[ 20220 ] 3 ـ وعن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان او غيره ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : الايمان لا يكون الا بعمل ، والعمل منه ، ولا يثبت الايمان الا بعمل .
[ 20221 ] 4 ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبدالله بن مسكان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : من أقر بدين الله فهو مسلم ومن عمل بما أمر الله به فهو مؤمن .
[ 20222 ] 5 ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ انه قال له إن خيثمة اخبرنا انه سألك عن الايمان ؟ فقلت : الايمان بالله ، والتصديق بكتاب الله ، وان لا يعصى الله ، فقال : صدق خيثمة .
[ 20223 ] 6 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن الايمان ؟ فقال : شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : قلت : أليس هذا عمل ؟ قال : بلى ، قلت : فالعمل من الايمان ؟ قال : لا يثبت له الايمان الا بالعمل والعمل منه .
[ 20224 ] 7 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين
____________
3 ـ الكافي 2 : 32 | 3 .
4 ـ الكافي 2 : 32 | 4 .
5 ـ الكافي 2 : 32 | 5 .
6 ـ الكافي 2 : 32 | 6 .
7 ـ الفقيه 2 : 381 | 1627 .

( 169 )

( عليه السلام ) لولده محمّد بن الحنيفة أنّه قال : يا بني لا تقل ما لا تعلم ، بل لا تقل كل ما تعلم ، فإن الله قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة ، ويسألك عنها وذكرها ووعظها وحذرها وادبها ولم يتركها سدى ، فقال الله عزّ وجلّ : ( ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا ) (1) وقال عزّ وجلّ : ( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) (2) ثم استعبدها بطاعته فقال : عزّ وجلّ : ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ) (3) فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح ، وقال : ( وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) (4) يعني : بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والابهامين ، وقال عز وجل : ( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ) (5) يعني بالجلود : الفروج ثم خص كل جارحة من جوارحك بفرض ونص عليها ، ففرض على السمع أن لا يصغى إلى المعاصي فقال عز وجل : ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم اذا مثلهم ) (6) وقال عزّ وجلّ : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) (7) ثم استثنى عزّ وجلّ موضع النسيان فقال : ( وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم
____________
(1) الاسراء 17 : 36 .
(2) النور 24 : 15 .
(3) الحج 22 : 77 .
(4) الجن 72 : 18 .
(5) فصلت 41 : 22 .
(6) النساء 4 : 140 .
(7) الانعام 6 : 68 .

( 170 )

الظالمين ) (8) وقال عزّ وجلّ ( فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هداهم الله وأولئك هم اولوا الالباب ) (9) وقال عز وجل : ( وإذا مروا باللغو مروا كراما ) (10) وقال عزّ وجلّ : ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ) (11) فهذا ما فرض الله عزّ وجلّ على السمع وهو عمله ، وفرض على البصر أن لا ينظر به إلى ما حرم الله عليه ، فقال عزّ وجلّ : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) (12) فحرم أن ينظر أحد إلى فرج غيره ، وفرض على اللسان الاقرار والتعبير عن القلب ما عقد عليه ، فقال عزّ وجلّ : ( وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا ) (13) الآية ، وقال عز وجل : ( وقولوا للناس حسنا ) (14) وفرض على القلب وهو أمير الجوارح الذي به يعقل ويفهم ويصدر عن أمره ورأيه فقال عزّ وجلّ : ( إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ) (15) الآية ، وقال عزّ وجلّ حين أخبر عن قوم أعطوا الايمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم فقال : ( الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ) (16) وقال عزّ وجلّ : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) (17) وقال عزّ وجلّ ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ) (18) وفرض على اليدين أن لا تمدهما إلى ما
____________
(8) الانعام 6 : 68 .
(9) الزمر 39 : 17 ، 18 .
(10) الفرقان 25 : 72 .
(11) القصص 28 : 55 .
(12) النور 24 : 30 .
(13) العنكبوت 29 : 46 .
(14) البقرة 2 : 83 .
(15) النحل 16 : 106 .
(16) المائدة 5 : 41 .
(17) الرعد 13 : 28 .
(18) البقرة 2 : 284 .

( 171 )

حرم الله عزّ وجلّ عليك ، وأن تستعملهما بطاعته ، فقال عزّ وجلّ : ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين ) (19) وقال عزّ وجلّ : ( فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ) (20) وفرض على الرجلين أن تنقلهما في طاعته وأن لا تمشي بهما مشية عاص ، فقال عزّ وجلّ : ( ولا تمش في الارض مرحا إنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ) (21) وقال عزّ وجلّ : ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) (22) فأخبر الله عنها أنها تشهد على صاحبها يوم القيامة ، فهذا ما فرض الله على جوارحك فاتق الله يا بني واستعملها بطاعته ورضوانه ، وإياك أن يراك الله تعالى ذكره عند معصيته ، أو يفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين ، وعليك بقراءة القرآن والعمل بما فيه ولزوم فرائضه وشرائعه وحلاله وحرامه وأمره ونهيه والتهجد به وتلاوته في ليلك ونهارك ، فانه عهد من الله تبارك وتعالى إلى خلقه فهو واجب على كل مسلم أن ينظر كل يوم في عهده ولو خمسين آية ، واعلم أن درجات الجنة على عدد آيات القرآن ، فاذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن : اقرأ وارق ، فلا يكون في الجنة بعد النبيين والصديقين أرفع درجة منه .
والوصية طويلة أخذنا منها موضع الحاجة .
[ 20225 ] 8 ـ وفي ( العلل ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن عبد العظيم الحسني ، عن علي بن جعفر ،
____________
(19) المائدة 5 : 6 .
(20) محمد 47 : 4 .
(21) الاسراء 17 : 37 و 38 .
(22) يس 36 : 65 .
8 ـ علل الشرائع : 605 | 80 ، واورد قطعة منه في الحديث 17 من الباب 38 من ابواب الامر بالمعروف .

( 172 )

عن أخيه ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : ليس لك أن تتكلم بما شئت لان الله يقول : ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) (1) . وليس لك أن تسمع ما شئت ، لان الله عزّ وجلّ يقول : ( ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا ) (2) .
أقول : ويأتي ما يدل على ذلك (3) .

3 ـ باب جملة مما ينبغي القيام به من الحقوق
الواجبة والمندوبة

[ 20226 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن إسماعيل بن الفضل ، عن ثابت بن دينار ، عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال :
حق الله الاكبر عليك أن تعبده ولا تشرك به شيئاً ، فاذا فعلت ذلك باخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة (1) . .
وحق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة الله عزّ وجلّ .
وحق اللسان إكرامه عن الخنا وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فائدة لها ، والبر بالناس ، وحسن القول فيهم .
وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحل سماعه .
____________
(1 و 2) الاسراء 17 : 36 .
(3) يأتي في الباب 3 من هذه الابواب .

الباب 3
فيه حديث واحد

1 ـ الفقيه 2 : 376 | 1626 .
(1) من قوله : حق الله الاكبر الى قوله : والاخرة ، ليس في المجالس ، وهو موجود في الخصال ( هامش المخطوط ) .

( 173 )

وحق البصر أن تغضه عما لا يحل لك ، وتعتبر بالنظر به .
وحق يديك (2) أن لا تبسطهما إلى ما لا يحل لك .
وحق رجليك ان لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك ، فبهما تقف على الصراط ، فانظر ان لا تزل (3) بك فتردى في النار .
وحق بطنك ان لا تجعله وعاء للحرام ، ولا تزيد على الشبع .
وحق فرجك عليك ان تحصنه من الزنا ، وتحفظه من ان ينظر إليه .
وحق الصلاة ان تعلم انها وفادة إلى الله عزّ وجلّ وانت فيها قائم بين يدي الله ، فإذا علمت ذلك قمت مقام العبد الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار ، وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها .
وحق الحج ان تعلم انه وفادة إلى ربك وفرار إليه من ذنوبك ، وفيه قبول توبتك ، وقضاء الفرض الذي اوجبه الله عليك .
وحق الصوم ان تعلم انه حجاب ضربه الله عزّ وجلّ على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك يسترك به من النار ، فإن تركت الصوم خرقت ستر الله عليك .
وحق الصدقة ان تعلم انها ذخرك عند ربك ووديعتك التي لا تحتاج إلى الاشهاد عليها وكنت بما (4) تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه ، علانية ، وتعلم أنّها تدفع عنك البلايا والأسقام في الدنيا ، وتدفع عنك النار في الآخرة .
وحق الهدي أن تريد به الله عزّ وجلّ ، ولا تريد خلقه ولا تريد به إلا
____________
(2) في نسخة : يدك ( هامش المخطوط ) .
(3) في المصدر : الا تزلا .
(4) في نسخة : لما ( هامش المخطوط ) .

( 174 )

التعرض لرحمته ونجاة روحك يوم تلقاه .
وحق السلطان أن تعلم أنك جعلت له فتنة ، وأنه مبتلى فيك بما جعل الله له عليك من السلطان ، وأن عليك أن لا تتعرض لسخطه فتلقي بيدك إلى التهلكة وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء .
وحق سائسك بالعلم التعظيم له ، والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع إليه ، والاقبال عليه ، وأن لا ترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحدا يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب ، ولا تحدث في مجلسه أحدا ، ولا تغتاب عنده أحدا ، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء ، وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدوا ولا تعادي له وليا فاذا فعلت ذلك شهد لك ملائكة الله بانك قصدته ، وتعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس .
وأما حق سائسك بالملك فأن تطيعه ولا تعصيه إلا فيما يسخط الله عز وجل فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
وأما حق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك فيجب أن تعدل فيهم ، وتكون لهم كالوالد الرحيم ، وتغفر لهم جهلهم ، ولا تعاجلهم بالعقوبة ، وتشكر الله عزّ وجلّ على ما أتاك من القوة عليهم .
وأما حق رعيتك بالعلم فأن تعلم أن الله عزّ وجلّ إنما جعلك قيما عليهم (5) فيما أتاك من العلم ، وفتح لك من خزانته (6) فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم زادك الله من فضله ، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقا على الله عزّ وجلّ أن يسلبك العلم وبهائه ، ويسقط من القلوب محلك .
وأما حق الزوجة فأن تعلم أن الله عزّ وجلّ جعلها لك سكنا وانسا ،
____________
(5) في نسخة : لهم ( هامش المخطوط ) .
(6) في نسخة : خزانة الحكمة ( هامش المخطوط ) .

( 175 )

فتعلم أن ذلك نعمة من الله عزّ وجلّ عليك فتكرمها وترفق بها ، وإن كان حقك عليها أوجب فإنّ لها عليك أن ترحمها ، لانها أسيرك ، وتطعمها وتكسوها ، وإذا جهلت عفوت عنها .
وأما حق مملوكك فأن تعلم أنه خلق ربك وابن ابيك وامك ولحمك ودمك لم تملكه لانك صنعته دون الله ، ولا خلقت شيئا من جوارحه ، ولا اخرجت له رزقا ، ولكن الله عزّ وجلّ كفاك ذلك ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك اياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه ، فأحسن إليه كما أحسن الله إليك ، وإن كرهته استبدلت به ولم تعذب خلق الله عزّ وجلّ ولا قوة إلا بالله .
وأما حق امك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا ، واعطتك (7) من ثمرة قلبها ما لا يعطي (8) أحد أحدا ، ووقتك بجميع جوارحها ، ولم تبال أن تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك ، وتعرى وتكسوك وتضحى وتظلك ، وتهجر النوم لأجلك ، ووقتك الحر والبرد لتكون لها ، وأنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه .
وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك فانه لولاه لم تكن ، فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم ان اباك اصل النعمة عليك فيه ، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله .
واما حق ولدك فأن تعلم انه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وإنك مسؤل عما وليته من حسن الادب والدلالة على ربه عزّ وجلّ ، والمعونة على طاعته ، فاعمل في امره عمل من يعلم انه مثاب على الاحسان إليه ، معاقب على الاسائة إليه .
واما حق اخيك فأن تعلم انه يدك وعزك وقوتك فلا تتخذه سلاحا على
____________
(7) في تحف العقول : اطعمتك ( هامش المخطوط ) .
(8) في تحف العقول : لا يطعم ( هامش المخطوط ) .

( 176 )

معصية الله ، ولا عدة للظلم لخلق الله ، ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له ، فإن اطاع الله وإلا فليكن الله اكرم عليك منه ، ولا قوة إلا بالله .
واما حق مولاك المنعم عليك فأن تعلم انه انفق فيك ماله ، واخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وانسها فأطلقك من اسر الملكة ، وفك عنك قيد العبودية ، واخرجك من السجن ، وملكك نفسك ، وفرغك لعبادة ربك ، وتعلم انه اولى الخلق بك في حياتك وموتك ، وأن نصرته عليك واجبة بنفسك ، وما احتاج اليه منك ، ولا قوة إلا بالله .
واما حق مولاك الذي انعمت عليه فأن تعلم ان الله عزّ وجلّ جعل عتقك له وسيلة إليه وحجابا لك من النار ، وان ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم مكافأة لما انفقت من مالك . وفي الآجل الجنة .
واما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه ، وتكسبه المقالة الحسنة ، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عزّ وجلّ ، فاذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية ثم ان قدرت على مكافأته يوما كافأته .
واما حق المؤذن ان تعلم انه مذكر لك ربك عزّ وجلّ ، وداع لك إلى حظك ، وعونك على قضاء فرض الله عزّ وجلّ عليك فاشكره على ذلك شكر المحسن إليك .
واما حق امامك في صلاتك فأن تعلم انه تقلد السفارة فيما بينك وبين ربك عزّ وجلّ ، وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ، ودعا لك ولم تدع له ، وكفاك هول المقام بين يدي الله عزّ وجلّ ، فإن كان نقص كان به دونك ، وإن كان تماما كنت شريكه ، ولم يكن له عليك فضل (9) فوقى نفسك بنفسه ، وصلاتك بصلاته فتشكر له على قدر ذلك .
____________
(9) هذا له معارض تقدم في احاديث الجماعة في باب استحباب تقدم من يرضى به المأمومون وفيه ان للامام [ بقدر ] ثواب جميع من خلفه . فيحمل هذا على اتحاد المأموم ( منه . قده ) .
( 177 )

وأمّا حق جليسك فأن تلين له جانبك ، وتنصفه في مجاراة اللفظ ، ولا تقوم من مجلسك الاّ باذنه ، ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك ، وتنسى زلاّته ، وتحفظ خيراته ، ولا تسمعه الا خيرا .
واما حق جارك فحفظه غائبا وإكرامه شاهدا ، ونصرته اذا كان مظلوما ، ولا تتبع له عورة ، فإن علمت عليه سوء سترته عليه وان علمت انه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ، ولا تسلمه عند شديدة ، وتقيل عثرته ، وتغفر ذنبه ، وتعاشره معاشرة كريمة ، ولا قوة إلا بالله .
واما حق الصاحب فأن تصحبه بالتفضل والانصاف ، وتكرمه كما يكرمك ، ولا تدعه يسبق إلى مكرمة ، فإن سبق كافأته ، وتوده كما يودك وتزجره عما يهم به من معصية الله ، وكن عليه رحمة ، ولا تكن عليه عذابا ، ولا قوة الا بالله .
واما حق الشريك فإن غاب كافيته (10) ، وان حضر رعيته ، ولا تحكم دون حكمه ولا تعمل برايك دون مناظرته ، وتحفظ عليه ماله ، ولا تخنه (11) فيما عز او هان من امره ، فإنّ يد الله تبارك وتعالى على الشريكين ما لم يتخاونا ، ولا قوة الا بالله .
وأما حق مالك فأن لا تأخذه الا من حله ، ولا تنفقه إلا في وجهه ، ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك فاعمل به بطاعة ربك ، ولا تبخل به فتبوء بالحسرة والندامة (12) مع التبعة ولا قوة إلا بالله .
وأما حق غريمك الذي يطالبك فإن كنت موسراً أعطيته وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول ، ورددته عن نفسك ردا لطيفا .
____________
(10) في المصدر : كفيته .
(11) في نسخة : تخونه ( هامش المخطوط ) .
(12) في نسخة زيادة : و ( هامش المخطوط ) .

( 178 )

وحق الخليط أن لا تغره ولا تغشه ولا تخدعه وتتقي الله في أمره .
وأما حق الخصم المدعي عليك فإن كان ما يدعيه عليك حقا كنت شاهده على نفسك ولم تظلمه وأوفيته حقه ، وإن كان ما يدعي باطلا رفقت به ، ولم تأت في أمره غير الرفق ، ولم تسخط ربك في أمره ، ولا قوة إلا بالله .
وحق خصمك الذي تدعي عليه إن كنت محقا في دعواك أجملت مقاولته ولم تجحد حقه ، وإن كنت مبطلا في دعواك اتقيت الله عزّ وجلّ وتبت إليه ، وتركت الدعوى .
وحق المستشير ان علمت أن له رأيا حسنا أشرت عليه ، وإن لم تعلم له أرشدته إلى من يعلم .
وحق المشير عليك أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه ، وإن وافقك حمدت الله عزّ وجلّ .
وحق المستنصح أن تؤدي إليه النصيحة ، وليكن مذهبك الرحمة له والرفق (13) .
وحق الناصح أن تلين له جناحك وتصغي إليه بسمعك . فإن أتى بالصواب حمدت الله عزّ وجلّ ، وإن لم يوافق (14) رحمته ولم تتهمه وعلمت أنه أخطأ ولم تؤاخذه بذلك إلا أن يكون مستحقا للتهمة فلا تعبأ بشئ من أمره على حال ، ولا قوة الا بالله .
وحق الكبير توقيره لسنه وإجلاله لتقدمه في الاسلام قبلك ، وترك مقابلته عند الخصام ، ولا تسبقه إلى طريق ، ولا تتقدمه ولا تستجهله ، وان
____________
(13) في المصدر زيادة : به .
(14) في المصدر : يوفق .

( 179 )

جهل عليك احتملته وأكرمته لحق الاسلام وحرمته .
وحق الصغير رحمته ( من نوى ) (15) تعليمه ، والعفو عنه ، والستر عليه ، والرفق به ، والمعونة له .
وحق السائل إعطاؤه على قدر حاجته .
وحق المسؤول ان اعطى فاقبل منه بالشكر والمعرفة بفضله ، وان منع فاقبل عذره .
وحق من سرك لله تعالى (16) أن تحمد الله عزّ وجلّ أولا ثم تشكره .
وحق من أساء اليك أن تعفو عنه وان علمت أن العفو يضر انتصرت ، قال الله تعالى ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) (17) .
وحق أهل ملتك اضمار السلامة والرحمة لهم ، والرفق بمسيئهم وتألفهم ، واستصلاحهم ، وشكر محسنهم ، وكف الاذى عن مسيئهم (18) ، وتحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك ، وأن تكون شيوخهم بمنزلة أبيك ، وشبابهم بمنزلة اخوتك ، وعجائزهم بمنزلة امك ، والصغار منهم بمنزلة أولادك .
وحق الذمة أن تقبل منهم ما قبل الله عزّ وجلّ منهم ولا تظلمهم ما وفوا الله عزّ وجلّ بعهده .
ورواه في ( المجالس ) بإلاسناد المشار اليه (19) .
____________
(15) في نسخة : في ( هامش المخطوط ) .
(16) في نسخة : سرك الله به ( هامش المخطوط ) .
(17) الشورى 42 : 41 .
(18) في المصدر : عنهم .
(19) امالي الصدوق : 301 | 1 .

( 180 )

ورواه في ( الخصال ) عن علي بن أحمد بن موسى ، عن محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن خيران بن داهر ، عن أحمد بن علي بن سليمان ، عن أبيه ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) (20) .
ورواه الحسن بن علي بن شعبة في ( تحف العقول ) مرسلا (21) ، وكذا الطبرسي في ( مكارم الاخلاق ) (22) الا ان في تحف العقول زيادات عما نقلناه .

4 ـ باب استحباب ملازمة الصفات الحميدة واستعمالها
وذكر نبذة منها

[ 20227 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن عبدالله بن مسكان عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ان الله خص رسوله ( صلى الله عليه وآله ) بمكارم الاخلاق فامتحنوا أنفسكم ، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله وارغبوا اليه في الزيادة منها ، فذكرها عشرة : اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروءة .
ورواه في ( الخصال ) عن أحمد بن محمد بن يحيى ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبدالله بن مسكان (1) .
____________
(20) الخصال : 564 | 1 .
(21) تحف العقول : 256 .
(22) مكارم الاخلاق : 419 .

الباب 4
فيه 31 حديثا

1 ـ الفقيه 3 : 361 | 1714 .
(1) الخصال : 431 | 12 .

( 181 )

ورواه في ( صفات الشيعة ) وفي ( الامالي ) وفي ( عيون الاخبار ) وفي ( معاني الاخبار ) (2) كذلك الا أنه ذكر في معاني الاخبار : الرضا ، بدل الحلم .
ورواه الكليني ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى نحوه (3) .
[ 20228 ] 2 ـ وبإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي اوصيك في نفسك بخصال فاحفظها ثم قال : اللهم اعنه ، اما الاولى فالصدق لا يخرجن من فيك كذبة ابدا ، والثانية الورع لا تجترأنّ على خيانة ابدا ، والثالثة الخوف من الله كأنك تراه ، والرابعة كثرة البكاء من خشية الله عزّ وجلّ يبني لك بكل دمعة بيت في الجنة ، والخامسة بذل مالك ودمك دون دينك ، والسادسة الاخذ بسنتي في صلاتي وصيامي وصدقتي ، اما الصلاة فالخمسون ركعة ، واما الصوم فثلاثة ايام في كل شهر خميس في اوله ، وأربعاء في وسطه ، وخميس في آخره ، واما الصدقة فجهدك حتى يقال : اسرفت ولم تسرف ، وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل ، وعليك بصلاة الزوال ، وعليك بقراءة القرآن على كل حال ، وعليك برفع يديك في
____________
(2) صفات الشيعة : 47 | 97 ، وامالي الصدوق : 184 | 8 ، ولم نعثر عليه في عيون الاخبار المطبوع ، معاني الاخبار : 191 | 3 .
(3) الكافي 2 : 46 | 2 .
2 ـ الفقيه 4 : 139 | 483 ، واورد قطعة منه في الحديث 1 من الباب 3 من ابواب السواك ، واخرى في الحديث 5 من الباب 25 من ابواب اعداد الفرائض ، واخرى في الحديث 8 من الباب 9 من ابواب تكبيرة الاحرام ، واخرى في الحديث 1 من الباب 11 من ابواب قراءة القرآن ، واخرى في الحديث 1 من الباب 6 من ابواب الصدقة ، واخرى في الحديث 5 من الباب 22 من ابواب الامر بالمعروف .

( 182 )

الصلاة ، وتقليبهما ، عليك بالسواك عند كل صلاة (1) ، عليك بمحاسن الاخلاق فاركبها ، عليك بمساوئ الاخلاق فاجتنبها ، فإن لم تفعل فلا تلومن الا نفسك .
ورواه الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (2) .
ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار (3) .
ورواه الحسين ابن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن الحسين بن علوان (4) . .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن محمد بن إسماعيل رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله الا انه قال : اما الصلاة في الليل والنهار ، ثم قال : وعليك بالسواك لكل وضوء (5) .
[ 20229 ] 3 ـ وبإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في وصية النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ـ انه قال : يا علي ثلاث من مكارم الاخلاق في الدنيا والآخرة : أن تعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، وتحلم عمن
____________
(1) في التهذيب : عند كل وضوء وكل صلاة ( هامش المخطوط ) .
(2) الكافي 8 : 79 | 33 .
(3) التهذيب 9 : 175 | 713 .
(4) الزهد : 21 | 47 ، وفيه : فاما صلاتي فالاحدى وخمسون . . . بمحاسن الاخلاق فارتكبها .
(5) المحاسن : 17 | 48 .
3 ـ الفقيه 4 : 257 | 822 .

( 183 )

جهل عليك .
[ 20230 ] 4 ـ وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن الحميري ، عن الحسن بن محمد بن موسى ، عن يزيد بن إسحاق ، عن الحسن بن عطية ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنّها تكون في الرجل ولا تكون في ولده ، وتكون في ولده ولا تكون في أبيه ، وتكون في العبد ولا تكون في الحر : صدق الناس (1) وصدق اللسان وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وإقراء الضيف ، وإطعام السائل ، والمكافاة على الصنائع ، والتذمم للجار ، والتذمم للصاحب ، ورأسهن الحياء .
محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الهيثم بن أبي مسروق ، عن يزيد بن إسحاق شعر (2) .
ورواه الطوسي في مجالسه عن أبيه ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن علي بن الحسين بن بابويه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله (3) .
[ 20231 ] 5 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا رفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لانسبن الاسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك ، إن الاسلام هو التسليم ، والتسليم هو اليقين ، واليقين هو التصديق ، والتصديق هو الاقرار ، والاقرار هو العمل ، والعمل هو الاداء ، إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ، ولكن أتاه من ربه فأخذ به . . . الحديث .
____________
4 ـ الخصال : 431 | 11 .
(1) في نسخة : البأس ( هامش المخطوط ) .
(2) الكافي 2 : 46 | 1 .
(3) امالي الطوسي 1 : 9 .
5 ـ الكافي 2 : 38 | 1 .

( 184 )

[ 20232 ] 6 ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن القاسم ، عن مدرك بن عبد الرحمن ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الاسلام عريان فلباسه الحياء ، وزينته الوفاء (1) ومروته العمل الصالح ، وعماده الورع ، ولكل شيء اساس واساس الاسلام حبنا اهل البيت .
وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن عبدالله بن القاسم مثله (2) .
[ 20233 ] 7 ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جده قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ الله خلق الاسلام فجعل له عرصة (1) ، وجعل له نورا ، وجعل له حصنا ، وجعل له ناصرا ، فأما عرصته فالقرآن ، وأما نوره فالحكمة ، وأما حصنه فالمعروف ، وأما انصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا . . . الحديث .
[ 20234 ] 8 ـ وعنهم عن ابن خالد ، عن أبيه ، عمن ذكره ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا ، ولا تعرفون حتى تصدقوا ، ولا تصدقون حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها إلا بآخرها . . . الحديث .
____________
6 ـ الكافي 2 : 38 | 2 .
(1) في نسخة : الوقار ( هامش المخطوط ) .
(2) الكافي 2 : 38 | ذيل حديث 2 .
7 ـ الكافي 2 : 38 | 3 .
(1) العرصة : كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء ، وقد جاءت في الحديث الشريف على سبيل الاستعارة ، انظر ( مجمع البحرين ـ عرص ـ 4 : 174 ) .
8 ـ الكافي 2 : 39 | 3 .

( 185 )

[ 20235 ] 9 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن عبد الملك بن غالب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال : وقورا عند الهزاهز ، صبورا عند البلاء ، شكورا عند الرخاء ، قانعا بما رزقه الله ، لا يظلم الاعداء ، ولا يتحامل للاصدقاء ، بدنه منه في تعب ، والناس منه في راحة ، إن العلم خليل المؤمن ، والحلم وزيره ، والعقل أمير جنوده ، والرفق أخوه ، والبر (1) والده .
ورواه الصدوق بإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد عن أبيه جميعا ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ـ في وصية النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ـ وذكر نحوه ، إلى قوله : في راحة ، الا أنه قال : وقار وشكر وصبر وقنوع (2) .
ورواه في ( المجالس ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد نحوه (3) .
وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب مثله (4) .
[ 20236 ] 10 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (1) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الاسلام (2) له أركان أربعة : التوكل على الله ، وتفويض الامر إلى الله ،
____________
9 ـ الكافي 3 : 39 | 1 .
(1) في نسخة : واللين ( هامش المخطوط ) .
(2) الفقيه 4 : 255 .
(3) امالي الصدوق : 474 | 17 .
(4) الكافي 2 : 181 | 2 .
10 ـ الكافي 2 : 39 | 2 .
(1) في المصدر زيادة : عن ابيه .
(2) في المصدر : الايمان .

( 186 )

والرضا بقضاء الله ، والتسليم لامر الله عزّ وجلّ .
[ 20237 ] 11 ـ وعنه ، عن أبيه ، وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب السراج ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سئل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن الايمان ؟ فقال : إن الله عزّ وجلّ جعل الايمان على أربع دعائم : على الصبر ، واليقين ، والعدل والجهاد ، فالصبر من ذلك على أربع شعب : على الشوق ، والاشفاق ، والزهد ، والترقب ـ إلى أن قال : ـ واليقين على أربع شعب : تبصرة الفطنة ، وتأويل الحكمة ، ومعرفة العبرة ، وسنة الاولين ، والعدل على أربع شعب : على غامض الفهم ، وغمر العلم ، وزهرة الحكم ، وروضة الحلم ـ إلى أن قال : ـ والجهاد على أربع شعب : على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والصدق في المواطن ، وشنآن الفاسقين . . . الحديث .
[ 20238 ] 12 ـ وعن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن منصور بن يونس ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : المؤمن ينصت ليسلم ، وينطق ليغنم ، لا يحدث أمانته الاصدقاء ، ولا يكتم شهادته من البعداء ، ولا يعمل شيئا من الخير رياء ، ولا يتركه حياء ، إن زكي خاف ما يقولون ، ويستغفر الله لما لا يعملون ، لا يغره قول من جهله ، ويخاف إحصاء ما عمله .
وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي حمزة مثله (1) .
____________
11 ـ الكافي 2 : 42 | 1 .
12 ـ الكافي 2 : 183 | 3 .
(1) الكافي 2 : 91 | 2 .

( 187 )

[ 20239 ] 13 ـ وعن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : يا هشام كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : ما عبدالله بشيء أفضل من العقل ، وما تم عقل امرئ حتى تكون فيه خصال شتى : الكفر والشر منه مأمونان ، والرشد والخير منه مأمولان ، وفضل ماله مبذول ، وفضل قوله مكفوف ، نصيبه من الدنيا القوت ، لا يشبع من العلم دهره ، الذل أحب اليه مع الله من العز مع غيره ، والتواضع أحب إليه من الشرف ، يستكثر قليل المعروف من غيره ، ويستقل كثير المعروف من نفسه ، ويرى الناس كلهم خيرا منه ، وإنه شرهم في نفسه ، وهو تمام الامر .
[ 20240 ] 14 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض من رواه ، رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المؤمن له قوة في دين ، وحزم في لين ، وإيمان في يقين ، وحرص في فقه ، ونشاط في هدى ، وبر في استقامة ، وعلم في حلم ، وكيس (1) في رفق ، وسخاء في حق ، وقصد في غنى ، وتحمل في فاقة ، وعفو في قدرة ، وطاعة لله في نصيحة ، وانتهاء في شهوة ، وورع في رغبة ، وحرص في جهاد ، وصلاة في شغل ، وصبر في شدة ، وفي الهزاهز وقور ، وفي المكاره صبور ، وفي الرخاء شكور ، ولا يغتاب ولا يتكبر ، ولا يقطع الرحم ، وليس بواهن ولا فظ ولا غليظ ولا يسبقه بصره ، ولا يفضحه بطنه ، ولا يغلبه فرجه ، ولا يحسد الناس يعيَّر ولا يعيِّر (2) ولا يسرف ، ينصر المظلوم ، ويرحم المسكين ، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة ، لا يرغب في عزّ الدنيا ، ولا يجزع من ذلها ، للناس هم قد أقبلوا عليه ، وله هم قد شغله ، لا يرى في حلمه نقص ولا في
____________
13 ـ الكافي 1 : 14 .
14 ـ الكافي 2 : 182 | 4 .
(1) في صفات الشيعة : وشكر ( هامش المخطوط ) .
(2) في الخصال : لا يقتر ولا يبذر .

( 188 )

رأيه وهن ، ولا في دينه ضياع ، يرشد من استشاره ، ويساعد من ساعده ، ويكيع (3) عن الخنا والجهل .
ورواه الصدوق في ( صفات الشيعة ) عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه ، (4) .
ورواه في ( الخصال ) عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، وأحمد بن إدريس جميعا عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن الحسن بن علي ، عن أبي سليمان الحلواني أو عن رجل عنه عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه وزاد فهذه صفة المؤمن (5) .
[ 20241 ] 15 ـ وبهذا الإسناد عن أحدهما ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنه سأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن صفة المؤمن ، فقال : عشرون خصلة في المؤمن ، فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه ، إن من أخلاق المؤمنين يا علي الحاضرون الصلاة (1) ، والمسارعون إلى الزكاة ، والمطعمون للمسكين ، الماسحون لرأس اليتيم ، المطهرون أطمارهم ، المتزرون على أوساطهم ، الذين إن حدثوا لم يكذبوا ، وإن وعدوا لم يخلفوا ، وإن ائتمنوا لم يخونوا ، وإن تكلموا صدقوا ، رهبان الليل ، أسد بالنهار ، صائمون النهار ، قائمون الليل ، لا يؤذون جارا ، ولا يتأذى بهم جار ، الذين مشيهم على الارض هون ، وخطاهم الى بيوت الارامل وعلى أثر الجنائز جعلنا الله وإياكم من المتقين .
____________
(3) كاع عن الامر : هابه وجبن عنه ورجع . ( الصحاح ـ كيع ـ 3 : 1278 ) .
(4) صفات الشيعة : 34 | 54 .
(5) الخصال : 571 | 2 .
15 ـ الكافي 2 : 182 | 5 .
(1) اضاف في المحاسن : والحاجون الى بيت الله الحرام ، والصائمون شهر رمضان ( عن نسخة )

( 189 )

ورواه الصدوق في ( المجالس ) عن علي بن عيسى ، عن علي بن محمد ماجيلويه ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وذكر مثله ، وزاد بعد قوله : إلى الزكاة والحاجون إلى بيت الله الحرام ، والصائمون في شهر رمضان (2) .
[ 20242 ] 16 ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن شيعة علي ( عليه السلام ) كانوا خمص البطون ، ذبل الشفاه ، اهل رأفة وعلم وحلم يعرفون بالرهبانية ، فأعينوا على ما انتم عليه بالورع والاجتهاد .
[ 20243 ] 17 ـ وعنهم ، عن سهل ، عن محمد بن ارومة ، عن أبي إبراهيم الاعجمي ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المؤمن حليم لا يجهل ، وإن جهل عليه يحلم ، ولا يظلم ، وإن ظلم غفر ، ولا يبخل ، وإن بخل عليه صبر .
[ 20244 ] 18 ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن منذر بن جيفر ، عن آدم أبي الحسين (1) اللؤلؤي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المؤمن من طاب مكسبه ، وحسنت خليقته ، وصحت سريرته ، وانفق الفضل من ماله ، وامسك الفضل من كلامه ، وكفى الناس شره ، وانصف الناس من نفسه .
____________
(2) امالي الصدوق : 439 | 16 .
16 ـ الكافي 2 : 183 ، واورده في الحديث 8 من الباب 20 من ابواب مقدمة العبادات .
17 ـ الكافي 2 : 184 | 17 .
18 ـ الكافي 2 : 184 | 18 .
(1) في نسخة : آدم ابي الحسن ( هامش المخطوط ) .