الفصل الرابع
الأخبار والأقوال


قد ظهر إلى الآن أن نزول الآية المباركة في « أهل البيت » هو المتبادر من الآية ، وأن القول بذلك مستند إلى أدلة معتبرة في كتب السنة ، وأنه محكي عن أئمة أهل البيت : أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو أعلم الأصحاب بكتاب الله بالإجماع ، والحسن السبط عليه السلام ، والحسين الشهيد عليه السلام ، والإمام السجاد علي بن الحسين عليه السلام ، والإمام الباقر عليه السلام ، والإمام الصادق عليه السلام.
ورواه عدة من كبار الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال به ابن عباس ، في ما رواه عنه سعيد بن جبير ومجاهد والكلبي وغيرهم ، بل أرسله عنه أبو حيان إرسال المسلّم ، وسنذكر عبارته.
وهو قول : سعيد بن جبير ، وعمرو بن شعيب ، والسدي ، وجماعة.

أدلة وشواهد أخرى للقول بنزول الآية في أهل البيت :
وقد ذكر هذا القول غير واحد من المفسرين وغيرهم فلم يردوه.
بل لم يرجحوا عليه غيره ، بل ذكروا له أدلة وشواهد ومؤيدات ، من الأخبار والروايات.
* كالزمخشري ، فإنه ذكر هذا القول ، وروى فيه الحديث عن النبي


( 291 )

صلى الله عليه وآله وسلم : « قيل : يا رسول الله ، من قرابتك... » قال : « ويدل عليه ما روي عن علي... » الحديث ، وقد تقدم ، ثم قال بعده :
« وعن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : حرّمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غذا إذا لقيني يوم القيامة.
وروي : إن الأنصار قالوا : فعلنا وفعلنا... » الحديث ، وقد تقدم.
قال : « وقال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن ما ت على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة » (1).
* والرازي حيث قال : « روى الكلبي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لما قدم المدينة كانت تعروه نوائب وحقوق ، وليس في يده سعة ، فقال الأنصار : إن هذا الرجل قد هداكم الله على يده وهو ابن اختكم وجاركم في بلدكم ، فاجمعوا له
____________
(1) الكشاف في تفسير القرآن 4 | 220 ـ 221.
( 292 )

طائفة من أموالكم ، ففعلوا ، ثم أتوه به فردّه عليهم ، فنزل قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا ) أي على الإيمان إلا أن تودوا أقاربي. فحثهم على مودة أقاربه ».
ثم إنه أورد الرواية عن الزمخشري قائلا : « نقل صاحب الكشاف عن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أنه قال : من مات على حب آل محمد... » إلى آخره. ثم قال :
« وأنا أقول : آل محمد هم الذين يؤول أمرهم إليه ، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل.
وأيضا : اختلف الناس في الآل ، فقيل : هم الأقارب ، وقيل : هم أمته. فإن حملناه على القرابة فهم الآل ، وإن حملناه على الأمة الذين قبلوا دعوته فهم أيضا آل. فثبت أن على جميع التقديرات هم الآل ، وأما غيرهم فهل يدخلون تحت لفظ الآل ؟ فمختلف فيه.
وروى صاحب الكشاف : إنه لما نزلت هذه الآية قيل : يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ فقال : علي وفاطمة وابناهما. فثبت أن هؤلاء الأربعة أقارب النبي.
وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ، ويدل عليه وجوه :
الأول : قوله تعالى : ( إلا المودة في القربى ) ووجه الاستدلال به ما سبق.


( 293 )

الثاني : لا شك أن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم كان يحب فاطمة عليها السلام ، قال صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : فاطمة بضعة مني ، يؤذيني من يؤذيها. وثبت بالنقل المتواتر عن رسول الله أنه كان يحب عليا والحسن والحسين. وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله : ( واتبعوه لعلكم تهتدون ) ولقوله سبحانه : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ).
الثالث : إن الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جُعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة ، وهو قوله : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمدا وآل محمد. وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب. وقا الشافعي رضي الله عنه :

يا راكبا قف بالمحصب من منى * واهتـف بساكـن خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضـا كما نظـم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمــد * فليشهد الثقلان أني رافضي » (1)

* وذكر النيسابوري محصل كلام الرازي قائلا : « ولا ريب أن هذا فخر عظيم ، وشرف تام ؛ ويؤيده ما روي... » (2).
* وقال القرطبي : « وقيل : ( القربى ) قرابة الرسول صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، أي : لا أسألكم أجرا إلا أن تودوا قرابتي وأهل بيتي ، كما أمر بإعظامهم ذوى القربى. وهذا قول علي بن حسين وعمرو بن شعيب والسدي. وفي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس : لما أنزل الله عز وجل
____________
(1) التفسير الكبير 27 | 166.
(2) تفسير النيسابوري ـ هامش الطبري ـ 25 | 33.

( 294 )

( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قالوا : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين نودهم ؟ قال : علي وفاطمة وابناؤها. ويدل عليه أيضا ما روي عن علي رضي الله عنه : قال : شكوت غلى النبي حسد الناس... وعن النبي : حرّمت الجنة...
وكفى قبحا بقول من يقول : إن التقرب إلى الله بطاعته ومودة نبيه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وأهل بيته منسوخ ، وقد قال النبي : من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ومن مات على حب آل محمد جعل الله زواره قبره الملائكة والرحمة (1) ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه : أيس اليوم من رحمة الله ، ومن مات على بغض آل محمد لم يرح رائحة الجنة ، ومن مات على بغض آل بيتي فلا نصيب له في شفاعتي.
قلت : وذكر هذا الخبر الزمخشري في تفسيره بأطول من هذا فقال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم... » فذكره... (2).
* وقال الخطيب الشربيني : « فقيل : هم فاطمة وعلي وابناؤهما. وفيهم نزل : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) » (3).
* وقال الآلوسي : « وقيل : علي وفاطمة وولدها رضي الله تعالى عنهم ، وروي ذلك مرفوعا : أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه ، من طريق ابن جبير عن ابن عباس ، قال : لما نزلت هذه
____________
(1) كذا.
(2) تفسير القرطبي 16 | 23.
(3) السراج المنير 3 | 537 ـ 538.

( 295 )

الآية ( قل لا أسألكم ) إلى آخره. قالوا : يا رسول الله... وقد تقدم.
إلا أنه روي عن جماعة من أهل البيت ما يؤيد ذلك... ».
فروى خبر ابن جرير عن أبي الديلم « لما جيء بعلي بن الحسين... » وخبر زاذان عن علي عليه السلام... وأورد قول كميت الشاعر والهيتي أحد أقاربه... وقد تقدم ذلك كله. ثم روى حديث الثقلين ، ثم قال :
« وأخرج الترمذي وحسّنه والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب ، عن ابن عباس ، قال : قال عليه الصلاة والسلام : أحبوا الله تعالى لما يغذوكم به من نعمة ، وأحبوني لحب الله تعالى ، وأحبوا أهل بيتي.
وأخرج ابن حبان والحاكم ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : والذي نفسي بيده ، لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا أدخله الله تعالى النار. إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة من الأخبار ، وفي بعضها ما يدل على عموم القربى وشمولها لبني عبد المطلب :
أخرج أحمد والترمذي ـ وصححه ـ والنسائي ، عن المطلب بن ربيعة ، قال : دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فقال : إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث ، فإذا رأونا سكتوا ؛ فغضب رسول الله ودر عرق بين عينيه ، ثم قال : والله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم لله تعالى ولقرابتي.
وهذا ظاهر إن خص ( القربى ) بالمؤمنين منهم ، وإلا فقيل : إن الحكم منسوخ. وفيه نظر. والحق وجوب محبة قرابته عليه الصلاة والسلام من حيث إنهم قرابته كيف كانوا ، وما أحسن ما قيل :

داريت أهلك في هواك وهم عدى * ولأجل عين ألـف عيــن تكــرم


( 296 )

وكلما كانت جهة القرابة أقوى كان طلب المودة أشد ، فمودة العلويين ألزم من محبة العباسيين على القول بعموم ( القربى ) وهي على القول بالخصوص قد تتفاوت أيضا باعتبار تفاوت الجهات والاعتبارات ، وآثار تلك المودة التعظيم والاحترام والقيام بأداء الحقوق أتم قيام ، وقد تهاون كثير من الناس بذلك حتى عدّوا من الرفض السلوك في هاتيك المسالك ، وأنا أقول قول الشافعي الشافي العي :
يا راكبا قف بالمحصّب من منى..... » الأبيات (1).

أقول :
هذا هو القول الأول ، وهو الحق ، أعني نزول الآية المباركة في خصوص : علي وفاطمة والحسنين ، وعلى فرض التنزّل وشمولها لجميع قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فما ورد في خصوص أهل البيت يخصصها. فهذا هو القول الأول.

الرد على الأقوال الأخرى :
وفي مقابله أقوال :
أحدها : إن المراد من ( القربى ) القرابة التي بينه صلى الله عليه وآله وسلم وبين قريش « فقال : إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة ».
والثاني : إن المراد من ( القربى ) هو القرب والتقرب إلى الله ، أي :
____________
(1) روح المعاني 25 | 31 ـ 32.
( 297 )

إلا أن تودوا إلى الله في ما يقربكم إليه من التودد إليه بالعمل الصالح.
والثالث : إن المراد من ( القربى ) هو « الأقرباء » ولكن لا أقرباء النبي مطلقا ، بل المعنى : إلا أن تودوا قرابتكم وتصلوا أرحامكم.
والرابع : إن الآية المنسوخة بقوله تعالى : ( قل ما سألتكم عليه من أجر فهو لكم ) (1).

أقول :
أما القول الأخير فقد رده الكل ، حتى نص بعضهم على قبحه ، وقد بينا أن لا منافاة بين الآيتين أصلا ، بل إحداهما مؤكدة لمعنى الأخرى.
وأما الذي قبله ، فلا ينبغي أن يذكر في الأقاويل ، لأنه قول بلا دليل ، ولذا لم يعبأ به أهل التفسير والتأويل.
وأما القول بأن المراد هو « التقرب » فقد حكي عن الحسن البصري (2) وظاهر العيني اختياره له (3). واستدل له في « فتح الباري » بما أخرجه أحمد من طريق مجاهد عن ابن عباس أيضا : إن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : « قل لا أسألكم عليه أجرا على ما جئتكم به من البينات والهدى إلا أن تقربوا إلى الله بطاعته ».
لكن قال ابن حجر : « وفي إسناده ضعف » (4).
وهو مردود أيضا بأنه خلاف المتبادر من الآية ، وأن النصوص على
____________
(1) سورة سبأ 34 : 47.
(2) تفسير الرازي 27 | 165 ، فتح الباري 8 | 458 وغيرهما.
(3) عمدة القاري 19 | 157.
(4) فتح الباري بشرح صحيح البخاري 8 | 458.

( 298 )

خلافه... وهو خلاف الذوق السليم.
وأما القول الأول من هذه الأقوال ، فهو الذي اقتصر عليه ابن تيمية فلم يذكر غيره ، واختاره ابن حجر ، ورجحه الشوكاني... والدليل عليه ما اخرجه أحمد والشيخان وغيرهم عن طاووس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وقد تقدم في أول أخبار المسألة.
ويقع الكلام على هذا الخبر في جهتين :

الجهة الأولى : جهة السند :
فإن مدار الخبر على « شعبة بن الحجاج » وقد كان هذا الرجل ممن يكذب ويضع على أهل البيت ، فقد ذكر الشريف المرتضى رحمه الله (1) أنه روى عن جعفر بن محمد أنه كان يتولى الشيخين ! فمن يضع مثل هذا لا يستبعد منه أن يضع على ابن عباس في نزول الآية.
ثم إن الراوي عن شعبة عند أحمد « يحيى بن عباد الضبعي البصري » قال الخطيب : « نزل بغداد وحدث بها عن شعبة... روى عنه أحمد بن حنبل... » (2).
وقد أورد ابن حجر هذا الرجل فيمن تكلم فيه من رجال البخاري ، فنقل عن الساجي أنه ضعيف ، وعن ابن معين أنه ليس بذاك وإن صدّقه (3).
وروى الخطيب بإسناده عن ابن المديني ، قال : سمعت أبي يقول : يحيى بن عباد ليس ممن أحدث عنه ، وبشار الخفاف أمثل منه.
____________
(1) الشافي في الإمامة 4 | 116.
(2) تاريخ بغداد 14 | 144.
(3) مقدمة فتح الباري : 452.

( 299 )

وبإسناده عن يحيى بن معين : لم يكن بذاك ، قد سمع وكان صدوقا ، وقد أتيناه فأخرج كتابا فإذا هو لا يحسن يقرأه فانصرفنا عنه.
وبإسناده عن الساجي : ضعيف ، حدّث عنه أهل بغداد. سمعت الحسن بن محمد الزعفراني يحدث عنه عن الشعبي وغيره ، لم يحدّث عنه أحد من أصحابنا بالبصرة ، لا بندار ولا ابن المثنى.
وقد أورده الذهبي في ميزانه مقتصرا على تضعيف الساجي (1).
والراوي عن شعبة عند البخاري « محمد بن جعفر ـ غندر » وقد أدرجه ابن حجر فيمن تكلم فيه بمناسبة قول أبي حاتم : « يكتب حديثه عن غير شعبة ولا يحتج به » (2) ، وبهذه المناسبة أيضا أورده الذهبي ميزانه (3).
والراوي عنه : « محمد بن بشار » وهو أيضا ممن تكلم فيه غير واحد من أئمتهم ، وأدرجه ابن حجر فيمن تكلم فيه فذكر تضعيف الفلاس ، وأن يحيى بن معين كان يستضعفه ، وعن أبي داود : لولا سلامة فيه لترك حديثه (4).
لكن في ميزان الاعتدال : « كذبه الفلاس » وروى عن الدورقي : « كنا عند يحيى بن معين فجرى ذكر بندار ، فرأيت يحيى لا يعبأ به ويستضعفه » قال : « ورأيت القواريري لا يرضاه » « وكان صاحب حمام » (5).
____________
(1) ميزان الاعتدال 4 | 387.
(2) مقدمة فتح الباري : 437.
(3) ميزان الاعتدال 3 | 502.
(4) مقدمة فتح الباري : 437.
(5) ميزان الاعتدال 3 | 490.

( 300 )

أقول :
لقد كان هذا حال عمدة أسانيد حديث طاووس عن ابن عباس ، والإنصاف أنه لا يصلح للاحتجاج فضلا عن المعارضة ، على أن كلام الحاكم في كتاب التفسير صريح في رواية البخاري ومسلم هذا الحديث عن طريق طاووس عن ابن عباس باللفظ الدال على القول الحق ، وهذا نص كلامه : « إنما اتفقا في تفسير هذه الآية على حديث عبد الملك بن ميسرة الزراد عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه في قربى آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ».
وأرسل ذلك أبو حيان عن ابن عباس إرسال المسلم ، فإنه بعد أن ذكر القول الحق قال : « وقال بهذا المعنى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب واستشهد بالآية حين سيق إلى الشام أسيرا ، وهو قول ابن جبير والسدي وعمرو بن شعيب. وعلى هذا التأويل قال ابن عباس : قيل : يا رسول الله ، من قرابتك الذين أمرنا بمودتهم ؟ فقال : علي وفاطمة وابناهما » (1).

والجهة الثانية : جهة فقه الحديث :
وفيه :
أولا : إن من غير المعقول أن يخاطب الله ورسوله المشركين بطلب
____________
(1) البحر المحيط 7 | 516.
( 301 )

الأجر على أداء الرسالة ، فإن المشركين كافرون ومكذبون لأصل هذه الرسالة ، فكيف يطلب منهم الأجر ؟!
وثانيا : إن هذه الآية مدنية ، وقد ذكرت في سبب نزولها روايات تتعلق بالأنصار.
وثالثا : على فرض كونها مكية فالخطاب للمسلمين لا للمشركين كما بينا.
وبعد ، فلو تنزلنا وجوزنا الأخذ سندا ودلالة بما جاء في المسند وكتابي البخاري ومسلم عن طاووس عن ابن عباس ، فلا ريب في أنه نص في ذهاب سعيد بن جبير إلى القول الحق.
وأما رأي ابن عباس فمتعارض ، والتعارض يؤدي إلى التساقط ، فلا يبقى دليل للقول بأن المراد « القرابة » بين النبي وقريش ، لأن المفروض أن لا دليل عليه إلا هذا الخبر.
لكن الصحيح أن ابن عباس ـ وهو من أهل البيت وتلميذهم ـ لا يخالف قولهم ، وقد عرفت أن أمير المؤمنين عليه السلام ينص على نزول الآية فيهم ، وكذا الإمام السجاد... ولم يناقش أحد في سند الخبرين ، وكذا الإمامان السبطان ولإمامان الصادقان... فكيف يخالفهم ابن عباس في الرأي ؟!
لكن قد تمادى بعض القوم في التزوير والتعصب ، فوضعوا على لسان ابن عباس أشياء ، ونسبوا إليه المخالفة لأمير المؤمنين عليه السلام في قضايا ، منها قضية المتعة ، حتى وضعوا حديثا في أن عليا عليه السلام كان يقول بحرمة المتعة فبلغه أن ابن عباس يقول بحليتها ، فخاطبه بقوله :


( 302 )

« إنك رجل تائه » ! ومع ذلك لم يرجع ابن عباس عن القول بالحلية ! (1).
ولهذا نظائر لا نطيل المقام بذكرها...
والمقصود أن القوم لما رأوا رواية غير واحد من الصحابة ـ وبأسانيد معتبرة ـ نزول الآية المباركة في « أهل البيت » ووجدوا أئمة أهل البيت عليهم السلام مجمعين على هذا القول... حاولوا أولا تضعيف تلك الأخبار ثم وضع شيء في مقابلها عن واحد من علماء أهل البيت ليعارضوها به ، وليلقوا الخلاف بينهم بزعمهم... ثم يأتي مثل ابن تيمية ـ ومن تبعه ـ فيستدل بالحديث الموضوع ويكذب الحديث الصحيح المتفق عليه بين المسلمين.

تنبيهان :
الأول :
قد تنبه الفخر الرازي إلى أن ما ذكره في ذيل الآية من الأدلة على وجوب محبة أهل البيت وإطاعتهم واحترامهم ، وحرمة بغضهم وعدائهم... يتنافى مع القول بإمامة الشيخين وتعظيم الصحابة قاطبة... مع ما كان منهم بالنسبة إلى أهل البيت وصدر منهم تجاههم ، فحاول أن يتدارك ذلك فقال :
« قوله ( إلا المودة في القربى ) فيه منصب عظيم للصحابة !! لأنه تعالى قال : ( والسابقون السابقون * أولئك المقربون ). فكل من أطاع الله كان مقربا عند الله تعالى فدخل تحت قوله : ( إلا المودة في
____________
(1) راجع : رسالتنا في المتعتين ، تراثنا ، العدد : 25.
( 303 )

القربى ) !
والحاصل : إن هذه الآية تدل على وجوب حب آل رسول الله وحب أصحابه ، وهذا المنصب لا يسلم إلا على قول أصحابنا أهل السنة والجماعة الذين جمعوا بين حب العترة والصحابة.
وسمعت بعض المذكرين قال : إنه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا. وقال : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ؛ ونحن الآن في بحر التكليف وتضربنا أمواج الشبهات والشهوات ، وراكب البحر يحتاج إلى أمرين : أحدهما : السفينة الخالية عن العيوب والثقب. والثاني : الكواكب الظاهرة الطالعة النيرة ، فإذا ركب تلك السفينة ووقع نظره على تلك الكواكب الظاهرة كان رجاء السلامة غالبا. فكذلكك ركب أصحابنا أهل السنة سفينة حب آل محمد ووضعوا أبصارهم على نجوز الصحابة ، فرجوا من الله تعالى أن يفوزوا بالسلامة والسعادة في الدنيا والآخرة » !! (1).
وكذلك النيسابوري ، فإنه قال : « قال بعض المذكرين : إن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلف عنها غرق. وعنه صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. فنحن نركب سفينة حب آل محمد ونضع أبصارنا على الكواكب النيرة ، أعني آثار الصحابة لنتخلص من بحر التكليف وظلمة الجهالة ، ومن أمواج الشبهة والضلالة » !! (2).
وكذلك الآلوسي ، فإنه قال مثله وقد استظرف ما حكاه الرازي ، قال
____________
(1) تفسير الرازي 27 | 166.
(2) تفسير النيسابوري ـ هامش الطبري ـ 25 | 35.

( 304 )

الآلوسي بعد ما تقدم نقله عنه في وجوب محبة أهل البيت ومتابعتهم وحرمة بغضهم ومخالفتهم :
« ومع هذا ، لا أعد الخروج عما يعتقده أكابر أهل السنة في الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ دينا ، وأرى حبهم فرضا علي مبينا ، فقد أوجبه أيضا الشارع ، وقامت على ذلك البراهين السواطع. ومن الظرائف ما حكاه الإمام عن بعض المذكرين... » (1).

أقول :
لقد أحسن النيسابوري والآلوسي إذ لم يتبعا الفخر الرازي في ما ذكره في صدر كلامه ، فإني لم أفهم وجه ارتباط مطلبه بآية المودة... : على أن فيه مواضع للنظر ، نمها : إن قوله تعالى : ( والسابقون السابقون * أولئك المقربون ) قد فسر في كتب الفريقين في هذه الأمة بعلي أمير المؤمنين عليه السلام (2).
وأما الحكاية الظريفة عن بعض المذكرين فإن من سوء حظ هذا المذكر ـ وهولاء المذكرين !! ـ تنصيص عشرات من الأئمة المعتمدين على بطلان حديث النجوم ووضعه وسقوطه :
قال أحمد : حديث لا يصح.
وقال البزار : هذا الكلام لا يصح عن النبي.
وقال الدارقطني : ضعيف.
وقال ابن حزم : هذا خبر مكذوب موضوع باطل ، لم يصح قط.
____________
(1) روح المعاني 24 | 32.
(2) مجمع الزوائد 9 | 102.

( 305 )

وقال البيهقي : أسانيده كلها ضعيفة.
وقال ابن عبد البر : إسناده لا يصح.
وقال ابن الجوزي : هذا لا يصح.
وقال أبو حيان : لم يقل ذلك رسول الله ، وهو حديث موضوع لا يصح به عن رسول الله.
وقال الذهبي : هذا باطل.
وقال ابن القيم ـ بعد الإشارة إلى بعض طرقه ـ : لا يثبت شيء منها.
وضعفه أيضا : ابن حجر العسقلاني ، والسيوطي ، والسخاوي ، والمتقي الهندي ، والمناوي ، والخفاجي ، والشوكاني... وغيرهم...
ومن شاء التفصيل فليرجع إلى رسالتنا فيه (1).

الثاني :
قال الرازي ـ في وجوه الدالة على اختصاص الأربعة الأطهار بمزيد التعظيم ـ : « الثالث : إن الدعاء لآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله : اللهم صل... » وقد تعقب بعض علمائنا هذا الكلام بما يعجبني نقله بطوله ، قال :
« فائدة : قال القاضي النعماني : أجمل الله في كتابه قوله ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) فبينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته ، ونصب أولياءه لذلك من بعده ، وذلك مفخر لهم لا يوجد إلا فيهم ، ولا يعلم إلا فيهم ، فقال حين
____________
(1) وهي مطبوعة في آخر كتابنا : الإمامة في أهم الكتب الكلامية وعقيدة الشيعة الإمامية.
( 306 )

سالوا عن الصلاة عليه قولوا : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد.
فالصلاة المأمور بها على النبي وآله ليست هي الدعاء لهم كما تزعم العامة ، إذ لا نعلم أحدا دعا للنبي فاستحسنه ، ولا أمر أحدا بالدعاء له ، وإلا لكان شافعا فيه ، ولأنه لو كان جواب قوله تعالى ( صلوا عليه ) اللهم صل على محمد وآل محمد ، لزم أن يكون ذلك ردا لأمره تعالى ، كمن قال لغيره : إفعل كذا ، فقال : إفعل أنت. ولو كانت الصلاة الدعاء ، لكان قولنا : اللهم صل على محمد وآل محمد ، بمعنى : اللهم ادع له ، وهذا لا يجوز.
وقد كان الصحابة عند ذكره يصلون عليه وعلى آله ، فلما تغلب بنو أمية قطعوا الصلاة عن آله في كتبهم وأقوالهم ، وعاقبوا الناس عليها بغضا لآله الواجبة مودتهم ، مع روايتهم أن النبي سمع رجلا يصلي عليه ولا يصلي على آله فقال : لا تصلو عليّ الصلاة البترة ، ثم علمه بما ذكرناه أولا. فلما تغلب بنو العباس أعادوها وأمروا الناس بها ، وبقي منهم بقية إلى اليوم لا يصلون على آله عند ذكره.
هذا فعلهم ، ولم يدركوا أن معنى الصلاة عليهم سوى الدعاء لهم ـ وفيه شمة لهضمة منزلتهم حيث إن فيه حاجة ما إلى دعاء رعيتهم ـ فكيف لو فهموا أن معنى الصلاة هنا المتابعة ؟! ومنه المصلي من الخيل ، فأول من صلى النبي ، أي تبع جبريل حين علّمه الصلاة ، ثم صلى عليّ النبي ، إذ هو أول ذكر صلى بصلاته ، فبشر الله النبي أنه يصلي عليه بإقامة من ينصبه مصليا له في أمته ، وذلك لما سأل النبي بقوله : ( واجعل لي وزيرا من أهل ) عليا ( واشدد به أزري ) ثم قال تعالى : ( صلوا عليه ) أي : اعتقدوا ولاية عليّ وسلموا لأمره. وقول النبي : قولوا : اللهم


( 307 )

صل على محمد وآل محمد. أي : اسألوا الله أي يقيم له ولاية ولاة يتبع بعضهم بعضا كما كان في آل إبراهيم ، وقوله : وبارك عليهم ، أي : أوقع النمو فيهم ، فلا تقطع الإمامة عنهم.
ولفظ الآل وإن عم غيرهم إلا أن المقصود هم ، لأن في الأتباع والأهل والأولاد فاجر وكافر لا تصلح الصلاة عليه.
فظهر أن الصلاة عليه هي اعتقاد وصيته والأئمة من ذريته ، إذ بهم كمال دينهم وتمام النعمة عليهم ، وهم الصلاة التي قال الله إنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ، لأن الصلاة الراتبة لا تنهى عن ذلك في كثير من الموارد » (1).

دلالة الآية سواء كان الإستثناء متصلا أو منقطعا :
وتخلص : إن الآية المباركة دالة على وجوب مودة « أهل البيت »..
* سواء كانت مكية أو مدنية ، بغض النظر عن الروايات أو بالنظر إليها.
وسواء كان الإستثناء منقطعا كما ذهب إليه غير واحد من علماء العامة وبعض أكابر أصحابنا كالشيخ المفيد البغدادي رحمه الله ، نظرا إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يطلب أجرا على تبليغ الرسالة ، قال رحمه الله :
« لا يصح القول بأن الله تعالى جعل أجر نبيه مودة أهل بيته عليهم السلام ، ولا أنه جعل ذلك من أجره عليه السلام ، لأن أجر النبي في التقرب
____________
(1) الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم 1 | 190 ـ 191.
( 308 )

إلى الله تعالى هو الثواب الدائم ، وهو مستحق على الله تعالى في عدله وجوده وكرمه ، وليس المستحق على الأعمال يتعلق بالعباد ، لأن العمل يجب أن يكون لله تعالى خالصا ، وما كان لله فالأجر فيه على الله تعالى دون غيره.
هذا ، مع أن الله تعالى يقول : ( ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله ) وفي موضع آخر : ( ويا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني ).
فإن قال قائل : فما معنى قوله : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ؟ أوليس هذا يفيد أنه قد سألهم مودة القربى لأجره على الأداء ؟
قيل له : ليس الأمر على ما ظننت. لما قدمنا من حجة العقل والقرآن ، والاستثناء في هذا المكان ليس هو من الجملة ، لكنه استثناء منقطع. ومعناه : قل لا أسألكم عليه أجرا لكن ألزمكم المودة فيا لقربى وأسألكموها ، فيكون قوله : ( قل لا أسألكم أجرا ) كلاما تاما قد استوفى معناه ، ويكون قوله : ( إلا المودة في القربى ) كلاما مبتدأ فائدته : لكن المودة في القربى سألتكموها ، وهذا كقوله : ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس ) والمعنى فيه : لكن إبليس ، وليس باستثناء من جملة. وكقوله : ( فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) معناه : لكن رب العالمين ليس بعدو لي. قال الشاعر :

وبلدة ليس بها أنيس * إلا اليعافير وإلا العيس » (1)

____________
(1) تصحيح الاعتقاد ـ مصنفات الشيخ المفيد ـ : 140 ـ 142.
( 309 )

* أو كان متصلا كما جوزه آخرون ، من العامة كالزمخشري والنسفي (1) وغيرهما.
ومن أعلام أصحابنا كشيخ الطائفة ، قال : « في هذا الإستثناء قولان : أحدهما : انه استثناء منقطع ، لأن المودة في القربى ليس من الأجر ، ويكون التقدير : لكن أدكركم المودة في قرابتي. الثاني : إنه استثناء حقيقة ، ويكون : أجري المودة في القربى كأنه أجر وإن لم يكن أجر » (2).
وكالشيخ الطبرسي ، قال : « وعلى الأقوال الثلاثة فقد قيل في ( إلا المودة ) قولان ، أحدهما : إنه استثناء منقطع ، لأن هذا مما يجب بالإسلامفلا يكون أجرا للنبوة. والآخر : إنه استثناء متصل ، والمعنى : لا أسألكم عليه أجرا إلا هذا فقد رضيت به أجرا ، كما أنك تسأل غيرك حاجة فيعرض المسؤول عليك برا فتقول له : إجعل بري قضاء حاجتي. وعلى هذا يجوز أن يكون المعنى : لا أسألكم عليه أجرا إلاهذا ، ونفعه أيضا عائد عليكم ، فكأني لم أسألكم أجرا ، كما مر بيانه في قوله : ( قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ).
وذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره : حدثني عثمان بن عمير ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قدم المدينة واستحكم الإسلام قالت الأنصار فيما بينها : نأتي رسول الله فنقول له : تعروك الأمور ، فهذه أموالنا... » (3).
* هذا ، ولكن قد تقرر في محله ، أن الأصل في الإستثناء هو
____________
(1) الكشّاف في تفسير القران 4 | 221 ، تفسير النسفي ـ هامش الخازن ـ 4 | 94.
(2) التبيان في تفسير القران 9 | 158.
(3) مجمع البيان في تفسير القران 9 | 29.

( 310 )

الاتصال ، وأنه يحمل عليه ما أمكن ، ومن هنا اختار البعض ـ كالبيضاوي حيث ذكر الانقطاع قولا ـ الاتصال ، بل لم يجوّز بعض أصحابنا الانقطاع فقد قال السيد الشهيد التستري : « تقرر عند المحققين من أهل العربية والأصول أن الاستثناء المنقطع مجاز واقع على خلاف الأصل ، وأنه لا يحمل على المنقطع إلا لتعذر المتصل ، بل ربما عدلوا عن ظاهر اللفظ الذي هو المتبادر إلى الذهن المخالفين له ، لغرض الحمل على المتصل الذي هوالظاهر من الاستثناء كما صرح به الشارح العضدي حيث قال : واعلم أن الحق أن المتصل أظهر ، فلا يكون مشتركا ولا للمشترك ، بل حقيقة فيه ومجاز في المنقطع ، ولذلك لم يحمله علماء الأمصار على المنفصل إلا عند تعذر المتصل حتى عدلوا للحمل على المتصل من الظاهر وخالفوه ، ومن ثم قالوا في قوله : له عندي مائة درهم إلا ثوبا ، وله عليّ إبل إلا شاة ، معناه : إلا قيمة ثوب أو قيمة شاة ، فيرتكبون الإضمار وهو خلاف الظاهر ليصير متصلا ، ولو كان في المنقطع ظاهرا لم يرتكبوا مخالفة ظاهر حذرا عنه انتهى » (1).

***

____________
(1) إحقاق الحق وإزهاق الباطل 3 | 21 ـ 22.