[ 20245 ] 19 ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبدالله بن عمرو بن الاشعث ، عن عبدالله بن حماد الانصاري ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : شيعتنا المتباذلون في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون في احياء امرنا ، الذين إذا غضبوا لم يظلموا ، وان رضوا لم يسرفوا ، بركة على من جاوروا ، سلم لمن خالطوا .
[ 20246 ] 20 ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن ابن فضال ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن عبدالله بن الحسن ، عن أمه فاطمة بنت الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الايمان : إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، واذا غضب لم يخرجه الغضب ، من الحق ، واذا قدر لم يتعاط ما ليس له .
[ 20247 ] 21 ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن القاسم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ان لاهل الدين علامات يعرفون بها : صدق الحديث ، واداء الامانة ، ووفاء العهد ، وصلة الارحام ، ورحمة الضعفاء ، وقلة المراقبة للنساء ، ـ او قال وقلة المواتاة (1) للنساء ـ ، وبذل المعروف ، وحسن الجوار ، وسعة الخلق ، واتباع العلم ، وما يقرب إلى الله ـ إلى أن قال : ـ ان المؤمن نفسه منه في شغل والناس منه في راحة اذا جن عليه الليل افترش وجهه ، وسجد لله بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته الا فهكذا
____________
19 ـ الكافي 2 : 185 | 24 .
20 ـ الكافي 2 : 187 | 29 .
21 ـ الكافي 2 : 187 | 30 .
(1) المواتاة : المطاوعة ( الصحاح ـ اتى ـ 6 : 2262 ) .

( 191 )

فكونوا .
ورواه الصدوق في ( صفات الشيعة ) عن الحسين بن أحمد بن إدريس (2) ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن خالد مثله (3) .
[ 20248 ] 22 ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن سيف بن عميرة ، عن سليمان بن عمرو ، (1) ، وعن الحسين بن سيف ، عن أخيه علي ، عن سليمان ، عمن ذكره ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سئل النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن خيار العباد ، فقال : الذين إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساؤا استغفروا ، وإذا اعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبروا واذا غضبوا غفروا .
[ 20249 ] 23 ـ وبهذا الإسناد قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ان خياركم اولوا النهى ، قيل : يا رسول الله من اولوا النهى ؟ قال : هم اولوا الاخلاق الحسنة ، والاحلام الرزينة ، وصلة الارحام ، والبررة بالامهات والآباء ، والمتعاهدون للجيران واليتامى ويطعمون الطعام ، ويفشون السلام في العالم ، ويصلون والناس نيام غافلون .
[ 20250 ] 24 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاد الحناط ، عن أبي عبدالله ( عليه
____________
(2) في صفات الشيعة : الحسن بن احمد بن ادريس .
(3) صفات الشيعة : 46 | 66 .
22 ـ الكافي 2 : 188 | 31 ، واورده عن امالي الصدوق في الحديث 8 من الباب 85 من هذه الابواب .
(1) في المصدر : سليمان بن عمرو .
23 ـ الكافي 2 : 188 | 32 .
24 ـ الكافي 2 : 188 | 34 .

( 192 )

السلام ) قال : كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يقول : ان المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه ، وقلة مرائه ، وحلمه ، وصبره وحسن خلقه .
[ 20251 ] 25 ـ وبإلاسناد عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : من أخلاق المؤمن الانفاق على قدر الاقتار ، والتوسع على قدر التوسع ، وإنصاف الناس ، وابتدائه اياهم بالسلام عليهم .
[ 20252 ] 26 ـ وبإلاسناد عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : انما المؤمن الذي اذا رضي لم يدخله رضاه في اثم ولا باطل ، وان سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق ، والذي اذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس له بحق .
[ 20253 ] 27 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن مهزم ، وعن بعض أصحابنا ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن اسحاق الكاهلي ، وعن أبي علي الاشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن العباس بن عامر ، عن ربيع بن محمد جميعا ، عن مهزم الاسدي قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : يا مهزم شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ، ولا شحناؤه يديه (1) ، ولا يمتدح بنا معلنا ، ولا يجالس لنا عائبا ، ولا يخاصم لنا قاليا ، وان لقي مؤمنا أكرمه ، وان لقي جاهلا هجره ـ إلى أن قال ـ شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ، ولا يطمع طمع الغراب ، ولا يسأل عدونا وان مات جوعا . . . الحديث .
____________
25 ـ الكافي 2 : 188 | 36 ، واورده في الحديث 2 من الباب 32 من ابواب العشرة .
26 ـ الكافي 2 : 184 | 13 .
27 ـ الكافي 2 : 186 | 27 .
(1) في المصدر : بدنه .

( 193 )

[ 20254 ] 28 ـ وبإلاسناد عن يونس ، عن محمد بن عرفة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ألا اخبركم بأشبهكم بي ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أحسنكم خلقا وألينكم كنفا ، وأبركم بقرابته ، واشدكم حبا لاخوانه في دينه ، وأصبركم على الحق ، وأكظمكم للغيظ ، وأحسنكم عفوا ، واشدكم من نفسه انصافا في الرضا والغضب .
[ 20255 ] 29 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن اسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المؤمن حسن المعونة ، خفيف المؤونة ، جيد التدبير لمعيشته ، ولا يلسع من جحر مرتين .
[ 20256 ] 30 ـ وعن علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن اسحاق ، عن سهل بن الحارث ، عن الدلهاث مولى الرضا ( عليه السلام ) قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال ، الحديث ، وذكر فيه كتمان سره ، ومداراة الناس والصبر في البأساء والضراء .
محمد بن علي بن الحسين في ( عيون الاخبار ) ، عن أبيه ، عن أحمد بن ادريس ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن سهل بن زياد ، عن الحارث بن الدلهاث مثله (1) .
وفي ( المجالس ) عن علي بن أحمد بن موسى ، عن محمد بن
____________
28 ـ الكافي 2 : 188 | 35 .
29 ـ الكافي 2 : 189 | 38 .
30 ـ الكافي 2 : 189 | 39 .
(1) عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 256 | 9 .

( 194 )

ابي عبدالله الكوفي ، عن سهل بن زياد ، عن مبارك مولى الرضا ، عن الرضا ( عليه السلام ) مثله (2) .
[ 20257 ] 31 ـ وفي ( معاني الاخبار ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ـ في حديث مرفوع إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ قال : جاء جبرئيل فقال : يا رسول الله ان الله ارسلني اليك بهدية لم يعطها احدا قبلك ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما هي ؟ قال : الصبر واحسن منه ، قال : وما هو ؟ قال : الرضا واحسن منه ، قال : وما هو ؟ قال : الزهد وأحسن منه ، قال : وما هو ؟ قال : الاخلاص وأحسن منه ، قال : وما هو ؟ قال : اليقين وأحسن منه (1) ، قلت : وما هو يا جبرئيل ؟ قال : إن مدرجة ذلك التوكل على الله عزّ وجلّ ، فقلت : وما التوكل على الله ؟ قال : العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع ، واستعمال اليأس من الخلق ، فاذا كان العبد كذلك لا يعمل لاحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله ، ولم يطمع في أحد سوى الله ، فهذا هو التوكل ، قلت : يا جبرئيل فما تفسير الصبر ؟ قال : تصبر في الضراء كما تصبر في السراء وفي الفاقة كما تصبر في الغنى ، وفي البلاء كما تصبر في العافية ، فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء ، قلت : فما تفسير القناعة ؟ قال : يقنع بما يصيب من الدنيا يقنع بالقليل ، ويشكر اليسير ، قلت : فما تفسير الرضا ؟ قال : الراضي لا يسخط على سيده أصاب من الدنيا ( أم لا يصيب ) (2) منها ، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل ، قلت : يا جبرئيل فما تفسير الزهد ؟ قال : يحب من يحب خالقه ، ويبغض من يبغض خالقه ، ويتحرج من حلال الدنيا ، ولا يلتفت إلى حرامها ، فإنّ
____________
(2) امالي الصدوق 270 | 8 .
31 ـ معاني الاخبار : 260 | 1 .
(1) في الاصل زيادة : قال : وما هو ؟ قال : اليقين ، واحسن منه ، قال . : .
(2) في نسخة : ام لم يصب ( هامش المخطوط ) .

( 195 )

حلالها حساب ، وحرامها عقاب ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ، ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها ، ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن يغشاها ، وأن يقصر أمله ، وكان بين عينيه أجله ، قلت : يا جبرئيل فما تفسير الاخلاص ؟ قال : المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتى يجد وإذا وجد رضي ، وإذا بقي عنده شيء أعطاه في الله ، فإن لم يسأل المخلوق فقد أقر لله بالعبودية ، وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض ، والله تبارك وتعالى عنه راض ، وإذا أعطى الله عزّ وجلّ فهو على حد الثقة بربه ، قلت : فما تفسير اليقين ؟ قال : المؤمن يعمل لله كأنه يراه ، فإن لم يكن يرى الله فإنّ الله يراه ، وأن يعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما اخطأه لم يكن ليصيبه ، وهذا كله أغصان التوكل ومدرجة الزهد (3) .

5 ـ باب استحباب التفكر فيما يوجب الاعتبار والعمل

[ 20258 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : نبه بالفكر قلبك ، وجاف عن الليل جنبك ، واتق الله ربك .
[ 20259 ] 2 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن أبان ، عن
____________
(3) وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب 8 من ابواب مقدمة العبادات ، وفي الباب 3 ، وفي الحديث 6 من الباب 29 من ابواب الملابس ، وفي البابين 1 و 2 من ابواب العشرة ، وفي الباب 49 من ابواب السفر ، وفي الباب 21 من ابواب احكام شهر رمضان .
ويأتي ما يدل على بعض المقصود في الابواب الاتية .

الباب 5
فيه 9 احاديث

1 ـ الكافي 2 : 45 | 1 .
2 ـ الكافي 2 : 45 | 2 .

( 196 )

الحسن الصيقل قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عما يروي الناس : « تفكر ساعة خير من قيام ليلة » قلت : كيف يتفكر ؟ قال : يمر بالخربة أو بالدار فيقول : أين ساكنوك ؟ أين بانوك ؟ مالك لا تتكلّمين ؟ .
ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن القاسم وفضالة ، عن أبان نحوه إلا أنه رواه عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (1) .
[ 20260 ] 3 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته .
[ 20261 ] 4 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد قال : سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول : ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنما العبادة التفكر في أمر الله عزّ وجلّ .
[ 20262 ] 5 ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن إسماعيل بن سهل ، عن حماد ، عن ربعي قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) (1) : التفكر يدعو إلى البر والعمل به .
[ 20263 ] 6 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( المجالس ) عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن سعيد بن عمرو ، عن إسماعيل بن بشير (1) قال : كتب هارون الرشيد إلى أبي الحسن موسى بن
____________
(1) الزهد 15 | 29 .
3 ـ الكافي 2 : 45 | 3 .
4 ـ الكافي 2 : 45 | 4 .
5 ـ الكافي 2 : 45 | 5 .
(1) في المصدر زيادة : قال امير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) .
6 ـ امالي الصدوق : 411 | 8 .
(1) في المصدر : اسماعيل بن بشر بن عمار . .

( 197 )

جعفر ( عليهما السلام ) عظني وأوجز ، قال : فكتب إليه : ما من شيء تراه عينك إلا وفيه موعظة .
[ 20264 ] 7 ـ وفي ( الخصال ) عن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله التفكر والاعتبار .
[ 20625 ] 8 ـ محمد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلا من كتاب أبي عبدالله السياري ، صاحب موسى والرضا ( عليهما السلام ) قال : سمعته يقول : ليس العبادة كثرة الصيام والصلاة ، وإنما العبادة الفكر في الله تعالى .
[ 20266 ] 9 ـ أحمد بن محمد بن خالد البرقي في ( المحاسن ) عن بنان بن العباس ، عن حسين الكرخي ، عن جعفر بن أبان ، عن الحسين الصيقل (1) قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : تفكر ساعة خير من قيام ليلة ؟ فقال نعم ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتفكر ساعة خير من قيام ليلة ، قلت : كيف يتفكر ؟ قال : يمر بالدار والخربة فيقول : أين بانوك ؟ أين ساكنوك ؟ ما لك لا تتكلمين .
____________
7 ـ الخصال 42 | 33 .
8 ـ السرائر 476 .
9 ـ المحاسن 26 | 5 .
(1) في المصدر : الحسن الصيقل .
وتقدم ما يدل عليه في الحديث 5 من الباب 3 من ابواب افعال الصلاة ، وفي الحديث 1 من الباب 3 من ابواب قراءة القرآن ، وفي الحديث 14 من الباب 83 ، وفي الحديث 6 من الباب 120 من ابواب العشرة .
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 6 من الباب 8 ، وفي الحديثين 4 و 6 من الباب 96 من هذه الابواب ، ويأتي ما يدل على النهي عن التفكر في ذات الله في الباب 23 من ابواب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .

( 198 )

6 ـ باب استحباب التخلق بمكارم الاخلاق وذكر جملة منها

[ 20267 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بكر بن صالح ، عن جعفر بن محمد الهاشمي ، عن إسماعيل بن عباد قال بكر : وأظنني قد سمعته من إسماعيل ، عن عبدالله بن بكير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنا لنحب من كان عاقلا فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا إن الله عزّ وجلّ خص الانبياء بمكارم الاخلاق ، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ، ومن لم تكن فيه فليتضرع إلى الله عزّ وجلّ وليسأله اياها ، قال : قلت : جعلت فداك وما هن ؟ قال : هن الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء الامانة .
[ 20268 ] 2 ـ وعنهم ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي حمزة ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ألا اخبركم بخير رجالكم ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : إن خير رجالكم التقي النقي السمح الكفين ، النقي الطرفين ، البر بوالديه ، ولا يلجئ عياله إلى غيره .
[ 20269 ] 3 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الله عزّ وجلّ ارتضى لكم الاسلام دينا فاحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق .
____________
الباب 6
فيه 9 احاديث

1 ـ الكافي 2 : 46 | 3 .
2 ـ الكافي 2 : 47 | 7 .
3 ـ الكافي 2 : 46 | 4 .

( 199 )

[ 20270 ] 4 ـ وعن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الايمان أربعة أركان : الرضا بقضاء الله ، والتوكل على الله ، وتفويض الامر إلى الله ، والتسليم لامر الله .
[ 20271 ] 5 ـ وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي ، عن عبدالله بن سنان ، عن رجل من بني هاشم قال : أربع من كن فيه كمل اسلامه ، وان كان من قرنه إلى قدمه خطايا لم ينقصه : الصدق والحياء ، وحسن الخلق ، والشكر .
[ 20272 ] 6 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( معاني الاخبار ) وفي ( الامالي ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان قال : جاء رجل إلى الصادق ( عليه السلام ) فقال : يا بن رسول الله أخبرني عن مكارم الاخلاق ؟ فقال : العفو عمن ظلمك ، وصلة من قطعك ، واعطاء من حرمك ، وقول الحق ولو على نفسك .
[ 20273 ] 7 ـ وفي ( معاني الاخبار ) بإلاسناد عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جراح المدائني قال : قال لى أبو عبدالله ( عليه السلام ) ألا أحدثك بمكارم الاخلاق ، الصفح عن الناس ، ومواساة الرجل أخاه في ماله وذكر الله كثيرا .
[ 20274 ] 8 ـ وفي ( المجالس ) عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه
____________
4 ـ الكافي 2 : 47 | 5 .
5 ـ الكافي 2 : 47 | 6 ، واورد مثله في الحديث 5 من الباب 110 من ابواب العشرة .
6 ـ معاني الاخبار 191 | 1 ، وامالي الصدوق 231 | 10 .
7 ـ معاني الاخبار 191 | 2 .
8 ـ امالي الصدوق 294 | 10 ، واورد قطعة منه في الحديث 29 من الباب 1 من ابواب السواك ،

=


( 200 )

محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنه قال : عليكم بمكارم الاخلاق فإنّ الله عزّ وجلّ يحبها واياكم ومذام الافعال فإنّ الله عزّ وجلّ يبغضها ، وعليكم بتلاوة القرآن ـ إلى أن قال ـ وعليكم بحسن الخلق فانه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم ، وعليكم بحسن الجوار ، فإنّ الله جل جلاله أمر بذلك ، وعليكم بالسواك ، فانه مطهرة وسنة حسنة وعليكم بفرائض الله فأدوها ، وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها .
[ 20275 ] 9 ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري ، عن هارون بن موسى التعلكبري ، عن محمد بن همام ، عن علي بن الحسين الهمداني ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن أبي قتادة العمي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن لله عزّ وجلّ وجوها خلقهم من خلقه وارضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون الحمد مجدا ، والله سبحانه يحب مكارم الاخلاق ، وكان فيما خاطب الله نبيه ( صلى الله عليه وآله ) :( إنك لعلى خلق عظيم ) (1) قال : السخاء وحسن الخلق .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (2) ، ويأتي ما يدل عليه (3) ، وقد روى الطبرسي في ( مكارم الاخلاق ) أكثر الاحاديث السابقة والاتية .
____________
=
واخرى في الحديث 10 من الباب 11 من ابواب قراءة القرآن .
9 ـ امالي الطوسي 1 : 308 .
(1) القلم 68 : 4 .
(2) تقدم في البابين 3 ، 4 من هذه الابواب ، وفي الاحاديث 9 ، 17 ، 18 من الباب 1 من ابواب المواقيت ، وفي الابواب 1 ، 2 ، 113 من ابواب احكام العشرة .
(3) يأتي في اكثر الابواب الاتية ، وفي الحديثين 9 ، 10 من الباب 71 من هذه الابواب ، وفي الحديثين 2 ، 9 من الباب 14 من ابواب الامر بالمعروف .

( 201 )

7 ـ باب وجوب اليقين بالله في الرزق والعمر والنفع والضر

[ 20276 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن الحكم ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان امير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : لا يجد عبد طعم الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطيه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وإن الضار النافع هو الله عزّ وجلّ .
وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه (1) .
[ 20277 ] 2 ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن صفوان الجمال قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما ) (1) فقال : أما انه ما كان ذهبا ولا فضة ، وإنما كان أربع كلمات : لا إله إلا أنا ، من أيقن بالموت لم يضحك سنه ، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه ، ومن أيقن بالقدر لم يخش إلا الله .
[ 20278 ] 3 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جلس إلى حائط مائل يقضي بين ، الناس فقال بعضهم : لا تقعد
____________
الباب 7
فيه 10 احاديث

1 ـ الكافي 2 : 48 | 7 .
(1) الكافي 2 : 48 | 4 .
2 ـ الكافي 2 : 48 | 6 .
(1) الكهف 18 : 82 .
3 ـ الكافي 2 : 48 | 5 .

( 202 )

تحت هذا الحائط فانه معور (1) ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : حرس امرءا أجله ، فلما قام سقط الحائط ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مما يفعل هذا وأشباهه ، وهذا اليقين .
[ 20279 ] 4 ـ وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن المثنى بن الوليد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ليس شيء إلا وله حد ، قلت : جعلت فداك فما حد التوكل ؟ قال : اليقين ، قلت : فما حد اليقين ؟ قال : أن لا تخاف مع الله شيئا .
[ 20280 ] 5 ـ وبإلاسناد عن الوشاء ، عن عبدالله بن سنان ، وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولاد الحناط ، وعبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضى الناس بسخط الله ، ولا يلومهم على ما لم يؤته الله ، فإنّ الرزق لا يسوقه حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره ، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لادركه رزقه كما يدركه الموت ، ثم قال : ان الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا ، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط .
[ 20281 ] 6 ـ وبإلاسناد عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ان العمل القليل الدائم على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين .
ورواه الصدوق في ( العلل ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن
____________
(1) المعور : الذي يخاف منه ، انظر ( الصحاح ـ عور ـ 2 : 761 ) .
4 ـ الكافي 2 : 47 | 1 .
5 ـ الكافي 2 : 47 | 2 .
6 ـ الكافي 2 : 47 | 3 .

( 203 )

عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب مثله (1) .
[ 20282 ] 7 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الوشاء ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي حمزة ، عن سعيد بن قيس الهمداني قال : نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فاذا هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فقلت يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع ؟ فقال : نعم يا سعيد بن قيس انه ليس من عبد الا وله من الله عز وجل حافظ وواقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل ، أو يقع في بئر ، فاذا نزل القضاء خليا بينه وبين كل شيء .
[ 20283 ] 8 ـ وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن علي بن أسباط قال : سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول : كان في الكنز الذي قال الله : ( وكان تحته كنز لهما ) (1) كان فيه ، بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن . . . الحديث .
[ 20284 ] 9 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عمن ذكره قال قيل للرضا ( عليه السلام ) : انك تتكلم بهذا الكلام ، والسيف يقطر دما ، فقال : ان لله واديا من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل ، فلو رامه البخاتي لم تصل اليه .
____________
(1) علل الشرائع : 559 | 1 .
7 ـ الكافي 2 : 48 | 8 .
8 ـ الكافي 2 : 48 | 9 .
(1) الكهف 18 : 82 .
9 ـ الكافي 2 : 49 | 11 .

( 204 )

[ 20285 ] 10 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : كفى بالاجل حارسا .

8 ـ باب وجوب طاعة العقل ومخالفة الجهل

[ 20286 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ـ منهم محمد بن يحيى العطار ـ عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لما خلق الله العقل استنطقه ، ثم قال له : أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ، ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب الي منك ، ولا اكملتك الا فيمن أحب أما اني اياك آمر واياك أنهى واياك اعاقب واياك اثيب .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن الحسن بن محبوب مثله (1) .
[ 20287 ] 2 ـ وعن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن عمرو بن عثمان ، عن مفضل بن صالح ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن علي ( عليه السلام ) قال : هبط جبرئيل ( عليه السلام ) على آدم ( عليه السلام ) فقال : يا آدم اني اُمرت ان اخيرك واحدة من ثلاث فاخترها
____________
10 ـ نهج البلاغة 3 : 226 | 306 .
وتقدم ما يدل عليه في الباب 4 من هذه الابواب ، وفي الحديث 4 من الباب 19 من ابواب مقدمة العبادات .
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 4 من الباب 25 ، وفي الحديثين 6 ، 15 من الباب 62 من هذه الابواب ، وفي البابين 12 ، 13 من ابواب مقدمات التجارة .

الباب 8
فيه 11 حديثا

1 ـ الكافي 1 : 8 | 1 ، واورده في الحديث 1 من الباب 3 من ابواب مقدمة العبادات .
(1) المحاسن : 192 | 6 .
2 ـ الكافي 1 : 8 | 2 .

( 205 )

ودع اثنتين ، فقال له آدم : يا جبرئيل وما الثلاث ؟ فقال : العقل والحياء والدين ، فقال آدم : اني قد اخترت العقل ، فقال جبرئيل للحياء والدين : انصرفا ودعاه ، فقالا : يا جبرئيل انا أمرنا ان نكون مع العقل حيث كان ، قال : فشأنكما ، وعرج .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن عمرو بن عثمان (1) . .
ورواه الصدوق بإسناده عن أبي جميلة المفضل بن صالح مثله (2) .
[ 20288 ] 3 ـ وعن أحمد بن ادريس ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : ما العقل ؟ قال : ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان ، قال : قلت : فالذي كان في معاوية ؟ قال : تلك النكراء ، تلك الشيطنة ، وهي شبيهة بالعقل ، وليست بالعقل .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن عبد الجبار مثله (1) .
[ 20289 ] 4 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن الجهم قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : صديق كل امرئ عقله ، وعدوه جهله .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن الحسن بن علي بن فضال (1) .
____________
(1) المحاسن 191 | 2 .
(2) الفقيه 4 : 298 | 902 .
3 ـ الكافي 1 : 8 | 3 .
(1) المحاسن : 195 | 15 .
4 ـ الكافي 1 : 8 | 4 .
(1) المحاسن : 194 | 12 .

( 206 )

ورواه الصدوق في ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى (2) . .
ورواه في ( عيون الاخبار ) عن أبيه ومحمد بن الحسن ، عن سعد والحميري ، عن إبراهيم بن هام ، عن الحسن بن الجهم . .
ورواه أيضا عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق ، عن محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن أحمد بن محمد بن صالح ، عن حمدان الديواني ، عن الرضا ( عليه السلام ) مثله (3) .
[ 20290 ] 5 ـ وعن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن حسان ، عن أبي محمد الرازي ، عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : من كان عاقلا كان له دين ، ومن كان له دين دخل الجنة .
ورواه الصدوق في ( ثواب الاعمال ) عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس مثله (1) .
[ 20291 ] 6 ـ وعن أبي عبدالله الاشعري ، عن بعض أصحابنا رفعه ، عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) يا هشام إن الله بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال : ( فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم اولوا الالباب ) (1) ـ إلى أن قال : ـ يا هشام إن لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن
____________
(2) علل الشرائع : 101 | 2 .
(3) عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 24 | 1 و 1 : 258 | 15 .
5 ـ الكافي 1 : 9 | 6 .
(1) ثواب الاعمال : 29 | 2 .
6 ـ الكافي 1 : 10 | 12 .
(1) الزمر 39 : 17 ، 18 .

( 207 )

أعقل الناس ، يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيها عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الايمان ، وشراعها التوكل ، وقيمها العقل ، ودليلها العلم ، وسكانها الصبر ، يا هشام إن لكل شيء دليلا ، ودليل العقل التفكر ، ودليل التفكر الصمت ولكل شيء مطية ومطية العقل التواضع ، وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه ـ إلى أن قال : ـ يا هشام إن لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والانبياء والائمة ، وأما الباطنة فالعقول ـ إلى أن قال : ـ يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت قلبك عن أمر ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك ؟ يا هشام إن العاقل رضى بالدون من الدنيا مع الحكمة ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا ، فلذلك ربحت تجارتهم ، إنّ العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب ؟ وترك الدنيا من الفضل ، وترك الذنوب من الفرض ، يا هشام إن العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة ، ونظر إلى الاخرة فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة ، فطلب بالمشقة أبقاهما . . . الحديث .
[ 20292 ] 7 ـ وعن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد رفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : العقل غطاء ستير والفضل جمال ظاهر ، فاستر خلل خلقك بفضلك ، وقاتل هواك بعقلك ، تسلم لك المودة ، وتظهر لك المحبة .
[ 20293 ] 8 ـ وعنه ، عن سهل ، عن إسماعيل بن مهران ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : العقل دليل المؤمن .
[ 20294 ] 9 ـ وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن
____________
7 ـ الكافي 1 : 15 | 13 .
8 ـ الكافي 1 : 19 | 24 .
9 ـ الكافي 1 : 20 | 25 .

( 208 )

الوشاء ، عن حماد بن عثمان ، عن السري بن خالد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي لا فقر أشد من الجهل ، ولا مال أعود من العقل .
[ 20295 ] 10 ـ أحمد بن محمد البرقي في ( المحاسن ) عن علي بن الحكم ، عن هشام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لما خلق الله العقل استنطقه ، ثم قال له : أقبل ، فأقبل ، فقال له : أدبر فأدبر ، فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك بك آخذ ، وبك اعطي وعليك أثيب .
[ 20296 ] 11 ـ وعن إسماعيل بن قتيبة ، عن أبي عمر العجمي (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : خمس من لم يكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع ، قلت : وما هي ؟ قال : العقل والادب والدين والجود وحسن الخلق .
أقول : العقل يطلق في كلام العلماء والحكماء على معان كثيرة ، وبالتتبع يعلم أنه يطلق في الاحاديث على ثلاثة معان :
أحدها : قوة إدراك الخير والشر والتمييز بينهما ومعرفة أسباب الامور ونحو ذلك ، وهذا هو مناط التكليف .
وثانيها : حالة وملكة تدعو إلى اختيار الخير والمنافع واجتناب الشر والمضار .
وثالثها : التعقل بمعنى العلم ، ولذا يقابل بالجهل لا بالجنون ،
____________
10 ـ المحاسن : 192 | 7 ، واورده في الحديث 6 من الباب 3 من ابواب مقدمة العبادات .
11 ـ المحاسن : 191 | 1 .
(1) في المصدر : عن يعقوب بن يزيد ، عن اسماعيل بن قتيبة ، عن ابي خالد العجمي .

( 209 )

وأحاديث هذا الباب وغيره أكثرها محمول على المعنى الثاني والثالث والله اعلم (2) .

9 ـ باب وجوب غلبة العقل على الشهوة وتحريم العكس

[ 20297 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث المناهي ـ قال : من عرضت له فاحشة او شهوة فاجتنبها مخافة الله عزّ وجلّ حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الاكبر ، وانجز له ما وعده في كتابه في قوله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) (1) ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقى الله عزّ وجلّ يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النار ، ومن اختار الاخرة وترك الدنيا رضي الله عنه وغفر له مساوي عمله .
[ 20298 ] 2 ـ وفي ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) فقلت : الملائكة أفضل أم بنو آدم ؟ فقال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : إن الله ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة ، وركب في البهائم شهوة بلا عقل ، وركب في بني آدم كلتيهما ، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ،
____________
(2) تقدم ما يدل عليه في الحديثين 9 و 13 من الباب 4 من هذه الابواب ، وفي الباب 3 من ابواب مقدمة العبادات .

الباب 9
فيه 6 احاديث

1 ـ الفقيه 4 : 2 | 1 .
(1) الرحمن 55 : 46 .
2 ـ علل الشرائع : 4 | 1 .

( 210 )

ومن غلب شهوته عقله فهو شر من البهائم .
[ 20299 ] 3 ـ وفي ( ثواب الاعمال ) عن جعفر بن علي ، عن جده الحسن بن علي ، عن جده عبدالله بن المغيرة ، عن السكوني عن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره .
[ 20300 ] 4 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : كم من شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا .
[ 20301 ] 5 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : كم من أكلة منعت اكلات .
[ 20302 ] 6 ـ أحمد بن محمد البرقي في ( المحاسن ) عن جعفر بن محمد الاشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال الله تعالى : إنما أقبل الصلاة لمن تواضع لعظمتي ويكف نفسه عن الشهوات من أجلي ، ويقطع نهاره بذكري ، ولا يتعاظم على خلقي ، ويطعم الجائع ، ويكسو العاري ، ويرحم المصاب ، ويؤوي الغريب فذلك يشرق نوره مثل الشمس أجعل له في الظلمات نورا ، وفي الجهالة حلما أكلؤه بعزتي وأستحفظه ملائكتي ، يدعوني فالبيه ، ويسألني فاعطيه ، فمثل ذلك عندي كمثل جنات عدن لا يسمو (1) ثمرها ، ولا تتغير عن حالها .
____________
3 ـ ثواب الاعمال 211 | 1 .
4 ـ لم نعثر عليه في نهج البلاغة المطبوع .
5 ـ نهج البلاغة 3 : 193 | 171 .
6 ـ المحاسن 15 | 44 .
(1) اي لا يعلو كما في قوله تعالى : ( قطوفها دانية ) وهو اشارة الى تواضع المؤمن . ( منه . قده ) .
وتقدم ما يدل عليه في الحديثين 9 و 13 من الباب 4 من هذه الابواب .