نقد الرجال الجزء الأول ::: 1 ـ 15

نقد الرجال
تأليف
الرجالي المحقق
السيد مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي
امن اعلام القرن الحادي عشر
الجزء الاول
تحقيق
محمد الباقر البهبودي
عنيت بنشره المكتبة المرتضوية
مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث


(2)

(3)
بسم الله الرحمن الرحيم


(4)

(5)
    الحمد لله الحكم العدل ، العلي الكبير ، اللطيف الخبير. والصلاة على السراج المنير ، البشير النذير ، محمد الامين وآله الدرر الميامين.
    لا ريب ان الاشتغال بالعلم الديني هو خير الاعمال وافضلها واخصه فضيلة واعظمه بركة هو تمييز ومعرفة الصحيح الوارد عن اهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.
    والمتتبع الخبير والمدقق الفهيم تراه محيط بالخصوصيات والسمات التي تلازم الادلة الاجتهادية الاربعة :
    فالكتاب الكريم ، غير متكفل ببيان جميع الاحكام ، بل لا يتكفل بخصوصيات ما تكفل ببيانه من العبارات.
    والعقل ، فموارد ادراكه للاحكام الشرعية قليلة ، تنحصر في ادراك الملازمة بين حكم شرعي وحكم آخر.
    اما الاجماع فالكاشف منه عن قول المعصوم شاذ نادر ، وغير الكاشف لا يمكن له ان يكون حجة ، حيث انه لا يخرج عن اطار الظن غير المعتبر.
    فتحقق ان استنباط الحكم الشرعي يتم غالبا عبر الروايات المأثورة عن اهل البيت عليهم السلام ، الا ان اثباته من خلالها يتوقف على امرين :


(6)
    1 ـ اثبات حجية الخبر.
    2 ـ اثبات حجية ظواهر الروايات.
    ولا نسلم الكلية القائلة بحجية كل خبر عن المعصوم ، بل ان دائرة الحجية تتضيق هنا لتختص بالخبر الثقة أو الحسن. واثبات كونه ثقة أو حسنا يتحصل بمراجعة علم الرجال ومعرفة احوالهم ، فهو نصف العلم كما قيل.
    ثم ان الذي يضاعف الحاجة الى هكذا علم هو عدم قطعية صدور روايات الكتب الاربعة ، التي ادعى جماعة من المحدثين قطعيتها ، الامر الذي كان احد المحاور المهمة التي اججة الخلاف المرير بين الاخباريين والاصوليين ، لا سيما زمن الشيخ يوسف البحراني صاحب كتاب الحدائق الناظرة ـ احد كبار الاخباريين آنذاك ـ ورائد مدرسة الاجتهاد الوحيد البهبهاني قدس سرهما ، فانبرى الاخير ليثبت بالدليل القاطع سقوط دعاوى الاخباريين الواحدة تلو الاخرى ـ والتي منها دعوى قطعية صدور روايات الكتب الاربعة ـ فاستطاع بذلك دحرهم وتحجيم دائرتهم.
    وبذلك اتضح ايضا بطلان الراي القائل بعدم الحاجة الى علم الرجال بذريعة حجية كل رواية عمل بها المشهور ، وعدم حجية ما لم يعمل به المشهور ، سواء وثقوا رواتها ام ضعفوا.
    فلو سلمنا الكلية المذكورة ، تبقى الحاجة الى هذا العلم على حالها ، فكثير من المسائل لا منفذ لنا الى معرفة فتاوى المشهور فيها ، لعدم ايرادهم لها في عباراتهم ، واخرى لا شهرة فيها على احد الطرفين ، فيتساويان ، أو اشهرية احدهما دون الاخر ، وليس كل مسالة فقهية يكون فيها احد القولين أو الاقوال مشهورا وما يقابله يكون شاذا.
    ولقد تجلت اهمية علم الرجال منذ العصر الاول ، حيث عبيد الله بن ابي رافع كاتب امير المؤمنين عليه السلام كان قد دون اسماء الصحابة الذين بايعوه


(7)
عليه السلام وشاركوه حروبه في الجمل وصفين.
    والنهروان ثم في القرن الثاني كتب في الرجال : ابن جبلة وابن فضال وابن محبوب وغيرهم.
    وهكذا الى ان تم تدوين الاصول الرجالية الخمسة الشهيرة : الاختيار من كتاب الكشي والفهرست وكتاب الرجال ـ لشيخ الطائفة الطوسي ـ وكتاب الرجال للنجاشي وكتاب الرجال للبرقي (1).
    واستمر العطاء المبارك يزداد نموا وازدهارا عصرا بعد عصر ، ادراكا من علمائنا لمدى اهمية هذا العلم وما يترتب عليه من الاثار الحساسة والمصيرية على مختلف الاصعدة والمجالات.
    الا ان نوعا من الاهمال قد اصاب علم الرجال في العصور المتأخرة ـ وبقول احد جهابذة اعلامنا ـ : حتى كانه لا يتوقف عليه الاجتهاد واستنباط الاحكام الشرعية.
    فكان اللازم معالجة هذا التراجع الخطير بالخوف في هذا العلم تصنيفا وبحثا وتحقيقا.
    هذا ، ويعد كتابنا « نقد الرجال » للعلامة المحقق السيد مير مصطفى الحسيني التفرشي من ابرز الكتب الرجالية التي صنفت في القرن الحادي عشر الهجري ساعين لتسليط قليلا من الضوء على سيرة وترجمة مؤلفه ، ثم بيان ما يتعلق من مميزات ومختصات افردته عما سواه من المصنفات الرجالية.
    مؤلف الكتاب :
    هو السيد مير مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي من اعلام القرن الحادي عشر الهجري.
1 ـ وان كان بعض عدها ستة وذلك باضافة رجال العقيقي.

(8)
    من كبار تلامذة المحقق عبد الله بن الحسين التستري ( المتوفي سنة 1021 ه‍ ) ، والشيخ عبد العالي بن علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي ( 926 ـ 993 ه‍ ) عاصر الميرزا محمد بن علي بن ابراهيم الاسترابادي ( المتوفي سنة 1028 ه‍ ) والشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي ( المتوفي سنة 1030 أو 1031 ه‍ ) والشيخ محمد تقي المجلسي ( المتوفي سنة 1070 ه‍ ) وروى عنهم.
    ترجم له جم غفير من العلماء ، ولكن لم يتطرق احد منهم الى سنة ولادته أو وفاته ، ولا الى حياته أو مؤلفاته ، ولا الى اساتذته أو تلامذته سوى ما ذكرنا انفا.
    هذا ويمكن ان يستفاد بالقرينة مما نقله الاقا بزرك الطهراني ـ فيما جاء تحت عنوان التعليقة السجادية للمولى مراد بن علي خان التفريشي ـ من انه كان حيا سنة 1044 ه‍ (1).
    وقال الاقا بزرك الطهراني ايضا عند ترجمة داود التفريشي : داود التفريشي بن اسماعيل بن حسين الحسيني صهر المير مصطفى ـ صاحب نقد الرجال ـ على بنته (2).
    قالوا : في المؤلف والمؤلف :
    اثنى عليه قدس سره كل من ترجم له بوصفه بالصفات الحميدة والاشادة بغزارة علمه وتبحره في علم الرجال ، ونعت كتابه هذا بانه من احسن ما كتب في هذا الشان.
    فقد قال المولى محمد بن علي الاردبيلي في جامع الرواة : السيد
1 ـ الذريعة 4 : 223 / 1122.
2 ـ اعلام الشيعة : 208.


(9)
الاجل ، جليل القدر ، رفيع الشان ، عظيم المنزلة ، فاضل كامل متبحر ، وامره في جلالة قدره ورفعة شانه وعظم منزلته وتبحره اشهر من ان يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة ، وكفاك في ذلك تأليفه « كتاب الرجال » في كمال النفاسة ونهاية الدقة وكثرة الفائدة ، جزاه الله تعالى عنه خير جزاء المحسنين ورضي عنه وارضاه (1).
    وذكره الميرزا عبد الله الافندي صاحب كتاب رياض العلماء قائلا : السيد الجليل المصطفى بن الحسين التفرشي ، عالم ، محقق ، ثقة ، فاضل ، له « كتاب الرجال » ، روى عن مولانا عبد الله التستري وعن الشيخ عبد العالي بن علي بن عبد العالي العاملي عن ابيه (2).
    وقد ترجم له الميرزا محمد باقر الخوانساري واصفا اياه ب‍ : الناقد البصير ، والفاقد النظير ، والمحقق النحرير ، والموثق التحرير ، السيد الامير مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي صاحب كتاب « نقد الرجال » والمقدم قوله في الاقوال ، كان من اكابر تلامذة مولانا المحقق عبد الله بن الحسين التستري ومعاصرا لمولانا ميرزا محمد الرجالي الاسترابادي ، وكتابه المذكور من احسن ما كتب في هذا الشان واجمعها للتحقيقات الحسان والتدقيقات المتينة المنبئة عن الامعان ، مع غاية الاتقان ونهاية الفراهة بذا الميدان ... الى ان قال : واما تقدم الرجل في هذه الصناعة فهو ايضا من الامر الشائع الذائع الذي لم ينكره احد من الجماعة ، وكذلك كمال وثاقته وعدالته ونهاية ضبطه وجلالته (3) ...
    وقال الشيخ علي الكني النجفي الطهراني ( 1220 ـ 1306 ه‍ ) :
1 ـ جامع الرواة 2 : 233.
2 ـ رياض العلماء 5 : 212.
3 ـ روضات الجنات 7 : 167 / 620.


(10)
    سند السادات ومنبع السعادات السيد مصطفى التفرشي صاحب « نقد الرجال » ، ولعمري انه الناقد البصير ، والمعيار بلا نظير ، فميز التام عن الناقص وبين المغشوش من الخالص ، شكر الله مساعيه وبدل بالحسان مساويه (1).
    واما الحر العاملي فقد ذكره قائلا : عالم ، محقق ، ثقة ، فاضل ، له « كتاب الرجال » ، روى عن مولانا عبد الله التستري وعن الشيخ عبد العالي بن علي بن عبد العالي العاملي عن ابيه (2) ...
    اما الشيخ عباس القمي فقد قال فيه في كتابه « الفوائد الرضوية » سيد جليل ، ماهر ، عالم ، محقق ، ثقة ، فاضل ، امين ، صاحب كتاب « نقد الرجال » (3).
    وقال محمد علي التبريزي المعروف بالمدرس ما ترجمته : من وجوه واعيان علماء الامامية في القرن الحادي عشر الهجري ، وهو عالم عامل فاضل كامل ، محقق ، مدقق ، فقيه ، اصولي ، رجالي متبحر ، وان مراتب فضله وكماله ووثاقته وجلالته مشهورة في جميع العلوم الدينية المتعارفة وبالاخص تقدمه في علم الرجال ، فهو مسلم عند فحول الرجال ومما لا ريب فيه ولا منكر له ، وكتاب « نقد الرجال » من احسن واجمل الكتب الرجالية وكان معاصرا للشيخ البهائي ( المتوفي سنة 1031 ه‍ ) والميرزا محمد الاسترابادي الرجالي ( المتوفي 1028 ه‍ ) وكان ايضا معاصرا للشيخ المجلسي الاول ( المتوفي سنة 1070 ه‍ ) وكان من تلامذة ملا عبد الله الشوشتري والشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي ، وروى عنهم وقال صاحب « نخبة المقال » في كتابه :
والمصطفى حبر تفرشي ذو النقد عاصر التقي المجلسي (4)

1 ـ توضيح المقال 63 ـ حجري ـ مطبوع ضمن كتاب منتهى المقال لابي علي الحائري.
2 ـ امل الامل 2 : 322 / 993.
3 ـ الفوائد الرضوية 665.
4 ـ ريحانة الادب 2 : 448 / 815.


(11)
    وقال الزركلي في اعلامه : مصطفى بن الحسين الحسيني التفريشي عارف بالتراجم امامي له « نقد الرجال » (1).
    واما عمر رضا كحالة فقد قال في معجمه : فاضل ، عارف بالرجال اخذ عن عبد الله التستري الاصفهاني من آثاره « نقد الرجال » (2).
    نحن و « نقد الرجال ».
    دون علمائنا رضوان الله تعالى عليهم في علم الرجال الكثير من المصنفات الباهرة والاثار القيمة ، وكان لكل واحد منهم اساليبه ومبانيه وخصائصه التي امتاز بها عن الاخر.
    ولا يخفى على كل من اطلع على كتاب « نقد الرجال » ان اسمه حاك عن محتواه فالمؤلف ـ قدس سره ـ سلك في تأليفه مسلك النقد والتحقيق باوثق الادلة وامتن المباني ، جامعا فيه الاقوال والاراء على نهج قل نظيره ، بأوجز الكلمات واحسن الترتيب واجمل العبارات مع غاية من الفائدة والانتفاع ولقد اشار المصنف رضي الله عنه بنفسه الى الغاية من تأليفه هذا السفر الجليل وبين لنا بعض مزاياه والاسلوب الذي سار عليه في التاليف حيث قال ـ بعد ان حمد الله واثنى عليه وصلى وسلم على رسول الله واوصيائه الطاهرين ـ :
    اما بعد فيقول الفقير المحتاج الى رحمة الله الغني مصطفى بن الحسين الحسيني التفريشي : انه لا شك ولا ارتياب في ان علم الحديث والاثار من اشرف العلوم الاسلامية قدرا واحسنها ، واعظم العلوم الدينية اجرا وانفعها والحكم بصحة الاحاديث وضعفها موقوف على العلم باحوال الرجال.
1 ـ الاعلام 7 : 232.
2 ـ معجم المؤلفين 12 : 247.


(12)
    ولما نظرت في كتب الرجال رايت بعضها لم يرتب ترتيبا يسهل منه فهم المراد ومع هذا لا يخلو من تكرار وسهو ، وبعضها وان كان حسن الترتيب الا ان فيه اغلاطا كثيرة ، مع ان كل واحد منها لا يشتمل على جميع اسماء الرجال ..
    اردت ان اكتب كتابا يشتمل على جميع الرجال من الممدوحين والمذمومين والمهملين ، يخلو من تكرار وغلط ، ينطوي على حسن الترتيب ويحتوي على جميع اقوال القوم قدس الله ارواحهم من المدح والذم الا شاذا شديد الشذوذ ، وهذا وان كان بعيدا من مثلي لكن الواهب غير متناهي القوة ، ورتبته على ترتيب الحروف في الاسماء في الاوائل والثواني وكذا الاباء ، وضمنته رموزا تغني عن التطويل والتكثير كما جعل بعض المصنفين (1) ...
    ثم ذكر بعض مصادر كتابه التي ينقل عنها والرموز التي يرمز إليها وبين طريقة نقله من هذا المصادر حيث قال :
    فكل ما ننقل منهم فهو عباراتهم بعينها الا ما لا تفاوت في معناه ولا تغاير في مؤداه ، مثل ان النجاشي ـ رحمه الله ـ ذكر في شان رجل ان له كتاب كذا وكتاب كذا وكتاب كذا ، فانا ننقل منه انه قال له كتب ، لاجل الخلاص عن التطويل.
    ومثل : ان الشيخ ـ قدس سره ـ ذكر جماعة في رجاله في باب اصحاب الصادق عليه السلام ولم يذكر في شان كل واحد منهم انه من اصحاب الصادق عليه السلام بل اكتفى بما قاله اولا ، فانا ننقل منه انه قال : هذا من اصحاب الصادق عليه السلام. انتهى كلامه قدس سره.
    وفرغ رحمه الله من تأليفه لهذا الكتاب سنة 1015 ه‍ كما اشار الى ذلك
1 ـ ورد في هامش نسخ الكتاب هكذا : وهو ابن داود.

(13)
في آخر كتابه حيث قال :
    لقد بذلت جهدي وصرفت سعيي واستعملت طاقتي في تأليف هذا الكتاب بقدر ما وصلت إليه فطنتي القاصرة في هذا الزمان مع تراكم صروف الدهر المكدرة للنفوس والافكار ، وفرغت من تأليفه في الشهر الذي هو سيد الشهور من شهور سنة 1015 ه‍.
    وقد ذكر رحمه الله جملة من الحواشي في هامش كتابه يظهر من بعضها انه كتبها بعد الفراغ من تأليفه للكتاب بسنوات.
    منها : ما في ترجمة استاذه المولى عبد الله بن الحسين التستري ، فانه بعد ما ترجم له في حياته ـ حيث قال : عبد الله بن الحسين التستري مد ظله العالي شيخنا واستاذنا ... الى آخر كلامه ـ اورد في الحاشية : مات رحمه الله في سنة احدى وعشرين بعد الف في بلدة اصفهان ثم نقل الى كربلاء على ساكنها من الصلوات افضلها ومن التحيات اشرفها.
    ومنها : ما في ترجمة فيض الله بن عبد القاهر الحسيني التفرشي فانه بعد ما ترجم له ـ وقال عند ذكره : مد الله في عمره ـ ذكر في الحاشية : انه مات في شهر رمضان سنة خمس وعشرين بعد الف ودفن في المشهد الغروي على ساكنه من الصلوات افضلها ومن التحيات اشرفها.
    ولقد انهى المؤلف كتابه بخاتمة تشتمل على ست فوائد مهمة بعد ان ذكر ابواب الكنى والالقاب والنساء ، وهذه الفوائد هي كما يلي.
    الفائدة الاولى : بين فيها كنى الائمة عليهم السلام والقابهم على ما تقرر عند اهل الرجال عند ورودها في الاخبار.
    الفائدة الثانية : تطرق فيها الى اسماء المعصومين عليهم السلام وكناهم وتاريخ ولادتهم ووفاتهم ومدة اعمارهم سلام الله عليهم اجمعين.
    الفائدة الثالثة : ذكر فيها عدة الكليني.


(14)
    الفائدة الرابعة : اشار الى طرق الشيخ الطوسي في كتابيه وكذا طرق الشيخ الصدوق.
    الفائدة الخامسة : شخص فيها معروفية الاصول التي نقل عنها الشيخ الطوسي بالنسبة إليه.
    الفائدة السادسة : اورد فيها طريقه الى الشيخ الكليني والطوسي والصدوق والمفيد.
    امتيازات الكتاب :
    هذا وقد امتاز كتاب ـ نقد الرجال ـ عن اقرانه من الكتب الرجالية السابقة له بامتيازات وخصائص تتجلى عبر سلوك مصنفه قدس سره منهجا واسلوبا تفرد بهما دون غيره فيمكن لنا القول بانها من ابداعاته وابتكاراته التي فتح من خلالها آفاقا كبيرة في علم الرجال ، لذا ترى الكثير من علماء هذا الفن الذين جاءوا بعده ينتهلون من آراءه ويستقون من افكاره ويستندون إليها.
    هذا ونحن نشير هنا الى جملة من ابداعاته بما استطعنا ان نلتقط منها :
    1 ـ عدم اكتفائه بذكر توثيق الرجاليين وتضعيفاتهم بل تعدى الى الاستناد والاستشهاد بتوثيقات الفقهاء في كتبهم الفقهية وتضعيفاتهم للوصول الى النتيجة المطلوبة.
    2 ـ ذكره لتلامذة الراوي الذين يكثرون من النقل عنه ، وكذلك لمشايخه الذين يروي عنهم.
    3 ـ مداقته في اختلاف نسخ الاصول الرجالية وضبط مفرداتها.
    4 ـ مقابلته لنسخ الاصول الرجالية مع ما ينقل عنها بتوسط العلامة وابن داود وغيرهم.


(15)
    5 ـ مناقشاته لاراء العلامة وابن داود وتنبيهه على بعض الاغلاط التي وقع فيها العلامة.
    6 ـ ابداء آراءه الخاصة حول اتحاد بعض المفردات والمشتركات أو تعددها.
    7 ـ ذكره للفوائد الغنية الموجودة في كتابي الشيخ ـ الرجال والفهرست ـ وكتاب النجاشي وكذلك منهجيتهم.
    8 ـ اشتمال كتابه ـ نقد الرجال ـ على متون للكشي أو الاصول الرجالية الاخرى غير موجودة فيما بايدينا الان من نسخها.
    9 ـ تنبيهه على تراجم لمفردات في الاصول الرجالية ترجمت في ضمن عناوين اخرى ، وذلك لذكرها اما تبعا أو بالعرض معها.
    10 ـ تنبيهه على تعدد الغضائري الابن مع الاب مع ترجيحه الى ان صاحب التوثيقات والطعون هو الابن.
    11 ـ نقله عن رجال الغضائري متون ليست متوفرة في الخلاصة ورجال ابن داود ، وذلك نظير ما هو موجود في مجمع القهپائي ، إذ الظاهر ان التفرشي متقدم على القهپائي رتبة وان عاصره ، ولعل ما في المجمع عن الغضائري منقول منه أو لتوفر نسخة لكليهما ، والحاصل ان ما اشتهر من حصر مصدر متون كتاب الغضائري في الخلاصة وابن داود والمجمع ليس سديدا ، بل كتابنا هذا يشترك معهم ايضا ، ومن البين ان كتاب الغضائري كان لديه فيخطا ما ينقله ابن داود عنه مثلا.
    12 ـ ان المصنف قد استعرض في كتابه هذا مباني العلامة الرجالية في الخلاصة وتعرض لصحة البعض وسقم القسم الاخر منها.
    13 ـ اختصار المؤلف في العديد من الموارد التي ينقلها عن رجال الشيخ أو النجاشي وذلك اكتفاء بما ذكره عن احدهما ، وان كان الذي لم
نقد الرجال الجزء الأول ::: فهرس