مقدمة الناشر


ان الصراع الفكري بين الانظمة السائدة اليوم ، انعكس في مجتمعاتنا الاسلامية بصورة سلبية حيث غزت المفاهيم الغريبة البعيدة عن تقاليدنا وجذورنا ، غزت عقول اجيالنا الناشئة فاقتلعتهم من جذورهم باسم المبادىء السامية والحضارة المزعومة والتقدم الموهوم.
في ظل هذا الضياع الفكري ، والغزو المنظم لديارنا حيث تاه شبابنا في غياهب الفِكَر الواردة المزخرفة بشعارات الحرية والعدل والمساواة البراقة ، تلك التي قضت على معالم الشخصية الاسلامية ومرتكزاتها.
في ظل هذا الانحراف الخطير ، الذي نال من معتقداتنا الكثير ، وشوّه تراثنا وكاد ان يقضي على معالمه.
في ظل هذا الغرق في بحر الفوضى الفكرية والسلوكية ، التي نالت الجوهر في الصميم.
في ظل هذا التزييف والتزوير الفاضح ، المخطط والمنظم ، لأنبل تشريعاتنا.


( 6 )

وفي ظل هذا اللانتماء ، والجموح ونوازع الهوى التي ابتعدت بأجيالنا كثيراً عن عقيدتها وواجباتها واحكامها.
وفي ظل هذا كله.. بات ضرورياً العمل ، والعمل الجاد ، منهجاً وتنظيماً لإنتشاء هذا الجيل من الهاوية التي لن تسحه وتدمره وحسب ، بل ان اثارها امتدت وسوف تمتد الى القيم التي ما برحت مجتمعاتنا الإسلامية تتمسك بها وتدافع عنها.
ولم يطل الانتظار ، فكان الرد حاسماً للانتشال العقائدي من هذا الاختلال .. وكانت الدعوة الى اعلان كلمه الله والحق.
كان الرد بعيداً عن الانفعال والتعصب وقد تناول وبشكل دقيق كل النواحي التي تعرضت لها الفِكَرُ والنظريات التي حاولت انت تمس العقيدة من خلال اظهارها قاصرة عن التصدي للمشاكل التي يعاني منها الانسان إن في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.
وقد جاءت الآبحاث ـ الردود ـ بعيدة عن التعقيد والغموض فأعتمدت الاستدلال العقلي والعلمي لتدحض الإعتقادات الأُخر من خلال عرضها وحججها ثم محاكمتها ومناقشتها بعيداً عن المغالطات والاوهام.
ولم تقتصر الآبحاث ـ الردود ـ على ناحية معينة أو عالجت


( 7 )

موضوعاً معيناً بل اتخذت طرقاً عديدة ، ومناهج مختلفة وكان هدفها جميعاً ايصال الحقيقة الحقّة للباحثين عنها أو الذين يطلبون لها مزيداً من التأكيد كي يطمأنوا.
وكانت ترمي ، في مختلف اتجاهاتها ، تنزيه النفس وتجريدها من الشوائب وبلورتها بالشك الذي يرضاه الله.
فكانت رحلة .. شاقة من الشك الى اليقين والى مزيد من خطوات التكامل.
ونحن .. لم نبعد ، ولم نكن يوماً إلا في خدمة هذه الرحلة وهذا ما اخذناه على عاتقنا ـ بعونه تعالى ـ فقد وضعنا ـ ولا نزال ـ إمكاناتنا في عرض وتقديم ما يساعد على نشر الحقيقة واقامتها وترسيخها في النفوس والافكار فتشع نوراً وهدى وايماناً.
من هذا المنطلق ، والالتزام. نقدم للقارىء العزيز ، ولشبابنا التائه مجموعة ـ الكتب القصص ـ للمفكرة القادرة بنت الهدى التي قدمت العقيدة واحكامها في قالب قصصي شيق هادف رسمت من خلال شخصياتها المتناقضة طريق الهدى .
فجاءت مناراً لجيلنا الناشيء الذي لم يبصر إلا الظواهر ولم يدرك إلا البريق ... فتاه في بحر الحضارات الزائفة المزورة ... وابتعد عن طريق الصواب.


( 8 )

لقد حاولت بنت الهدى ان تنتزع شبابنا وفتياتنا بموقف ايجابي بنّاء ، من مجال التيه والفساد إلى عالم الطهارة والتسامي .. من خلال مناقشات هادئة باسلوب رصين مقنع اعتمد المنطق والمنطق وحده.
وقد عالجت معالجة صادقة المشاكل التي تعاني منها المرأة المسلمة فرسمت بمعالجتها هذه لها طريقاً تزداد بها المرأة مناعة ووقاية من السموم .. التي شوهت وجودها كأنسانة فاعلة في المجتمع والتي حولتها الى سلعة يتصرف بها الرجل كما يشتهي ويريد.
وقدمت صوراً ونماذج ، وإن كانت من محض الخيال فانها كانت تعكس واقع الحياة التي نعيش حيث تتصارع القوى ، قوى الخير والشر. قوى الفضيلة والرذيلة..
اليك ايها الشاب ، واليكِ ايتها الفتاة ... محاولة بناء الذات.
اليك ... حاول ان تقرأ ... فتستفيد ... وستنتصر فيك ارادة الحق... إن اهتديت.
انها المعركة المفتوحة معك... لإرجاعك الى جذورك .. الى عقيدتك...
انها رحلتك من الضياع والشك ... الى اليقين ... إلى اعلان كلمة الله.

الناشر