10 ـ باب وجوب الاعتصام بالله

[ 20303 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : أيما عبد أقبل قبل ما يحب الله عزّ وجلّ أقبل الله قبل ما يحب . ومن اعتصم بالله عصمه الله ، ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الارض ، أو كانت نازلة نزلت على أهل الارض فشملتهم بلية كان في حزب الله بالتقوى من كل بلية ، أليس الله يقول : ( إن المتقين في مقام أمين ) (1) .
[ 20304 ] 2 ـ وعنه عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن مفضل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود : ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم يكيده السماوات والارض ومن فيهن إلا جعلت له المخرج من بينهن ، وما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات من يديه ، وأسخت الارض من تحته ولم أبال بأي واد يهلك (1) .
أقول : ويأتي ما يدل على ذلك (2) .
____________
الباب 10
فيه حديثان

1 ـ الكافي 2 : 53 | 4 .
(1) الدخان 44 | 51 .
2 ـ الكافي 2 : 52 | 1 .
(1) في نسخة : تهالك ( هامش المخطوط ) .
(2) يأتي في الحديث 3 من الباب 51 من هذه الابواب وفي الباب 49 من ابواب ما يكتسب به .

( 212 )

11 ـ باب وجوب التوكل على الله والتفويض اليه

[ 20305 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن محبوب ، عن أبي حفص الاعشى ، عن عمر بن خالد (1) ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكأت عليه ، فاذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي ، ثم قال : يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا ـ إلى أن قال : ـ ثمّ قال : يا علي بن الحسين ( عليه السلام ) هل رأيت أحدا دعا الله فلم يجبه ؟ قلت : لا ، قال : فهل رأيت أحدا توكل على الله فلم يكفه ؟ قلت : لا ، قال : فهل رأيت احدا سأل الله فلم يعطه ؟ قلت : لا ، ثم غاب عني .
وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب مثله (2) .
[ 20306 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ، عن علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الغنى والعز يجولان فاذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا .
وعنهم ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن علي ، عن علي بن حسان مثله (1) .
____________
الباب 11
فيه 4 احاديث

1 ـ الكافي 2 : 52 | 2 .
(1) في نسخة : عمرو بن خالد .
(2) الكافي 2 : 52 | ذيل حديث 2 .
2 ـ الكافي 2 : 53 | 3 .
(1) الكافي 2 : 53 | ذيل حديث 3 .

( 213 )

[ 20307 ] 3 ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن غير واحد ، عن علي بن أسباط ، عن أحمد بن عمر الحلال ، عن علي بن سويد ، عن أبي الحسن الاول ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) (1) فقال : التوكل على الله درجات منها أن تتوكل على الله في أمورك كلها ، فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم أنه لا يألوك خيرا وفضلا ، وتعلم أن الحكم في ذلك له ، فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وفي غيرها .
[ 20308 ] 4 ـ وعنهم ، عن سهل ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من اعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا : من اعطي الدعاء اعطي الاجابة ومن اعطي الشكر اعطي الزيادة ، ومن اعطي التوكل اعطي الكفاية ، ثم قال : أتلوت كتاب الله عزّ وجلّ ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) (1) وقال : ( لئن شكرتم لازيدنكم ) (2) وقال : ( ادعوني أستجب لكم ) (3) .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن معاوية بن وهب (4) .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (5) ويأتي ما يدل عليه (6) .
____________
3 ـ الكافي 2 : 53 | 5 .
(1) الطلاق 65 : 3 .
4 ـ الكافي 2 : 53 | 6 ، واورده عن الخصال والمحاسن في الحديث 17 من الباب 2 من ابواب الدعاء .
(1) الطلاق 65 : 3 .
(2) ابراهيم 14 : 7 .
(3) غافر 40 : 60 .
(4) المحاسن : 3 | 1 .
(5) تقدم في الحديثين 10 ، 31 من الباب 4 ، وفي الحديث 4 من الباب 6 ، وفي الحديث 4 من الباب 7 وفي الحديث 6 من الباب 8 من هذه الابواب ، وفي الحديث 3 من الباب 21 من ابواب احكام شهر رمضان .
(6) يأتي في الحديث 8 من الباب 28 ، وفي الحديث 3 من الباب 51 من هذه الابواب ، وفي الحديث

=


( 214 )

12 ـ باب عدم جواز تعلق الرجاء والامل بغير الله

[ 20309 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أبي علي ، عن محمد بن الحسن ، عن الحسين بن اسد (1) ، عن الحسين بن علوان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنه قرأ في بعض الكتب إن الله تبارك وتعالى يقول : وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لاقطعن أمل كل مؤمل من الناس غيري باليأس ولاكسونه ثوب المذلة عند الناس ، ولانحينه من قربي ولابعدنه من فضلي ، أيؤمل غيري في الشدائد والشدائد بيدي ؟ ويرجو غيري ، ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الابواب وهي مغلقة ، وبابي مفتوح لمن دعاني ؟ فمن ذا الذي أملني لنائبة فقطعته دونها ؟ ومن الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني ؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي ، وملأت سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي ، وأمرتهم أن لا يغلقوا الابواب بيني وبين عبادي فلم يثقوا بقولي ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أنه لا يملك كشفها أحد غيري إلا من بعد إذني ، فما لي أراه لاهيا عني أعطيته بجودي ما لم يسألني ، ثم انتزعته عنه فلم يسألني رده ، وسأل غيري ، أفتراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ، ثم اسأل فلا اجيب سائلي أبخيل أنا فيبخلني عبدي ؟ أوليس الجود والكرم لي ؟ أو ليس العفو والرحمة بيدي ؟ أو ليس أنا محل الآمال فمن يقطعها دوني ؟ أفلا يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري ؟ فلو أن أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا جميعا ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من
____________
=
5 من الباب 7 ، وفي الحديث 5 من الباب 10 من ابواب مقدمات التجارة .

الباب 12
فيه حديثان

1 ـ الكافي 2 : 53 | 7 .
(1) في نسخة من المصدر : الحسين بن راشد ( هامش المخطوط ) .

( 215 )

ملكي عضو ذرة ، وكيف ينقص ملك أنا قيمه ؟ فيا بؤسا للقانطين من رحمتي ، ويا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني .
وعن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن بعض أصحابنا ، عن عباد بن يعقوب الرواجني ، عن سعيد بن عبد الرحمن ، عن بعض ولد الحسين قال : وجدت في بعض كتب آبائي وذكر مثله (2) .
[ 20310 ] 2 ـ أحمد بن فهد في ( عدة الداعي ) قال : روي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون ) (1) قال : هو قول الرجل : لولا فلان لهلكت ، ولولا فلان ما أصبت كذا وكذا ، ولولا فلان لضاع عيالي ، ألا ترى أنه قد جعل الله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه قلت : فيقول ماذا ؟ يقول : لولا أن من الله علي بفلان لهلكت ، قال : نعم : لا بأس بهذا أو نحوه .
أقول : ويأتي ما يدل على ذلك في أحاديث محاسبة النفس (2) وغيرها (3) .
____________
(2) الكافي 2 : 54 | 8 .
2 ـ عدة الداعي : 89 .
(1) يوسف 12 : 106 .
(2) في الحديث 3 من الباب 96 من هذه الابواب .
(3) يأتي في الحديث 4 من الباب 16 من هذه الابواب ، وفي الحديث 8 من الباب 41 من ابواب الامر بالمعروف .
وتقدم ما يدل عليه في الحديث 31 من الباب 4 من هذه الابواب ، وفي الباب 36 من ابواب الصدقة .

( 216 )

13 ـ باب وجوب الجمع بين الخوف والرجاء والعمل لما
يرجو ويخاف

[ 20311 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن حديد ، عن منصور بن يونس ، عن الحرث بن المغيرة أو أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له ما كان في وصية لقمان ؟ قال : كان فيها الاعاجيب ، وكان أعجب ما كان فيها ان قال لابنه : خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك ، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ، ثم قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : كان أبي يقول : ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران : نور خيفة ، ونور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا .
[ 20312 ] 2 ـ وعنهم عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابن أبي نجران ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : قوم يعملون بالمعاصي ويقولون : نرجو ، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت ، فقال : هؤلاء قوم يترجحون (1) في الاماني ، كذبوا ، ليسوا براجين ، من رجا شيئا طلبه ، ومن خاف من شيء هرب منه .
[ 20313 ] 3 ـ وعن علي بن محمد رفعه عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه إلا انه قال : ليسوا لنا بموال .
____________
الباب 13
فيه 8 احاديث

1 ـ الكافي 2 : 55 | 1 .
2 ـ الكافي 2 : 55 | 5 .
(1) رجح الميزان : يرجح رجحانا اي مال ، وترجحت الارجوحة بالغلام اي مالت ( الصحاح ـ رجح ـ 1 : 364 ) .
3 ـ الكافي 2 : 56 | 6 .

( 217 )

[ 20314 ] 4 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أبي يقول : انه ليس من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران ، نور خيفة ونور رجاء ، لو وزن هذا لم يزد على هذا ، ولو وزن هذا لم يزد على هذا .
[ 20315 ] 5 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الحسين بن أبي سارة (1) قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو .
[ 20316 ] 6 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( المجالس ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن علي بن محمد ، عن المنقري ، عن حماد بن عيسى ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : كان فيما أوصى به لقمان لابنه أن قال : يا بني خف الله خوفا لو جئته ببر الثقلين خفت أن يعذبك الله ، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين رجوت ان يغفر الله لك .
[ 20317 ] 7 ـ وعن علي بن أحمد بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن حمزة بن عبدالله الجعفري ، عن جميل بن دراج ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه
____________
4 ـ الكافي 2 : 57 | 13 .
5 ـ الكافي 2 : 57 | 11 .
(1) في المصدر : الحسن بن ابي سارة .
6 ـ امالي الصدوق : 531 | 5 .
7 ـ امالي الصدوق : 22 | 5 .

( 218 )

السلام ) : ارج الله رجاء لايجرئك على معصيته (1) وخف الله خوفا لا يؤيسك من رحمته .
[ 20318 ] 8 ـ محمد بن الحسين الرضي الموسوي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : في خطبة له : يدّعي بزعمه أنه يرجو الله كذب والعظيم ، ماله لا يتبين رجاؤه في عمله ؟ ! وكل راج عرف رجاؤه في عمله إلا رجاء الله فإنّه مدخول ، وكل خوف محقق إلا خوف الله فانه معلول ، يرجو الله في الكبير ، ويرجو العباد في الصغير فيعطي العبد ما لا يعطي الرب ، فما بال الله جل ثناؤه يقصر به عما يصنع لعباده ؟ ! أتخاف أن تكون في رجائك له كاذبا ، أو يكون لا يراه للرجاء موضعا ؟ ! وكذلك إن هو خاف عبدا من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربه فجعل خوفه من العباد نقدا وخوفه من خالقه ضمارا (1) ووعدا ! .
أقول : ويأتي ما يدل على ذلك (2) .

14 ـ باب وجوب الخوف من الله

[ 20319 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن حمزة بن حمران قال : سمعت أبا عبدالله
____________
(1) في نسخة : معاصيه ( هامش المخطوط ) .
8 ـ نهج البلاغة 2 : 71 | 155 .
(1) الضمار : ما لا يرجى من الدين والوعد وكل ما لا تكون منه على ثقة ( الصحاح ـ ضمر ـ 2 : 722 ) .
(2) يأتي في الحديث 13 من الباب 22 من هذه الابواب .
وتقدم في الحديثين 7 ، 18 من الباب 20 من ابواب مقدمة العبادات ، وفي الحديث 13 من الباب 11 من ابواب آداب الصائم .

الباب 14
فيه 14 حديثا

1 ـ الكافي 2 : 57 | 9 .

( 219 )

( عليه السلام ) يقول : إن مما حفظ من خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم ، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم ، ألا إن المؤمن يعمل بين مخافتين : بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه ؟ وبين أجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه ؟ فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه ، ومن دنياه لآخرته ، وفي الشبيبة قبل الكبر ، وفي الحياة قبل الممات ، فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب وما بعدها من دار إلا الجنة أو النار .
[ 20320 ] 2 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : المؤمن بين مخافتين : ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه ، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك ، فلا يصبح إلا خائفا ، ولا يصلحه إلا الخوف .
[ 20321 ] 3 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن داود الرقي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) (1) قال : من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله (2) من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى .
[ 20322 ] 4 ـ وبإلاسناد عن ابن محبوب ، عن الهيثم بن واقد قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : من خاف الله أخاف الله منه كل
____________
2 ـ الكافي 2 : 57 | 12 .
3 ـ الكافي 2 : 65 | 1 .
(1) الرحمن 55 : 46 .
(2) في نسخة : ما يقوله ويفعله ( هامش المخطوط ) .
4 ـ الكافي 2 : 55 | 3 والفقيه 4 : 258 | 824 .

( 220 )

شيء ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء .
[ 20323 ] 5 ـ ورواه الصدوق بإسناده عن حماد بن عمرو ، وأنس بن محمد ، عن أبيه جميعا ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه في وصية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) مثله ، وزاد يا علي ثلاث منجيات : خوف الله في السر والعلانية ، والقصد في الغنى والفقر ، وكلمة العدل في الرضا والسخط .
[ 20324 ] 6 ـ وعن محمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن إسحاق بن عمار قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : يا إسحاق خف الله كأنك تراه ، وإن كنت لا تراه فانه يراك ، وان كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت ، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته من اهون الناظرين عليك (1).
[ 20325 ] 7 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن حمزة بن عبدالله الجعفري ، عن جميل بن دراج ، عن أبي حمزة قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : من عرف الله خاف الله ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا .
[ 20326 ] 8 ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، عن صالح بن حمزة رفعه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنّ من العبادة شدة الخوف من الله عزّ وجلّ : يقول الله عزّ وجلّ ( إنما يخشى
____________
5 ـ الفقيه 4 : 260 | 824 .
6 ـ الكافي 2 : 55 | 2 .
(1) في نسخة : اليك ( هامش المخطوط ) .
7 ـ الكافي 2 : 55 | 4 .
8 ـ الكافي 2 : 56 | 7 .

( 221 )

الله من عباده العلماء ) (1) وقال جل ثناؤه : ( فلا تخشوا الناس واخشون ) (2) وقال تبارك وتعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) (3) قال : وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنّ حبّ الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب .
[ 20327 ] 9 ـ محمد بن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : من الفاظ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : رأس الحكم مخافة الله عزّ وجلّ .
[ 20328 ] 10 ـ وبإسناده عن الحسين بن زيد (1) ، عن علي بن غراب قال : قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : من خلا بذنب فراقب الله تعالى فيه واستحيى من الحفظة غفر الله عزّ وجلّ له جميع ذنوبه وإن كانت مثل ذنوب الثقلين .
[ 20329 ] 11 ـ وفي ( معاني الاخبار ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن علي بن محمد القاساني ، عمن ذكره ، عن عبدالله بن القاسم الجعفي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : الخائف من لم تدع له الرهبة لسانا ينطق به .
[ 20330 ] 12 ـ وعن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن أحمد بن
____________
(1) فاطر 35 : 28 .
(2) المائدة 5 : 44 .
(3) الطلاق 65 : 2 .
9 ـ الفقيه 4 : 271 | 828 .
10 ـ الفقيه 4 : 294 | 891 .
(1) في المصدر : الحسين بن يزيد .
11 ـ معاني الاخبار : 238 | 1 .
12 ـ معاني الاخبار : 314 | 1 ، واورد قطعة منه في الحديث 13 من الباب 23 من ابواب مقدمة العبادات ، واخرى في الحديث 7 من الباب 54 من ابواب الوضوء .

( 222 )

محمد ، عن البرقي ، عن هارون بن الجهم ، عن المفضل بن صالح ، عن سعد الاسكاف ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : وأما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية ، والقصد في الغنى والفقر ، وكلمة العدل في الرضا والسخط .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) بإلاسناد (1) .
[ 20331 ] 13 ـ وفي ( العلل ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن ابن عباس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن قوما أصابوا ذنوبا فخافوا منها وأشفقوا فجاءهم قوم آخرون فقالوا : مالكم ؟ فقالوا : إنا أصبنا ذنوبا فخفنا منها وأشفقنا ، فقالوا لهم : نحن نحملها عنكم .
فقال الله تعالى يخافون وتجترئون علي؟! فأنزل الله عليهم العذاب .
وفي ( عقاب الاعمال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حفص بن البختري قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) وذكر نحوه (1) .
ورواه البرقى في ( المحاسن ) عن أبيه ، عن ابن أبي عمير مثله (2) .
[ 20332 ] 14 ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن محمد بن محمد ، عن محمد بن عمر الجعابي ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن عم أبيه الحسين بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام )
____________
(1) المحاسن : 4 | 4 .
13 ـ علل الشرائع : 522 | 5 .
(1) عقاب الاعمال : 288 | 1 .
(2) المحاسن : 116 | 120 .
4 ـ امالي الطوسي 1 : 211 .

( 223 )

قال : إن المؤمن لا يصبح إلا خائفا وإن كان محسنا ، ولا يمسي إلاّ خائفا وإن كان محسنا ، لانه بين امرين : بين وقت قد مضى لا يدري ما الله صانع به ؟ وبين أجل قد اقترب لا يدري ما يصيبه من الهلكات ؟ ألا وقولوا خيرا تعرفوا به ، واعملوا به تكونوا من أهله ، صلوا أرحامكم وإن قطعوكم ، وعودوا بالفضل على من حرمكم ، وأدوا الامانة إلى من ائتمنكم ، وأوفوا بعهد من عاهدتم ، وإذا حكمتم فاعدلوا .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (1) ، ويأتي ما يدل عليه (2) .

15 ـ باب استحباب كثرة البكاء من خشية الله

[ 20333 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ في حديث المناهي ـ قال : ومن زرفت عيناه من خشية الله كان له بكل قطرة قطرت من دموعه ، قصر في الجنة مكلل بالدر والجوهر ، فيه ما لا عين رأت ، ولا اذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
وفي ( عقاب الاعمال ) باسناد تقدم في عيادة المريض (1) عن رسول الله
____________
(1) تقدم في الحديثين 2 ، 12 من الباب 4 ، وفي الحديثين 2 ، 4 من الباب 7 ، وفي الحديث 1 من الباب 9 ، وفي الباب 13 من هذه الابواب ، وفي الحديث 13 من الباب 11 من ابواب آداب الصائم ، وفي الحديث 2 من الباب 135 من ابواب احكام العشرة .
(2) يأتي في الحديث 5 من الباب 20 ، وفي الحديث 4 من الباب 23 ، وفي الحديث 2 من الباب 36 ، وفي الحديث 2 من الباب 43 ، وفي الحديث 14 من الباب 62 ، وفي الحديثين 3 ، 6 من الباب 96 من هذه الابواب ، وفي الحديث 8 من الباب 14 من ابواب الامر بالمعروف .

الباب 15
فيه 15 حديثا

1 ـ الفقيه 4 : 10 | 1 .
(1) تقدم في الحديث 9 من الباب 10 من ابواب الاحتضار .

( 224 )

( صلى الله عليه وآله ) نحوه (2) .
[ 20334 ] 2 ـ وفي ( المجالس ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب (1) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : كان فيما وعظ الله به عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ان قال : يا عيسى أنا ربك ورب آبائك الاولين ـ إلى ان قال : ـ يا عيسى ابن البكر البتول ابك على نفسك بكاء من قد ودع الاهل ، قلى الدنيا ، وتركها لاهلها وصارت رغبته فيما عند الله .
[ 20335 ] 3 ـ وفي ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان اسم نوح ( عليه السلام ) عبد الغفار (1) ، وإنما سمي نوحا لانه كان ينوح على نفسه .
[ 20336 ] 4 ـ وعن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نجران ، عن سعيد بن جناح ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : اسم نوح عبد الملك ، وإنّما سمي نوحا لانه بكى خمسمائة سنة .
[ 20337 ] 5 ـ وعن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن الحسين بن
____________
(2) عقاب الاعمال : 344 .
2 ـ امالي الصدوق : 416 | 1 ، واورد مثله عن عدة الداعي في الحديث 13 من الباب 29 من ابواب الدعاء .
(1) في المصدر زيادة : عن علي بن اسباط .
3 ـ علل الشرائع : 28 | 1 .
(1) فيه دلالة على ان نوحا عربي . ( منه . قده ) .
4 ـ علل الشرائع : 28 | 2 .
5 ـ علل الشرائع : 28 | 3 .

( 225 )

الحسن بن أبان ، عن محمد بن ارومة ، عمن ذكره ، عن سعيد بن جناح ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان اسم نوح عبد الاعلى ، وإنما سمّي نوحا لانه بكى خمسمائة عام .
قال الصدوق : هذه الاخبار متفقة تثبت له التسمية بالعبودية وهو عبد الغفار والملك والاعلى .
[ 20338 ] 6 ـ وفي ( ثواب الاعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم والحسن بن علي الكوفي ، عن الحسين بن سيف (1) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ليس شيء إلا وله شيء يعدله إلا الله فانه لا يعدله شيء ، ولا إله إلا الله لا يعدله شيء ، ودمعة من خوف الله فإنه ليس لها مثقال ، فإن سالت على وجهه لم يرهقه قتر ولا ذلة بعدها أبدا .
[ 20339 ] 7 ـ وعن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله لم يطلع على ذلك الذنب غيره .
وعن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبدالله بن المغيرة مثله (1) .
____________
6 ـ ثواب الاعمال : 17 | 6 ، واورد صدره في الحديث 5 من الباب 44 من ابواب الذكر .
(1) « الحسن بن سيف » ليس في المصدر .
7 ـ ثواب الاعمال : 200 | 2 .
(1) ثواب الاعمال : 211 | 2 .

( 226 )

[ 20340 ] 8 ـ وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة أعين : عين بكت من خشية الله ، وعين غضت عن محارم الله ، وعين باتت ساهرة في سبيل الله .
[ 20341 ] 9 ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن الرضا ( عليه السلام ) (1) قال : كان فيما ناجى الله به موسى ( عليه السلام ) أنه ما تقرب إلي المتقربون بمثل البكاء من خشيتي ، وما تعبد لي المتعبدون بمثل الورع عن محارمي ، ولا تزين لي المتزينون بمثل الزهد في الدنيا عما يهم الغنى عنه ، فقال موسى : يا أكرم الاكرمين فما أثبتهم على ذلك ؟ فقال : يا موسى أما المتقربون لي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الاعلى لا يشركهم فيه أحد ، وأما المتعبدون لي بالورع عن محارمي فاني افتش الناس عن أعمالهم ولا افتشهم حياء منهم ، وأما المتزينون لي (2) بالزهد في الدنيا فاني أبيحهم (3) الجنة بحذافيرها يتبوؤن منها حيث يشاؤون .
[ 20342 ] 10 ـ وفي ( عيون الاخبار ) عن محمد بن القاسم المفسر الجرجاني ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن علي العسكري ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : إن الرجل ليكون بينه وبين الجنة أكثر مما بين الثرى إلى العرش لكثرة ذنوبه فما
____________
8 ـ ثواب الاعمال : 211 | 1 ، واورده عن الخصال في الحديث 7 من الباب 29 من ابواب الدعاء ، وعن الفقيه في الحديث 3 من الباب 5 من ابواب قواطع الصلاة .
9 ـ ثواب الاعمال : 205 | 1 .
(1) في المصدر : عن ابي ايوب ، عن الوصافي ، عن ابي جعفر ( عليه السلام ) .
(2) في نسخة : المتقربون الي ( هامش المخطوط ) .
(3) في نسخة : امنحهم ( هامش المخطوط ) .
10 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 3 | 4 .

( 227 )

هو إلا أن يبكي من خشية الله عزّ وجلّ ندما عليها حتى يصير بينه وبينها أقرب من جفنه إلى مقلته .
[ 20343 ] 11 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ما من شيء إلا وله كيل ووزن إلا الدموع ، فإن القطرة تطفئ بحارا من نار فاذا أغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة ، فاذا فاضت حرمها الله على النار ، ولو أن باكيا بكى في أمة لرحموا .
وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، ودرست ، عن محمد بن مروان مثله (1) .
ورواه الصدوق مرسلا (2) .
ورواه في ( ثواب الاعمال ) عن أبيه عن الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس مثله (3) .
[ 20344 ] 12 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضال ، عن أبي جميلة ومنصور بن يونس ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) نحوه ، وزاد في أوله : ما من عين الا وهي باكية يوم القيامة إلا عينا بكت من خوف الله ، وما أغرورقت عين بمائها من خشية الله عزّ وجلّ الا حرم الله سائر جسده على النار .
[ 20345 ] 13 ـ وعنهم ، عن سهل ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن
____________
11 ـ الكافي 2 : 349 | 1 .
(1) الكافي 2 : 350 | 5 .
(2) الفقيه 1 : 208 | 942 .
(3) ثواب الاعمال : 200 | 1 .
12 ـ الكافي 2 : 349 | 2 .
13 ـ الكافي 2 : 349 | 3 ، والزهد : 76 | 204 ، واورد نحوه عن المحاسن في الحديث 7 من الباب 114 من ابواب العشرة .

( 228 )

مثنى الحناط ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما من قطرة أحب إلى الله عزّ وجلّ من قطرة دموع في سواد الليل مخافة من الله لا يراد بها غيره .
[ 20346 ] 14 ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن صالح بن رزين ، ومحمد بن مروان وغيرهما ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كلّ عين باكية يوم القيامة الا ثلاثة (1) : عين غضت عن محارم الله ، وعين سهرت في طاعة الله ، وعين بكت في جوف الليل من خشية الله .
[ 20347 ] 15 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل من أصحابه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : اوحى الله إلى موسى ( عليه السلام ) ان عبادي لم يتقربوا الي بشيء أحب الي من ثلاث خصال ، قال موسى : يا رب وما هي ؟ قال : يا موسى الزهد في الدنيا ، والورع عن معاصي ، والبكاء من خشيتي ، قال موسى : يا رب فما لمن صنع ذا ؟ فأوحى الله اليه يا موسى أما الزاهدون في الدنيا ففي الجنة ، واما البكاؤون (1) من خشيتي ففي الرفيع الاعلى لا يشاركهم فيه احد ، واما الورعون عن معاصي فاني أفتش الناس ولا افتشهم .
ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن ابن أبي عمير ، نحوه (2) ، وكذا الذي قبله والذي قبلهما عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن غيلان رفعه عن أبي جعفر ( عليه السلام ) .
____________
14 ـ الكافي 2 : 350 | 4 ، والزهد : 77 | 206 .
(1) في نسخة زيادة : اعين ( هامش المخطوط ) .
15 ـ الكافي 2 : 350 | 6 .
(1) في نسخة زيادة : في الدنيا ( هامش المخطوط ) .
(2) الزهد : 77 | 207 .

( 229 )

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك في الدعاء (3) ،وفي قواطع الصلاة (4) ، وغير ذلك (5) .

16 ـ باب وجوب حسن الظن بالله ، وتحريم سوء الظن به

[ 20348 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : أحسن الظن بالله ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : أنا عند ظن عبدي (1) بي إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا .
[ 20349 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد (1) ، عن أحمد بن عمر ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : فاحسن الظن بالله ، فإنّ أبا عبدالله ( عليه السلام ) كان يقول : من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه به ، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل .
____________
(3) تقدم في الحديثين 3 ، 6 من الباب 28 ، وفي الباب 29 ، وفي الحديث 2 من الباب 30 من ابواب الدعاء .
(4) تقدم في الباب 5 من ابواب قواطع الصلاة .
(5) تقدم في الحديث 2 من الباب 4 من هذه الابواب ، وفي الباب 29 من ابواب قراءة القرآن ، وفي الحديث 31 من الباب 45 من ابواب وجوب الحج ، وفي الحديث 21 من الباب 119 ، وفي الحديث 6 من الباب 120 من ابواب العشرة .
ويأتي ما يدل عليه في الحديث 2 من الباب 48 ، وفي الحديثين 5 ، 6 من الباب 51 من هذه الابواب .

الباب 16
فيه 9 احاديث

1 ـ الكافي 2 : 58 | 3 .
(1) في نسخة زيادة : المؤمن ( هامش المخطوط ) .
2 ـ الكافي 8 : 346 | 546 .
(1) في المصدر زيادة : عن عبيد الله .

( 230 )

[ 20350 ] 3 ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن بريد بن معاوية ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : وجدنا في كتاب علي ( عليه السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال على منبره : والذي لا إله إلا هو ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ، ورجائه له ، وحسن خلقه ، والكف عن اغتياب المؤمنين ، والذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه بالله وتقصير من رجائه له ، وسوء خلقه ، واغتياب المؤمنين ، والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن ، لان الله كريم بيده الخير يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه .
[ 20351 ] 4 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن سفيان بن عيينة قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : حسن الظن بالله أن لا ترجو إلا الله ، ولا تخاف الا ذنبك .
[ 20352 ] 5 ـ وعن محمد بن أحمد ، عن عبدالله بن الصلت ، عن يونس ، عن سنان بن طريف قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفا كأنه مشرف على النار ، ويرجوه رجاء كأنه من أهل الجنة ، ثم قال : إنّ الله تبارك وتعالى عند ظن عبده به ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا .
[ 20353 ] 6 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده إلى وصية علي ( عليه السلام ) لمحمد بن الحنفية ، قال : ولا يغلبن عليك سوء الظن بالله عزّ وجلّ
____________
3 ـ الكافي 2 : 58 | 2 .
4 ـ الكافي 2 : 58 | 4 .
5 ـ الكافي 8 : 302 | 462 .
6 ـ الفقيه 4 : 276 | 830 .

( 231 )

فانه لن يدع بينك وبين خليلك صلحا .
[ 20354 ] 7 ـ وفي ( ثواب الاعمال ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن آخر عبد يؤمر به إلى النار فيلتفت فيقول الله جلّ جلاله : اعجلوه ، فاذا اتي به قال له : عبدي لم التفت ؟ فيقول : يا رب ما كان ظني بك هذا فيقول الله جلّ جلاله : عبدي ما كان ظنك بي ؟ فيقول : يا رب كان ظني بك ان تغفر لي خطيئتي وتدخلني جنتك ، قال : فيقول الله جل جلاله : ملائكتي وعزتي وجلالي وآلائي وارتفاع مكاني ما ظن بي هذا ساعة من حياته خيرا قط ولو ظن بي ساعة من حياته خيرا ما روعته بالنار ، اجيزوا له كذبه وادخلوه الجنة ، ثم قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ما ظن عبد بالله خيرا الا كان له عند ظنه ، وما ظن به سوء الا كان الله عند ظنه به ، وذلك قول الله عزّ وجلّ : ( وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فأصبحتم من الخاسرين ) (1) .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن ابن فضال ، عن الحسن بن الجهم ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) نحوه (2) .
[ 20355 ] 8 ـ وفي ( عيون الاخبار ) عن جعفر بن نعيم بن شاذان ، عن محمد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : قال لي : احسن الظن بالله فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : انا عند ظن عبدي بي فلا يظن بي إلا خيرا .
____________
7 ـ ثواب الاعمال : 206 | 1 .
(1) فصلت 41 : 23 .
(2) المحاسن : 25 | 3 .
8 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 18 | 44 ( ضمن حديث طويل ) .