مصرع حسن العسكري عليه السلام ![]() حنّت فلم تر مثلهـنّ نوائحــا * إذا ليـس مثــل فقيدهنّ فقيدا لا العيس تحكيها إذا حنّـت ولا * الورقـاء تحسن عندها التعديدا إن تنع أعطت كلّ قلب جمـرة * أو تَدعُ صـدّت الجبـال الميدا عبراتها تحيى الثرى لو لم تكن * زفراتها تدع الريـاض همـودا ____________ (1) تقدم ترجمتهما في ص 219 . تخفى الشجا جلدا فإن غلب الجوى * ضعفت فأبدت شجوهــا المكمودا نادت فقطّعت القلوب بصوتهــا * لكـنّ مـا انتظم البيــان فريــدا ![]() ![]() ____________ (1) في الكافي : « رياحكم » . (2) في الكافي : « رياحكم » . (3) في الكافي : « بالورع والإجتهاد ، ومن ائتمّ منكم بعبد فليعمل بعمله » . (4) في الكافي : « وأنتم » ، وكذا في الموردين الآتيين . (5) في الكافي : « والسابقون في الآخرة » . (6) زاد بعده في الكافي : ولقد قال أميرالمؤمنين عليه السلام لقنبر : « يا قنبر ، ابشر وبشّر واستبشر ، فوالله لقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على أمته ساخط إلا الشيعة . ألا وإن لكل شيء عزا وعزّ الإسلام الشيعة . ألا وإن لكلّ شيء دعامة ودعامة الإسلام الشيعة . ألا وإنّ لكلّ شيء ذروة وذروة الإسلام الشيعة . ألا وإنّ لكلّ شيء شرفا وشرف الإسلام الشيعة . ألا وإن لكلّ شيء سيدا وسيّد المجالس مجالس الشيعة . ![]() ![]() ![]() ![]() ____________ = ألا وإن لكل شيء إماما وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة . والله لولا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشبا أبدا . والله لولا ما في الأرض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ، ولا أصابوا الطيبات ، ما لهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب ، كل ناصب وإن تعبّد واجتهد منسوب إلى هذه الآية : ( عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية * ) [ الغاشية : 3 ـ 4 ] ، فكلّ ناصب مجتهد فعمله هباء . شيعتنا ينطقون بنور الله عزوجل ، ومن يخالفهم ينطقون بالتفلّت . والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عزوجل روحه إلى السماء فيبارك عليها ، فإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته وفي رياض جنته وفي ظل عرشه ، وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه . والله إن حاجّكم وعمّاركم لخاصة الله عزوجل ، وإن فقراءكم لأهل الغنا ، وإنّ أغنياءكم لأهل القناعة ، وإنكم كلكم لأهل دعوته وأهل إجابته . (1) في الكافي : « ما أقربهم من عرش الله عزوجلّ وأحسن صنع الله بهم » . (2) في الكافي : « أو يدخلهم زهو » . (3) في الكافي : « وإن للصامت من شيعتنا لأجر » . (4) في الكافي : « ممن خالفه » . (5) في الكافي : « أنتم والله على فرشكم نيام لكم أجر المجاهدين ، وأنتم والله في صلاتكم لكم » . أجر الصافّين في سبيل الله ، وهم والله الذين قال الله عزوجل فيهم (1) : ( ونزعنا ما في صدورهم من غِلّ إخوانا على سرر متقابلين ) (2) . ![]() ![]() منازلكــم للنـازليــن مرابــع * يريـف بها عاف ويخصب مجدب وأيديكــم للسائليــن سحائــب * يهــلّ بها عـذب النوال ويسكب وأسيافكــم يوم الضبا يوم فاقــة * لها الهام مُلهى والترائــب ملعب ومجدكم ذاك الــذي كفّ فاقتــي * تمــدّ له دون البرايــا وتنصب ____________ (1) في الكافي : « وأنتم والله الذين قال الله عزوجل : ونزعنا » . (2) في الكافي : « وأنتم والله الذين قال الله عزوجل : ونزعنا » . (3) في الكافي : « إنما شيعتنا أصحاب الأربعة أعين » . (4) في الكافي : « وعينان في القلب ، ألا وإنّ الخلائق كلهم كذلك ، ألا إنّ الله عز وجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم » . (5) ورواه الكليني في الكافي : 8 : 212 ح 259 و260 مع زيادة ذكرناها في الهامش ، وعنه المجلسي في البحار : ج 68 ص 80 ح 141 . ورواه الصدوق في الأمالي : المجلس 91 ، الحديث 4 وفي فضائل الشيعة : ص 51 ح 8 ، والشيخ الطوسي في أماليه : المجلس 2 الحديث 90 والمجلس 43 ح 6 ، وفي ترتيب الأمالي : ج 6 ص 266 و234 . وقريبا منه رواه فرات في تفسيره : ص 549 رقم 705 في تفسير سورة الغاشية ، وعنه في البحار : 7 : 203 ح 90 وفي ج 27 ص 108 ح 81 . (6) سورة الكهف : 18 : 17 . وقصد سواكم لا تـؤم ركائبـدي * وإن هـو بالنعماء واديه مخصب فيأس تراه النفس منكــم وخيبة * أحب لقلبـي من سواكم وأرغب ومنعكم لي أيّ نعمــا وغيركـم * نداه ردى أشقــى بـه وأعذّب وخُلّب برق منكم فوق مطلبــي * وبَرق السوا عندي وإن جاد خلّب وحسبي إذا مـا كان حبّـي أنتـم * ويا ربّ حبّ حسبه ليس يحسب ![]() ![]() ![]() ____________ (1) حكاه الكفعمي في المصباح : ص 511 في أعمال شهر ربيع الثاني ، وحكى أيضا القول بأنه في الرابع من ربيع الثاني . ورواه عنه المجلسي في البحار : ج 50 ص 238 . وانظر الإرشاد للشيخ المفيد : ج 2 ص 213 ، وإعلام الورى للطبرسي : ص 349 ، وتاج المواليه له أيضا : ( مجموعة نفيسة : ص 133 ) ، وكشف الغمة للإربلي : ج 3 ص 194 و217 و220 . وقال ابن طلحة في مطالب السؤول : ص 309 باب 11 : مولده سنة إحدى وثلاثين ومئتين للهجرة ، ورواه عنه الإربلي في كشف الغمة : 3 : 192 . ومثله حكاه ابن الخشاب في مواليد الأئمة ووفياتهم : ( مجموعة نفيسة : 199 ) ، وعنه الإربلي في كشف الغمة : 3 : 206 . فقال (1) : ما رأيت ولا عرفت بسرّ من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكبره عند أهل بيته وبني هاشم كافة وتقديمهم إياه على ذوي السنّ منهم والخطر ، وكذلك كانت حالته عند القوّاد والوزراء وعامة الناس ، فأذكر أنّي كنت يوما قائما على رأس أبي وهو يحاسب الناس فدخل بعض حجّابه فقال : أبو محمد ابن الرضا بالباب . فنادى أبي بصوت عالي : ائذنوا له . ![]() ![]() ![]() ____________ (1) في المصدر : « كان أحمد بن عبيدالله بن خاقان على الضياع والخراج بقم ، فجرى يوما في مجلسه ذكر العلوية ومذاهبهم ، وكان شديد النصب والإنحراف عن أهل البيت عليهم السلام ، فقال » . به أبي هذا الفعل ؟ ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() جعفر رجل مُعلن بالفسق ، فاجر شريب للخمر ، أقلّ من رأيته من الرجال ، أهتكهم لنفسه ، خفيف الميزان ، والله لقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ، فما نظرت إليه ولا عرفت من هو ، وأما ابن الرضا لما اعتل بعث إلى أبي فركب من ساعته إلى دار الخلافة ورجع مستعجلا ومعه خمسة من خدم أميرالمؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته ، فأمرهم بلزوم دار أبي محمد عليه السلام وتعرّف أخباره ، وبعث إلى نفر من المـ[تـ]طبّبين وأمرهم بالاختلاف إليه وتعهده صباحا ومساءا ، فلما كان بعد يومين أخبر أنه قد ضعف ، فركب حتى بكّر إليه بنفسه وأمر المـ[تـ]طببين بلزوم داره ، وبعث إلى قاضي القضاة فأحضره وأمره أن يختار عشرة ممن يثق بهم في دينهم وورعهم وإمامتهم ، فبعث بهم إلى دار أبي محمد وأمرهم بلزومه [ ليلا ونهاراً ، فلم يزالوا هناك حتى توفي عليه السلام ] (1) . ____________ (1) كشف الغمة : ج 3 ص 197 في مناقبه وآياته ، وما بين المعقوفات منه ، وزاد بعده : فلما ذاع خبر وفاته صارت سر من رأى ضجّة واحدة ، وعطلت الأسواق وركب بنو هاشم والقواد والكتاب والقضاة والمعدلون وسائر الناس إلى جنازته ، فكانت سرّ من رأى يومئذ شبيها بالقيامة ، فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل فأمره بالصلاة عليه ، فلما وضعت الجنازة للصلاة عليه دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتّاب والقضاة والمعدلين ، وقال : هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه ، وحضره من خدم أميرالمؤمنين وثقاته فلان وفلان ، ومن القضاة فلان وفلان ، ومن المتطببين فلان وفلان . ثم غطى وجهه وصلى عليه وأمره بحمله . ولما دفن جاء جعفر أخوه إلى أبي فقال له : اجعل لي مرتبة أخي ، أنا أوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار ! فزبره أبي وأسمعه ما كره ، وقال له : يا أحمق ! السلطان أطال الله بقاءه جرّد بسيفه في الذين يزعمون أن أباك وأخاك أئمة ليردّوهم عن ذلك ، فما تهيّأ له ذلك ، فإن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماما فلا حاجة بك إلى سلطان يرتّبك مراتبهم ولا غير سلطان ، وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لا تنالها بنا . فاستقلّه أبي عند ذلك واستضعفه وأمر أن يحجب عنه ، فلم يأذن له في الدخول عليه حتى مات أبي ، وخرجنا وهو على تلك الحال ، والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي اليوم وهو لايجد إلى ذلك سبيلا ، وشيعته عرّج بسامـرّا والثـم ثــرى * أرض الإمـام الحسن العسكري عرّج على من جـدّه صاعــد * ومجده عـال علــى المشتري على الإمــام الطاهر المجتبى * على الكريــم الطيّـب العنصر على ولـيّ الله فـي عصـره * وابن خيــار الله في الأعصـر على كريم صـوب معروفــه * يزري على صوب الحيا الممطر على إمــام عـدلُ أحكامــه * تسلـط العـرف على المنكــر وبلّغـاه عـن عبيــد الإلـه * تحيّــة أذكـى مـن العنبــر وقل سلام الله وقـف علــى * ذاك الجنـاب الممـرع الأخضر ![]() ![]() ____________ = مقيمون على أنه مات وخلّف ولدا يقوم مقامه بالإمامة . والحديث رواه المفيد في الإرشاد : 2 : 321 . بن علي العسكري عليه السلام وأدخل له كتب الأمصار (1) ، فدخلت عليه في العلة التي توفي فيها ، فكتب معي كتابا وقال : « امض به إلى المدائن ، فإنك ستغيب خمسة عشر يوما وتدخل سر من رأى يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري بل تجدني (2) على المغتسل » . ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ____________ (1) في المصدر : « وأحمل له كتبه إلى الأمصار » . (2) في المصدر : « وتجدني » . (3) في المصدر : « من طالبك » . (4) في المصدر : « عن أسأله ما في الهميان » . (5) ما بين القوسين ليس في المصدر . (6) في المصدر : « أعرفه بشرب النبيذ ، ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور » . ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ____________ (1) في كمال الدين : « عقيد » . (2) في المصدر : « أحقّ بالصلاة على أبي » . (3) في المصدر : « جوابات الكتب التي معك » . (4) في المصدر : « فقال حاجز الوشاء : يا سيدي ، من الصبي ؟ » . المعتمد بعض خدمه (1) فقبضوا على صقيل (2) الجارية وطالبوها بالصبي فأنكرته وادّعت حبلا به لتغطّى حال الصبي ، [ فسلمت ] على (3) ابن أبي الشوارب القاضي ، فبلغهم موت عبدالله بن يحيى بن خاقان ، فجئته فخرج صاحب البصرة (4) وسلمت الجارية ، والحمد لله رب العالمين ، ( يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون ) (5) . (6) واضحت ثغور الكفر تبسم فرحـة * وعين العلى ينخـدّ من سحّها الخدّ وصوّح نبتُ الفضل بعد اخضراره * وأصبــح بدر التم قد ضمّه اللحد فليس لأخذ الثــار إلا خليفــة * هو الخلف المأمــول والعلم الفرد هو القائم المهدي والخلف الــذي * إذا سـار أملاك السمــاء له جند يشيّد ركن الديــن عند ظهـوره * علــوّا وركن الشرك والكفر ينهدّ فغصن الهدى يضحى وريقا ونبته * أنيقــا وداعي الحق ليس له ضدّ لعلّ العيون الرمد تحظى بنظـرة * إليه فتُجلـى عندهـا الأعين الرمد إليك انتهى سرّ النبييـن كلهــم * وأنت ختــام الأوصيـاء إذا عدّوا ![]() ____________ (1) في المصدر : « فوجّه المعتمد بخدمه » . (2) في بعض نسخ المصدر : « صيقل » . (3) في المصدر : « إلى » . (4) في المصدر : « وخروج صاحب الزنج بالبصرة » . (5) في المصدر : « وخروج صاحب الزنج بالبصرة » . (6) الخرائج والجرائح : ج 3 ص 1101 ح 23 وجميع ما بين المعقوفات منه . ورواه الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة : ج 2 ص 475 ، وعنه المجلسي في البحار : ج 50 ص 332 ح 4 ، وج 52 ص 67 ح 53 . ومقالاته قيد القلوب ونزهة العيون ، ومصابه الفادح قد عطّل المفروض والمسنون ، ورزؤه القادح قد حببت إلى النفوس المنون ، فعلى مثله فلتجري الشؤون وليبذل مذخور الدمع المصون ، أولا تكونون أيها المؤمنون ، والشيعة المخلصون ، كمن تسربل بسرابيل الشجون ، وفجّر من صياخيد نواظره العيون ، ورثاه بما سنح له وهو المتيّم المحزون . |