حياة الشيخ الطوسي ::: 121 ـ 130
(121)
جميعا ) (1) وقوله : ( وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) (2).
    فان شرطوا في اياتنا التوبة شرطنا في اياتهم ارتفاع العفو (3).
    وفـي هذه المناظرة تتجلى قدرة الشيخ الطوسي على الحوار العلمي الهادئ المتين الذي يتلمس فيه الـبـاحـث سـعـة اطـلاع المفسر وقدرته في استخدام الدليل العقلي في البرهنة السليمة الموفقة ، واسـتـشـهاده بالنص القراني الجلى الواضح الذي يعكس المنهج العقلي بكل ما فيه من عمق وواقعية واستيعاب اذ لم يترك امام محاوره بابا للاستدلال الا وسده عليه بالحجة الدامغة والدليل القاطع الذي لايملك معه الخصم الا الاذعان لمنطق الحق وقوة الدليل.
    وعند تفسيره للاية الكريمة :
     ( الـذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ) (4) قـال : وقال الرماني ومن تابعه من المعترلة : لايجب هذا الوعد اذا ارتكب صاحبها الكبيرة من الجرم ، كما لايجب ان ارتد عن الايمان الى الكفر وانما يجب لمن اخلصها مما يفسق بها.
    فرد الطوسي قائلا :
    وهذا عندنا ليس بصحيح ، لان القول بالاحباط باطل ، ومفارقة الكبيرة بعد فعل الطاعة لاتحبط ثواب الطاعة بحال ، وانما يستحق بمعصيته العقاب وللّه فيه المشيئة (5).
    كما واشكل الشيخ الطوسي على المعتزلة استدلالهم بالاية الكريمة :
1 ـ الزمر ( 39 ) الاية 53.
2 ـ الرعد ( 13 ) الاية 6.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج3 ، ص 141.
4 ـ البقرة ( 2 ) الاية 274.
5 ـ الطوسي ، التبيان ، ج2 ، ص 273 ، 274.


(122)
     ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ... ) (1) فقالوا بخلود مرتكب الكبيرة في النار ، وانه اذا قتل مؤمنا فانه يستحق الخلود ولا يعفى هذه بظاهر اللفظ فاحتج عليهم الطوسي بقوله :
    وانـا ان نـقـول : مـا انـكرتم ان يكون المراد بالاية الكفار ومن لاثواب له اصلا فاما من هومستحق للثواب ، فلا يجوز ان يكون مرادا بالخلود اصلا.
    ثم اكد ذلك بقوله وقد روي عن اصحابنا : ان الاية متوجهة الى من يقتل المؤمن لايمانه وذلك لايكون الا كافرا (2).
    هـذا وقد حضي المجبرة بالقسط الاوفر من ردود الشيخ الطوسي واشكالاته عليهم حيث كان مرة يفند مزاعمهم ويدحض اقاويلهم ويسقط ما في ايديهم ، فقال عند تفسيره للاية الكريمة :
     ( شـهـر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فـليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يريد اللّه بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا اللّه على ما هديكم ولعلكم تشكرون ) (3) وفي الاية دلالة على فساد قول المجبرة من ثلاثة وجوه :
    احدهما : قوله ( هدى للناس ) فعم بذلك كل انسان مكلف ، وهم يقولون ليس يهدي الكفار.
    الثاني : قوله تعالى ( يريد اللّه بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) والمجبرة تقول : قد اراد تكليف العبد ما لايطيق مما لم يعطه عليه قدرة ولايعطيه ، ولا عسر اعسر من ذلك.
    الـثـالـث : لـو ان الانسان حمل نفسه على المشقة التي يخاف معها التلف في الصوم لمرض شديد لكان عاصيا ولكان قد حمل نفسه على العسر الذي اخبر اللّه : انه لايريده بالعبد ، والمجبرة تزعم ان كل ما يكون من العبد من كفر او عسر او غير ذلك من انواع الفعل
1 ـ النساء ( 4 ) الاية93.
2 ـ الطوسي ، التبيان ، ج3 ، ص 295.
3 ـ البقرة ( 2 ) الاية185.


(123)
يريده اللّه (1).
    وعند تفسيره لقوله تعالى :
     ( اللّه ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ) (2) قال الطوسي :
    وفـي الايـة دلـيل على فساد قول المجبرة في المخلوق والارادة لانه تعالى نسب الاخراج من نور الهدى الى ظلمة الكفر والضلال الى الطاغوت منكرا لتلك الحال ، ولم يكن لينكرشيئا اراده ولايغيب شيئا عنه فعله تعالى اللّه عن ذلك (3).
    وعند تفسيره لقوله تعالى :
     ( واللّه لا يحب الظالمين ) (4) قال المفسر :
    وفـي الايـة دلالـة عـلـى بـطلان مذهب المجبرة في ان اللّه تعالى يريد الظلم ، لانه قال : ( لايحب الظالمين ) واذا لم يحب الظالم لم يحب فعل الظلم ، لانه انما لم يجز محبة الظالم لظلمه (5).
    وعند تفسيره للاية الكريمة :
     ( هـل ينظرون الا تاويله يوم ياتي تاويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا مـن شـفـعاء فيشفعوا لنا او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا انفسهم وضل عنهم ماكانوا يفترون ) (6)
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج2 ، ص 125 ، 126.
2 ـ البقرة ( 2 ) الاية185.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج2 ، ص 31.
4 ـ ال عمران ( 3 ) الاية57.
5 ـ الطوسي ، التبيان ، ج2 ، ص 48.
6 ـ الاعراف ( 7 ) الاية52.


(124)
قال مفسرنا :
    وفي الاية دلالة على فساد مذهب المجبرة من وجهين :
    احدهما : انهم كانوا قادرين على الايمان في الدنيا ، فلذلك طلبوا تلك الحال ، ولولم يكونوا قادرين لما طلبوا الرد الى الدنيا والى مثل حالهم الاولى .
    والاخـر : بطلان مذهب المجبرة في تكليف اهل الاخرة ... وهو خلاف القران والاجماع ، ولو كانوا مكلفين لما طلبوا الرجوع الى الدنيا ، ليؤمنوا ، بل كانوا يؤمنون في الحال. (1) وعند تفسيره لقوله تعالى :
     ( كلا انها تذكرة فمن شاء ذكره ) (2) قال الطوسي :
    وقواه ( فمن شاء ذكره ) دليل على بطلان مذهب المجبرة في ان القدرة مع العقل ، وان المؤمن لاقدرة له على الكفر ، وان الكافر لايقدر على الايمان ، لانه تعالى بين ان من شاء ان يذكره ذكره ، لانه قادر عليه. (3) ولـم يكتف الشيخ الطوسي بالرد على اصحاب الاراء من اتباع الفرق والمذاهب الاسلامية المختلفة ، وكذلك اهل الكتاب ، وانما حاور الملحدين ايضا ، وابطل مزاعمهم فلنستمع اليه يقول :
    وقـصـة اصحاب الفيل من الادلة الواضحة والحجج اللائحة على الملحدين ومن انكرالصانع ، لانه لايـمـكـن نسب ذلك الى طبيعة ولاموجب ، وكما تاولوا الزلازل والرياح والخسوف وغير ذلك مما اهلك اللّه به الامم ، لانه ليس في الطبيعة اقبال طير باحجار ، وتقصد اقواما دون غيرهم حتى تهلكهم بـمـا تـرمـيهم به ، ولاتعدى الى غيرهم ، بل ذلك من اوضح الادلة على انه من فعل اللّه تعالى ، وليس لاحـد ان يـضـعف ذلك ، وينكر الخبر به ، لان النبي (ص) لما قرا على اهل مكة هذه السورة ، كانوا قـريـبـي العهد بالفيل ، فلو لم يكن كذلك ، ولم يكن له اصل لانكروه ، فكيف وهم ارخوا به كما ارخوا بـنيان الكعبة وموت
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج4 ، ص 420 ، 421.
2 ـ عبس ( 80 ) الايات 11و12.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج10 ، ص 271.


(125)
قصي وغيره ؟ وقد نظم الشعراء في قصة الفيل الشعر ونقلته الرواة ، فلايمكن جحد ذلك لانه مكابرة (1).
    ومـثـل هـذه الـلفتات الذكية نجدها مبثوثة في تفسير الشيخ الطوسي ، ويزدحم بها تبيانه ممايؤكد انـتـهـاجـه نهجا عقليا متميزا في التفسير ، حيث ترك هذا السلوك العقلي اثرا واضحا على صفحات الـتـبـيان ، وما زخرت به بحوثه تشكل بمجموعها منهجا عقليا بحث المفسر فيه عن الحقيقة ، وظل يـنـشـد مـصاديقها ، ويتحرى الادلة عليها ليحاور ويناقش من يختلف معه في الراي بروية وهدوء وانـضباط مما يدلل على ثقة المفسر بنفسه وقوة الحجة التي يمتلكها ، الامر الذي اضفى على تفسير التبيان صيغة موضوعية ومسحة عقلية تركت بصماتهاالواضحة في ذهن كل من طالع التبيان وتدبر بحوثه ، فاستحق بذلك الشيخ الطوسي كل ماحصل عليه من مديح وثناء واطراء ، اذ استطاع وبجدارة ان يـسـهـم فـي عملية تطوير التفسيروالانتقال به من التقليد والانشداد للاثر والرواية الى حيث الـتـدبـر والنزعة العقلية ، مع الاخذبالحديث الصحيح المعتبر ، فتمكن من ان يجمع ما في المنهجين ( النقلي والعقلي ) من مزايا ومحاسن.
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج10 ، ص 411.

(126)

(127)
الفصل الثالث :
الجانب الاثري في التبيان
تفسير القران بالقران
    تـشـهد كتب التفسير القديمة والحديثة على ان هذا اللون من التفسير قد مارسه المفسرون القدامى والـمحدثون ، بل واعتبره العلماء اول الطرق في تفسير القران الكريم التي ينبغي للمفسر ان يسلكها وينتهجها عند اية محاولة تفسيرية لكتاب اللّه ، وبذلك قالوا :
    مـن اراد تـفـسير الكتاب العزيز يطلبه اولا من القران ، فان اعياه ذلك طلبه من السنة ، فانهاشارحة للقران وموضحة له (1).
    وكـان رسول اللّه (ص) اول من عمد الى هذا السبيل ، فانتهجه ، حيث كان يستعين ببعض ايات القران الكريم ليشرح بها البعض الاخر ، ومن ذلك تفسيره (ص) للظلم في قوله تعالى : ( ولم يلبسوا ايمانهم بظلم ) (2) بالشرك ، واستدل بقوله تعالى ( ان الشرك لظلم عظيم ) (3).
    وبهذا يكون رسول اللّه (ص) قد ارسى لمن بعده قواعد منهج تفسيري لايستغني عنه اي مفسر وعلى هـذا الـنـهـج سار ائمة اهل البيت (ع) ، كما شهد عصر الصحابة مثل هذا اللون
1 ـ السيوطي ، الاتقان ، ج2 ، ص 175.
2 ـ الانعام ( 6 ) الاية65.
3 ـ الجامع الصحيح للبخاري بحاشية السندي ، كتاب تفسير القران ، لقمان ( 31 ) الاية13.


(128)
من التفسير ، فيقول الذهبي :
    وهـو يـعـنـي تـفـسـيـر الـقـران بـالـقـران مـاكـان يـرجـع الـيـه الصحابة في تعرف بعض معاني القران (1).
    وتذكر روايات عديدة ان عمربن الخطاب احضرت عنده امراة قد ولدت لستة اشهر فهم برجمها ، فـنهاه الامام علي (ع) عن ذلك ، واوضح ان مدة حملها جاء وفق احكام القران ، واستدل بهاتين الايتين ، فخلى سبيلها ، فقال : لولا علي لهلك عمر.
    والى هذا اشار ابن كثير في تفسيره فقال في معنى قوله تعالى :
     ( وفـصـالـه فـي عامين ) ان جماعة من الصحابة استنبطوا ان اقل مدة للحمل ستة اشهر لقوله تعالى ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) (2).
    ويقول ابن عباس في تفسيره لقوله تعالى : ( ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين ) بـانهم كانوا امواتا في اصلاب ابائهم ، او كانوا ترابا قبل ان يخلقوا فهي ميتة ، ثم احياهافهذه احياءة ، ثـم يـمـيتهم الميتة التي لابد منها في الدنيا وهي ميتة اءخرى ، ثم يحييهم ويبعثهم يوم القيامة ، وهذه احـيـاءة اءخـرى ، وعلى هذا تحصل ميتتان وحياتان ، فهو قول اللّه تعالى ( كيف تكفرون باللّه وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون ) (3).
    بـعـد عـصـر الصحابة تابعهم التابعون على نفس المنهج التفسيري ، حيث كانوا يفسرون بعض ايات الـقـران الـكـريـم بـايـات كـريـمـة اءخـرى ، ومـن ذلـك تـفـسـيـر قـولـه تـعالى : ( هل اتاك حديث الغاشية ) (4).
    فـعـن مـحمد بن كعب القرظي وسعيدبن جبير ان الغاشية هي النار ، تغشى وجوه الكفار ،
1 ـ الذهبي ، التفسير والمفسرون ، ط2 ، ج1 ، ص 41.
2 ـ ابـن كـثـيـر ، تـفـسـيـر الـقران العظيم ، ط3 ، ج3 ، ص 445 ، الايات : لقمان ( 31 ) 14 ،
3 ـ مـحـمدبن جرير الطبرى : جامع البيان عن تاويل القران ، تحقيق محمود محمد شاكر ، ج 1 ص 418 ؛ الآيات : غافر ( 45 ) 11؛ و البقرة ( 2 ) 28.
4 ـ الغاشية ( 88 ) الاية1.


(129)
وهو قوله تعالى : ( تغشى وجوههم النار ) (1).
    ويـاتـى اهـتمام المفسرين بهذا اللون من التفسير ، لان القران وكما قال عنه الامام علي (ع) : ينطق بعضه ببعض ويشهد بعضه على بعض (2).
    وبهذا يقول الزمخشري مادحا لهذا النوع من التفسير : اسد المعاني ما دل عليه القران (3).
    ويقول ابن تيمية :
    ان اصـح الطرق في ذلك ـ يعني التفسير ـ ان يفسر القران بالقران فما اءجمل في مكان قدفسر في موضع اخر ، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع اخر (4).
    والـشـيـخ الطوسي اعتمد هذا الاسلوب في تفسيره لايات الكتاب المبين ، فتراه احيانا يفسرمفردة قـرانـيـة بجمع القرائن الدالة على معناها ، من خلال احضاره لعدد من الايات التي تشكل بمجموعها دلـيلا قاطعا على المراد ، كما نجده احيانا يثبت حكما شرعيا تنص عليه اية بضمه ايات اخرى اليها فـتـتـكامل الصورة الداخلة على الحكم من خلال ايات قرانية متفرقة يعمل الطوسي على جمعها في الـمورد ، كما يستعين بالايات القرانية احيانا في دعم راي له ، او رد اراء غيره من المفسرين عندما يـراهـم قـد ابـتعدوا في تفسيرهم عن الصواب ، كما يحاول في مناسبات عديدة من ان يحل اشكالا ظـاهـريـا او تناقضا بدويا بين بعض الايات القرانية ، وبهذا يكون الطوسي قداستفاد من القران ايما اسـتـفادة في شرحه لمعاني الايات ومفاهيمها ، وهنا نورد جملة من الشواهد التي تؤكد انتهاجه لهذا الـنـوع مـن الـتـفـسـيـر ، فـهـو عـنـد تـفـسـيـره لكلمة الرب في قوله تعالى ( الحمد للّه رب العالمين ) (5) قال :
    امـا الرب فله معنيان في اللغة ، فيسمى السيد المطاع ربا ، ومنه قوله تعالى : ( اما احدكما
1 ـ الطبرسي ، مجمع البيان ، ج10 ، ص 478. والاية : ابراهيم ( 14 ) 50.
2 ـ محمد عبده ، شرح نهج البلاغة ، ج2 ، ص 17 ، بيروت.
3 ـ الزمخشري ، الكشاف ، ج2 ، ص 193.
4 ـ ابن تيمية ، مقدمة في اصول التفسير ، تحقيق د. عدنان زرزور ، ص 63.
5 ـ الفاتحة 1 ـ الاية 2.


(130)
فيسقي ربه خـمـرا ) (1) يـعـنـي سـيـده ، ومـنـه قـيـل : رب ضـيـعـة ، اذا كـان يـحـاول اتمامها ، و ( الربانيون ) (2) من هذا من حيث كانوا مدبرين لهم.
    وقـوله : ( رب العالمين ) اي المالك لتدبيرهم والمالك للشي ء يسمى ربه ، ولايطلق هذاالاسم الا على اللّه ، امـا فـي غـيـره فيقيد ، فيقال : رب الدار ، وقيل : انه مشتق من التربية ، ومنه قوله : ( وربائبكم اللاتي في حجوركم ) (3).
    ومتى قيل في اللّه : انه رب بمعنى انه سيد فهو من صفات ذاته ، واذا قيل بمعنى انه مدبرمصلح ، فهو من صفات الافعال (4).
    وعند تفسيره للختم في قوله :
     ( ختم اللّه على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) (5) قال الشيخ الطوسي :
     ( خـتـم اللّه عـلـى قلوبهم ) اي شهد عليها بانها لاتقبل الحق يقول القائل : اراك تختم على كل مايقول فلان ، اي تشهد به وتصدقه.
    وقيل : المعنى في ذلك انه ذمهم بانها كالمختوم عليها في انها لايدخلها الايمان ولايخرج منها الكفر.
    والـخـتـم اخـر الشي ء ومنه قوله تعالى ( ختامه مسك ) (6) ومنه ( خاتم النبيين ) (7) اي اخرهم (8).
    وعـنـد تـفـسـيـره لـكـلـمـة ( اسـتـوى ) فـي قـولـه تـعالى : ( ثم استوى الى السماء فسويهن سبع سموات ) (9)
1 ـ يوسف ( 12 ) الاية 44.
2 ـ المائدة ( 5 ) الآية 66.
3 ـ النساء ( 4 ) الاية ( 22 ).
4 ـ انظر التبيان ، ج1 ، ص 32.
5 ـ البقرة ( 2 ) الاية 7.
6 ـ المطففين ( 83 ) الاية 26.
7 ـ الاحزاب ( 33 ) الاية 40.
8 ـ انظر التبيان ، ج1 ، ص 64.
9 ـ البقرة ( 2 ) الاية 29.
حياة الشيخ الطوسي ::: فهرس