[ 16019 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع ، أشدها عليه مؤمن يقول بقوله يحسده ، أو منافق يقفو أثره ، أو شيطان يغويه ، أو كافر يرى جهاده ، فما بقاء المؤمن بعد هذا .
[ 16020 ] 3 ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن داود بن سرحان قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : أربع لايخلو منهن المؤمن أو واحدة منهن : مؤمن يحسده ، وهو أشدهن عليه ، ومنافق يقفو أثره ، او عدو يجاهده ، او شيطان يغويه .
[ 16021 ] 4 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن على بن النعمان ومحمد بن سنان جميعا ، عن عمار بن مروان ، عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) قال : اصبر على اعداء النعم ، فإنك لن تكافىء من عصى الله فيك بأفضل من ان تطيع الله فيه .
[ 16022 ] 5 ـ وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن أبي اسامة زيد الشحام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله ، وزاد : يا زيد ، إن الله اصطفى الإسلام واختاره ، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق .
____________
2 ـ الكافي 2 : 194 | 2 .
3 ـ الكافي 2 : 194 | 4 .
4 ـ الكافي 2 : 89 | 3 .
5 ـ الكافي 2 : 90 | 8 .

( 182 )

117 ـ باب استحباب الصمت والسكوت الا عن الخير

[ 16023 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : من علامات الفقه العلم والحلم والصمت إن الصمت باب من ابواب الحكمة ، إن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل خير .
[ 16024 ] 2 ـ وعنه ، عن أحمد ، وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : إن من علامات الفقه الحلم والصمت .
[ 16025 ] 3 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : إنما شيعتنا الخرس .
[ 16026 ] 4 ـ وبالإسناد عن ابن محبوب ، عن الهيثم بن أبي مسروق ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لرجل أتاه : ألا أدلك على أمر يدخلك الله به الجنة ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : أنل مما أنالك الله ، قال : فإن كنت أحوج ممن انيله ، قال : فانصر المظلوم ، قال : فإن كنت أضعف ممن أنصره ، قال : فاصنع للأخرق ـ يعني أشر عليه ـ قال : فإن كنت أخرق ممن
____________
الباب 117
فيه 21 حديثا

1 ـ الكافي 2 : 92 | 1 .
2 ـ الكافي 1 : 28 | 4 .
3 ـ الكافي 2 : 92 | 2 .
4 ـ الكافي 2 : 93 | 5 .

( 183 )

أصنع له : قال : فاصمت لسانك إلا من خير ، أما يسرك أن يكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى الجنة .
[ 16027 ] 5 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال لقمان لابنه : يا بني ، إن كنت زعمت ان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب .
[ 16028 ] 6 ـ وعنهم ، عن سهل ، وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد جميعا ، عن الوشاء قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : كان الرجل من بني إسرائيل إذا اراد العبادة صمت قبل ذلك عشر سنين .
ورواه الصدوق في ( عيون الأخبار ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن محمد بن الحسين ، وأحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن اسباط والحجال ، عن الرضا ( عليه السلام ) مثله (1) .
[ 16029 ] 7 ـ وبالإسناد الآتي (1) عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في وصيته لأصحابه قال : إياكم أن تزلقوا السنتكم بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان ، فإنكم إن كففتم السنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه كان ذلك خيرا لكم من ان تذلقوا السنتكم به ، فإن ذلق اللسان فيما يكره الله وما نهى عنه مرداة العبد عند الله ، ومقت من الله ، وصمم وعمى يورثه الله إياه يوم القيامة . . . الحديث .
____________
5 ـ الكافي 2 : 93 | 6 .
6 ـ الكافي 2 : 95 | 18 .
(1) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 12 | 28 .
7 ـ الكافي 8 : 3 | 1 .
(1) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة .

( 184 )

[ 16030 ] 8 ـ وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن الحلبي رفعه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : امسك لسانك فإنها صدقة تتصدق بها على نفسك ، ثم قال : ولا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن لسانه .
[ 16031 ] 9 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا ، فاذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا .
ورواه الصدوق مرسلا إلا انه قال : لا يزال الرجل المسلم (1) .
ورواه في ( الخصال ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن موسى بن عمر ، عن علي بن الحسن بن رباط (2) .
ورواه في ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن موسى بن عمر مثله (3) .
[ 16032 ] 10 ـ محمد بن علي بن الحسين قال : وقال ( عليه السلام ) : كلام في حق خير من سكوت على باطل .
____________
8 ـ الكافي 2 : 93 | 7 .
9 ـ الكافي 2 : 95 | 21 .
(1) الفقيه 4 : 283 | 838 .
(2) الخصال : 15 | 53 .
(3) ثواب الأعمال : 196 | 1 .
10 ـ الفقيه 4 : 283 | 840 .

( 185 )

[ 16033 ] 11 ـ قال : وقال الصادق ( عليه السلام ) : الصمت كنز وافر ، وزين الحليم ، وستر الجاهل .
[ 16034 ] 12 ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن الربيع بن محمد المسلي ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ماعبدالله بشيء مثل الصمت ، والمشي إلى بيت الله .
[ 16035 ] 13 ـ وعن محمد بن الحسن ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد (1) ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، رفعه قال : يأتي على الناس زمان تكون العافية عشرة أجزاء ، تسعة منها في اعتزال الناس ، وواحدة في الصمت .
وفي ( الخصال ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن العباس بن معروف مثله (2) .
[ 16036 ] 14 ـ وفي ( الخصال ) وفي ( عيون الأخبار ) عن أبيه ، عن علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال : قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : من علامات الفقه العلم والحلم والصمت ، إن
____________
11 ـ الفقيه 4 : 283 | 839 .
12 ـ ثواب الأعمال : 212 | 1 ، وأورده في الحديث 2 من الباب 4 من أبواب أحكام المساجد ، وفي الحديث 6 من الباب 32 من أبواب وجوب الحج .
13 ـ ثواب الأعمال : 212 | 2 .
(1) في المصدر : محمد بن أحمد .
(2) الخصال : 437 | 24 .
14 ـ الخصال : 158 | 202 ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 258 | 14 .

( 186 )

الصمت باب من أبواب الحكمة ، إن الصمت يكسب (1) المحبة إنه دليل على كل خير .
ورواه الحميري في ( قرب الإسناد ) عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله (2) .
[ 16037 ] 15 ـ وفي ( المجالس ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : النوم راحة الجسد ، والنطق راحة للروح ، والسكوت راحة للعقل .
[ 16038 ] 16 ـ وعن يحيى بن زيد بن العباس البزاز ، عن عمه علي بن العباس ، عن إبراهيم بن بشير بن خالد ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : القول الحسن يثري المال ، وينمي الرزق ، وينسىء في الأجل ، ويحبب إلى الأهل ، ويدخل الجنة
وفي ( الخصال ) بالإسناد مثله (1) .
[ 16039 ] 17 ـ عبدالله بن جعفر ( قرب الإسناد ) عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال داود لسليمان ( عليهما السلام ) : يا بني عليك بطول الصمت ، فإن الندامة على طول الصمت مرة واحدة خير من الندامة على كثرة الكلام
____________
(1) في نسخة زيادة : أهله ( هامش المخطوط ) .
(2) قرب الإسناد : 162 .
15 ـ أمالي الصدوق : 358 | 1 .
16 ـ أمالي الصدوق : 11 | 1 .
(1) الخصال : 317 | 100 .
17 ـ قرب الإسناد : 33 ، وأورد صدره في الحديث 15 من الباب 83 من هذه الأبواب .

( 187 )

مرات ، يا بني لو أن الكلام كان من فضة كان ينبغي للصمت أن يكون من ذهب .
[ 16040 ] 18 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لا خير في القول بالجهل .
[ 16041 ] 19 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : بكثرة الصمت تكون الهيبة .
[ 16042 ] 20 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : من كثر كلامه كثر خطؤه ، ومن كثر خطؤه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه ، ومن مات قلبه دخل النار .
[ 16043 ] 21 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به ، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك (1) ، فرب كلمة سلبت نعمة .
أقول : ويأتي ما يدل على ذلك (2) .
____________
18 ـ نهج البلاغة 3 : 194 | 182 .
19 ـ نهج البلاغة 3 : 202 | 224 .
20 ـ نهج البلاغة 3 : 235 | 349 ، وأورد صدره في الحديث 7 من الباب 19 من هذه الأبواب .
21 ـ نهج البلاغة 3 : 246 | 381 ، وأورد قطعة منه في الحديث 15 من الباب 119 ، وأخرى عن الفقيه في الحديث 8 من الباب 121 من هذه الأبواب .
(1) الورق : الدراهم ( مجمع البحرين ـ ورق ـ 5 : 245 ) .
(2) يأتي في الأبواب 118 ، 119 ، 120 ، وفي الحديث 4 من الباب 140 من هذه الأبواب .
وتقدم ما يدل عليه في الحديث 3 من الباب 86 من هذه الأبواب ، وفي الحديث 10 من الباب 20 من أبواب مقدمة العبادات ، وفي الحديث 7 من الباب 32 من أبواب وجوب الحج ، وفي الباب 52 من أبواب آداب السفر .

( 188 )

118 ـ باب استحباب اختيار الكلام في الخير حيث لا يجب
على السكوت

[ 16044 ] 1 ـ محمد بن الحسين في ( المجالس والأخبار ) بإسناده الآتي (1) عن أبي ذر ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ في وصيته له ـ قال : يا أباذر ، الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارين في سبيل الله ، يا أباذر الجليس الصالح خير من الوحدة ، والوحدة خير من جليس السوء ، وإملاء الخير خير من السكوت ، والسكوت خير من إملاء الشر . يا أباذر ، اترك فضول الكلام ، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك . يا أباذر ، كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ماسمع ، يا أبا ذر ، إنه ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان . يا أباذر ، إن الله عند لسان كل قائل ، فليتق الله امرؤ وليعلم ما يقول .
[ 16045 ] 2 ـ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في ( الاحتجاج ) عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أنه سئل عن الكلام والسكوت أيهما أفضل ؟ فقال ( عليه السلام ) : لكل واحد منهما آفات فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت ، قيل : وكيف ذاك يا بن رسول الله ؟ فقال : لأن الله عزّ وجّل ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت ، إنما بعثهم بالكلام ، ولا استحقت الجنة بالسكوت ، ولا استوجبت ولاية الله بالسكوت ، ولا وقيت النار بالسكوت ، ولا تجنب سخط الله بالسكوت ، إنما ذلك كله بالكلام ،
____________
الباب 118
فيه حديثان

1 ـ أمالي الطوسي 2 : 148 .
(1) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم ( 49 ) .
2 ـ الاحتجاج : 315 .

( 189 )

ما كنت لأعدل القمر بالشمس ، إنك لتصف فضل السكوت بالكلام ، ولست تصف فضل الكلام بالسكوت .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (1) .

119 ـ باب وجوب حفظ اللسان عما لا يجوز من الكلام

[ 16046 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن إبراهيم بن مهزم الأسدي ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : إن لسان ابن آدم يشرف كل يوم على جوارحه كل صباح فيقول : كيف أصبحتم ؟ فيقولون بخير إن تركتنا ، ويقولون : الله الله فينا ، ويناشدونه ويقولون : إنما نثاب ونعاقب بك .
ورواه الصدوق في ( المجالس ) وفي ( الخصال ) وفي ( عقاب الأعمال ) عن أبيه عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن السندي ، عن علي بن الحكم مثله (1) .
[ 16047 ] 2 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي علي الجواني قال شهدت أبا عبدالله ( عليه السلام ) وهو يقول لمولى له يقال
____________
(1) تقدم في الحديثين 16 ، 18 من الباب 117 من هذه الأبواب .

الباب 119
فيه 24 حديثا

1 ـ الكافي 2 : 94 | 13 .
(1) لم نعثر عليه في امالي الصدوق المطبوع ، والخصال : 5 | 15 ، وعقاب الأعمال : 282 | 1 .
2 ـ الكافي 2 : 92 | 3 .

( 190 )

له : سالم ووضع يده على شفته وقال : يا سالم احفظ لسانك تسلم ، ولا تحمل الناس على رقابنا .
[ 16048 ] 3 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن عثمان بن عيسى قال : حضرت أبا الحسن ( عليه السلام ) وقال له رجل : اوصني ، فقال : احفظ لسانك تعز ، ولا تمكن الناس من قيادك فتذل رقبتك .
[ 16049 ] 4 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن علي الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجّل : ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم ) (1) قال : يعني : كفوا ألسنتكم .
[ 16050 ] 5 ـ وعنه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (1) أنه قال لرجل وقد كلمه بكلام كثير ، فقال : أيها الرجل تحتقر الكلام وتستصغره ، إن الله لم يبعث رسله حيث بعثها ومعها فضة ولا ذهب (2) ، ولكن بعثها بالكلام ، وإنما عرف الله نفسه إلى خلقه بالكلام والدلالات عليه والإعلام .
[ 16051 ] 6 ـ وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن الحلبي رفعه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نجاة المؤمن حفظ
____________
3 ـ الكافي 2 : 93 | 4 .
4 ـ الكافي 2 : 93 | 8 .
(1) النساء 4 : 77 .
5 ـ الكافي 8 : 148 | 128 .
(1) في المصدر زيادة : عن أبيه ( عليه السلام ) .
(2) في المصدر : ومعها ذهب ولا فضة .
6 ـ الكافي 2 : 93 | 9 .

( 191 )

لسانه (1) .
[ 16052 ] 7 ـ وبالإسناد عن يونس ، عن مثنى ، عن أبي بصير قال : سمعت أباجعفر ( عليه السلام ) يقول : كان أبوذر رحمه الله يقول : يا مبتغي العلم إن هذا اللسان مفتاح خير ، ومفتاح شر ، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقك .
[ 16053 ] 8 ـ وبالإسناد السابق (1) عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن قيس أبي إسماعيل وذكر أنه لا بأس به من أصحابنا رفعه قال : جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يارسول الله اوصني ، فقال إحفظ لسانك ، قال : يا رسول الله أوصني ، قال : إحفظ لسانك ، قال : يا رسول الله أوصني ، قال : إحفظ لسانك ، ويحك وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟!
[ 16054 ] 9 ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عثمان بن عيسى ، عن سعيد بن يسار ، عن منصور بن يونس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : في حكمة آل داود : على العاقل أن يكون عارفا بأهل زمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه .
[ 16055 ] 10 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن أبي نجران ، عن أبي جميلة عمن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال :
____________
(1) في المصدر : نجاة المؤمن في حفظ لسانه .
7 ـ الكافي 2 : 93 | 10 .
8 ـ الكافي 2 : 94 | 14 .
(1) سبق في الحديث 4 من هذه الباب .
9 ـ الكافي 2 : 95 | 20 .
10 ـ الكافي 2 : 94 | 12 .

( 192 )

ما من يوم إلا وكل عضو من أعضاء الجسد يكفر (1) اللسان (2) يقول : نشدتك الله أن نعذب فيك .
[ 16056 ] 11 ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن كان في شيء شؤم ففي اللسان .
[ 16057 ] 12 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : اللسان سبع عقور ، إن خلي عنه عقر .
[ 16058 ] 13 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : إذا تم العقل نقص الكلام .
[ 16059 ] 14 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عثمان ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : في حكمة آل داود : ينبغي للعاقل أن يكون مقبلا على شأنه حافظا للسانه ، عارفا بأهل زمانه .
[ 16060 ] 15 ـ وبإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في وصيته لمحمد بن الحنفية ـ قال : وما خلق الله عزّ وجّل شيئا احسن من الكلام ولا أقبح منه ، بالكلام ابيضت الوجوه وبالكلام اسودت الوجوه ، اعلم أن الكلام
____________
(1) يكفر : يخضع ( مجمع البحرين ـ كفر ـ 3 : 476 ) .
(2) في نسخة : للسان ( هامش المخطوط ) .
11 ـ الكافي 2 : 95 | 17 .
12 ـ نهج البلاغة 3 : 164 | 60 .
13 ـ نهج البلاغة 3 : 165 | 71 .
14 ـ الفقيه 4 : 298 | 899 .
15 ـ الفقيه 4 : 83 ، وأورد قطعة منه في الحديث 8 من الباب 121 ، وأخرى عن نهج البلاغة في الحديث 21 من الباب 117 من هذه الأبواب .

( 193 )

في وثاقك ما لم تتكلم به فإذا تكلمت به صرت في وثاقه ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ، فإن اللسان كلب عقور ، فإن أنت خليته عقر ، ورب كلمة سلبت نعمة ، من سيب عذاره قاده إلى كل كريهة وفضيحة ، ثم لم يخلص من دهره إلا على مقت من الله وذم من الناس .
ورواه الرضي في ( نهج البلاغة ) مرسلا نحوه (1) .
[ 16061 ] 16 ـ وفي ( الخصال ) عن حمزة بن محمد العلوي ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن زياد القندي ، عن أبي وكيع ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ( عليه السلام ) قال : ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان .
[ 16062 ] 17 ـ وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن معاوية بن حكيم ، عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : نجاة المؤمن في حفظ لسانه ، قال : وقال امير المؤمنين ( عليه السلام ) من حفظ لسانه ستر الله عورته .
[ 16063 ] 18 ـ وفي ( المجالس ) عن الحسين بن إبراهيم المؤدب ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، عن بكر بن عبدالله بن حبيب ، عن تميم بن بهلول ، عن جعفر بن عثمان ، عن سليمان بن مهران قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) وعنده نفر من الشيعة فسمعته
____________
(1) نهج البلاغة 3 : 246 | 381 .
16 ـ الخصال : 14 | 51 .
17 ـ ثواب الأعمال : 217 | 1 .
18 ـ أمالي الصدوق : 326 | 17 .

( 194 )

وهو يقول : معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ، ولا تكونوا علينا شينا ، قولوا للناس حسنا ، واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول ، وقبيح القول .
[ 16064 ] 19 ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( المجالس ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن الحسين بن علي بن محمد التمار (1) ، عن محمد بن أحمد ، عن جده ، عن علي بن حفص المدائني ، عن إبراهيم بن الحارث ، عن عبدالله بن دينار ، عن ابن أبي عمر (2) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسو القلب ، إن أبعد الناس من الله القلب القاسي .
[ 16065 ] 20 ـ وعن أبيه ، عن المفيد ، عن الحسن بن حمزة الحسني (1) ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن عبدالله بن عبدالله (2) عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قال لأصحابه : إسمعوا مني كلاما هو خير لكم من الدهم (3) الموقفة ، لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه وليدع كثيرا من الكلام فيما يعنيه حتى يجد له موضعا ، فرب متكلم في غير موضعه جنى على نفسه بكلامه ، ولا يمارين ، أحدكم حليما ولا سفيها ، فإنه من مارى حليما أقصاه ومن مارى سفيها أرداه ، واذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبون أن تذكروا إذا غبتم عنه ، واعملوا عمل من يعلم أنه مجازى بالإحسان ، مأخوذ بالإجرام .
____________
19 ـ أمالي الطوسي 1 : 2 .
(1) في المصدر : الحسن بن علي بن محمد التمار .
(2) في المصدر : أبي عمر .
20 ـ أمالي الطوسي 1 : 228 .
(1) في المصدر : الحسن بن حمزة الحسيني .
(2) في المصدر : عبيدالله بن عبدالله وهو الموافق للبحار 71 : 281 | 30 .
(3) الدهم جمع أدهم وهي الخيل الشديدة السواد أنظر ( مجمع البحرين ـ دهم ـ 6 : 65 ) .

( 195 )

[ 16066 ] 21 ـ أحمد بن أبي عبدالله في ( المحاسن ) عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن علي ( عليه السلام ) قال : ثلاث منجيات : تكف لسانك ، وتبكي على خطيئتك ، ويسعك بيتك .
[ 16067 ] 22 ـ محمد بن إدريس في ( آخر السرائر ) نقلا من كتاب حريز بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال يا فضيل : بلغ من لقيت من موالينا السلام وقل لهم : إني أقول : إني لا أغني عنهم من الله شيئا إلا بورع ، فاحفظوا ألسنتكم ، وكفوا أيديكم ، وعليكم بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين .
[ 16068 ] 23 ـ عبدالله بن جعفر في ( قرب الإسناد ) ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائة ( عليهم السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إن على لسان كل قائل رقيبا ، فليتق الله العبد ولينظر ما يقول .
[ 16069 ] 24 ـ وعنه ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، قال : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .
أقول : وتقدم مايدل على ذلك (1) ويأتي ما يدل عليه (2) .
____________
21 ـ المحاسن : 4 | 5 .
22 ـ مستطرفات السرائر : 74 | 17 .
23 ـ قرب الإسناد : 32 .
24 ـ قرب الإسناد : 32 .
(1) تقدم في البابين 117 ، 118 من هذه الأبواب .
(2) يأتي في الباب 120 من هذه الأبواب . وفي الباب (71) من ابواب جهاد النفس من كتاب الجهاد .

( 196 )

120 ـ باب كراهة كثرة الكلام بغير ذكر الله

[ 16070 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن حميد بن زياد ، عن الخشاب ، عن ابن بقاح ، عن معاذ بن ثابت ، عن عمرو بن جميع ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان المسيح ( عليه السلام ) يقول : لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله ، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لايعلمون .
[ 16071 ] 2 ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عمن رواه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من لم يحسب كلامه من عمله كثرت خطاياه وحضر عذابه .
[ 16072 ] 3 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن بكر بن صالح ، عن الغفاري ، عن جعفر بن إبراهيم قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من رأى موضع كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه .
[ 16073 ] 4 ـ وبإلاسناد الآتي (1) عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في رسالته إلى أصحابه ـ قال : فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم إلا من خير ـ إلى أن قال : ـ وعليكم بالصمت إلا فيما ينفعكم الله به من أمر آخرتكم ويأجركم عليه ،
____________
الباب 120
فيه 11 حديثا

1 ـ الكافي 2 : 94 | 11 .
2 ـ الكافي 2 : 94 | 15 .
3 ـ الكافي 2 : 95 | 19 .
4 ـ الكافي 8 : 3 ـ 4 | 1 .
(1) يأتي في الفائدة الثالثة من الخاتمة .

( 197 )

وأكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح والثناء على الله والتضرع إليه ، والرغبة فيما عنده من الخير الذي لايقدر قدره ولايبلغ كنهه أحد ، فأشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهى الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا في النار من مات عليها ولم يتب إلى الله ولم ينزع عنها .
[ 16074 ] 5 ـ محمد بن علي بن الحسين قال : مر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) برجل يتكلم بفضول الكلام فوقف عليه ثم قال : ياهذا إنك تملي على حافظيك كتابا إلى ربك ، فتكلم بما يعنيك ودع مالايعنيك .
ورواه في ( المجالس ) عن علي بن أحمد الدقاق ، عن محمد بن هارون (1) ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) مثله (2) .
[ 16075 ] 6 ـ قال : وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : جمع الخير كله في ثلاث خصال : النظر والسكوت والكلام ، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو ، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو ، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة ، فطوبى لمن كان نظره عبرا ، وصمته تفكرا ، وكلامه ذكرا ، وبكى على خطيئته ، وأمن الناس شره .
ورواه في ( المجالس ) عن أبيه ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم
____________
5 ـ الفقيه 4 : 282 | 837 .
(1) في الأمالي زيادة : عن عبيد الله بن موسى الروياني .
(2) أمالي الصدوق : 36 | 4 .
6 ـ الفقيه 4 : 290 | 872 .

( 198 )

السلام ) (1) .
ورواه ايضا عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي أيوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) (2) .
ورواه في ( ثواب الأعمال ) وفي ( الخصال ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن (3).
ورواه في ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمد بن عيسى (4) .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) مرسلا (5) .
[ 16076 ] 7 ـ الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن محمد بن سنان ، عن جعفر بن إبراهيم قال سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : من ماز (1) موضع كلامه من عقله قل كلامه فيما لا يعنيه .
[ 16077 ] 8 ـ قال : وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أياكم وجدال المفتون فإن كل مفتون ملقى حجته إلى انقضاء مدته ، فإذا انقضت مدته
____________
(1) أمالي الصدوق : 32 | 2 .
(2) أمالي الصدوق : 96 | 6 .
(3) ثواب الأعمال : 212 | 1 ، والخصال : 98 | 47 .
(4) معاني الأخبار : 344 | 1 .
(5) المحاسن : 5 | 10 .
7 ـ الزهد : 4 | 4 .
(1) في المصدر : علم .
8 ـ الزهد : 5 | ذيل الحديث 4 ، وأورده عن التوحيد في الحديث 25 من الباب 23 من أبواب الأمر بالمعروف .

( 199 )

أحرقته فتنته بالنار .
[ 16078 ] 9 ـ وعن محمد بن سنان ، عن أبي رجاء (1) ، عن الزيدي ، عن أبي أراكه قال : سمعت عليا ( عليه السلام ) يقول : إن لله عبادا كسرت قلوبهم خشية الله فاستنكفوا من المنطق ، وإنهم لفصحاء ألبّاء نبلاء ، يستبقون إليه بالأعمال الزاكية ، لايستكثرون له الكثير ولا يرضون له القليل ، يرون أنفسهم أنهم شرار ، وإنهم لأكياس (2) الأبرار .
[ 16079 ] 10 ـ وعن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : الكلام ثلاثة : فرابح وسالم وشاحب (1) ، فأما الرابح فالذي يذكر الله ، وأما السالم فالذي يقول : احب الله ، وأما الشاحب فالذي يخوض في الناس .
[ 16080 ] 11 ـ وعن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعت أبي يقول : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (1) .
____________
9 ـ الزهد : 5 | 6 .
(1) في المصدر : أبي عمار بياع الأكسية .
(2) في المصدر : الأكياس .
10 ـ الزهد : 7 | 11 .
(1) في المصدر : وشاحب . . . واما الشاجب .
والشاجب : الهالك والناطق الخنا المعين على الظلم ( مجمع البحرين ـ شجب ـ 2 : 86 ) .
11 ـ الزهد : 10 | 19 .
(1) تقدم في الحديثين 17 ، 20 من الباب 117 ، وفي الأحاديث 5 ، 19 ، 20 من الباب 119 من هذه الأبواب .

( 200 )

121 ـ باب استحباب مداراة الناس

[ 16081 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع (1) ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض .
[ 16082 ] 2 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : في التوراة مكتوب فيما ناجى الله به موسى بن عمران : يا موسى اكتم مكتوم سري في سريرتك ، وأظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي ، ولا تستسب لي عندهم بإظهار مكتوم سري فتشرك عدوك وعدوي في سبي .
[ 16083 ] 3 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن الحسن قال : سمعت جعفراً ( عليه السلام ) يقول : جاء جبرئيل إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك : دار خلقي .
[ 16084 ] 4 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن
____________
الباب 121
فيه 10 أحاديث

1 ـ الكافي 2 : 96 | 4 .
(1) في المصدر زيادة : عن حمزة بن بزيع .
2 ـ الكافي 2 : 96 | 3 .
3 ـ الكافي 2 : 95 | 2 .
4 ـ الكافي 2 : 95 | 1 .

( 201 )

السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل : ورع يحجزه عن معاصي الله ، وخلق يداري به الناس ، وحلم يرد به جهل الجاهل .
[ 16085 ] 5 ـ وعنه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : مداراة الناس نصف الإيمان ، والرفق بهم نصف العيش ، ثم قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : خالطوا الأبرار سرّاً ، وخالطوا الفجار جهاراً ولا تميلوا عليهم فيظلموكم ، فإنه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله ، وصبر نفسه على أن يقال : إنه أبله لا عقل له .
[ 16086 ] 6 ـ وعنه ، عن بعض أصحابنا ذكره ، عن محمد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إن قوما قلت مداراتهم للناس فالقوا (1) من قريش وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس ، وإن قوما من غير قريش حسنت مداراتهم فالحقوا بالبيت الرفيع ، ثم قال : من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة ، ويكفّون عنه أيدي كثيرة .
[ 16087 ] 7 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن عمار قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : يا إسحاق ، صانع المنافق بلسانك ، واخلص ودك للمؤمن ، فإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته .
____________
5 ـ الكافي 2 : 96 | 5 .
6 ـ الكافي 2 : 96 | 6 .
(1) في المصدر : فأنفوا .
7 ـ الفقيه 4 : 289 | 868 .

( 202 )

[ 16088 ] 8 ـ وبإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في وصيته لمحمد بن الحنفية ـ قال : وأحسن إلى جميع الناس كما تحب أن يحسن إليك ، وارض لهم ما ترضاه لنفسك ، واستقبح لهم ما تستقبحه من غيرك ، وحسن مع الناس خلقك حتى إذا غبت عنهم حنوا إليك ، وإذا مت بكوا عليك ، وقالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا تكن من الذين يقال عند موته الحمد لله رب العالمين ، واعلم أن رأس العقل بعد الإيمان بالله عزّ وجّل مداراة الناس ، ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لا بد من معاشرته حتى يجعل الله إلى الخلاص منه سبيلا ، فإني وجدت جميع ما يتعايش به الناس وبه يتعاشرون ملء مكيال ثلثاه استحسان ، وثلثه تغافل .
[ 16089 ] 9 ـ وفي ( الخصال ) عن أحمد بن إبراهيم السلمي ، عن محمد بن أحمد الكاتب رفعه ، أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال لبنيه : يا بني ، إياكم ومعاداة الرجال ، فإنهم لا يخلون من ضربين : من عاقل يمكر بكم أو جاهل يعجل عليكم ، والكلام ذكر والجواب انثى ، فإذا اجتمع الزوجان فلا بد من النتاج ، ثم أنشأ يقول :

سـليـم العـرض من حـذر الجوابا * ومـن دارى الرجـال فقد أصـابا
ومـن هــاب الرجــال تـهيبوه * ومن حـقـر الرجـال فلن يـهابا

[ 16090 ] 10 ـ وفي ( العلل ) عن محمد بن القاسم الاسترابادي ، عن
____________
8 ـ الفقيه 4 : 277 | 830 ، وأورد قطعة منه في الحديث 15 من الباب 119 ، وأخرى عن نهج البلاغة في الحديث 21 من الباب 117 من هذه الأبواب
9 ـ الخصال : 72 | 111
10 ـ علل الشرائع : 230 | 4 .
وتقدم ما يدل على ذلك في الحديث 1 من الباب 51 من هذه الأبواب ، ويأتي ما يدل عليه في الحديث 30 من الباب 4 من أبواب جهاد النفس .

( 203 )

علي بن محمد بن سيار ، عن محمد بن يزيد المنقري ، عن سفيان بن عيينة ، قال : قلت للزهري : لقيت علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ؟ قال : نعم لقيته وما لقيت أحدا أفضل منه ، وما علمت له صديقا في السر ولا عدوا في العلانية ، فقيل له : وكيف ذلك ؟ قال : لأني لم أر أحدا وإن كان يحبه إلا وهو لشدة معرفته بفضله يحسده ، ولا رأيت أحدا وإن كان يبغضه إلا وهو لشدة مداراته له يداريه .

122 ـ باب وجوب أداء حق المؤمن وجملة من حقوقه
الواجبة والمندوبة

[ 16091 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل ، عن مرازم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما عبدالله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن .
[ 16092 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي المغرا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : قال : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه ، ويحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاقد (1) على التعاطف ، والمواساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم الله عزّ وجّل ، رحماء بينكم متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
____________
الباب 122
فيه 25 حديثا

1 ـ الكافي 2 : 136 | 4 .
2 ـ الكافي 2 : 139 | 15 .
(1) في المصدر : والتعاون .

( 204 )

[ 16093 ] 3 ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيوب ، عن عمر بن أبان ، عن عيسى بن أبي منصور ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله عزّ وجّل وعن يمين الله ، فقال له ابن أبي يعفور : وما هن جعلت فداك ؟ قال : يحب المرء المسلم لأخيه مايحب لأعز أهله ، ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعز أهله ، ويناصحه الولاية ـ إلى أن قال : ـ إذا كان منه بتلك المنزلة بثه همه ففرح لفرحه إن هو فرح ، وحزن لحزنه إن هو حزن ، وإن كان عنده ما يفرج عنه فرّج عنه ، وإلا دعا له ـ إلى أن قال : ـ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن لله خلقا عن يمين العرش بين يدي الله وجوههم أبيض من الثلج ، وأضوأ من الشمس الضاحية ، يسأل السائل ما هؤلاء ؟ فيقال : هؤلاء الذين تحابوا في جلال الله .
[ 16094 ] 4 ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن مثنى الحناط ، عن الحرث بن مغيرة قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : المسلم أخو المسلم ، هو عينه ومرآته ودليله ، لا يخونه ولا يخدعه ، ولا يظلمه ، ولا يكذبه ، ولا يغتابه .
[ 16095 ] 5 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : من حق المؤمن على أخيه المؤمن : أن يشبع جوعته ، ويواري عورته ، ويفرج عنه كربته ، ويقضي دينه ، فإذا مات خلفه في أهله وولده .
____________
3 ـ 2 : 138 | 9 .
4 ـ الكافي 2 : 133 | 5 .
5 ـ الكافي 2 : 135 | 1 .

( 205 )

[ 16096 ] 6 ـ وعنه ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال والحجال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله ، لا يخونه ولا يظلمه ، ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه .
[ 16097 ] 7 ـ وبالإسناد عن علي بن الحكم ، عن عبدالله بن بكير الهجري ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : ما حق المسلم على المسلم ؟ قال : له سبع حقوق واجبات ، ما منهن حق إلا وهو عليه واجب إن ضيع منها شيئا خرج من ولاية الله وطاعته ، ولم يكن لله فيه نصيب ، قلت له : جعلت فداك ، وماهي ؟ قال : يامعلى إني عليك شفيق ، أخاف أن تضيع ولا تحفظ وتعلم ولا تعمل ، قلت : لا قوة إلا بالله ، قال : أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك ، وتكره له ما تكره لنفسك ، والحق الثاني : أن تجتنب سخطه ، وتتبع مرضاته ، وتطيع أمره ، والحق الثالث : أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك ، الحق الرابع : أن تكون عينه ودليله ومرآته ، والحق الخامس : أن لا تشبع ويجوع ، ولا تروى ويظمأ ، ولا تلبس ويعرى ، والحق السادس : أن يكون لك خادم وليس لأخيك خادم ، فواجب أن تبعث خادمك فتغسل ثيابه ، وتصنع طعامه ، وتمهد فراشه ، والحق السابع : أن تبر قسمه ، وتجيب دعوته وتعود مريضه ، وتشهد جنازته ، وإذا علمت أن له حاجة تبادره إلى قضائها ولا تلجئه إلى أن يسألكها ، ولكن تبادره مبادرة ، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته ، وولايته بولايتك .
ورواه الصدوق في ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن بعض
____________
6 ـ الكافي 2 : 133 | 3 و 8 .
7 ـ الكافي 2 : 135 | 2 .