالراء والدال المشددة لردة الخصام عنه . ( البحار ) . (2) في البحار : « باليلنجوج » . العنجوج : الفرس الجيّد . واليلنجوج : العود الذي يتبخّر به . والقونس : أعلى البيضة من الحديد . وقنعت المرأة : ألبستها القناع ، وقنعت رأسه بالسود ضربا . ( البحار ) . (3) في البحار : « ذلاذل » . ذلاذل الدرع : ما يلي الأرض من أسافله . ( البحار ) . (4) في البحار : « كسود نيق أو كصيخودة » . والسود كأنه جمع الأسود بمعنى الحية العظيمة وإن كان نادرا . والنيق ـ بالكسر ـ : أعلى موضع من الجبل . ( البحار ) . وفي هامش العدد القوية : الصحيح « السوذنيق » والكلمة واحدة وزان زنجبيل ، ويضمّ أوّله ، بمعنى الصقر والشاهين ، وهو المناسب لقوله : « فأنقذ » . والصيخودة : كأنها بمعنى الصخرة وإن لم نرها في كتب اللغة . ( البحار ) . (5) في البحار : « بحجره » . وقص عنقه : كسرها . والقطام ـ كسحاب ـ : الصقر . ( البحار ) . (6) رمع أنفه من الغضب : تحرّك . ( البحار ) . (7) في العدد القوية والبحار : « وهو أكشف أميل أجم » . الأكشف : من ينهزم في الحرب . والأميل : الجبان . والأجمّ : الرجل بلا رُمح . والأعزل : الرجل المنفرد المنقطع ومن لا سلاح معه . ( البحار ) . ![]() ![]() ____________ (1) الأوباش : الأخلاط والسفلة . والمراطة : ما سقط في التسريح أو النتف . واللغموط لم أجده في اللغة ، وفي القاموس : اللعمط كزبرج : المرأة البذيّة ، ولا يبعد كون الميم زائدة ، واللغط : الأصوات المختلفة والجلبة . ( البحار ) . (2) في العدد القوية والبحار : « وحجابه وفقامه ومغذمر ومهزمر حملت » . فقم فلان : بطر وأشر ، والأمر لم يجر على استواء . وغذمره : باعه جزافا ، والغذمرة : الغضب والسخط ، واختلاط الكلام والصياح ، والمغذمر : من يركب الأمور فيأخذ من هذا ويعطي هذا ويدع لهذا من حقه . والهزمرة : الحركة الشديدة ، وهزمره : عنف به . ( البحار ) . (3) في البحار : « فأتت به محضا بحتا ، وكلهم » . (4) في العدد القوية والبحار : « سعدانة بغل » . (5) في البحار : « الهجاء وعزمه » . (6) في البحار : « الوراثة » . (7) في العدد القوية والبحار : « وكأنّ الشبادع تلسبه » . والشبادع : جمع شبدع بالدال المهملة كزبرج ، وهو العقرب . يقال : لسبته الحية وغيرها كمنعه وضربه لدغته . ( البحار ) . (8) المراد بالخريق من يخرق الدين ويضيعه ، وكان يحتمل النون فيهما فالفرنق كقنفذ : الرديء ، والخرنق كزبرج : الرديء من الأرانب . ( البحار ) . (9) في العدد القوية والبحار : « وكثرة الأبز » . الوهز : الوطي ، والدفع ، والحث . والأبز : الوثب والبغي . ( البحار ) . (10) المرت : المفازة . ( البحار ) . (11) التامور : الوعاء ، والنفس وحياتها ، والقلب وحياته ، ووزير الملك ، والماء ، ولكل وجه في مواضعها ، لكنّهم انتهزوا الفرصة واقتحموا الغصة وآبوا (14) بالحسرة . ![]() ____________ = مناسبة . ( البحار ) . (12) في العدد القوية والبحار : « ألغوه » . (13) في العدد القوية والبحار : « واضعا الأشياء » . (14) في العدد القوية والبحار : « وباؤا » . (15) كأنما فقئ : أي كأنما كسر حاذق لايخطئ حبا يمض العين ويوجعها في عينه ، فدخل ماؤه فيها كحب الرمان أو الحصرم ، عبّر بذلك عن شدة احمرار عينه . ( البحار ) . (16) في العدد القوية والبحار : « وغاص في صحرائه وتوغّل في بيدائه » . (17) في العدد القوية والبحار : « لأى » . واللاى : الإبطاء والاحتباس والشدة . (18) ورواه علي بن يوسف بن المطهر الحلي في العدد القوية : ص 253 قال : روى أبوالحسن اليشكري قال : حدثني عمرو بن العلاء قال : حدثني يونس النحوي اللغوي قال : حضرت مجلس الخليل بن أحمد العروضي قال : حضرت مجلس الوليد بن يزيد بن عبدالملك بن مروان ، قال : وقد اسحنفر في سبّ علي واثعنجر في ثلبه ، إذ خرج عليه أعرابي على ناقة له وذفراها يسيلان لاغذاذ السير دما ... ورواه عنه المجلسي في البحار : ج 46 ص 321 . ![]()
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() لأن كل من أوصى إليه السابق من الأئمة فهو الخليفة بعده . ![]() ![]() ![]() ![]() ____________ (1) وقريبا منه رواه الكليني في الكافي : 1 : 307 باب الإشارة والنص على أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما : ح 8 ، وعنه في البحار : 46 : 214 . ورواه المفيد في الإرشاد : 2 : 181 وعنه في البحار : 47 : 13 ح 9 من الباب 9 . ورواه الطبرسي في إعلام الورى : ص 268 ، والإربلي في كشف الغمة : 2 : 379 . وروى قسما منه الصفار في بصائر الدرجات : ص 482 ح 6 من الباب 9 من الجزء 10 مع اختلاف في الألفاظ ، وعنه في البحار : 46 : 213 ح 4 من الباب 1 . (2) لاحظ الإرشاد للمفيد : 2 : 158 ، والمناقب لابن شهر آشوب : 4 : 227 في أحواله وتاريخه عليه السلام ، وترجمة الإمام الباقر عليه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر : ص 163 . |