أصحابنا ، عن المعلى بن خنيس نحوه
(1) .
ورواه في كتاب ( الإخوان ) بإسناده عن أبي عبدالله ( عليه السلام )
مثله
(2) .
ورواه الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن
الصلت ، عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، عن أحمد بن الحسن ،
عن الهيثم بن محمد ، عن محمد بن الفيض ، عن معلى بن خنيس
نحوه
(3) .
[ 16098 ] 8 ـ وعن علي بن أبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن
إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : حق المسلم
على المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه ، ولا يروى ويعطش أخوه ، ولا يكتسي
ويعرى أخوه ، فما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم ، وقال : أحب
لأخيك المسلم ما تحب لنفسك ، وإن احتجت فسله ، وإن سألك فأعطه ، لا
تمله خيرا ، ولا يمله لك ، كن له ظهرا فإنه لك ظهر إذا غاب فاحفظه في
غيبته ، وإذا شهد فزره وأجله وأكرمه فإنه منك وأنت منه ، وإن كان عليك
عاتبا فلا تفارقه حتى تسل
(1) سخيمته
(2) وإن أصابه خير فاحمد الله ، وإن
ابتلى فاعضده ، وإن تمحل له فأعنه ، وإذا قال الرجل لأخيه : أف ، انقطع
ما بينهما من الولاية ، وإذا قال له
(3) : أنت عدوي كفر أحدهما ، فإذا اتهمه
____________
(1) الخصال : 350 | 26 .
(2) مصادقة الإخوان : 40 | 4 .
(3) أمالي الطوسي 1 : 95 .
8 ـ الكافي 2 : 136 | 5 ، وأورد مثل ذيله في الحديث 1 من الباب 161 من هذه الأبواب .
(1) في نسخة : تسأل ( هامش المخطوط ) .
(2) في المصدر : سميحته .
(3) في نسخة : الرجل لأخيه ( هامش المخطوط ) .
( 207 )
انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء . . . الحديث .
[ 16099 ] 9 ـ وعن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال :
للمسلم على المسلم من الحق ان يسلم عليه إذا لقيه ، ويعوده إذا مرض ،
وينصح له إذا غاب ، ويسمته إذا عطس ، ويجيبه إذا دعاه ، ويتبعه إذا مات .
وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن فضال
مثله
(1) .
[ 16100 ] 10 ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن
يونس ، عن أبي المأمون الحارثي قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : ما حق المؤمن على المؤمن ؟
قال : إن من حق المؤمن على المؤمن المودة له
في صدره ، والمواساة له في ماله ، والخلف له في أهله ، والنصرة له
على من ظلمه ، وإن كان نافلة في المسلمين وكان غائبا أخذ له بنصيبه ، وإذا مات
الزيارة له إلى قبره ، وأن لا يظلمه ، وأن لا يغشه وأن لا يخونه ، وأن لا
يخذله ، وأن لا يكذبه ، وأن لا يقول له : أف ، وإذا قال له : أف ، فليس
بينهما ولاية ، وإذا قال له : أنت عدوي فقد كفر أحدهما ، واذا اتهمه انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء .
[ 16101 ] 11 ـ وعنه ، عن الحسين بن الحسن ، عن محمد بن ارومه ،
رفعه عن معلى بن خنيس قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن حق
المؤمن ، فقال : سبعون حقا لا اخبرك
إلا بسبعة ، فإني عليك مشفق أخشى
____________
9 ـ الكافي 2 : 137 | 6 .
(1) الكافي 2 : 137 | ذيل الحديث 6 .
10 ـ الكافي 2 : 137 | 7 .
11 ـ الكافي 2 : 139 | 14 .
( 208 )
ان لا تحتمل
(1) ، قلت : بلى إن شاء الله ، فقال : لا تشبع ويجوع ، ولا تكتسي ويعرى ، وتكون دليله وقميصه الذي يلبسه ، ولسانه الذي يتكلم به ،
وتحب له ما تحب لنفسك ، وإن كانت لك جارية بعثتها لتمهد فراشه ،
وتسعى في حوائجه بالليل والنهار ، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايتنا ،
وولايتنا بولاية الله .
[ 16102 ] 12 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) ـ في وصيته لمحمد بن الحنفية ـ قال : لا تضيّعنّ حق أخيك اتكالا
على ما بينك وبينه ، فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه .
[ 16103 ] 13 ـ وبإسناده عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق ( عليه
السلام )
(1) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : للمؤمن على
المؤمن سبعة حقوق واجبة من الله عزّ وجّل : الإجلال له في غيبته
(2) ، والود
له في صدره ، والمواساة له في ماله ، وأن يحرم غيبته ، وأن يعوده في مرضه
وأن يشيع جنازته ، وأن لا يقول فيه بعد موته إلا خيرا .
وفي ( المجالس ) عن محمد بن الحسن ، عن الحميري ، عن
هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة مثله
(3) .
وفي ( الخصال ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن هارون بن
مسلم ، وعن أبيه ، عن الحميري مثله
(4) .
____________
(1) فيه تأخير البيان ( منه . قده ) .
12 ـ الفقيه 4 : 279 | 830 .
13 ـ الفقيه 4 : 284 | 846 .
(1) في الأمالي زيادة : عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
(2) في نسخة : عينه ( هامش المخطوط ) .
(3) أمالي الصدوق : 36 | 2 .
(4) الخصال : 351 | 27 .
( 209 )
[ 16104 ] 14 ـ وفي ( عيون الأخبار ) عن جعفر بن نعيم بن شاذان
(1) ، عن
أحمد بن إدريس ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إبراهيم بن العباس قال : ما
رأيت الرضا ( عليه السلام ) جفا
أحدا بكلمة قط ، ولا رأيته قطع على أحد
كلامه حتى يفرغ منه ، وما رد أحدا عن حاجة يقدر عليها ، ولا مد رجله بين
يدي جليس له قط ، ولا اتكأ بين يدي جليس له قط ، ولا رأيته شتم أحدا من
مواليه ومماليكه قط ، ولا رأيته تفل قط ، ولا رأيته تقهقه في ضحكة قط ، بل
كان ضحكه التبسم . . . الحديث .
[ 16105 ] 15 ـ وفي كتاب ( الأخوان ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمد بن
عيسى ، عن زكريا المؤمن ، عن داود بن حفص قال : كنا عند أبي عبدالله
( عليه السلام ) إذ عطس فهممنا أن نسمته ، فقال : ألا سمتم ؟ إن من حق
المؤمن على أخيه أربع خصال : إذا عطس أن يسمته ، وإذا دعا أن يجيبه ،
وإذا مرض أن يعوده ، وإذا توفى شيع جنازته .
[ 16106 ] 16 ـ وبإسناده عن أبان بن تغلب قال : كنت أطوف مع أبي
عبدالله ( عليه السلام ) فعرض
لي رجل من أصحابنا كان سالني الذهاب معه
في حاجة فأشار إليّ فرآه أبو عبدالله ( عليه السلام )
فقال : يا أبان إياك يريد
هذا ؟ قلت : نعم ، قال هو على مثل ما أنت عليه ؟ قلت : نعم ، قال :
فاذهب إليه واقطع الطواف ، قلت : وإن كان طواف الفريضة قال : نعم ،
قال : فذهبت معه ثم دخلت عليه بعد فسألته عن حق المؤمن فقال : دعه لا
____________
14 ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 184 | 7 ، وأورد قطعة منه في الحديث 3 من الباب
14 من أبواب آداب المائدة .
(1) في المصدر : أبو جعفر بن نعيم بن شاذان .
15 ـ مصادقة الإخوان : 38 | 1 ، وأورده عن الكافي باختلاف في الحديث 5 من الباب 57 من هذه
الأبواب .
16 ـ مصادقة الإخوان : 38 | 2 ، باختلاف .
( 210 )
ترده ، فلم أزل أرد عليه قال : يا أبان تقاسمه شطر مالك ، ثم نظر إلي فرأى ما دخلني فقال : يا أبان أما تعلم أن الله قد ذكر المؤثرين على انفسهم ؟ قلت : بلى ، قال : إذا انت قاسمته فلم تؤثره إنما نؤثره إذا انت اعطيته من
النصف الآخر .
[ 16107 ] 17 ـ وبإسناده عن ابن أبي عمير ، عن مرازم ، عن أبي عبدالله
( عليه السلام ) انه قال : ما اقبح بالرجل ان يعرف اخوه حقه ولا يعرف حق
اخيه .
[ 16108 ] 18 ـ وعن حفص بن غياث يرفعه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) قال : المؤمن مرآة أخيه يميط عنه الأذى .
[ 16109 ] 19 ـ وفي ( المجالس ) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ،
عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن
صفوان بن يحيى ، عن العيص بن القاسم ، عن عبدالله بن مسكان ، عن
أبى جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) أنه قال : أحب أخاك المسلم
واحب له ماتحب لنفسك ، واكره له ماتكره لنفسك إذا احتجت فسله ،
وإذا سالك فأعطه ، ولا تدخر عنه خيرا فانه لا يدخر عنك ، كن له ظهرا فإنه
لك ظهر ، إن غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد فزره وأجله وأكرمه ، فإنه
منك وأنت منه ، وإن كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسل سخيمته وما في
نفسه ، فاذا أصابه خير فاحمد الله ، وإن ابتلى فاعضده وتمحل له .
[ 16110 ] 20 ـ وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن
____________
17 ـ مصادقة الإخوان : 42 | 5 .
18 ـ مصادقة الإخوان : 42 | 1 .
19 ـ أمالي الصدوق : 265 | 13 .
20 ـ الخصال : 328 | 20 ، وأورد صدره في الحديث 26 من الباب 1 من أبواب مقدمة العبادات .
( 211 )
محمد بن أحمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن
عمر ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : إن من حبس حق المؤمن أقامه الله خمسمائة عام على رجله حتى يسيل من عرقه أودية ، ثم ينادي مناد من عند الله جل جلاله : هذا الظالم الذى حبس عن الله حقه ، قال : فيوبخ أربعين عاما ، ثم يؤمر به إلى نار جهنم .
[ 16111 ] 21 ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه ، عن
جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن إسحاق بن البهلول ، عن أبيه ،
عن جده ، عن أبي شيبة
(1) ، عن أبي إسحاق ، عن الحرث الهمداني ، عن
علي ( عليه السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال :
إن للمسلم
على أخيه من المعروف ستا : يسلم عليه إذا لقيه ، ويعوده إذا مرض ، ويسمته إذا عطس ، ويشهده اذا مات ، ويجيبه إذا دعاه ، ويحب له ما يحب
لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه .
[ 16112 ] 22 ـ وعن أبيه ، عن محمد بن أحمد بن الصلت
(1) ، عن
أحمد بن محمد بن عقدة
(2) عن محمد بن مسلم قال : أتاني رجل من أهل
الجبل فدخلت معه على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقال له عند الوداع :
أوصني ، فقال : أوصيك بتقوى الله ، وبر اخيك المسلم ، واحب له ماتحب
لنفسك ، واكره له ما تكره لنفسك ، وإن سألك فاعطه ، وإن كف عنك
فاعرض عليه ، لا تمله خيرا فإنه لا يملك ، وكن له عضد فإنه لك عضد ،
____________
21 ـ أمالي الطوسي 2 : 92 .
(1) في المصدر : أبي بشر .
22 ـ أمالي الطوسي 1 : 94 .
(1) في المصدر : أحمد بن محمد بن الصلت .
(2) في المصدر زيادة : عن عاصم بن عمرو .
( 212 )
وإن وجد عليك فلا تفارقه حتى تسل
(3) سخيمته ، وإن غاب فاحفظه في
غيبته ، وإن شهد فاكنفه واعضده ووازره واكرمه ولاطفه ، فإنه منك ، وانت منه .
[ 16113 ] 23 ـ احمد بن محمد بن خالد البرقي في ( المحاسن ) عن
محمد بن عيسى ، عن خلف بن حماد ، عن علي بن عثمان بن رزين ، عمن رواه ، عن امير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : ست خصال من كن فيه كان بين
يدي الله وعن يمينه ، إن الله يحب المرء المسلم الذى يحب لأخيه مايحب
لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه ، ويناصحه الولاية ، ويعرف فضلي
ويطأ عقبي ، وينظر عاقبتي .
[ 16114 ] 24 ـ محمد بن علي الكراجكي في ( كنز الفوائد ) عن
الحسين بن محمد بن علي الصيرفي
(1) عن محمد بن علي الجعابي ، عن
القاسم بن محمد بن جعفر العلوي ، عن ابيه ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم
السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : للمسلم على
اخيه ثلاثون حقا لابراءة له منها إلا بالأداء او العفو : يغفر زلته ، ويرحم
عبرته ، ويستر عورته ، ويقيل عثرته ، ويقبل معذرته ، ويرد غيبته ، ويديم
نصيحته ، ويحفظ خلته ، ويرعى ذمته ، ويعود مرضته ، ويشهد ميتته ، ويجيب
دعوته ، ويقبل هديته ، ويكافىء صلته ، ويشكر نعمته ، ويحسن نصرته ، ويحفظ حليلته ، ويقضي حاجته ، ويشفع مسألته ، ويسمت عطسته ويرشد
ضالته ، ويرد سلامه ، ويطيب كلامه ، ويبر إنعامه ، ويصدق أقسامه ، ويوالي
____________
(3) في المصدر : تحل .
23 ـ المحاسن 9 | 28 .
24 ـ كنز الفوائد : 141 .
(1) السند متصل فإنه قال في أوله حدثني الحسين ، والكراجكي من تلاميذه المفيد ( منه قده ) .
( 213 )
وليه ( ولا يعاد ) ، وينصره ظالما ومظلوما ، فأما نصرته ظالما فيرده عن
ظلمه ، وأما نصرته مظلوما فيعينه على اخذ حقه ، ولا يسلمه ، ولا يخذله ،
ويحب له من الخير ما يحب لنفسه ، ويكره له من الشر ما يكره لنفسه ، ثم
قال ( عليه السلام ) : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إن
أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئا فيطالبه به يوم القيامة فيقضى له وعليه .
[ 16115 ] 25 ـ عبدالله بن جعفر في ( قرب الإسناد ) عن هارون بن مسلم ،
عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه ( عليهم
السلام ) إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمرهم بسبع ونهاهم عن سبع :
أمرهم بعيادة المرضى ، واتباع الجنائز ، وإبرار القسم ، وتسميت العاطس ،
ونصرة المظلوم ، وإفشاء السلام ، وإجابة الداعي . . . الحديث .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك
(1) ، ويأتي ما يدل عليه
(2) .
____________
(2) في المصدر : ويعادي عدوه .
25 ـ قرب الإسناد : 34 ، وأورد صدره في الحديث 12 من الباب 10 من أبواب الاحتضار ، وقطعة منه في الحديث 8 من الباب 2 من أبواب الدفن ، وأخرى في حديث 11 من الباب 65
من أبواب النجاسات ، وأخرى في الحديث 11 من الباب 11 ، وأخرى في الحديث 9 من
الباب 30 ، وأخرى في الحديث 5 من الباب 48 من أبواب لباس المصلي .
(1) تقدم في البابين 57 ، 58 من هذه الأبواب ، وفي الحديث 26 من الباب 1 من أبواب مقدمة
العبادات ، وفي الحديث 8 من الباب 30 من أبواب لباس المصلي ، وفي الحديث 6 من
الباب 7 من أبواب ما يجب فيه الزكاة .
(2) يأتي في البابين 123 ، 124 وغيرهما من هذه الأبواب ، وفي الباب 42 من أبواب
الطواف ، وفي الباب 3 من أبواب جهاد النفس ، وفي الأبواب 25 ، 26 ، 27 ، 28 ،
29 من أبواب فعل المعروف .
( 214 )
123 ـ باب ما يتأكد استحبابه من حق العالم
[ 16116 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد بن عبدالله ، عن
أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) يقول : إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ، ولا تأخذ بثوبه ،
وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا ، وخصه بالتحية
(1) ، واجلس
بين يديه ، ولاتجلس خلفه ، ولا تغمز بعينك ولا تشر بيدك ، ولا تكثر من
القول : قال فلان وقال فلان ، خلافا لقوله ، ولا تضجر بطول صحبته ، فإنما
مثل العالم مثل النخلة تنتظرها متى
(2) يسقط عليك منها شيء ، وإن العالم
أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله .
[ 16117 ] 2 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) عن الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي ، عن محمد بن إبراهيم الغطفاني
(1) ، عن علي بن
الحسن
(2) ، عن جعفر بن محمد بن هشام ، عن علي بن محمد ، عن
الحسين بن علوان ، عن عبدالله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي
( عليه السلام ) قال : من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ، ولا تسبقه في
الجواب ، ولا تلح إذا أعرض ، ولا تأخذ بثوبه إذا كسل ، ولا تشر اليه
بيدك ، ولا تغمز بعينك ولا تساره في مجلسه ، ولا تطلب عوراته ، وأن لا
____________
الباب 123
فيه حديثان
1 ـ الكافي 1 : 29 | 1 .
(1) في المصدر زيادة : دونهم .
(2) في المصدر : حتى .
2 ـ الخصال : 504 | 1 .
(1) في الصدر : محمد بن إبراهيم القطفاني . . .
(2) ليس في المصدر .
( 215 )
تقول : قال فلان خلاف قولك ، ولا تفشي له سرا ، ولا تغتاب عنده أحدا ، وأن تحفظ له شاهدا وغائبا ، وأن تعم القوم بالسلام وتخصه بالتحية ، وتجلس
بين يديه ، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته ، ولا تمل من طول
صحبته ، فإنما هو مثل النخل فانتظر متى تسقط عليك منه منفعة ، والعالم
بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله ، وإذا مات العالم انثلم في
الإسلام ثلمة لا تسد إلى يوم القيامة ، وإن طالب العلم ليشيعه سبعون ألف
ملك مقرب في السماء
(3) .
أقول : ويأتي ما يدل على ذلك في جهاد النفس في حديث الحقوق
(4) .
124 ـ باب استحباب التراحم والتعاطف والتزاور والالفة
[ 16118 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن
محمد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ، عن شعيب العقرقوفي قال :
سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول لأصحابه اتقوا الله وكونوا إخوة بررة
متحابين في الله ، متواصلين متراحمين ، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا
واحيوه .
[ 16119 ] 2 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن
علي بن الحكم ، عن أبي المغرا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال :
يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل ، والتعاون على التعاطف ،
والمواساة لأهل الحاجة ، وتعاطف بعضهم على بعض ، حتى تكونوا كما
____________
(3) في المصدر : من مقربي السماء .
(4) يأتي في الباب 3 من أبواب جهاد النفس .
الباب 124
فيه 6 أحاديث
1 ـ الكافي 2 : 140 | 1 .
2 ـ الكافي 2 : 140 | 4 .
( 216 )
أمركم الله عزّ وجّل رحماء بينهم متراحمين ، مغتمين لما غاب عنهم من
أمرهم ، على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) .
[ 16120 ] 3 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن محمد بن سنان ، عن كليب
الصيداوي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : تواصلوا وتباروا وتراحموا
وكونوا إخوة أبرارا
(1) كما أمركم الله عز وجل .
[ 16121 ] 4 ـ وبالإسناد عن محمد بن سنان ، عن عبدالله بن يحيى
الكاهلي قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : تواصلوا وتباروا
وتراحموا وتعاطفوا .
[ 16122 ] 5 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
ابن اذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : رحم
الله امرءا ألف بين وليين لنا ، يا معشر المؤمنين تآلفوا وتعاطفوا .
[ 16123 ] 6 ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن
جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أبي العباس ، عن أحمد بن يحيى بن
زكريا ، عن محمد بن سعيد ، عن شريك ، عن أبي الحسن ، عن الحارث ،
عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن الله عزّ وجّل رحيم يحب كل رحيم .
أقول : ويأتي ما يدل على استحباب التزاور في الزيارات إن شاء الله
(1) .
____________
3 ـ الكافي 2 : 140 | 2 .
(1) في المصدر : بررة .
4 ـ الكافي 2 : 140 | 3 .
5 ـ لم نعثر عليه في الكافي المطبوع .
6 ـ أمالي الطوسي 2 : 130 .
(1) يأتي في الأبواب 98 و 99 و 100 من أبواب المزار ، وفي الحديث 1 من الباب 130 وفي =
( 217 )
125 ـ باب استحباب قبول العذر
[ 16124 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو
وأنس بن محمد ، عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم
السلام ) ـ في وصية النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ـ
قال : يا علي من لم يقبل من متنصل عذرا ـ صادقا كان أو كاذبا ـ لم ينل
شفاعتي
(1) .
[ 16125 ] 2 ـ وبإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في وصيته
لمحمد بن الحنفية ـ قال : لا تصرم أخاك على ارتياب ، ولا تقطعه دون
استعتاب ، لعل له عذرا وأنت تلوم ، إقبل من متنصل عذرا
(1) ـ صادقا كان أو
كاذبا
(2) ـ فتنالك الشفاعة .
[ 16126 ] 3 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن أبي عبدالله ، عن
موسى بن عمران ، عن عمه الحسين بن عيسى ، عن علي بن جعفر ، عن
____________
= الباب 131 من هذه الأبواب .
وتقدم ما يدل على استحباب الزيارة في الحديث 3 من الباب 1 من أبواب آداب السفر وفي
الباب 93 وفي الحديثين 8 و 19 من الباب 122 من هذه الأبواب .
الباب 125
فيه 3 أحاديث
1 ـ الفقيه 4 : 255 | 821 .
(1) هذا لا يدل على وجوب القبول ولا على تحريم تركه لأن الشفاعة ليست بواجبة ، ومنع النفع
الذي ليس بمستحق قد يكون سببه ترك المستحب أو فعل المكروه ، بل فيه قرينة على إرادة
المبالغة ، وهو ذكر العذر الكاذب فإن قبوله غير واجب قطعا ولا يقبله الله ولا النبي
والإمام إلا نادرا . ( منه . قده ) .
2 ـ الفقيه 4 : 279 | 830 .
(1) في المصدر : عذره .
(2) ليس في المصدر .
3 ـ الكافي 8 : 152 | 141 ، وأورده بتمامه في الحديث 3 من الباب 3 من أبواب فعل المعروف .
( 218 )
أبى الحسن
(1) ، عن آبائه ـ في حديث ـ أن علي بن الحسين ( عليه
السلام ) قال لولده : إن شتمك رجل عن يمينك ثم تحول ( إليك عن )
(2) يسارك فاعتذر إليك فاقبل عذره .
126 ـ باب استحباب التسليم والمصافحة عند الملاقاة ولو
على الجنابة ، والاستغفار عند التفرق
[ 16127 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن
محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي
عبيدة قال سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : إذا التقى المؤمنان فتصافحا
أقبل الله بوجهه عليهما ، وتحاتت
(1) الذنوب عن وجوههما
حتى يفترقا .
[ 16128 ] 2 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
هشام بن سالم ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفر ( عليه السلام )
قال : إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أقبل الله عليهما بوجهه وتساقطت عنهما
الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر .
[ 16129 ] 3 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن حماد ، عن ربعي ، عن زرارة ، عن
أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : في حديث : المؤمن لا
يوصف ، وإن المؤمن ليلقي أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب
____________
(1) في المصدر : أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) .
(2) في المصدر : إلى .
وتقدم ما يدل عليه في الحديث 24 من الباب 122 من هذه الأبواب .
الباب 126
فيه 18 حديثا
1 ـ الكافي 2 : 146 | 17 .
(1) في المصدر : وتتحات .
2 ـ الكافي 2 : 144 | 4 .
3 ـ الكافي 2 : 146 | 16 .
( 219 )
تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر .
وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن يحيى الحلبي ، عن
مالك الجهني قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) وذكر نحوه
(1) .
[ 16130 ] 4 ـ وبإلاسناد عن يونس ، عن رفاعة قال : سمعته يقول :
مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة .
[ 16131 ] 5 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي
عبدالله ( عليه السلام ) قال : تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة .
[ 16132 ] 6 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن
فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي خالد القماط ، عن أبي جعفر ( عليه
السلام ) قال : إن المؤمنين إذا التقيا وتصافحا أدخل الله يده
(1) بين أيديهما
فصافح أشدهما حبا لصاحبه .
[ 16133 ] 7 ـ وبالإسناد عن علي بن عقبة ، عن أيوب ، عن السميدع ،
عن مالك بن أعين الجهني ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن
المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أدخل الله يده بين ايديهما ، وأقبل بوجهه على
أشدهما حبا لصاحبه ، فاذا أقبل الله بوجهه عليهما تحاتت عنهما الذنوب كما
يتحات الورق من الشجر .
____________
(1) الكافي 2 : 144 | 6 .
4 ـ الكافي 2 : 147 | 21 .
5 ـ الكافي 2 : 146 | 18 .
6 ـ الكافي 2 : 144 | 2 .
(1) اليد هنا مجاز ، وله وجوه متعددة كما قالوا في قوله : ( يد الله فوق أيديهم ) الفتح 48 : 10
( منه . قده ) .
7 ـ الكافي 2 : 144 | 3 .
( 220 )
[ 16134 ] 8 ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابه ،
عن محمد بن المثنى ، أبيه ، عن عثمان بن زيد ، عن جابر ، عن أبي
جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا
لقى أحدكم أخاه فليسلم عليه
(1) وليصافحه فإن الله عزّ وجّل أكرم بذلك الملائكة
فاصنعوا صنع الملائكة .
ورواه الصدوق في ( كتاب الإخوان ) بسنده عن جابر مثله
(2) .
[ 16135 ] 9 ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن محمد بن علي ، عن ابن بقاح
، عن سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه
السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اذا القيتم
فتلاقوا بالتسليم والتصافح ، وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار .
[ 16136 ] 10 ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد
الأشعري ، عن ابن قداح عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لقي
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : حذيفة فمد النبي ( صلى الله عليه
وآله ) يده وكف حذيفة يده فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا حذيفة
بسطت يدي إليك فكففت يدك عني ، فقال حذيفة : يا رسول الله بيدك
الرغبة ، ولكني كنت جنبا فلم احب أن تمس يدي يدك وأنا جنب ، فقال
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أما تعلم أن المسلمين إذا التقيا
فتصافحا تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر .
____________
8 ـ الكافي 2 : 145 | 10 .
(1) كتب في المخطوط على كلمة ( عليه ) علامة نسخة .
(2) مصادقة الإخوان : 58 | 2 .
9 ـ الكافي 2 : 145 | 11 .
10 ـ الكافي 2 : 146 | 19 .
( 221 )
[ 16137 ] 11 ـ وعن الحسين بن محمد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن
بكر بن محمد ، عن إسحاق بن عمار قال : قال أبوعبدالله ( عليه السلام )
ـ في حديث ـ :
لا يقدر قدر المؤمن ، إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظرالله
إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا ، كما تتحات الريح
الشديدة الورق من الشجر .
محمد بن علي بن الحسين في ( كتاب الإخوان ) بسنده عن إسحاق بن
عمار مثله
(1) .
وفي ( ثواب الأعمال ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن
أحمد بن إسحاق بن سعيد
(2) ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله ( عليه
السلام ) مثله
(3) .
[ 16138 ] 12 ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن
محمد بن علي ، عن محمد بن الفضل ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله
( عليه السلام ) قال : أنتم في تصافحكم في مثل اجور المجاهدين .
[ 16139 ] 13 ـ وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه
عن حماد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن الحسين بن المختار ،
عن أبي عبيدة الحذاء قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إن المؤمن إذا صافح المؤمن تفرقا من غير ذنب .
____________
11 ـ الكافي 2 : 147 | 16 .
(1) مصادقة الإخوان : 58 | 1 .
(2) في المصدر : أحمد بن إسحاق بن سعد ، عن بكر بن محمد .
(3) ثواب الأعمال : 223 | 1 .
12 ـ ثواب الأعمال : 218 | 1 .
13 ـ الخصال : 21 | 75 .
( 222 )
[ 16140 ] 14 ـ وفي ( المجالس ) عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن
محمد بن يحيى ، عن محمد ابن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن عمران ،
عن أبيه عمران بن إسماعيل ، عن أبي علي الأنصاري ، عن محمد بن جعفر
التميمي ، عن الصادق ( عليه السلام ) ـ في حديث إبراهيم ( عليه السلام )
مع رجل ـ انه قام إليه فعانقه ، فلما بعث الله محمدا ( صلى الله عليه وآله )
جائت المصافحة .
[ 16141 ] 15 ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن
المفيد ، عن جعفر بن محمد بن قولويه
(1) ، عن سعد بن عبدالله ، عن
محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن
سليمان ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( عليهم
السلام ) قال : أول اثنين تصافحا على وجه الأرض ذو القرنين وإبراهيم
الخليل ( عليهما السلام ) استقبله إبراهيم فصافحه ، وأول شجرة على وجه
الأرض النخلة .
[ 16142 ] 16 ـ وبالإسناد عن محمد بن الحسين ، عن سيف بن عميرة ،
عن عمر بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم
والتصافح ، وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار .
[ 16143 ] 17 ـ أحمد بن محمد البرقي في ( المحاسن ) عن ابن محبوب ،
عن عمرو بن أبي المقدام ، عن مالك بن أعين الجهني قال : اقبل إليّ
____________
14 ـ أمالي الصدوق : 245 | 11 .
15 ـ أمالي الطوسي 1 : 218 .
(1) في المصدر زيادة : عن أبيه
16 ـ أمالي الطوسي 1 : 219 .
17 ـ المحاسن : 143 | 41 .
( 223 )
أبو عبدالله ( عليه السلام ) فقال : أنتم والله شيعتنا ـ إلى أن قال : ـ لا يقدر أحد
أن يصف حق المؤمن ويقوم به ، مما أوجب الله على أخيه المؤمن ، والله ـ يا
مالك ـ ان المؤمنين ليلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه ، فما يزال الله
ناظرا اليهما بالمحبة والمغفرة ، وإن الذنوب لتحات عن وجوههما وجوارحهما
حتى يفترقا ، فمن يقدر على صفة الله وصفة من هو هكذا عند الله .
[ 16144 ] 18 ـ الحسن بن محمد الديلمي في ( الإرشاد ) عن أبي عبدالله
( عليه السلام ) قال : مصافحة المؤمن بألف حسنة .
أقول وتقدم ما يدل على ذلك
(1) ، ويأتي ما يدل عليه
(2) .
127 ـ باب استحباب المصافحة مع قرب العهد باللقاء ولو
بقدر دور نخلة ، وعدم جواز مصافحة الذمي
وكيفية المصافحة
[ 16145 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن
أبي عمير ، عن هشام
بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سألته
عن حد المصافحة ، فقال : دور نخلة .
[ 16146 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن
____________
18 ـ أرشاد القلوب : 146
(1) تقدم في الحديث 6 من الباب 29 من أبواب الملابس ، وفي الأبواب 32 و 33 و 34 و 35
و 44 من هذه الأبواب ، وفي الباب 55 من أبواب آداب السفر .
(2) يأتي ما يدل على بعض المقصود في الباب 127 وفي الحديث 2 من الباب 130 وفي الباب
131 من هذه الأبواب .
الباب 127
فيه 8 أحاديث
1 ـ الكافي 2 : 145 | 8 .
2 ـ الكافي 2 : 143 | 1 .
( 224 )
فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن يحيى بن زكريا ، عن أبي عبيدة قال ،
كنت زميل أبي جعفر ( عليه السلام ) وكنت أبدأ بالركوب ثم يركب هو ، فإذا
استوينا سلم وساءل مسألة رجل لا عهد له بصاحبه وصافح ، قال : وكان إذا
نزل نزل قبلي فإذا استويت أنا وهو على الأرض سلم وسائل مسائلة من لا
عهد له بصاحبه ، فقلت : يا بن رسول الله ، إنك لتفعل شيئا ما يفعله
(1) من
قبلنا ، وان فعل مرة فكثير ، فقال : أما علمت ما في المصافحة ؟ إن
المؤمنين يلتقيان فيصافح أحدهما صاحبه فلا تزال
(2) الذنوب تتحات عنهما
كما يتحات الورق عن الشجر والله ينظر إليهما حتى يفترقا .
[ 16147 ] 3 ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبيدة الحذاء قال : زاملت أبا جعفر
( عليه السلام ) في شق محمل من المدينة إلى مكة فنزل في بعض الطريق ،
فلما قضى حاجته وعاد قال : هات يدك
(1) فناولته يدي فغمزها حتى وجدت
الأذى في أصابعي ثم قال : يا أبا عبيدة ما من مسلم لقى أخاه المسلم
فصافحه وشبك أصابعه في أصابعه إلا تناثرت عنهما ذنوبهما كما يتناثر الورق
عن الشجر
(2) في اليوم الشاتي .
[ 16148 ] 4 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن
عمر بن عبد العزيز ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : زاملت أبا
جعفر ( عليه السلام ) فحططنا الرحل ثم مشى قليلا ، ثم جاء فأخذ يدى
فغمزها غمزة شديدة فقلت جعلت فداك : أو ما كنت معك في المحمل
____________
(1) في المصدر زيادة : أحد .
(2) في نسخة : فما تزال ( هامش المخطوط ) .
3 ـ الكافي 2 : 144 | 5 .
(1) في المصدر زيادة : يا أبا عبيدة .
(2) في المصدر : من الشجر .
4 ـ الكافي 2 : 144 | 7 .
( 225 )
فقال : أو ما علمت أن المؤمن إذا جال جولة ثم أخذ بيد أخيه نظرالله اليهما
بوجهه فلم يزل مقبلا عليهما بوجهه ويقول للذنوب : تحات عنهما ، فتتحات
ـ يا أبا حمزة ـ كما يتحات الورق من الشجر فيفترقان وما عليهما من ذنب .
[ 16149 ] 5 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن محمد بن سنان ، عن عمرو
الأفرق ، عن أبي عبيدة ،
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ينبغي
للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه شجرة
(1) ثم التقيا أن يتصافحا .
[ 16150 ] 6 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن موسى بن القاسم ، عن جده معاوية بن وهب أو غيره ، عن رزين ، عن أبي
عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان المسلمون إذا غزوا مع رسول الله ( صلى
الله عليه وآله وسلم ) ومروا بمكان كثير الشجر ثم خرجوا إلى الفضاء نظر
بعضهم إلى بعض فتصافحوا .
[ 16151 ] 7 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن
الحسين بن زيد ،
عن الصادق ، عن آبائه ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) ـ في حديث المناهي ـ قال ونهى عن مصافحة الذمي .
[ 16152 ] 8 ـ وفي ( الخصال ) بإسناده الآتي
(1) عن علي ( عليه السلام )
ـ في حديث الأربعمائة ـ قال :
إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا وأظهروا لهم
البشاشة والبشر ، تتفرقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب ، صافح عدوك وإن
____________
5 ـ الكافي 2 : 145 | 9 .
(1) في المصدر : بشجرة .
6 ـ الكافي 2 : 145 | 12 .
7 ـ الفقيه 4 : 4 | 1 .
8 ـ الخصال : 633 .
(1) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز ( ر ) .
( 226 )
كره ، فإنه مما أمر الله عزّ وجّل به عباده يقول : (
ادفع بالتي هي أحسن
السيئة )
(2) . . . الآيتين .
128 ـ باب آداب استقبال القادم وتشييعه
[ 16153 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) وفي ( عيون الأخبار )
عن محمد بن القاسم المفسر ، عن يوسف بن محمد بن زياد ، عن أبيه ، عن
الحسن بن علي العسكري ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : إن رسول الله
( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما جاءه جعفر بن أبي طالب من الحبشة قام إليه
واستقبله اثنتي عشرة خطوة وعانقه وقبل ما بين عينيه ـ إلى أن قال ـ وبكى
فرحا برؤيته .
[ 16154 ] 2 ـ وفي ( عيون الأخبار ) عن محمد بن أحمد بن الحسين
البغدادي ، عن علي بن محمد بن عنبسة ، عن دارم بن قبيصة ونعيم بن
صالح جميعا ، عن الرضا ، عن آبائه ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) قال : إن من حق الضيف أن تمشي معه فتخرجه من حريمك إلى
الباب .
[ 16155 ] 3 ـ أحمد بن أبي عبدالله في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن
سعدان بن مسلم
(1) ، عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه
____________
(2) المؤمنون 23 : 96 .
الباب 128
فيه 6 أحاديث
1 ـ الخصال : 484 | 58 ، وعيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 254 | 4 .
2 ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 69 | 323 .
3 ـ المحاسن : 233 | 186 .
(1) في المصدر : سعدان عن عبد الرحيم بن مسلم .
( 227 )
السلام ) : من قام من مجلسه تعظيما لرجل ، قال : مكروه إلا لرجل في
الدين .
[ 16156 ] 4 ـ الحسن بن الفضل الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ) قال :
دخل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) رجل المسجد وهو جالس وحده
فتزحزح له وقال : ان من حق المسلم على المسلم إذا أراد الجلوس أن
يتزحزح له .
[ 16157 ] 5 ـ قال : وروي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من أحب أن تمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار .
[ 16158 ] 6 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) لا تقوموا كما يقوم الأعاجم
بعضهم لبعض ولا بأس ان يتحلحل عن مكانه .
أقول : وتقدم ما يدل على بعض المقصود
(1) ، ويأتي ما يدل عليه
(2) ،
ولعل النهي عن القيام مخصوص بالدوام بقرينة ذكر الأعاجم ويحتمل النسخ .
____________
4 ـ مكارم الأخلاق : 25 .
5 ـ مكارم الأخلاق : 25 .
6 ـ مكارم الأخلاق : 26 .
(1) تقدم في الباب 70 وفي الحديث 15 من الباب 126 من هذه الأبواب ، وفي الباب 28 من
أبواب آداب السفر .
(2) يأتي في الحديث 1 من الباب 130 ، وفي الحديث 1 من الباب 131 من هذه الأبواب .
( 228 )
129 ـ باب حكم تقبيل البساط بين يدي الأشراف ،
والترجل لهم ، والاشتداد بين أيديهم عند المسير
[ 16159 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( عيون الأخبار ) عن أحمد بن
زياد بن جعفر الهمداني والحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتب وعلي بن
عبدالله الوراق كلهم ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن
صفوان بن يحيى قال : سألني أبوقرة صاحب الجاثليق أن اوصله إلى الرضا
( عليه السلام ) فاستأذنه في ذلك ، فقال : ادخله عليّ ، فلما دخل عليه قبل
بساطه وقال : هكذا
(1) علينا في ديننا أن نفعل بأشراف
(2) زماننا . . .
الحديث . وليس فيه أنه أنكر ذلك .
[ 16160 ] 2 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) قال : قال أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) وقد لقاه عند مسيره إلى الشام دهاقين أهل الأنبار
فترجلو له واشتدوا بين يديه ، [فقال] : ما هذا الذي صنعتموه ؟ قالوا :
خلق نعظم به امراءنا ، فقال ( عليه السلام ) : والله ما ينتفع بهذا امراؤكم
وإنكم ( لتشقون به على انفسكم )
(1) وتشقون به في آخرتكم ، فما
(2) أخسر
المشقة وراءها العقاب ، وما أربح
(3) الدعة معها الأمان من النار !
____________
الباب 129
فيه حديثان
1 ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 230 | 1 .
(1) في نسخة : هذا ( هامش المخطوط ) .
(2) في المصدر زيادة : أهل .
2 ـ نهج البلاغة 3 : 160 | 37 .
(1) في المصدر : لتشقون على أنفسكم في دنياكم .
(2) في المصدر : وما .
(3) في المصدر : وأربح .
( 229 )
130 ـ باب تحريم حجب الشيعة
[ 16161 ] 1 ـ محمدبن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن
يحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي
حمزة ، عن أبي ( عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك ، ما
تقول في مسلم أتى مسلما
(1) وهو في منزله ، فاستأذن عليه فلم يأذن له ولم
يخرج إليه ؟ قال : يا اباحمزة أيّما مسلم اتى مسلما زائرا او طالب حاجة ،
وهو في منزله ، فاستاذن عليه فلم ياذن له ولم يخرج إليه لم يزل في لعنة
الله حتى يلتقيا ، قلت : جعلت فداك ، في لعنة الله حتى يلتقيا ؟ قال :
نعم
(2) .
[ 16162 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن يحيى بن
المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن إسحاق بن عمار قال : دخلت على أبي
عبدالله ( عليه السلام ) فنظر إليّ بوجه قاطب ، فقلت : ما الذي غيرك لي ؟
قال : الذي غيرك لإخوانك ، بلغني ـ يا اسحاق أنك ـ أقعدت ببابك بوابا يرد
عنك فقراء الشيعة ، فقلت : جعلت فداك ، إني خفت الشهرة . قال : أفلا
خفت البلية أو ماعلمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله عزّ وجّل
الرحمة عليهما فكانت تسعة وتسعين لأشدهما حبا لصاحبه ، فإذا توافقا
غمرتهما الرحمة
(1) وإذا قعدا يتحادثان قالت الحفظة بعضها لبعض : اعتزلوا
بنا لعل لهما سر او قد ستر الله عليهما فقلت : أليس الله عزّ وجّل يقول :
____________
الباب 130
فيه 5 أحاديث
1 ـ الكامي 2 : 271 | 4 .
(1) في المصدر زيادة : زائرا .
(2) في المصدر : نعم يا أبا حمزة .
2 ـ الكافي 2 : 145 | 14 .
(1) في المصدر : فإذا توافقا غمرتهم الرحمة .
( 230 )
(
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
(2) فقال : يا إسحاق ان كانت
الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع ويرى .
[ 16163 ] 3 ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، وعن أبي علي
الأشعري ، عن محمد بن حسان جميعا عن محمد بن علي ، عن محمد بن
سنان عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : أيما مؤمن
كان بينه وبين مؤمن حجاب ، ضرب الله بينه وبين الجنة سبعين ألف سور ،
من السور إلى السور مسيرة ألف عام .
ورواه الصدوق في ( عقاب الأعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ،
عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن علي
(1) .
ورواه أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ) مثله
(2) .
وعنهم عن سهل بن زياد ، عن بكر بن صالح عن محمد بن سنان
مثله
(3) .
[ 16164 ] 4 ـ وعن علي بن محمد ، عن ابن جمهور ، عن أحمد بن
الحسين ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن محمد ، عن محمد بن سنان قال :
كنت عند الرضا ( عليه السلام ) ـ ثم ذكر حديثا طويلا مضمونه ـ أن ثلاثة من
بني إسرائيل حجبوا مؤمنا ولم ياذنوا له ثم صحبوه فنزلت نار من السماء
فأحرقتهم وبقي هو .
____________
(2) ق 50 : 18 .
3 ـ الكافي 2 : 270 | 1 .
(1) عقاب الأعمال : 285 | 1 .
(2) المحاسن : 101 | 74 .
(3) الكافي 2 : 271 | 3 .
4 ـ الكافي 2 : 271 | 2 .