[ 20543 ] 6 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال في النهي عن عيب الناس : وإنما ينبغي لاهل العصمة والمصنوع إليهم في السلامة ان يرحموا اهل الذنوب والمعصية ، ويكون الشكر هو الغالب عليهم والحاجز لهم عنهم ، فكيف بالعائب الذى عاب اخاه وعيره ببلواه ، اما ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه ما هو اعظم من الذنب الذي عاب به ، فكيف يذمه بذنب قد ركب مثله فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه مما هو اعظم منه ، وأيم الله لو لم يكن عصاه في الكبير لقد عصاه في الصغير ، ولجرأته على عيب الناس اكبر ، يا عبدالله لا تعجل في عيب عبد بذنبه ، فلعله مغفور له ، ولا تأمن على نفسك صغير معصية فلعلك تعذب عليه ، فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه ، وليكن الشكر شاغلا له على معافاته مما ابتلى به غيره .
[ 20544 ] 7 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره ، ومن رضي رزق (1) الله لم يحزن على مافاته ـ إلى أن قال ـ ومن نظر في عيون الناس ثم رضيها لنفسه فذلك الاحمق بعينه .
[ 20545 ] 8 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) اكبر العيب ان تعيب ما فيك مثله .
[ 20546 ] 9 ـ محمد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلا من كتاب أبي عبدالله السياري ، عن محمد بن إسماعيل ، عن بعض رجاله قال : سمعت
____________
6 ـ نهج البلاغة 2 : 31 | 136 .
7 ـ نهج البلاغة 3 : 235 | 349 .
(1) في المصدر : برزق .
8 ـ نهج البلاغة 3 : 236 | 353 .
9 ـ مستطرفات السرائر : 48 | 7 .

( 292 )

أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إذا رأيتم العبد متفقدا لذنوب الناس ناسيا لذنوبه فاعلموا انه قد مكر به .
[ 20547 ] 10 ـ الحسن بن محمد الطوسي في ( مجالسه ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن علي بن خالد المراغي ، عن عمران بن موسى (1) ، عن أبي بكر بن الحارث ، عن عيسى بن رغبة ، عن محمد بن رئيس (2) ، عن الليث بن سعد ، عن يزيد بن حبيب (3) ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كان بالمدينة أقوام لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فأسكت الله عن عيوبهم الناس فماتوا ولا عيوب لهم عند الناس ، وكان بالمدينة اقوام لا عيوب لهم فتكلموا في عيوب الناس فأظهر الله لهم عيوبا لم يزالوا يعرفون بها إلى ان ماتوا .
[ 20548 ] 11 ـ وعن أبيه ، عن المفيد ، عن أحمد بن محمد الرازي ، عن محمد بن سليمان ، عن محمد بن خالد ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن اسرع الخير ثوابا البر وإن اسرع الشر عقابا البغي ، وكفى بالمرء عيبا ان يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه ، وان يعير الناس بما لا يستطيع تركه ، وان يؤذي جليسه بما لا يعنيه (1) .
____________
10 ـ امالي الطوسي 1 : 42 .
(1) في المصدر : ابو عمران موسى بن الحسن بن سلمان .
(2) في المصدر : محمد بن ادريس .
(3) في المصدر : يزيد بن ابي حبيب .
11 ـ امالي الطوسي 1 : 105 واورده عن كتب اخرى في الحديث 5 من الباب 74 من هذه الابواب .
(1) لمؤلفه في معنى هذه الاحاديث :
يامن يعيب الناس وهو لعيبه * ناس وليس يزيله نسيان


( 293 )

ورواه الحسين بن سعيد في ( كتاب الزهد ) عن النضر بن سويد ، عن عاصم بن حميد (2) .
أقول : ويأتي ما يدل على ذلك (3) .

37 ـ باب وجوب العدل

[ 20549 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن أبي علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال ، عن غالب بن عثمان ، عن روح ابن اخت المعلى ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : اتقوا الله واعدلوا فإنكم تعيبون على قوم لا يعدلون .
[ 20550 ] 2 ـ وعنه ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عبيس بن هشام ، عن عبد الكريم ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : العدل أحلى من الماء يصيبه الظمآن ، ما أوسع العدل إذا عدل فيه وان قل .
____________
رفقا فانك ذو لسـان واحــد * ولكــل انسـان عليـك لسان
لو اطلقت فيك الاعنــة ساعة * مضت الجياد وقبــرك الميدان
مـا حـال ثعبـان يكــر وراءه * مــن جوف كل تنوفـة (*) ثعبان
ولئن سكت فـربما سكت الورى * عـن بعـض عيبك ايها الانسان
أو ليس قـال الله ياموسى ابتدئ * كـن كيف شئـت كما تدين تدان

(منه . قده )

(*) التنوفة : الصحراء ( الصحاح ـ تنف ـ 4 : 1333 ) .
(2) الزهد : 8 | 31 .
(3) يأتي في الحديث 1 من الباب 37 ، وفي الحديثين 5 ، 6 من الباب 51 من هذه الابواب .
وتقدم ما يدل عليه في الحديثين 9 ، 21 من الباب 4 من هذه الابواب .

الباب 37
فيه 5 احاديث

1 ـ الكافي 2 : 118 | 14 .
2 ـ الكافي 2 : 117 | 11 .

( 294 )

وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي مثله (1) .
[ 20551 ] 3 ـ وعن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن محبوب ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : العدل أحلى من الشهد وألين من الزبد وأطيب ريحا من المسك .
[ 20552 ] 4 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي إسحاق الجرجاني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الله جعل لمن جعل له سلطانا أجلا ومدة من ليال وأيام وسنين وشهور ، فإن عدلوا في الناس أمر الله صاحب الفلك أن يبطئ بإدارته فطالت أيامهم ولياليهم وسنينهم وشهورهم ، وإن جاروا في الناس فلم يعدلوا أمر الله صاحب الفلك فأسرع بإدارته فقصرت لياليهم وأيامهم وسنينهم وشهورهم ، وقد وفى الله عزّ وجلّ بعدد الليالي والشهور .
محمد بن علي بن الحسين في ( العلل ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الحسن الارجاني مثله (1) .
[ 20553 ] 5 ـ وفي ( المجالس ) عن أبيه ، عن السعد آبادي ، عن أحمد بن
____________
(1) الكافي 2 : 119 | 20 .
3 ـ الكافي 2 : 118 | 15 .
4 ـ الكافي 8 : 271 | 400 وعلق المؤلف عليه : هذا في الروضة ( منه ره ) .
(1) علل الشرائع : 566 | 1 .
5 ـ امالي الصدوق : 293 | 6 ، واورده عن الكافي والخصال في الحديث 4 من الباب 34 من هذه الابواب .

( 295 )

أبي عبدالله ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبدالله بن مسكان ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله الصادق ( عليه السلام ) قال : ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عزّ وجلّ يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب : رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة ، ورجل قال الحق فيما عليه .
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (1) ، ويأتي ما يدل عليه (2) .

38 ـ باب انه لا يجوز لمن وصف عدلا أن يخالفه إلى غيره

[ 20554 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن من أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره .
[ 20555 ] 2 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن يوسف البزاز ، عن معلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم عمل بغيره .
____________
(1) تقدم في الاحاديث 11 ، 17 ، 19 ، 20 ، 26 من الباب 4 ، وفي الحديثين 5 ، 12 من الباب 14 من هذه الابواب ، وفي الحديث 21 من الباب 23 من ابواب مقدمة العبادات ، وفي الباب 39 من ابواب جهاد العدو .
(2) يأتي في البابين 38 ، 77 من هذه الابواب ، وفي الحديث 6 من الباب 1 من ابواب صفات القاضي ، وفي الحديث 2 من الباب 1 من ابواب آداب القاضي .

الباب 38
فيه 5 احاديث

1 ـ الكافي 2 : 227 | 3 .
2 ـ الكافي 2 : 227 | 1 .

( 296 )

[ 20556 ] 3 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن قتيبة الاعشى ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة من وصف عدلا وعمل بغيره .
[ 20557 ] 4 ـ وعنه ، عن الحسين بن إسحاق ، عن علي بن مهزيار ، عن عبدالله بن يحيى عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال في قول الله عزّ وجلّ : ( فكبكبوا فيها هم والغاوون ) (1) فقال : يا ابا بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره .
[ 20558 ] 5 ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن عطية ، عن خيثمة قال : قال لي جعفر ( عليه السلام ) : أبلغ شيعتنا انه لن ينال ما عند الله إلا بعمل وأبلغ شيعتنا ان أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم يخالفه إلى غيره .
أقول : ويأتي ما يدل على ذلك (1) .

39 ـ باب وجوب اصلاح لنفس عند ميلها إلى الشر

[ 20559 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، ومحمد بن
____________
3 ـ الكافي 2 : 227 | 2 .
4 ـ الكافي 2 : 227 | 4 .
(1) الشعراء 26 : 94 .
5 ـ الكافي 2 : 227 | 5 ، واورد مثله عن السرائر في الحديث 7 من الباب 1 من ابواب احكام العشرة .
(1) يأتي في الباب 10 ، وفي الحديث 6 من الباب 41 من ابواب الامر بالمعروف .
وتقدم ما يدل عليه في الباب 37 من هذه الابواب .

الباب 39
فيه 6 احاديث

1 ـ الكافي 2 : 206 | 1 .

( 297 )

يحيى جميعا ، عن علي بن محمد بن سعد ، عن محمد بن مسلم بن أبي سلمة (1) ، عن محمد بن سعيد بن غزوان ، عن ابن أبي نجران ، عن محمد بن سنان ، عن أبي خديجة قال : دخلت على أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال لي : إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه يحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي ، ويغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي ، فهي معه تهتز سرورا عند احسانه ، تسيح في الثرى عند إساءته ، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا ، وتربحوا نفيسا ثمينا ، رحم الله امراُ هم بخير فعمله ، أو هم بشر فارتدع عنه ، ثم قال : نحن نريد الروح بالطاعة لله والعمل له .
[ 20560 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : اقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك ، واسع في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك ، فإنّ نفسك رهينة بعملك .
[ 20561 ] 3 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كانت الفقهاء والعلماء إذا كتب بعضهم إلى بعض كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة : من كانت همته آخرته كفاه الله همه من الدنيا ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس .
ورواه الصدوق بإسناده عن إسماعيل بن مسلم ، عن الصادق ( عليه
____________
(1) في المصدر : محمد بن مسلم ، عن ابي سلمة .
2 ـ الكافي 2 : 329 | 8 .
3 ـ الكافي 8 : 307 | 477 .

( 298 )

السلام ) نحوه (1) .
ورواه في ( ثواب الاعمال ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم مثله (2) .
[ 20562 ] 4 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له دنياه .
[ 20563 ] 5 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن عمل لدينه كفاه الله دنياه ، ومن أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس .
[ 20564 ] 6 ـ أحمد بن محمد البرقي في ( المحاسن ) عن الحسين بن يزيد ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : من أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس
أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (1) ، ويأتي ما يدل عليه (2) .
____________
(1) الفقيه 4 : 283 | 841 .
(2) ثواب الاعمال : 216 | 1 .
4 ـ نهج البلاغة 3 : 170 | 89 .
5 ـ نهج البلاغة 3 : 254 | 423 .
6 ـ المحاسن : 29 | 13 .
(1) تقدم في البابين 1 ، 17 ، وفي الاحاديث 6 ، 14 ، 15 ، 18 ، من الباب 23 من هذه الابواب .
(2) يأتي في الحديث 2 من الباب 40 ، وفي الباب 42 ، وفي الحديث 3 من الباب 96 من هذه الابواب .

( 299 )

40 ـ باب وجوب اجتناب الخطايا والذنوب

[ 20565 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب ، وذلك قول الله عزّ وجلّ : في كتابه : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) (1) قال : ثم قال : وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذه به .
[ 20566 ] 2 ـ وعنهم ، عن ابن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبدالله بن مسكان ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ : ( فما أصبرهم على النار ) (1) فقال : ما أصبرهم على فعل ما يعملون أنه يصيرهم إلى النار .
[ 20567 ] 3 ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن أبيه ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : الذنوب كلها شديدة ، وأشدها ما نبت عليه اللحم والدم لانه إما مرحوم ، وإما معذب ، والجنة لا يدخلها إلا طيب .
[ 20568 ] 4 ـ وعنهم ، عن سهل ، عن ابن شمون ، عن الاصم ، عن
____________
الباب 40
فيه 23 حديثا

1 ـ الكافي 2 : 207 | 3 .
(1) الشورى 42 : 30 .
2 ـ الكافي 2 : 206 | 2 .
(1) البقرة 2 : 175 .
3 ـ الكافي 2 : 207 | 7 .
4 ـ الكافي 2 : 209 | 19 .

( 300 )

مسمع ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام ، وإنه لينظر الى أزواجه في الجنة يتنعمن .
ورواه [ الصدوق ] (1) في ( المجالس ) أيضا عن أحمد بن زياد بن جعفر ، عن علي بن إبراهيم ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) (2) .
ورواه في ( ثواب الاعمال ) عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) (3) .
ورواه في ( المجالس ) أيضا عن جعفر بن علي بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن جده عبدالله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن مسلم مثله (4) .
[ 20569 ] 5 ـ وعنهم ، عن سهل ، عن علي بن أسباط ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا تبدين عن واضحة وقد عملت الاعمال الفاضحة ، ولا تأمن البيات (1) وقد عملت السيئات .
[ 20570 ] 6 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : كان أمير المؤمنين ( عليه
____________
(1) ما بين المعقوفين موجود في الاصل ، ولكنه مشطوب عليه ، واثبتناه لضرورته .
(2) امالي الصدوق : 336 | 9 .
(3) لم نعثر عليه في ثواب الاعمال المطبوع .
(4) لم نعثر عليه في امالي الصدوق المطبوع .
5 ـ الكافي 2 : 209 | 21 .
(1) البيات : اخذ العدو بالليل بغتة ( مجمع البحرين ـ بيت ـ 2 : 194 ) .
6 ـ الكافي 2 : 207 | 5 .

( 301 )

السلام ) ، يقول ، وذكر مثله الا انه قال : ولا يأمن البينات من عمل السيئات .
[ 20571 ] 7 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما من نكبة تصيب العبد إلا بذنب ، وما يعفو الله أكثر .
[ 20572 ] 8 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أبي ( عليه السلام ) يقول : ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه اسفله .
[ 20573 ] 9 ـ وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن العبد ليذنب الذنب فيزوى عنه الرزق .
[ 20574 ] 10 ـ وعن ابي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ثعلبة ، عن سليمان بن طريف ، عن محمد بن مسلم ، عن ابي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : ان الذنب يحرم العبد الرزق .
[ 20575 ] 11 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن عبدالله بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه الرزق وتلا هذه الآية :
____________
7 ـ الكافي 2 : 207 | 4 .
8 ـ الكافي 2 : 206 | 1 .
9 ـ الكافي 2 : 207 | 8 .
10 ـ الكافي 2 : 208 | 11 .
11 ـ الكافي 2 : 208 | 12 .

( 302 )

( إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين * ولا يستثنون * فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ) (1) .
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن الفضيل مثله (2) .
[ 20576 ] 12 ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : اذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب انمحت ، وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا .
[ 20577 ] 13 ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطيء ، فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك وتعالى للملك لا تقض حاجته واحرمه فإنّه تعرض لسخطي ، واستوجب الحرمان مني .
[ 20578 ] 14 ـ وعن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل ، وإن العمل السيّيء أسرع في صاحبه من السكين في اللحم .
____________
(1) القلم 68 : 17 ـ 19 .
(2) المحاسن : 115 | 119 .
12 ـ الكافي 2 : 208 | 13 .
13 ـ الكافي 2 : 208 | 14 ، واورده في الحديث 1 من الباب 67 من ابواب الدعاء .
14 ـ الكافي 2 : 209 | 16 .
(1) في المصدر زيادة : عن ابن بكير .

( 303 )

ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن محمد بن علي ، عن ابن فضال مثله (2) .
[ 20579 ] 15 ـ وبإلاسناد عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من هم بالسيئة فلا يعملها فإنّه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب تبارك وتعالى فيقول : وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعد ذلك أبدا .
[ 20580 ] 16 ـ وعن أبي علي الاشعري ، عن عيسى بن أيوب ، عن علي بن مهزيار ، عن القاسم بن عروة ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء فاذا أذنب ذنبا خرج في النكتة نكتة سوداء فإن تاب ذهب ذلك السواد ، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي (1) البياض فاذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) (2) .
[ 20581 ] 17 ـ وعنه ، عن محمد بن يحيى جميعا ، عن الحسين بن اسحاق ، عن علي بن مهزيار ، عن حماد بن عيسى ، عن أبي عمرو المدايني (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : كان أبي يقول : ان الله قضى قضاء حتما لا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة .
____________
(2) المحاسن : 115 | 119 .
15 ـ الكافي 2 : 209 | 17 .
16 ـ الكافي 2 : 209 | 20 .
(1) في نسخة : تغطي ( هامش المخطوط ) .
(2) المطففين 83 : 14 .
17 ـ الكافي 2 : 209 | 22 .
(1) في المصدر : ابي عمر المدائني .

( 304 )

[ 20582 ] 18 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن سماعة قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : ما أنعم الله على عبد نعمة فسلبها اياه حتى يذنب ذنبا يستحق بذلك السلب .
[ 20583 ] 19 ـ وعنه ، عن علي بن الحسن بن علي ، عن محمد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنه قال : ان أحدكم ليكثر الخوف من السلطان ، وما ذلك الا بالذنوب فتوقوها ما استطعتم ولا تمادوا فيها .
[ 20584 ] 20 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس رفعه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب ، ولا خوف أشد من الموت ، وكفى بما سلف تفكرا ، وكفى بالموت واعظا .
[ 20585 ] 21 ـ وعن أحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن الحسن الميثمي ، عن العباس بن هلال الشامي قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : كل ما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون .
[ 20586 ] 22 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( عقاب الاعمال ) عن أبيه ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن الحسين بن علي (1) ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن جعفر الجعفري ، عن
____________
18 ـ الكافي 2 : 210 | 24 .
19 ـ الكافي 2 : 211 | 27 .
20 ـ الكافي 2 : 211 | 28 .
21 ـ الكافي 2 : 211 | 29 .
22 ـ عقاب الاعمال : 266 | 1 ، واورده في الحديث 5 من الباب 48 من هذه الابواب .
(1) في المصدر : الحسن بن علي ، ولاحظ الحديث 5 من الباب 48 من هذه الابواب .

( 305 )

جعفر بن محمد ، عن أبيه ، ( عليهما السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أذنب ذنبا وهو ضاحك دخل النار وهو باك .
[ 20587 ] 23 ـ وفي ( العلل ) عن أبيه ، عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن مفضل بن عمر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : يا مفضل إياك والذنوب وحذرها شيعتنا ، فوالله ما هي إلى أحد أسرع منها اليكم ، ان أحدكم لتصيبه المعرة من السلطان وما ذاك الا بذنوبه ، وانه ليصيبه السقم وما ذلك الا بذنوبه وانه ليحبس عنه الرزق وما هو الا بذنوبه ، وانه ليشدد عليه عند الموت وما ذاك الا بذنوبه حتى يقول من حضره : لقد غم بالموت ، فلما رأى ما قد دخلني قال : أتدري لم ذاك ؟ قلت : لا ، قال : ذاك والله إنكم لا تؤاخذون بها في الآخرة ، وعجلت لكم في الدنيا .
أقول : ويأتي ما يدل على ذلك (1) .

41 ـ باب وجوب اجتناب المعاصي

[ 20588 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي اسامة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : تعوذوا بالله من سطوات الله بالليل
____________
23 ـ علل الشرائع : 297 | 1 .
(1) يأتي في الابواب 41 ، 42 ، 43 من هذه الابواب .
وتقدم ما يدل عليه في الحديث 7 من الباب 20 من هذه الابواب ، وفي الحديث 4 من الباب 5 من ابواب الذكر .

الباب 41
فيه 12 حديثا

1 ـ الكافي 2 : 207 | 6 .

( 306 )

والنهار ، قلت : وما سطوات الله ؟ قال : الاخذ على المعاصي .
[ 20589 ] 2 ـ وعن الحسين بن محمد ، عن محمد بن أحمد النهدي ، عن عمرو بن عثمان ، عن رجل ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : حق على الله أن لا يعصى في دار إلا أضحاها للشمس حتى تطهرها .
[ 20590 ] 3 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن الهيثم بن واقد الجزري قال سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إن الله عزّ وجلّ بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه وأوحى اليه أن قل لقومك : إنه ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عما أحب إلى ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون ، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون ، وقل لهم : إن رحمتي سبقت غضبي ، فلا تقنطوا من رحمتي فإنّه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره ، وقل لهم : لا يتعرضوا معاندين لسخطي ، ولا يستخفوا بأوليائي فإنّ لي سطوات عند غضبي لا يقوم لها شيء من خلقي .
ورواه الصدوق في ( عقاب الاعمال ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب إلى قوله : إلى ما يحبون (1).
ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن ابن محبوب نحوه (2) .
____________
2 ـ الكافي 2 : 209 | 18 .
3 ـ الكافي 2 : 210 | 25 .
(1) عقاب الاعمال : 302 | 6 .
(2) المحاسن : 117 | 123 .

( 307 )

[ 20591 ] 4 ـ وعن علي بن إبراهيم الهاشمي ، عن جده محمد بن الحسن بن محمد بن عبيدالله ، عن سليمان الجعفري ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : أوحى الله عزّ وجلّ إلى نبي من الانبياء إذا أطعت رضيت ، وإذا رضيت باركت ، وليس لبركتي نهاية ، وإذا عصيت غضبت ، وإذا غضبت لعنت ، ولعنتي تبلغ السابع من الورى .
[ 20592 ] 5 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عباد بن صهيب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : يقول الله عزّ وجلّ : إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني .
[ 20593 ] 6 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن ابن عرفة ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : إن لله عز وجل في كل يوم وليلة مناد ينادي : مهلاً مهلاً عباد الله عن معاصي الله ، فلولا بهائم رتع ، وصبية رضع ، وشيوخ ركع لصب عليكم العذاب صبا ترضون به رضا .
[ 20594 ] 7 ـ محمد بن علي بن الحسين قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله جل جلاله : أيما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري ، وأيما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ثم لم أبال في أي واد هلك .
[ 20595 ] 8 ـ قال : وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله عزّ وجلّ ، إذا عصاني من خلقي من يعرفني سلطت عليه من خلقي من لا يعرفني .
____________
4 ـ الكافي 2 : 210 | 26 .
5 ـ الكافي 2 : 211 | 30 .
6 ـ الكافي 2 : 211 | 31 .
7 ـ الفقيه 4 : 289 | 865 .
8 ـ الفقيه 4 : 289 | 867 .

( 308 )

وفي ( المجالس ) عن محمد بن إبراهيم الطالقاني والحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري جميعا ، عن عبد العزيز بن يحيى ، عن محمد بن زكريا الجوهري ، عن علي بن حكيم (1) ، عن الربيع بن عبدالله ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ( عليه السلام ) مثله (2) .
[ 20596 ] 9 ـ وعن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن سمع أبا عبدالله الصادق ( عليه السلام ) يقول : ما أحب الله من عصاه ثم تمثل :

تعصي الاله وأنت تظهر حبه * هذا محال في الفعال بديع
لـو كان حبك صادقـا لاطعته * إن المحب لمن يحب مطيع

[ 20597 ] 10 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : لو لم يتوعد الله على معصيته لكان يجب أن لا يعصى شكرا لنعمه .
[ 20598 ] 11 ـ قال : وقال ( صلى الله عليه وآله ) : من العصمة تعذر المعاصي .
[ 20599 ] 12 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) في بعض الاعياد : إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه وكل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد .
____________
(1) في نسخة : يعلى بن حكيم ( هامش المخطوط ) .
(2) امالي الصدوق : 190 | 12 .
9 ـ امالي الصدوق : 396 | 3 .
10 ـ نهج البلاغة 3 : 224 | 290 .
11 ـ نهج البلاغة 3 : 235 | 345 .
12 ـ نهج البلاغة 3 : 255 | 428 .

( 309 )

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (1) ، ويأتي ما يدل عليه (2) .

42 ـ باب وجوب اجتناب الشهوات واللذات المحرمة

[ 20600 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالله بن بكير ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : الجنة محفوفة بالمكاره والصبر ، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة ، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات ، فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار .
[ 20601 ] 2 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن رجل ، عن أبي العباس البقباق عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ترك الخطيئة أيسر مطلب التوبة ، وكم من شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا ، والموت فضح الدنيا فلم يترك لذي لب فرحا .
[ 20602 ] 3 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن إسماعيل بن مسلم السكوني ، عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه ، عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد لم يره .
____________
(1) تقدم في الابواب 18 ، 19 ، 23 ، 32 ، 40 من هذه الابواب .
(2) يأتي في الابواب 42 ، 43 ، 45 ، وفي الحديث 7 من الباب 1 ، وفي الحديث 4 من الباب 37 من ابواب الامر والنهي ، وفي الحديث 16 من الباب 31 من ابواب النكاح المحرم .

الباب 42
فيه 3 احاديث

1 ـ الكافي 2 : 73 | 7 .
2 ـ الكافي 2 : 326 | 1 .
3 ـ الخصال : 2 | 2 .

( 310 )

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك (1) ، ويأتي ما يدل عليه (2) .

43 ـ باب وجوب اجتناب المحقرات من الذنوب

[ 20603 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي اسامة زيد الشحام قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : اتقوا المحقرات من الذنوب فإنّها لا تغفر ، قلت : وما المحقرات ؟ قال : الرجل يذنب الذنب فيقول : طوبى لي إن لم يكن لي غير ذلك .
[ 20604 ] 2 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : لا تستكثروا كثير الخير ، ولا تستقلوا قليل الذنوب فإنّ قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيرا ، وخافوا الله في السر حتى تعطوا من أنفسكم النصف .
[ 20605 ] 3 ـ وعن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن فضال والحجال جميعا ، عن ثعلبة ، عن زياد قال : قال أبو عبدالله ( عليه
____________
(1) تقدم في الحديث 8 من الباب 1 ، وفي الحديث 14 من الباب 4 ، وفي الباب 9 ، وفي الحديث 9 من الباب 16 من هذه الابواب ، وفي الحديث 1 من الباب 1 ، وفي الحديث 27 من الباب 99 من ابواب ما يكتسب به .
(2) يأتي في الباب 49 من هذه الابواب ، وفي الحديث 52 من الباب 12 من ابواب صفات القاضي .

الباب 43
فيه 14 حديثا

1 ـ الكافي 2 : 218 | 1 .
2 ـ الكافي 2 : 218 | 2 .
3 ـ الكافي 2 : 218 | 3 .

( 311 )

السلام ) : ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نزل بأرض قرعاء ، فقال لاصحابه : ائتوا بحطب فقالوا : يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : فليأت كل إنسان بما قدر عليه فجاؤوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هكذا تجتمع الذنوب ، ثم قال : إياكم والمحقرات من الذنوب ، فإنّ لكل شيء طالبا الا وإن طالبها يكتب ( ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في امام مبين ) .
[ 20606 ] 4 ـ وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : اتقوا المحقرات من الذنوب فإنّ لها طالبا ، يقول أحدكم : أذنب وأستغفر ، إن الله عزّ وجلّ يقول : ( ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) (1) وقال عزّ وجلّ ( إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الارض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ) (2) .
ورواه الطبرسي في ( مجمع البيان ) نقلا من كتاب ( العياشي ) بإسناده عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (3) .
[ 20607 ] 5 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن حكيم ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله ( عليه
____________
4 ـ الكافي 2 : 207 | 10 .
(1) يس 36 : 12 .
(2) لقمان 31 : 16 .
(3) مجمع البيان 4 : 319 .
5 ـ الكافي 2 : 330 | 14 ، واورده عن المحاسن في الحديث 8 من الباب 28 من ابواب مقدمة العبادات .

( 312 )

السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا يصغر ما ينفع يوم القيامة ولا يصغر ما يضر يوم القيامة ، فكونوا فيما أخبركم الله عزّ وجلّ كمن عاين .
[ 20608 ] 6 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : أشد الذنوب ما استهان به صاحبه .
[ 20609 ] 7 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) أشد الذنوب ما استخف به صاحبه .
[ 20610 ] 8 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في حديث المناهي ـ إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا تحقروا شيئا من الشر وإن صغر في أعينكم ، ولا تستكثروا شيئا من الخير وإن كثر في أعينكم ، فإنّه لا كبير مع الاستغفار ولا صغير مع الاصرار (1) .
[ 20611 ] 9 ـ وفي ( العلل ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن عبد العظيم الحسني ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن الفضل ، عن خاله محمد بن سليمان ، عن رجل ، عن محمد بن علي ( عليه السلام ) أنه قال لمحمد بن مسلم ـ في حديث : ـ لا تستصغرن حسنة ان تعلمها ، فإنّك تراها حيث تسرّك ، ولا تستصغرن سيئة تعملها فإنّك تراها حيث تسؤوك . . . الحديث .
____________
6 ـ نهج البلاغة 3 : 235 | 348 .
7 ـ نهج البلاغة 3 : 211 | 477 .
8 ـ الفقيه 4 : 11 | 1 .
(1) في المصدر : فإنّه لا كبير مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار .
9 ـ علل الشرائع : 599 | 49 .