عيون الغرر في فضائل الآيات والسور ::: 1 ـ 15

عيون الغرر
في فضائل الآيات والسور
تأليفُ
مشتاق المظفر


(3)
بسم الله الرّحمن الرحيم


(4)
    الإهداء :
    إلى العالمة الجليلة.
    إلى التي تغرّبت من أجل رؤية أخيها الغريب.
    إلى كريمة أهل البيت عليهم السلام.
    إلى شفيعتي وشفيعة المؤمنين المقرّين بفضلها وعلمها.
    إلى سيّدتي ومولاتي فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم عليهما السلام.
    أهدي ثواب عملي هذا إليك وأنت يا سيدتي المفظالة عليَّ طوال غربتي وأنا اللائذ بجوارك فتلطّفي عليَّ بدعائك المستجاب بالتوفيق والتسديد.


(5)
    الحمد لله كلّما وقب ليل وغسق ، والحمد لله كلّما لاح نجم وخفق ، والحمد لله غير مفقود الإنعام ولا مكافأ الإفضال ، نحمده على ما كان ، ونستعينه من أمرنا على ما يكون ، ونسأله المعافاة في الأديان كما نسأله المعافاة في الأبدان ، ثمّ الصلاة والسلام على خاتم رسله نبي الرحمة وشفيع الاُمّة وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين.
    في البدء أقول : إنّ من الدوافع التي جعلتني حريصاً على تقديم أبسط خدمة لكتاب الله العزيز ، كما قدّمنا خدمة ـ من خلال عملنا في التحقيق ـ لأحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فمن خلال معايشتي لأصدقائي وأقربائي رأيت مكتبات أكثرهم إن لم يكن جلّهم تفتقر إلى كثير من دورات الكتب الحديثية والتفسيرية ، ولذا خطر ببالي أن أجمع من هذه المجاميع كلّ ما يتعلّق بفضائل الآيات والسور.
    فسعيت ـ بعد الاتكال على الله عزّوجلّ والتوسّل بالنبيّ وآله صلوات الله عليهم أجمعين ـ بجدّ على جمع الأحاديث من الوسائل والمستدرك وتفسير


(6)
البرهان والبحار ومجمع البيان وبعض المصادر المتفرقة من كتب الأدعية كعدّة الداعي وفلاح السائل ودعوات الراوندي ، ومن الحديثيّة كالكافي ومكارم الأخلاق وجامع الأخبار والمحاسن وغيرهنّ ، وهناك بعض المصادر نقلت عنها بالواسطة كتفسير أبي الفتوح الرازي ولب اللباب وخواصّ القرآن وغيرها.
    ثمّ عمدت على تبويبها ، وكما هو المتعارف في كتب التفسير حيث بوّبتها حسب تسلسل سور القرآن المجيد ، ثمّ جعلت لكتابي هذا مقدمة تحتوي على إثني عشر فصلاً تبرّكاً بالأئمّة الاثني عشر عليهم أفضل الصلاة والسلام مع إضافة فصل في فضل البسملة ، جاهداً نفسي على الاختصار والفصول هي على التوالي :
    1 ـ توقير كتاب الله العزيز.
    2 ـ آداب قراءة القرآن.
    3 ـ فضل قراءة القرآن.
    4 ـ كيفية قراءة القرآن.
    5 ـ أهل البيت ( عليهم السلام ) وقراءة القرآن.
    6 ـ تعليم القرآن وتعلّمه.
    7 ـ قراءة القرآن في البيوت.
    8 ـ التعوّذ من الشيطان عند قراءة القرآن.
    9 ـ فضل الاستماع للقرآن.
    10 ـ ما ينبغي أن يقال عند قراءة بعض الآيات.
    11 ـ ما يستحب قراءته في الفرائض والنوافل.
    12 ـ القراءة والنظر في القرآن.


(7)
    وفي ختام فضائل السور أضفت فصلين : الأوّل ، اختص القسم الأول منه بفضائل بعض الآيات من بعض السور التي تفيد عند النوم أو عند الخروج من المنزل وما شابه ذلك ، والقسم الثاني اختص بفضائل قصار السور مثلاً كسورة التوحيد والمعوّذتين والكافرون وغيرهن ، فمن قرأهن معاً فله كذا من الثواب.
    وأمّا الفصل الثاني ، فاختصّ بفضل آية الكرسي ، وجعلتها خاتمة لكتابي هذا لعظيم فضلها فهي إن شاء الله خاتمة مسك.
    آملاً أن ينال رضى الله عزّوجلّ ورضى النبيّ وآله صلوات الله عليهم ، ورضى القارئ الكريم ، وما توفيقي إلاّ بالله العزيز القدير ، وصلّ اللّهمّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم.
الفقير الى رحمة ربّه الغني
مشتاق المظفر
20 جمادى الآخرة 1422 هـ


(8)

(9)
    1 ـ الشريف الرضي في نهج البلاغة : قال ( عليه السلام ) : « اعلموا أنّ هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا يضل ، والمحدّث الذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان : زيادة في هدى ، ونقصان من عمى.
    واعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا لأحد قبل القرآن من غنى ، فاستشفوه أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم (1) ، فإنّ فيه شفاء من أكبر الداء ، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال ، فاسألوا الله به ، وتوجّهوا إليه بحبّه ، ولا تسألوا به خلقه ، إنّه ما توجّه العباد إلى الله بمثله.
    واعلموا أنّه شافع مشفّع ، وقائل مصدّق ، وأنّه من شفع له القرآن يوم القيامة شفّع فيه ، ومن محل (2) به القرآن يوم القيامة صُدِّقَ عليه ، فإنّه ينادي مناد يوم القيامة : ألا أنّ كلّ حارث مبتلى في حرثه ، وعاقبة عمله ، غير حرثة القرآن ،
1 ـ اللأواء : الشدّة وضيق المعيشة. النهاية في غريب الحديث 4 : 221.
2 ـ محل : محل فلان بفلان ، إذا قال عليه قولاً يوقعه في مكروه. مجمع البحرين 5 : 472 ـ محل.


(10)
فكونوا من حرثته وأتباعه ، واستدلّوه على ربّكم ، واستنصحوه على أنفسكم ، واتّهموا عليه آراءكم ، واستغشوا فيه أهواءكم » (1).
    2 ـ جامع الأخبار : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، انه قال : « القرآن أفضل كل شيء دون الله ، فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله ، ومن لم يوقّر القرآن فقد استخفّ بحرمة الله ، حرمة القرآن على الله كحرمة الوالد على ولده » (2).
    3 ـ وعنه : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « يا حملة القرآن تحبّبوا إلى الله بتوقير كتابه يزدكم حبّاً ويحبّبكم إلى خلقه » (3).
1 ـ نهج البلاغة 2 : 111 / خطبة 171 ، وعنه في المستدرك 4 : 239 / 4594.
2 ـ جامع الاخبار : 115 / 201 ، وعنه في المستدرك 4 : 236 / 4585.
3 ـ نفس المصدر : 115 / قطعة من حديث 202 ، وعنه في البحار 92 : 19 / قطعة من حديث 18.


(11)
    4 ـ البرقي في المحاسن : عن أبي سمينة ، عن إسماعيل بن أبان الحنّاط ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نظّفوا طريق القرآن! قيل : يا رسول الله وما طريق القرآن ؟ قال : أفواهكم ، قيل : بماذا ؟ قال : بالسّواك » (1).
    5 ـ ابن بابويه في الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « حدّثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ، عن علي ( عليه السلام ) ـ في حديث الأربعمائة ـ قال : لا يقرأ العبد القرآن إذا كان على غير طهور حتّى يتطهّر » (2).
    6 ـ عبدالله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد : عن محمّد بن عبدالحميد ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : سألته أقرأ المصحف ثمّ يأخذني البول فأقوم فأبول وأستنجي وأغسل يدي وأعود إلى المصحف فأقرأ فيه ؟ قال :
1 ـ المحاسن : 558 / 928 ، وعنه في الوسائل 2 : 22 / 1366 ، وورد أيضاً في دعوات الراوندي : 161 / 444 ، ومكارم الاخلاق 1 : 118 / 282.
2 ـ الخصال : 627 ، وعنه في الوسائل 6 : 196 / 7717.


(12)
« لا ، حتّى تتوضّأ للصلاة » (1).
    7 ـ السيد علي بن طاووس في كتاب اقبال الاعمال : باسناده إلى يونس بن عبدالرحمن ، عن علي بن ميمون الصانع أبي الأكراد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه كان من دعائه إذا أخذ مصحف القرآن والجامع ، قبل أن يقرأ القرآن ، وقبل أن ينشره ، يقول حين يأخذه بيمينه :
    « بسم الله ، اللهم إنّي أشهد أنّ هذا كتابك المنزل من عندك ، على رسولك محمّد بن عبدالله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكتابك الناطق على لسان رسولك ، فيه حكمك ، وشرائع دينك ، أنزلته على نبيّك ، وجعلته عهداً منك إلى خلقك ، وحبلاً متصلاً فيما بينك وبين عبادك ، اللهم إنّي نشرت عهدك وكتابك ، اللهم فاجعل نظري فيه عبادة وقراءتي تفكّراً ، وفكري اعتباراً.
    واجعلني ممّن اتّعظ ببيان مواعظك فيه ، واجتنب معاصيك ، ولا تطبع عند قراءتي كتابك ، على قلبي ولا على سمعي ، ولا تجعل على بصري غشاوة ، ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبّر فيها ، بل اجعلني أتدبّر آياته وأحكامه ، آخذاً بشرائع دينك ، ولا تجعل نظري فيه غفلة ، ولا قراءتي هذرمة (2) ، إنّك أنت الرؤوف الرحيم » (3).
    ورواه المفيد في الاختصاص (4).
1 ـ قرب الاسناد : 395 / 1386 ، وعنه في الوسائل 6 : 196 / 7716.
2 ـ الهذرمة : السرعة في القراءة. الصحاح 5 : 2057 ـ هذرم.
3 ـ إقبال الأعمال : 110 ، وعنه في المستدرك 4 : 372 / 4977.
4 ـ الاختصاص : 141.


(13)
    8 ـ الكليني في الكافي : عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن منهال القصّاب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « من قرأ القرآن وهو شابٌّ مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه ، وجعله الله عزَّوجلَّ مع السفرة الكرام البررة ، وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة ، يقول : ياربّ إنَّ كلَّ عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي فبلّغ به أكرم عطاياك.
    قال : فيكسوه الله العزيز الجبّار حلّتين من حلل الجنّة ويوضع على رأسه تاج الكرامة ثمَّ يقال له : هل أرضيناك فيه ؟ فيقول القرآن : ياربّ قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا فيعطى الأمن بيمينه والخلد بيساره ثمَّ يدخل الجنّة ، فيقال له : اقرأ واصعد درجة ، ثمَّ يقال له : هل بلغنا به وأرضيناك ؟ فيقول : نعم. قال : ومن قرأه كثيراً وتعاهده بمشقّة من شدَّة حفظه أعطاه الله عزّوجلّ أجر هذا مرَّتين » (1).
    ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : بسنده عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (2).
    9 ـ وعنه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى ،
1 ـ الكافي 2 : 603 / 4 ، وعنه في الوسائل 6 : 177 / 7670.
2 ـ ثواب الأعمال : 126 / 1.


(14)
عن سليمان بن رشيد ، عن أبيه ، عن معاوية بن عمّار ، قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « من قرأ القرآن فهو غنيٌّ ، ولا فقر بعده وإلاّ ما به غنىً » (1).
    ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : بسنده عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (2).
    10 ـ وعنه : عن عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، وسهل بن زياد ، وعليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن معاذ بن مسلم ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « من قرأ القرآن قائماً في صلاته كتب الله له بكلّ حرف مائة حسنة ، ومن قرأه في صلاته جالساً كتب الله له بكلّ حرف خمسين حسنة ، ومن قرأه في غير صلاته كتب الله له بكلّ حرف عشر حسنات ».
    قال ابن محبوب : وقد سمعته عن معاذ على نحو ممّا رواه ابن سنان (3).
    ورواه الصدوق في ثواب الاعمال : بسنده عن أبي جعفر ( عليه السلام ) (4).
    11 ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « ثلاث يذهبن بالبلغم : قراءة القرآن ، واللبان ، والعسل » (5).
    12 ـ وعنه : بهذا الاسناد : عن علي ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قارئ
1 ـ الكافي 2 : 605 / 8 ، وعنه في الوسائل 6 : 178 / 7672.
2 ـ ثواب الأعمال : 128 / 1.
3 ـ الكافي 2 : 611 / 1 ، وعنه في الوسائل 6 : 187 / 7690 ، وورد أيضاً في دعوات الراوندي : 217 / 588.
4 ـ ثواب الأعمال : 126 / 1.
5 ـ الجعفريات : 241 ، وعنه في المستدرك 4 : 261 / 4644.


(15)
القرآن والمستمع ، في الأجر سواء » (1).
    13 ـ الكشّي في كتاب الرجال : عن جعفر بن محمّد ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن أبي هارون قال : كنت ساكناً دار الحسن بن الحسين فلمّا علم انقطاعي إلى أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ) أخرجني من داره ، قال : فمرّ بي أبو عبدالله ( عليه السلام ) فقال : « ياأبا هارون ، بلغني أنّ هذا أخرجك من داره ؟ » قلت : نعم ، قال : « بلغني أنّك كنت تكثر فيها تلاوة كتاب الله ، والدار إذا تلي فيها كتاب الله كان لها نور ساطع في السماء ، وتعرف من بين الدور » (2).
    14 ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود ، رفعه إلى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : « عليك بالقرآن ، فإنّ الله خلق الجنة بيده ، لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، جعل ملاطها (3) المسك ، وترابها الزعفران ، وحصبائها اللؤلؤ ، وجعل درجاتها على قدر آيات القرآن ، فمن قرأ القرآن قال له : اقرأ وارق ، ومن دخل منهم الجنة ، لم يكن أحد في الجنة أعلى درجة منه ، ما خلا النبيّون والصدّيقون » (4).
    15 ـ الفضل بن الحسن الطبرسي في مجمع البيان عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « أفضل العبادة قراءة القرآن » (5).
    16 ـ وعنه : قال ( عليه السلام ) « يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارق ، ورتّل كما كنت
1 ـ الجعفريات : 31 ، وعنه في المستدرك 4 : 261 / 4645.
2 ـ رجال الكشي 2 : 486 / 395 ، وعنه في الوسائل 6 : 200 / 7729.
3 ـ الملاط : الطين الذي يجعل بين سافي البناء ، يملط به الحائط. الصحاح 3 : 1161 ـ ملط.
4 ـ تفسير القمّي 2 : 259 ، وعنه في المستدرك 4 : 256 / 4635.
5 ـ مجمع البيان 1 : 15 ، وعنه في الوسائل 6 : 191 / 7701.
عيون الغرر في فضائل الآيات والسور ::: فهرس