تنقيح المقال ـ الجزء الحادي عشر ::: 16 ـ 30
(16)
ثلاثين سنة ، ونزل بعد النبي صلّى الله عليه وآله بخارى ، وتجاوز عمره مائة وخمس وخمسين سنة.
    وحاله غير مبيّن (*).

    [ الترجمة : ]
    عدّه جمع (1) من الصحابة ، وبشّره النبي صلّى الله عليه وآله بالجنّة ، بقوله :
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف في المعاجم الرجاليّة والحديثية على ما يعرب عن حال المعنون ، فهو غير متّضح الحال.
1 ـ منهم الجزري في اُسد الغابة 1/83 قال : الأسود الحبشي الذي سأل النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم عن الصور والألوان ، روى أبو القاسم الطبراني .. إلى أن قال : جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يسأله ، فقال له النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : « سل واستفهم » ، قال : يا رسول الله ! فضّلتم علينا بالصور ، والألوان ، والنبوّة ، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به ، وعملت مثل ما عملت إنّي لكائن معك في الجنّة ، قال : « نعم » ، ثم قال النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : « والذي نفسي بيده إنّه ليرى بياض الأسود في الجنّة من مسيرة ألف عام ..
    وذكر الحديث .. إلى أن بكى الأسود ، ومات فدفنه النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، ودلاّه في حفرته. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.
    هذا ما ذكره الجزري في اُسد الغابة عن ابن مندة وأبي نعيم.
    ولكن بعض المعاصرين في قاموسه 2/83 ـ 84 كأنّه لم يرضه ذلك ، فقال بعد أن عنونه : أقول : عنوان غلط ، فالأسود هنا وصف لا اسم كما يدلّ عليه خبره ( ليرى بياض الأسود ) ، وإن صحّ الخبر قال صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك في حقّ عبد أسود حبشي ،


(17)
« والذي نفسي بيده إنّه ليرى بياض الأسود في الجنّة من مسيرة ألف عام » ، ومات في حياة النبي صلّى الله عليه وآله ، فدفنه صلّى الله عليه وآله.
    فهو من الحسان أقلاًّ ، بل الأظهر وثاقته ، فتأمّل كي يظهر لك أنّ نقل شهادة النبي صلّى الله عليه وآله له بالجنّة ليس من طرقنا (*).

    [ الترجمة : ]
    من الأنصار من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله ، شهد خيبراً ، وقتل بها رجلاً من مذحج وأخذ سلبه (2) ، وشهد أحداً أيضاً ، وسار مع
وحينئذ فهو حثّ على الإيمان ، ولا ربط له بذكره في الرجال.
    أقول : قارن بين كلام اُسد الغابة وكلام هذا المعاصر لترى أيّهما هو الصحيح ؟ وهل قوله صلّى الله عليه وآله : « نعم » ، بعد قول الحبشي : إذا فعلت وعملت ما تعمل أكون في الجنّة ، ليس بخبر يستحق أن يروى ، هذا مبلغ انتقاد هذا المعاصر ، والمؤلّف قدّس سرّه لم يقل إنّ كلمة أسود علم للحبشي بل هو وصف معرّف لمن تشّرف بالمثول بين يدي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ وفاة المترجم في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعنايته في توسيده في قبره يقتضي الحكم عليه بالحسن أقلاًّ.
1 ـ في اُسد الغابة 1/83 ، والإصابة 1/58 برقم 154 قال : الأسود بن خزاعي ، وقيل : خزاعي بن الأسود الأسلمي ، ولكن في الإصابة لم يذكر : ( قيل : خزاعي بن الأسود ) ، ثم قال في الإصابة : لمّا حضر خيبراً أمر عليّاً بقتالهم ، فبرز رجل مدّجج فنزل إليه الأسود بن خزاعي فقتله الأسود ، وأخذ سلبه.
    وقال الطبري : شهد الأسود بن خزاعي اُحداً. وذكر الواقدي أنّه سار مع


(18)
أمير المؤمنين عليه السلام إلى اليمن لمّا بعثه رسول الله صلّى الله عليه وآله (*).

    [ الترجمة : ]
    عدّه في اُسد الغابة (1) ، والإصابة (2) وغيرهما من الصحابة.
    ولم أستثبت حاله (**).

    [ الترجمة : ]
    عدّه جمع (3) من الصحابة ، ورووا أنّه لمّا قدم على النبي صلّى الله عليه وآله
عليّ [ عليه السلام ] إلى اليمن لمّا بعثه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. وذكر أيضاً أنّه شهد لأبي قتادة بسلب قتيله يوم حنين.
(*)
حصيلة البحث
    ما ذكر في ترجمة المعنون يقتضي الحكم عليه بالحسن ، لكن حيث لم يشيروا إلى تاريخ وفاته ، ولم تتّضح عاقبة أمره ، فأنا فيه من المتوقفين ، والله العالم.
1 ـ اُسد الغابة 1/84.
2 ـ الإصابة 1/58 برقم 155.
(**)
حصيلة البحث
    لم أجد في المعاجم الرجاليّة والحديثيّة ما يعرب عن حال المعنون ، فهو غير متّضح الحال.
3 ـ في اُسد الغابة 1/85 ، والإصابة 1/59 برقم 159 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/19 برقم 148.


(19)
قال له : « ما أقدمك ؟ » فقال : جئت لأقترب (1) إلى الله تعالى بصحبتك ، فسمّـاه صلّى الله عليه وآله : المقترب ، وشهد مع أمير المؤمنين عليه السلام صفّين ، ويستفاد منه حسن حاله.
    ويظهر من جمع أنّ ربيعة ليس والده ، بل جدّه الأعلى ، وأنّ والده : عبس ابن أسماء بن وهب بن رباح بن عوذ بن منقد (2) بن كعب بن ربيعة .. المذكور (*).
1 ـ كذا ، ولعلّها : لأتقرّب.
2 ـ كذا في المتن والإصابة ، وفي اُسد الغابة 1/87 : .. ابن رباح بن عوف بن ثقيف.
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر المترجمون له ما يكشف عن حاله ، فهو غير متّضح الحال ، وحضوره في صفين تحت راية أمير المؤمنين عليه السلام لا يكفي ما لم يعلم عاقبة أمره ، وعلى كلّ حال فينبغي التوقف في الحكم عليه بشيء.

    جاء بهذا العنوان في قصص الأنبياء للراوندي : 125 حديث 125 بسنده : .. عن شريف بن سابق ، عن أسود بن رزين القاضي ، قال : دخلت على أبي الحسن الأوّل عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 12/196 حديث 22 ، و 48/50 حديث 42 مثله.
حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكره أرباب الجرح والتعديل فهو مهمل.


(20)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على قول النجاشي (1) إنّه : روى عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، ذكره أصحاب الرجال ، له كتاب العتق. انتهى.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.
    الضبط :
    رزين : بالراء المهملة ، والزاي المعجمة ، والياء المثنّاة من تحت ، والنون ، كأمير أو كزبير (2).
(o)
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 82 برقم 261 الطبعة المصطفوية [ وطبعة بيروت 1/265 برقم ( 263 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 105 ـ 106 برقم ( 265 ) ، وطبعة الهند : 77 ] ، رجال ابن داود في القسم الأوّل : 60 برقم 198 ، مجمع الرجال 1/229 ، نقد الرجال : 48 برقم 3 [ المحقّقة 1/236 برقم ( 554 ) ] ، توضيح الاشتباه : 63 برقم 230 ، ملخّص المقال في قسم غير البالغين مرتبة المدح أو القدح ، جامع الرواة 1/105.
1 ـ رجال النجاشي : 82 برقم 261 الطبعة المصطفوية.
    وذكره ابن داود في القسم الأوّل من رجاله : 60 برقم 198 فقال : الأسود بن رزين عنه أبو عبد الله المزني ، ( ق ) [ جش ] ذكره أصحاب الرجال.
    وفي ملخّص المقال ذكره في قسم غير البالغين مرتبة المدح أو القدح.
    وفي جامع الرواة ، وتوضيح الاشتباه ، ومجمع الرجال ، ونقد الرجال .. وغيرهم اكتفوا جميعاً بنقل عبارة النجاشي فقط.
2 ـ ضبطه ابن ناصرالدين في توضيح المشتبه 4/183 بفتح أوّله ، وانظر : مؤتلف الدارقطني 2/1092 ـ 1095 : ورجلٌ رَزِين أي وَقور ، وشيء رزين : أي ثقيل كما في


(21)
    وقد مرّ (1) ضبط المزني في : إبراهيم بن سليمان (*).

    [ الترجمة : ]
    عدّه جماعة (2) من الصحابة ، وممّن شهد بدراً (**).
الصحاح 5/2123.
    وأمّا رُزَين ـ مصغّراً ـ : فهو تصغير الرَّزْن بمعنى المكان الصلب أو المرتفع ، أو تصغير الرِّزْن ، وهو مكان مرتفع يكون فيه الماء كما في لسان العرب 13/179. والضبط الأوّل أولى.
1 ـ في صفحة : 38 من المجلّد الرابع.
(*)
حصيلة البحث
    لم أظفر في المعاجم الرجاليّة والحديثيّة على ما يوضّح حال المعنون ، فهو غير متّضح الحال إلاّ أنّ عدّ ابن داود له في القسم الأوّل المعدّ لذكر الثقات والمهملين يوجب التوقف في الحكم بالجهالة ، فعليه أنا فيه من المتوقفين.
2 ـ ذكر في اُسد الغابة 1/85 قال : الأسود بن زيد الأنصاري ، قال موسى بن عقبة : فيمن شهد بدراً من الأنصار ، ثم من الخزرج ، ثم من بني سلمة : الأسود بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن غنم ، قاله أبو نعيم ، وقال أبو عمر : أسود بن زيد بن قطبة ..
    وقال في الإصابة 1/59 برقم 160 : الأسود بن زيد بن ثعلبة .. إلى أن قال : ويقال : الأسود بن رزم بن زيد بن قطبة بن غنم ، كذا قال قطبة في الموضعين فصحّف ..
    وفي الاستيعاب 1/44 برقم 85 قال : الأسود بن زيد بن قطبة ، ويقال له : الأسود بن رزم بن قطبة بن غنم الأنصاري.
    أقول : هو إمّا ثعلبة ، أو قطبة ، ولم نجد ما يشير إلى الترجيح.
(**)
حصيلة البحث
    لم أجد في المصادر الرجالية والحديثية ما يكشف عن حاله ، فهو مجهول الحال.


(22)
    الضبط :
    سَرِيْع : بالسين المهملة المفتوحة ، والراء المهملة المكسورة ، والياء المثنّاة من تحت الساكنة ، والعين المهملة ، كما فيما عثرنا عليه من كتب رجال العامّة من اُسد الغابة (1) ، والإصابة (2) ، والاستيعاب (3) ، والتقريب (4) وغيرها ، وضبطه في الأخير بالسين المهملة.
(o)
مصادر الترجمة
    اُسد الغابة 1/85 ، الإصابة 1/59 برقم 161 ، الاستيعاب 1/44 برقم 83 ، تقريب التهذيب 1/76 برقم 570 ، تهذيب التهذيب 1/295 برقم 616 ، مجمع الرجال 1/229 ، إتقان المقال : 263 ، نقد الرجال : 48 برقم 4 [ المحقّقة 1/236 برقم ( 555 ) ] ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، رجال ابن داود : 60 برقم 199 ، رجال الشيخ : 6 برقم 54 ، الوافي بالوفيات 9/252 برقم 4161 ، الكاشف 1/130 برقم 422.
1 ـ اُسد الغابة 1/85 قال : الأسود بن سريع بن حمير بن عبادة .. إلى أن قال : التميمي السعدي يكنّى : أبا عبد الله ، غزى مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
2 ـ الإصابة 1/59 برقم 161 قال : الأسود بن سريع بن حمير بن عبادة ..
3 ـ الاستيعاب 1/44 برقم 83 : الأسود بن سريع بن حمير .. إلى أن قال : يكنّى أبا عبد الله ، نزل البصرة ، وكان قاصّاً ، شاعراً ، محسناً ، هو أوّل من قصّ في مسجد البصرة ..
4 ـ قال في تقريب التهذيب 1/76 برقم 570 : الأسود بن سريع ـ بفتح السين ـ التميمي السعدي ، صحابي نزل البصرة ، ومات في أيام الجمل ، وقيل : سنة اثنتين وأربعين ، والوافي بالوفيات 9/252 برقم 4161.


(23)
    ولكن في أغلب نسخ رجال الشيخ رحمه الله (1) بالضاد المعجمة ، وفي بعضها بالصاد المهملة ، ونقل عن نسخة بالسين ، وهو الصواب.
    والتميمي : قد مرّ (2) ضبطه في : الأحنف بن قيس.
    والسَعْدِي : بالسين المهملة المفتوحة ، والعين المهملة الساكنة ، والدال المهملة بعدها ياء ، نسبة إلى سعد ، ويطلق على قبائل كثيرة في العرب ، كسعد تميم ، وسعد قيس ، وسعد فزارة ، وسعد هوازن ، وسعد ثعلبة ، وسعد هذيم ، وسعد العشيرة ، وهو أبو أكثر قبائل مذحج وغيرهم ، إلاّ أنّ المراد به هنا سعد تميم ، بقرينة وصفهم له بـ : التميمي ، وذكرهم نسبه إلى تميم.
    [ السعدي : نسبة إلى سعد ، وقد ذكرنا في ترجمة الأسود بن سريع أنّه يطلق على قبائل كثيرة في العرب ، ويحتمل في بعض المنسوبين إليه كونه نسبة إلى السعد
1 ـ رجال الشيخ : 6 برقم 54 : ضريع ، وفي نسخة بالصاد المهملة ، وفي مجمع الرجال 1/229 نقلاً عن رجال الشيخ : الأسود بن ضريع السعدي ، وعلق القهپائي : خ. ل : سريع.
    وفي إتقان المقال : 263 في قسم الضعفاء قال : الأسود بن سريع السعدي ـ بالسين المهملة ـ عن رجال الشيخ ، وفي نقد الرجال : 48 برقم 4 [ المحقّقة 1/236 برقم ( 555 ) ] ، وملخّص المقال في قسم المجاهيل وغيرهما نقلاً عن رجال الشيخ : الأسود ابن سريع السعدي .. ، ولكن في رجال الشيخ طبعة النجف الأشرف الحيدرية ، ونسخة معتمدة مخطوطة منه : الأسود بن ضريع ، وفي رجال ابن داود : 60 برقم 199 : الأسود ابن سريع السعدي أبو عبد الله [ جخ ] شاعر جاهلي قاص في الإسلام ، وهو أوّل من قصّ في المسجد.
    أقول : حيث إنّ رجال الشيخ الذي بخطّه كانت عند ابن داود ، ونقل عنه أنّه ( ابن سريع ) يتّضح غلط نسختنا من رجال الشيخ ، وأنّ الصحيح : الأسود بن سريع .. كما في اُسد الغابة وغيرها.
2 ـ في صفحة : 288 من المجلّد الثامن.


(24)
موضع قرب المدينة ، وجبل بالحجاز ، وبلدة تعمل فيها الدروع (1) ] (2).
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (3) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وكنّاه بـ : أبي عبد الله ، وقال : كان في الجاهليّة شاعراً ، وفي الإسلام قاصّاً ، وهو أوّل من قصّ في المسجد. انتهى.
    بيان :
    القاصّ : بالقاف والألف والصاد المهملة المشدّدة هو الذي يحكي القصص ، وهذا هو الصحيح ، وأبدله في بعض النسخ بـ : القاضي ، وأبدل ( قصّ ) بـ : ( قضى ) وهو غلط.
    وقد (4) روي أنّه غزا مع النبي صلّى الله عليه وآله أربع غزوات ، وسكن بعده
1 ـ لاحظ القاموس المحيط 1/301 ، وفيه : السعد .. بلد يعمل فيه الدروع ، وقيل قبيلة. وانظر : تاج العروس 2/376 ، وقال في توضيح المشتبه 5/97 ـ 99 ـ بعد أن ذكر ضبط السعدي وعدّه من المسمّين به ـ : وآخرون فيهم كثرة ، من بني سعد بن هُذَيم من قضاعة ، ومن بني سعد بن بكر ، ومن بني سعد بن ليث ، بطن من كنانة بن خزيمة ، ومن بني سعد بن مالك في أسد بن خُزَيْمة ، ومن بني سعد بن خولان ، ومن بني سعد بن الأشرس من كندة ، ومن بني سعد بن إياس بطن من جُذام ، ونسبة أيضاً إلى مواضع ، منها : سَعْد : بينه وبين المدينة ثلاثة أميال ، ومسجد سَعْد : موضع في طريق مكة ، وإلى السَعْدِيَّة ، وهو عدة مواضع منها : قرية من قرى دمشق ، وإلى السَعْدِيّ قرية على باب مدينة حلب. انتهى ملخّصاً. وانظر : المشترك لياقوت : 247 ـ 248.
2 ـ ما بين المعقوفين ممّا استدركه المصنّف قدّس سرّه في آخر الكتاب من الضبط تحت عنوان خاتمة الخاتمة 3/121 من الطبعة الحجرية أثناء طباعة الكتاب ولم يف أجله بإتمامها ، أوردناه هنا.
3 ـ رجال الشيخ : 6 برقم 54.
4 ـ في الإصابة 1/44 برقم 161 قال : الأسود بن سريع بن حمير بن عبادة بن النزال بن مرّة بن عبيد .. إلى أن قال : التميمي السعدي الشاعر المشهور .. إلى أن قال بسنده : ..


(25)

حدّثنا الأسود بن سريع قال : غزوت مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أربع غزوات .. إلى أن قال : قال البغوي : كان شاعراً ، وكان في أوّل الإسلام قاصّاً .. إلى أن قال : عن الحسن : إنّه كان أوّل من قصّ في مسجد البصرة ، وقال خليفة : كانت له دار بحضرة الجامع بالبصرة ، توفّي في عهد معاوية ، وقال ابن أبي خيثمة عن أحمد وابن معين : مات سنة اثنتين وأربعين .. إلى أن قال : وروى البارودي عن الحسن ، قال : لمّا قتل عثمان ركب الأسود سفينة ، وحمل معه أهله وعياله فانطلق فما رؤي بعد.
    وفي الاستيعاب 1/44 برقم 83 وبعد العنوان قال : غزا مع النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، يكنّى : أبا عبد الله ، نزل البصرة ، وكان قاصّاً شاعراً محسناً ، هو أوّل من قصّ في مسجد البصرة ..
    وقال بعض المعاصرين في قاموسه 2/84 في المقام : ثم قول المصنّف « الشاعر المعروف » منكر ، فهل الرجل امرؤ القيس حتى يقال فيه ذلك ، ومن يعرفه حتى يعرف شاعريتّه ؟! ..
    أقول : لم يعبّر المؤلّف قدّس الله روحه الطاهرة بـ : الشاعر المعروف ، بل قال : الشاعر المشهور ، وهذه الجملة أخذها من الإصابة ، ومن خطل القول قوله : ومن يعرفه حتى يعرف شاعريته ، فكأنّه إذا لم يعرف هو الشاعر اقتضى أن لا يعرفه أحد ، وقد صرّح في الإصابة والاستيعاب بأنّه شاعر مشهور أو شاعر محسن .. فراجع واعجب من هذا المعاصر.
    ثم إنّ في اُسد الغابة 1/86 في ترجمة الرجل قال بسنده : .. عن الأسود بن سريع قال : أتيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقلت : يا رسول الله ! إنّي قد حمدت ربّي بمحامد ومدح وإيّاك ، قال : « هات ما حمدت به ربّك » ، قال : فجعلت أنشده ، فجاء رجل آدم فاستأذن ، قال : فقال النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : « س س » ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً قال : قلت : يا رسول الله ! من هذا الذي استنصتني له ؟ قال : « هذا عمر بن الخطاب ، هذا رجل لا يحبّ الباطل!! » ، أخرجه ثلاثتهم.
    أقول : اقرأ واعجب فإنّهم ينزّهون خليفتهم عمّا لا ينزّهون نبيّهم ، فالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يمتنع من الباطل ويستمع للباطل ولكن عمر لا يحبّ الباطل ، وكأنّ الحبّ يعمي ويصمّ ، ويأخذ بالعقول والأفهام ، ويخرج الإنسان عن لوازم الإيمان والإسلام ، وذلك أنّ نسبة الاستماع إلى الباطل وعدم النهي عنه إلى النبي المعصوم


(26)
صلّى الله عليه وآله البصرة وقصّ في مسجدها ، وكانت له دار بحضرة الجامع بالبصرة ، وقيل : توفي يوم الجمل.
    ويردّه أنّ الأكثر أرّخوا وفاته بزمن معاوية ، وأرّخه ابن معين بسنة اثنتين وأربعين (*).

    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على رواية محمد بن حمران ، عنه ، عن أبي جعفر عليه السلام في باب النوادر بعد باب جوامع التوحيد من الكافي (1).
صلّى الله عليه وآله وسلّم موجب للفسق بل للكفر ، والله أسأل أن يصون ألسنتنا وأقلامنا عن الباطل.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ كون المعنون قاصّاً في المسجد يوجب الجزم بضعفه ، حيث إنّ أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ضرب قاصّاً في المسجد ، وطرده منه ، ونزّه بيت الله تعالى شأنه من القصّاصين والحديث اللّغو.
1 ـ الكافي 1/145 حديث 7 بسنده : .. عن محمد بن حمران ، عن أسود بن سعيد قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام .. ، وفي جامع الرواة 1/105 عنونه وأشار إلى سند هذه الرواية.
    ومثله في بصائر الدرجات : 407 حديث 10 بسنده : .. عن محمد بن حمران ، عن الأسود بن سعيد قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام .. وصفحة : 61 حديث 1 بسنده : .. عن محمد بن حمران ، عن أسود بن سعيد ، قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام .. ، والخرائج والجرائح 1/287 حديث 21 : ومنها ما روى عن أسود بن سعيد ، عن أبي جعفر عليه السلام .. والمختصر : 127 ، وقال الأسود بن سعيد : كنت


(27)
    وفي تقريب (1) ابن حجر أنّ : الأسود بن سعيد الهمداني كوفي صدوق (*).
عند أبي جعفر عليه السلام .. والاختصاص للشيخ المفيد : 323 بسنده : .. عن محمد بن حمران ، عن الأسود بن سعيد ، قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام .. والهداية الكبرى للخصيبي : 242 ، وتقريب التهذيب 1/76 برقم 571 ، وجامع الرواة 1/105.
    أقول : أسود بن سعيد الهمداني ، يروي عن جابر بن سمرة ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله. والمذكور في المتن يروي عن الباقر عليه السلام. وجابر بن سمرة مات سنة 73 أو سنة 74 أو سنة 76 وإمامة الإمام الباقر عليه السلام من سنة 95 ، فالاتّحاد موجّه ليس ببعيد.
    وقال في قاموس الرجال : قال المصنّف في التقريب : إنّ الأسود بن سعيد الهمداني كوفيّ صدوق.
    قلت : من في الخبر إمامي ، ومن في التقريب عامي في ظاهرهما ، ولا شاهد لاتّحادهما.
    أقول : القرائن تدلّ على الاتّحاد ، وقوله من في التقريب عامي دعوى بلا شاهد ، ويظنّ هذا المتسرّع أنّ دعاويه تقبل بلا دليل أو أمارة.
1 ـ تقريب التهذيب 1/76 برقم 571 قال : الأسود بن سعيد الهمداني ، كوفي ، صدوق ، من الثالثة.
    وجاء في تهذيب التهذيب 1/339 برقم 617 : الأسود بن سعيد الهمداني روى عن جابر بن سمرة ، وابن عمر. وعنه زياد بن خيثمة ، ومعن بن يزيد ، وأبو إسرائيل الملائي .. وذكره ابن حبّان في الثقات 4/32.
(*)
حصيلة البحث
    الراجح عندي كون المعنون من رواة العامة ولم يذكره أحد من أعلامنا الرجاليين.

    جاء في عيون أخبار الرضا عليه السلام 1/30 باب 6 بسنده : .. عن زياد بن خيثمة ، عن الأسود بن سعيد الهمداني ، قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله .. ، والخصال 2/462


(28)
    [ الترجمة : ]
    قال في التقريب (1) : إنّه ثقة عابد ، من السادسة ، مات سنة
باب 12 حديث 26 ، والغيبة للشيخ الطوسي قدّس سرّه : 127 حديث 90 بسنده : .. عن زياد بن خيثمة ، عن الأسود بن سعيد ، قال : سمعت جابر ابن سمرة يقول : .. ، وبحار الأنوار 36/238 حديث 34 بسنده : .. عن زياد بن خيثمة ، عن الأسود بن سعيد الهمداني ..
    والغيبة للنعماني : 102 حديث 31 بسنده : .. عن زياد بن خيثمة ، عن الأسود بن سعيد الهمداني .. ، وتاريخ الإسلام لسنة 101 إلى سنة 120 : 28 برقم 10 : الأسود بن سعيد الهمداني الكوفي ، عن جابر بن سمرة وابن عمر ، وعنه زياد بن خيثمة ومعن بن يزيد ، وأبو إسرائيل الملائي ..
    وتهذيب التهذيب 1/339 برقم 617 ، وتهذيب الكمال 3/223 برقم 501 ، وثقات ابن حبّان 4/32 ، والكاشف 1/130 برقم 423 ، وتقريب التهذيب 1/76 برقم 571 ، والتاريخ الكبير 1/446 برقم 1426 ، والجرح والتعديل 2/292 برقم 1070.
حصيلة البحث
    لم يتّضح لي من رواياته إمّاميته والقرائن تشير إلى عاميّته ، والله العالم.
(o)
مصادر الترجمة
    تهذيب التهذيب 1/339 برقم 618 ، تقريب التهذيب 1/76 برقم 572 ، الجمع بين رجال الصحيحين : 38 برقم 142 ، تاريخ الثقات للعجلي : 67 برقم 96 ، الوافي بالوفيات 9/253 برقم 4162 ، تذهيب تهذيب الكمال : 36 ، تهذيب الكمال 3/224 برقم 502 ، الكاشف 1/131 برقم 424.
1 ـ تقريب التهذيب 1/76 برقم 572 ، وتهذيب التهذيب 1/339 برقم 618 قالا : الأسود


(29)
ستّين (*).

    [ الترجمة : ]
    كان من المجاهدين مع أمير المؤمنين عليه السلام بصفّين ، وله مع عبد الله بن بديل (1) مكالمة تكشف عن جلالته تأتي في ترجمة عبد الله بن بديل إن شاء الله
ابن شيبان السدوسي البصري أبو شيبان ، روى عن أبي نوفل بن أبي عقرب ، وخالد بن سمير ، والحسن البصري ، وعطاء بن أبي رباح ، وعبد الله بن مضارب ، وجماعة ، وعنه ابن مهدي ووكيع .. إلى أن قال : قال ابن معين : ثقة ، وقال أبو حاتم : صالح الحديث.
    قلت : وقال العجلي : ثقة ، وذكره ابن حبّان في الثقات في الطبقة الرابعة ، وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين : مات سنة 65 ..
(*)
حصيلة البحث
    يظهر ممّن روى عنهم ، ورووا عنه ، أنّه من رواة العامّة ، ولم يعنونه علماؤنا ، فالرجل مجهول الحال أو ضعيف.
1 ـ روى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 8/92 بسنده : .. عن عبيد الرحمن بن كعب ، قال : لمّا قتل عبد الله بن بديل يوم صفّين ، مرّ به الأسود بن طهمان الخزاعي ، وهو بآخر رمق ، فقال له : عزّ عليَّ والله مصرعك ! اَمَا والله لو شهدتك لآسيتك ، ولدافعت عنك ، ولو رأيت الذي أشعرك لأحببت ألاّ أزايله ولا يزايلني حتى أقتله ، أو يلحقني بك ، ثم نزل إليه ، فقال : رحمك الله يا عبد الله ! والله إن كان جارك ليأمن بوائقك ، وإن كنت لمن الذاكرين الله كثيراً ، أوصني رحمك الله ، قال : أوصيك بتقوى الله ، وأن تناصح أمير المؤمنين ، وتقاتل معه حتى يظهر الحقّ أو تلحق بالله ، ـ وأبلغ أمير المؤمنين عنّي السلام وقل له : قاتل على المعركة حتى تجعلها خلف ظهرك ، فإنّه من أصبح والمعركة خلف ظهره كان الغالب ، ثم لم يلبث أن مات.
    أقول : جاء في تاريخ الطبري 5/46 ، وصفّين لنصر بن مزاحم : 456 نظير هذه


(30)
تعالى ، فلاحظها (*).

    [ الضبط : ]
    [ الهمداني : ] نسبة إلى عشيرة همدان كما مرّ (1) ضبطه في : إبراهيم بن قوام الدين.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في الرجل إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (2) إيّاه من أصحاب الصادق
القضية التي دارت بين أسود بن قيس وعبدالله بن كعب عندما قتل يوم صفّين والألفاظ متقاربة بحيث يظن أنّ القضيتين واحدة واختلاف نسخ صفّين تؤيده ، ولاحظ ما سنذكره قريباً هناك ، وتفطن.
(*)
حصيلة البحث
    ما ذكره ابن أبي الحديد في المعنون يدلّ على حسنه وجلالة قدره ، وولائه لسيد الوصيّين صلوات الله عليه .. فهو حسن جليل القدر إن ثبت صحّة ما رواه ابن أبي الحديد.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 153 برقم 204 ، نقد الرجال : 48 برقم 5 [ المحقّقة 1/236 برقم ( 556 ) ] ، مجمع الرجال 1/229 ، إتقان المقال : 165 ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، جامع الرواة 1/105 ، منتهى المقال : 60 [ المحقّقة 2/99 برقم ( 396 ) ] ، منهج المقال : 62.
1 ـ في صفحة : 254 من المجلّد الرابع.
2 ـ رجال الشيخ : 153 برقم 204 ، وذكره في نقد الرجال ، ومجمع الرجال ، وإتقان المقال في قسم الحسان ، والكلّ نقلوا عبارة رجال الشيخ رحمه الله ، وذكره في ملخّص المقال في قسم المجاهيل.
تنقيح المقال ـ الجزء الحادي عشر ::: فهرس