حياة الشيخ الطوسي ::: 211 ـ 220
(211)
وفارس لايحل الحي عدوته ولوا سراعا وماهموا باقبال (1)
7 ـ وفي تفسيره لقوله تعالى : ( ولا تك في ضيـق مما يمكرون ) (2) قوله في قراءة ( ضيـق ) قرا ابن كثير واسماعيل عن نافع ( ضيـق ) بكسر الضاد ، الباقون بفتحها وهنا يوردالمفسر حجة من فتحها بقوله :
    فمن فتح اراد ( ضيـق ) مخفف مثل سيد وسيد ، وميت وميت وهين وهين ، ويجوز ان يكون اراد جمع ضيقة. (3) ويستشهد بقول الشاعر :
    كشف الضيقة عنا وفسح (4).

الشعر
    رغم الموقف السلبي الذي اتخذه الشيخ الطوسي ازاء الشعر ، الا انه لم يستبعده عن التفسير وكثيرا ماكان يستشهد به في توضيح معنى او تبيين لفظ او تحديد مفهوم.
    ويبدو ان مفسرنا قد لجا الى الاستشهاد بالشعر في تفسيره للايات القرانية مكرها ، وهذا ماصرح به في مقدمة تفسيره ، حيث يقول :
    ولولا عناد الملحدين وتعجرفهم ، لمااحتيج الى الاحتجاج بالشعر وغيره للشي ءالمشتبه في القران ، لان غـايـة ذلك ان يستشهد عليه ببيت شعر جاهلي ، او لفظ منقول عن بعض الاعراب ، او مثل سائر عن بعض اهل البادية ، ولاتكون منزلة النبي (ص) اقل من منزلة واحد من هؤلاء ، ولاينقص عن رتبة النابغة الجعدي ، وزهيربن الكعب وغيرهم ، ومن طرائف الامور ان المخالف اذا اورد عليه شعر من ذكـرنـاهـم ومـن هـم دونـهـم سكنت نفسه ، واطمان قلبه ، هو لايرضى بقول محمد بن عبداللّه بن عـبدالمطلب ومهما شك
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج5 ، ص 126.
2 ـ النحل ( 16 ) الاية 127.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج6 ، ص 439.
4 ـ نفس المصدر.


(212)
الناس في نبوته ، فلامرية في نسبه وفصاحته ، فانه نشا بين قومه ، الذين هم الغاية القصوى في الفصاحة ويرجع اليهم في معرفة اللغة (1).
    ثم يستطرد الطوسي مبررا ـ استشهاده بالشعر فيقول :
    وانـمـا يـحتج علماء الموحدين بشعر الشعراء وكلام البلغاء اتساعا في العلم وقطعاللشغب وازاحة للعلة (2).
    وقداكثر المفسر من الاستشهاد بالشعر في اكثر من موضوع ، فتارة يستشهد بابيات منه في ترجيح راي نحوي ، وتارة لتاكيد صحة قراءة واخرى لتوضيح معنى كلمة في اية ، وقداحتوى التفسير على الف وتسعمائة واثنين واربعين بيتا ( 1942 ) من الشعر قالها جمع من الشعراء ، بلغ مجموع من ذكر الـطـوسـي اسماءهم مائتين وخمسة وتسعين ( 295 ) شاعرا ، فضلا عن اولئك الذين اعرض عن ذكـرهم ، ولعل اعراضه عن ذكر اسمائهم مرده الى الموقف السلبي الذي وقفه الطوسي من الشعر ، اسـاسـا وليس لجهله بهم او نسيانه لاسمائهم ، وانمايرجع ذلك كله الى عدم اكتراثه باشعارهم في موضع التفسير لايات القران المجيد.
    وقديسهب المفسر احيانا ، فيذكر جملة من الاشعار لتحديد المعنى القراني بينما نجده في مكان اخر من التفسير ، يذكر بيتا واحدا ، او بيتين ، واحيانا اخرى يستشهد بشطر او عجزفقط.
    وفيما يلي نبين مدى التفاوت العددي في استشهادات المفسر بالشعر ، ففى استشهاده بعدد من الابيات الشعرية لتوضيح المعنى نورد الامثلة التالية :
    1 ـ عند تفسيره لمعنى الدين من قوله تعالى : ( مالك يوم الدين ) يقول الشيخ الطوسي :
    والدين الحساب والدين الجزاء ايضا ثم يستشهد ببيتين من الشعر احدهما لكعب بن جعيل :
اذا ما رمونا رميناهم ودناهم فوق مايقرضونا

1 ـ انظر التبيان ، ج1 ، ص 16.
2 ـ انظر التبيان ، ج1 ، ص 17.


(213)
والبيت الاخر لشاعر لم يذكر اسمه :
واعلم وايقن ان ملكك زائل واعلم بانك ماتدين تدان
ويورد بعد ذلك اراء لجماعة من التابعين بهذا المعنى.
    ثـم يستشهد بابيات اخرى لبيان معان اخر لكلمة ( الدين ) فيذكر لعمروبن كلثوم بيتايشير به الى ان الدين الطاعة :
وايام لنا غر طوال عصينا الملك فيها ان ندينا
ثم يذكر الدين بمعنى الملك ويورد بيتا لزهير :
لئن حللت بجو في بني اسد في دين عمرو وحالت بيننا فدك
كما وذكر معنى اخر للدين هو القهر والاستعلاء ويستشهد ببيت للاعشى :
هو دان الرباب اذ كرهوا الدي ن دراكا بغزوة وحيال
ويورد له معنى اخر هو العادة ويستشهد ببيت للمثقب العبدي :
تقول وقد درات لها وضيني اهذا دينه ابدا وديني (1)
2 ـ وفـي تـفسيره لقوله تعالى ( كتب عليكم القصاص ) (2) يقول المفسر في قوله : كتب انها بمعنى فرض ويستشهد ببيت لشاعر :
كتب القتل والقتال علينا وعلى المحصنات جر الذيول
ثم يستشهد ببيت للنابغة الجعدي :
يابنت عمي كتاب اللّه اخرجني عنكم فهل امنعن اللّه مافعلا (3)
3 ـ وفي تفسيره لقوله تعالى : ( او كصيب من السماء ) (4) يقول الشيخ الطوسي :
    قـيل : ان او قدتستعمل بمعنى الواو كما تستعمل للشك بحسب مايدل عليه سياق الكلام ، ويستشهد بعد ذلك ببيتين من الشعر الاول لتوبة بن الحمير حيث يقول :
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج1 ، ص 36.
2 ـ البقرة ( 2 ) الاية 178.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج4 ، ص 100.
4 ـ البقرة ( 2 ) الاية 19.


(214)
وقدزعمت ليلى باني فاجر لنفسي تقاها او عليها فجورها (1)
والاخر لجرير حيث يقول :
نال الخلافة او كانت له قدرا كما اتى ربه موسى على قدر (2)
4 ـ وفي تفسيره لقوله تعالى : ( والذي خبث لا يخرج الا نكدا ) (3) :
    فالنكد العسر بشدته الممتنع من اعطاء الخير على وجه البخل تقول : نكد ، ينكد ، نكدا ، فهو نكد ونكد وقدنكد اذا سئل فبخل ونكد ينكد نكدا.
    ثم يستشهد بعد ذلك ببيتين لشاعرين لم يذكرهما الاول :
لاتنجز الوعد ان وعدت وان اعطيت اعطيت تافها نكدا(4)
والاخر :
واعط مااعطيته طيبا لاخير في المنكود والناكد (5)
5 ـ وفـي تـفـسـيـره لـكلمة ( صلوات ) من قوله تعالى : (ويتـخذ ما ينفق قربات عند اللّه وصلوات الرسول ) (6) يقول :
    وقال ابن عباس والحسن : معنى صلوت الرسول : استغفاره لهم ، وقال قتادة :
    معناه دعاؤه بالخير والبركة ، ثم يستشهد ببيتين للاعشى :
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا عليك مثل الذي صليت فاغتمضي يارب جنب ابي الاوصاب والوجعا نوما فان لجنب المرء مضطجعا (7)
6 ـ وفي تفسيره للاية (فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا) (8)
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج1 ، ص 92.
2 ـ نفس المصدر.
3 ـ الاعراف ( 7 ) الاية 78.
4 ـ الطوسي ، التبيان ، ج4 ، ص 433.
5 ـ نفس المصدر.
6 ـ التوبة ( 9 ) الاية 99.
7 ـ الطوسي ، التبيان ، ج5 ، ص 286.
8 ـ مريم ( 19 ) الاية 23.


(215)
يبين معنى سريا فيقول :
    وقـيل للنهر سرى لانه يسري بجريانه كما قيل : جدول لشدة جريه ، ثم يستشهد بعدذلك ببيتين الاول للشاعر لبيد :
فتوسطا عرض السري فصدعا مسجورة متجاورا اقلامها
والبيت الاخر لشاعر لم يذكر اسمه :
سلم ترى الدالي منه ازورا اذا يعج في السري هرهرا (1)
7 ـ وفي تفسيره لقوله ( اذ تلقونه بالسنتكم وتقولون بافواهكم ) (2) قال في معنى ( تلقونه ) وهـو الاستمرار على الكذب ومنه : ولق فلان في السير اذا استمر به ، ويقال : في الولق من الكذب ، الالق والالق تقول : القت وانتم تالقونه.
    ويستشهد بعد ذلك الشيخ الطوسي بقول الفراء :
من لي بالمرر واليلامق صاحب ادهان والق الق
ثم يستشهد ببيت لشاعر اخر ولكنه لم يذكر اسمه :
ان الجليد زلق وزملق جاءت به عنس من الشام تلق
وانشد ايضا :
ان الحصين زلق وزملق جاءت به عنس من الشام تلق
مجوع البطن كلاليم الحلق (3).
    8 ـ وعند تفسيره لقوله تعالى : ( فكـلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصـبا ) (4) يـبـين معنى ( حاصبا ) فيقول : وهو الريح العاصفة التي فيها حصباء ، وهي الحصى الصغار وشبه به البرد والجليد ، ثم يستشهد بقول الاخطل :
ولقد علمت اذا العشار تروحت هدج الرئال تكبهن شمالا

1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج7 ، ص 105.
2 ـ النور ( 24 ) الاية 15.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج7 ، ص 417
4 ـ العنكبوت ( 29 ) الاية 40.


(216)
ترمى الرياح بحاصب من ثلجها حتى تبيت على العضاة جفالا
ثم يستشهد ببيت للفرزدق فيقول :
مستقبلين شمال الشام يضربنا بحاصب كنديف القطن منثور (1)
9 ـ وفي تفسيره لقوله تعالى : ( فما بكت عليهم السماء والارض ) (2) يقول الطوسي :
    والـعـرب تـقـول اذا ارادت ان تعظم موت انسان ، اظلمت الشمس وكسف القمر لفقده وبكت السماء والارض ، وانما يريدون المبالغة .
    ثم يستشهد المفسر لشاعرين لم يذكر اسمهما :
    الاول :
الريح تبكي شجوها والبرق يلمع في الغمامة
الثاني :
والشمس طالعة ليست بكاسفة تبكي عليك نجوم الليل والقمر (3)
وكـمـا يـستشهد الطوسي بمجموعة من الابيات الشعرية في بيان المعنى ، نجده يستعين ببيت واحد للتوضيح احيانا وعليه نورد بعض الامثلة :
    1 ـ فعند تفسيره لقوله تعالى ( مذبذبـين بين ذلك لا الى هـؤلاء ولا الى هـؤلاء ) (4) يقول الطوسي في كلمة ( مذبذبـين ) واصل التذبذب التحرك والاضطراب ، ثم يستشهدببيت للنابغة :
الم تر ان اللّه اعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب (5)
2 ـ وفي تفسيره لقوله تعالى : ( فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمـين ) (6)
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج8 ، ص 208
2 ـ الدخان ( 44 ) الاية 29.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج9 ، ص 233.
4 ـ النساء ( 4 ) الاية 143.
5 ـ الطوسي ، التبيان ، ج3 ، ص 366.
6 ـ الاعراف ( 7 ) الاية 78.


(217)
بين معنى ( الرجفة ) فقال :
    قـال مـجـاهد والسدي : الرجفة : الصيحة ، وقال اخرون : هي زلزلة اهلكوا بها ، ثم يستشهد ببيت للاخطل :
اما تريني حناني الشيب من كبر كالنشر ارجف والانسان مهدود (1)
3 ـ وفي تفسيره لقوله تعالى ( وكانوا قوما بورا ) (2) يوضح الطوسي معنى ( بورا ) فيقول :
    والـبـور الفاسد ، ويقال : بارت السلعة تبور بورا اذا بقيت لاتشترى بقاء الفاسد الذي لايراد ، والبائر الباقي على هذه الصفة ، والبور مصدر كالزور لايثنى ولايجمع ولايؤنث ، وقيل هو جمع ( بائر ).
    ويستشهد في ذلك الشيخ الطوسي ببيت لابن الزبعرى :
يا رسول المليك ان لساني راتق مافتقت اذا انا بور (3)
4 ـ وفي تفسيره لقوله تعالى : ( وتـنحتون من الجـبال بـيوتا فارهـين ) (4) يقول في معنى ( فارهـين ) قيل :
    هو الفرح المرح ، ويستشهد ببيت لشاعر لم يذكر اسمه :
لااستكين اذا ماازمة ازمت ولن تراني بخير فاره اللبب (5)
5 ـ وفـي تـفسيره لقوله تعالى : ( مـن مارج مـن نار ) يقول : وقوله ( مـن مارج مـن نار ) : اي مرسل الشعاع بانتشاره ، ثم يستشهد الشيخ الطوسي ببيت لابي ذؤيب ، يبين فيه معنى ( مريج ) من قوله تعالى ( فهم في امر مريج ) (6) :
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج4 ، ص 454.
2 ـ الفرقان ( 25 ) الاية 18.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج7 ، ص 428.
4 ـ الشعراء ( 26 ) الاية 149.
5 ـ الطوسي ، التبيان ، ج8 ، ص 45.
6 ـ ق ( 50 ) الاية 5.


(218)
فحالت فالتمست به حشاها فخر كانه غصن مريج (1)
6 ـ وفي تفسيره لقوله تعالى ( ان الينا ايابهم ) (2) يذكر معنى الاياب فيقول :
    فـالايـاب : الرجوع ، اب اوبا ، وايابا وتاوب تاوبا ، واوب يؤوب تاويبا ، ويقال : ايب ايابا ، على ( فيعل ، فيعالا ) من الاوب ، وعلى هذا قرى ء في الشواذ ( ايابهم ) بالتشديد.
    ثم يستشهد الشيخ الطوسي ببيت لعبيد :
وكل ذي غيبة يؤوب وغائب الموت لايؤوب (3)
7 ـ وفـي تـفـسـيـره لـقـولـه تـعـالـى ( لا الـه الا هو سبحانه ) (4) يقول في ( سبحانه ) ومعنى ( سبحانه ) : براءة اللّه من السوء ويستشهد بقول الاعشى :
اقول لماجاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر (5)
وقـديقتصر المفسر احيانا على ذكر شطر بيت او عجزه فقط ، فلايطيل الوقوف مع القوافي ، وانما ياخذ منها ماتتطلبه الحاجة ومايقتضيه الموقف وكما في الامثلة التالية :
    1 ـ يـذكـر الـشـيخ الطوسي في تفسيره ( الم ) من سورة البقرة : ان العلماء اختلفوا في معنى اوائل الـسـور ويـذكر اراءهم ، ثم يبين فائدتها ويقول : وفائدتها ان يعلم ابتداء السورة وانقضاء ماقبلها ، وذلك معروف في كلام العرب ، ثم يستشهد بشطرين لشاعرين لم يذكرهما :
    بل وبلدة ما الانس من اهالها.
    والاخر :
    بل ماهيج احزانا وشجوا قدشجا.
    وهـنـا نـلاحـظ مـمـا تـقـدم ان الـشـيـخ الطوسي استدل بهذين الشطرين ليبين ان بل ، ليست
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج9 ، ص 356.
2 ـ الغاشية ( 88 ) الاية 25.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج10 ، ص 339.
4 ـ التوبة ( 9 ) الاية 31.
5 ـ انظر التبيان ، ج5 ، ص 206 ـ 207.


(219)
من الشعر (1).
    2 ـ وفـي تـفـسـيـره لـمـعـنـى قـولـه تعالى : ( ولا مة مؤمنة خير من مشركة ) (2) يقول الـشيخ ‌الطوسي : الامة المملوكة ، يقال : اقرت بالاموة اي بالعبودية واميت فلانة ، وتاميتها اذاجعلتها امة ، ثم يستشهد بشطر بيت لرؤبة ، ولكنه لم يذكر اسمه :
    يرضون بالتعبيد والتامي (3).
    3 ـ وفند تفسيره لقوله تعالى : ( افلا تعقلون ) (4) يبين معنى العقل فيقول :
    والـعقل : هو الامساك عن القبيح وقصر النفس وحبسها على الحسن ، والحجا ايضا احتباس ، وتمكث ، ويستشهد بشطر للعجاج ولم يذكر اسمه :
    فهن يعكفن به اذا حجا.
    والشطر الثاني للاصمعي :
    حيث يحجا مطرق بالفالق (5).
    4 ـ وعـنـد تـفسيره لقوله تعالى ( وليبدلـنهم من بعد خوفهم امنا ) (6) يتطرق لمعنى التبديل ، فيقول :
    التبديل : تغيير حال الى حال اخرى ، تقول بدل صورته تبديلا ، وتبدل تبدلا ، والابدال : رفع الشي ء بان يجعل غيره مكانه.
    ثم يستشهد بقول ابي النجم :
    عزل الامير بالامير المبدل (7).
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج1 ، ص 47.
2 ـ البقرة ( 2 ) الاية 221.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج2 ، ص 218.
4 ـ الانعام ( 6 ) ، الاية 22.
5 ـ الطوسي ، التبيان ، ج4 ، ص 118.
6 ـ النور ( 24 ) الاية 55.
7 ـ الطوسي ، التبيان ، ج7 ، ص 401.


(220)
    5 ـ وفي تفسيره لقوله تعالى : ( اذا هم يقنطون ) يقول : اي يياسون من رحمة اللّه ، والقنوط : الياس من الفرج ، ويستشهد بعد ذلك بشطر بيت لجهد الارقط :
    قدوجدوا الحجاج غير قانط (1).
    6 ـ وعند تفسيره لمعنى الوسوسة في قوله تعالى : ( ونعلم ما توسوس به نفسه ) (2) يقول :
    الـوسـوسة حديث النفس بالشي ء في خفاء ، ومنه قوله : ( فوسوس اليه الشـيطان ) ومنه الوسواس ، كثرة حديث النفس بالشي ء من غير تحصيل.
    ثم بعد ذلك يستشهد بشطر بيت لرؤبة :
    وسوس يدعو مخلصا رب الفلق (3).
    7 ـ وعند تفسيره لقوله تعالى ( وكاسا دهاقا ) (4) يقول في معنى الكاس :
    الـكـاس : الانـاء اذا كـان فيه شراب ، وقيل : الكاس : اناء الخمر الذي يشرب منه ، ويستشهد بقول الشاعر :
    يلذه بكاسه الدهاق (5).
    وهـكـذا يـستعين الشيخ الطوسي بالشعر ، لاستيضاح المعنى وتقريبه الى الاذهان وهوبذلك يكون قداحاط بعدد هائل من شعر الشعراء ، واجاد استخدامه في مواضعه المناسبة ، الامر الذي يؤكد سعة اطلاع المفسر وطول باعه في معرفة الشعر والشعراء ليضيف الى ثقافته الموسوعية رصيدا ، اخر ، قـدلايـحـصـل عليه الا المتخصصون في هذا الميدان ، وبذلك يقف الباحث امام مفسرنا فيجده لغويا وناقدا واديبا قدحوى من كل شي ء شيئا ، مما اضفى على تفسيره اهمية خاصة باعتباره كتابا تفسيريا حوى من الفنون والاداب صنوفا شتى ، لمن اراد ان يتدبر او اراد مزيدا.
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج8 ، ص 228.
2 ـ طه ( 20 ) الاية 120.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج9 ، ص 361.
4 ـ النبا ( 78 ) الاية 34.
5 ـ الطوسي ، التبيان ، ج10 ، ص 247.
حياة الشيخ الطوسي ::: فهرس