معين مضمون ما قد سمعت ، ووضع على اسم سعيد رمز الترمذي والنسائي ( 219 ) إشارة إلى انهما قد اخرجا عنه في صحيحيهما ، وذكر انه يروي عن يزيد ابن ابي زياد ، ومسلم الملائي . وقد روى عنه ابن اخيه احمد بن رشيد .
34 ـ سلمة بن الفضل ـ الابرش ، قاضي الري ، وراوي المغازي عن ابن اسحاق ، يكنى أبا عبدالله . قال ابن معين ( كما في ترجمة سلمة من الميزان ) ( 220 ) : سلمة الابرش رازي يتشيع قد كتب عنه وليس به بأس ، وقال أبوزرعة ـ كما في الميزان ايضا ـ : كان أهل الري لا يرغبون فيه لسوء رأيه ، قلت : بل لسوء رأيهم في شيعة أهل البيت . ذكره الذهبي في ميزانه ، ووضع على اسمه رمز ابي داود والترمذي ( 221 ) إشارة إلى اعتمادهما عليه ، واخراجهما حديثه . قال الذهبي : وكان صاحب صلاة وخشوع ، مات سنة احدى وتسعين ومئة . ونقل عن ابن معين : انه قال كتبنا عنه ، وليس في المغازي أتم من كتابه ( قال ) وقال زنيح : سمعت سلمة الابرش يقول : سمعت المغازي من ابن اسحاق مرتين ، وكتبت عنه من الحديث مثل المغازي .
35 ـ سلمة بن كهيل ـ بن حصين بن كادح بن اسد الحضرمي ، يكنى أبا يحيى ، عده من رجال الشيعة جماعة من علماء الجمهور ، كابن
( 219 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ، سنن النسائي .
( 220 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 192 .
( 221 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ج 1 ص 40 ح 58 ، سنن أبي داود ج 3 ص 83 ح 2761 .

( 212 )

قتيبة في معارفه (1) والشهرستاني في الملل والنحل (2) (222 ) وقد احتج به اصحاب الصحاح الستة ( 223 ) وغيرهم ، سمع أبا جحيفة ، وسويد بن غفلة ، والشعبي ، وعطاء بن ابي رباح ، عند البخاري ومسلم . وسمع جندب بن عبدالله ، وبكير بن الاشج ، وزيد بن كعب ، وسعيد بن جبير ، ومجاهدا وعبدالرحمن بن يزيد ، وابا سلمة بن عبدالرحمن ، ومعاوية بن سويد ، وحبيب بن عبدالله ، ومسلما البطين . روى عنه الثوري وشعبة عندهما . واسماعيل بن ابي خالد عند البخاري ، وسعيد بن مسروق ، وعقيل بن خالد وعبدالملك بن ابي سليمان ، وعلي بن صالح ، وزيد بن ابي أنيسة ، وحماد بن سلمة ، والوليد بن حرب ، عند مسلم . مات يوم عاشوراء ، سنة احدى وعشرين ومئة .
36 ـ سليمان بن صرد ـ الخزاعي الكوفي ، كبير شيعة العراق في أيامه ، وصاحب رأيهم ومشورتهم ، وقد اجتمعوا في منزله حين كاتبوا الحسين عليه السلام ، وهو أمير التوابين من الشيعة ، الثائرين في الطلب بدم الحسين عليه السلام ، وكانوا أربعة آلاف عسكروا بالنخيلة مستهل
____________
(1) ص 206 حيث ذكر الفرق . ( منه قدس )
(2) ص 27 من جزئه الثاني . ( منه قدس )

( 222 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 ط دار الكتب .
( 223 ) روى عنه في : صحيح البخاري ك الهبة ب من أهدى اليه هدية ج 3 ص 140 ، صحيح مسلم ك البيوع ب من استسلف شيئا ج 1 ص 700 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 297 ح 3797 ، سنن ابي داود ج 4 ص 244 ح 4768 ، سنن النسائي ج 2 ص 16 .

( 113 )

ربيع الثاني سنة خمس وستين ، ثم ساروا إلى عبيدالله بن زياد ، فالتقوا بجنوده في أرض الجزيرة فقتتلوا اقتتالا شديدا حتى تفانوا ، واستشهد يومئذ سليمان في موضع يقال له عين الوردة ، رماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله ، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ، وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجبة إلى مروان بن الحكم ، وقد ترجمه ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته وابن حجر في القسم الاول من اصابته ، وابن عبد البر في استيعابه ( 224 ) ، وكل من كتب في أحوال السلف وأخبار الماضين ترجموه وأثنوا عليه بالفضل والدين والعبادة ، وكان له سن عالية ، وشرف وقدر وكلمة في قومه ، وهو الذي قتل حوشبا مبارزة بصفين ، ذلك الطاغية من أعداء أمير المؤمنين ، وكان سليمان من المستبصرين بضلال أعداء أهل البيت . احتج به المحدثون ، وحديثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله بلا واسطة ، وبواسطة جبير بن مطعم موجود في كل من صحيحي البخاري ومسلم ( 225 ) وقد روى عنه في كل من الصحيحين ابواسحاق السبيعي ، وعدي ابن ثابت ، ولسليمان في غير الصحيحين عن أمير المؤمنين ، وابنه الحسن المجتبى ، وأبي . وروى عنه في غير الصحيحين يحيى بن يعمر ، وعبدالله ابن يسار ، وغيرهما .
( 224 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج6 ص25 ، الإصابة لابن حجر العسقلاني ج2 ص74ط مصطفى محمد بمصر وج2 ص69 ط السعادة ، الاستيعاب بذيل الإصابة ج2 ص61 ط مصطفى محمد وج2 ص63 ط السعادة .
( 225 ) روي عنه في : صحيح البخاري ك الغسل ب من أفاض على رأسه ثلاثاً 1 ص 69 ، صحيح مسلم ك الطهارة ب استحباب إفاضة الماء ج1 ص146 .

( 214 )

37 ـ سليمان بن طرخان ـ التيمي البصري ، مولى قيس الامام أحد الاثبات ، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة ( 226 ) وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة ( 227 ) وغيرهم ، ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن انس بن مالك ، وابي مجاز ، وبكر بن عبدالله ، وقتادة ، وابي عثمان النهدي . وله في صحيح مسلم عن خلق غيرهم ، روى عنه في الصحيحين ابنه معتمر ، وشعبة ، والثوري ، وروى عنه في صحيح مسلم جماعة آخرون . ومات سنة ثلاث واربعين ومئة .
38 ـ سليمان بن قرم ـ بن معاذ ابوداود الضبي الكوفي . ذكره ابن حبان ـ كما في ترجمة سليمان من الميزان ( 228 ) فقال : كان رافضيا غاليا . قلت : ومع ذلك فقد وثقه احمد بن حنبل ، وقال ابن عدي ـ كما في آخر ترجمة سليمان من الميزان ـ : وسليمان بن قرم أحاديثه حسان ، وهو خير من سليمان بن أرقم بكثير . قلت : وقد أخرج حديثه كل من مسلم ، والنسائي ، والترمذي ، وابو داود في صحاحهم (229 ) وحين ذكره
( 226 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 .
( 227 ) روى عنه في : صحيح البخاري ك مواقيت الصلاة ب الصلاة كفارة ج 1 ص 133 ، صحيح مسلم ب النهي عن الحديث بكل ما يسمع ج 1 ص 6 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 253 ح 3704 ، سنن النسائي ك الطهارة ب المسح على العمامة ج 1 ص 76 ، سنن ابي داود ج 4 ص 309 ح 5039 ، سنن ابن ماجة ج 2 ص 800 ح 2393 .
( 228 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 219 .
( 229 ) روى عنه في : صحيح البخاري ك الادب باب علامة حب الله ج 7 ص 112 ، صحيح الترمذي ج 1 ص 5 ح 4 .

( 215 )

الذهبي في الميزان وضع على اسمه رموزهم ، ودونك في صحيح مسلم حديث ابي الجواب عن سليمان بن قرم ، عن الاعمش ، مرفوعا إلى رسول الله ، قال صلى الله عليه وآله وسلم « المرء مع من أحب » ( 230 ) وله في السنن عن ثابت ، عن انس مرفوعا : « طلب العلم فريضة على كل مسلم » ( 231 ) وله عن الاعمش عن عمرو بن مرة ، عن عبدالله بن الحارث ، عن زهير بن الاقمر ، عن عبدالله بن عمرو ، قال : كان الحكم بن أبي العاص يجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وينقل حديثه إلى قريش ، فلعنه رسول الله صلى الله عليه وآله وما يخرج من صلبه إلى يوم القيامة ( 232 ) .
39 ـ سليمان بن مهران ـ الكاهلي الكوفي الاعمش ، أحد شيوخ
( 230 ) صحيح مسلم ك البر ب 50 ج 4 ص 2034 ح 165 ط بيروت .
( 231 ) سنن ابن ماجة مقدمة ب 17 ج 1 ص 81 ح 224 .
( 232 ) الرسول ( ص ) : « يلعن الحكم بن أبي العاص وما يخرج من صلبه » .
راجع : المستدرك على الصحيحين للحاكم ج 4 ص 481 وصححه ، الصواعق المحرقة ص 179 ط المحمدية وص 108 الميمنية بمصر ، تطهير الجنان مطبوع ملحقا للصواعق ص 63 ط المحمدية وبهامشها ص 144 ط الميمنية ، الدر المنثور للسيوطي ج 4 ص 191 وج 6 ص 41 ، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي ج 1 ص 172 ، سير اعلام النبلاء ج 2 ص 80 ، أُسد الغابة لابن الاثير ج 2 ص 34 ، الاستيعاب لابن عبدالبر بذيل الاصابة ج 1 ص 317 ط مصطفى محمد بمصر وج 1 ص 318 ط السعادة ، السيرة الحلبية ج 1 ص 317 ، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية ج 1 ص 225 ـ 226 ، الغدير للاميني ج 8 ص 245 .

( 216 )

الشيعة واثبات المحدثين ، عدة في رجال الشيعة جماعة من جهابذة اهل السنة ، كالامام ابن تيمية في ـ المعارف ـ والشهرستاني في كتاب الملل والنحل ـ ( 233 ) وأمثالهما ، وقال الجوزجاني ـ كما في ترجمة زبيد من ميزان الذهبي ـ : « كان من اهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ، هم رؤوس محدثي الكوفة ، مثل ابي اسحاق ومنصور ، وزبيد اليامي ، والاعمش ، وغيرهم من أقرانهم ، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث » ( 234 ) إلى آخر كلامه الدال على حمقه ، وما على هؤلاء من غضاضة، اذا لم يحمد النواصب مذهبهم في أداء أجر الرسالة بمودة القربى والتمسك بثقلي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وما احتمل النواصب هؤلاء الشيعة لمجرد صدق ألسنتهم ، وإنما احتملوهم لعدم استغنائهم عنهم ، إذ لو ردوا حديثهم لذهبت عليهم جملة الآثار النبوية ، كما اعترف به الذهبي ـ في ترجمة ابان ـ بن تغلب من ميزانه ـ (235 ) وأظن أن المغيرة ما قال أهلك اهل الكوفة ابواسحاق واعمشكم إلا لكونهم شيعيين ، وإلا فان أبا اسحاق والاعمش كانا من بحار العلم وسدنة الآثار النبوية ، وللاعمش نوادر تدل على جلالته ، فمنها ما ذكره ابن خلكان في ترجمته من وفيات الاعيان ، قال : « بعث اليه هشام بن عبد الملك ان اكتب لي مناقب عثمان ومساوي علي ، فأخذ الاعمش القرطاس وأدخلها في فم شاة فلاكتها ، وقال لرسوله : قل له هذا جوابه ،
( 233 ) المعارف لابن قتيبة ص624 ، الملل والنحل بهامش الفصل ج2 ص27 .
( 234 ) الميزان للذهبي ج2 ص66 .
( 235 ) الميزان للذهبي ج1 ص5 .

( 217 )

فقال له الرسول : انه قد آلى ان يقتلني إن لم آته بجوابك ، وتوسل اليه باخوانه ، فلما ألحوا عليه كتب له : بسم الله الرحمن الرحيم . أما بعد ، فلو كان لعثمان مناقب اهل الارض ما ضرتك ، فعليك بخويصة نفسك ، والسلام » ( 236 ) . ومنها ما نقله ابن عبدالبر ـ في باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض من كتابه جامع بيان العلم وفضله (1) ـ عن علي بن خشرم قال : « سمعت الفضل بن موسى يقول دخلت مع ابي حنيفة على الاعمش نعوده ، فقال ابوحنيفة : يا أبا محمد لولا التثقيل عليك لعدتك اكثر مما أعودك ، فقال له الاعمش : والله انك علي لثقيل وأنت في بيتك ، فكيف إذا دخلت علي ! ( قال ) قال الفضل : فلما خرجنا من عنده قال ابوحنيفة : ان الاعمش لم يصم رمضان قط ، قال ابن خشرم للفضل : ما يعني أبوحنيفة بذلك ؟ قال الفضل : كان الاعمش يتسحر على حديث حذيفة » . اهـ . قلت : بل كان يعمل بقوله تعالى : ( وَكُلُوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ) . وروى صاحبا الوجيزة والبحار عن الحسن بن سعيد النخعي ، عن شريك بن عبدالله القاضي ، قال : أتيت الاعمش في علته التي مات فيها ، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة ، وابن أبي ليلى ، وابوحنيفة ، فسألوه عن حاله فذكر ضعفا شديداً ، وذكر
____________
(1) راجع ص 199 من مختصره للعلامة الشيخ احمد بن عمر المحمصاني البيروتي . ( منه قدس )
( 236 ) وفيات الاعيان لابن خلكان ترجمة الاعمش : ج 2 ص 402 ـ 403 ط دار صادر .
( 218 )

ما يتخوف من خطيئاته وأدركته رقة ، فأقبل عليه ابو حنيفة فقال له : يا أبا محمد اتق الله ، وانظر لنفسك فقد كنت تحدث في علي بأحاديث لو رجعت عنها كان خيرا لك قال الاعمش : ألمثلي تقول هذا . . . ( 237 ) ورد عليه فشتمه بما لا حاجة لنا بذكره ، وكان رحمه الله ـ كما وصفه الذهبي في ميزانه ( 238 ) أحد الائمة الثقات ، وكما قال ابن خلكان إذ ترجمه في وفياته ، فقال : « كان ثقة عالما فاضلا » ( 239 ) ، واتفقت الكلمة على صدقه وعدالته وورعه ، واحتج به اصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 240 ) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من زيد بن وهب ، وسعيد بن جبير ، ومسلم البطين ، والشعبي ، ومجاهد ، وابي وائل ، وابراهيم النخعي ، وابي صالح ذكوان ، وروى عنه عند كل منها شعبة ، والثوري ، وابن عيينة ، وابو معاوية محمد ، وابوعوانة ، وجرير وحفص بن غياث ، ولد الاعمش سنة إحدى وستين ، ومات سنة ثمان واربعين ومئة ، رحمه الله تعالى .
( 237 ) البحار للمجلسي ج 39 ص 196 ـ 197 و 203 ط الجديد ، أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 241 ط النجف .
( 238 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 224 .
( 239 ) وفيات الاعيان ج 2 ص 400 .
( 240 ) روي عنه في : صحيح البخاري ك العلم ج 1 ص 25 ، صحيح مسلم ك الايمان ب الدليل على أن حب الانصار وعلي من الايمان ج 1 ص 48 ، سنن النسائي ك النكاح ب الحث على النكاح ج 6 ص 58 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 306 ح 3819 ، سنن ابي داود ج 3 ص ح 2526 ، سنن ابن ماجة ج 2 ص 1397 ح 4173 .

( 219 )

ش
40 ـ شريك بن عبدالله ـ بن سنان بن انس النخعي الكوفي القاضي ، عده الامام ابن قتيبة في رجال الشيعة وأرسل ذلك في كتابه المعارف (241 ) ارسال المسلمات ، وأقسم عبدالله بن ادريس ـ كما في اواخر ترجمة شريك من الميزان ـ بالله ان شريكا لشيعي ( 242 ) . وروى أبوداود الرهاوي ـ كما في الميزان أيضا ـ انه سمع شريكا يقول : « علي خير البشر (1) فمن أبى فقد كفر ( 243 ) » قلت : إنما أراد انه خير البشر بعد
____________
(1) قال ابن عدي : حدثنا الحسين بن علي السكوني الكوفي ، حدثنا محمد بن الحسن السكوني ، حدثنا صالح بن الاسود ، عن الاعمش ، عن عطية ، قلت لجابر : كيف كانت منزلة علي فيكم ؟ قال : كان خير البشر . اهـ . نقله بهذا الاسناد محمد بن احمد الذهبي في أحوال صالح بن أبي الأسود من الميزان ، ومع شدة نصب الذهبي لم يعلق على الحديث سوى قوله ـ لعله عنى في زمانه . ( منه قدس )
( 241 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 .
( 242 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 274 .
( 243 ) قول الرسول ( ص ) « علي خير البشر فمن أبى فقد كفر » .
يوجد في : كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 245 ط الحيدرية وص 119 ط الغري ، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 ص 444 ح 955 و 956 و 957 و 958 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 246 ط اسلامبول وص 293 ط الحيدرية وج 2 ص 71 ط العرفان صيدا ، منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد ج 5 ص 35 ، ميزان الاعتدال للذهبي ج 2 ص 271 ، كنوز الحقائق ص 98 ط بولاق ، احقاق الحق للتستري ج 4 ص 254 ، تاريخ بغداد للخطيب ج 3 ص 154 وج 7 ص 421 ، الغدير للاميني ج 3 ص 22 ، فرائد السمطين ج 1 ص 154 .

( 220 )

رسول الله صلى الله عليه وآله ، كما هو مذهب الشيعة ، . ولذا وصفه الجوزجاني ـ كما في الميزان أيضا ـ بأنه مائل ولا ريب بكونه مائلا عن الجوزجاني إلى مذهب أهل البيت ، وشريك ممن روى النص على امير المؤمنين حيث حدث ـ كما في الميزان ايضا ـ عن ابي ربيعة الايادي عن ابن بريدة ، عن ابيه مرفوعا « لكل نبي وصي ووارث ، وان عليا وصيي ووارثي ( 244 ) » وكان مندفعا إلى نشر فضائل امير المؤمنين وارغام بني أمية بذكر مناقبه عليه السلام ، حكى الحريري في كتابه درة الغواص ـ كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان ـ : أنه كان لشريك جليس من بني امية ، فذكر شريك في بعض الايام فضائل علي ابن ابي طالب ، فقال ذلك الاموي : نعم الرجل علي ، فأغضبه ذلك وقال : ألعلي يقال نعم الرجل ولا يزاد على ذلك ؟ (1) ( 245 ) واخرج ابن ابي شيبة ـ كما في
____________
(1) قوله نعم الرجل علي ، وإن كان مدحا لكن المتبادر منه في مثل هذا المقام لا يليق بمدحه عليه السلام ، ولا سيما إذا كان صادرا من أذناب أعدائه . فإنكار شريك وغضبه كان ـ بحكم العرف ـ في محله وشتان بين قول هذا الصعلوك الاموي بعد سماعه تلك الفضائل العظيمة : نعم الرجل علي وقول الله عزوجل : ( فقدرنا فنعم القادرون ) ، وقوله تعالى : ( نعم العبد انه أواب ) ، فقياس كلمة هذا الاموي على كلام الله عزوجل قياس مع الفارق عرفا ، على ان الله تعالى ما اقتصر على قوله نعم العبد بل قال : ( انه أواب ) ، فلا وجه للجواب المذكور في وفيات الاعيان . ( منه قدس )
( 244 ) قوله ( ص ) « لكل نبي وصي ووارث وان عليا وصيي ووارثي » هذا الحديث سوف يأتي مع مصادر تحت رقم ( 718 ) فراجع .
( 245 ) وفيات الاعيان لابن خلكان ج 2 ص 468 .

( 221 )

أواخر ترجمة شريك من الميزان ـ عن علي بن حكيم عن علي بن قادم ، قال : جاء عتاب ورجل آخر إلى شريك ، فقال له : ان الناس يقولون انك شاك ، فقال يا أحمق كيف أكون شاكا ، لوددت أني كنت مع علي فخضبت يدي بسيفي من دمائهم ( 246 ) . ومن تتبع سيرة شريك علم انه كان يوالي اهل البيت ، وقد روى عن أوليائهم علما جماً ، قال ابنه عبدالرحمن ـ كما في احواله من الميزان ـ : كان عند ابي عشرة آلاف مسألة عن جابر الجعفي ، وعشرة آلاف غرائب . وقال عبدالله ابن المبارك ـ كما في الميزان أيضا ـ : شريك أعلم بحديث الكوفيين من سفيان ، وكان عدوا لاعداء علي ، سيء القول فيهم ، قال له عبد السلام بن حرب : هل لك في أخ تعوده ، قال : من هو ؟ قال : هو مالك بن مغول ، قال (1) : ليس لي بأخ من ازرى على علي وعمار ، وذكر عنده معاوية فوصف بالحلم ، فقال شريك (2) : « ليس بحليم من سفه الحق ، وقاتل علي بن ابي طالب » ( 247 ) ، وهو الذي روى عن عاصم ، عن ذر ، عن عبدالله بن مسعود مرفوعا : « اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه (3) » ( 248 ) ، وجرى بينه وبين مصعب بن عبدالله الزبيري كلام
____________
(1) كما في ترجمته من الميزان . ( منه قدس )
(2) كما في ترجمته من الميزان ووفيات ابن خلكان . ( منه قدس )
(3) أخرجه الطبري ونقله عنه الذهبي في ترجمة عباد بن يعقوب . ( منه قدس )

( 246 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 273 .
( 247 ) الميزان ج 2 ص 270 ـ 274 ، وفيات الاعيان ج 2 ص 465 .
( 248 ) قول الرسول ( ص ) : « إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه » سوف يأتي مع مصادره تحت رقم ( 271 ) فراجع .

( 222 )

بحضرة المهدي العباسي ، فقال له مصعب ـ كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان ـ : أنت تنتقص أبا بكر وعمر . . . الخ . ( 249 ) قلت ومع ذلك فقد وصفه الذهبي بالحافظ الصادق أحد الأئمة , ونقل عن ابن معين القول بأنه صدوق ثقة ، وقال في آخر ترجمته : قد كان شريك من أوعية العلم ، حمل عنه اسحاق الازرق تسعة آلاف حديث . ونقل عن ابي توبة الحلبي قال : كنا بالرملة فقالوا ، من رجل الامة ؟ فقال قوم ابن لهيعة ، وقال قوم : مالك . فسألنا عيسى بن يونس فقال : رجل الامة شريك وكان يومئذ حيا ( 250 ) . قلت : احتج بشريك مسلم وأرباب السنن الاربعة ( 251 ) ودونك حديثه عندهم ، عن زياد بن علاقة ، وعمار الذهني ، وهشام بن عروة ، ويعلى ابن عطاء ، وعبد الملك بن عمير ، وعمارة بن القعقاع ، وعبدالله بن شبرمة ، روى عنه عندهم : ابن ابي شيبة ، وعلي بن حكيم ، ويونس ابن محمد ، والفضل بن موسى ، ومحمد بن الصباح ، وعلي بن حجر . ولد بخراسان أو ببخارى سنة خمس وتسعين . ومات بالكوفة يوم السبت مستهل ذي القعدة سنة سبع او ثمان وسبعين ومئة .
41 ـ شعبة بن الحجاج ـ ابوالورد العتكي مولاهم ، واسطي ، سكن
( 249 ) وفيات الاعيان لابن خلكان ج 2 ص 464 ـ 465 .
( 250 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 270 ـ 274 .
( 251 ) روى عنه في : صحيح مسلم ك البيوع ب الارض تمنح ج 1 ص 677 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 297 ح 3799 ، سنن ابي داود ج 4 ص251 ح 4793 ، سنن النسائي ك الطهارة باب البول في البيت جالسا ج 1 ص26 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص44 ح 119 .

( 223 )

البصرة ، يكنى أبا بسطام ، أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين ، وجانب الضعفاء والمتروكين ، وعده من رجال الشيعة جماعة من جهابذة أهل السنة ، كابن قتيبة في معارفه والشهرستاني في الملل والنحل ( 252 ) واحتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 253 ) ، وحديثه ثابت في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابي اسحاق السبيعي ، واسماعيل بن ابي خالد ، ومنصور ، والاعمش ، وغير واحد ، روى عنه عند كل من البخاري ومسلم محمد بن جعفر ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعثمان بن جبلة ، وغير واحد . كان مولده سنة ثلاث وثمانين ، ومات سنة ستين ومئة ، رحمه الله تعالى .

ص
42 ـ صعصعة بن صوحان ـ بن حجر بن الحارث العبدي ، ذكره الامام ابن قتيبة في ص 206 من المعارف في سلك المشاهير من رجال الشيعة ، وأورده ابن سعد في ص 154 من الجزء 6 من طبقاته فقال : كان من أصحاب الخطط بالكوفة ، وكان خطيبا ، وكان من أصحاب علي ، وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان ابنا صوحان ، وكان
( 252 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 ، الملل والنحل للشهرستاني بهامش الفصل ج 2 ص 27 .
( 253 ) روى عنه في : صحيح البخاري ك العلم ب عظة الامام النساء ج 1 ص 33 ، صحيح مسلم باب التحذير من الكذب ج 1 ص 6 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 297 ح 3797 ، سنن ابي داود ج 1 ص 2 ح 5 و 6 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 76 ، سنن النسائي ك الطهارة باب الاستنجاء بالماء ج 1 ص 42 .

( 224 )

سيحان الخطيب قبل صعصعة ، وكانت الراية يوم الجمل في يده (1) فقتل ، فأخذها زيد فقتل ، فأخذها صعصعة ( قال ) وقد روى صعصعة عن علي ، وروى عن عبد الله بن عباس ، وكان ثقة ، قليل الحديث . اهـ . وذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب فقال : كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لم يلقه ولم يره ، صغر عن ذلك ( 254 ) .
وكان سيدا من سادة قومه ـ عبدالقيس ـ وكان فصيحا خطيبا ، عاقلا لسنا ، دينا فاضلا بليغا ؛ يعد في اصحاب علي رضي الله عنه ، ثم نقل عن يحيى بن معين القول : بأن صعصعة وزيدا وسيحان بني صوحان كانوا خطباء ، وأن زيدا وسيحان قتلا يوم الجمل ، وأورد قضية أشكلت على عمر أيام خلافته ، فقام خطيبا في الناس فسألهم عما يقولون فيها ، فقام صعصعة وهو غلام شاب فأماط الحجاب ، وأوضح منهاج الصواب ، فأذعنوا لقوله ، وعملوا برأيه ، ولا غرو فإن بني صوحان من هامات العرب ، واقطاب الفضل والحسب ، ذكرهم ابن قتيبة في باب المشهورين من الاشراف ، واصحاب السلطان من المعارف(2) . فقال : بنو صوحان هم زيد بن صوحان ، وصعصعة بن صوحان ، وسيحان ابن صوحان ، من
____________
(1) كما كان أحد الامراء في قتال أهل الردة فيما ذكره ابن حجر حيث أورد سيحان بن صوحان في القسم الاول من اصابته . ( منه قدس )
(2) راجع عنه ص 138 . ( منه قدس )

( 254 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 ، الطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 221 ط دار صادر ، الاستيعاب بهامش الاصابة ج 2 ط السعادة .
( 225 )

بني عبدالقيس ، ( قال ) فأما زيد فكان من خيار الناس ؛ روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ، زيد الخير الاجذم ، وجندب ما جندب ، فقيل يا رسول الله اتذكر رجلين ؟ فقال : اما احدهما فتسبقه يده إلى الجنة بثلاثين عاما ، واما الآخر فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل ـ ( قال ) فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء ، فقطعت يده ، وشهد مع علي يوم الجمل ، فقال : يا أمير المؤمنين ما أراني إلا مقتولا ؛ قال : وما علمك بذلك يا أبا سلمان ؟ قال : رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني ، فقتله عمرو بن يثربي ، وقتل أخاه سيحان يوم الجمل ( 255 ) . قلت : لا يخفى أن إخبار النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بتقدم يد زيد على سائر جسده وسبقها إياه إلى الجنة ، معدود عند المسلمين كافة من أعلام النبوة ، وآيات الاسلام ، وأدلة اهل الحق ، وكل من ترجم زيدا ذكر هذا ، فراجع ترجمته من الاستيعاب والاصابة وغيرهما ، والمحدثون أخرجوه بطرقهم المختلفة فزيد ـ على تشيعه ـ مبشر بالجنة ، والحمد لله رب العالمين . وصعصعة بن صوحان ، ذكره العسقلاني في القسم الثالث من إصابته . فقال : له رواية عن عثمان وعلي ، وشهد صفين مع علي ، وكان خطيبا فصيحا ، وله مع معاوية مواقف ، ( قال ) وقال الشعبي : كنت أتعلم منه الخطب (1) وروى عنه
____________
(1) قيل للشعبي ـ كما في ترجمة رشيد الهجري من ميزان الذهبي ـ : ما لك تعيب أصحاب علي وإنما علمك عنهم ؟ قال : عمن ؟ فقيل له عن الحارث وصعصعة ، قال : أما صعصعة فكان خطيبا تعلمت منه الخطب ، وأما الحارث فكان حاسبا تعلمت منه الحساب . ( منه قدس )
( 255 ) المعارف لابن قتيبة ص 402 .
( 226 )

أيضا ابواسحاق السبيعي ، والمنهال بن عمرو ، وعبدالله بن بريدة ، وغيرهم . ( قال ) وذكر العلائي في أخبار زياد : أن المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة أو إلى البحرين ، وقيل إلى جزيرة ابن كافان ، فمات بها . ا هـ . ( 256 ) ؛ كما مات أبو ذر من قبله بالربذة . وقد ذكر الذهبي صعصعة ، فقال : ثقة معروف ( 257 ) . نقل القول بوثاقته عن ابن سعد ، وعن النسائي ، ووضع على اسمه الرمز إلى احتجاج النسائي به ( 258 ) ، قلت : ومن لم يحتج به ، فإنما يضر نفسه ، وما ظلموه ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .

ط
43 ـ طاووس بن كيسان ـ الخولاني الهمداني اليماني ، ابوعبدالرحمن ، وأمه من الفرس ، وأبوه من النمر بن قاسط ، مولى بجير بن ريسان الحميري ، أرسل اهل السنة كونه من سلف الشيعة ارسال المسلمات ، وعده من رجالهم كل من الشهرستاني في الملل والنحل ، وابن قتيبة في المعارف ( 259 ) وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة ( 260 ) وغيرهم ،
( 256 ) الاصابة لابن حجر ج 2 ص 200 ط السعادة وج 2 ص 192 ط مصطفى محمد .
( 257 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 315 .
( 258 ) روي عنه في : سنن النسائي ك الزينة ب خاتم الذهب ج 8 ص 166 .
( 259 ) الملل والنحل بهامش الفصل ج 2 ص 27 ، المعارف لابن قتيبة ص 624 .
( 260 ) روى عنه في : صحيح البخاري ك الحيض ب المرأة تحيض بعد الافاضة ج 1 ص 85 ، صحيح مسلم ك الصلاة ب أعضاء السجود ج 1 ص 203 ، صحيح الترمذي ج 1 ص 47 ح 70 ، سنن ابي داود ج 1 ص 6 ح 20 ، سنن ابن ماجة ج 2 ص 991 ح 2977 .

( 227 )

ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن ابن عباس ، وابن عمر ، وأبي هريرة ، وحديثه في صحيح مسلم عن كل من عائشة ، وزيد بن ثابت ، وعبدالله عمرو ، وروى عنه عند البخاري ومسلم كل من مجاهد وعمرو بن دينار ، وابنه عبدالله ، وروى عنه عند البخاري فقط الزهري ، وعند مسلم غير واحد من الاعلام ، وتوفي حاجا بمكة قبل يوم التروية بيوم ، وذلك في سنة ست ومئة او أربع ومئة ، وكان يوما عظيما ، وقد حمل عبدالله بن الحسن بن أمير المؤمنين نعشه على كاهله يزاحم الناس في ذلك حتى سقطت قلنسوة كانت على رأسه ، ومزق رداؤه من خلفه (1) ( 261 ) .

ظ
44 ـ ظالم بن عمرو ـ بن سفيان ابوالاسود الدؤلي ، حاله في التشيع والاخلاص في ولاية علي والحسين وسائر أهل البيت عليهم السلام ، أظهر من الشمس (2) لا حاجة بنا إلى بيانها ، وقد استقصينا الكلام فيها حيث ذكرناه في كتابنا ـ مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام ( 262 ) ـ على أن تشيعه مما لم يناقش فيه أحد ، ومع ذلك
____________
(1) روى هذا ابن خلكان في ترجمة طاووس من وفيات الاعيان . ( من قدس )
(2) وحسبك في إثبات ذلك ما ذكره ابن حجر في أحواله من القسم الثالث من الاصابة ص241 ج2 . ( منه قدس )

( 261 ) وفيات الاعيان ج 2 ص 509 ط دار صادر وج 2 ص 194 ط السعادة .
( 262 ) مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام ص 20 ـ 29 .

( 228 )

فقد احتج به أصحاب الصحاح الستة ( 263 ) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن عمر ابن الخطاب ، وله في صحيح مسلم عن ابي موسى ، وعمران بن حصين ، روى عنه يحيى بن يعمر في الصحيحين ، وروى عنه في صحيح البخاري عبدالله بن بريدة ، وفي صحيح مسلم روى عنه ابنه ابوحرب . توفي رحمه الله تعالى ، بالبصرة سنة تسع وستين في الطاعون الجارف ، وعمره خمس وثمانون سنة ( 264 ) ، وهو الذي وضع علم النحو على قواعد أخذها عن أمير المؤمنين ، كما فصلناه في مختصرنا ( 265 ) .

ع
45 ـ عامر بن وائلة ـ بن عبدالله بن عمرو الليثي المكي ابوالطفيل ، ولد عام أُحد ، وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وآله ثمان سنين ، عده ابن قتيبة في كتابه المعارف في أول الغالية من الرافضة ، وذكر : انه كان صاحب راية المختار ، وآخر الصحابة موتا ( 266 ) ، وذكره ابن عبدالبر في الكنى من الاستيعاب فقال : نزل الكوفة ، وصحب عليا في مشاهده كلها ، فلما قتل علي ، انصرف إلى
( 263 ) روي عنه في : صحيح البخاري ك بدء الخلق ج 4 ص 156 ، صحيح مسلم ك الايمان ب بيان حال ايمان من رغب عن أبيه ج 1 ص 45 ، سنن النسائي ك الزينة ب الخضاب ج 8 ص 139 ، سنن ابن ماجة ج 2 ص 777 ح 2319 .
( 264 ) الكامل في التاريخ ج 4 ص 305 .
( 265 ) مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام ص 25 . وراجع : تـسيس الشيعة لعلوم الإسلام .
( 266 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 .

( 229 )

مكة ـ إلى أن قال ـ : وكان فاضلا عاقلا ، حاضر الجواب فصيحا ، وكان متشيعا في علي رضي الله عنه ، وقال : قدم ابوالطفيل يوما على معاوية فقال : كيف وجدك على خليلك ابي الحسن ؟ قال : كوجد ام موسى على موسى ، وأشكو إلى الله التقصير ؛ وقال له معاوية : كنت فيمن حصر عثمان قال : لا ولكني كنت فيمن حضره ؛ قال : فما منعك من نصره ؟ قال : وأنت فما منعك من نصره ؟ إذ تربصت به ريب المنون ، وكنت في أهل الشام وكلهم تابع لك فيما تريد ، فقال له معاوية : أو ما ترى طلبي لدمه نصرة له ، قال : إنك لكما قال أخو جعف :
لالفينك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادا ( 267 )

روى عنه كل من الزهري ، وابي الزبير ، والجريري ، وابن ابي حصين ، وعبدالملك بن ابجر ، وقتادة ، ومعروف ، والوليد بن جميع ، ومنصور بن حيان ، والقاسم بن ابي بردة ، وعمرو بن دينار ، وعكرمة ابن خالد ، وكلثوم بن حبيب ، وفرات القزاز ، وعبدالعزيز بن رفيع ، فحديثهم جميعا عنه موجود في صحيح مسلم ( 268 ) ، وقد روى ابو الطفيل عند مسلم في الحج عن رسول الله ، وروى صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وروى في الصلاة ودلائل النبوة عن معاذ بن
( 267 ) الاستيعاب لابن عبدالبر بهامش الاصابة ج 4 ص 115 .
( 268 ) روى عنه في : صحيح مسلم ك الفضائل ب كان النبي مليح الوجه ج 2 ص 331 ، صحيح البخاري ك العلم ب من خص بالعلم ج 1 ص 41 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 297 ح 3797 ، سنن ابي داود ج 4 ص 267 ح 4864 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 79 ح 218 .

( 230 )

جبل ، وروى في القدر عن عبدالله بن مسعود ، وروى عن كل من علي ، وحذيفة بن اسيد ، وحذيفة بن اليمان ، وعبدالله بن عباس ، وعمر بن الخطاب ، كما يعلمه متتبعو حديث مسلم والباحثون عن رجال الاسانيد في صحيحه ( 269 ) . مات ابوالطفيل رحمه الله تعالى بمكة سنة مئة وقيل سنة اثنين ومئة ، وقيل : سنة سبع ومئة ، وقيل : سنة عشر ومئة ، وأرسل ابن القيسراني انه مات سنة عشرين ومئة ، والله أعلم .
46 ـ عباد بن يعقوب ـ الاسدي الرواجني الكوفي ، ذكره الدارقطني ، فقال : عباد بن يعقوب شيعي صدوق ، وذكره ابن حبان فقال : كان عباد بن يعقوب داعية إلى الرفض ، وقال ابن خزيمة : حدثنا الثقة في روايته المتهم في دينه ، عباد بن يعقوب ، وعباد هو الذي روى عن الفضل بن القاسم ، عن سفيان الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن ابن مسعود ، أنه كان يقرأ ، ( وكفى الله المؤمنين القتال ) ( 270 ) بعلي ، وروى عن شريك عن عاصم ، عن ذر ، عن عبدالله ، قال رسول الله
( 269 ) صحيح مسلم ج 2 ص 331 .
( 270 ) قوله تعالى : ( وكفى الله المؤمنين القتال ) الاحزاب : 25 : أي بعلي كما في ترجمة الامام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 ص 420 ح 920 ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 234 ط الحيدرية وص 110 ط الغري ، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 2 ص 3 ح 629 و 630 و 631 و 632 و 633 ، الدر المنثور للسيوطي ج 5 ص 192 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 94 ط اسلامبول وص 108 ط الحيدرية وج 1 ص 92 ط العرفان بصيدا ، ميزان الاعتدال للذهبي ج 2 ص 380 ، احقاق الحق للتستري ج 3 ص 376 .

( 231 )

صلى الله عليه وآله : « إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ( 271 ) » أخرجه الطبري وغيره ، وكان عباد يقول : من من لم يتبرأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد حشر معهم ، وقال : ان الله تعالى لاعدل من ان يدخل طلحة والزبير الجنة ، قاتلا عليا بعد ان بايعاه ، وقال صالح بن جزرة : كان عباد بن يعقوب يشتم عثمان ، وروى عبادان الاهوازي عن الثقة : أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف ( 272 ) . قلت : ومع ذلك كله فقد أخذ عنه أئمة السنة ، كالبخاري ، والترمذي ، وابن ماجة ، وابن خزيمة ، وابن ابي داود ( 273 ) ، فهو شيخهم ومحل ثقتهم ، وذكره الذهبي في ميزانه فقال : من غلاة الشيعة ورؤوس البدع ،
( 271 ) قال الرسول ( ص ) « إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه » .
يوجد في : تاريخ الطبري ج 10 ص 58 ، وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 216 و 221 ط 2 مطبعة المدني بمصر وص 111 و 113 ط ايران ، ميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 572 وج 2 ص 380 و 613 ، النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ص 45 ، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي ج 1 ص 185 ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج 15 ص 176 ط مصر بتحقيق محمد ابوالفضل ، تقوية الايمان برد تزكية بن ابي سفيان ص 90 ، تاريخ بغداد ج 12 ص 181 ، تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 428 وج 5 ص 110 ، كنوز الحقائق للمناوي بهامش الجامع الصغير للسيوطي ج 1 ص 16 ط الميمنية ، تاريخ ابي الفداء ج 2 ص 61 ، مقتل الحسين للمقرم ص 7 ط 4 الاداب . وهذا الحديث صحيح السند راجع الغدير للاميني ج 10 ص 142 ـ 148 .
( 272 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 379 ، تهذيب التهذيب ج 5 ص 109 .
( 273 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ج 5 ص 153 ح 3705 .

( 232 )

لكنه صادق الحديث ثم استرسل فنقل كل ما ذكرناه من أحواله ( 274 ) روى عنه البخاري بلا واسطة في التوحيد من صحيحه . ومات ، رحمه الله تعالى ، في شوال سنة خمسين ومئتين ، وكذب القاسم بن زكريا المطرز ، فيما نقله عن عباد مما يتعلق في حفر والبحر وجريان مائه ( 275 ) ، نعوذ بالله من ارجاف المرجفين بالمؤمنين ، والله المستعان على ما يصفون .
47 ـ عبدالله بن داود ـ ابوعبدالرحمن الهمداني الكوفي ، سكن الحربية من البصرة ، وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه ( 276 ) واحتج به البخاري في صحيحه ( 377 ) ، ودونك حديثه في الصحيح عن الاعمش ، وهشام بن عروة وابن جريح ، روى عنه في صحيح البخاري ؛ مسدد ، وعمرو بن علي ، ونصر بن علي ، في مواضع . مات في سنة اثنتي عشر ومئتين .
48 ـ عبدالله بن شداد ـ بن الهاد ، واسم الهاد اسامة بن عمرو بن عبدالله بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث الليثي الكوفي ابوالوليد ، صاحب امير المؤمنين ، وأمه سلمى بنت عميس الخثعمية ، أخت اسماء فهو ابن خالة عبدالله بن جعفر ، ومحمد بن
( 274 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 379 .
( 275 ) تهذيب التهذيب ج 5 ص 110 .
( 276 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 .
( 277 ) روى عنه في : صحيح البخاري ك بدء الخلق ب ويؤثرون على انفسهم ج 4 ص 226 ، سنن ابي داود ج 4 ص 297 ح 4989 .

( 233 )

ابي بكر ، وأخو عمارة بنت حمزة بن عبد المطالب لأمها ، ذكره ابن سعد فيمن نزل الكوفة من أهل الفقه والعلم من التابعين ، وقال في آخر ترجمته ـ وهي في ص 86 من الجزء السادس من الطبقات ـ : وخرج عبدالله بن شداد مع من خرج من القراء على الحجاج أيام عبدالرحمن بن محمد بن الاشعث فقتل يوم دجيل . قال : وكان ثقة فقيها كثير الحديث متشيعا ( 278 ) اهـ . قلت : كانت هذه الوقعة سنة احدى وثمانين ، وقد احتج أصحاب الصحاح كلهم ( 279 ) ، وسائر الائمة بعبدالله بن شداد ، روى عنه ابو اسحاق الشيباني ، ومعبد بن خالد ، وسعد بن ابراهيم ، فحديثهم عنه موجود في الصحيحين وغيرهما من كتب الصحاح والمسانيد ، سمع عند البخاري ومسلم ، عليا وميمونة وعائشة .
49 ـ عبدالله بن عمر ـ بن محمد بن ابان بن صالح بن عمير القرشي الكوفي الملقب مشكدانة ، شيخ مسلم ، وابي داود ، والبغوي ، وخلق من طبقتهم أخذوا عنه ، ذكره ابوحاتم فقال : صدوق، ويروى عنه انه شيعي ، وذكره صالح بن محمد بن جزرة فقال : كان غاليا في التشيع ، ومع ذلك فقد روى عبدالله بن احمد عن أبيه ، قال : مشكدانة ثقة ، وذكره الذهبي في الميزان فقال : صدوق صاحب حديث سمع ابن المبارك ، والداوردي ، والطبقة ، وعنه مسلم ، وابوداود والبغوي ، وخلق ،
( 278 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 126 ط دار صادر .
( 279 ) روى عنه في : صحيح البخاري ك الحيض ب مباشرة الحائض ج 1 ص 78 ، صحيح مسلم ك الصلاة ب الاعتراض بين يدي المصلي ج 1 ص 210 ، صحيح الترمذي ج 1 ص 302 ح 482 ، سنن ابي داود ج 4 ص 329 ح 5112 ، سنن النسائي ك المساجد ب السجود على الخمرة ج 2 ص 57 .

( 234 )

ووضع على اسمه رمز مسلم ، وابي داود ، إشارة إلى احتجاجهما به ، ونقل من العلماء فيه ما قد سمعت ، وذكر انه مات سنة تسع وثلاثين ومئتين ( 280 ) . قلت : ودونك حديثه في صحيح مسلم (281 ) عن عبدة بن سليمان ، وعبدالله بن المبارك ، وعبدالرحمن بن سليمان ، وعلي بن هاشم ، وابي الاحوص ، وحسين بن علي الجعفي ، ومحمد بن فضيل ، في الفتن روى عنه مسلم بلا واسطة ، وقال ابو العباس السراج : مات سنة ثمان او سبع وثلاثين ومئتين .
50 ـ عبدالله بن لهيعة ـ بن عقبة الحضرمي قاضي مصر وعالمها ، عده ابن قتيبة في معارفه ( 282 ) من رجال الشيعة ، وذكره ابن عدي ـ كما في ترجمة ابن لهيعة من الميزان ـ فقال : مفرط في التشيع ، وروى ابويعلى عن كامل بن طلحت فقال : حدثنا ابن لهيعة ، حدثني حي بن عبدالله المغافري ، عن ابي عبد الرحمن الحبلي عن عبدالله بن عمرو : ان رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال في مرضه : « ادعوا لي اخي ، فدعي أبو بكر فاعرض عنه ! ثم قال ادعوا لي اخي ، فدعي له عثمان فاعرض عنه ، ثم دعي له علي فستره بثوبه واكب عليه ، فلما خرج من عنده قيل له : ما قال لك ؟ قال : علمني الف باب يفتح ألف باب . اهـ . ( 283 ) وقد ذكره الذهبي في ميزانه ووضع على اسمه دت ق اشارة إلى من اخرج عنه من اصحاب السنن ، ودونك حديثه في صحيحي
( 280 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 466 .
( 281 ) روى عنه في : صحيح مسلم ك الفتن
( 282 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 .
( 283 ) هذا الحديث سوف يأتي مع مصادره تحت رقم ( 806 ) فراجع .

( 235 )

الترمذي ، وابي داود ( 284 )، وسائر مسانيد السنة ، وقد ذكره ابن خلكان في وفياته فأحسن الثناء عليه ( 285 ) . روى عنه عند مسلم ابن وهب . ودونك حديثه في صحيح مسلم عن يزيد ابن ابي حبيب ، وقد ذكره ابن القيسراني في كتابه ـ الجمع بين كتابي ابي نصر الكلاباذي وابي بكر الاصبهاني ـ في رجال البخاري ومسلم . مات ابن لهيعة يوم الاحد منتصف ربيع الاخر سنة اربع وسبعين ومئة .
51 ـ عبدالله بن ميمون ـ القداح المكي من أصحاب الامام جعفر بن محمد الصادق . احتج به الترمذي ( 286 ) ، وذكره الذهبي فوضع على اسمه رمز الترمذي إشارة إلى إخراجه عنه ، وذكر : انه يروي عن جعفر بن محمد وطلحة بن عمرو ( 287 ) .
52 ـ عبدالرحمن بن صالح الازدي ـ هو ابومحمد الكوفي . ذكره صاحبه وتلميذه عباس الدوري ، فقال : كان شيعيا ، وذكره ابن عدي فقال : احترق بالتشيع ، وذكره صالح بن جزرة فقال : كان يعترض عثمان ، وذكره ابوداود فقال : الف كتابا في مثالب الصحابة ، رجل سوء ، ومع ذلك فقد روى عنه عباس الدوري والامام البغوي ، وأخرج له
( 284 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ج 5 ص 262 ح 3721 ط دار الفكر ، سنن ابي داود ج 3 ص 8 ح 2497 .
( 285 ) وفيات الاعيان لابن خلكان ج 3 ص 38 ـ 39 ط دار صادر وج 2 ص 242 ط السعادة .
( 286 ) روى عنه في : صحيح الترمذي .
( 287 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 512 .

( 236 )

النسائي . وذكره الذهبي في ميزانه ( 288 ) فوضع على اسمه رمز النسائي ، اشارة إلى احتجاجه به ، ونقل من اقوال الائمة فيه ما سمعت . وذكر ان ابن معين وثقه . وأنه مات سنة خمس وثلاثين ومئتين . ودونك حديثه في السنن ( 289 ) عن شريك وجماعة من طبقته .
53 ـ عبدالرزاق بن همام ـ بن نافع الحميري الصنعاني ، كان من أعيان الشيعة وخيرة سلفهم الصالحين ، وقد عده ابن قتيبة في كتابه ـ المعارف ـ من رجالهم ( 290 ) ، وذكر ابن الاثير وفاته في آخر حوادث سنة 211 من تاريخه الكامل (1) فقال : وفيها توفي عبدالرزاق بن همام الصنعاني المحدث ، ( قال ) وهو من مشائخ أحمد ، وكان يتشيع ( 291 ) أهـ . وذكره المتقي الهندي اثناء البحث عن الحديث 5994 من كنزه فنص على تشيعه (2) ، وذكره الذهبي في ميزانه فقال : عبدالرزاق بن همام بن نافع الامام أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني احد الاعلام الثقات ، ثم استرسل في ترجمته إلى ان قال : وكتب شيئا كثيرا وصنف الجامع الكبير وهو خزانة علم ، ورحل الناس
____________
(1) ص 137 من جزئه السادس . ( منه قدس )
(2) راجع ص 391 من الجزء 6 من الكنز . ( منه قدس )

( 288 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 569 .
( 289 ) روى عنه في : سنن النسائي .
( 290 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 .
( 291 ) الكامل لابن الاثير ج 6 ص 406 ط دار صادر .

( 237 )

اليه ، احمد ، واسحاق ، ويحيى والذهلي ، والرمادي ، وعبد ، ثم اضاف في احواله إلى ان نقل كلام العباس بن عبدالعظيم في تكذيبه ، فانكر الذهبي عليه ذلك ، وقال : هذا ما وافق العباس عليه مسلم ، بل سائر الحفاظ ، وأئمة العلم يحتجون به ، ثم تتابع في ترجمته ، فنقل عن الطيالسي أنه قال : سمعت ابن معين يقول : سمعت من عبدالرزاق كلاما يوما فاستدللت به على تشيعه ، فقلت : إن اساتيذك الذين اخذت عنهم ، كلهم اصحاب سنة ، معمر ، ومالك وابن جريح ، وسفيان ، والاوزاعي ، فعمن اخذت هذا المذهب ـ مذهب التشيع ـ فقال : قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي ، فرأيته فاضلا حسن الهدي ، فأخذت هذا عنه ( 292 ) . قلت : يعترف عبدالرزاق في كلامه هذا بالتشيع ، ويدعي انه اخذه عن جعفر الضبعي ، لكن محمد بن ابي بكر المقدمي كان يرى ان جعفر الضبعي قد اخذ التشيع عن عبدالرزاق ، وكان يدعو على عبدالرزاق بسبب ذلك فيقول ـ كما في ترجمة جعفر الضبعي من الميزان ـ : فقدت عبدالرزاق ، ما افسد جعفرا غيره ـ يعني بالتشيع ( 293 ) ـ اهـ . وقد اكثر ابن معين من الاحتجاج بعبد الرزاق ، مع اعتراف عبدالرزاق بالتشيع امامه كما سمعت . وقال احمد بن ابي خيثمة (1) : قيل لابن معين ان احمد يقول : إن عبيدالله بن موسى يرد حديثه للتشيع ، فقال ابن معين : والله الذي لا إله إلا هو ان عبدالرزاق لاعلى في ذلك من عبيدالله مئة ضعف ، ولقد سمعت من عبدالرزاق أضعاف ما سمعت من
____________
(1) كما في ترجمة عبدالرزاق من الميزان . ( منه قدس )
( 292 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 609 ـ 614 .
( 293 ) نفس المصدر ج 1 ص 409 .

( 238 )

عبيدالله ( 294 ) وقال أبوصالح محمد بن اسماعيل الضراري (1) : بلغنا ونحن بصنعاء عند عبدالرزاق ان احمد وابن معين وغيرهما تركوا حديث عبدالرزاق او كرهوه ـ لتشيعه ـ فدخلنا من ذلك غم شديد ، وقلنا : قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا ، ثم خرجت مع الحجيج إلى مكة فلقيت بها يحيى فسألته ، فقال : يا أبا صالح لو ارتد عبدالرزاق عن الاسلام ما تركنا حديثه ( 295 ) وذكره ابن عدي فقال (2) : حدث باحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد ( 296 ) (3)
____________
(1) كما في ترجمة عبدالرزاق من الميزان أيضا . ( منه قدس )
(2) كما في ترجمة عبدالرزاق من الميزان ايضا . ( منه قدس )
(3) بل وافقه عليه المنصفون ، وعدوها في الصحاح بكل ارتياح ، وإنما خالفه فيها النواصب والخوارج ، فمنها ما رواه أحمد بن الازهر وهو حجة بالاتفاق ، قال : حدثني عبد الرزاق خلوة من حفظه ، أنبأنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيدالله ، عن ابن عباس ، ان رسول الله ( ص ) نظر إلى علي فقال : انت سيد في الدنيا سيد في الآخرة من أحبك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، وحبيبك حبيب الله وبغيضك بغيض الله ، والويل لمن أبغضك . ا هـ . اخرجه الحاكم في ص 128 من الجزء 3 من المستدرك ، ثم قال : صحيح على شرط . الشيخين ، ومنها ما رواه عبدالرزاق عن معمر ، عن ابن نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قالت فاطمة : يا رسول الله زوجتني عائلا لا مال له ،
=

( 294 ) المصدر ج 2 ص 611 .
كما في ترجمة عبد الرزاق من الميزان ( من قدس ) .
( 295 ) نفس المصدر ج 2 ص 162 . .
( 296 ) هذان الحديثان اللذين قد ذكرهما في الهامش سوف يأتيان مع مصادرهما تحت رقمي ( 574 و 582 ) .

( 239 )

وبمثالب لغيرهم مناكير (1) ( 298 ) ونسبوه إلى التشيع . أهـ . قلت : ومع ذلك فقد قيل لاحمد بن حنبل (2) هل رأيت أحسن حديثا من عبد الرزاق ؟ قال : لا ( 299 ) ، وأخرج ابن القيسراني في آخر ترجمة عبدالرزاق من كتابه ـ الجمع بين رجال الصحيحين ـ بالاسناد إلى الامام احمد ، قال : اذا اختلف الناس في حديث معمر ، فالقول : ما قال عبدالرزاق ( 300 ) . اهـ . وقال مخلد الشعيري : كنت عند عبدالرزاق فذكر رجل معاوية ، فقال عبدالرزاق (3) لا تقذر مجلسنا بذكر ولد ابي سفيان ، وعن زيد ابن المبارك قال : كنا عند عبدالرزاق فحدثنا
____________
=
قال : اما ترضين ان اطلع الله إلى اهل الارض فاختار منهم رجلين ، فجعل احدهما اباك ، والآخر بعلك . قلت : وهذا الحديث قد اخرجه الحاكم في ص 129 من الجزء 3 من المستدرك من طريق سريح بن يونس ، عن ابي حفص عن الاعمش عن ابي صالح ، عن ابي هريرة مرفوعا . ( منه قدس )
(1) حاش‍ا لله ان تكون مناكير الا عند معاوية او فئته الباغية ، فمنها ما رواه عبدالرزاق عن ابن عيينة ، عن علي بن زيد بن جذعان ، عن ابي نضرة ، عن ابي سعيد مرفوعا : إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ( منه قدس ) .
(2) كما في ترجمة عبدالرزاق من الميزان . ( منه قدس ) .
(3) كما في ترجمته من الميزان . ( منه قدس )

( 297 ) تاريخ الطبري ج 10 ص 58 . وقد تقدم الحديث مع مصادره تحت رقم ( 271 ) فراجع .
( 298 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 610 .
( 299 ) نفس المصدر ج 2 ص 614 .
( 300 ) الجمع بين الصحيحين للقيسراني .

( 240 )

بحديث بن الحدثان ، فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس : جئت انت تطلب ميراثك من ابن أخيك ، وهذا جاء يطلب ميراث أمرأته من أبيها ، قال عبدالرزاق ـ كما في ترجمته من الميزان ـ : انظر إلى هذه الانوك ؛ يقول : من ابن أخيك ؟ من أبيها ؟ لا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( 301 ) . قلت : ومع هذا فقد أخذوا بأجمعهم عنه ، واحتجوا على بكرة أبيهم به ، حتى قيل ـ كما في ترجمته من وفيات ابن خلكان ـ : ما رحل الناس إلى احد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما رحلوا اليه ، قال في الوفيات : روى عنه أئمة الاسلام في زمانه ، منهم سفيان بن عيينة ، وهو من شيوخه ، واحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وغيرهم . اهـ . ( 302 ) قلت : ودونك حديثه في الصحاح كلها ، وفي المسانيد بأسرها ، فانها مشحونة منه ( 303 ) . كانت ولادته رحمه الله تعالى سنة ست وعشرين ومئة ، وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة ، وتوفي في شوال سنة إحدى عشرة ومئتين ، وأدرك من أيام الامام ابي عبدالله الصادق اثنتين وعشرين سنة (1) عاصره فيها ، ومات في أيام الامام ابي جعفر
____________
(1) لانه ، صلوات الله وسلامه عليه ، توفي سنة مئة وثمان وأربعين ، وله خمس وستون سنة . ( منه قدس )
( 301 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 610 و 611 .
( 302 ) وفيات الاعيان لابن خلكان ج 3 ص 216 ـ 217 ط دار صادر .
( 303 ) روي عنه في كل من : صحيح البخاري ك الشهادات ب إذا تسارع قوم في اليمين ج 3 ص 161 ، صحيح مسلم ك الطهارة ب الائتمار ج 1 ص 119 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 324 ح 3865 ، سنن ابي داود ج 4 ص 241 ح 4757 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 8 ح 16 و 27 ، سنن النسائي ك الطهارة ب التسمية عند الوضوء ج 1 ص 61 .

( 241 )

الجواد قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بتسع سنين (1) حشره الله في زمرتهم ، كما أخلص لله عز وجل في ولايتهم .
54 ـ عبدالملك بن أعين ـ أخو زرارة ، وحمران ، وبكير ، وعبدالرحمن ، وملك ، وموسى ، وضريس ، وأم الاسود بني أعين ، وكلهم من سلف الشيعة ، وقد فازوا بالقدح المعلى من خدمة الشريعة ، ولهم ذرية مباركة صالحة ، وهي على مذهبهم ومشربهم . اما عبدالملك فقد ذكره الذهبي في ميزانه فقال ـ عبدالملك بن أعين (ع خ م) ـ عن أبي وائل وغيره ، قال أبوحاتم : صالح ، وقال ابن معين : ليس بشيء ، وقال آخر . هو صدوق يترفض ، قال ابن عيينة : حدثنا عبد الملك وكان رافضيا ، وقال ابوحاتم : من عتق الشيعة صالح الحديث ، حدث عنه السفيانان ،
____________
(1) لان وفاة الجواد ، عليه السلام ، كانت سنة مئتين وعشرين وله خمس وعشرون . سنة ، وأخطأ من قال ان عبدالرزاق روى عن الباقر ، فان الباقر توفي ، عليه الصلاة والسلام ، سنة اربع عشر ومئة ، وله سبع وخمسون سنة ، قبل مولد عبدالرزاق باثني عشر عاماً(*) . ( منه قدس )
(*) اختلف في سنة وفاة الإمام الباقر عليه السلام على ستة أقوال فقيل توفي :
1 ـ سنة 127 هـ 2 ـ سنة 118 هـ 3 ـ سنة 117 هـ 4 ـ سنة 116 هـ 5 ـ سنة 114 هـ وهو المشهور 6 ـ سنة 113 هـ .
كما اختلف في مقدار عمره الشريف على سبعة أقوال : 1 ـ أنه توفي وله من العمر ( 73 سنة ) 2 ـ 63 سنة 3 ـ 61 سنة 4 ـ 60 سنة 5 ـ توفي وعمره ( 58 سنة ) وهو المشهور 6 ـ عمره ( 56 سنة ) 7 ـ عمره ( 55 سنة ) . راجع حياة الإمام محمد الباقر 2 / 392 وما بعدها .

( 242 )

واخرجا له مقرونا بغيره في حديث ( 304 ) . اهـ . قلت : وذكره ابن القيسراني في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ، فقال : عبدالملك بن أعين أخو حمران الكوفي وكان شيعيا ، سمع أبا وائل في التوحيد عند البخاري ، وفي الايمان عند مسلم ( 305 ) ، روى عنه سفيان بن عيينة عندهما ( 306 ) اهـ . قلت : مات في أيام الصادق ، فدعا له واجتهد في ذلك ، وترحم علي ، وروى أبوجعفر بن بابويه أن الصادق عليه السلام زار قبره بالمدينة ومعه أصحابه ( 307 ) ، فطوبى له وحسن مآب .
55 ـ عبيدالله بن موسى ـ العبسي الكوفي ، شيخ البخاري في صحيحه ذكره ابن قتيبة في أصحاب الحديث من كتابه المعارف (1) وصرح ثمة بتشيعه ، ولما أورد جملة من رجال الشيعة في باب الفرق من معارفه ( 308 ) (2) عده منهم أيضا وترجمه ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته فنص على تشيعه (3) وانه يروي أحاديث في التشيع ، فضعف بذلك عند
____________
(1) راجع منه ص 177 . ( منه قدس )
(2) ص 206 . ( منه قدس )
(3) ص 279 . ( منه قدس )

( 304 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 651 .
( 305 ) روى عنه في : صحيح البخاري ك التوحيد باب قول الله تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة ) ج 8 ص 185 ، صحيح مسلم ك الايمان ب وعيد من اقتطع حق مسلم ج 1 ص 69 .
( 306 ) الجمع بين الصحيحين للقيسراني ج 1 ص 315 ط حيدر آباد .
( 307 ) مشيخة الصدوق مطبوع في اخر من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 97 ط النجف .
( 308 ) المعارف لابن قتيبة ص 519 و 624 ط دار الكتب بمصر .

( 243 )

كثير من الناس ( قال ) وكان صاحب قرآن ( 309 )، وذكر ابن الاثير وفاته في آخر حوادث سنة 213 من كامله (1) فقال : وعبيدالله بن موسى العبسي الفقيه ، وكان شيعيا وهو من مشائخ البخاري في صحيحه ( 310 ) وذكره الذهبي في ميزانه فقال : عبيدالله بن موسى العبسي الكوفي شيخ البخاري ثقة في نفسه ، لكنه شيعي منحرف ، وثقه ابوحاتم وابن معين ( قال ) وقال ابوحاتم : ابونعيم أتقن منه ، وعبيدالله أثبتهم في اسرائيل ، وقال أحمد بن عبدالله العجلي : كان ـ عبيدالله بن موسى ـ عالما بالقرآن رأسا فيه ، ما رأيته رافعا رأسه وما رئي ضاحكا قط ، وقال ابوداود : كان ـ عبيدالله العبسي ـ شيعيا منحرفا . . . الخ ( 311 ) . وذكره الذهبي ـ في آخر ترجمة مطر بن ميمون من الميزان ـ أيضا فقال : عبيدالله ثقة شيعي ، وكان ابن معين يأخذ عن عبيدالله بن موسى ، وعن عبدالرزاق ، مع علمه بتشيعهما ( 312 ) ، قال احمد بن ابي خيثمة ـ كما في ترجمة عبدالرزاق ، من ميزان الذهبي ـ سألت ابن معين وقد قيل له : ان احمد يقول : ان عبيدالله بن موسى يرد حديثه للتشيع ، فقال ابن معين : كان ـ والله الذي لا إله إلا هو ـ عبدالرزاق أعلى في ذلك من عبيد الله مئة ضعف ،
____________
(1) ص 139 من جزئه السادس . ( منه قدس )

( 309 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 400 ط دار صادر . وثقه الحسكاني في شواهد التنزيل ج 1 ص 79 ط بيروت .
( 310 ) الكامل لابن الاثير ج 6 ص 139 .
( 311 ) الميزان للذهبي ج 3 ص 16 .
( 312 ) الميزان للذهبي ج 4 ص 128 .

( 244 )

ولقد سمعت من عبدالرزاق أضعاف ما سمعت من عبيدالله ( 313 ) . قلت : وقد احتج الستة وغيرهم بعبيدالله في صحاحهم ( 314 ) ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن شيبان بن عبدالرحمن ، اما حديثه في صحيح البخاري فعن كل من الاعمش ، وهشام بن عروة ، واسماعيل بن ابي خالد ، وأما حديثه في صحيح مسلم فعن اسرائيل ، والحسن بن صالح ، واسامة بن زيد ، روى عنه البخاري بلا واسطة ، وروى عنه بواسطة كل من اسحاق بن إبراهيم ، وابي بكر بن ابي شيبة ، واحمد بن اسحاق البخاري ، ومحمود بن غيلان ، واحمد بن ابي سريج ، ومحمد بن الحسن بن اشكاب ، ومحمد بن خالد الذهلي ، ويوسف بن موسى القطان ، اما مسلم فقد روى عنه بواسطة كل من الحجاج بن الشاعر ، والقاسم بن زكريا ، وعبدالله الدارمي ، واسحاق بن منصور ، وابن ابي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابراهيم بن دينار ، وابن نمير ، قال الذهبي في الميزان : مات سنة 213 ( قال ) : وكان ذا زهد وعبادة واتقان ( 315 ) . قلت : كانت وفاته مستهل ذي القعدة ، رحمه الله تعالى وقدس ضريحه .
56 ـ عثمان بن عمير ـ أبواليقطان الثقفي الكوفي البجلي ، يقال له : عثمان بن أبي زرعة ، وعثمان بن قيس ، وعثمان بن أبي حميد ، قال
( 313 ) الميزان للذهبي ج 2 ص 611 .
( 314 ) روى عنه في : صحيح البخاري ك الايمان ب بني الاسلام على خمس ج 1 ص 8 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 320 ح 3854 ، سنن ابي داود ج 4 ص 97 ح 4249 ، سنن النسائي ك السهوب السلام باليد ج 3 ص 64 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 44 ح 120 .
( 315 ) الميزان للذهبي ج 3 ص 16 .

( 245)

أبو أحمد الزبيري : كان يؤمن بالرجعة . وقال أحمد بن حنبل : ابو اليقظان خرج في الفتنة مع ابراهيم بن عبدالله بن حسن ، وقال ابن عدي : رديء المذهب يؤمن بالرجعة ، على ان الثقات قد رووا عنه مع ضعفه ( 316 ) . قلت : كانوا اذا أرادوا تنقيص المحدث الشيعي والحط من قدره نسبوا اليه القول بالرجعة ، وبذلك ضعفوا عثمان بن عمير ، حتى قال ابن معين : ليس بشيء . ومع كل ما تحاملوا به عليه ، لم يمتنع مثل الاعمش ، وسفيان ، وشعبة ، وشريك ، وأمثالهم من طبقتهم عن الاخذ عنه ، وقد أخرج له أبو داود والترمذي ( 317 ) وغيرهما في سننهم ، محتجين به ، ودونك حديثه عندهم عن أنس وغيره . وقد ذكره الذهبي في ميزانه فنقل من أحواله وأقوال العلماء فيه ما قد سمعت ، ووضع على اسمه د ت ق رمزا إلى من أخرج له اصحاب السنن .
57 ـ عدي بن ثابت ـ الكوفي ، ذكره ابن معين فقال : شيعي مفرط وقال الدارقطني : رافضي غال وهو ثقة ، وقال الجوزجاني : مائل عن القصد ، وقال المسعودي : ما أدركنا أحدا أقول بقول الشيعة من عدي ابن ثابت ، وذكره الذهبي في ميزانه فقال : هو عالم الشيعة ، وصادقهم ، وقاضيهم ، وامام مسجدهم ، ولو كانت الشيعة مثله لقل شرهم ( 318 ) ، ثم استرسل في ترجمته فنقل من أقوال العلماء فيه كلما سمعت ، ونقل توثقه عن الدارقطني ، واحمد بن حنبل ، واحمد العجلي ، وأحمد
( 316 ) الميزان للذهبي 3 ص 50 .
( 317 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ، سنن أبي داود .
( 318 ) الميزان للذهبي ج 3 ص 61 .

( 246 )

النسائي ، ووضع على اسمه الرمز إلى أن أصحاب الصحاح الستة مجمعة على الاخراج عنه ( 319 ) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من البراء من عازب ، وعبدالله بن يزيد وهو جده لأمه ، وعبدالله بن أبي أوفى ، وسليمان بن صرد ، وسعيد بن جبير ، اما حديثه عن زر بن حبيش ، وابن حازم الاشجعي ، فانما هو في صحيح مسلم ، روى عنه الأعمش ، ومسعر ، وسعيد ، ويحيى ابن سعيد الانصاري ، وزيد بن أبي أنيسة ، وفضيل بن غزوان .
58 ـ عطية بن سعد ـ بن جنادة العوفي ابوالحسن الكوفي التابعي الشهير ، ذكره الذهبي في الميزان فنقل عن سالم المرادي بأن عطية : كان يتشيع ( 320 ) ، وذكره الامام ابن قتيبة ـ في أصحاب الحديث من المعارف تبعا لحفيده العوفي القاضي ـ اعني الحسين بن الحسن بن عطية المذكور ـ فقال : وكان عطية بن سعد فقيها في زمن الحجاج ، وكان يتشيع ، وحيث اورد ابن قتيبة بعض رجال الشيعة في باب الفرق من المعارف ، عد عطية العوفي منهم ايضا ( 321 ) ، وذكره ابن سعد في الجزء السادس من طبقاته (1) بما يدل على رسوخ قدمه وثباته في التشيع ، وان
____________
(1) ص 212 . ( منه قدس )
( 319 ) روى عنه في : صحيح البخاري ك بدء الخلق ب حب الانصار من الايمان ج 1 ص 48 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 306 ح 3819 و 3871 ، سنن ابي داود ج 3 ص 111 ح 2860 ، سنن النسائي ك النكاح ب نكاح ما نكح الاباء ج 6 ص 109 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 42 ح 114 و 116
( 320 ) الميزان للذهبي ج 3 ص 79 .
( 321 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 .

( 247 )

اباه سعد بن جنادة كان من اصحاب علي ، وقد جاء‌ه وهو في الكوفة ، فقال : يا أمير المؤمنين انه ولد لي غلام فسمه ، قال عليه السلام : هذا عطية الله ، فسمي عطية . قال ابن سعد : وخرج عطية مع ابن الاشعث على الحجاج ، فلما انهزم جيش ابن الاشعث هرب عطية إلى فارس ، فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم : أن ادع عطية فان لعن علي بن أبي طالب والا فاضربه اربعمئة سوط ، واحلق رأسه ولحيته ، فدعاه فأقرأه كتاب الحجاج ، فأبى عطية ان يفعل ، فضربه اربعمئة سوط ، وحلق رأسه ولحيته فلما ولي قتيبة خراسان خرج عطية اليه ، فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن هبيرة العراق ، فكتب اليه عطية يسأله الاذن له في القدوم ، فأذن له ، فقدم الكوفة ، ولم يزل بها إلى ان توفي سنة إحدى عشرة ومئة ( قال ) : وكان ثقة وله احاديث صالحة ( 322 ) . اهـ . قلت : وله ذرية كلهم من شيعة آل محمد ( ص ) وفيهم فضلاء نبلاء ، أولو شخصيات بارزة ، كالحسين بن الحسن ابن عطية ، ولي قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث (1) ، ثم نقل إلى عسكر المهدي ، وتوفي سنة احدى ومئتين وكمحمد بن سعد بن الحسن ابن عطية ولي قضاء بغداد (2) وكان من المحدثين ، يروي عن ابيه سعد عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية .
ولنرجع إلى عطية . العوفي فنقول : احتج به أبوداود والترمذي ( 323 )
____________
(1) كما في ص 176 من معارف ابن قتيبة . ( منه قدس )
(2) يعلم ذلك من ترجمة جده سعد بن جنادة في القسم الاول من الاصابة . ( منه قدس )

( 322 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 304 ط دار صارد .
( 323 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ج 4 ص 110 ح 2716 ، سنن
=

( 248 )

ودونك حديثه في صحيحيهما عن ابن عباس ، وابي سعيد ، وابن عمر ، وله عن عبدالله بن الحسن عن ابيه ، عن جدته الزهراء سيدة نساء اهل الجنة ، اخذ عنه ابنه الحسن بن عطية ، والحجاج بن ارطاة . ومسعر ، والحسن ابن عدوان وغيرهم .
59 ـ العلاء بن صالح ـ التيمي الكوفي ، ذكره ابوحاتم فقال ـ كما في ترجمة العلاء من الميزان ـ ( 324 ) : كان من عتق الشيعة . قلت : ومع ذلك فقد احتج به ابوداود ، والترمذي ( 325 ) ، ووثقه ابن معين ، وقال ابو حاتم ، وابوزرعة ، لا بأس به ، ودونك حديثه عن يزيد بن ابي مريم والحكم بن عتيبة ، في صحيحي الترمذي وابي داود ، ومسانيد السنة ، ويروي عنه ابونعيم ، ويحيى بن بكير ، وجماعة من تلك الطبقة ، وهو غير العلاء بن أبي العباس الشاعر المكي ، لان العلاء الشاعر من مشايخ السفيانين ، وقد روى عن ابي الطفيل ، فهو متقدم على العلاء ابن صالح ، على ان ابن صالح كوفي ، والشاعر مكي ، وقد ذكرهما الذهبي في ميزانه ، ونقل القول : بأنهما من رجال الشيعة عن سلفه ، ولعلاء الشاعر مدائح في امير المؤمنين كحجج قاطعة ، وأدلة على الحق ساطعة ، وله مراثي في سيد الشهداء ، شكرها الله له ورسوله والمؤمنون .
=
ابي داود ج 3 ص 279 ح 3468 ، سنن ابن ماجة ج 2 ص 766 ح 2283 .
وكان من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام كما ذكره البرقي في رجاله .
( 324 ) الميزان للذهبي ج 3 ص 101 .
( 325 ) روى عنه في : صحيح الترمذي ج 1 ص 158 ح 249 ، سنن ابي داود ج 1 ص 289 ح 1106 ، سنن ابن ماجة ج 1 ص 44 ح 120 .

( 249 )

60 ـ علقمة بن قيس ـ بن عبدالله النخعي ابوشبل ، عم الاسود وابراهيم ابني يزيد ، كان من أولياء آل محمد صلى الله عليه وآله ، وعده الشهرستاني في الملل والنحل ( 326 ) من رجال الشيعة ، وكان من رؤوس المحدثين الذين ذكرهم ابواسحاق الجوزجاني ، فقال : كان من اهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ـ بسبب تشيعهم ـ هم رؤوس محدثي الكوفة . . . الخ ( 327 ) ، وكان علقمة ، وأخوه ابي من أصحاب علي ، وشهدا معه صفين ، فاستشهد أبي وكان يقال له أبي الصلاة لكثرة صلاته ، واما علقمة فقد خضب سيفه من دماء الفئة الباغية ، وعرجت رجله فكان من المجاهدين في سبيل الله ، ولم يزل عدوا لمعاوية حتى مات ، وقد كتب ابوبردة اسم علقمة في الوفد إلى معاوية أيام خلافته ، فلم يرض علقمة حتى كتب إلى ابي بردة : امحني امخني ، أخرج ذلك كله ابن سعد في ترجمة علقمة من الجزء 6 من الطبقات (1)( 328 ) . اما عدالة علقمة وجلالته عند اهل السنة مع علمهم بتشيعه فمن المسلمات ، وقد احتاج به اصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 329 ) ، ودونك حديثه في
____________
(1) راجع ترجمة علقمة ص 57 . ( منه قدس )
( 326 ) الملل والنحل للشهرستاني ج 1 ص 190 ط 2 دار المعرفة .
( 327 ) الميزان للذهبي ج 1 ص 66 .
( 328 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج 6 ص 86 ـ 92 ط دار صادر .
( 329 ) روي عنه في : صحيح البخاري ك الصلاة ب التوجه نحو القبلة ج 1 ص 104 ، صحيح مسلم ك الصلاة ب الندب إلى وضع الايدي على الركب ج 1 ص 216 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 257 ح 3712 ، سنن النسائي ك النكاح ب الحث على النكاح ج 6 ص 56 ، سنن ابن ماجة ج 2 ص 1397 ح 4173 .

( 250 )
صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابن مسعود ، وابي الدرداء وعائشة ، اما حديثه عن عثمان ، وابي مسعود ، ففي صحيح مسلم ، روى عنه في الصحيحين ابن أخيه ابراهيم النخعي ، وروى عنه في صحيح مسلم عبدالرحمن بن زيد ، وابراهيم بن يزيد ، والشعبي . مات رحمه الله تعالى سنة اثنتين وستين بالكوفة .
61 ـ علي بن بديمة ـ ذكره الذهبي في ميزانه ، فنقل القول عن احمد بن حنبل : بأنه صالح الحديث ، وأنه : رأس في التشيع ، وان ابن معين وثقه ، وانه يروي عن عكرمة وغيره ، وان شعبة ومعمر أخذا عنه (330 ) . وقد وضع على اسمه الرمز إلى ان أصحاب السنن ( 331 ) أخرجوا عنه .
62 ـ علي بن الجعد ـ ابوالحسن الجوهري البغدادي مولى بني هاشم ، أحد شيوخ البخاري ، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتاب المعارف ( 332 ) ، يروى عنه ـ كما في ترجمته من الميزان ( 333 ) ـ : أنه مكث ستين سنة يصوم يوما ويفطر يوما ، وقد ذكره ابن القيسراني في كتابه
( 330 ) الميزان للذهبي ج 3 ص 115 .
( 331 ) روى عنه في صحيح الترمذي ج 4 ص 319 ح 5040 ، سنن ابي داود ج 3 ص 331 ح 3696 ، سنن ابن ماجة ج 2 ص 1389 ح 4148 .
( 332 ) المعارف لابن قتيبة ص 624 ط دار الكتب .
( 333 ) الميزان للذهبي ج 3 ص 116 .