عادة الشيعة فدفع منها شيئاً إلى ولده المشهور بالفساد . . . الحديث ، وفي آخره أن صاحب الزمان ( عليه السلام ) قال له : يا شيخ ، أما تستحيي ؟ قلت : مماذا ؟ قال : تدفع إليك حجة عمن تعلم فتدفع منها إلى فاسق يشرب الخمر يوشك أن يذهب عينك ، قال : فما مضت عليه إلا أربعون يوما حتى ذهبت عينه .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك في أحاديث رد فاضل أجرة الحج (2) ، وفي التطوع بالحج عن المؤمنين (3) وغير ذلك (4) .

35 ـ باب ان النائب إذا أشرف على الموت ولم يحج وجب
أن يوصي بالحجة من ماله

[ 14639 ] 1 ـ محمد بن الحسن بإسناده عن عمار الساباطي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في رجل حج عن آخر ومات في الطريق ، فقال : قد وقع أجره على الله (1) يوصي فإن قدر على رجل يركب في رحله ويأكل زاده فعل .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (2) .
____________
(2) تقدم في الباب 10 من هذه الابواب .
(3) تقدم في الاحاديث 1 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 من الباب 25 من هذه الابواب .
(4) تقدم في الحديث 2 من الباب 1 ، وفي الابواب 11 ، 12 ، 22 ، 23 من هذه الابواب .

الباب 35
فيه حديث واحد

1 ـ التهذيب 5 : 461 | 1607 ، وأورده في الحديث 5 من الباب 15 من هذه الابواب .
(1) في المصدر زيادة ، ولكن .
(2) تقدم في ذيل الحديث 1 من الباب 15 من هذه الابواب .

( 210 )

36 ـ باب جواز نيابة الوصي في الحج عمن أوصى اليه

[ 14640 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن عمرو بن سعيد الساباطي ، أنه كتب إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) يسأله عن رجل أوصى إليه رجل أن يحج عنه ثلاثة رجال ، فيحل له أن يأخذ لنفسه حجة منها ، فوقع بخطه وقرأته : حج عنه إن شاء الله ، فإن لك مثل أجره ، ولا ينقص من اجره شيء إن شاء الله .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك عموما (1) .
____________

الباب 36
فيه حديث واحد

1 ـ الفقيه 2 : 271 | 1323 ، وأورده في الحديث 5 من الباب 1 من هذه الابواب .
(1) تقدم في الباب 1 من هذه الابواب .

( 211 )

أبواب اقسام الحج

1 ـ باب ان الحج ثلاثة أقسام : تمتع ، وقران ، وافراد
لا يصح الحج الا على أحدها

[ 14641 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : الحج ثلاثة أصناف : حج مفرد ، وقران ، وتمتع بالعمرة إلى الحج ، وبها أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والفضل فيها ، ولا الناس إلا بها .
[ 14642 ] 2 ـ وعن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن منصور الصيقل قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : الحج عندنا على ثلاثة أوجه : حاج متمتع ، وحاج مفرد سائق للهدي ، وحاج مفرد للحج .
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب (1) ، وكذا الذي قبله إلا أنه قال : مقرن سائق للهدي .
____________

أبواب أقسام الحج
الباب 1
فيه 3 أحاديث

1 ـ الكافي 4 : 291 | 1 ، والتهذيب 5 : 24 | 72 ، والاستبصار 2 : 153 | 504 .
2 ـ الكافي 4 : 291 | 2 .
(1) التهذيب 5 : 24 | 73 ، والاستبصار 2 : 153 | 505 .

( 212 )

محمد بن على بن الحسين بإسناده عن منصور الصقيل مثله (2) .
[ 14643 ] 3 ـ وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير وزرارة بن أعين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : الحاج على ثلاثة وجوه : رجل أفرد الحج وساق (1) الهدي ، ورجل أفرد الحج ولم يسق الهدي ، ورجل تمتع بالعمرة إلى الحج .
أقول : ويأتي ما يدل على ذلك (2) .

2 ـ باب كيفية أنواع الحج وجملة من أحكامها .

[ 14644 و 14645 ] 1 و 2 ـ محمد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله ، عن العباس والحسن ، عن علي ، عن فضالة ، عن معاوية ، وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان ، عن معاوية ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال في القارن : لايكون قران إلا بسياق الهدي ، وعليه طواف بالبيت ، وركعتان عند مقام إبراهيم ، وسعي بين الصفا والمروة ، وطواف بعد الحج ، وهو طواف النساء ، وأما المتمتع بالعمرة إلى الحج فعليه ثلاثة أطواف بالبيت ، وسعيان بين الصفا والمروة .
وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : التمتع أفضل الحج (1) وبه نزل
____________
(2) الفقيه 2 : 203 | 926 .
3 ـ الخصال : 147 | 176 .
(1) في المصدر : لسياق .
(2) يأتي في أحاديث الابواب الاتية من هذه الابواب .

الباب 2
فيه 38 حديثا

1 و 2 ـ التهذيب 5 : 41 | 122 . وأورد قطعة منه في الحديث 8 من الباب 3 من هذه الابواب .
(1) وجهه أن عمرة التمتع مرتبطة بحجه كما يأتي ، فهما عبادة واحدة ، من شرع في عمرته لزمه

=


( 213 )

القرآن وجرت السنة ، فعلى المتمتع إذا قدم مكة طواف بالبيت ، وركعتان عند مقام إبراهيم ، وسعي بين الصفا والمروة ، ثم يقصر وقد أحلّ هذا للعمرة وعليه للحج طوافان ، وسعي بين الصفا والمروة ، ويصلّي ( عند كل طواف ) (2) بالبيت ركعتين عند مقام إبراهيم ( عليه السلام ) ، وأما المفرد للحج فعليه طواف بالبيت وركعتان عند مقام إبراهيم ، وسعي بين الصفا والمروة ، وطواف الزيارة ، وهو طواف النساء وليس عليه هدي ولا اضحية .
[ 14646 ] 3 ـ وبإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : القارن الذي يسوق الهدي عليه طوافان بالبيت ، وسعي واحد بين الصفا والمروة ، وينبغي له أن يشترط على ربه إن لم تكن حجة فعمرة .
[ 14647 ] 4 ـ وبإسناده عن محمد بن علي بن محبوب ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وعنه ، عن محمد بن الحسين ، وعلي بن السندي والعباس كلهم ، عن صفوان ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج ، ثم أنزل الله عليه ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) (1) فأمر الموذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحج من (2) عامه هذا ، فعلم به من
____________
=
حجه ، وحج القران والافراد منفكان عن العمرة فإذا لم يكونا واجبين لم يلزم الاتيان بعمرتهما ، وقد يجب أحدهما دون الاخر لعدم الاستطاعة . ( منه . قده ) .
(2) ليس في المصدر .
3 ـ التهذيب 5 : 43 | 125 .
4 ـ التهذيب 5 : 454 | 1588 ، وأورد ذيله في الحديث 1 من الباب 4 من أبواب مقدمات الطواف .
(1) الحج 22 : 27 .
(2) في الكافي : في ( بدل ) من ( هامش المخطوط ) .

( 214 )

حضر المدينة وأهل العوالي والاعراب ، فاجتمعوا فحج (3) رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ، وإنما كانوا تابعين ينتظرون ما يؤمرون به فيتبعونه ، أو يصنع شيئا فيصنعونه ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أربع بقين من ذي القعدة ، فلما انتهى إلى ذي الحليفة فزالت الشمس اغتسل ، ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلّى فيه الظهر ، وعزم (4) بالحج مفردا ، وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الاول فصف الناس له سماطين ، فلبّى بالحج مفردا ، وساق الهدي ستا وستين بدنة أو أربعا وستين ، حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة فطاف بالبيت سبعة أشواط ، وصلى ركعتين خلف مقام إبراهيم ، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه ، وقد كان استلمه في أول طوافه ثم قال : إن الصفا والمروة من شعائر الله فابدأ بما بدء الله به ، وإن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا والمروة شيء صنعه المشركون ، فانزل الله تعالى : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) (5) ثم أتى الصفا فصعد عليه فاستقبل الركن اليماني فحمد الله وأثنى عليه ودعا مقدار ما تقرأ سورة البقرة مترسلا ، ثم انحدر إلى المروة فوقف عليها كما وقف على الصفا (6) حتى فرغ من سعيه ، ثم أتى جبرئيل وهو على المروة فأمره أن يأمر الناس أن يحلوا إلا سائق هدي ، فقال رجل : أنحل ولم نفرغ من مناسكنا ؟ فقال : نعم ، فلما وقف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالمروة بعد فراغه من السعي أقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن هذا جبرئيل ـ وأومأ بيده إلى خلفه ـ يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل ولو استقبلت من أمري
____________
(3) في الكافي : لحج ( هامش المخطوط ) .
(4) في نسخة : وأحرم ( هامش المخطوط ) .
(5) البقرة 2 : 158 .
(6) في الكافي زيادة : ثم انحدر وعاد إلى الصفا فوقف عليها : ثم انحدر إلى المروة ( هامش المخطوط ) .

( 215 )

مثل الذي استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم ، ولكني سقت الهدي ، ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله ، قال : فقال له رجل من القوم : لنخرجن حجاجا وشعورنا (7) تقطر ؟ فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أما إنك لن تؤمن بعدها أبدا ، فقال له سراقة بن مالك بن جشعم (8) الكناني : يا رسول الله ، علمنا ديننا كأنما (9) خلقنا اليوم ، فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل ؟ فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : بل هو للابد إلى يوم القيامة ، ثم شبك أصابعه بعضها إلى بعض وقال : دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ، وقدم علي ( عليه السلام ) من اليمن على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو بمكة ، فدخل على فاطمة ( عليها السلام ) وهي قد أحلت فوجد ريحا طيبة ، ووجد عليها ثيابا مصبوغة ، فقال : ما هذا يا فاطمة ؟ فقالت : أمرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فخرج علي ( عليه السلام ) إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مستفتيا ومحرشا على فاطمة ( عليها السلام ) فقال : يا رسول الله إني رأيت فاطمة قد أحلت ، عليها (10) ثياب مصبوغة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا أمرت الناس بذلك ، وأنت ياعلي ، بما أهللت ؟ قال : قلت : يا رسول الله : إهلالا كاهلال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كن على إحرامك مثلي ، وأنت شريكي في هديي ، قال : فنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ، ولم ينزل الدور ، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا ويهلوا بالحج ، وهو قول الله الذي أنزله على نبيه : ( فاتّبعوا ملة إبراهيم ) (11) فخرج
____________
(7) في الكافي : ورؤوسنا ( هامش المخطوط ) .
(8) في المصادر والكافي : جعشم .
(9) في الكافي : كأنا ( هامش المخطوط ) .
(10) كتب في المخطوط ( وعليها ) ثم ضرب على الواو ، وكتب في الهامش : ( و ـ مضروب ) .
(11) آل عمران 3 : 95 .

( 216 )

النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه مهلين بالحج حتى أتوا منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الاخرة والفجر ، ثم غدا والناس معه ، فكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع ويمنعون الناس أن يفيضوا منها ، فأقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقريش ترجو أن يكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون ، فأنزل الله على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ( ثم افيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ) (12) يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق في إفاضتهم منها ومن كان بعدهم ، فلما رأت قريش أن قبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شيء للذى كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم حتى انتهوا إلى نمرة وهي بطن عرنة بحيال الاراك فضربت قبته ، وضرب الناس أخبيتهم عندها ، فلما زالت الشمس خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومعه قريش (13) وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد ، فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم ، ثم صلى الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين ، ثم مضى إلى الموقف فوقف به فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جنبها فنحاها ، ففعلوا مثل ذلك ، فقال : أيها الناس ، إنه ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف ، ولكن هذا كله موقف ، وأومأ بيده إلى الموقف ، فتفرق الناس وفعل مثل ذلك بمزدلفة ، فوقف حتى وقع القرص قرص الشمس ، ثم أفاض وأمر الناس بالدعة حتى إذا انتهى إلى المزدلفة وهي المشعر الحرام فصلى المغرب والعشاء الاخرة بأذان واحد وإقامتين ، ثم أقام حتى صلى فيها الفجر وعجل ضعفاء بني هاشم بالليل ، وأمرهم أن لا يرموا الجمرة جمرة العقبة حتى تطلع الشمس ، فلما أضاء له النهار أفاض حتى انتهى إلى منى فرمى جمرة العقبة ، وكان الهدي الذي جاء به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أربعا وستين ، أو ستا وستين ، وجاء علي
____________
(12) البقرة 2 : 199 .
(13) في المصدر : ومعه فرسه .

( 217 )

( ( عليه السلام ) بأربعة وثلاثين ، أو ستّ وثلاثين ، فنحر رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ستا وستين ، ونحر علي ( عليه السلام ) أربعا وثلاثين بدنة ، وأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يؤخذ من كل بدنة منها جذوة (14) من لحم ، ثم تطرح في برمة (15) ثم تطبخ فأكل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منها وعلي ( عليه السلام ) وحسيا من مرقها ، ولم يعط الجزارين جلودها ولا جلالها ولا قلائدها ، وتصدق به ، وحلق وزار البيت ورجع إلى منى فأقام بها حتى كان اليوم الثالث من آخر أيام التشريق ثم رمى الجمار ونفر حتى انتهى إلى الابطح ، فقالت عائشة : يا رسول الله ، ترجع نساؤك بحجة وعمرة معا ، وأرجع بحجة ، فأقام بالابطح وبعث معها عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فأهلت بعمرة ، ثم جاءت وطافت بالبيت وصلت ركعتين عند مقام إبراهيم ( عليه السلام ) ، وسعت بين الصفا والمروة ، ثم أتت النبي ( صلى الله عليه وآله ) فارتحل من يومه ولم يدخل المسجد (16) ، الحرام ولم يطف بالبيت ، ودخل من أعلى مكة من عقبة المدنيين ، وخرج من أسفل مكة من ذي طوى .
ورواه الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) مثله ، إلا أنه قال : كما وقف على الصفا ، ثم انحدر وعاد إلى الصفا فوقف عليها ، ثم انحدر إلى المروة حتى فرغ من سعيه ، وترك قوله : ثم أتى جبرئيل وهو على المروة إلى قوله : مناسكنا ، فقال : نعم ، ثم ترك قوله : ومحرشا على فاطمة ، ثم قال : قر على إحرامك مثلي ، وذكر بقية الحديث مثله (17) .
____________
(14) كذا في النسخ بالجيم ، وحذوة : هي القطعة من اللحم ( النهاية 1 : 357 ) .
(15) البرمة : القدر المتخذة من الحجر ( النهاية 1 : 121 ) .
(16) في الكافي : المسجد الجرام ( هامش المخطوط ) .
(17) الكافي 4 : 245 | 4 .

( 218 )

[ 14648 ] 5 ـ ورواه ابن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلا من كتاب معاوية بن عمار مثله إلى قوله : دخلت العمرة في الحج ، وزاد : قال معاوية بن عمار في كتابه : فإذا أردت أن تنفر وانتهيت إلى الحصبة وهي البطحاء فشئت أن تنزل بها قليلا ، فإن أبا عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن أبي كان ينزلها ثم يرتحل فيدخل (1) من غير أن ينام ، قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نزلها حين بعث عائشة مع أخيها عبد الرحمن إلى التنعيم فاعتمرت لمكان العلة التي أصابتها ، لانها قالت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ترجع نساؤك بحجة وعمرة معا ، وأرجع بحجة ؟ فأرسل بها عند ذلك فلما دخلت مكة وطافت بالبيت وصلت عند مقام إبراهيم ركعتين ثم سعت بين الصفا والمروة ، ثم أتت النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته فارتحل من يومه .
[ 14649 ] 6 ـ وبإسناده عن موسى بن القاسم ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنما نسك الذي يقرن بين الصفا والمروة مثل نسك المفرد ليس بأفضل منه إلا بسياق الهدي ، وعليه طواف بالبيت ، وصلاة ركعتين خلف المقام ، وسعي واحد بين الصفا والمروة ، وطواف بالبيت بعد الحج . . . الحديث .
[ 14650 ] 7 ـ وعنه ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن محمد بن قيس ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يحدث الناس بمكة
____________
5 ـ مستطرفات السرائر : 23 | 4 .
(1) في المصدر زيادة : مكة .
6 ـ التهذيب 5 : 42 | 124 ، وأورد ذيله في الحديث 2 من الباب 5 ، وقطعة منه في الحديث 16 من الباب 12 من هذه الابواب .
7 ـ التهذيب 5 : 20 | 57 ، وأورد قطعة منه عن الفقيه والأمالي والكافي في الحديث 12 من الباب 15 من أبواب الوضوء .

( 219 )

فقال : إن رجلا من الانصار جاء إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) يسأله فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن شئت فاسأل ، وإن شئت أخبرك عما جئت تسألني عنه ، فقال : أخبرني يا رسول الله ، فقال : جئت تسألني ( مالك في حجتك وعمرتك ، وإن لك ) (1) إذا توجهت إلى سبيل الحج ثم ركبت راحلتك ثم قلت : بسم الله والحمد لله ، ثم مضت راحلتك لم تضع خفا ولم ترفع خفا إلاّ كتب لك حسنة ، ومحى عنك سيئة فإذا احرمت ولبيت كان لك بكل تلبية لبيتها عشر حسنات ومحي عنك عشر سيئات ، فإذا طفت بالبيت الحرام اسبوعا كان لك بذلك عند الله عهد وذخر (2) يستحيي أن يعذبك بعده أبدا ، فإذا صليت الركعتين خلف (3) المقام كان لك بهما ألفا حجّة متقبلة ، فإذا سعيت بين الصفا والمروة (4) كان لك مثل اجر من حج ماشيا من بلاده ، ومثل اجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة فإذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس فإن كان عليك من الذنوب مثل رمل عالج او بعدد نجوم السماء أو قطر المطر يغفرها (5) الله لك ، فإذا رميت الجمار كان لك بكل حصاة عشر حسنات تكتب لك فيما تستقبل من عمرك ، فإذا حلقت رأسك كان لك بعدد كل شعرة حسنة تكتب لك فيما تستقبل من عمرك ، فإذا ذبحت هديك أو نحرت بدنك كان لك بكل قطرة من دمها حسنة تكتب لك فيما تستقبل من عمرك ، فإذا زرت البيت فطفت به اسبوعا وصليت الركعتين خلف المقام ضرب ملك على كتفيك ثم قال لك : قد غفر الله لك ما مضى وما تستقبل ما بينك وبين مائة وعشرين يوما .
____________
(1) في الفقيه والأمالي : عن حجك وعمرتك ومالك فيهما من الثواب ، فأعلم انك ( هامش المخطوط ) .
(2) في الفقيه والأمالي : وذكر ( هامش المخطوط ) .
(3) في الفقيه : عند ( هامش المخطوط ) .
(4) في الفقيه زيادة : سبعة أشواط ( هامش المخطوط ) .
(5) في نسخة : لغفرها ( هامش المخطوط ) .

( 220 )

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب نحوه (6) .
ورواه في ( المجالس ) بإسناد تقدم في كيفية الوضوء (7) .
[ 14651 ] 8 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى جميعا ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : على المتمتع بالعمرة إلى الحج ثلاثة أطواف بالبيت ، وسعيان بين الصفا والمروة ، وعليه إذا قدم (1) مكة طواف بالبيت ، وركعتان عند مقام إبراهيم ( عليه السلام ) ، وسعي بين الصفا والمروة ، ثم يقصر وقد أحل هذا للعمرة ، وعليه للحج طوافان ، وسعي بين الصفا والمروة ، ويصلي عند كل طواف بالبيت ركعتين عند مقام إبراهيم ( عليه السلام ) .
[ 14652 ] 9 ـ وبالإسناد عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : على المتمتع بالعمرة إلى الحج ثلاثة أطواف بالبيت ، ويصلّي لكل طواف ركعتين ، وسعيان بين الصفا والمروة .
[ 14653 ] 10 ـ وبالإسناد عن منصور بن حازم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا يكون القارن (1) إلا بسياق الهدي ، وعليه طوافان بالبيت ،
____________
(6) الفقيه 2 : 131 | 551 .
(7) أمالي الصدوق : 441 | 22 ، وتقدم إسناده في الحديث 12 من الباب 15 من أبواب الوضوء .
8 ـ الكافي 4 : 295 | 1 ، والتهذيب 5 : 35 | 104 .
(1) قوله : وعليه إذا قدم الى آخره ، تفصيل بعد الاجمال لما مضى ويأتي ، وهو واضح ( منه . قده ) .
9 ـ الكافي 4 : 295 | 3 ، والتهذيب 5 : 36 | 106 .
10 ـ الكافي 4 : 295 | 1 ، والتهذيب 5 : 42 | 123 .
(1) في التهذيب زيادة : قارنا ( هامش المخطوط ) .

( 221 )

وسعي بين الصفا والمروة كما يفعل المفرد ، فليس بأفضل من المفرد إلا بسياق الهدي .
[ 14654 ] 11 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : المتمتع عليه ثلاثة أطواف بالبيت وطوافان بين الصفا والمروة ، ويقطع التلبية من متعته إذا نظر إلى بيوت مكة ، ويحرم بالحج يوم التروية ، ويقطع التلبية يوم عرفة حين تزول الشمس .
[ 14655 ] 12 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : القارن لا يكون إلا بسياق الهدي ، وعليه طواف بالبيت وركعتان عند مقام إبراهيم ( عليه السلام ) ، وسعي بين الصفا والمروة ، وطواف بعد الحج ، وهو طواف النساء .
[ 14656 ] 13 ـ وبهذا الإسناد عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : المفرد للحج عليه طواف بالبيت وركعتان عند مقام إبراهيم ( عليه السلام ) وسعي بين الصفا والمروة ، وطواف الزيارة وهو طواف النساء وليس عليه هدي ولا اضحية قال : وسألته عن المفرد للحج ، هل يطوف بالبيت بعد طواف الفريضة ؟ قال : نعم ، ما شاء ، ويجدد التلبية بعد الركعتين ، والقارن بتلك المنزلة يعقدان ما أحلا من الطواف بالتلبية .
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب (1) وكذا كل ما قبله .
____________
11 ـ الكافي 4 : 295 | 2 ، والتهذيب 5 : 35 | 105 .
12 ـ الكافي 4 : 296 | 2 ، ولم نعثر عليه في التهذيب المطبوع .
13 ـ الكافي 4 : 298 | 1 ، وأورد ذيله في الحديث 2 من الباب 16 من هذه الابواب .
(1) التهذيب 5 : 44 | 131 .

( 222 )

[ 14657 ] 14 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين حج حجة الاسلام خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى الشجرة فصلى بها ، ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء فأحرم منها ، وأهل بالحج وساق مائة بدنة وأحرم الناس كلهم بالحج لا ينوون عمرة ولا يدرون ما المتعة حتى إذا قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مكة طاف بالبيت ، وطاف الناس معه ، ثم صلى ركعتين عند المقام واستلم الحجر ، ثم قال : أبدأ بما بدء الله عزوجل به ، فأتى الصفا فبدأ بها ، ثم طاف بين الصفا والمروة سبعا ، فلما قضى طوافه عند المروة قام خطيبا فأمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة وهو شيء أمر الله عزوجل به ، فأحل الناس ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم ، ولم يكن يستطيع أن يحل من أجل الهدي الذي معه ، إن الله عز وجل يقول : ( ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله ) (1) وقال سراقة بن مالك بن جعشم الكناني : يارسول الله ، علمنا كأنا خلقنا اليوم ، أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أو لكل عام ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا ، بل للابد (2) ، وإن رجلا قام فقال : يا رسول الله ، نخرج حجاجا ورؤوسنا تقطر ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنك لن تؤمن بهذا (3) أبدا ، قال : وأقبل علي ( عليه السلام ) من اليمن حتى وافى الحج فوجد فاطمة ( عليها السلام ) قد أحلت ، ووجد ريح الطيب ، فانطلق إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مستفتيا ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه
____________
14 ـ الكافي 4 : 248 | 6 .
(1) البقرة 2 : 196 .
(2) في نسخة : الابد . « هامش المخطوط » .
(3) في نسخة : بها ( هامش المخطوط ) .

( 223 )

وآله ) : يا علي بأيّ شيء أهللت ؟ فقال : أهللت بما أهل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : لا تحل أنت ، فأشركه في الهدي ، وجعل له سبعا وثلاثين ، ونحر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثا وستين ، فنحرها بيده ، ثم أخذ من كل بدنة بضعة فجعلها في قدر واحد ، ثم أمر به فطبخ ، فأكل منه وحسا من المرق ، وقال : قد أكلنا منها الان جميعا ، والمتعة خير من القارن السائق ، وخير من الحاج المفرد ، قال : وسألته : أليلاً أحرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أم نهارا ؟ فقال : نهارا ، قلت : أي ساعة ؟ قال : صلاة الظهر .
ورواه الصدوق مرسلا نحوه (4) .
ورواه في ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير مثله ، إلا أنه قال : ثم صلى ركعتين عند مقام إبراهيم ثم استلم الحجر ، ثم أتى زمزم فشرب منها ، وقال : لولا أن أشق على امتي لاستقيت منها ذنوبا أو ذنوبين ، ثم قال : ابدؤا بما بدء الله به ـ إلى أن قال : ـ مستفتيا ومحرشا على فاطمة ( صلوات الله عليها ) ، وذكر الحديث ـ إلى أن قال : ـ وخير من الحاج المفرد ، وترك بقية الحديث (5) ، وذكر حكما آخر يأتي في محله (6) .
[ 14658 ] 15 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الحج فكتب إلى من بلغه كتابه ممن دخل في الاسلام ، أن رسول الله ( صلى الله
____________
(4) الفقيه 2 : 153 | 665 و 207 | 940 .
(5) علل الشرائع : 412 | 1 .
(6) يأتي في الحديث 7 من الباب 5 من ابواب العمرة .
15 ـ الكافي 4 : 249 | 7 .

( 224 )

عليه وآله ) يريد الحج يؤذنهم بذلك ليحج من أطاق الحج ، فأقبل الناس ، فلما نزل الشجرة امر الناس بنتف الابط ، وحلق العانة ، والغسل والتجرد في ازار ورداء ، او إزار وعمامة يضعها على عاتقه لمن لم يكن له رداء ، وذكر انه حيث لبى قال : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يكثر من ذي المعارج ، وكان يلبي كلما لقي راكبا ، أو علا أكمة أو هبط واديا ، ومن آخر الليل ، وفي ادبار الصلاة ، فلما دخل مكة دخل من اعلاها من العقبة ، وخرج حين خرج من ذي طوى ، فلما انتهى إلى باب المسجد استقبل الكعبة ، وذكر ابن سنان ، انه باب بني شيبة ، فحمد الله واثنى عليه ، وصلى على أبيه ابراهيم ، ثم اتى الحجر فاستلمه فلما طاف بالبيت صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم ( عليه السلام ) ، ودخل زمزم فشرب منها ، وقال : « اللهم إني اسألك علما نافعا ، ورزقا واسعا ، وشفاء من كل داء وسقم » ، فجعل يقول ذلك وهو مستقبل الكعبة ، ثم قال لاصحابه : ليكن آخر عهدكم بالكعبة استلام الحجر ، فاستلمه ، ثم خرج إلى الصفا ثم قال : أبدأ بما بدأ الله به ثم صعد على الصفا فقام عليه (1) مقدار ما يقرأ الانسان سورة البقرة .
[ 14659 ] 16 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال للأنصاري قبل ان يسأله : جئت تسألني عن الحج ، وعن الطواف بالبيت ، وعن السعي بين الصفا والمروة ، ورمي الجمار ، وحلق الرأس ، ويوم عرفة فقال الرجل : أي والذي بعثك بالحق ، قال : لا ترفع
____________
(1) في نسخة : عليها ( هامش المخطوط ) .
16 ـ الكافي 4 : 261 | 37 ، وأورد صدره في الحديث 7 من الباب 1 من أبواب أفعال الصلاة .

( 225 )

ناقتك خفا إلا كتب به لك حسنة ، ولا تضع خفا إلا حط به عنك سيئة ، وطواف بالبيت وسعي بين الصفا والمروة تنفتل كما ولدتك امك من الذنوب ، ورمي الجمار ذخر لك يوم القيامة ، وحلق الرأس لك بكل شعرة نور يوم القيامة ، ويوم عرفة يوم يباهي الله عز وجل به الملائكة فلو حضرت ذلك اليوم برمل عالج وقطر السماء وأيام العالم ذنوبا فإنّه تبت (1) ذلك اليوم .
[ 14660 ] 17 ـ قال الكليني : وفي حديث آخر له بكل خطوة يخطو إليها تكتب له حسنة ، وتمحا عنه سيئة ، وترفع له درجة .
[ 14661 ] 18 ـ وعن محمد بن عقيل ، عن الحسن بن الحسين ، ( عن علي بن عيسى ، عن علي بن الحسين ) (1) ، عن محمد بن يزيد الرفاعي (2) رفعه ، أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سُئل عن الوقوف بالجبل ، لِمَ لَمْ يكن في الحرم ؟ فقال : لان الكعبة بيته ، والحرم بابه ، فلما قصدوه وافدين وقفهم بالباب يتضرعون ، قيل له ، فالمشعر الحرام لم صار في الحرم ؟ قال : لانه لما أذن لهم بالدخول وقفهم بالحجاب الثاني ، فلما طال تضرعهم بها أذن لهم بتقريب قربانهم ، فلما قضوا تفثهم (3) تطهروا بها من الذنوب التي كانت حجابا بينهم وبينه ، أذن لهم بالزيارة على الطهارة ، قيل : فلم حرم (4) الصيام أيام التشريق ؟ قال : لان القوم زوار (5) الله ، فهم في ضيافته ، ولا يجمل
____________
(1) تبت : من البت وهو القطع ( مجمع البحرين ـ تبت ـ 2 : 190 ) .
17 ـ الكافي 4 : 262 | ذيل الحديث 37 .
18 ـ الكافي 4 : 224 | 1 .
(1) في التهذيب : عليّ بن الحسين ، عن عليّ بن عيسى ( هامش المخطوط ) وفي المصدر : عليّ بن عيسى ، عن عليّ بن الحسن .
(2) في نسخة : محمد بن يزيد الرفا ( هامش المخطوط ) .
(3) التفث : ما يفعله المحرم عند إحلاله كقص الشارب والظفر ، وقيل : هو ذهاب الشعث والدرن والوسخ مطلقا . ( مجمع البحرين ـ تفث ـ 2 : 238 ) .
(4) في العلل : كره ( بدل ) حرم « هامش المخطوط » .
(5) في التهذيب : زاروا ( هامش المخطوط ) .

( 226 )

بمضيف أن يصوم أضيافه قيل : فالتعلق بأستار الكعبة لأي معنى هو ؟ قال : هو مثل (6) رجل له عند آخر جناية وذنب فهو يتعلق بثوبه يتضرع إليه ويخضع له أن يتجافي (7) عن ذنبه .
ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب (8) .
ورواه الصدوق مرسلا نحوه (9) .
[ 14662 ] 19 ـ ورواه في ( العلل ) عن الحسين بن علي بن أحمد الصائغ ، عن الحسين بن الحجال ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسن الهمداني ، عن ذي النون المصري ، عمن سأل الصادق ( عليه السلام ) وذكر نحوه ، إلا أنه قال : فلم كره الصيام ايام التشريق .
[ 14663 ] 20 ـ وعن علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن الحسين بن يزيد ، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة (1) ، عن أبي إبراهيم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ إن الله بعث جبرئيل إلى آدم فقال : السلام عليك يا آدم ، التائب من خطيئته ، الصابر لبليته ، إن الله ارسلني إليك لاعلمك المناسك التي تطهر بها ، فأخذ بيده فانطلق به إلى مكان البيت ، وانزل الله عليه غمامة فأظلت مكان البيت ، وكانت الغمامة بحيال البيت المعمور ، فقال : يا آدم ، خط برجلك حيث أظلت هذه الغمامة ، فإنه سيخرج لك بيت من مهاة (2) يكون قبلتك وقبلة عقبك من
____________
(6) في التهذيب : مثله مثل ( هامش المخطوط ) .
(7) في نسخة زيادة : له ( هامش المخطوط ) .
(8) التهذيب 5 : 448 | 1565 .
(9) الفقيه 2 : 127 | 547 .
19 ـ علل الشرائع : 443 | 1 .
20 ـ الكافي 4 : 190 | 1 .
(1) في نسخة : الحسن بن عليّ بن أبي حمزة ( هامش المخطوط ) .
(2) المهاة : البلورة ( الصحاح ـ مها ـ 6 : 2499 ) .

( 227 )

بعدك ، ففعل ادم ، وأخرج الله له تحت الغمامة بيتا من مهاة ، وأنزل الله الحجر الاسود ـ إلى أن قال ـ فأمره جبرئيل أن يستغفر الله من ذنبه عند جميع المشاعر ، واخبره ان الله قد غفر له ، وامره ان يحمل حصياة الجمار من المزدلفة ، فلما بلغ موضع الجمار تعرض له إبليس فقال له : يا آدم ، أين تريد ؟ فقال له جبرئيل ( عليه السلام ) : لا تكلمه وارمه بسبع حصياة ، وكبر مع كل حصاة ، ففعل آدم حتى فرغ من رمي الجمار ، وأمره أن يقرب القربان وهو الهدي قبل رمي الجمار ، وأمره أن يحلق رأسه تواضعا لله عز وجل ، ففعل آدم ذلك ، ثم أمره بزيارة البيت ، وأن يطوف به سبعا ويسعى بين الصفا والمروة اسبوعا يبدأ بالصفا ، ويختم بالمروة ، ثم يطوف بعد ذلك اسبوعا بالبيت ، وهو طواف النساء لا يحل للمحرم أن يباضع حتى يطوف طواف النساء ، ففعل آدم ، فقال له جبرئيل : إنّ الله قد غفر ذنبك (3) ، وقبل توبتك ، وأحل لك زوجتك . . . الحديث .
[ 14664 ] 21 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد القلانسي ، عن علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ : إن الله بعث جبرئيل إلى آدم فقال : السلام عليك يا آدم ، إن الله بعثني إليك لاعلمك المناسك ، فنزل غمام من السماء فأظل مكان البيت ، فقال جبرئيل : يا آدم ، خط حيث اظل الغمام فإنه قبلة لك ، ولآخر عقبك من ولدك ، فخط آدم برجله حيث الغمام ، ثم انطلق به إلى منى ، فأراه مسجد منى فحطه برجله ، وقد خط المسجد الحرام بعدما خط مكان البيت ، ثم انطلق به من منى إلى عرفات فأقامه على المعرف ، فقال : إذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرات ، واسأل الله المغفرة والتوبة سبع مرات ، ففعل ذلك آدم ( عليه السلام ) ،
____________
(3) في نسخة : غفر لك ذنبك ( هامش المخطوط ) .
21 ـ الكافي 4 : 191 | 2 .

( 228 )

ولذلك سمي المعرف لان آدم اعترف فيه بذنبه ، وجعل سنة لولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف آدم ، ويسألون التوبة كما سألها آدم ، ثم أمره جبرئيل فأفاض من عرفات فمر على الجبال السبعة ، فأمره أن يكبر عند كل جبل أربع تكبيرات ، ففعل ذلك حتى انتهى إلى جمع ، فلما انتهى إلى جمع ثلث الليل ، فجمع فيها المغرب والعشاء تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع ، ثم أمره أن ينبطح في بطحاء جمع فانبطح في بطحاء جمع حتى انفجر الصبح فأمره أن يقعد على الجبل جبل جمع ، وأمره إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرات ، ويسأل الله تعالى التوبة والمغفرة سبع مرات ، ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل ، وأنّما جعل اعترافين ليكون سنة في ولده ، فمن لم يدرك منهم عرفات ، وأدرك جمعا فقد وافى حجّه إلى منى ، ثم أفاض من جمع إلى منى فبلغ منى ضحى فأمره فصلى ركعتين في مسجد منى ، ثم أمره أن يقرب لله قربانا ليقبل منه ، ويعرف أن الله عزوجل قد تاب عليه ويكون سنة في ولده القربان ، فقرب آدم قربانا فقبل الله منه ، فارسل نارا من السماء فقبلت قربان آدم ، فقال جبرئيل : يا آدم ، إن الله قد أحسن إليك إذ علمك المناسك التي يتوب بها عليك ، وقبل قربانك ، فاحلق رأسك تواضعا لله عز وجل إذ قبل قربانك ، فحلق آدم رأسه تواضعا لله عزوجل ، ثم أخذ جبرئيل بيد آدم فانطلق به إلى البيت ، فعرض له إبليس عند الجمرة فقال له إبليس لعنه الله : يا آدم ، أين تريد ؟ فقال له جبرئيل : يا آدم ، ارمه بسبع حصيات ، وكبر مع كل حصاة تكبيرة ، فأمره ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ، ثم عرض له عند الجمرة الثانية فقال له : يا آدم أين تريد ؟ فقال له جبرئيل يا آدم ، ارمه بسبع حصيات ، وكبر مع كل حصاة تكبيرة ، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فقال له : يا آدم ، أين تريد ؟ فقال له جبرئيل : ارمه بسبع حصياة وكبر مع كل حصاة تكبيرة ، ففعل ذلك آدم ، فذهب إبليس فقال له جبرئيل : إنك لن تراه بعد مقامك هذا أبدا ، ثم انطلق به إلى البيت فأمره أن يطوف بالبيت سبع مرات ففعل ذلك آدم ،


( 229 )

فقال جبرئيل : إن الله قد غفر ذنبك ، وقبل توبتك ، وأحل لك زوجتك .
وعن محمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الكريم بن عمرو ، وإسماعيل بن حازم ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) مثله (1) .
[ 14665 ] 22 ـ ورواه الصدوق في ( العلل ) عن أبيه ، عن علي بن سليمان الرازي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، وعبد الكريم بن عمرو ، وعن عبد الحميد بن أبي الديلم مثله ، إلا أنه ذكر أن إبليس عرض لآدم عند الجمرة ، ثم عرض له في اليوم الثاني عند الجمرة الاولى والثانية والثالثة ، وكذلك في اليوم الثالث والرابع ، وذكره على النسق السابق .
[ 14666 ] 23 ـ وعن محمّد بن يحيى ، وأحمد بن إدريس ، عن عيسى بن محمّد بن أبي أيّوب ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن منصور ، عن كلثوم بن عبدالمؤمن الحرّاني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : أمر الله عزّ وجلّ إبراهيم ( عليه السلام ) أن يحجّ ويحج بإسماعيل معه ويسكنه الحرم ، فحجّا على جمل أحمر وما معهما إلاّ جبرئيل ، فلمّا بلغا الحرم قال له جبرئيل ( عليه السلام ) : يا إبراهيم ، انزلا فاغتسلا قبل أن تدخلا الحرم ، فنزلا فاغتسلا وأراهما كيف يتهيّئان للإحرام ففعلا ، ثم أمرهما فأهلاّ بالحجّ ، وأمرهما بالتلبيات الأربع التي لبّي بها المرسلون ، ثمّ سار (1) بهما إلى الصفا ونزلا ، وقام جبرئيل بينهما واستقبل
____________
(1) الكافي 4 : 194 | ذيل الحديث 2
22 ـ علل الشرائع : 401 | 1 .
23 ـ الكافي 4 : 202 | 3 ، وأورد صدره في الحديث 3 من الباب 1 ، وقطعة منه في الحديث 3 من الباب 11 من أبواب مقدمات الطواف .
(1) في نسخة : صار ( هامش المخطوط ) .