التطبيق العملي



( 118 )



( 119 )

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من تعلّم القرآن ولم يعمل به وآثر عليه حبّ الدنيا وزينتها استوجب سخط الله ، وكان في الدرجة مع اليهود والنصارى الّذين ينبذون كلام الله وراء ظهورهم .
ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة اعمى ، فيقول : يارب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ؟
قال ( سبحانه وتعالى ) كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى فيؤمر به الى النار(1) .
وعنه صلى الله عليه وآله : من قرأ القرآن ثمّ شرب عليه حراما أو آثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب عليه سخط الله الاّ أن يتوب ، الا وانّه ان مات على غير توبة حاجّه الله يوم القيامة فلا يزايله الاّ مدحوضاً »(2) .
____________
(1) عقاب الأعمال : ص 333 .
(2) من لا يحضره الفقيه : ج2 ص 190 .

( 120 )

وعنه صلى الله عليه وآله : انّ في جهنم واديا يستغيث منه اهل النار كلّ يوم سبعين ألف مرة !
فقيل له : لمن يكون هذا العذاب ؟
فقال صلى الله عليه وآله لشارب الخمر من أهل القرآن وتارك الصلاة (1) .
نقل السيد محمد كاظم القزويني الحائري الخطيب المعروف ( تغمّده الله برحمته الواسعة ) انّ مجموعة من الشباب المؤمنين السوّاح دخلوا مطعما في احدى مدن تونس الاسلامية اذ اقبل المضيّف [ الكارسون ] يعدّد لهم الطعام .
ثمّ قال مع الويسكي أو من دونها سادتي ؟
تفاجئوا بسؤاله وقال احد المؤمنين ألست بمسلم ؟
فأجاب بلى .
أوليس هذا مطعم المسلمين ؟
قال : بلى .
وهل تقرأ القرآن ؟
قال : وكيف لا أقرأ وانا مسلم .
____________
(1) تنبيه الخواطر للورام ، كما في وسائل الشيعة : ج2 ص 838 .
( 121 )

عجيب انت مسلم ولم تسمع هذه الآية ( يا أيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) المائدة 90 .
تنحنح قائلا بلى سمعت أكثر من ذلك :
( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ) البقرة 219 .
وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ) سورة 4 آية 43 .
وقوله تعالى : ( انّما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدُّكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون ) سورة 5 آية 91 .
اذا طوبى لك نار جهنم تعرف وتحرف .
فابتسم المضيف قائلا انا حافظ القرآن .
فأجابه المؤمن ما ثمن حفظ القرآن من دون العمل به « ربَّ تال للقرآن والقرآن يلعنه »(1) .
____________
(1) وهذه الجملة الأخير حديث من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مستدرك الوسائل : ج1 ص 291 .
( 122 )

وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله : انَّ على كلّ حقّ حقيقة ،
وعلى كل صواب نورا
فما وافق كتاب الله فخذوه ،
وما خالف كتاب الله فدعوه(1) .
وعنه صلى الله عليه وآله قال :
انما أتخوف على اُمتي من بعدي ثلاث خلال :
« ان يتأوّلو القرآن على غير تأويله ،
« ويتّبعوا زلّة العالم ،
« أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا ،
وسأنبّئكم المخرج من ذلك .
« فأمّا القرآن : فاعملوا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ،
« وأمّا العالم : فانتظروا فئته ، ولا تتّبعوا زلّته ،
وأمّا المال فأنّ المخرج منه شكر النّعمة واداء حقّه ، .
وعنه صلى الله عليه وآله قال : القلوب اربعة :
____________
(1) اصول الكافي : ج1 ص55 .
( 123 )

« فقلب فيه ايمان وليس فيه قرآن ،
« وقلب فيه قرآن وليس فيه ايمان ،
« وقلب فيه قرآن وايمان ،
« وقلب لا قرآن فيه ولا ايمان ،
« فأمّا القلب الذي فيه ايمان وليس فيه قرآن كالثّمرة طيّب طعمها ليس لها ريح ،
« وامّا القلب الذي فيه قرآن وليس فيه ايمان كالأشنّة طيب ريحها خبيث طعمها ،
« وامّا القلب الذي فيه ايمان وقرآن كجراب المسك ان فتح فتح طيبا وان وعي وعى طيبا .
« وامّا القلب الذي لا قرآن فيه ولا ايمان كالحنظلة خبيث ريحها خبيث طعمها »(1) .
وقال صلى الله عليه وآله : تكلّم النار يوم القيامة ثلاثة :
« اميراً !
« وقارياً !
____________
(1) المستدرك : ج1 ص 287 الطبعة القديمة .
( 124 )

« وذا ثروة من المال !
« فتقول للأمير : يا من وهب الله له سلطانا فلم يعدل فتزدرد (1) كما تزدرد الطير حبّ السّمسم .
« وتقول للقارىء : يا من تزيّن للناس وبارز الله بالمعاصي فتزدرد .
« وتقول للغني : يا من وهب الله له دنيا كثيرة واسعة فيضا ، وسأله الحقير [ الفقير ] قرضا فأبى الاّ بخلاً فتزدرده »(2) .
____________
(1) فتلتقف .
(2) في الخصال للصدوق والمستدرك : ج1 ص 291 القديم .

( 125 )

الاستشفاء به



( 126 )



( 127 )

قال الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم : ( وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الأّ خسارا )(1) .
وقال سبحانه وتعالى : ( يا أيها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )(2) .
وقال سبحانه وتعالى : ( قل هو للذّين آمنوا هدىً وشفاء )(3) .
قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله :
استشف بالقرآن فان الله عزّوجل يقول ( وشفاء لما في الصدور )(4) .
وعنه صلى الله عليه وآله :
____________
(1) سورة الأسراء ، الآية 82 .
(2) سورة يونس ، الآية 57 .
(3) سورة فصّلت ، الآية 44 .
(4) بحار الأنوار : ج92 ص 176 .

( 128 )

شفاء أمّتي في ثلاث :
آية من كتاب الله ،
ولعقة من عسل
أو شرطة حجام )(1) .
وعن الصادق عليه السلام : قال السواك وقراءة القرآن مقطعة للبلغم (2) .
وعنه عليه افضل الصلاة والسلام :
من قرأ مائة آية من أيّ آي القرآن شاء ، ثمّ قال سبع مرات ـ :
يا الله .
فلو دعى على الصّخور فلقها وفي رواية أخرى : لقلعها ان شاء الله (3) . [ ولا يخفى انَّ هذا لا يتم الاّ مع خلوص النيّة والمعرفة وقابلية المعلول ] .
قال علي بن خلف : شكا رجل الى محمد بن حميد الرازي الرّمد فقال له : أدم النظر الى المصحف فأنّه كان بي رمد فشكوت
____________
(1) بحار الأنوار : ج 92 ص 176 .
(2) المحاسن : ص 563 .
(3) مكارم الأخلاق : ص 420 [ باب الاستشفاء بالقرآن ] .

( 129 )

ذلك الى حزير بن عبد الحميد .
فقال لي أدم النظر الى المصحف فأنّه كان بي رمدّ فشكوت الى الأعمش .
فقال لي : أدم النظر الى المصحف فأنّه كان بي رمدّ فشكوت ذلك الى عبد الله بن مسعود .
فقال لي أدم النظر الى المصحف فأنّه كان بي رمدّ فشكوت ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لي : أدم النظر الى المصحف فأنّه كان بي رمدّ فشكوت ذلك الى جبرئيل فقال لي أدم النظر الى المصحف (1) .
وقال النبي صلى الله عليه وآله :
لجابر بن عبدالله : يا جابر الا اعلّمك افضل صورة انزلها الله في كتابه ؟
فقال جابر : بلى بأبي انت وأمّي يارسول الله علّمنها .
فعلّمه رسول الله صلى الله عليه وآله سورة الحمد وقال : هي شفاء من كل داء الاّ السام [ أي الموت ](3) .
وعن الصادق عليه السلام : قال السورة التي اوّلها تحميد ،
____________
(1) مستدرك الوسائل : ج1 ص 294 .
(2) تفسير العياشي : ج1 ص 20 .

( 130 )

وأوسطها اخلاص وآخرها دعاء ، سورة الحمد (1) .
وعنه عليه السلام : ما قرأت الحمد سبعين مرّة الاّ سكن [ الداء ] وان شئتم فجرّبوا ولا تشكّوا (2) .
سئل رسول الله صلى الله عليه وآله : ايّة آية أعظم ؟
فقال صلى الله عليه وآله : آية الكرسي(3) .
وقال صلى الله عليه وآله : لعلي بن أبي طالب عليهما السلام : سيّد الكلام القرآن .
وسيّد القرآن : البقرة ،
وسيّد البقرة : آية الكرسي .
يا علي : انّ فيها لخمسين كلمة ، وفي كلّ كلمة خمسون بركة (4) .
وقال صلى الله عليه وآله : من قرأ اربع آيات من أوّل البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاث آيات من آخرها لم ير في نفسه وماله شيئا يكرهه ولا يقربه شيطان ولا ينسي القرآن (5) .
____________
(1) تفسير العياشي : ج1 ص19 .
(2) طبّ الأئمة : ص 54 .
(3) بحار الانوار : ج92 ص 262 .
(4)
(5) الكافي : ج2 ص 621 .

( 131 )

أجر المستظهر
والحافظ



( 132 )



( 133 )

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : من استظهر القرآن وحفظه واحلّ حلاله وحرّم حرامه ادخله الله الجنّة به وشفعه في عشرة من أهله كلّهم قد وجب لهم النار (1) .
وعنه عليه افضل الصلاة والسلام :
ان الذي يعالج القرآن ويحفظه بمشقة منه وقلّة حفظه له اجران(2) .
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال :
سمعت أبي عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ختم القرآن الى حيث تعلم(3) .
عن حفص قال : سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام يقول : لرجل اتحبّ البقاء في الدنيا ؟
فقال : نعم .
____________
(1) مستدرك الوسائل : ج1 ص 290 .
(2) الكافي : ج2 ص 443 .
(3)

( 134 )

فقال عليه السلام : ولم ؟
قال : لقراءة قل هو الله احد ،
فسكت عنه فقال له بعد ساعة : يا حفص من مات من اوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علّم في قبره ليرفع الله به من درجته فأنّ درجات الجنّة على قدر آيات القرآن ،
يقال له : اقرأ وارق ، فيقرأ ثمّ يرقى .
قال حفص : فما رأيت احدا اشدّ خوفا على نفسه من موسى ابن جعفر عليهما السلام ولا ارجأ الناس منه وكانت قراءته حزنا فاذا قرأ فكانّه يخاطب انسانا (1) .
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة ،
والمجتهدون قوّاد أهل الجنّة(2) ،
والرُّسل سادة أهل الجنّة(3) .
____________
(1) الكافي : ج2 .
(2) الكافي : ج2 ص 606 ح 10 .
(3) علّق على هذا الحديث في كتاب الكافي انّ المقصود من المجتهدين هم المبلّغون رسالة الله سبحانه وتعالى كالمجتهدين والخطباء والكتاب الذين يعتقدون بالله ورسوله وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام .

( 135 )

دعاء حفظ القرآن

عن حمّاد بن عيسى ، رفعه الى أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله أعلّمك دعاء لا تنسى القرآن :
اللهّم ارحمني بترك معاصيك ابدا ما أبقيتني ،
ارحمني من تكلّف ما لا يعنيني ،
وارزقني حسن المنظر فيما يرضيك عنّي ،
وألزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتني ،
وارزقني ان اتلون على النّحو الذي يرضيك عنّي ،
اللهّم نوّر بكتابك بصري واشرح به صدري وفرّح به قلبي واطلق به لساني واستعمل به بدني وقوّني على ذلك واعنّي عليه ، وانّه لا معين عليه الاّ انت لا اله الاّ انت »(1) .
____________
(1) بحار الأنوار : ج92 ص 209 .
( 136 )



( 137 )

مصادر الكتاب

1 ـ مستدرك الوسائل الطبعة القديمة والجديدة
2 ـ ثواب الأعمال
3 ـ بحار الأنوار
4 ـ كنز العمال
5 ـ جامع الأخبار
6 ـ لئالي الأخبار
7 ـ ينابيع المودة
8 ـ أمالي الطوسي
9 ـ نهج البلاغة
10 ـ أصول الكافي
11 ـ عليّ في القرآن


( 138 )

12 ـ غاية المرام
13 ـ غرر الحكم
14 ـ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي
15 ـ السياسة الحسينية
16 ـ السرائر لابن ادريس
17 ـ الخصال للصدوق
18 ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام
19 ـ المجالس
20 ـ تنبيه الخواطر للورّام
21 ـ وسائل الشيعة
22 ـ من لا يحضره الفقيه
23 ـ عقاب الأعمال
24 ـ شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد
25 ـ التوحيد للصدوق
26 ـ معاني الأخبار
27 ـ الأختصاص
28 ـ عدّة الداعي


( 139 )

29 ـ التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام
30 ـ تفسير مجمع البيان
31 ـ تفسير العياشي
32 ـ تفسير النيسابوري ( غرائب القرآن ورغائب الفرقان )
33 ـ التفسير الكبير للرازي
34 ـ تفسير الميزان للطباطبائي
35 ـ تفسير الصافي
36 ـ تفسير البرهان
37 ـ القواعد الفقهية للسيد ميرزا حسن البجنوردي
38 ـ المحاسن
39 ـ مكارم الأخلاق
40 ـ طبّ الأئمة