إرشاد العباد

الى استحباب لبس السواد على
سيد الشهداء والائمة الامجاد عليهم السلام

تأليف
سماحة حجة الاسلام آية الله في الانام
السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري :
حفيد صاحب الرياض قدهما
المتوفى سنة 1321 هـ

صححه وعلق عليه
السيد محمد رضا الحسيني الاعرجي الفحام
عفى عنه الملك العلام


( 2 )


( 3 )

ترجمة المؤلف قده

1 ـ نسبة الشريف
2 ـ ولادته
3 ـ نشأته
4 ـ مشايخه في القرائة : والرواية
5 ـ الراون عنه
6 ـ ثناء العلماء عليه
7 ـ مؤلفاته
8 ـ أولاده
9 ـ وفاته
10 ـ مدفنه


( 4 )

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم من الجن والانس
من الاولين والاخرين من الان الى
قيام يوم الدين آمين رب العالمين


( 5 )

( نسبة الشريف )
هو العالم العامل والفقية الكامل فخر الاقران والامائل جامع الفواضل زين الاواخر والاوائل المحقق الابهر العلامة الازهر مولينا السيد ميرزا جعفر بن العلامة الفقيه السيّد علي نقي(1) بن العلامة السيّد
____________
(1) كان ره من أكابر فقهاء عصره قال في المآثر والاثار ص 174 من العمود الاول : حاج ميرزا علينقى طباطبائى از أعاظم مجتهدين كربلاء بود واز رياست وشهرت واعتبار دين ودولت سهم عظيم وحظى وافرداشت : وقال في نجوم السماء بعد ذكر اسمه الشريف واسم والده : از أعاظم مجتهدين أماميه وأكابر فقهاء مذهب جعفريه جامع مكارم اخلاق وفقيه على الاطلاق ومرجع عوام وخواص عراق بالاتفاق بوده الخ فلاحظ : وقال صاحب الروضة البهية : وكان عالماً فاضلا مجتهداً بصيراً قاضياً مدرساً رئيساً في الحائر على مشرفه السلام وكان بيني وبينه ( يعني والده العلامة السيد حسن ) مراودة وخلطة ومودة أدام الله بقائه حيث كان جاراً لنا في الحائر حين تشرفي بالزيارة ولله الحمد والمنة صار العلم في محله واستقر في مكانه بوجودهما دام عمرهما انتهى .
( أقول ) وتثنية الضمير باعتبار الوالدوا الولد فلاحظ هذا وراجع أعيان الشيعة وأحسن الوديعة وطبقات الاعلام وريحانة الادب وغيرها توفى أعلى الله مقامه في الحائر الطاهر سنة 1289 هـ .

( 6 )

حسن المعروف بحاجي آقا اين العلامة الفقيه المؤيد السيد محمد المعروف بالسيد المجاهد (1) صاحب المناهل الفقهية والمفاتيح الاصولية ابن العلامة الفقيه الشهير والاصولي الماهر النحرير السيّد علي (2) الطباطبائي الحائري صاحب الرياض المشتهر في الافاق .
____________

وأرخ وفاته بعض الادباء بقوله :
لمـا نعي العلم خـير حبـر * قضى نقي الـردا زكــيا
نـاديت القى العصـا وأرخ * حقـاً علـى قضـا نقيـا

وله مؤلفات فقهية واصولية ذكرها صاحب أحسن الوديعة فراجع .
(1) وصفه صاحب الروضة البهية : بالامام الاجل الاعظم الاكرم النحرير الزاخر والسحاب الماطر الفايق على الاوايل والاواخر صاحب التحقيقات الرشيقة في القواعد الاصولية والضوابط الكلية الفقهية والفروع المستنبطة ومصنف التصنيفات الحسنة ومؤلف المؤلفات الجهدة سيدنا واستاذنا وشيخنا المعظم وملاذنا المقدم ألخ .
( أقول ) وكفى في علو مقامه ورفيع درجته تعبير شيخ فقهائنا الاجلة المرتضى قده عنه بسيد مشايخنا : وان شئت زيادة التعرف على أحواله أعلى الله مقامه راجع الكتب المفصلة في التراجم .
وتوفى قده سنة في الحائر الطاهر ودفن في السوق الواقع بين الحرمين الشريفين وعلى قبره الشريف ، قبة عالية : ولكن سمعنا في هذه الاواخر ان الدولة الكافرة والعصابة الملحدة البعثية قد هدمت مرقده الشريف لاجل فتح الشارع المتصل بالحرمين الشريفين .
(2) اشتهاره بين الطائفة الحقة بالتحقيق وزيادة التدقيق والمهارة التامة في الفقه والاصول وتفوقه على العلماء الفحول كجملة من تقدمه وكل من تأخر عنه أشهر من الشمس وأبين من أمس راجع أعيان الشيعة وروضات الجنات وغيرهما من المؤلفات ، وقبره الشريف جنب قبر خاله الوحيد مما يلي رجلي الشهداء في الحرم الحسيني على مشرفه السلام .

( 7 )


نسب كأن عليه من شمس الضحى * نوراً ومـن فلق الصباح عمودا

ويحق لسيدنا المترجم ان يقول :
اولئك آبــائى فجئنى بمـثلهم * اذا جمعتنا يا جــرير المـجامع

فكان ره نعم الخلف لنعم السلف وكان بيته الشريف في الحائر الباهر من كبار بيوتات العلم والعمل واشهرها عريقاً في العلم والفضل والرياسة والسياسة مجمع الفحول ومعدن ارباب المعقول والمنقول وكعبة علوم تطوف حوله رجال الفقه والاصول من سائر الاقطار الاسلامية وتشد اليه الرحال من البلاد النائية الامامية .

( ولادته )
ولد سيدنا المترجم العلامة اعلى الله مقامه في الحائر الطاهر سنة 1258 هجري كما فى أعيان الشيعة وأحسن الوديعة وقد وجدوا ذلك بخطه نقلا عن خط والده رحمة الله في 12 ربيع الاخر كما في اعيان الشيعة واحسن الوديعة . وأرخ شيخنا الطهراني قده فى طبقات الاعلام ولادته سنة 1255 ـ والاول أصح كما لا يخفى .

( نشأته )
نشأ سيدنا الترجم قدس الله سره في بيت اكتنفه العلم من جميع جوانبه وترعرع في أحضان الفضل والفضيلة ونما فى مهد العز والافتخار بين والدين كريمين عرفا بالزهد والورع والصلاح وشب ولعاً بتحصيل العلوم الشرعية والمعارف الدينية تبعاً لابائه الكرام واجداده الفخام اعلى الله مقامهم فى دار السلام : قال في احسن الوديعة :


( 8 )

ونشأ منشأ عجيباً بحيث قد حير ذكائه وجودة فهمه وسرعة انتقاله اساتذه العصر الخ .
فقرء المبادئ الاولية من النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان حتى فاق الامائل والاقران .
ثم قرء السطوع العالية والمتون الراقية عند علماء عصره وفضلاء بلده : وبعد الفراغ منها أخذ في الحضور على علماء علك البلدة المقدسة الاعيان وفقهائها الاركان حتى تألق نجمه وعلا ذكره وصار ممن يشار اليه بالبنان من بين الفضلاء الاقران .
ومن ثم اشتاقت نفسه الشريفة الى الارتقاء الى المراتب العالية والدرجات السامية فهاجر الى عاصمة الشيعة ، ومركز فطاحل علماء الشريعة متردداً الى اندية الفحول يكرع من مناهلهم العذبة من المعقول والمنقول حتى صار من ابرز اساتذة الفقه والاصول .
ولما حصل على شهادات الاجتهاد الذي هو أبعد من طول الجهاد من اساتذته الامجاد رجع الى وطنه ومسقط رأسه وبلد أنسه كربلاء المقدسة .
واخذ في التاليف والتضنيف وقضاء الحاجات وفصل الخصومات حيث صار واحد مراجع عصره واعلام زمانه ورؤساء أوانه والكل قد اذعنو اله بالتقدم والتفوق على أمثاله واقرانه .
ولعمري لقد القت الامة زمام الامسر عليه وانثالت بالرجوع والتقليد اليه فقام رحمة الله بأمورهم أحسن قيام وأدى وظيفته الشرعية على اكمل وجه واتم نظام فجزاه الله عن الاسلام واهله خير الجزاء وحشره مع اجداده الطاهرين فى دار السلام .


( 9 )

( مشايخه في القرائة والرواية )
حضر في كربلاء المقدسة على والده العلامة وعلى الفقيه الشهير الشيخ زين العابدين الحائري المازندراني وفي النجف على خاله العلامة المفضال السيد علي الطباطبائي صاحب البرهان القاطع في شرح المختصر النافع المطبوع في طهران وغيرهما من الفطاحل والاعلام اعلى الله مقامهم فىدار السلام : هذا ويروى الاخبار الصادرة عن ائمتنا عليهم السلام المودعة فى الجوامع الكبار لعلمائنا الاخيار عن جماعة من الاكابر والابرار وانهم قد صرحوا فى اجازاتهم له ببلوغه اعلى مراتب الاجتهاد على رؤس الاشهاد واليك الان أسمائهم الشريفة .

( فمنهم ) :
العلامة الشهير الفقيه الخبير صاحب المقامات السامية والكرامات النسامية السيد محمد مهدي الموسوي القزويني صاحب فلك النجاة المتوفى سنة 1300 هـ تاريخ الاجازة سنة 1296 هـ .

( ومنهم ) :
العالم العابد والفقيه الزاهد العلامة الازهر الشيخ جعفر التستري رحمه الله المتوفى سنة 1303 هـ وقد تناثرت النجوم يوم وفاته : تاريخ الاجازة سنة 1291 هـ .

( ومنهم )
العلامة الرجالي والفقيه الاصولي السيد محمد هاشم الموسوي


( 10 )

الخونساري صاحب مباني الاصول وأصول آل الرسول وغيرهما من المؤلفات وشقيق صاحب الروضات قدهما المتوفى سنة 1318 هـ تاريخ الاجازة سنة 1309 هـ .

( ومنهم )
الفقيه الرباني والعالم العامل الصمداني المحلي بكل زين مولانا الشيخ محمد حسين الارد كاني الحائري قده المتوفى سنة 1305 هـ : تاريخ الاجازة سنة 1292 هـ 6 | شهر ربيع الثاني .

( ومنهم )
حجة الاسلام والمسلمين آية الله في العالمين الميرز حسين نجل المرحوم الميرزا خليل قدهما المتوفى سنة 1326 هـ تاريخ الاجازة 1313 هـ 10 | ذيحجة الحرام .

( ومنهم )
مرجع عصره ووحيد زمانه العلامة المؤتمن الشيخ محمد حسن آل يس قده المتوفى سنة 1308 هـ تاريخ الاجازة سنة 1301 هـ شهر ذيحجة الحرام .

( ومنهم )
العالم الفقيه والمحقق الوجيه الرباني ملا محمد الايرواني قده المتوفى سنة 1306 هـ تاريخ الاجازة سنة 1299 هـ .


( 11 )

( ومنهم )
السيد السند والركن المعتمد الفقيه البارع السيد علي الطباطبائي آل بحر العلوم صاحب البرهان القاطع فى الفقه المتوفى سنة 1298 هـ تاريخ الاجازة 3 | محرم الحرام سنة 1291 هـ ويعبر عنه سيدنا المؤلف قده فى رسالته هذه بالاستاذ الخال .

( ومنهم )
شقيق سيدنا المشار اليه العلامة الفقيه السيد حسين الطباطبائي آل بحر العلوم تاريخ الاجازة سنة 1296 هـ 24 ذيحجة الحرام .

( ومنهم )
العالم العامل الربانى الفقيه المتبحر الصمداني الشيخ زين العابدين الحائري المازندراني قده المتوفى في الحائر الشريف سنة 1309 هـ تاريخ الاجازة سنة 1290 هـ 28 صفر الخير .

( ومنهم )
السيد السند والمولى الممجد ابن عم سيدنا المؤلف السيد ميرزا زين العابدين الطباطبائي قدس سره الزكى تاريخ الاجارة سنة 1292 هـ .

( ومنهم )
العالم العامل والفقيه الكامل ميرزا ابو تراب الشهير بميرزا آقا القزويني قده تاريخ الاجازة غرة رجب المرجب سنة 1292 هـ :


( 12 )

وكان هذا المولى العظيم الشأن من تلامذة شيخنا الانصاري وصاحب الجواهر والشيخ حسن نجل الشيخ الكبير كاشف الغطاء والحاج ملا اسدالله البروجردي قدست أسرارهم .

( وأما الراون عنه ) :
فكثيرون ايضاً جائت اسمائهم الشريفة في بطون كتب التراجم الاجازات : ومنهم : العالم الفاضل السيد محمود المرعشي رحمة الله عليه والد النسابة المعاصر آية الله السيد محمد حسين المعروف بشهاب الدين المرعشي النجفي دامت بركاته كما نقل عنه في هامش ج ل من معارف الرجال ص 281 .

( ثناء العلماء عليه )
فقد اثنى علي العلماء الكملون والفقهاء الراشدون في كتب التراجم والرجال ثناء بليغاً ومدحوه مدحاً جميلا يكشف عن علوّ مقامه السامي فى فنون العقلية والنقلية وتفوقه في القواعد الاصولية والفروع الفقية مضافاً الى ما ذكره اساتذته العظام ومشايخه الكرام في اجازاتهم له :
قال استاذه العلامة السيّد علي الطباطبائي صاحب البرهان القاطع في شرح المختصر النافع في اجازته له : مجمع الفضائل منبع الفواصل زبدة الاواخر والاوائل الحري بان يتمثل بقول القائل .

واني وان كنت الاخير زمانه * لات بما لم تستطعه الاوائل

محقق الحقائق كاشف رموز الدقايق موهبة الخالق فى الخلايق


( 13 )

بدر العلم الساطع قمر الفضل الامع الولد العز الافخر قرة العين الازهر السيد محمد جعفر آل الامير السيد علي الطباطبائي الحائري صاحب الرياض فقد اصبح بحمد الله من جهابذة الزمان والعلماء الاعيان يشار اليه بالبنان من كل جانب ومكان وتاهل ان يكون علماً للعباد ومناراً في البلاد ينادى به المناد ويحدو به الحاد ويؤمه الحاضر والباد يرجعون اليه في الحكم والفتيا بالانقياد الخ .
( وقال ) الفاضل الشهير الاردكاني قده في حقه فى اجازته له : السيد السند والحبر المعتمد المسدد در صدف المجد والسيادة ودرى سماء الفضل والسعادة نور حديقة الفواضل ونور حدقة الفضائل واحد السادة وواسطة القلادة العالم المهذب المطهر والعالم الساطع المضئ الازهر مولينا السيد محمد جعفر الى ان قال قده : فوجدته قدغاص فى التحقيق والتدقيق على اعماق اللجج وشقق الشعرة في ايضاح الادلة والحجج واجاد في اقتناص المدلول من الدليل واستخرج غوامض الفروع من الاصول بوجه انيق جميل وسمح بفوائد لطيفة ومقاصد شريفة الى ان قال قده فهو بحمدالله قد بلغ منتهى معارج الرجال واقصى مدارج الكمال وحازمن الفضل درجة لاتوارى ورفعة لاتحاذى وذروة تفوق هى العيوق ويقصر دونهما الانوق الى ان قال : فله من المناقب والمزايا ما فيه شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل العقبى فهو امام لمن اقتدى بصر لمن اهتدى ينبغي ان يستعطي منه الهدى ويستجلى منه العمى الخ .
( وقال ) العلامة السيد ميرزا محمد هاشم الخونساري قده في حقه


( 14 )

بما هذا نصه السيد السند المؤيد المسدد العالم العامل الكامل المدقق الفهام بل الحبر الماهر المتتبع المحقق العلام المترقى من حضيض التقليد الى اوج الاجتهاد على وجه الاطلاق الحقيق بان يشد اليه الرحال من اطراف الافاق سليل العلماء الاعلام قدوة الافاضل الفخام مجمع مكارم الاخلاق ومحاسن الخصال والفضائل معدن الزهد والورع والتقوى والفواضل سيدنا الاجل الافخم الاطهر الاغا السيد محمد جعفر .
الى ان قال : فان العبد بعد تشرفي في الحائر الشريف بلقاء جنابه وادراك فيض صحبته وقوفي على جملة من مؤلفاته الشريفة ورسائله المنيفة وجدته مجتهداً جامعاً كاملا في الاحاطة بالقواعد الشرعية وخفايا الاحكام الفرعية فصح لى ان اقول واكتب في حقه اداءاً لبعض ما يستحقه من اظهار مقاماته الرفيعة ان جنابه ايده الله تعالى حقيق بان يتصدى للافناء بين الانام وان يثنى له وسادة القضاء والحكم بين الخواص والعوام : وللعوام ان يقلدوه فيما يفتى ويقول فانه منتهى المطلب وغاية المأمول ولعمرى انه احيى ما خفى من مزايا آبائه الكرام وافصح عن نتائج فوائدهم على ماهو المقصود والمرام الخ .
وهكذا بقية مشايخه فقد مدحوه بكل جميل واثنوا عليه بما يستلذ بسماعه النبيل اعلى الله مقامهم جميعاً في اعلى عليين وحشرنا واياهم مع محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين .
هذا وقال : صاحب أحسن الوديعة في ص 157 من ج ل منه من طبع النجف .


( 15 )

العالم الفقيه الفاضل والعلم الوجيه الكامل : كان رحمة الله اعجوبة عصره وعلامة مصره يرع في الفنون العقلية والنقلية واجتهدفى القواعد الاصولية والفروع الفقهية حتى جمع شرائط الامامة وصار قدوة للخاصة والعامة بحيث قد أقر له فقهاء الزمان بالتقدم والفضل على جميع الاقران الى أن قال قده :
وبالجملة فقد كان صدراً رئيساً وسيداً نقريساً وعالماً كبيراً ومجتهداً بصيراً شاع ذكره العالى فى الديار واشتهر السامي في الاقطار انتهى .
وقال : سيدنا الامين حشره الله مع أجداده الطاهرين فى الجزء السادس عشر من المجلد السابع عشر من أعيان الشيعة ص 78 طبع دمشق سنة 1359 : بعد ذكر اسمه الشريف : كان عالماً فاضلا كاملا رئيساً وفي بعض مؤلفات أهل العصر كان عالماً فاضلا فقيهاً اصولياً الخ فقد أذخ بذكر مشايخه في القرائه والرواية وبيان مؤلفاته ثم قال ومن شعره الموجود في آخر المجالس النظامية قوله :

واني جعفر المعروف ذكراً * سليل الخمس مـن آل العبا
عـلى والدى و به انتسابي * الى جدى الزكى طباطبائي

وقال أيضاَ وله شعر طبع بعضه في آخر المجالس النظامية مع تقريظه له فلاحظ . وقال صاحب نجوم السماء في ج 2 ص 215 منه ما هذا نصه :
الميرزا جعفر بن على نقى حجة الاسلام الطباطبائي الحائري وى از خانواده علم وفضل بوده جليل القدر عظيم المنزلة فاضل وعالم


( 16 )

ومقدس ومتورع وزاهد وعابد تحصيل علوم از پدر بزرگوار خود نموده بود الخ .
وقال شيخنا العلامة الطهراني قده فى طبقات الاعلام ج ل من قسم النقباء ص 294 : ما هذا نصه : علامة متبحر وفقيه جليل انتهت اليه الرئاسة في كربلاء بعد والده وصار من أعاظم العلماء ومراجع الامور فلاحظ هذا وقد ذكره غير واحد من علمائنا الاجلة أيضاً ولو أردنا بيان كل ذلك لخرجنا عن الايجاز المعتدل الى الاطناب العمل كما لا يخفى فلاحظ .


( 17 )

( مؤلفاته )
1 ـ رسالة فى جواز التطوع وقت الفريضة .
2 ـ رسالة فى التسليم وانه به يتم الصلاة وتخرج عنها دون غيره .
3 ـ رسالة فى تحقيق معنى شرطية المسافر للنقصير .
4 ـ رسالة فى سقوط الوتيرة في السفر كسقوط غيرها من نوافل الظهرين .
5 ـ رسالة في وجوب التقصير على من قصد بريداً فصاعداً الى ما دون الثمانية ولولم يرجع ليومه .
6 ـ رسالة في حكم المقيم الخارج الى ما دون المسافة في اثناء الاقامة .
7 ـ رسالة في القضاء عن الميت .
8 ـ رسالة في استحباب لبس السواد علي الحسين والأئمة عليهم السلام .
وهي هذه الرسالة الشريفة والوجيزة اللطيفة التي بين يديك واني قد استسختها عن خط المصنف قده وقابلتها مع بعض السادة سلمه الله وعلفت عليها وذكرت المصادر التي نقل عنها المؤلف فجائت بحمد الله رسالة فريدة في بابها نافعة لطلابها ورأيت من الجدير ان


( 18 )

أسميها (بـ) ارشاد العباد الي استحباب لبس السواد على الحسين والائمة الامجاد عليهم السلام حيث لم يصع سيدنا المؤلف قده اسماً خاصاً لها كما لا يخفى .
هذا ولا يخفى ان هذه الرسائل كلها في مجلدوا حد بخطه الشريف مع اجازاته بخطوط أصابها : موجودة في خزانة كتب بعض أصدقائنا السادة المحترمين سلمه الله وهو الذي تفضل بها علينا للاستنساخ والمقابلة ولم يرض سلمه الله ان أذكر اسمه الشريف هنا فجزاه الله خير الجزاء وحباه أحسن الحباء وله منا الشكر الجزيل والذكر الجميل .

( أولاده )
كان له رحمة الله ولدان :
( احدهما ) السيد حسين ولد سنة 1290 هـ 6 جمادى الاولى كما ارخه والده بخطه خلف كتابه : وتوفى رحمه الله في حياة والده .
( وثانيهما ) السيد حسن المعروف بحاج آقا ارخ ولادته والده سنة 1278 هـ فيكون اكبر من أخيه المشار اليه وارخ ولادته الشاعر الشهير الشيخ جابر الكاظمي ره بقوله :

بمنتهى السعد ناد يا مؤرخه * أتى البشير علياً بابنه الحسن

( وأربعة بنات ) : كما وجدته بخطه قدس سره خلف كتابه الذى نقلنا عنه هذه الرسالة .

( أقول )
ومن اسباطه العالمان الفاضلان السيد محمد على طباطبائى ره


( 19 )

ولد في الحائر الشريف سنة 1302 هـ كما وجدت ذلك بخط جده سيدنا المؤلف قده وكان رحه الله من مشاهير رجال كربلاء المقدسة المحترمين وأحد رجال ثورة العشرين نافذ الكلمة غيوراً آمراً بالمعروف لا تأخذه في الله لومة لائم وتوفى سنة 1383 هـ في كربلاء المقدسة ودفن في مقبرة السيد المجاهد قده .
( والسيد مرتضى الطباطبائي ) وكان ره عالماً فضلا جليلا أدركته وجالسته وكان ره حسن السيرة ، صافي السريرة ولد كما بخط جده قده في الحائر الشريف 3 محرم الحرام يوم الاربعاء سنة 1308 هـ : وتوفى رحمه الله سنة 1389 هـ في كربلاء المشرقة ودفن جنب جده وأخيه .
وهو والد السيد الجليل النبيل الفاضل السيد محمد الطباطبائي سلمه الله القائم مقام أبيه وهو من أصدقائنا الاماجد حسن الاخلاق كريم الاعراق ثقة نقة سلمه الله وأبقاه ومن كل مكروه وقاه .

( وفاته )
توفى أعلى الله مقامه ورفع الخلد أعلامه في الحائر الطاهر سنة 1321 هـ في 22 شهر صفر عند الزوال كما في أعيان الشيعة وطبقات الاعلام ونجوم السماء وأحسن الوديعة في يوم السبت كما في احسن الوديعة أعيان ، الشيعة : ويوم الاربعاء كما في الطبقات : ويوم الثلاثاء كما في نجوم السماء والاول هو الارجح : هذا وكان يوم وفاته وتشييع جثمانه الشريف يوماً مشهوداً فقد شيخ جثمانه أهالي كربلاء بغاية العز والاحترام كما هي شيمتهم ولهم الهمة العالية في تعظيم


( 20 )

شعائر الدين وترويج العلماء والمجتهدين وحضور الجماعات واقامة مجالس العزاء على الائمة والنبى والزهراء صلوات الله عليهم وفقهم الله تعالى لمرضاته هذا وقد أغلقت له الاسواق والد كاكين وحضوته كافة الطبقات .
قال في ص 215 من ج 2 من نجوم السماء : وبتاريخ بيست ودوم ماه صفر در سنة 1321 يكهزار وسيصد وبيست ويك بجوار رحمت ايزدى بمرض حمى مطبقه پيوست ودر مقبره والد ماجد خود مدفون گرديد وعمر شريفش در اين زمنا متجاوز او شصت سال بود بسبب كبر سن ازمكان بسيار كمتر بيرون ميآمد كاتب الحروف در اين ايام در مشهد حائر كه سفر ثانى اين حقير بود در تشييع جنازه شريك بودم ديدم تمام دكانها شهر بسته شده ومردمان بسيار سنيه زنى كردند وعورات بسيار گريستند تا اينكه مدفون گرديد انتهى .

( أقول )
ودفن رحمة الله في كربلاء المقدسة جنب والده وجده في مقبرة السيد المجاهد قده المعروفة الان بمدرسة البقعة الواقعة بين الحرمين الشريفين وفيها قبور جماعة من العلماء المشاهير من آل الطباطبائي صاحب الرياض وغيرهم وقد سمعنا انا خربت المقبرة كلية في هذه الاواخر من جهة اجراء الشارع العام بحكم الدولة الغاشمة الكافرة البعثية خذلهم الله تعالى في الدارين وأذاقهم حر النار والحديد في النشأتين ولعمري كم قتلوا من العلماء والسادات وايتموا الاطفال والعيالات وهدموا أحكام الاسلام وخربوا قواعد شريعة خير الانام


( 21 )

ونسئل الله ان يريح الاسلام والمسلمين من شرهم ويطهر البلاد من لوثهم آمين رب العالمين .
هذا وقد رثته الشعراء بمراثي كثيرة لامجال لنا بنقلها فمن رام الاطلاع عليها فليراجع مظانها .
هذا ما تيسر لي من ترجمة المؤلف قده على سبيل العجالة وأنا العبد الفقير الى الله الغنى محمد رضا الحسيني الفحّام عفي عنه الملك العلام وحشره مع أجداده الطيبين الطاهرين في دار السلام وصلي الله على محمد وآله الائمة المعصومين .