مؤسسة آل البيت عليهم السلام
لإحياء التراث
96
|
تأليف
الفقيه المحدّث
الشّيخ مُحمّد بنْ الحسن الحُرّ العامِليّ
المتوفى سنة 1104هـ
الجُزءُ السادس عشر
تحقيق
مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التّراث
( 3 )
( 4 )
جميع الحقوق محفوظة ومسجلة
لمؤسسة آل البيت ـ عليهم السلام ـ لإحياء التراث
قم ـ دورشهر ـ خيابان شهيد فاطمى ـ كوجه 9 ـ بلاك 5
ص . ب 966|37185 ـ هاتف 4 ـ 730001
( 5 )
بقية ابواب جهاد النفس وما يناسبه
60 ـ باب حد التكبر والتجبر المحرمين
[ 20814 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن
عيسى ، عن يونس ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما
( عليهما السلام ) قال : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل
من الكبر قال : فاسترجعت ، فقال : مالك تسترجع ؟ فقلت : لما سمعت
منك ، فقال : ليس حيث تذهب إنما أعني الجحود إنّما هو الجحود .
____________
الباب 60
فيه 7 أحاديث
1 ـ الكافي 2 : 234 | 7 ، ومعاني الأخبار : 241 | 3.
( 6 )
[ 20815 ] 2 ـ وعن أبي علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن
ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أيوب بن حر ، عن عبد الاعلى ، عن أبي
عبدالله ( عليه السلام ) قال : الكبر أن تغمص الناس وتسفه الحق.
[ 20816 ] 3 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ،
عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن عبد الاعلى بن أعين قال :
قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن
أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق ، قلت : وما غمص الخلق وسفه
الحق ؟ قال : يجهل الحق ويطعن على أهله ، فمن فعل ذلك فقد نازع الله
عزّ وجلّ رداءه.
[ 20817 ] 4 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن
غير واحد ، عن علي بن أسباط ، عن عمه يعقوب بن سالم ، عن
عبد الاعلى ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : ما الكبر ؟
قال : أعظم الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس ، قلت : وما تسفه الحق ؟
قال : يجهل الحق ويطعن على أهله.

ورواه الصدوق في ( معاني الاخبار ) عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن
عمّه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن ابن بقاح ، عن سيف بن عميرة ،
عن عبد الملك ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )
(1) ، والذي قبله عن أبيه ،
عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم والذي قبلهما عن
محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعد آبادي ، عن
____________
1 ـ الكافي 2 : 234 | 8 ، ومعاني الأخبار : 242 | 4.
3 ـ الكافي 2 : 234 | 9 ، ومعاني الأخبار : 242 | 5 ، واورده بتمامه في الحديث 1 من الباب 38 من ابواب وجوب الحج.
4 ـ الكافي 2 : 235 | 12.
(1) معاني الاخبار 242 | 6.
( 7 )
أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابن فضال ، والاول بهذا السند عن ابن فضال ،
عن ابن مسكان ، عن يزيد بن فرقد ، عمن سمع أبا عبدالله ( عليه السلام )
يقول وذكر مثله.
[ 20818 ] 5 ـ وعنه عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن عمر بن يزيد ،
عن أبيه قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّني آكل الطعام الطيب
وأشم الرائحة الطيبة ، وأركب الدابة الفارهة ، ويتبعني الغلام ، فترى في هذا
شيئا من التجّبر ، فلا أفعله ؟ فأطرق أبو عبدالله ( عليه السلام ) ثم قال : انما
الجبار الملعون من غمص الناس وجهل الحق ، قال عمر : فقلت : أما الحق
فلا أجهله ، والغمص لا ادري ما هو ، قال : من حقر الناس وتجبر عليهم فذلك
الجبار.
[ 20819 ] 6 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( معانى الاخبار ) عن أبيه ،
عن سعد ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمد بن علي ، عن علي بن
النعمان ، عن عبدالله بن طلحة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لن يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة
من خردل من كبر ، ولا يدخل النار من
(1) في قلبه مثقال حبة من خردل من
إيمان ، قلت : جعلت فداك إن الرجل ليلبس الثوب أو يركب الدابة فيكاد
يعرف منه الكبر ، فقال : ليس بذلك إنما الكبر انكار الحق والايمان الاقرار
بالحق.

ورواه في ( عقاب الاعمال ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله مثله
(2).
____________
5 ـ الكافي 2 : 235 | 13.
6 ـ معاني الاخبار : 241 | 1.
(1) في المصدر : عبد.
(2) عقاب الأعمال : 264 | 5.
( 8 )
[ 20820 ] 7 ـ وعن محمد بن الحسن ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن
هاشم ، عن إسماعيل بن
مرار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي أيوب
الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما ـ يعنى أبا جعفر وأبا عبدالله
( عليهما السلام ) ـ قال : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من
خردل من كبر ، قال : قلت : إنا نلبس الثوب الحسن فيدخلنا العجب ،
فقال : انما ذلك فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ.
61 ـ باب تحريم حب الدنيا المحرمة ووجوب بغضها
[ 20821 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن
ابن أبي عمير ، عن درست ابن أبي منصور ، عن رجل ، وعن هشام بن سالم
جميعا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : رأس
كل خطيئة حب الدنيا.
[ 20822 ] 2 ـ وعنه وعن علي بن محمد جميعا ، عن القاسم بن محمد ،
عن سليمان المنقري ، عن عبد الرزاق بن همام ، عن معمر بن راشد ، عن
الزهري ، عن محمد بن مسلم قال : سئل علي بن الحسين ( عليه السلام )
أيّ الاعمال أفضل ؟ قال : ما من عمل بعد معرفة الله ومعرفة رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) أفضل من بغض الدنيا فإنّ لذلك شعبا كثيرة
وللمعاصي شعباً فأول ما عصي الله به الكبر ـ إلى أن قال : ـ ثم الحرص ثم
الحسد وهى معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله فتشعب من ذلك حب
النساء ، وحب الدنيا ، وحب الرئاسة ، وحب الراحة ، وحب الكلام ، وحب
____________
7 ـ معاني الاخبار : 241 | 2.
وتقدم مايدل على المقصود في الباب 23 ، وفي الاحاديث 4 ، 5 ، 6 من الباب 29 من ابواب
احكام الملابس ، وفي الحديث 4 من الباب 106 من ابواب احكام العشرة.
الباب 61
فيه 6 احاديث
1 ـ الكافي 2 : 238 | 1.
2 ـ الكافي 2 : 239 | 8.
( 9 )
العلو والثروة ، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا فقال الانبياء
والعلماء بعد معرفة ذلك : حب الدنيا رأس كل خطيئة والدنيا دنياوان : دنيا
بلاغ ودنيا ملعونة.
[ 20823 ] 3 ـ وبهذا الإسناد عن المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي
عبدالله ( عليه السلام ) قال في مناجاة موسى ( عليه السلام ) : يا موسى إن
الدنيا دار عقوبة عاقبت فيها آدم عند خطيئته ، وجعلتها ملعونة ، ملعوناً ما فيها إلا
ما كان فيها لي ، يا موسى ان عبادي الصالحين زهدوا في الدنيا بقدر
علمهم
(1) وسائر الخلق رغبوا فيها بقدر جهلهم ، وما من أحد عظمها فقرت
عينه بها ، ولم يحقرها أحد إلا انتفع بها.

محمد بن علي بن الحسين في ( عقاب الاعمال ) عن أبيه ، عن سعد ،
عن القاسم بن محمد مثله
(2).
[ 20824 ] 4 ـ وفي ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد ، عن يعقوب بن
يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن درست ، عن رجل ، عن أبي عبدالله
( عليه السلام ) قال : حب الدنيا رأس كل خطيئة.
[ 20825 ] 5 ـ محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في ( كنز الفوائد )
قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من احب دنياه أضر بآخرته.
[ 20826 ] 6 ـ الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن عبدالله بن
____________
3 ـ الكافي 2 : 239 | 9.
(1) في نسخة زيادة : بي.
(2) عقاب الاعمال : 263 | 1.
4 ـ الخصال : 25 | 87.
5 ـ كنز الفوائد : 16.
6 ـ الزهد : 49 | 130 ، واورده عن المعاني في الحديث 11 من الباب 62 من هذه الأبواب ، وعن الكافي في الحديث 1 من الباب 8 من ابواب مقدمات التجارة.
( 10 )
المغيرة ، عن إسماعيل ابن أبي زياد رفعه ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام )
أنه سئل عن الزهد في الدنيا ؟ فقال : ( ويحك حرامها فتنكبه )
(1).

أقول : ويأتي ما يدل على ذلك
(2).
62 ـ باب استحباب الزهد في الدنيا وحد الزهد
[ 20827 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن
محمد بن عيسى ، عن الحسن
بن محبوب ، عن الهيثم بن واقد
الجريري
(1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من زهد في الدنيا أثبت
الله الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه ، وبصره عيوب الدنيا دائها ودوائها ،
وأخرحه منها سالما إلى دار السلام.

ورواه الصدوق في ( ثواب الاعمال ) عن محمد بن الحسن ، عن
الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن جعفر بن بشير ،
عن سيف ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من لم يستحي من طلب
المعاش خفت مؤونته ، ورخا باله ، ونعم عياله ، ومن زهد في الدنيا وذكر مثله
(2).
____________
(1) في المصدر : حرامها فتكبته.
(2) يأتي الحديث 11 من الباب 71 ، وفي الحديث 1 من الباب 37 من ابواب الأمر بالمعروف ،
وفي الحديثين 5 ، 6 من الباب 4 من ابواب مقدمات النكاح ، وفي الحديث 2 من الباب 14
من ابواب آداب التجارة.
وتقدم ما يدل عليه في الحديثين 4 ، 8 من الباب 8 من ابواب قرأة القرآن.
الباب 62
فيه 16 حديثا
1 ـ الكافي 2 : 104 | 1.

(1) في المصدر : الهيثم بن واقد الجزري.

(2) ثواب الاعمال : 199 | 1.
( 11 )
[ 20828 ] 2 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ،
وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن
عطية ، عن أبي حمزة قال : ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن
الحسين ( عليهما السلام ) إلا ما بلغني عن علي بن أبي طالب ( عليه
السلام ) ، قال : وكان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا تكلم في الزهد
ووعظ أبكى من بحضرته ، قال أبو حمزة : وقرأت صحيفة ، فيها كلام زهد
من كلام علي بن الحسين ( عليه السلام ) فكتب ما فيها ثم أتيت علي بن
الحسين ( صلوات الله عليه ) فعرضت ما فيها عليه فعرفه وصححه وكان ما
فيها : بسم الله الرحمن الرحيم : كفانا الله واياكم كيد الظالمين ، وبغي
الحاسدين ، وبطش الجبارين أيها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت وأتباعهم
من أهل الرغبة في هذه الدنيا
(1) ، واحذروا ما حذركم الله منها ، وازهدوا فيما
زهدكم الله فيه منها ، ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اتخذها دار
قرار ومنزل استيطان ـ إلى أن قال : ـ وليس يعرف تصرف أيامها ، وتقلب
حالاتها ، وعاقبة ضرر فتنها إلا من عصمه الله ، ونهج سبيل الرشد ، وسلك
طريق القصد ثم استعان على ذلك بالزهد ، فكرر الفكر ، واتعظ بالصبر ،
وزهد في عاجل بهجة الدنيا ، وتجافى عن لذتها ، ورغب في دائم
نعيم الآخرة ، وسعى لها سعيها... الحديث.
[ 20829 ] 3 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن
العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )
قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن علامة الراغب في ثواب الآخرة
____________
2 ـ الكافي 8 : 14 | 2 ، واورد قطعة منه في الحديث 3 من الباب 38 من ابواب الامر بالمعروف.
(1) في المصدر زيادة : المائلون إليها ، المفتتنون بها ، المقبلون عليها وعلى حطامها الهامد ، وهشيمها
البائد غدا.
3 ـ الكافي 2 : 105 | 6.
( 12 )
زهد في عاجل زهرة الدنيا أما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه مما قسم
الله له فيها وإن زهد ، وإن حرص الحريص على عاجل زهرة الحياة الدنيا لا
يزيده فيها وإن حرص ، فالمغبون من غبن حظه من الآخرة.
[ 20830 ] 4 ـ وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي أيوب
الخزاز ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) : ان من اعون الأخلاق على الدين الزهد في الدنيا.
[ 20831 ] 5 ـ وعنه عن أبيه ، وعن علي بن محمد القاساني جميعا
(1) ،
عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله ( عليه
السلام ) قال : سمعته يقول : جعل الخير كله في بيت ، وجعل مفتاحه الزهد
في الدنيا ، ثم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا يجد
الرجل حلاوة الايمان
(2) حتى لا يبالي من أكل الدنيا ثم قال أبو عبدالله ( عليه
السلام ) : حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا.
[ 20832 ] 6 ـ وبالإسناد عن المنقري ، عن علي بن هاشم بن البريد ، عن
أبيه ان رجلا سأل علي بن الحسين ( عليه السلام ) عن الزهد فقال : عشرة
أشياء فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع ، وأعلى درجة الورع أدنى درجة
اليقين ، وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا ، ألا وإن الزهد في آية من
كتاب الله : (
لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم )
(1).
____________
4 ـ الكافي 2 : 104 | 3.
5 ـ الكافي 2 : 104 | 2.
(1) في المصدر زيادة : عن القاسم بن محمد.
(2) وفي المصدر زيادة : في قلبه.
6 ـ الكافي 2 : 104 | 4 ، واورد صدره في الحديث 13 من الباب 75 من ابواب الدفن.
(1) الحديد 57 : 23.
( 13 )

ورواه الصدوق في ( معاني الاخبار ) عن محمد بن الحسن ، عن
سعد بن عبدالله ، عن القاسم بن محمد الاصهباني ، عن سليمان بن داود
المنقري
(2).

ورواه في ( الخصال ) عن أبيه ، عن سعد نحوه
(3).
[ 20833 ] 7 ـ وبالإسناد عن المنقري ، عن سفيان بن عيينة قال : سمعت
أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : كل قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط ،
وإنما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة.
[ 20834 ] 8 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن علي بن محمد القاساني ، عمن
ذكره ، عن عبدالله بن القاسم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا أراد
الله بعبد خيراً زهّده في الدنيا ، وفقهه في الدين ، وبصره عيوبها ، ومن
أُوتيهنّ فقد أُوتي خير الدنيا والآخرة ، وقال : لم يطلب أحد الحق بباب أفضل
من الزهد في الدنيا وهو ضد لما طلب أعداء الحق ، قلت : جعلت فداك
مّماذا ؟ قال : من الرغبة فيها ، وقال : الا من صبار كريم ، فإنما هي أيام
قلائل الا إنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الايمان حتى تزهدوا في الدنيا
، قال : وسمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إذا تخلى المؤمن من الدنيا
سما ووجد حلاوة حب الله
(1) فلم يشتغلوا بغيره.

قال : وسمعته يقول : إن القلب إذا صفا ضاقت به الارض حتى يسمو.
[ 20835 ] 9 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ،
____________
(2) معاني الاخبار : 252 | 4.
(3) الخصال : 437 | 26.
7 ـ الكافي 2 : 105 | 5 ، واورده في الحديث 5 من الباب 8 من ابواب مقدمة العبادات.
8 ـ الكافي 2 : 105 | 10.
(1) في المصدر زيادة : وكان عند اهل الدنيا كأنه قد خولط وانما خالط القوم حلاوة حب الله.
9 ـ الكافي 2 : 107 | 15.
( 14 )
عن علي بن الحكم ، عن عمر بن أبان ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر
( عليه السلام ) ـ في حديث ـ إن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال :
الا وكونوا من الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة ، ألا إن الزاهدين في
الدنيا قد اتخذوا الارض بساطا ، والتراب فراشا ، والماء طيبا ، وقرضوا من
الدنيا تقريضا... الحديث.
[ 20836 ] 10 ـ الحسين بن سعيد في ( كتاب الزهد ) عن فضالة بن
أيوب ، عن أبي المغرا ، عن زيد الشحام ، عن عمرو بن سعيد بن هلال
قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : إني لا ألقاك إلا في السنين ،
فأوصني بشيء حتى آخذ به ، قال : أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد ،
وإياك أن تطمح إلى من فوقك ، وكفى بما قال الله عزّ وجلّ لرسول الله
( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (
ولاتمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا
منهم زهرة الحيوة الدنيا )
(1) وقال : (
ولا تعجبك أموالهم ولا
أولادهم )
(2) فإن خفت ذلك فاذكر عيش رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) فإنما كان قوته من الشعير ، وحلواه من التمر ، ووقوده من السعف إذا
وجده ، وإذا أصبت بمصيبة في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإن الخلائق لم يصابوا بمثله قط.

أقول : وقد روى الحسين بن سعيد في كتاب الزهد
أحاديث كثيرة جدا في هذا المعنى ، وفي غيره من أنواع جهاد النفس ، وكذلك روى
ورام بن أبي فراس في ( كتابه ) وصاحب ( مكارم الاخلاق ) ، وصاحب
( روضة الواعظين ) والديلمي في ( الارشاد ) والرضي في ( نهج البلاغة )
وغيرهم ، وتركنا ذكرها للاختصار.
____________
10 ـ الزهد 12 | 24.
(1) طه 20 : 131.
(2) التوبة 9 : 55.
( 15 )
[ 20837 ] 11 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( معاني الاخبار ) عن أبيه ،
عن علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي
عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : قيل لامير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما الزهد
في الدنيا ؟ قال : تنكب حرامها.
[ 20838 ] 12 ـ وعن محمد بن الحسن عن الصفار ، عن أحمد بن أبي
عبدالله ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن مالك بن عطية ، عن
معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) يقول : الزهد في الدنيا قصر الامل وشكر كل نعمة ، والورع عما
حرم الله عليك.
[ 20839 ] 13 ـ وبالإسناد عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن الجهم بن
الحكم ، عن إسماعيل بن مسلم قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ليس
الزهد في الدنيا بإضاعة المال ، ولا بتحريم الحلال ، بل الزهد في الدنيا أن
لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عزّ وجلّ.
[ 20840 ] 14 ـ وعن أبيه ، عن سعد ، عن القاسم بن محمد ، عن
المنقري ، عن حفص بن غياث قال : سمعت موسى بن جعفر ( عليه
السلام ) عند قبر وهو يقول : إن شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله ،
وإن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره.
[ 20841 ] 15 ـ وفي ( المجالس ) عن محمد بن أحمد الاسدي ، عن
____________
11 ـ معاني الاخبار : 251 | 1 ، واورده عن الزهد في الحديث 6 من الباب 61 من هذه الابواب ، وعن
الكافي في الحديث 1 من الباب 8 من ابواب مقدمات التجارة.
12 ـ معاني الاخبار : 251 | 2.
13 ـ معاني الاخبار : 251 | 3 ، واورده عن الكافي والتهذيب في الحديث 2 من الباب 8 من ابواب
مقدمات التجارة.
14 ـ معاني الاخبار : 343 | 1.
15 ـ أمالي الصدوق : 188 | 7 ، واورده في الحديث 3 من الباب 24 من ابواب الاحتضار.
( 16 )
أحمد بن محمد بن الحسن العامري ، عن إبراهيم بن عيسى بن عبيد
السدوسي ، عن سليمان بن عمرو ، عن عبدالله بن الحسن بن علي
(1) ، عن
أُمّه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) : إن صلاح أول هذه الامة بالزهد واليقين ، وهلاك
آخرها بالشح والامل.
[ 20842 ] 16 ـ وفي ( عيون الاخبار ) وفي ( الامالي ) عن محمد بن
القاسم المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، ( عن الحسن بن علي
العسكري ( عليه السلام ) عن آبائه ، عن الصادق ( عليه السلام )
(1) أنه
سئل عن الزاهد في الدنيا ؟ قال الذي يترك حلالها مخافة حسابه ويترك
حرامها مخافة عقابه.

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك
(2) ، ويأتي ما يدل عليه
(3).
____________
(1) في المصدر : عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي.
16 ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 312 | 81 ، وامالي الصدوق : 293 | 4.
(1) في الامالي : عن محمد بن علي بن الناصر ، عن ابيه ، عن محمد بن علي ، عن ابيه الرضا ، عن
موسى بن جعفر ( عليهم السلام ).
(2) تقدم في الحديثين 11 ، 31 من الباب 4 ، وفي الحديث 15 من الباب 15 ، وفي الحديث 5 من
الباب 20 ، وفي الحديث 16 من الباب 21 ، وفي الحديث 3 من الباب 61 من هذه الابواب ،
وفي الحديث 1 من الباب 23 من ابواب الاحتضار ، وفي الحديث 12 من الباب 20 من
ابواب مقدمة العبادات.
(3) يأتي في الباب 63 من هذه الابواب.
( 17 )
63 ـ باب استحباب ترك ما زاد عن قدر الضرورة من الدنيا
[ 20843 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن
محمد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن
أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
ما لي وللدنيا إنما مثلي كراكب رفعت له شجرة في يوم صائف فقال تحتها ثم
راح وتركها.
[ 20844 ] 2 ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن
ابن بكير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله
عليه وآله ) : في طلب الدنيا إضرار بالآخرة ، وفي طلب الآخرة إضرار بالدنيا
فأضروا بالدنيا فانها أحق بالاضرار.
[ 20845 ] 3 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن غياث بن
إبراهيم ، عن
أبي عبدالله ( عليه السلام ) إن في كتاب علي ( عليه السلام ) :
إنما مثل الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها ، وفي جوفها السم الناقع يحذرها
الرجل العاقل ويهوي اليها الصبي الجاهل.
[ 20846 ] 4 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حماد بن عمرو
وأنس بن محمد ، عن أبيه ،
عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم
السلام ) ـ في وصية النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه
السلام ) ـ قال : يا علي إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، يا علي أوحى
____________
الباب 63
فيه 10 احاديث
1 ـ الكافي 2 : 109 | 19.
2 ـ الكافي 2 : 106 | 12.
3 ـ الكافي 2 : 110 | 22.
4 ـ الفقيه 4 : 262.
( 18 )
الله إلى الدنيا أخدمي من خدمني ، واتعبي من خدمك ، يا علي ، ان الدنيا
لو عدلت عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة من ماء ، يا علي ،
ما أحد من الاولين والآخرين إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا
إلا قوتا.
[ 20848 ] 5 ـ قال : وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما قل وكفى
خير مما كثر وألهى.
[ 20848 ] 6 ـ وبإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في وصيته
لمحمد بن الحنفية ـ قال : ولا مال اذهب للفاقة من الرضا بالقوت ، ومن
اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة ، وتبوّأ خفض الدعة ، الحرص
داع إلى التقحم في الذنوب.
[ 20849 ] 7 ـ وفي ( المجالس ) و( الخصال ) عن محمد بن أحمد
الاسدي ، عن عبدالله بن سليمان ، وعبدالله بن محمد الوهبي وأحمد بن عمير
ومحمد بن أيوب
(1) كلهم عن عبدالله ابن هاني بن عبد الرحمن
(2) ، عن
أبيه ، عن عمه إبراهيم ، عن ام الدرادء ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أصبح معافى في جسده ، آمنا في
سربه ، عنده قوت يومه ، فكأنما خيرت
(3) له الدنيا ، يا ابن جعشم يكفيك
منها ما سد جوعتك ، ووارى عورتك ، فإن يكن بيت يكنك فذاك ، وإن يكن
دابة تركبها فبخ بخ ، وإلا فالخبز وماء الجرة
(4) ، وما بعد ذلك حساب عليك
أوعذاب.
____________
5 ـ الفقيه 4 : 271 | 828.
6 ـ الفقيه 4 : 276.
7 ـ أمالي الصدوق : 315 | 3 ، والخصال : 161 | 211.
(1) في المصدرين : محمد بن ابي ايوب...
(2) في الخصال : محمد بن بشر بن هاني بن عبد الرحمن
(3) في الخصال : حيزت.
(4) في الامالي : البحر ، وفي الخصال : الجر.
( 19 )
[ 20850 ] 8 ـ محمد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : يا ابن آدم ما كسبت فوق قوتك فأنت فيه
خازن لغيرك.
[ 20851 ] 9 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : كل مقتصر عليه كاف.
[ 20852 ] 10 ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : الزهد بين كلمتين من
القرآن ، قال الله تعالى : (
لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما
آتاكم )
(1) ومن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد استكمل
(2) الزهد بطرفيه.

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك
(3) ، ويأتي ما يدل عليه
(4).
64 ـ باب كراهة الحرص على الدنيا
[ 20853 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن
عيسى ، عن يحيى بن عقبة الأزدي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال :
____________
8 ـ نهج البلاغة 3 : 196 | 192.
9 ـ نهج البلاغة 3 : 248 | 395.
10 ـ نهج البلاغة 3 : 258 | 439.
(1) الحديد 57 : 23.
(2) في المصدر : اخذ.
(3) تقدم في الحديثين 9 ، 13 من الباب 4 ، وفي الباب 62 من هذه الابواب ، وفي الحديثين 1 ، 4
من الباب 17 من ابواب مقدمة العبادات ، وفي الحديث 3 من الباب 19 من ابواب
الاحتضار.
(4) يأتي في باب 64 من هذه الابواب ، وفي البابين 15 ، 16 من ابواب النفقات.
الباب 64
فيه 4 احاديث
1 ـ الكافي 2 : 238 | 7.
( 20 )
قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : مثل الحريص على الدنيا مثل دودة القز كلما
ازدادت على نفسها لفا كان ابعد لها من الخروج حتى تموت غما ، قال :
وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : أغنى الغنى من لم يكن للحرص أسيرا ،
وقال : لا تشعروا قلوبكم الاشتغال بما قد فات فتشغلوا أذهانكم عن
الاستعداد لما لم يأت.
[ 20854 ] 2 ـ وعنه ، عن أبيه ، عن محمد بن عمرو فيما أعلم ، عن أبي
علي الحذاء ، عن حريز ، عن زرارة ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله
( عليه السلام ) قال : أبعد ما يكون العبد من الله عزّ وجلّ إذا لم يهمه إلا
بطنه وفرجه.
[ 20855 ] 3 ـ وعنه ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن سنان ،
عن حفص بن قرط ،
عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من كثر اشتباكه
في الدنيا كان أشد لحسرته عند فراقها.
[ 20856 ] 4 ـ محمد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) عن محمد بن
هارون الفامي
(1) ، عن محمد بن جعفر بن بطة ، عن أحمد بن أبي عبدالله
البرقي ، عن أبيه ، رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : حرم الحريص
خصلتين ولزمته خصلتان : حرم القناعة فافتقد الراحة ، وحرم الرضا فافتقد
اليقين.

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك
(2).
____________
2 ـ الكافي 2 : 241 | 14.
3 ـ الكافي 2 : 241 | 16.
4 ـ الخصال : 69 | 104.
(1) في المصدر : أحمد بن هارون الفامي.
(2) تقدم في الحديث 2 من الباب 48 ، وفي الأحاديث 1 ، 20 ، 21 من الباب 49 ، وفي الحديثين
=
( 21 )

ويأتي ما يدل عليه
(3).
65 ـ باب كراهة حب المال والشرف
[ 20857 ] 1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن فضال ،
عن ابن بكير ، عن حماد بن بشير قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام )
يقول : ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها ، أحدهما في أولها ،
والآخر في آخرها بأضرّ فيها من حب المال والشرف في دين المسلم.

وعنه ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي أيوب ، عن
محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) نحوه
(1).
[ 20858 ] 2 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ،
عن محمد بن يحيى الخزاز ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبدالله ( عليه
السلام ) قال : إن الشيطان يدير ابن آدم في كل شيء ، فاذا أعياه جثم له عند
المال فأخذ برقبته.
[ 20859 ] 3 ـ وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله
____________
=
10 ، 12 من الباب 55 ، وفي الحديث 2 من الباب 61 ، وفي الحديث 15 من الباب 62 ،
وفي الباب 63 من هذه الأبواب ، وفي الحديث 7 من الباب 23 من ابواب الاحتضار ، وفي
الحديث 16 من الباب 5 من أبواب ما تجب فيه الزكاة ، وفي الحديث 9 من الباب 31 من أبواب
الدعاء.
(3) يأتي في الباب 65 ، وفي الحديث 6 من الباب 76 من هذه الأبواب.
الباب 65
فيه 3 احاديث
1 ـ الكافي 2 : 238 | 2.

(1) الكافي 2 : 238 | 3.
2 ـ الكافي 2 : 238 | 4.
3 ـ الكافي 2 : 238 | 6 ، وأورده بسند آخر عن الخصال في الحديث 5 من الباب 6 من أبواب ماتجب
فيه الزكاة.
( 22 )
ويعقوب بن يزيد ، عن زياد القندي ، عن أبي وكيع ، عن أبي اسحاق
السبيعي ، عن الحارث الاعور ، عن
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم
وهما مهلكاكم.

أقول : وتقدم ما يدل على ذلك
(1) ، ويأتي ما يدل عليه
(2).
66 ـ باب كراهة الضجر والكسل
[ 20860 ] 1 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحسن بن محبوب ،
عن سعد بن أبي خلف ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام )
إنه قال في وصيته لبعض ولده : وإياك والكسل والضجر فانهما يمنعانك حظك
من الدنيا والآخرة.
[ 20861 ] 2 ـ وبإسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد ، عن أبيه ،
عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في وصية النبي ( صلى الله
عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ـ قال : يا علي ، لا تمزح فيذهب
بهاؤك ، ولا تكذب فيذهب نورك ، وإياك وخصلتين : الضجر والكسل ،
____________
(1) تقدم في الحديث 6 من الباب 8 ، وفي الحديث 8 من الباب 14 ، وفي الحديث 3 من الباب
49 ، وفي الباب 50 ، وفي الحديث 2 من الباب 61 من هذه الأبواب ، وفي الحديث 1 من
الباب 2 من أبواب الذكر.
(2) يأتي في الحديثين 5 ، 6 من الباب 4 من أبواب مقدّمات النكاح .
الباب 66
فيه 4 أحاديث
1 ـ الفقيه 4 : 292 | 882 ، وأورده في الحديث 5 من الباب 18 من أبواب مقدمات التجارة ، وأورد
صدره في الحديث 7 من الباب 19 من هذه الأبواب ، وقطعه منه في الحديث 8 من الباب 83 من
أبواب أحكام العشرة ، وأخرى في الحديث 1 من الباب 22 من أبواب مقدمة العبادات.
2 ـ الفقيه 4 : 256 ، وأورد صدره في الحديث 7 من الباب 80 من أبواب أحكام العشرة.
( 23 )
فانك إن ضجرت لم تصبر على حق ، وإن كسلت لم تؤد حقا ، يا علي من
استولى عليه الضجر رحلت عنه الراحة.
[ 20862 ] 3 ـ وفي ( العلل ) عن أحمد بن عيسى العلوي
(1) ، عن
محمد بن إبراهيم بن أسباط ، عن أحمد بن محمد بن زياد ، عن أحمد بن
محمد بن عبدالله ، عن عيسى بن جعفر العلوي ، عن آبائه ، عن عمر بن
علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ان النبي ( صلى الله عليه
وآله ) قال : علامة الصابر في ثلاث : أولها أن لا يكسل ، والثانية أن
لا يضجر ، والثالثة أن لا يشكو من ربه عزّ وجلّ ، لانه إذا كسل فقد ضيع
الحقوق ، وإذا ضجر لم يؤد الشكر ، وإذا شكا من ربه عزّ وجلّ فقد عصاه.
[ 20863 ] 4 ـ محمد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلا من ( كتاب
المشيخة للحسن بن محبوب ). عن سعد بن أبي خلف ، عن أبي الحسن
موسى ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنه قال لبعض ولده : اياك والمزاح فانه
يذهب بنور إيمانك ، ويستخف مروتك ، وإياك والضجر والكسل فإنهما
يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة.

أقول : ويأتي مايدل على ذلك في التجارة إن شاء الله
(1).
____________
3 ـ علل الشرائع : 498 | 1.
(1) في المصدر : أحمد بن محمد بن عيسى العلوي الحسيني.
4 ـ مستظرفات السرائر : 80 | 9 وأورده في الحديث 5 من الباب 18 من إبواب مقدمات التجارة
وقطعة منه في الحديث 1 من الباب 22 من أبواب مقدمة العبادات.
(1) يأتي في الحديث 3 من الباب 13 ، وفي البابين 18 ، 19 من أبواب مقدمات التجارة ، وفي
الحديثين 4 ، 5 من الباب 95 من هذه الأبواب ، وفي الحديث 8 من الباب 41 من أبواب الأمر
بالمعروف ، وفي الحديث 1 من الباب 1 من أبواب آداب القاضي.
وتقدم مايدل عليه في الحديث 6 من الباب 1 من أبواب نواقض الوضوء ، وفي الحديث 22 من
الباب 18 ، وفي الحديث 3 من الباب 21 من أبواب أحكام شهر رمضان.