ولولا ابــو طالب وابنه | * | لما مثل الدين شخصا فقاما |
فهذا بمكــة آوى وحاما | * | وذاك بيثرب خاض الحماما |
فلله ذا فاتحــا للهـدى | * | ولله ذا للـمعالي خــتاما |
أبا طالب عصمة المستجير | * | وغيث المحول ونور الظـلم |
لقد هد فقدك أهل الحـفاظ | * | فصلى عليك ولـي الــنعم |
ولقاك ربك رضـــوانه | * | فقد كنت للمصطفى خير عم |
أبو طالب أصل المعالي ورمزها | * | ومبدأ عنوان العلى وانتـهاؤه |
توحد في جمع الفضائل والنـهى | * | وضم جميع المكرمات رداؤه |
أصاغ الى الديـن الحنيف مـلبيا | * | لدعوته لما اتـاه نـــداؤه |
وباع بإعزاز الشـريعة نفســه | * | فبورك قدراً بـيعه وشـراؤه |
من نور فجر العدل والانصـاف | * | وجمال روض الحسن والالطاف |
صغت اللئاليء عقد حب صادق | * | وزففته شعراً لعـبد مـــناف |
عـم النبي كفيله ونصـــيره | * | في نشر دين فائق الاوصــاف |
لـولا حمـايته وذود ولــيده | * | الكرار نجل السادة الاشــراف |
لم يأتلق صبح الرشاد ولا انجلى | * | ليل الهوى والبـغي والاجـحاف |
فهما عماد الدين والقطب الـذي | * | دارت عليه رحى الجهاد الـوافي |
سيظل نجمهما مشـعا لامــعاً | * | يمحو ظلام الدس والإرجــاف |
وتظل ملحمة السعيد مـــنارة | * | تهدي العقول لمنهج الانـصـاف |
فله من الرحمن تحفة عـــفوه | * | ومن الوصي شفاعة الاتحــاف |
لا زال بالروح العظيم مــؤيداً | * | ما دام ينهل من معين صــافي |
من شرعة المختار مدرسة الهدى | * | وغدير فكر بالحقائق طـــافي |
أكبرت من أم البتــول | * | عقلا سما فوق المـــيول |
وأنار منهاج الـــهدى | * | والرشد والخلق الـــنبيل |
وبه سمت فوق الـنساء | * | وأصبحت زوج الرســول |
وغدت تصدق بالــذي | * | وافى من الرب الجـــليل |
وتصد عدوان الطــغاة | * | بقوة الصبر الجــــميل |
وتساعد الفقراء بالاحـ | * | ـان والبذل الجــــزيل |
وبذاك شاركت الوصـي | * | بنصرة الدين الاصـــيل |
وجنت بذاك المـــدح | * | والاطراء في الزمن الطويل |
ومضت الى النعمــاء | * | والرضوان في أهدى سبيل |
ولها من الابناء شــكر | * | صـادر من كـل جــيل |
هي أم كل المــؤمنين | * | وهم لها اوفـى سـلــيل |
وهم فروع قد زكــت | * | والفرع يزكـو بالاصـول |
بجهادها المالي اضـحى | * | الدين يشرق فـي العـقول |
ويزيل عن قلب الهـدى | * | ظمأ الهـوى بالســلسبيل |