حبُّ الاِمام علي عليه السلام :
إنّ المضامين التي أشرنا إليها آنفاً والتي تمثل خلاصة النصوص الاِسلامية المعبّرة عن فضل حب أهل البيت عليهم السلام وخصائصه وعلاماته ، تتجسّد أيضاً في أفرادهم ، ويتجلّى ذلك واضحاً بقراءة الاَحاديث الواردة في حب أمير المؤمنين عليه السلام باعتباره علامة لحبّ أهل البيت عليهم السلام .
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « لا يؤمن رجل حتى يحبُّ أهل بيتي لحبّي » فقال عمر بن الخطاب : وما علامة حبّ أهل بيتك ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : « هذا » وضرب بيده على عليّ (1).
ومن هنا فإنّ التأكيد على محبة أمير المؤمنين علي عليه السلام هو تأكيد على محبّة أهل البيت جميعاً وعلى التمسك بهم والاقتداء بآثارهم .
فضل حبه عليه السلام :
1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « عنوان صحيفة المؤمن حبُّ علي » (2).
2 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « براءة من النار حبُّ علي » (3).
3 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي ، طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك » (4).
____________
1) الصواعق المحرقة : 228 . ونظم درر السمطين : 233 .
2) تاريخ بغداد 4 : 410 . والجامع الصغير | السيوطي 2 : 182 | 5633 ، دار الفكر ـ بيروت ط1 . والمناقب | ابن المغازلي : 243 .
3) المستدرك على الصحيحين 2 : 241 .
4) المستدرك على الصحيحين 3 : 135 . وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه . وتاريخ

=


( 61 )
لماذا نحبُّ علياً عليه السلام ؟
إنّ حبّنا لاَمير المؤمنين عليه السلام لم يكن اعتباطياً ، بل هو من صميم العقيدة الاِسلامية ومن أهم مسلماتها ، وقد وردت نصوص الحديث وهي تحمل دلالات هذا المبدأ وأبعاده وأسبابه ، ولو تأملنا هذه النصوص لتبين لنا صدق هذه المحبّة وعمق أساسها وذلك للاَسباب التالية :
أولاً : حبّه عليه السلام أمر إلهي :
أمر الله تعالى رسوله الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم بمحبة أمير المؤمنين عليه السلام ، لذلك يتوجب علينا العمل بما أمر به تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
روى بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ الله أمرني أن أحبُّ أربعة ، وأخبرني أنه يحبهم » فقالوا : من هم يا رسول الله ؟ فقال : «علي منهم، علي منهم » يكررها ثلاثاً « وأبو ذرّ، والمقداد، وسلمان أمرني بحبّهم » (1)وتكرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاسم أمير المؤمنين عليه السلام ثلاث مرات يعرب عن مدى اهتمامه بهذا الاَمر ، والاَمر بمحبة أبي ذر والمقداد وسلمان هي فرع من محبة أمير المؤمنين عليه السلام ؛ ذلك لاَنّ هؤلاء الصحابة رضي الله عنه كانوا المصداق الحقيقي لشيعة أمير المؤمنين عليه السلام ومحبيه والسائرين على منهجه ، وسيرتهم تكشف عمق اخلاصهم وولائهم له .
____________

=

بغداد 9 : 71 . والبداية والنهاية 7 : 355 . ومجمع الزوائد 9 : 132 . وذخائر العقبى : 91 .
1) سنن الترمذي 5 : 636 | 3718 . وسنن ابن ماجة 1 : 53 | 149 . والمستدرك على الصحيحين 3 : 130 . ومسند أحمد 5 : 351 . وأُسد الغابة 5 : 253 . والترجمة من تاريخ ابن عساكر 2 : 172 | 666 . والاصابة 6 : 134 . والصواعق المحرقة : 122 باب 9 . وتاريخ الخلفاء | السيوطي : 187 . وسير أعلام النبلاء 2 : 61 . والرياض النضرة 3 : 188 . ومناقب الخوارزمي : 34 .

( 62 )
ثانياً : إنّ الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم يحبان أمير المؤمنين عليه السلام :
والنصوص الدالة على هذا المعنى كثيرة جداً نكتفي منها بحديثين :
1 ـ حديث الطائر :
وهو يثبت أنّ أمير المؤمنين عليه السلام أحبُّ الخلق إلى الله ، فقد روي بالاسناد عن أنس بن مالك ، قال : كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم طير أُهدي إليه ، فقال : « اللهمَّ ائتني بأحبّ الخلق إليك ليأكل معي هذا الطير » فجاء علي فرددته ، ثم جاء فرددته ، فدخل في الثالثة ، أو في الرابعة ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « ما حبسك عني ؟ » ، قال : « والذي بعثك بالحق نبياً ، إني لاَضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس » .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « لِمَ رددته ؟ » قلت : كنت أحبُّ معه رجلاً من الاَنصار ، فتبسّم النبي صلى الله عليه وآله وسلم (1).
2 ـ حديث الراية :
وهو دليلنا الآخر على محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لاَمير المؤمنين
____________
1) سنن الترمذي 5 : 636 | 3721 . والخصائص | النسائي : 5 . وفضائل الصحابة | أحمد بن حنبل 2 : 560 | 945 . والمستدرك على الصحيحين 3 : 130 ـ 132 وصححه وقال : رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفساً . ومصابيح السُنّة 4 : 173 | 4770 . وأُسد الغابة 4 : 110 ـ 111 . وتأريخ الاِسلام 3 : 633 . والبداية والنهاية 7 : 350 ـ 353 . وجامع الاُصول 8 : 653| 6494 . وأخرجه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام 2 : 106 ـ 134 من أربعة وأربعين طريقاً . والرياض النضرة 3 : 114 ـ 115 . وذخائر العقبى : 61 . وكفاية الطالب : 144 ـ 156 وأحصى 86 رجلاً كلهم رووه عن أنس . وفي مقتل الحسين عليه السلام | الخوارزمي : 46 ، قال : أخرج ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين اسناداً .

( 63 )
والتي توجب علينا محبته والتمسك بولايته والسير على هديه ، والراية هي راية خيبر ، إذ بعث بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر ، فعاد ولم يصنع شيئاً ، فأرسل بعده عمر ، فعاد ولم يفتح (1)، وفي رواية الطبري : فعاد يجبّن أصحابه ويجبّنونه (2).
فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم ، فقال : « لاَعطين الراية غداً رجلاً يحبُّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، كرار غير فرار » وفي رواية : « لا يخزيه الله أبداً ، ولا يرجع حتى يفتح عليه » (3).
ثالثاً : حبّه حبٌ لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم :
1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من أحبَّ علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني » (4).
____________
1) الكامل في التاريخ 2 : 219 . وأُسد الغابة 4 : 104 و 108 . والخصائص | النسائي : 5 . والبداية والنهاية 7 : 336 . وحلية الاَولياء 1 : 62 . ودلائل النبوة | البيهقي 4 : 209 ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ط1 .
2) تاريخ الطبري 3 : 93 . وصححه الحاكم في المستدرك 3 : 37 ووافقه الذهبي .
3) صحيح البخاري 5 : 87 | 197 ـ 198 و 279 | 231 باب فضائل الصحابة . وصحيح مسلم 4 : 1871 | 32 ـ 34 . وسنن الترمذي 5 : 638 | 3724 . وسنن ابن ماجة 1 : 43 | 117 . ومسند أحمد 1 : 185 و 5 : 358 . والمستدرك على الصحيحين 3 : 37 و109 . ومصابيح السُنّة 4 : 93 | 4601 . وخصائص النسائي : 4 ـ 8 . ودلائل النبوة | البيهقي 4 : 205 ـ 206 . والاستيعاب 3 : 36 . وفضائل الصحابة | أحمد بن حنبل 2 : 584 | 987 و 988 وغيرهما . وتاريخ الطبري 3 : 93. والكامل في التاريخ 2 : 219. وأُسد الغابة 4 : 104 و108 . والبداية والنهاية 7 : 224 و336. وحلية الاَولياء 1 : 62. وجامع الاُصول 8 : 650 | 6491 و6495 و6497 وغيرها كثير .
4) المستدرك على الصحيحين 3 : 130 . ومناقب الخوارزمي : 41 . والجامع الصغير 2 : 554 |

=


( 64 )
2 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من أحبني فليحبُّ علياً ، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزَّ وجلّ ، ومن أبغض الله أدخله النار» (1).
3 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من أحبّ علياً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزَّ وجلّ » (2).
وممّا تقدم تبين أن محبة أمير المؤمنين عليه السلام تفضي إلى محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومحبة الله سبحانه ، وذلك غاية ما يصبو إليه المؤمنون بالله ، ومنتهى أمل الآملين .
رابعاً : حبّه إيمان وبغضه نفاق :
1 ـ روي بالاسناد عن أُمّ سلمة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : «لايحبُّ عليّاً منافق ، ولا يبغضه مؤمن » (3).
2 ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنّه لعهد النبي الاُمي إليَّ أنه لا يحبني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّ منافق » (4).
____________

=

8319 . وأُسد الغابة 4 : 383 . والاصابة 3 : 497 . وذخائر العقبى : 65 . والرياض النضرة 1 : 165 . ومجمع الزوائد 9 : 108 و 129 . وكنز العمال 6 : 154 .
1) تاريخ بغداد 13 : 32 .
2) الرياض النضرة 3 : 122 . والصواعق المحرقة : 123 . والاستيعاب 3 : 1100 .
3) سنن الترمذي 5 : 635 | 3717 . وجامع الاصول 8 : 656 | 6499 . ومجمع الزوائد 9 : 133 .
4) صحيح مسلم 1 : 86 | 131 . وسنن الترمذي 5 : 643 | 3736 . وسنن النسائي 8 : 116 و117 . وسنن ابن ماجة 1 : 42 | 114 . ومصابيح السُنّة 4 : 171 | 4763 . وترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق 2 : 190 | 682 ـ 685 . والبداية والنهاية 7 : 54 . والاصابة 4 : 271 . ومسند أحمد 1 : 84 و 95 و 128 . وتأريخ الخلفاء : 187 .

( 65 )
3 ـ وقال عليه السلام : « لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجمّاتها على المنافق على أن يحبني ماأحبني ، وذلك أنه قضي فانقضى على لسان النبي الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : ياعلي ، لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبك منافق » (1).
4 ـ وعن أبي سعيد الخدري ، قال : (إنّا كنا نعرف المنافقين ـ نحن معاشر الاَنصار ـ ببغضهم علي بن أبي طالب) (2).
5 ـ وعن أبي ذر ، قال : ما كنا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلاة ، والبغض لعلي (3).
وعليه فانحبّ أميرالمؤمنين علي عليه السلام من علامات الايمان ، وليس أحد ممن آمن بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ ويودُّ التحلي بصفات الايمان والتي من أهم مصاديقها مودّة من أمرالله تعالى بمودته ومحبة من يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
وبغض الاِمام علي عليه السلام من علامات النفاق ، ولا يبغضه إلاّ منافق ، كما هو صريح الاحاديث المتقدمة ، وفي هذا المضمون قال أحمد بن حنبل :
____________
1) نهج البلاغة : الحكمة (45) . ومجمع البيان 3 : 532 . والكافي 8 : 224 | 396 . وروضة الواعظين| الفتّال النيسابوري : 323 ، منشورات الرضي ـ قم .
2) سنن الترمذي 5 : 635 | 3717 . واسعاف الراغبين : 113 . ونور الاَبصار : 88 . ومجمع الزوائد 9 : 132 . والرياض النضرة 3 : 242 . والصواعق المحرقة : 122 . وأخرجه الطبراني في المعجم الاَوسط 2 : 391 | 2146 عن جابر .
3) المستدرك على الصحيحين 3 : 129 وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه . وأسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب | الجزري الشافعي : 57 ، مؤسسة المحمودي ـ بيروت . وكنز العمال 13 : 106 .

( 66 )
(ولكن الحديث الذي ليس عليه لبس قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « لا يحبك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق » ، وقال الله عزّ وجلّ ( إنَّ المنَافِقينَ في الدَّركِ الاَسفَلِ مِنَ النَّارِ ) (1) ، فمن أبغض علياً فهو في الدرك الاسفل من النار) (2).
____________
1) سورة النساء : 4 | 145 .
2) مختصر تاريخ مدينة دمشق | ابن منظور 17 : 375 ، دار الفكر ـ دمشق ط1 .

( 67 )
حب فاطمة الزهراء عليها السلام :
فاطمة الزهراء عليها السلام من أهل البيت الذين وجبت علينا محبّتهم ، وحبّ الزهراء عليها السلام نابع من حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها ، فهي أُمّ أبيها وبضعته وروحه التي بين جنبيه ، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يحبّها حباً لا يشبه محبة الآباء لبناتهم ، تلك المحبة التي تنبعث من العاطفة الاَبوية وحسب ، بل كان حبه صلى الله عليه وآله وسلم لها مشوباً بالاحترام والتبجيل ، وذلك لما تتمتع به الزهراء عليها السلام من الفضائل الفريدة والمواهب والمزايا الفذّة ، فهي ابنة الاِسلام الاُولى التي درجت وترعرعت في أحضان النبوة وشبّت في كنف الاِمامة ، وهي المعصومة من كل دنسٍ وعيب ، فكانت المرأة المثلى في الاِسلام ، والجديرة بالاقتداء بها في كل عصر ومصر .
وما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدع فرصة أو مناسبة تمرُّ إلاّ ونوّه بعظمة الزهراء عليها السلام وإظهار فضلها وبيان مكانتها عند الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك لكي يحثُّ المسلمين على مودتها والتقدير لها من بعده ؛ لاَنّها بقيته الباقية وأُمّ الاَئمة المعصومين وقادة المسلمين المحافظين على رسالة الاِسلام وسنة جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .
وفيما يلي بعض ما جاء عن الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم وما حكي من سيرته صلى الله عليه وآله وسلم في محبة الزهراء عليها السلام :
1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « فاطمة بضعة مني ، من أغضبها أغضبني»(1).
____________
1) صحيح البخاري 5 : 92 | 209 و150 | 255 . وصحيح مسلم 4 : 1902 | 93 ـ 2449 .

=


( 68 )
2 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « فاطمة بضعة مني ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ماآذاها » (1) .
3 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « يافاطمة، إنّ الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك »(2).
4 ـ روي عن عائشة أنّها قالت : ما رأيت أحداً أشبه حديثاً وكلاماً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها (3).
5 ـ وروي أنّ عائشة سُئلت : أي الناس كان أحبُّ إلى رسول الله ؟ قالت: فاطمة . قيل : ومن الرجال ؟ قالت : زوجها (4).
6 ـ وعن بريدة ، قال : كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة ،
____________

=

وسنن الترمذي 5: 698 | 3867 . ومصابيح السُنّة 4 : 185 | 4799 . والمستدرك للحاكم 3: 158 . ومجمع الزوائد 9 : 203 . والجامع الصغير 2 : 208 | 5833 .
1) صحيح البخاري 7 : 65 ـ 66 | 159 كتاب النكاح . ونحوه في مسند أحمد 4 : 5 و 323 و 328 و332 . وسنن الترمذي 5 : 698 | 3869 . ومستدرك الحاكم 3 : 154 و158 و159. وخصائص النسائي: 36 . وحلية الاَولياء 2 : 240 . وكنز العمال 6 : 219 و8 : 315 . والصواعق المحرقة : 190 . والاِمامة والسياسة 1 : 14 .
2) مستدرك الحاكم 3 : 513 . وأُسد الغابة 7 : 224 . والاصابة 8 : 159 . والصواعق المحرقة : 175 باب 11 فصل 1 المقصد الثالث . والخصائص الكبرى 2 : 265 . وتهذيب التهذيب 12 : 441 . وكنز العمال 6 : 219 و 7 : 111 . وذخائر العقبى : 39 .
3) سنن الترمذي 5 : 700 | 3872 . وفضائل الصحابة | النسائي : 68 .
4) سنن الترمذي 5: 701| 3874 . ومستدرك الحاكم 3: 157 وصححه . وأُسد الغابة 7 : 223 . والبداية والنهاية 7 : 254 .

( 69 )
ومن الرجال علي (1).
ورغم ثبوت محبّة الزهراء عليها السلام قرآناً وسُنّةً كما تقدم ، فإنّها تعرضت عقيب وفاة أبيها صلى الله عليه وآله وسلم لاَبشع أنواع التعسف والظلم ، فقد سلبوها ميراث أبيها ، وأغضبوها وآذوها حتى اضطرت إلى المواجهة والاحتجاج بما جاء على لسان أبيها المصطفى عليها السلام من فرض محبتها ومودتها على المسلمين حيث قالت : « نشدتكما الله ، ألم تسمعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ؟ » قالا : نعم.. (2).
وكأنّ القوم لم يسمعوا بذلك ، بل لم يسمعوا أن الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها !! وأنّ الله تعالى قال : ( إنَّ الَّذينَ يُؤذُونَ اللهَ ورَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ في الدُّنيَا والآخِرَةِ وأعدَّ لَهُم عَذَاباً مُّهِيناً ) (3)فباءوا بهذا الخطر العظيم حينما ودّعت الزهراء عليها السلام هذه الحياة وهي غضبى عليهم غير راضية عنهم.
____________
1) سنن الترمذي 5 : 698 | 3868 . ومستدرك الحاكم وصححه .
2) الاِمامة والسياسة | ابن قتيبة 1 : 13 ـ 14 ، مؤسسة الوفاء ـ بيروت .
3) سورة الاحزاب : 33 | 57 .

( 70 )

حبّ السبطين الحسن والحسين عليهما السلام :

الحسن والحسين عليهما السلام سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وريحانتاه ، وسيدا شباب أهل الجنة ، ومن أهل الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وقد ثبتت محبتهما بنصّ القرآن الكريم في آية المودة المتقدمة في أول هذا الفصل ، ونضيف هنا طرفاً من الحديث الصحيح الوارد في محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهما وتأكيده على حبّهما والتمسك بهما ، وذلك لاَنهما يمثلان الخطّ الرسالي الصحيح الذي يدعو إلى التمسك بمبادىَ الاِسلام الاَصيل ومنهج الكتاب الكريم والسُنّة المحمدية الغرّاء قولاً وعملاً .
وفيما يلي بعض ما ورد في محبة الحسنين عليهما السلام من صحيح الاَثر ومتواتر الخبر :
1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « الحسن والحسين ابناي، من أحبهما أحبني، ومن أحبني أحبّه الله ، ومن أحبّه الله أدخله الجنة ، ومن أبغضهما أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار» (1).
2 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « هذان ابناي ، الحسن والحسين ، اللهمّ إني أُحبّهما ، اللهمّ فأحبهما وأحبّ من يُحبّهما » (2).
____________
1) المستدرك على الصحيحين للحاكم 3 : 166 وقال : صحيح على شرط الشيخين . ومسند أحمد 2 : 288 . وسنن الترمذي 5 : 656 ـ 660 . وكنز العمال 13 : 105 . ومجمع الزوائد 9 : 179 و181 . الصواعق المحرقة : 191 ـ 192 باب 11 . ذخائر العقبى : 123 .
2) صحيح البخاري 5 : 100 ـ 101 | 235 . وسنن الترمذي 5 : 656 و3769 و3772 . ومسند

=


( 71 )
وسنن الترمذي 5: 698 | 3867 . ومصابيح السُنّة 4 : 185 | 4799 . والمستدرك للحاكم 3: 158 . ومجمع الزوائد 9 : 203 . والجامع الصغير 2 : 208 | 5833 .
3 ـ وفي حديث أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الحسن والحسين : « من أحبني فليحبّ هذين » (1).
4 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « ذروهما بأبي وأمي ، من أحبني فليحبّ هذين » (2).
5 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : وقد اعتنق الحسن عليه السلام : « اللهمَّ إنّي أحبه فأحبه وأحب من يحبه » (3) .
6 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « حسين مني وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسيناً ، حسين سبط من الاَسباط » (4).
7 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « الحسن والحسين ريحانتاي » (5).
8 ـ وعن أبي أيوب الانصاري ، قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
____________

=

أحمد 2 : 446 و5 : 369 . ومسند الطيالسي 10 : 332 ، دار المعرفة ـ بيروت . والتاريخ الكبير | البخاري 2 : 286 . ومجمع الزوائد 9 : 180 . وكنز العمال 6 : 220 . وأُسد الغابة 2 : 12 .
1) مسند الطيالسي 10 : 327 . وتاريخ الاِسلام | الذهبي 5 : 100 .
2) حلية الاَولياء 8 : 305 . والمعجم الكبير 3 : 40 | 2644 . وذخائر العقبى : 123 . وكنز العمال 13: 107 . والجامع الصغير 2 : 328 . والاصابة 1 : 329 . ومجمع الزوائد 9 : 179 .
3) سنن الترمذي 5 : 641 و642 .
4) التاريخ الكبير | البخاري 8 : 415 | 3536 . وسنن الترمذي 5 : 658 | 3775 . وسنن ابن ماجة 1 : 151 | 144 . ومسند أحمد 4 : 172 . والمستدرك | الحاكم 3 : 177 . ومصابيح السُنّة 4: 195 | 4833 . وأُسد الغابة 2 : 19 . والجامع الصغير 1 : 575 | 3727 . وجامع الاصول 10 : 21 وغيرها كثير .
5) صحيح البخاري 5 : 102 | 241 و 8 : 11 | 23 كتاب الاَدب . وسنن الترمذي 5 : 657 | 3770 . ومسند أحمد 2 : 85 و 93 و 114 و 153 . ومسند الطيالسي 8 : 260 ـ 261 . وحلية الاَولياء 5 : 70 . وفتح الباري 8 : 100 . وأُسد الغابة 2 : 20 .

( 72 )
والحسن والحسين يلعبان بين يديه ، فقلت : يا رسول الله أتحبهما ؟ فقال : « وكيف لا أُحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمّهما » (1).
وممّا تقدم يتبين أنّ حب الحسن والحسين عليهما السلام واجب على كل مسلم ومسلمة لقوله تعالى : ( لقَد كانَ لَكُم في رَسُولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنةٌ ) (2)، وهذا الحبّ جزء لا يتجزأ من مودة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين والزهراء عليهما السلام والذي يقتضي الرضوان ونيل أرفع الدرجات ، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه أخذ بيد الحسن والحسين فقال : « من أحبني وأحبّ هذين وأباهما وأُمهما كان معي في درجتي يوم القيامة » (3).
على أن المراد من إيجاب مودّة أهل البيت عليهم السلام ليس مجرد المحبة وحسب ، بل العمل بما تقتضيه من الاقتداء بهديهم والتولّي لهم والبراءة من أعدائهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من سره أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوالِ علياً من بعدي ، وليوالِ وليّه ، وليقتدِ بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أُمتي ، القاطعين بهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي » (4) .
____________
1) كنز العمال 6 : 222 و7 : 110 . ومجمع الزوائد 9 : 181 . وبنحوه في سنن الترمذي 5 : 657 | 3770 و3772 .
2) سورة الاحزاب : 33 | 21 .
3) صحيح الترمذي 5 : 641 ـ 642 | 3733 . ومسند أحمد 1 : 77 . جامع الاصول 9 : 157 | 6706 .
4) شرح ابن أبي الحديد 9 : 170 | 12 . وحلية الاَولياء 1 : 86 . وكنز العمال 12 : 103 | 24198.

=


( 73 )
المبحث الثالث
حب أهل البيت عليهم السلام في الشعر العربي
لا يخفى أن بعض الشعر مستودع للحكمة والفصاحة فضلاً عن أنّه ديوان حافل بالاَحداث والوقائع التاريخية المهمة .
وقد سجّل شعراء الاِسلام منذ عهد الرعيل الاَول وإلى اليوم آيات الولاء والحبّ التي تكنّها قلوبهم وضمائرهم وتعتلج في صدورهم تجاه النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الاَطهار عليهم السلام ، مؤكدين أصالة هذا المبدأ العقائدي وإلهيته ومبينين أهم آثاره ومعطياته .
ولا ريب أنّ أول شعراء الاِسلام شيخ البطحاء وعمّ سيد الاَنبياء أبا طالب رضي الله عنه كان في طليعة الشعراء الذين أكّدوا إلهية هذا الحبّ وأصالته حيث قال :
ألم تعلموا أنّا وجدنا محمداً * نبياً كموسى خطّ في أول الكتبِ
وأن عليه في العباد محبّةً * ولا شكّ فيمن خصّه الله بالحبِّ (1)

____________

=

وكفاية الطالب : 214 . ومجمع الزوائد 9 : 108 . وترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق 2 : 95 .
1) السيرة النبوية | ابن هشام 1 : 377 مطبعة البابي ـ مصر . والبداية والنهاية 3 : 84 . وخزانة

=


( 74 )
ومن هنا جاء اعترافه بالنبوة وإقراره بالرسالة ، وصدق ولائه ونصرته وعمق محبّته التي تصل إلى حدّ الجود بالنفس وهو أقصى غاية الجود ، وقد عبّر عن ذلك بقوله :
لعمري لقد كُلِّفتُ وجداً بأحمدٍ * وأحببته حُبّ الحبيب المواصلِ
وَجُدتُ بنفسي دونه وحميته * ودارأت عنه بالذرى والكلاكلِ
كذبتم وبيت الله نُسلِمُ أحمداً * ولمّا نطاعن دونه ونقاتلِ
ونُسلمه حتى نُصرّعَ حوله * ونَذْهَل عن أبنائنا والحلائلِ (1)
إنّ شعر الولاء والحبّ لعترة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يعتبر من الاغراض السامية الخالدة التي تؤكّد عمق الولاء لرسالة الاِسلام وشدّة الارتباط بالقادة الرساليين ، وتكشف عن إلتزام الشاعر بواحدٍ من أهم المبادىء الاِسلامية ، ألا وهو مودّة ذوي القربى أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، التي تضمن سعادة الدارين .
وفيما يلي بعض النماذج المختارة التي تؤكّد الولاء والمحبّة لاَهل البيت عليهم السلام مرتبة وفقاً لوفيات الشعراء :
____________

=

الاَدب | البغدادي 1 : 261 ، دار صادر ـ بيروت . وشرح ابن أبي الحديد 14 : 73 . والفصول المختارة : 230 .
1) ديوان شيخ الاَباطح أبي طالب : 3 ـ 12 ، مكتبة نينوى الحديثة ـ طهران . والسيرة النبوية | ابن هشام 1 : 291 ـ 299 . والسنن الكبرى 3 : 352 . ودلائل النبوة | البيهقي 6 : 141 . والخصائص الكبرى 1 : 146 . وأعلام النبوة | الماوردي : 172 دار الكتاب العربي ـ بيروت . وشرح ابن أبي الحديد 14 : 79 . وخزانة الاَدب 1 : 252 ـ 261 .

( 75 )
1 ـ حرب بن المنذر بن الجارود (من أعلام القرن الاَول) :
قال في حبّهم عليهم السلام :
فحسبي من الدنيا كَفافٌ يُقيمني * وأثواب كَتّانٍ أزور بها قبري
وحبّي ذوي قربى النبي محمد * فما سُؤلنا إلاّ المودّة من أجرِ (1)
2 ـ الفرزدق، همام بن غالب التميمي الدارمي، أبو فراس (ت | 110 هـ) :
قال في مطلع قصيدته الميمية التي أنشدها بمحضر هشام بن عبدالملك مادحاً الاِمام زين العابدين عليه السلام :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيتُ يعرفه والحلُّ والحرمُ
إلى أن قال :
مشتقة من رسول الله نبعته * طابت مغارسُهُ والخِيمُ والشيمُ
من معشرٍ حُبّهم دينٌ ، وبغضهمُ * كفرٌ ، وقربهم منجىً ومعتصمُ
مقدّم بعد ذكر الله ذكرهمُ * في كلِّ بدءٍ ومختوم به الكلمُ
يستدفع الشرّ والبلوى بحبّهم * ويُستربُّ به الاِحسان والنِّعمُ (2)
3 ـ الكميت بن زيد الاَسدي (ت | 126 هـ) :
قال في مطلع قصيدته البائية من (الهاشميات) :
____________
1) البيان والتبيين | الجاحظ 3 : 205 ، دار ومكتبة الهلال ط1 .
2) ديوان الفرزدق 2 : 178 ـ 181 ، دار صادر ـ بيروت . وشرح الديوان | ايليا حاوي 2 : 353 . ورجال الكشي : 13 | 207 . وحلية الاَولياء 3 : 139 .

( 76 )
طربتُ وما شوقاً إلى البيض أطربُ * ولا لعباً منّي وذو الشوق يلعبُ
إلى أن قال :
ولكن إلى النفر البيض الذين بحُبّهم * إلى الله فيما نالني أتقرّبُ
خفضتُ لهم منّي جَنَاحي مودّةٍ * إلى كنفٍ عطفاه أهلٌ ومرحبُ
فقل للذي في ظلِّ عمياء جونةٍ (1) * ترى الجور عدلاً أين لا أين تذهبُ
بأيِّ كتابٍ أم بأية سُنّةٍ * ترى حبّهم عاراً عليَّ وتحسبُ
فمالي إلاّ آل أحمد شيعة * ومالي إلاّ مشعب الحق مشعبُ
ومَن غيرهم أرضى لنفسي شيعة * ومن بعدهم لا مَن أُجلّ وأرجبُ (2)
فإنّي عن الاَمر الذي تكرهونه * بقولي وفعلي ما استطعت لاَجنبُ
يشيرون بالاَيدي إليَّ وقولهم * ألا خاب هذا والمشيرون أخيبُ
فطائفة قد كفّرتني بحبّكم * وطائفة قالوا مسيء ومذنبُ
فما ساءني تكفير هاتيك منهم * ولا عيب هاتيك التي هي أعيبُ
وجدنا لكم في آل حاميم آية * تأوّلها منّا تقيّ ومُعربُ (3)
أُناسٌ بهم عزّت قريش فأصبحوا * وفيهم خِباء المكرمات المطنّبُ (4)

____________
1) الجونة : السوداء ، أي الفتنة المظلمة .
2) أرجب : أهاب وأعظّم .
3) الآية هي آية المودة، والتقي : الذي يتقي الخوض في الامور ويلتزم السكوت ، والمعرب : المبين .
4) الهاشميات | الكميت : 25 ـ 38 ، مؤسسة الاَعلمي ـ بيروت .

( 77 )
4 ـ السيد الحميري (ت | 173 هـ) :
قال في ولاء أهل البيت عليهم السلام وحبّهم :
إنّا ندين بحبّ آل محمدٍ * ديناً ومن يحبّهم يستوجبِ
منّا المودّة والولاء ومن يُرد * بدلاً بآل محمد لا يُحببِ
ومتى يمت يرد الجحيم ولا يرد * حوض الرسول وإن يرده يُضربِ (1)
وقال أيضاً :
تتمّ صلاتي بالصلاة عليهم * وليست صلاتي بعد أن أتشهّدا
بكاملةٍ إن لم أصلِّ عليهم * وأدعو لهم رباً كريماً ممجّدا
بذلتُ لهم ودّي ونصحي ونصرتي * مدى الدهر ما سُمّيت يا صاح سيدا
وإنّ امرءاً يلحى(2)على صدق ودّهم * أحقُّ وأولى فيهم أن يُفنّدا (3)
وقال مبيّناً أحد آثار مودّة أمير المؤمنين عليه السلام :
أحبُّ الذي من مات من أهل ودّه * تلقّاه بالبشرى لدى الموت يضحكُ
ومن مات يهوى غيره من عدوه * فليس له إلاّ إلى النار مسلكُ
أبا حسن إنّي بفضلك عارفٌ * وإنّي بحبلٍ من هواك لمُمسكُ

____________
1) الغدير في الكتاب والسُنّة والاَدب | العلاّمة الاَميني 2 : 213 ـ 214 ، دار الكتاب العربي ـ بيروت ط5 .
2) أي يلوم ويعذل ، أو يقبّح ويلعن .
3) الغدير 2 : 215 .

( 78 )
وأنت وصيّ المصطفى وابن عمّه * فإنّا نعادي مبغضيك ونتركُ
مواليك ناجٍ مؤمن بيّن الهدى * وقاليك معروف الضلالة مشركُ (1)
5 ـ سفيان بن مصعب العبدي ، (من أعلام القرن الثاني) :
قال مؤكداً ولاء أهل البيت عليهم السلام :
آل النبي محمدٍ * أهل الفضائل والمناقبْ
المرشدون من العمى * والمنقذون من اللوازبْ
الصادقون الناطقون * السابقون إلى الرغائب
فولاهمُ فرضٌ من الر* حمن في القرآن واجب
وهم الصراط فمستقيم * فوقه ناجٍ وناكب (2)
وقال أيضاً :
يا سادتي يا بني علي * يا آل طه وآل صادِ
من ذا يوازيكم وأنتم * خلائف الله في البلادِ
أنتم نجوم الهدى اللواتي * يهدي بها الله كلّ هادِ
لازلت في حبّكم أُوالي * عمري وفي بغضكم أُعادي
وما تزوّدت غير حبّي * إياكم وهو خير زادِ

____________
1) أمالي الطوسي 1 : 48 . ورجال الكشي : 287 | 506 . وكشف الغمة 1 : 141 .
2) الغدير 2 : 305 .

( 79 )
وذاك ذخري الذي عليه * في عرصة الحشر اعتمادي
ولاكم والبراء ممّن * يشنأكم اعتقادي (1)
6 ـ أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي (ت | 204 هـ) :
قال في مودة أهل البيت عليهم السلام :
يا آل بيت رسول الله حُبّكم * فرضٌ من الله في القرآن أنزلهُ
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم * من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له (2)
وقال :
قالوا ترفّضت قلت كلا * ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكن توليت غير شكّ * خير إمامٍ وخير هادِ
إن كان حبّ الولي رفضاً * فإنّ رفضي إلى العبادِ (3)
وقال أيضاً :
يا راكباً قف بالمحصّب من منى * واهتف بقاعد خيفها والناهضِ
سَحَراً إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضاً كمُلتطم الفرات الفائضِ
إن كان رفضاً حبّ آل محمد * فليشهد الثقلان أنّي رافضي (4)

____________
1) الغدير 2 : 317 .
2) ديوان الشافعي : 72 ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت .
3) ديوان الشافعي : 35 .
4) ديوان الشافعي : 55 .

( 80 )
وقال :
لو فتّشوا قلبي لاَلفوا به * سطرين قد خطّا بلا كاتبِ
العدل والتوحيد في جانبٍ * وحبّ أهل البيت في جانبِ (1)
وقال :
لئن كان ذنبي حبّ آل محمد * فذلك ذنبٌ لست عنه أتوبُ
هم شفعائي يوم حشري وموقفي * وبغضهم للشافعيّ ذنوبُ (2)
7 ـ دعبل بن علي الخزاعي (ت | 246 هـ) :
قال في تائيته المشهورة التي أنشدها بمحضر الاِمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ومطلعها :
تجاوبن بالاِرنان والزفراتِ * نوائحُ عُجم اللفظ والنطقاتِ
إلى أن قال :
فيا وارثي علم النبي وآله * عليكم سلام دائم النفحاتِ
ملامكَ في آل النبي فإنّهم * أحبّاي ما عاشوا وأهل ثقاتِ
تخيرتهم رشداً لاَمري فإنّهم * على كلِّ حالٍ خيرة الخيراتِ
نبذتُ إليهم بالمودة صادقاً * وسلّمت نفسي طائعاً لولاتي
فياربّ زدني من يقيني بصيرةً * وزد حبّهم ياربِّ في حسناتي

____________
1) ينابيع المودة 3 : 351 .
2) ينابيع المودة 3 : 48 ـ 49 | 64 .

( 81 )
أحبّ قصيّ الرحم من أجل حبّكم * وأهجر فيكم أُسرتي وبناتي
فيانفس طيبي ثمّ يا نفس أبشري * فغير بعيدٍ كلّ ما هو آتِ
فإنّي من الرحمن أرجو بحبّهم * حياةً لدى الفردوس غير بتاتِ (1)
وقال في غيرها :
في حُبّ آل المصطفى ووصيّه * شغلٌ عن اللذّات والقِيناتِ (2)
إنّ النشيد (3) بحبّ آل محمد * أزكى وأنفع لي من القُنياتِ (4)
فاحشُ القصيدَ بهم وفرّغ * فيهم قلباً حشوتَ هواهُ باللذاتِ
واقطع حِبالة من يُريد سواهمُ * في حُبّه تَحلُل بدار نجاةِ (5)
8 ـ أبو الفتح كشاجم (ت | 360 هـ) :
قال في حبِّ أهل البيت عليهم السلام :
طهرتم فكنتم مديح المديح * وكان سواكم هجاء الهجاء
قضيتُ بحبّكم ما عليَّ * إذا ما دعيتُ لفصل القضاء
وأيقنتُ أنّ ذنوبي به * تساقطُ عنّي سُقوطَ الهباءِ

____________
1) ديوان دعبل : 141 ـ 146 ، دار الكتاب اللبناني ـ بيروت .
2) القِينات : جمع قينة ، وهي الاَمة المغنية .
3) في لسان الميزان : اليسير .
4) القُنيات : ما اكتسب من مال ونحوه .
5) ديوان دعبل : 146 . ولسان الميزان 2 : 431 .

( 82 )
فصلّى عليكم إله الورى * صلاةً توازي نجوم السماءِ (1)
وقال في حبِّ أمير المؤمنين عليه السلام :
حبّ الوصيّ مبرّة وصلهْ * وطهارة بالاَصل مكتفلهْ
والناس عالمهم يدين بهْ * حبّاً ويجهل حقّه الجهلهْ (2)
9 ـ الناشىء الصغير (ت | 365 هـ) :
قال في حبِّهم عليهم السلام :
يا آل ياسين من يحبّكم * بغير شكّ لنفسه نصحا
أنتم رشاد من الضلال كما * كلّ فسادٍ بحبّكم صلحا
وكلّ مستحسن لغيركم * إن قيس يوماً بفضلكم قبحا (3)
وقال أيضاً :
بآل محمد عُرِفَ الصوابُ * وفي أبياتهم نزل الكتابُ
محبّتهم صراطٌ مستقيم * ٌولكن في مسالكه عقابُ
همُ النبأ العظيم وفُلك نُوحٍ * وباب الله وانقطع الخِطابُ (4)

____________
1) الغدير 4 : 16 .
2) الغدير 4 : 17 .
3) الغدير 4 : 24 .
4) الغدير 4 : 25 .

( 83 )
10 ـ ابن حمّاد العبدي (من أعلام القرن الرابع) :
قال في حبِّهم عليهم السلام :
آل النبي محمد خير الورى * وأجلّهم عند الاِله مكانا
قومٌ إذا أصفى هواهم مؤمنٌ * يُعطى غداً ممّا يخاف أمانا
قومٌ يطيع الله طائع أمرهم * وإذا عصاه فقد عصى الرحمانا
وهمُ الصراط المستقيم وحبّهم * يوم المعاد يُثقل الميزانا
وتوالت الاَخبار أنّ محمداً * بولائهم وبحفظهم أوصانا
وأتى القرآن بفرض طاعتهم على * كلِّ البرية فاسمع القرآنا (1)
وقال :
وإن يك حبّ أهل البيت ذنبي * فلست بمبتغٍ عنه منابا
أُحبّهم وأمنحهم مديحاً * وأمنح من يسبّهم سبابا
ولم أمدحهم قطّ اكتسابا * ًولكنّي مدحتهم ارتغابا (2)
11 ـ الصاحب بن عبّاد (ت | 385 هـ) :
قال في حبِّهم عليهم السلام :
حبّي محضٌ لبني المصطفى * بذاك قد يشهد اضماري

____________
1) الغدير 4 : 145 .
2) الغدير 4 : 170 .

( 84 )
ولامني جاري في حبّهم * فقلت بعداً لك من جارِ
والله مالي عملٌ صالحٌ * أرجو به العتق من النارِ
إلاّ موالاة بني المصطفى * آل الرسولِ الخالقِ الباري (1)
وقال :
إذا تراضى مديحي آل ياسينا * وجدتُ في القلب أحزاناً أفانينا
يا طبعُ فِضْ بمديح الطاهرين ولا * تَغِضْ وجدّد ثناءاً للوصيّينا
الحمدُ لله لمّا أن هديتُ إلى * محبَّة السادة الغرّ الميامينا
حبّ النبي وأهل البيت معتمدي * إذا الخطوب أساءت رأيها فينا (2)
وقال في حبِّ أمير المؤمنين عليه السلام :
إنّ المحبّة للوصيّ فريضة * أعني أمير المؤمنين عليا
قد كلّف الله البرية كلّها * واختاره للمؤمنين وليا (3)
وقال :
بحبّ عليّ تزولُ الشكوك * وتسمو النفوس ويعلو النِّجار
فأين رأيت محبّاً له * فثمّ الزكاء وثمّ الفخار
وأين رأيت عدواً له * ففي أصله نسبٌ مستعار

____________
1) ديوان الصاحب بن عبّاد : 219 ، مؤسسة القائم عليه السلام ـ قم .
2) ديوان الصاحب : 106 .
3) ديوان الصاحب : 301 .

( 85 )
فلا تعذلوه على فعله * فحيطان دار أبيه قصار (1)
وقال :
حبّ علي بن أبي طالب * هو الذي يهدي إلى الجَنّهْ
والنار تصلى لذوي بغضه * فمالهم من دونها جُنّهْ
والحمدُ لله على أنني * ممّن أوالي وله المِنّهْ (2)
وقال :
حبّ الوصيّ علامةٌ * في الناس من أقوى الشهودِ
فإذا رأيت مُحبّه * فاحكم على كرمٍ وجودِ (3)
12ـ مهيار الديلمي (ت 428 هـ) :
قال في حبِّهم عليهم السلام :
لهف نفسي يا آل طه عليكم * لهفةً كسبها جوىً وخبال
وقليلٌ لكم ضلوعي تهتـ* ـزّ مع الوجد أو دموعي تزالُ
كان هذا كذا وودّي لكم حسـ * ـب ومالي في الدين بعد اتصالُ
وطروسي (4) سودٌ فكيف بي الآ * ن ومنكم بياضها والصِّقالُ

____________
1) ديوان الصاحب : 96 .
2) ديوان الصاحب : 97 .
3) ديوان الصاحب : 96 .
4) الطُروس : جمع طِرس ، وهو الصحيفة أو الكتاب ، والشاعر يريد كتاب أعماله .

( 86 )
حبّكم فَكّ أسري من الشر* ك وفي منكبي له أغلالُ
كم تزمّلت بالمذلّة حتّى * قمتُ في ثوب عزّكم اختالُ (1)
وقال أيضاً :
وفيكم ودادي وديني معا * وإن كان في فارس مولدي
خصمتُ ضلالي بكم فاهتديت * ولولاكم لم أكن أهتدي
وجرّدتموني وقد كنتُ في * يد الشرك كالصارم المغمدِ (2)
13ـ الشيخ العارف محيي الدين بن عربي (ت | 638 هـ) :
قال في حبِّهم عليهم السلام :
فلا تعدل بأهل البيت خلقاً * فأهل البيت هم أهل الشهادهْ
فبغضهم من الاِنسان خسرٌ * حقيقيّ وحُبّهم عبادهْ (3)
14 ـ كمال الدين الشافعي (ت | 652 هـ) :
قال في حبِّهم عليهم السلام وتعداد فضائلهم :
هم العروة الوثقى لمعتصم بها * مناقبهم جاءت بوحيٍ وإنزالِ
وهم أهل بيت المصطفى فودادهم * علىالناس مفروضٌ بحكمٍ واسجالِ(4)

____________
1) الغدير 4 : 236 .
2) الغدير 4 : 242 .
3) نور الاَبصار : 116 . وينابيع المودة 3 : 174 .
4) الغدير 5 : 416 .

( 87 )
وقال :
يا ربِّ بالخمسة أهل العبا * ذوي الهدى والعمل الصالحِ
ومن هم سفن نجاة ومن * والاهمُ ذو متجرٍ رابحِ
فانني أرجو بحبّي لهم * تجاوزاً عن ذنبي الفادحِ
فهم لمن والاهمُ جُنّةٌ * تنجيه من طائره البارحِ (1)
15 ـ صفي الدين الحلي (ت 752 هـ) :
قال في حبِّهم عليهم السلام :
بكم يهتدي يا بني الهدى * وليّ إلى حبِّكم ينتسب
به يكسب الاَجر في بَعثِهِ * ويخلصُ من هول ما يكتسب (2)
وقال :
يا عترة المختار يامن بهم * يفوز عبدٌ يتولاهمُ
أُعرفُ في الحشر بحبّي لكم * إذ يُعرَف الناس بسيماهمُ (3)
وقال :
يا عترة المختار يامن بهم * أرجو نجاتي من عذابٍ أليم
حديث حبّي لكم سائرٌ * وسرّ ودّي في هواكم مقيم

____________
1) الغدير 5 : 417 .
2) ديوان صفي الدين الحلي : 86 .
3) ديوان صفي الدين الحلي : 87 .

( 88 )
قد فزتُ كلّ الفوز إذ لم يزل * صراط ديني بكم مستقيم
فمن أتى الله بعرفانكم * فقد أتى الله بقلب سليم (1)
وقال :
توالَ علياً وأبناءه * تفُز في المعاد وأهواله
إمامٌ له عقد يوم الغدير * بنصّ النبي وأقواله
له في التشهّد بعد الصلاة * مقامٌ يخبر عن حاله
فهل بعد ذكر إله السماء * وذكر النبي سوى آله (2)
16 ـ شمس الدين المالكي (ت | 780 هـ) :
قال في حبّ الحسنين عليهما السلام :
هما قُرّتا عين الرسول وسيّدا * شباب الورى في جنّة وتخلّدِ
وقال هما ريحانتاي أُحبُّ من * أحبّهما، فاصدقهما الحبّ تسعدِ(3)
17 ـ شهاب الدين أحمد بن أحمد الحلواني الشافعي (ت | 1308 هـ) :
له قصيدة يقول فيها :
بنفسي أهل البيت من مثلهم علاً * وهم في عيون المجد نورٌ قد افترّا
ومن ذا يساوي أو يقارب بَضعة * لهم تنتهي العلياء والرتبة الكبرى

____________
1) ديوان صفي الدين الحلي : 87 .
2) ديوان صفي الدين الحلي : 90 .
3) الغدير 6 : 59 .

( 89 )
محبّتهم باب الرضا ورضاهم * يسام بأرواح المحبّين لو يُشرى
بمدحتهم جاء الاَمين فأصبحت * عشوراً تؤدي كلّما قارىء يقرا
لعمري هذا المجد والعز والعلا * وأرقى مراقي الفخر والشرف الاَسرا
فيا أيُّها الساعي ليمحو مجدهم * رويدك لا تستطيع أن تطمس البدرا
ويامن يعاديهم لفرط شقائه * تمتّع قليلاً أنت في سقر الحمرا
ويامن يواليهم ويَحفَظ ودّهم * ويكرم مثواهم هنيئاً لك البشرى
فلابدّ يوم العرض تسمع قائلاً * تفضّل تفضّل فادخل الجنة الخضرا(1)
18 ـ الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي (المولود سنة 1335 هـ) :
قال في اُرجوزته الشهيرة (ملحمة أهل البيت) مشيراً إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « من أحبّ أهل بيتي دخل الجنة» .
أخذ المصطفى النبي بكفّي * حسنٍ والحسين أخذ اصطفاءِ
قال هذان والزكية منّاوهي * بنتي وسيدُ الاَوصياءِ
من أحبّ الجميع منهم ووالى * كلّ فردٍ منهم بخير ولاءِ
نالَ بعد الدخول جنّة عدنٍ * درجاتٍ لخاتم الاَصفياءِ (2)
وقال تحت عنوان (حبّ فاطمة عليها السلام ينفع في مواطن) :
____________
1) مجلة الموسم العدد «13» : 351 ـ 352 .
2) فاطمة الزهراء عليها السلام في ديوان الشعر العربي : 250 ، قسم الدراسات الاِسلامية ، مؤسسة البعثة ـ بيروت .

( 90 )
إنّ حبّ الزهراء ينفع حقاً * أهله في مواطنٍ للبلاءِ
وأقلُّ الاَهوال منها بلاءً * ساعة الموت عند وقت الفناءِ
وعذابُ القبور والحشر منها * وعبور الصراط يوم البقاءِ
وحساب العباد والوزن عدلاً * عند وضع الميزان يوم اللقاءِ
ليس ينجي العباد بالاَمن منها * غير حبّ الزكية الحوراء
فمحبُّ الزهراء يدخل حقاً * في جنان المأوى مع الصلحاءِ (1)
19 ـ السيد محسن الاَمين العاملي (ت | 1371 هـ) :
قال في مودة آل البيت عليهم السلام :
آل النبي هم مصابيح الهدى * تُجلى بنور هداهم الظلماتُ
جبهاتهم بالنور تشرق كلّما * قد أظلمت من غيرهم جبهاتُ
أجر الرسالة ودّهم نزلت له * في الذكر من ربِّ السما الآياتُ
هم عصبةٌ بسوى الصلاة عليهم * من مسلمٍ لا تُقبَل الصلواتُ
يا آل بيت محمد بولائكم * تُمحى الذنوب وتُضاعفُ الخيراتُ
وبغير حُبّكم إذا جمع الورى * يوم الجزا لا تُقبَل الطاعاتُ
حُبّي لكم ذخري وإنّ جوانحي * عمر الزمان عليه مطوياتُ (2)

____________
1) فاطمة الزهراء عليها السلام في ديوان الشعر العربي : 261 ـ 268 .
2) المنتخب من الشعر الحسيني | علي أصغر المدرسي : 49 ، انتشارات عاشوراء ـ قم .