المراجعة 15 25 ذي القعدة سنة 1329


1 ـ لمعان بوارق الحق
2 ـ التماس التفصيل في حجج السنة من رجال الشيعة

1 ـ كان كتابك الاخير محكم التنسيق ، ناصع التعبير ، عذب الموارد ، جم الفوائد ، قريب المنال ، رحيب المجال ، بعيد الامد ، واري الزند ؛ صعدت فيه نظري وصوبته ، فلمعت من مضامينه بوارق نجحك ، ولاحت لي أشراط فوزك .
2 ـ لكنك لما ذكرت احتجاج أهل السنة برجال الشيعة أجملت الكلام ، ولم تفصل القول في ذلك ، وكان الاولى ان تذكر أولئك الرجال بأسمائهم ، وتأتي بنصوص اهل السنة على كل من تشيعهم والاحتجاج بهم ، فهل لك الآن ان تأتي بذلك ، لتتضح أعلام الحق ، وتشرق أنوار اليقين ، والسلام .

س

المراجعة 16 (1) 2 ذي القعدة سنة 1329


مئة من أسناد الشيعة في إسناد السنة
نعم آتيك ـ في هذه العجالة ـ بما أمرت ، مقتصرا على ثلة ممن شدت
____________
(1) جاء‌ت هذه المراجعة طويلة لاقتضاء الحال تطويلها ، فأهل العلم لا
=

( 178 )

اليهم الرحال ، وامتدت نحوهم الاعناق ، على شرط ان لا أكلف بالاستقصاء ( 140 ) فإنه مما يضيق عنه الوسع في هذا الاملاء ، وإليك أسماء‌هم وأسماء آبائهم مرتبة على حروف الهجاء .

أ
1 ـ ابان بن تغلب ـ بن رباح القارئ الكوفي ، ترجمه الذهبي في ميزانه فقال : ـ ابان بن تغلب م عو ـ الكوفي شيعي جلد ، لكنه صدوق ، فلنا صدقه ، وعليه بدعته . ( قال ) : وقد وثقه أحمد بن حنبل ؛ وابن معين ، وأبوحاتم . وأورده ابن عدي وقال : كان غاليا في التشيع . وقال السعدي : زائغ مجاهر . إلى آخر ما حكاه الذهبي عنهم في أحواله (141 ) وعده ممن احتج بهم مسلم ، وأصحاب السنن الاربعة ـ أبوداود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ( 142 ) ـ حيث وضع على . ودونك حديثه في صحيح مسلم ، والسنن
____________
=
يسأمون من طولها لما فيها من الفوائد الجليلة التي هي ضالة كل باحث ومدقق ، أما غيرهم فمتى اوجس الملل فليكتف ببعضها وليقس عليه الباقي ثم ليضرب صفحا إلى المراجعة 17 وما بعدها ، وخوفا من التطويل الممل آثرنا ترك فهرستها المشتمل على الاشارة إلى ما جاء في غضون التراجم من الفوائد والفرائد . ( منه قدس )

( 140 ) فان هناك اضعاف هؤلاء في الصحاح الستة وغيرها يجد ذلك من له احاطة بكتب الفريقين .
( 141 ) ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 5 .
( 142 ) روى عنه في : صحيح مسلم كتاب الايمان باب تحريم الكبر وبيانه ج 1 ص 51 . ونحن انما نخرج على مورد واحد فقط والا فقد يكون هناك عشرات

( 179 )

اسمه رموزهم . ودونك حديثه في صحيح مسلم ، والسنن الاربع عن الحكم والاعمش ، وفضيل بن عمرو ، روى عنه عند مسلم ، سفيان بن عيينة ، وشعبة ، وادريس الاودي . مات رحمه الله سنة احدى وأربعين ومئة .
2 ـ ابراهيم بن يزيد ـ بن عمرو بن الاسود بن عمرو النخعي الكوفي الفقيه ، وأمه مليكة بنت يزيد بن قيس ، كأنوا جميعا كعميهم : علقمة ، وأبي ، ابني قيس : من اثبات المسلمين ، واسناد اسانيدهم الصحيحة ، احتج بهم اصحاب الصحاح الستة وغيرهم ، مع الاعتقاد بأنهم شيعة .
أما ابراهيم بن يزيد صاحب العنوان فقد عده ابن قتيبة في معارفه ( 143 ) (1) من رجال الشيعة ، وأرسل ذلك ارسال المسلمات . ودونك
____________
(1) ص 206 ، حيث ذكر رجل الشيعة في المعارف . ( منه قدس )
=
الموارد ، سنن ابي داود ج 4 ص 34 ح 3987 ، سنن النسائي كتاب مناسك الحج باب كيفية التلبية ج 5 ص 161 .
وقد روى عن الامام علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبدالله عليهم السلام ، وكانت له عندهم حظوة وقدم ، قال له الاسلام أبو جعفر ( ع ) : اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس فإني أحب ان ارى في شيعتي مثلك ، حياة الإمام محمد الباقر ج2 ص 192 ورجال النجاشي ص 7 والفهرست للطوسي ص 41 ط2 .
( 143 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 ، ميزان الاعتدال ج 1 ص 74 .
روى عنه في : صحيح البخاري كتاب البيوع باب شراء الامام الحوائج بنفسه ج 3 ص 14 ، صحيح مسلم كتاب الايمان باب تحريم الكبر ج 1 ص 51 ، سنن
=

( 180 )

حديثه في كل من صحيحي البخاري ومسلم عن عم امه علقمة ابن قيس ، وعن كل من همام بن الحارث ، وابي عبيدة بن عبدالله بن مسعود ، وعن عبيدة ، والاسود بن يزيد ـ وهو خاله ـ وحديثه في صحيح مسلم عن خاله عبدالرحمن بن يزيد ، وعن سهم بن منجاب ، وأبي معمر ، وعبيد بن نضلة ، وعابس . وروى عنه في الصحيحين منصور ، والاعمش ، وزبيد ، والحكم ، وابن عون . روى عنه في صحيح مسلم ، فضيل بن عمرو ، ومغيرة ، وزياد بن كليب ، وواصل ، والحسن بن عبيدالله وحماد بن ابي سليمان ، وسماك .
ولد ابراهيم سنة خمسين ، ومات سنة ست أو خمس وتسعين ، بعد موت الحجاج باربعة اشهر .
3 ـ أحمد بن المفضل ـ بن الكوفي الحفري أخذ عنه ابوزرعة ، وأبوحاتم ، واحتجا به ، وهما يعلمان مكانه في الشيعة ، وقد صرح ابو حاتم بذلك حيث قال ـ كما في ترجمة أحمد من الميزان ـ : كان أحمد بن المفضل من رؤساء الشيعة صدوقا . وقد ذكره الذهبي في ميزانه ( 144 ) ووضع على اسمه رمز أبي داود ، والنسائي إشارة إلى احتجاجهما به ، ودونك حديثه في صحيحيهما ( 145 ) عن الثوري . وله عن اسباط بن نصر واسرائيل .
=
ابي داود ج 4 ص 254 ح 4804 ، سنن النسائي كتاب النكاح باب الحث على النكاح ج 6 ص 56 ، صحيح الترمذي ج 1 ص 104 ح 155 ، سنن ابن ماجة ج 2 ص 1397 ح 4173 ط مصر بتحقيق محمد فؤاد عبدالباقي .
( 144 ) ميزان الاعتدال ج 1 ص 157 .
( 145 ) روى عنه في : سنن ابي داود ج 3 ص 59 ح 2683 .

( 181 )

4 ـ اسماعيل بن ابان ـ الازدي الكوفي الوراق ، شيخ البخاري في صحيحه ، ذكره الذهبي في الميزان ( 146 ) بما يدل على احتجاج البخاري والترمذي به في صحيحيهما ( 147 ) وذكر أن يحيى واحمد أخذا عنه ، وان البخاري قال : صدوق ، وان غيره قال : كان يتشيع ، وانه توفي سنة 286 لكن القيسراني ذكر ان وفاته كانت سنة ست عشرة ومئتين ، وروى عنه البخاري بلا واسطة في غير موضع من صحيحه ، كما نص عليه القيسراني وغيره .
5 ـ اسماعيل بن خليفة ـ الملائي الكوفي ، وكنيته ابواسرائيل وبها يعرف ، ذكره الذهبي في باب الكنى من ميزانه ( 148 ) فقال : كان شيعيا بغيضا من الغلاة الذين يكفرون عثمان ، ونقل عنه من ذلك شيئا كثيرا لا يلزمنا ذكره ، ومع هذا فقد اخرج عنه الترمذي في صحيحه وغير واحد من أرباب السنن ( 149 ) . وحسن أبوحاتم حديثه . وقال أبوزرعة : صدوق ، في رأيه غلو . وقال أحمد : يكتب حديثه . وقال ابن معين مرة : هو ثقة . وقال الفلاس : ليس هو من اهل الكذب ، ودونك حديثه في صحيح الترمذي وغيره ، عن الحكم بن عتيبة ، وعطية العوفي ، روى عنه
( 146 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 212 .
( 147 ) روى عنه في : التأريخ الكبير للبخاري ج 1 ق 1 ص 347 ط حيدر اباد .
( 148 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 226 ، المعارف لابن قتيبة ص 624 .
( 149 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ، سنن ابي داود .

( 182 )

اسماعيل بن عمرو البجلي ، وجماعة من اعلام تلك الطبقة ، وقد عده بن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه ـ المعارف ـ .
6 ـ اسماعيل بن زكريا ـ الاسدي الخلقاني الكوفي . ترجمه الذهبي في ميزانه ( 150 ) فقال : ـ اسماعيل بن زكريا ( ع ) ـ الخلقاني الكوفي صدوق شيعي ، وعده ممن احتج بهم اصحاب الصحاح الستة ( 151 ) حيث وضع على اسمه الرمز إلى اجتماعهم على ذلك . ودونك حديثه في صحيح البخاري عن محمد بن سوقة ، وعبيدالله بن عمر ، وحديثه في صحيح مسلم عن سهيل ، ومالك بن مغول ، وغير واحد ، اما حديثه عن عاصم الاحول فموجود في الصحيحين جميعا ، روى عنه محمد بن الصباح ، وابوالربيع ، عندهما ، ومحمد بن بكار ، عند مسلم . مات سنة اربع وسبعين ومئة ببغداد ، وامره في التشيع ظاهر معروف حتى نسبوا اليه القول : بان الذي نادى عبده من جانب الطور إنما هو علي بن أبي طالب ، وانه كان يقول : الاول والآخر والظاهر والباطن علي بن أبي طالب ، وهذا من ارجاف المرجفين بالرجل لكونه من شيعة علي ، والمقدمين له على من سواه . قال الذهبي في ترجمته من الميزان بعد نقل هذه الأباطيل عنه : لم يصح عن الخلقاني هذا الكلام فانه من كلام الزنادقة . اهـ .
( 150 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 228 .
( 151 ) روى عنه في : صحيح البخاري كتاب الادب باب ما يكره من التمادح ج 7 ص 87 ، صحيح مسلم كتاب الطهارة باب حكم ولوغ الكلب ج 1 ص 132 ، سنن ابي داود ج 3 ص 6 ح 2489 .

( 183 )

7 ـ اسماعيل بن عباد ـ بن العباس الطالقاني أبوالقاسم ، المعروف بالصاحب ابن عباد . ذكره الذهبي في ميزانه (1) ( 152 ) فوضع على اسمه دت رمزا إلى احتجاج ابي داود والترمذي به في صحيحيهما ثم وصفه : بأنه أديب بارع شيعي . قلت : تشيعه مما لا يرتاب فيه أحد ، وبذلك نال هو وأبوه ما نالا من الجلالة والعظمة في الدولة البويهية ، وهو أول من لقب بالصاحب من الوزراء ، لانه صحب مؤيد الدولة بن بويه منذ الصبا فسماه الصاحب ، واستمر عليه هذا اللقب حتى اشتهر به ، ثم أطلق على كل من ولي الوزارة بعده ، وكان أولا وزير مؤيد الدولة أبي منصور ابن ركن الدولة ابن بويه ، فلما توفي مؤيد الدولة وذلك في شعبان سنة 373 بجرجان ، استولى على مملكته أخوه ابو الحسن علي المعروف بفخر الدولة فأقر الصاحب على وزارته ، وكان معظما عنده ، نافذ الامر لديه ، كما كان أبوه عباد بن العباس وزيرا معظما عند أبيه ركن الدولة ، نافذ الامر لديه ، ولما توفي الصاحب ـ وذلك ليلة الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة خمس وثمانين وثلاث مئة بالري عن تسع وخمسين سنة ـ أغلقت له مدينة الري ، واجتمع الناس على باب قصره ينتظرون خروج جنازته ، وحضر فخر الدولة ومعه الوزراء والقواد ، وغيروا لباسهم ، فلما خرج نعشه صاح الناس بأجمعهم صيحة واحدة ، وقبلوا الارض تعظيما للنعش ، ومشى فخر الدولة في تشييع الجنازة كسائر الناس ، وقعد
____________
(1) خالف الذهبي طريقته في الميزان عند ذكره لاسماعيل بن عباد حيث ذكره بين اسماعيل ابن ابان الغنوي واسماعيل بن ابان الازدي ، وقد اهتضمه فلم يوفه شيئا من حقوقه . ( منه قدس )
( 152 ) ترجمه في : ميزان الاعتدال الذهبي ج 1 ص 212 برقم 826 .
( 184 )

للعزاء أياما ورثته الشعراء ، وأبنته العلماء ، وأثنى عليه كل من تأخر عنه ، قال أبوبكر الخوارزمي : نشأ ـ الصاحب بن عباد ـ من الوزارة في حجرها ، ودب ودرج من وكرها ، ورضع أفاويق درها ، وورثها عن آبائه . كما قال ابو سعيد الرستمي في حقه :

ورث الوزارة كابرا عن كابر * مـوصولة الاسناد بالاسناد
يروي عن العباس عباد وزا * رتـه واسماعيل عـن عباد

وقال لصاحب في ترجمة الصاحب من يتيمته : ليست تحضرني عبارة أرضاها للافصاح عن علو محله في العلم والادب ، وجلالة شأنه في الجود والكرم ، وتفرده بالغايات في المحاسن ، وجمعه أشتات المفاخر ، لان همة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه ، وجهد وصفي يقصر عن أيسر فواضله ومساعيه . ثم استرسل في بيان محاسنه وخصائصه ( 153 ) . وللصاحب مؤلفات جليلة منها كتاب المحيط في اللغة في سبع مجلدات رتبه على حروف المعجم ، وكان ذا مكتبة لا نظير لها . كتب اليه نوح ابن منصور أحد ملوك بني سامان يستدعيه ليفوض اليه وزارته وتدبير أمر مملكته ، فاعتذر اليه : بأنه يحتاج لنقل كتبه خاصة إلى أربع مئة جمل ، فما الظن بغيرها ، وفي هذا القدر من أخباره كفاية .
8 ـ اسماعيل بن عبدالرحمن ـ بن أبي كريمة الكوفي المفسر
( 153 ) يتيمة الدهر للثعالبي ج 3 ص 169 ـ 260 ط الصاوي بمصر ، الصاحب بن عباد للشيخ محمد حسن الياسين .
( 185 )

المشهور المعروف بالسدي . قال الذهبي في ترجمته من الميزان : ( 154 ) رمي بالتشيع ، ثم روي عن حسين بن واقد المروزي : انه سمعه يشتم أبا بكر وعمر . ومع ذلك فقد أخذ عنه الثوري وابوبكر بن عياش ، وخلق من تلك الطبقة . واحتج به مسلم واصحاب السنن الاربعة ( 155 ) ووثقه أحمد . وقال ابن عدي : صدوق . وقال يحيى القطان : لا بأس به . وقال يحيى ابن سعيد : ما رأيت احدا يذكر السدي الا بخير « قال » وما تركه أحد . ومر ابراهيم النخعي بالسدي وهو يفسر القرآن فقال : أما انه يفسر تفسير القوم . وإذا راجعت احوال السدي في ميزان الاعتدال تجد تفصيل ما اجملناه . ودونك حديث السدي في صحيح مسلم عن انس بن مالك ، وسعد بن عبيدة ، ويحيى بن عباد . روى عنه عند مسلم ، وأرباب السنن الاربعة ، أبوعوانة ، والثوري ، والحسن بن صالح ، وزائدة ، واسرائيل ، فهو شيخ هؤلاء الاعلام ، مات سنة سبع وعشرين ومئة .
9 ـ اسماعيل بن موسى ـ الفزاري الكوفي . قال ابن عدي ـ كما في ميزان الذهبي ـ : أنكروا منه غلوا في التشيع . وقال عبدان ـ كما في الميزان ايضا ـ : أنكر علينا هناد ، وابن ابي شيبة ، ذهابنا اليه . وقال : أيش عملتم عند ذاك الفاسق الذي يشتم السلف ! ؟ ومع هذا فقد اخذ عنه
( 154 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 236 .
( 155 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ج 5 ص 300 ح 3805 ، سنن ابي داود ج 3 ص 146 ح 2981 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 88 ح 241 ، سنن النسائي كتاب الزكاة باب من يسأل الله ج 5 ص 83 .
وكان من اصحاب الإمام الباقر ـ عليه السلام .

( 186 )

ابن خزيمة ، وأبوعروبة خلائق ، كان شيخهم من تلك الطبقة ، كأبي داود ، والترمذي ، إذ اخذا عنه واحتجا به ، في صحيحيهما ، وقد ذكره ابو حاتم فقال : صدوق . وقال النسائي : ليس به بأس . كل ذلك موجود في ترجمته من ميزان الذهبي ( 156 ) .
ودونك حديثه في صحيح الترمذي ، وسنن ابي داود ( 157 ) عن مالك ، وشريك ، وعمر بن شاكر صاحب انس . مات سنة خمس وأربعين ومئتين ، وهو ابن بنت السدي ، وربما كان ينكر ذلك ، والله أعلم .

ت
10 ـ تليد بن سليمان ـ الكوفي الاعرج ، ذكره ابن معين فقال : كان يشتم عثمان ، فسمعه بعض أولاد موالي عثمان فرماه فكسر رجليه . وذكره ابو داود فقال : رافضي يشتم أبا بكر وعمر . ومع ذلك كله فقد أخذ عنه أحمد ، وابن نمير ، واحتجا به وهما يعلمانه شيعيا قال احمد : تليد شيعي لم نر به بأسا . وذكره الذهبي في ميزانه ( 158 ) ، فنقل من أقوال العلماء فيه ما قد ذكرناه ، ووضع على اسمه رمز الترمذي ، اشارة إلى أنه من رجال أسانيده . ودونك حديثه في صحيح الترمذي ( 159 ) عن عطاء ابن السائب ، وعبدالملك بن عمير .
( 156 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 251 .
( 157 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ج 5 ص 299 ح 3802 ، سنن ابي داود ج 4 ص 165 ح 4486 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 13 ح 31 .
( 158 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 358 .
( 159 ) روى عنه في : صحيح الترمذي .

( 187 )

ث
11 ـ ثابت بن دينار ـ المعروف بأبي حمزة الثمالي حاله في التشيع كالشمس . وقد ذكره في الميزان ( 160 ) فنقل ان عثمان ذكر مرة في مجلس ابي حمزة فقال : من عثمان ؟ ! استخفافا به ، ثم نقل ان السليماني عد ابا حمزة في قوم من الرافضة ، وقد وضع الذهبي رمز الترمذي على اسم ابي حمزة ، إشارة إلى أنه من رجال سنده ، وأخذ عنه وكيع ، وابو نعيم ، واحتجا به . ودونك حديثه في صحيح الترمذي ( 161 ) عن انس ، والشعبي ، وله عن غيرهما من تلك الطبقة . مات رحمه الله سنة مئة وخمسين .
12 ـ ثوبر بن أبي فاخنة ـ أبوالجهم الكوفي ، مولى أم هاني بنت ابي طالب .
ذكره الذهبي في ميزانه ( 162 ) فنقل القول : بكونه رافضيا عن يونس بن ابي اسحاق ، ومع ذلك فقد أخذ عنه سفيان ، وشعبة ، وأخرج
( 160 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 363 .
( 161 ) روى عنه في : صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب صفة النبي ج 4 ص 167 ، سنن ابي داود ج 4 ص 237 ح 4746 .
وكان من اصحاب الإمام علي بن الحسين والإمام الباقر والصادق عليهم السلام وروى عنهم وقال النجاشي في حقه : وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث وروي عن أبي عبدالله ( ع ) أنه قال : أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه . كان مستجاب الدعوة . وقد استشهد أولاد مع زيد الشهيد ( حياة الإمام الباقر ج 2 ص 221 ) .
( 162 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 375 .

( 188 )

له الترمذي في صحيحه ( 163 ) عن ابن عمر ، وزيد بن أرقم . وكان في عصر الامام الباقر متمسكا بولايته معروفا بذلك ، وله مع عمرو بن ذر القاضي ، وابن قيس الماصر ، والصلت بن بهرام نادرة تشهد بهذا ( 164 ) .

ج
13 ـ جابر بن يزيد ـ بن الحارث الجعفي الكوفي . ترجمه الذهبي في ميزانه ( 165 ) فذكر انه أحد علماء الشيعة . ونقل عن سفيان القول بأنه سمع جابرا يقول : انتقل العلم الذي كان في النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي ، ثم انتقل من علي إلى الحسن ، ثم لم يزل حتى بلغ جعفرا ( الصادق ) وكان في عصره ( ع ) . وأخرج مسلم في أوائل صحيحه عن الجراح . قال سمعت جابرا يقول : عندي سبعون الف حديث عن ابي جعفر « الباقر » عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كلها ( 166 ) . وأخرج عن زهير ؛ قال سمعت جابرا يقول : ان عندي لخمسين الف حديث ، ما حدثت منها بشيء ـ قال ثم حدث يوما بحديث فقال : هذا من
( 163 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ج 4 ص 93 ح 2677 .
وكان من اصحاب الإمام علي بن الحسين والإمام الباقر ( ع ) .
( 164 ) تراجع القصة في : حياة الإمام محمد الباقر عليه السلام للقرشي ج2 ص 223 ، ومعجم رجال الحديث ج3 ص410 .
( 165 ) الميزان للذهبي ج1 ص379 ، الملل والنحل للشهرستاني بهامش الفصل ج2 ص27 ط بيروت .
( 166 ) صحيح مسلم ج1 ص12

( 189 )

الخمسين الفا ( 167 ) وكان جابر اذا حدث عن الباقر يقول ـ كما في ترجمته من ميزان الذهبي ـ : حدثني وصي الاوصياء . وقال ابن عدي ـ كما في ترجمة جابر من الميزان ـ : عامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة ، وأخرج الذهبي ـ في ترجمته من الميزان ـ بالاسناد إلى زائدة قال : جابر الجعفي رافضي يشتم ، قلت : ومع ذلك فقد احتج به النسائي ، وابو داود ( 168 ) فراجع حديثه في سجود السهو من صحيحيهما ، وأخذ عنه شعبة ، وأبو عوانة ، وعدة من طبقتهما ، ووضع الذهبي علي اسمه ـ حيث ذكره في الميزان ـ رمزي ابي داود والترمذي إشارة إلى كونه من رجال أسانيدهما ، ونقل عن سفيان القول : بكون جابر الجعفي ورعا في الحديث ، وانه قال : ما رأيت أورع منه ، وان شعبة قال : جابر صدوق . وانه قال أيضا كان جابر اذا قال أنبأنا ، وحدثنا ، وسمعت ، فهو من أوثق الناس ، وان وكيعا قال : ما شككتم في شئ فلا تشكوا أن جابر الجعفي ثقة ، وان ابن عبدالحكم سمع الشافعي يقول : قال سفيان الثوري لشعبة : لئن تكلمت في جابر الجعفي لاتكلمن فيك . مات جابر سنة ثمان او سبع وعشرين ومئة ، رحمه الله تعالى ( 169 ) .
( 167 ) نفس المصدر .
( 168 ) روى عنه في صحيح الترمذي ج 5 ص 346 ح 3918 ، صحيح مسلم ج 1 ص 12 ، سنن ابي داود ج 1 ص 272 ح 1036 .
وكان من اصحاب الإمام الباقر والصادق عليهما السلام .
( 169 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 379 ـ 384 . وراجع إيضاً : حياة الإمام محمد الباقر عليه السلام ج2 ص228 وتهذيب التهذيب ج2 ص47 ومعجم رجال الحديث ج4 ص18 .

( 190 )

14 ـ جرير بن عبدالحميد ـ الضبي الكوفي ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه ـ المعارف ـ وأورده الذهبي في الميزان ( 170 ) فوضع عليه الرمز إلى اجتماع أهل الصحاح على الاحتجاج به ، وأثنى عليه فقال : عالم اهل الري صدوق ، يحتج به في الكتب ، نقل الاجماع على وثاقته . ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم ( 171 ) عن الاعمش ، ومغيرة ، ومنصور ، واسماعيل بن ابي خالد ، وابي اسحاق الشيباني ، روى عنه في الصحيحين قتيبة ابن سعيد ، ويحيى بن يحيى ، وعثمان بن ابي شيبة . مات رحمه الله تعالى بالري سنة سبع وثمانين ومئة عن سبع وسبعين سنة .
15 ـ جعفر بن زياد ـ الاحمر الكوفي ذكره ابوداود فقال : صدوق شيعي . وقال الجوزجاني : مائل عن الطريق ـ أي لتشيعه مائل عن طريق الجوزجاني إلى طريق اهل البيت ـ وقال ابن عدي : صالح شيعي . وقال حفيده الحسين بن علي بن جعفر بن زياد : كان جدي جعفر من رؤساء الشيعة بخراسان ، فكتب فيه ابو جعفر الدوانيقي ـ فأشخص اليه في ساجور (1) مع جماعة من الشيعة فحبسهم في المطبق دهرا . أخذ عنه ابن
____________
(1) الساجور في الاصل : قلادة تجعل في عنق الكلب ، والمراد هنا انه اشخص وهو يجر بحبل في عنقه . ( من قدس )
( 170 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 ، الميزان للذهبي ج 1 ص 394 .
( 171 ) روى عنه في : صحيح البخاري كتاب العلم باب من جعل لاهل العلم أياما معلمة ج 1 ص 25 ، صحيح مسلم كتاب الجهاد باب صلح الحديبية ج 2 ص 100 ، سنن أبي داود ج 3 ص 321 ، صحيح الترمذي ج 4 ص 234 ح 3043 ، سنن النسائي كتاب السهو باب التنحنح في الصلاة ج 3 ص 12

( 191 )

عيينة ، ووكيع وابوغسان المهدي ، ويحيى بن بشر الحريري ، وابن مهدي ، فهو شيخهم . وقد وثقه ابن معين وغيره ، وقال أحمد : صالح الحديث . وذكره الذهبي في الميزان ( 172 ) ونقل من أحواله ما قد سمعت ، ووضع على اسمه رمز الترمذي ، والنسائي ، إشارة إلى احتجاجهما به . ودونك حديثه في صحيحيهما ( 173 ) عن بيان بن بشر ، وعطاء بن السائب . وله عن جماعة آخرين من تلك الطبقة . مات رحمه الله سنة سبع وستين ومئة .
16 ـ جعفر بن سليمان ـ الضبعي البصري أبوسليمان ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه (1) ، وذكره ابن سعد فنص على تشيعه ووثاقته ( 174 ) ونسبه أحمد بن المقدام إلى الرفض ، وذكره ابن عدي فقال : هو شيعي أرجو أنه لا بأس به ، وأحاديثه ليست بالمنكرة ، وهو عندي ممن يحمد أن يقبل حديثه . وقال أبوطالب سمعت أحمد يقول : لا بأس بجعفر بن سليمان الضبعي ، فقيل لاحمد : ان سليمان بن حرب يقول : لا يكتب حديثه ، فقال : لم يكن ينهى عنه ، وانما كان جعفر يتشيع ، فيحدث بأحاديث في علي . . . الخ وقال ابن معين : سمعت من عبد الرزاق كلاما استدللت به على ما قيل عنه من المذهب ، فقلت له : ان أساتذتك كلهم أصحاب
____________
(1) راجع من المعارف ص 206 . ( من قدس )
( 172 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 407 .
( 173 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ج 5 ص 323 ح 3860 .
( 174 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 ، الطبقات الكبرى ج 7 ص 288

( 192 )

سنة ، معمر ، وابن جريح ، والاوزاعي ، ومالك وسفيان ، فعمن أخذت هذا المذهب ؟ فقال : قدم علينا جعفر ابن سليمان الضبعي ، فرأيته فاضلا حسن الهدي ، فأخذت عنه هذا المذهب ـ مذهب التشيع ـ قلت : لكن محمد بن أبي بكر المقدمي كان يرى العكس ، فيصرح بأن جعفرا إنما أخذ الرفض عن عبدالرزاق ، ولذا كان يدعو عليه فيقول : فقدت عبدالرزاق ما أفسد بالتشيع جعفرا غيره . واخرج العقيلي بالاسناد إلى سهل بن أبي خدوثة ، قال : قلت لجعفر بن سليمان : بلغني أنك تشتم أبا بكر وعمر . فقال : أما الشتم فلا ، ولكن البغض ما شئت ؛ واخرج ابن حبان في الثقات بسنده إلى جرير بن يزيد بن هارون ، قال : بعثني أبي إلى جعفر الضبعي فقلت له : بلغني انك تسب أبا بكر وعمر . قال : أما السب فلا ، ولكن البغض ما شئت ، فإذا هو رافضي . . . الخ . وترجم الذهبي جعفرا في الميزان فذكر من أحواله كلما سمعت ، ونص على انه كان من العلماء الزهاد على تشيعه ( 175 ) وقد احتج به مسلم في صحيحه ( 176 ) وأخرج عنه أحاديث قد انفرد بها ، كما نص عليه الذهبي ، وأشار إليها في ترجمة جعفر . ودونك حديثه في الصحيح عن ثابت البناني ، والجعد بن عثمان ، وأبي عمران الجوني ، ويزيد بن الرشك ، وسعيد الجريري ، روى عنه قطن بن نسير ، ويحيى بن يحيى ،
( 175 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 408 ـ 411 .
( 176 ) روى عنه في : صحيح مسلم كتاب الصلاة باب أمر الأئمة . بتخفيف الصلاة ج 1 ص 196 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 296 ح 3796 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 108 ح 295 ، سنن النسائي كتاب الصلاة باب نوع آخر بين افتتاح الصلاة ج 2 ص 132 .

( 193 )

وقتيبة ، ومحمد بن عبيد بن حساب ، وابن مهدي ، ومسدد . وهو الذي حدث عن يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين ، قال : « بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سرية استعمل عليهم عليا . . . الحديث ، وفيه ـ : ما تريدون من علي ، علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي » ( 177 ) أخرجه النسائي في صحيحه ، ونقله ابن عدي عن صحيح النسائي ، نص الذهبي على ذلك في أحوال جعفر من الميزان . مات في رجب سنة ثمان وسبعين ومئة ، رحمه الله تعالى .
17 ـ جميع بن عميرة ـ بن ثعلبة الكوفي التيمي ، تيم الله . ذكره أبوحاتم ـ كما في آخر ترجمته من الميزان ـ ( 178 ) فقال : كوفي صالح الحديث ، من عتق الشيعة . وذكره ابن حبان فقال ـ كما في الميزان أيضاً ـ : رافضي . قلت : أخذ عنه العلاء بن صالح ، وصدقة بن المثنى ، وحكيم بن جبير ، فهو شيخهم . وله في السنن ثلاثة أحاديث ، وحسن الترمذي له ( 179 ) . نص على ذلك الذهبي في الميزان، وهو من التابعين ، سمع ابن عمر ، وعائشة ، ومما رواه عن ابن عمر : أنه سمع رسول الله يقول لعلي :
( 177 ) قوله ( ص ) : « علي ولي كل مؤمن بعدي » راجع : صحيح الترمذي ج 5 ص 296 ح 3796 ط دار الفكر ، ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي ص 97 ط الحيدرية وص 38 ط بيروت . راجع بقية مصادر الحديث تحت رقم ( 518 ) .
( 178 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 421 .
( 179 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ج 5 ص 300 ح 3804 .

( 194)

« أنت أخي في الدنيا والآخرة » ( 180 ) .
18ـ الحارث بن حصيرة ـ أبوالنعمان الازدي الكوفي . ذكره أبوحاتم الرازي . فقال : هو من الشيعة العتق . وذكره أبوأحمد الزبيري ، فقال : كان يؤمن بالرجعة . وذكره ابن عدي، فقال : يكتب حديث على ما رأيته من ضعفه ، وهو من المحترقين بالكوفة في التشيع . وقال ذنيج : سألت جريرا أرأيت الحارث بن حصيرة ؟ قال : نعم رأيته شيخا كبيرا ، طويل السكوت ، يصر على أمر عظيم . وذكره يحيى بن معين، فقال : ثقة خشبي ، ووثقه النسائي أيضا ، وحمل عنه الثوري ، ومالك بن مغول ، وعبدالله بن نمير ، وطائفة من طبقتهم ، كان شيخهم ومحل ثقتهم . وترجمه الذهبي في ميزانه ( 181 ) ، فذكر كل ما نقلناه من شؤونه . ودونك حديثه في السنن ( 182 ) عن زيد بن وهب ، وعكرمة ، وطائفة من طبقتهما ، أخرج النسائي من طريق عباد بن يعقوب الرواجني ، عن عبدالله بن عبدالملك المسعودي ، عن الحارث بن حصيرة ، عن زيد بن وهب ، قال سمعت عليا يقول : « أنا عبدالله وأخو رسوله ، لا يقولها بعدي إلا كذاب » ( 183 ) وروى الحارث بن حصيرة ، عن
( 180 ) قوله ( ص ) لعلي ( ع ) : « أنت أخي في الدنيا والآخرة » سوف يأتي الحديث مع مصادره تحت رقم ( 490 ) فراجع .
( 181 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 432 .
( 182 ) روى عنه في : سنن النسائي .
( 183 ) قول أمير المؤمنين ( ع ) : « أنا عبدالله واخو رسوله لا يقولها بعدي الا كذاب » سوف يأتي الحديث مع مصادره تحت رقم ( 502 ) فراجع .

( 195 )

أبي داود السبيعي ، عن عمران بن حصين ، قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي إلى جنبه ، إذ قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض ) ، فارتعد علي ، فضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده على كتفه ، وقال : « ولا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق( 184 ) إلى يوم القيامة » أخرجه المحدثون كمحمد بن كثير ، وغيره عن الحارث بن حصيرة ، ونقله الذهبي في ترجمة نفيع بن الحارث بهذا الاسناد ، وحين أتى في أثناء السند على ذكر الحارث بن حصيرة ، قال : صدوق لكنه رافضي ( 185 ) .
19 ـ الحارث بن عبدالله ـ الهمداني ، صاحب أمير المؤمنين وخاصته ، كان من أفضل التابعين، وأمره في التشيع غني عن البيان ، وهو أول من عدهم ابن قتيبة في معارفه ، من رجال الشيعة ، وقد ذكره الذهبي في ميزانه ( 186 ) : فاعترف بأنه من كبار علماء التابعين ، ثم نقل عن ابن
( 184 ) قول الرسول ( ص ) لعلي ( ع ) : « لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق » يوجد في : صحيح الترمذي ج 5 ص 306 ح 3819 ، سنن النسائي الشافعي ج 8 ص 116 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 47 ط اسلامبول وص 52 ط الحيدرية وج 1 ص 45 ط العرفان صيدا ، مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 133 ، ذخائر العقبى للطبري ص 91 ، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص 28 . وسوف تأتي بقية مصادره تحت رقم ( 884 ) فراجع .
( 185 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 432 .
( 186 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 ، الميزان للذهبي ج 1 ص 435 ، الملل والنحل للشهرستاني بهامش الفصل ج 2 ص 27 ط بيروت .

( 196 )

حبان القول : بكونه غاليا في التشيع ، ثم أورد من تحامل القوم عليه ـ بسبب ذلك ـ شيئا كثيرا، ومع هذا فقد نقل اقرارهم بأنه كان من أفقه الناس ، وافرض الناس ، وأحسب الناس ، لعلم الفرائض ، واعترف بأن حديث الحارث موجود في السنن الاربعة ( 187 ) وصرح بأن النسائي مع تعنته في الرجال قد احتج بالحارث ، وقوى أمره ، وان الجمهور مع توهينهم أمره يروون حديثه في الابوب كلها ، وان الشعبي كان يكذبه ، ثم يروي عنه . قال في الميزان : والظاهر انه يكذبه في لهجته وحكاياته ، وأما في الحديث النبوي فلا . قال في الميزان : وكان الحارث من أوعية العلم ، ثم روى في الميزان ـ عن محمد بن سيرين أنه قال : كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم أدركت منهم أربعة ، وفاتني الحارث فلم أره ، وكان يفضل عليهم وكان أحسنهم ( قال ) : ويختلف في هؤلاء الثلاثة أيهم أفضل ، علقمة ومسروق وعبيدة ، أ هـ . قلت : وقد سلط الله على الشعبي من الثقات الاثبات من كذبه واستخف به جزاء‌ا وفاقا ، كما نبه على ذلك ابن عبدالبر في كتابه ـ جامع بيان العلم ـ حيث أورد كلمة إبراهيم النخعي الصريحة في تكذيب الشعبي ، ثم قال (1) ما هذا لفظه : وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني : حدثني الحارث وكان أحد الكذابين ـ قال ابن عبدالبر ـ ولم يبن من الحارث كذب ، وإنما نقم عليه افراطه في حب علي ، وتفضيله له على غيره
____________
(1) كما في ص 196 من مختصر كتاب جامع بيان العلم وفضله لشيخنا العلامة احمد بن عمر المحمصاني البيروتي المعاصر . ( منه قدس ) .
( 187 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ج 4 ص 338 ح 5083 .
( 197 )

( قال ) ومن هاهنا كذبه الشعبي ، لان الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر ، وإلى انه أول من أسلم ، وتفضيل عمر . اهـ . قلت : وان ممن تحامل على الحارث محمد بن سعد ، حيث ترجمه في الجزء 6 من طبقاته ( 188 ) فقال : « إن له قول سوء » وبخسه حقه ؛ كما جرت عادته مع رجال الشيعة ، إذ لم ينصفهم في علم ، ولا في عمل ، والقول السيء الذي نقله ابن سعد عن الحارث : إنما هو الولاء لآل محمد ، والاستبصار بشأنهم ، كما أشار إليه ابن عبدالبر فيما نقلناه من كلامه . كانت وفاة الحارث سنة خمس وستين ، رحمه الله تعالى .
20 ـ حبيب بن أبي ثابت ـ الاسدي الكاهلي الكوفي التابعي ، عده في رجال الشيعة كل من ابن قتيبة في معارفه ، والشهرستاني في كتاب ـ الملل والنحل ـ وذكره الذهبي في ميزانه ( 189 ) ، ووضع على اسمه رمز الصحاح الستة ( 190 ) إشارة إلى احتجاجها به ، وقال : قد احتج به كل من أفراد الصحاح بلا تردد ( قال ) : ووثقه
( 188 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 168 .
( 189 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 ، الملل والنحل للشهرستاني بهامش الفصل ج 2 ص 27 ، الميزان للذهبي ج 1 ص 451 .
( 190 ) روى عنه في : صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب من انتسب إلى ابائه ج 4 ص 161 ، صحيح مسلم كتاب الجهاد باب صلح الحديبية ج 2 ص 99 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 328 ح 3876 ، سنن ابي داود ج 3 ص 17 ح 2529 ، سنن النسائي كتاب الغسل والتيمم باب الوضوء من المذي ج 1 ص 214 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 52 ح 148 .

( 198 )

يحيى بن معين . وجماعة . قلت : وإنما تكلم فيه الدولابي ، وعده من المضعفين ، لمجرد تشيعه وقد أدهشني ابن عون حيث لم يجد وجها للطعن في حبيب ونفسه تأبى إلا انتقاصه ، فكان يعبر عنه بالاعور ، ولا نقص بعور العين ، وإنما النقص بالفحشاء والكلمة العوراء ، ودونك حديث حبيب في صحيحي البخاري ومسلم عن سعيد بن جبير ، وأبي وائل . أما حديثه عن زيد بن وهب ، ففي صحيح البخاري فقط . وله في صحيح مسلم عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس وعن طاووس ، والضحاك المشرقي ، وأبي العباس بن الشاعر . وأبي المنهال عبدالرحمن ، وعطاء بن يسار وابراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، ومجاهد . روى عنه في الصحيحين مسعر ، والثوري ، وشعبة . وروى عنه في صحيح مسلم ، سليمان الاعمش ، وحصين ، وعبدالعزيز ابن سياه وأبواسحاق الشيباني . مات رحمه الله تعالى سنة تسع عشرة ومئة .
21 ـ الحسن بن حي ـ واسم حي صالح بن صالح الهمداني ، أخو علي بن صالح وكلاهما من أعلام الشيعة ، ولدا توأما ، وكان علي تقدمه بساعه ، فلم يسمع أحد أخاه الحسن يسميه باسمه قط ، وإنما كان يكنيه بقول : قال أبومحمد ، نقل ذلك ابن سعد في أحوال علي من الجزء 6 من طبقاته . وذكرهما الذهبي في ميزانه فقال في احوال الحسن : كان أحد الاعلام ، وفيه بدعة تشيع ، وكان يترك الجمعة ، ويرى الخروج على الولاة الظلمة ، وذكر انه كان لا يترحم على عثمان . وذكره ابن سعد في الجزء 6 من الطبقات فقال : كان ثقة صحيح الحديث كثيره ، وكان متشيعا . اهـ . وذكره الامام ابن قتيبة في أصحاب الحديث من كتابه ـ المعارف ـ مصرحا بتشيعه ، ولما ذكر رجال الشيعة في أواخر


( 199 )

ـ المعارف ـ عد الحسن منهم ( 191 ) . احتج به مسلم واصحاب السنن ( 192 ) ، ودونك حديثه في صحيح مسلم ، عن كل من سماك بن حرب ، واسماعيل السدي ، وعاصم الاحول ، وهارون بن سعد . وقد اخذ عنه عبيد الله بن موسى العبسي ، ويحيى بن آدم ، وحميد بن عبدالرحمن الرواسي ، وعلي بن الجعد ، وأحمد بن يونس ؛ وسائر أعلام طبقتهم . وذكر الذهبي في ترجمته من الميزان : ان ابن معين وغيره وثقوه، وان عبدالله بن أحمد نقل عن أبيه : ان الحسن أثبت من شريك وذكر الذهبي ان أبا حاتم قال : انه ثقة ، حافظ ، متقن ، وان أبا زرعة قال : اجتمع فيه اتقان ، وفقه ، وعبادة ، وزهد ، وان النسائي وثقه ، وأن أبا نعيم قال : كتبت عن ثمانمئة محدث ، فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح ، وانه قال : ما رأيت أحدا إلا وقد غلط في شيء ، غير الحسن بن صالح ، وان عبيدة بن سليمان قال : إني أرى الله يستحي أن يعذب الحسن بن صالح ، وان يحيى بن أبي بكير ، قال للحسن بن صالح : صف لنا غسل
( 191 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 375 ، الميزان للذهبي ج 1 ص 496 ـ 499 ، المعارف لابن قتيبة ص 509 و 624 ، الملل والنحل بهامش الفصل ج 1 ص 218 .
( 192 ) روى عنه في : صحيح مسلم كتاب الجنة باب النار يدخلها الجبارون ج 2 ص 538 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 332 ح 3884 ، سنن ابي داود ج 3 ص 146 ح 2981 ، سنن النسائي كتاب الزية باب صفة خاتم النبي ج 8 ص 173 .
عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام ، وهو زيدي المذهب وإليه تنسب الصالحية راجع : اختيار معرفة الرجال للكشي وحياة الإمام محمد الباقر ج2 ص235 .

( 200 )

الميت ، فما قدر عليه من البكاء ، وان عبيدالله بن موسى قال : كنت أقرأ على علي بن صالح ، فلما بلغت : فلا تعجل عليهم ، سقط أخوه الحسن يخور كما يخور الثور ، فقام إليه علي فرفعه ومسح وجهه ورش عليه وأسنده ، وان وكيعا قال : كان الحسن وعلي ابنا صالح ، وامهما قد جزأوا الليل ثلاثة أجزاء ، فكل واحد يقوم ثلثا ، فماتت امهما فاقتسما الليل بينهما ، ثم مات علي فقام الحسن الليل كله ، وان أبا سليمان الداراني قال : ما رأيت أحدا الخوف أظهر على وجهه من الحسن بن صالح قام ليلة بعم يتساء‌لون فغشي عليه ، فلم يختمها إلى الفجر ( 193 ) . ولد رحمه الله تعالى سنة مئة ، ومات سنة تسع وستين ومئة .
22 ـ الحكم بن عتيبة ـ الكوفي ، نص على تشيعه ابن قتيبة ، وعده من رجال الشيعة في معارفه ( 194 ) . احتج به البخاري ومسلم ( 195 ) . ودونك حديثهما في صحيحيهما عن كل من أبي جحيفة ، وإبراهيم النخعي ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وله في صحيح مسلم عن عبدالرحمن بن
( 193 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 496 ـ 499 .
( 194 ) المعارف لابن قتيبة ص 124 و 624 ، الميزان للذهبي ج 1 ص 577 .
( 195 ) روى عنه في : صحيح البخاري كتاب الادب كيف يكون الرجل في اهله ج 7 ص 83 ، صحيح مسلم ك الحج ب بيان وجوه الاحرام ج 1 ص 506 ، صحيح الترمذي ج 1 ص 127 ح 198 ، سنن ابي داود ج 3 ص 185 ح 3099 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 43 ح 117 .
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق عليه السلام . وأضاف أنه من البترية .

( 201 )

أبي ليلى ، والقاسم بن مخيمرة ، وأبي صالح ، وذر بن عبدالله ، وسعيد بن عبدالرحمن بن أبزى ، ويحيى بن الجزار ، ونافع مولى ابن عمر ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمارة بن عمير ، وعراك بن مالك ، والشعبي ، وميمون بن مهران ، والحسن العرني ، ومصعب بن سعد ، وعلي بن الحسين . روى عنه في الصحيحين : منصور ، ومسعر ، وشعبة . وروى عنه في صحيح البخاري خاصة عبدالملك بن أبي غنية ، وروى عنه في صحيح مسلم خاصة كل من الاعمش ، وعمرو بن قيس ، ورد بن أبي انيسة ، ومالك ابن مغول ، وابان بن تغلب ، وحمزة الزيات ، ومحمد بن جحادة ، ومطرف ، وأبوعوانة ، مات سنة خمس عشرة ومئة عن خمس وستين سنة .
23 ـ حماد بن عيسى ـ الجهني ، غريق الجحفة ، ذكره أبوعلي في كتابه ـ منتهى المقال ـ وأورده الحسن بن علي بن داود في مختصره المختص بأحوال الرجال ، وترجمه من علماء الشيعة أصحاب الفهارس والمعاجم ( 196 ) وعده جميعا من الثقات الاثبات ، من أصحاب الائمة الهداة عليهم السلام ، سمع من الامام الصادق عليه السلام سبعين حديثا ، لكنه لم يرو منها سوى عشرين ( 197 ) . وله كتب يرويها أصحابنا بالاسناد إليه ، دخل مرة على أبي الحسن الكاظم عليه السلام ، فقال له :
( 196 ) منتهى المقال حرف الحاء ، الفهرست للطوسي ص 86 ط الحيدرية ، اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) ص 316 ط ايران وص 268 ط النجف ، رجال النجاشي ص 103 ط بمبي .
( 197 ) راجع : رجال النجاشي ص 103 ، رجال الكشي ص 316 ط ايران .

( 202 )

جعلت فداك : ادع الله لي أن يرزقني دارا ، وزوجة ، وولدا ، وخادما ، والحج في كل سنة . فقال عليه السلام : اللهم صل على محمد وآل محمد وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة . قال حماد : فلما اشترط خمسين علمت أني لا احج أكثر منها . قال : فحججت ثمان وأربعين سنة ، وهذي داري رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر ، تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذا خادمي ، قد رزقت كل ذلك . ثم حج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ، وخرج بعدها حاجا ، فزامل أبا العباس النوفلي القصير ، فلما صار في موضع الاحرام ، دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله الماء فغرق قبل أن يحج زيادة على الخمسين . وكانت وفاته رحمه الله تعالى سنة تسعة ومئتين ، وأصله كوفي ، ومسكنه البصرة ، وعاش نيفا وسبعين سنة ( 198 ) . وقد استقصينا أحواله في كتابنا ـ مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام ـ وذكره الذهبي ( 199 ) فوضع على اسمه ت ق اشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن ( 200 ) ، وذكر أنه غرق سنة ثمان ومئتين ، وانه يروي عن الصادق ( ع ) ، وتحامل عليه إذ نسب الطامات إليه ، كما تحامل عليه من ضعفه لتشيعه ، والعجب من الدارقطني يضعفه ، ثم يحتج به في سننه ( وكذلك يفعلون ) .
24 ـ حمران بن أعين ـ أخو زرارة ، كانا من أثبات الشيعة وبحار علوم آل محمد ، وكانا من مصابيح الدجى ، وأعلام الهدى ، منقطعين
( 198 ) رجال الكشي ص 316 ط ايران وص 268 ط النجف .
( 199 ) مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام لشرف الدين ص 84 ط النعمان ، الميزان للذهبي ج 1 ص 598 .
( 200 ) روى عنه في : صحيح الترمذي

( 203 )

إلى الامامين الباقرين الصادقين ، ولهما مكانة عند الائمة من آل محمد صلى الله عليه وآله سامية . أما حمران فقد ذكره الذهبي في ميزانه ( 201 ) فوضع على اسمه ق اشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن ( 202 ) ثم قال : روى عن أبي الطفيل وغيره ، وقرأ عليه حمزة ، كان يتقن القرآن ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال أبوحاتم : شيخ . وقال أبوداود رافضي إلى آخر كلامه .
25 ـ خالد بن مخلد ـ القطواني أبوالهيثم الكوفي ، شيخ البخاري في صحيحه ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته (1) فقال : وكان متشيعا توفي بالكوفة في النصف من المحرم سنة ثلاث عشرة ومئتين في خلافة المأمون ، وكان في التشيع مفرطا وكتبوا عنه . اهـ . وذكره ابو داود فقال : صدوق لكنه يتشيع . وقال الجوزجاني : كان شتاما معلنا بسوء مذهبه . وترجمه الذهبي ، في ميزانه ( 203 ) ، فنقل عن ابي داود ، وعن الجوزجاني ما نقلناه ، احتج به البخاري ومسلم في مواضع من صحيحيهما ( 204) .
____________
( 1 ) ص 283 .
( 201 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 604 .
وحمران بن أعني يكنى بأبي الحسن حمزة وهو من التابعين ومن أعيان العلماء وأجلاء الرواة وله مكانة جليلة عند أهل البيت (ع) . راجع حياة الإمام محمد الباقر ج2 ص247 .
( 202 ) روى عنه : في سنن الدارقطني .
( 203 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 406 ، يزان الاعتدال ج 1 ص 640 .
( 204 ) روى عنه في : صحيح البخاري ك العلم ب طرح المسألة ج 1
=

( 204 )

ودونك حديثه في صحيح البخاري عن المغيرة بن عبدالرحمن ، وحديثه في صحيح مسلم ، عن كل من محمد بن جعفر بن ابي كثير ، ومالك بن انس ، ومحمد بن أنس ، ومحمد بن موسى ، اما حديثه عن سليمان بن بلال ، وعلي بن مسهر فموجود في الصحيحين ، روى عنه البخاري بلا واسطة في مواضع من صحيحه ، وروى عنه بواسطة محمد بن عثمان بن كرامة حديثين . أما مسلم فقد روى عنه بواسطة ابي كريب ، واحمد بن عثمان الاودي والقاسم بن زكريا ، وعبد بن حميد ، وابن ابي شيبة ، ومحمد بن عبدالله بن نمير . وأصحاب السنن كلهم يحتجون بحديثه وهم يعلمون بمذهبه .

د
26 ـ داود بن ابي عوف ـ أبوالحجاف ، ذكره ابن عدي فقال : ليس هو عندي ممن يحتج به ، شيعي عامة ما يرويه في فضائل اهل البيت . اهـ .
فتأمل واعجب ! وما ضر داود قول النواصب بعد ان أخذ عنه السفيانان ، وعلي بن عابس ، وغيرهم من أعلام تلك الطبقة ، واحتج به ابوداود والنسائي ، ووثقه أحمد ، ويحيى ، وقال النسائي : ليس به بأس . وقال ابوحاتم : صالح الحديث . وذكره الذهبي في الميزان (205 ) فنقل
=
ص 22 ، صحيح مسلم ك الطهارة ب في وضوء النبي ج 1 ص 118 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 322 ح 3858 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 58 ح 165 ، سنن النسائي ك الطهارة ب فرث ما يؤكل لحمه ج 1 ص 161 .
( 205 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 18 .

( 205 )

من أقوالهم فيه ما قد سمعت . ودونك حديثه في سنن ابي داود والنسائي ( 206 ) عن أبي حازم الاشجعي ، وعكرمة وله عن غيرهما .

ز
27 ـ زبيد بن الحارث ـ بن عبدالكريم اليامي الكوفي أبوعبد الرحمن ، ذكره الذهبي في ميزانه ( 207 ) فقال : من ثقات التابعين فيه تشيع ، ثم نقل القول بأنه ثبت عن القطان ، ونقل توثيقه عن غير واحد من أئمة الجرح والتعديل . ونقل ابواسحاق الجوزجاني ما جرت به عادة الجوزجاني وسائر النواصب ، قال : وكان من اهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ، هم رؤوس محدثي الكوفة ، مثل أبي اسحاق ، ومنصور ، وزبيد اليامي ، والاعمش ، وغيرهم من أقرانهم ، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث وتوقفوا عندما أرسلوا إلى آخر كلامه الذي أنطقه الحق به ـ والحق ينطق منصفا وعنيدا ـ وما ضر هؤلاء الأعلام ، وهم رؤوس المحدثين في الاسلام ، إذا لم يحمد الناصب مذهبهم في ثقل رسول الله وباب حطته ، وأمان اهل الارض من بعده وسفينة نجاة أمته ، وماذا عليهم من الناصب الذي لا مندوحة له عن الوقوف على أبوابهم ، ولا غنى به عن التطفل على موائد فضلهم .

إذا رضيت عني كرام عشيرتي * فلا زال غضبانا عليّ لئامها


( 206 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ج 1 ص 74 ح 143 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 51 ح 143 .
( 207 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 66 برقم 2829 .

( 206 )

لا يبالي هؤلاء الحجج بالجوزجاني وأمثاله ، بعد ان احتج بهم أصحاب الصحاح وأرباب السنن كافة ( 208 ) . ودونك حديث زبيد في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من أبي وائل ، والشعبي ، وابراهيم النخعي ، وسعد بن عبيدة ، أما حديثه عن مجاهد فإنه في صحيح البخاري فقط . وله في صحيح مسلم عن مرة الهمداني ، ومحارب بن دثار ، وعمارة بن عمير ، وابراهيم التيمي . روى عنه في الصحيحين شعبة ، والثوري ، ومحمد بن طلحة . وروى عنه في صحيح مسلم ، زهير بن معاوية ، وفضيل بن غزوان ، والحسين النخعي . مات زبيد رحمه الله تعالى سنة أربع وعشرين ومئة .
28 ـ زيد بن الحباب ـ ابوالحسن الكوفي التميمي ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه ـ المعارف ـ وذكره الذهبي في الميزان (209 ) فوصفه بالعابد الثقة الصدوق . ونقل توثيقه عن ابن معين وابن المديني . ونقل القول : بأنه صدوق عن كل من أبي حاتم ، واحمد ، وذكر ان ابن عدي قال : انه من اثبات الكوفيين لا يشك في صدقه . قلت : واحتج به مسلم ، ودونك حديثه في صحيحه ( 210 ) عن معاوية بن صالح ،
( 208 ) روى عنه في : صحيح البخاري ك الايمان باب خوف المؤمن ج 1 ص 17 ، صحيح مسلم ك الايمان ب قول النبي سباب المسلم فسوق ج 1 ص 45 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 361 ح 3963 ، سنن ابي داود ج 3 ص 40 ح 2625 ، سنن النسائي ك تحريم الدم ب قتال المسلم ج 7 ص 122 ، سنن ابن ماجة ج 2 ص 264 ح 2275 .
( 209 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 ، الميزان للذهبي ج 2 ص 100 .
( 210 ) روى عنه في : صحيح مسلم ك الطهارة ب الذكر المستحب ج 1
=

( 207 )

والضحاك بن عثمان ، وقرة بن خالد ، وابراهيم بن نافع ، ويحيى بن أيوب ، وسيف بن سليمان، وحسن بن واقد ، وعكرمة بن عمار ، وعبدالعزيز بن أبي سلمة ، وافلح بن سعيد . روى عنه ابن ابي شيبة ، ومحمد بن حاتم ، وحسن الحلواني ، واحمد بن المنذر ، وابن نمير ، وابن كريب ، ومحمد بن رافع ، وزهير بن حرب ، ومحمد بن الفرج .

س
29 ـ سالم بن ابي الجعد ـ الأشجعي الكوفي هو أخوعبيد ، وزياد ، وعمران ، ومسلم بنو ابي الجعد . وذكرهم جميعا ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته (1) وقال عند ذكره لمسلم : كان ستة بنين لابي الجعد فكان اثنان منهم يتشيعان ـ وهما سالم وعبيد ـ واثنان مرجئان ، واثنان يريان رأي الخوارج ، قال : فكان أبوهم يقول ، مالكم ، أي بني قد خالف الله بينكم (2) . وقد نص جماعة عن الاعلام على تشيع سالم بن ابي الجعد . وعده ابن قتيبة في كتاب ـ المعارف (3) ـ من رجال الشيعة وعده منهم الشهرستاني ايضا في كتابه ـ الملل والنحل ـ (4) . وذكره الذهبي في ميزانه
____________
(1) راجع عنه ص 203 والتي بعدها . ( منه قدس )
(2) وذكرهم أيضا ابن قتيبة في باب التابعين ومن بعدهم من كتابه المعارف ص 156 . ( منه قدس )
(3) 206 . ( منه قدس )
(4) ص 27 من الجزء الثاني من النسخة المطبوعة في هامش فصل ابن حزم . ( منه قدس )

=
ص 118 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 346 ح 3919 ، سنن أبي داود ج 3 ص 11 ح 2506 ، سنن النسائي ك الطهارة ب السلام على من يبول ج 1 ص 35 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 6 ح 12 .

( 208 )

( 211 ) فعده التابعين ؛ وذكر أن حديثه عن النعمان بن بشير وعن جابر ، موجود في الصحيحين . قلت : وحديثه عن كل من انس بن مالك ، وكريب ، موجود في الصحيحين ايضا كما لا يخفى على المتتبعين . قال الذهبي : وحديثه عن عبدالله بن عمرو ، وعن ابن عمر موجود في البخاري . قلت : وموجود في صحيح البخاري حديثه عن ام الدرداء أيضا ، وموجود في صحيح مسلم حديثه عن معدان بن أبي طلحة وابيه . روى عنه في الصحيحين كل من الاعمش ، وقتادة ، وعمر بن مرة ، ومنصور ، وحصين بن عبدالرحمن . وله حديث عن علي اخرجه النسائي ، وابوداود في سننهما ( 212 ) . توفي سنة سبع أو ثمان وتسعين في ولاية سليمان بن عبدالملك ، وقيل بل سنة مئة أو احدى ومئة في ولاية عمر بن عبدالعزيز ، والله اعلم .
30 ـ سالم بن ابي حفصة ـ العجلي الكوفي ، عده الشهرستاني في كتابه ـ الملل والنحل ـ من رجال الشيعة . وقال الفلاس : ضعيف مفرط في التشيع . وقال ابن عدي : عيب عليه الغلو ؛ وأرجو انه لا بأس به . وقال محمد بن بشير العبدي . رأيت سالم بن ابي حفصة أحمق ، ذا لحية
( 211 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 291 ، المعارف لابن قتيبة ص 624 ط دار الكتب ، الميزان للذهبي ج 2 ص 109 .
( 212 ) روى عنه في صحيح البخاري ك الغسل ب الوضوء قبل الغسل ج 1 ص 68 ، صحيح مسلم ك الصلاة ب تسوية الصفوف ج 1 ص 186 ، صحيح الترمذي ج 1 ص 70 ح 103 ، سنن ابي داود ج 4 ص 296 ح 3985 ، سنن النسائي ك الجهاد ب ما لمن اسلم ج 6 ص 21 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 101 ح 277 .

( 209 )

طويلة ، يا لها من لحية وهو يقول : وددت اني كنت شريك علي عليه السلام في كل ما كان فيه . وقال الحسين بن علي الجعفي : رأيت سالم بن ابي حفصة طويل اللحية احمق ، وهو يقول : لبيك قاتل نعثل ، لبيك مهلك بني امية لبيك . وقال عمرو بن ذر لسالم بن ابي حفصة : أنت قتلت عثمان ؟ فقال : انا ؟ قال : نعم انت ترضى بقتله ، وقال علي بن المديني سمعت جريرا يقول : تركت سالم بن ابي حفصة لانه كان خصما للشيعة ـ اي يخاصم لهم خصماء‌هم ـ وقد ترجمه الذهبي فنقل كل ما نقلناه من أقوالهم فيه . وذكره ابن سعد في ص 234 من الجزء 6 من طبقاته ، فنقل : انه كان يتشيع تشيعا شديدا ، وانه دخل مكة على عهد بني العباس وهو يقول : لبيك لبيك ، مهلك بني أمية لبيك ، وكان رجلا مجهرا فسمعه داود بن علي فقال : من هذا ؟ قالوا : سالم بن أبي حفصة ، وأخبروه بأمره ورأيه اه‍ . وذكر الذهبي في ترجمته من الميزان : انه كان في رؤوس من ينتقص أبا بكر وعمر ( 213 ) . ومع ذلك فقد أخذ عنه السفيانان ، ومحمد بن فضيل ، واحتج به الترمذي في صحيحه ، ووثقه ابن معين . مات سنة سبع وثلاثين ومئة .
31 ـ سعد بن طريف ـ الاسكاف الحنظلي الكوفي . ذكره الذهبي ( 214 ) فوضع على اسمه ت ق اشارة إلى من اخرج عنه من
( 213 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 236 ، الميزان للذهبي ج 2 ص 110 ، الملل والنحل للشهرستاني بهامش الفصل ج 2 ص 27 ط بيروت . وروى عن الأئمة الهداة السجاد والباقر والصادق عليهم السلام . روى عنه الترمذي في صحيحه ج 5 ص 303 .
( 214 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 122 .

( 210 )

ارباب السنن . ونقل عن الفلاس القول : بأنه ضعيف يفرط في التشيع . قلت افراطه في التشيع لم يمنع الترمذي وغيره عن الاخذ عنه (215 ) . ودونك حديثه في صحيح الترمذي ، عن عكرمة ، وأبي وائل . وله عن الاصبغ بن نباتة ، وعمران بن طلحة ، وعمير بن مأمون . روى عنه اسرائيل ، وحبان ، وابومعاوية ( 216 ) .
32 ـ سعيد بن اشوع ـ ذكره الذهبي في ميزانه فقال ـ سعيد بن اشوع صح خ م ـ : قاضي الكوفة صدوق مشهور ـ قال النسائي : ليس به بأس ، وهو سعيد بن عمرو بن اشوع صاحب الشعبي . وقال الجوزجاني : غال زائغ ، زائد التشيع . ا هـ .
قلت : وقد احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهما ( 217 ) ، وحديثه ثابت عن الشعبي في الصحيحين . روى عنه زكريا بن ابي زائدة ، وخالد الحذاء عند كل من البخاري ومسلم . توفي في ولاية خالد بن عبدالله .
33 ـ سعيد بن خيثم ـ الهلالي ، قال ابراهيم بن عبدالله بن الجنيد : قيل ليحيى بن معين إن سعيد بن خيثم شيعي ، فما رأيك به ؟ قال : فليكن شيعيا وهو ثقة . وذكره الذهبي في ميزانه ( 218 ) ، فنقل عن ابن
( 215 ) روى عنه في : صحيح الترمذي . وروى عن الإمامين الباقر والصادق علهما السلام .
( 216 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 126 .
( 217 ) روى عنه في : صحيح البخاري ، صحيح مسلم .
( 218 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 133 .