وصايا الرسول لزوج البتول ::: 181 ـ 195
(181)
والناكِحِ البهائم ، والمؤذي جارَه (74).
    يا علي ، مَنْ كان له عيالْ فلم يأمُرْهُم بالصلاةِ ، ولم يَنهَهمُ عن أكلِ الحرام فشطرُ الذنوبِ على رَقَبتِه (75).

    ومفصّل البحث في ذلك تلاحظه من الشيخ الأعظم الأنصاري في المكاسب (1) في مبحث تدليس الماشطة.
    (74) فإنّ مَنْ ذُكِر من الطوائف يعملون بأنفسهم وبسوء إختيارهم أعمالا توجب حرمانهم من الجنّة وتحريم الجنّة عليهم.
    ومثل لذلك بمن أحدث بنفسه الجنابة والنجاسة التي تمنعه عن دخول بيت الله الحرام ، وتوجب حرمة دخول البيت عليه فيكون هذا بفعل نفسه لا إجباراً له.
    (75) فإنّ مقتضى الدين أوّلا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    ومقتضى التربية ثانياً الإرشاد إلى فعل الواجبات خصوصاً الصلاة ، وترك المحرّمات .. قال عزّ اسمه ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُوُدها النّاسُ وَالحِجَارَةُ ) (2).
    فإذا قصّر صاحب العيال في ذلك كانت مخالفة العيال مرتبطة بتقصيره ، فيكون شطر الذنوب أي جزئها على رقبته.
    وقد عقد المحدّث الحرّ العاملي باباً تحت عنوان إستحباب أمر الصبيان بالصلاة لستّ سنين أو سبع ووجوب الزامهم بها عند البلوغ فلاحظ (3).

1 ـ المكاسب ، ج 2 ، ص 159.
2 ـ سورة التحريم ، الآية 6.
3 ـ وسائل الشيعة ، ج 3 ، ص 11.


(182)
    يا علي ، وَقِّر (76) الشيخَ الكبيرَ والطفَلَ الصغيرَ ، وكنْ للغريبِ كالأخِ القريب (77) ، ولليتيمِ كالأبِ الرحيم (78) ، وللأرملةِ كالزوجِ الشفيق (79) ليكتبَ اللّهُ لَك بكلّ نَفَس مائةَ حسنة ، وبكلِّ حسنة قصراً (80).
    يا علي ، مَن أعزَّ الغنيَّ وأهانَ الفقيرَ سُمِّيَ في السماواتِ عدوُّ اللّه (81).

    (76) التوقير هو التعظيم وترفيع الشأن والمنزلة.
    (77) من حيث المودّة والمبرّة التي تكون في الأخ.
    (78) من حيث إيواء اليتامى ، والإحسان إليهم ، والترحّم عليهم ، والعطوفة بهم وعدم إيذائهم.
    (79) من حيث الإحسان إليها ، وتكفّل نفقتها وكسوتها ، والإشفاق بها.
    (80) فيكون لكلّ نَفَس مدّة هذه الحسنات وفي زمن الإتيان بها مائة قصر.
    (81) فإنّ الفقر شعار الصالحين ، وذخيرة المؤمن ليوم الآخرة ، ووسيلة لمكافأة الجنّة .. وليس الفقر لأجل هوان الفقير المؤمن أو استهانته عند الله ، بل هو من باب إعطاء الخير الأكثر في الأيّام الآجلة ، وأنّ مرارة الدنيا حلاوة الآخرة.
    فيلزم إكرامهم ويحرم الإستهانة بهم .. فتكون إهانة الفقير مخالفة مع الله تعالى ومعاداة له.
    وقد جمع العلاّمة المجلسي ما يقارب تسعين حديثاً في فضل الفقر والفقراء وحبّهم ومجالستهم والرضا بالفقر ، وثواب إكرام الفقراء وعقاب من إستهان بهم فلاحظ (1).

1 ـ بحار الأنوار ، ج 72 ، ص 1 ـ 56 ، باب 94 ، الأحاديث.

(183)
    يا علي ، أوحى اللّهُ إلى موسى ( عليه السلام ) ، أَكرمِ الفقيرَ كما تُكرمُ الغنيَّ وإلاّ فاجعلْ كلّما عَمِلتَ تحتَ التراب.
    يا علي ، أوحى اللّهُ تعالى إلى إبراهيمَ ( عليه السلام ) ، ياإبراهيم ، أكرِمْ ضيفي كما تُكرمُ ضيفَك .. قال ، ياربِّ ، مَن ضيفُك ؟ قال ، الفقيرُ الحقيرُ بينَ الناس.
    يا علي ، قل الحقَّ ولو عَليك ، وتصدّقْ ولو بتمرة واحدة ، وصُمْ أيّامَ البيض (82) ، واستُر عيوبَ الناس .. فإنّه مَنْ فَعَل ذلك نَزَل عليه في كلِّ يوم سبعونَ رحمة ، وعلى مالِه سبعونَ بركة.
    يا علي ، ثلاثٌ توجبُ المَقتَ (83) من اللّهِ عزّوجلّ ، الضحكُ من غيرِ عجب (84) ،

    وبذلك يظهر لك وجه ما أوصى به الله تعالى إلى خليله إبراهيم ، وكليمه موسى ( عليهما السلام ) في الفقرتين الآتيتين.
    (82) أيّام البيض على حذف مضاف ، وأصله أيّام الليالي البيض ، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر ، وسمّيت بيضاً لبزوغ القمر في تلك الليالي من أوّلها إلى آخرها (1).
    (83) المقت هو البغض لأمر قبيح. وقد وردت هذه الفقرة في الخصال (2) أيضاً.
    (84) فإنّ الضحك يلزم أن ينشأ من سبب مُعجب .. فإذا كان من غير عجب كان ناشئاً عن الجهل أو سوء الأدب وهو ممقوت.

1 ـ مجمع البحرين ، ص 351.
2 ـ الخصال ، ص 89 ، ح 25.


(184)
ونومُ النهارِ من غيرِ سَهَر الليل (85) ، والأكلُ إلى غَلبةِ الشبع (86).
    يا علي ، ثلاثةٌ محجوبونَ عن رحمةِ اللّه ، من باتَ شبعاناً وعَلِم أنّ جارَه طاو (87) ، ومن جَلَد عبدَه (88) ، ومن ردَّ هديَة صدِيقه (89).
    يا علي ، لا تكنْ لَجوجاً ولا تُصاحبْ أهلَ اللّجاجة (90) ،

    (85) فإنّ ذلك من البطالة وهي مبغوضة.
    (86) فإنّه مكروه موجب لقسوة القلب وهي ممقوتة.
    (87) الطوي هو الجوع .. وطاوي البطن هو مَنْ كان خالي البطن .. وفي الحديث الشريف ، « ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره المسلم جائع » (1).
    (88) الجَلْد هو الضرب بالسوط وهو ظلم للعبد .. وفي الحديث الصادقي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال ، « ألا أُنبئكم بشرّ الناس ؟ قالوا ، بلى يا رسول الله ، فقال ، مَنْ سافر وحده ، ومنع رفده ، وضرب عبده » (2).
    (89) ففي الحديث عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، عن آبائه قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، « مِنْ تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته ، أو يتحفه ممّا عنده ولا يتكلّف شيئاً » (3).
    فتكون ردّ الهديّة ردّ الكرامة.
    (90) لجَّ في الأمر ، تمادى عليه وأبى أن ينصرف عنه .. والمُلاجَّة ، التمادي في الخصومة (4).

1 ـ بحار الأنوار ، ج 74 ، ص 151 ، باب 9 ، ح 8.
2 ـ بحار الأنوار ، ج 74 ، ص 141 ، باب 4 ، ح 7.
3 ـ بحار الأنوار ، ج 75 ، ص 45 ، باب 37 ، ح 6.
4 ـ لسان العرب ، ج 2 ، ص 353.


(185)
ولا تكُن بخيلا ولا تصاحِب البخيلَ .. فإنّ البُخلَ جمرةٌ في قلبِ ابنِ آدم (91).
    يا علي ، البخيلُ بعيدٌ من اللّه ، بعيدٌ من رحمتِه ، بعيدٌ من جنّتِه ، قريبٌ من عذابِه.
    يا علي ، عليك بالسخاءِ (92) فإنّه من أخلاقِ النبيّينَ والمُرسلين (93).
    يا علي ، السخيُّ قريبٌ من اللّه ، قريبٌ من رحمتِه ، قريبٌ من جنّتِه ، وبعيدٌ ...

    (91) مرّ في أوّل نفس هذه الوصيّة الشريفة خساسة صفة البخل فراجع.
    (92) السخاء ـ بالمدّ ـ ، هو الجود والكرم ، وقال بعض الشارحين ، السخاء ملكة بذل المال لمستحقّه بقدر ما ينبغي ابتداءً (1).
    وفي حديث حريز ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، « السخي ، الكريم الذي ينفق ماله في حقّ » (2).
    وقد وردت أحاديث كثيرة في فضيلة السخاء ومدح السخي (3).
    منها الحديث الثامن عشر من الباب عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال ، « الجنّة دار الأسخياء ».
    (93) وتلاحظ سخاء وعطايا النبي وأهل بيته الطاهرين فيما جاء بيانه بتفصيل في الأحاديث والأخبار الواردة المجموعة في السفينة (4) فلاحظها للمعرفة.

1 ـ مجمع البحرين ، ص 43.
2 ـ معاني الأخبار ، ص 256.
3 ـ بحار الأنوار ، ج 71 ، ص 350 ، باب 87 ، الأحاديث.
4 ـ سفينة البحار ، ج 4 ، ص 103.


(186)
من عذابِه (94).
    يا علي ، إرْضَ باليَسير من الدنيا ، واعط من القليل .. فإنّه من فَعَل ذلكَ يُحشرُ يومَ القيامةِ في زمرةِ الأنبياءِ والمرسَلين.
    يا علي ، قُصَّ أظفارَك في كُلِّ شهر مرّتين ، فإنّ من طال [ طالت ] أظفارُه قَعدَ الشيطانُ تحتَ ظلّها (95).

    (94) جاء مضمونه في بعض الأحاديث الاُخرى مثل حديث السكوني (1).
    (95) فالدين الإسلامي الأكمل تكفّل بيان جميع ما يحتاج إليه الإنسان في الدنيا والآخرة ، ومنها آداب النظافة وسنن التنظيف .. التي هي من شؤون الإيمان ، ومن أسباب سعادة الإنسان.
    ففي الحديث ، « أنزل الله على إبراهيم الحنيفيّة وهي الطهارة ، وهي عشرة أشياء ، خمسة في الرأس ، وخمسة في البدن.
    وأمّا التي في الرأس ، فأخذ الشارب ، وإعفاء اللّحى ، وطمّ الشعر ، والسواك ، والخلال.
    وأمّا التي في البدن ، فحلق الشعر من البدن ، والختان ، وقلم الأظفار ، والغسل من الجنابة ، والطهور بالماء فهذه خمسة في البدن ».
    وهي الحنيفية الطاهرة التي جاء بها إبراهيم فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة ، وهو قوله ، ( .. اتَّبِعْ مِلَّةَ إبراهِيمَ حَنِيفاً .. ) (2) » (3).
    وفي خصوص قصّ الأظفار وردت أحاديث عديدة تأمر به ، وتُحبّب كونه في

1 ـ بحار الأنوار ، ج 73 ، ص 308 ، ب 137 ، ح 37.
2 ـ سورة النحل ، الآية 123.
3 ـ بحار الأنوار ، ج 76 ، ص 68 ، ب 2 ، ح 3.


(187)
يا علي ، قُصَّ شارِبَك ، فإنّه مَن طالَ شاربُه سَكَنَ الشيطانُ في فيهِ ، يأكلُ معه ويشربُ معه (96).
    يا علي ، إحتجِم في كلِّ شهر مرّةً ، فإنّكَ لا تحتاج إلى الطبيبِ أبَداً (97) ولا تحتجِمْ في أوّلِ يوم من الشهر ...

يوم الجمعة الذي يوجب خروج الداء ودخول الدواء والشفاء ، وكونه أماناً من الجنون والجذام والبرص والعمى .. ويستحبّ أن يقول حين التقليم ، « بسم الله وبالله وعلى سنّة محمّد وآل محمّد ( عليهم السلام ) » كما تلاحظ مفصّل ذلك في الأحاديث (1).
    (96) وقد عرفت أنّ أخذ الشارب من السنن الإبراهيمية الحنيفية ، وهي من أسباب النظافة ، ودفع الأوساخ.
    وفي الحديث ، « ولا يطولنّ أحدكم شاربه ، ولا عانته ، ولا شعر ابطه فإنّ الشيطان يتّخذها مخابىء يستتر بها .. ».
    ويُفسّر بأنّ الشيطان يستأنس بالمواضع القذرة فيسكنها ويختبىء فيها.
    وتلاحظ أحاديث إستحباب قصّ الشارب يوم الجمعة مع دعاءه في كتب الأخبار (2).
    (97) الحجامة ـ بكسر الحاء ـ ، هو التداوي والعلاج بالمحِجَم .. يعني إمتصاص الدم بالمحِجَم (3).
    وهي من السنن الشريفة المفيدة الثابتة شرعاً ، والنافعة وجداناً .. ففي حديث أبي جميلة قال ، قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) ، « نزل جبرئيل بالسواك والخلال والحجامة » (4).

1 ـ بحار الأنوار ، ج 76 ، ص 119 ، ب 16 ، الأحاديث.
2 ـ بحار الأنوار ، ج 76 ، ص 109 ، ب 13 ، الأحاديث.
3 ـ المعجم الوسيط ، ج 1 ، ص 158.
4 ـ المحاسن للبرقي ، ص 558.


(188)
.........................

وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، « إن يكن في شيء شفاء ففي شَرطة الحجّام ، أو في شربة العسل » (1).
    وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، « احتجموا ، فإنّ الدم يتبيّغ ـ أي يهيج ـ بصاحبه فيقتله » (2).
    وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، « الداء ثلاث والدواء ثلاث ، فالداء ، المرّة والبلغم والدم ، فدواء الدم الحجامة ، ودواء المرّة المشي ، ودواء البلغم الحمّام » (3).
    وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، « إنّ الحجامة تصحّح البدن وتشدّ العقل » (4).
    فلاحظ أحاديث فوائدها مجموعة في بابها (5).
    وجاء في آدابها أنّه يقرأ قبل الحجامة آية الكرسي .. وأنّه يتربّع في جلسته أمام الحجّام ، وأنّه يدعو حين خروج الدم ويقول ، « بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه من العين في الدم ومن كلّ سوء ».
    ويقرأ كذلك حين الحجامة ، « بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي من العين في الدم ومن كلّ سوء واعلال وأمراض وأسقام وأوجاع ، وأسألك العافية والمعافاة والشفاء من كلّ داء » (6).
    ثمّ إنّ هذه السُنّة النافعة التي أُوصي بها أكيداً .. حُدّد لها الوقت المناسب تحديداً بحيث يوجب ذلك كمال تأثيرها وبالغ نفعها..

1 ـ عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 35.
2 ـ مكارم الأخلاق ، ج 1 ، ص 169 ، ح 4.
3 ـ مكارم الأخلاق ، ج 1 ، ص 175 ، ح 39.
4 ـ البحار ، ج 62 ، ص 114 ، ب 54 ، ح 18.
5 ـ بحار الأنوار ، ج 62 ، ص 108 ـ 139 ، ب 54 ، الأحاديث.
6 ـ حلية المتّقين ، ص 87.


(189)
فإنّه يُورثُ اليَرَقان (98) ..
    ولا في اليومِ الثاني من الشَّهرِ فإنّه يُورثُ الحُمّى النصفَ والرُبع (99) ..
    ولا في اليومِ الثالثِ فإنّه يُورث ...

    ويستفاد من بعض الأحاديث الشريفة أنّ حُسنها يتمّ في النصف الثاني من الشهر ففي حديث أبي سعيد الخدري قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، « من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة أو تسع عشرة أو لإحدى وعشرين كانت له شفاء من داء السنة » (1).
    وأفاد العلاّمة المجلسي ( قدس سره ) انّه قد اتّفق الأطباء على أنّ الحجامة في النصف الثاني من الشهر ثمّ في الربع الثالث من أرباعه أنفع من الحجامة في أوّله وآخره .. (2).
    وهذه الوصيّة الشريفة تنهى عن الحجامة في النصف الأوّل من الشهر وتبيّن آثارها ، ثمّ تأمر بالإحتجام في النصف الثاني من الشهر وتبيّن حسن نتائجه بالبيان المذكور فيها :
    (98) وهو من أمراض المرارة ويتغيّر به لون البدن خصوصاً بياض العين فإنّه يتغيّر إلى صفرة أو سواد لجريان الخلط الأصفر أو الأسود إلى الجلد (3).
    (99) الحمّى هي الحرارة الباطنية التي تنتشر في البدن وهي على أقسام منها ، حمّى النصف وهي المسمّاة بالغِبّ التي تأتي يوماً بعد يوم ، ومنها حمّى الُربع وهي التي تأتي كلّ أربعة أيّام وهي أخبثها (4).

1 ـ مكارم الأخلاق ، ج 1 ، ص 172 ، ح 18.
2 ـ بحار الأنوار ، ج 62 ، ص 139.
3 ـ شرح النفيسي ، ص 268.
4 ـ دائرة المعارف للأعلمي ، ج 8 ، ص 502.


(190)
البَرَص (100).
    ولا في اليومِ الرابعِ فإنّه يُورثُ الوَجَع في الظَّهورِ [ الظهر ] والرُكبتين ..
    ولا في اليومِ الخامسِ فإنّه يورثُ صُفرةَ الوجهِ ودقّةَ العروق ..
    ولا في اليومِ السادسِ فإنّه يورثُ البَلغمَ والرطوبةَ ..
    ولا اليومِ السابعِ فإنّه يُكثرُ الأذى (101).
    ولا اليوم الثامن فإنّه يُورثُ الريحَ الفالج (102) ..
    ولا اليوم التاسع فإنّه يُورثُ نقصَ العقلِ في الدماغ ..
    ولا اليوم العاشر فإنّه يُورثُ موتَ الفجأة.
    ولا اليوم الحادي عَشَر فإنّه يُنقصُ الجماع ..
    ولا اليوم الثاني عَشَر فإنّه يُورثُ الجَرَب والحَكّة (103).

    (100) البرص ، بياض يظهر في ظاهر البدن في بعض الأعضاء وربّما ينتشر في سائر البدن بسبب سوء مزاج العضو إلى البرودة وغلبة البلغم على الدم (1).
    (101) الأذى هو ما يكره ويُغتمّ به (2) فلا يرتاح له الإنسان.
    (102) الفالج ـ بفتح الفاء وكسر اللام ـ ، إسترخاء عامّ يعرض جميع البدن بسبب إنصباب المواد الباردة الرطبة على منبت الأعصاب (3).
    (103) الجَرَب ـ بفتحتين ـ ، مرض جلدي مصحوب بحبوب صغيرة على البدن كالحويصلات مع الحكّة (4).

1 ـ شرح النفيسي ، ص 373.
2 ـ مجمع البحرين ، ص 5.
3 ـ القرابادين ، ص 545.
4 ـ دائرة معارف فريد وجدي ، ج 3 ، ص 49.


(191)
    ولا تحتجم الرابع عَشَر فإنّه يُورثُ الريحَ البواسير (104) ..
    ولا تحتجم الخامس عَشَر فإنّه يُنقصُ من نورِ البَصَر.
    عليك بالإحتجام في اليومِ السادسِ عَشَر فإنّ صاحبَه يأمنُ من الجُنونِ والجُذامِ والبَرَص.
    وفي السابع عَشَر يزيد في البدنِ ـ الدمَ ولو لم تحتجم إلى سَنَة.
    وفي الثامن عَشَر يجلُو البَصر ..
    وفي التاسع عَشَر يزيدُ في الدَّماغِ وفي قوّةِ البدن.
    واليوم العشرون ينفعُ من سبعينَ داء.
    والحادي والعشرون يزيدُ في اللَّحمِ والدَّم.
    وفي الثاني والعشرين (105) يُصحّحُ اللِّسان.
    والثالث والعشرين يَزيدُ في الشَّجاعةِ وقُوّةِ المِراس (106).
    واليوم الرابع والعشرين يزيدُ في الدَّماغِ ويُذهبُ الأوجاع.
    والخامس والعشرين يزيدُ في الحِفظ ويقوّي الظهَر والمعدة.
    والسادس والعشرين ... يَذهبُ بالحُمّى وصداعَ الشقيقة (107).

    (104) البواسير الريحي ، ريح غليظ يحدث الألم في نهاية الأمعاء .. وقد يصاحبه البواسير الدموي الذي يكون من زيادة حبيبات تظهر على عروق المقعد (1).
    (105) هكذا مقتضى العبارة وكذا فيما بعده في النسخة المخطوطة.
    (106) أي ممارسة الحروب وقوّة الإقدام فيها.
    (107) الشقيقة ألم يحدث في أحد جانبي الرأس إلى وسطه يسمّى في إصطلاح

1 ـ القرابادين ، ص 531.

(192)
    واليوم السابع والعشرين يُذهب الهُمومَ والأحزانَ ، ويكونُ صاحبُه آمناً من السَحَرةِ والشياطين.
    والثامن والعشرين والتاسع والعشرين فقد استمسكَ بالعرُوةِ الوثقى من كلِّ ... وسُقم.
    يا علي ، احذر الحجامةَ يومَ السبت والأربعاء فإنّها تُورث البرص والأسقَام والأمراض (108).
    وإذا بنيت بيتاً فابدأ به يومَ الأحدِ فإنّ اللّهَ عزّوجلّ بنى السماواتِ والأرضَ يومَ الأحد (109).

العصر بالمگرين.
    (108) فإنّ للحجامة من حيث أيّام الأسبوع أيضاً وقتاً مناسباً لها.
    ففي الأحاديث الصادقية ( عليه السلام ) وردت الحجامة في يوم الأحد ، ويوم الإثنين بعد العصر ، ويوم الخميس بعد الزوال فلاحظها (1).
    (109) فإنّ لبناء البيت كسائر أُمور العيش والحياة آداباً في الشرع المقدّس ، ولذلك عقد الشيخ الطبرسي فصلا في اُمور المسكن فلاحظ إذا شئت المعرفة بالتفصيل (2).
    على أنّ للأيّام في الأسبوع شؤوناً من حيث السعادة والنحوسة عقد لها العلاّمة المجلسي باباً مستقلا فراجع (3).

1 ـ مكارم الأخلاق ، ج 1 ، الفصل الرابع ، ص 171 ، الأحاديث 15 و 17 و 23 و 24.
2 ـ مكارم الأخلاق ، ج 1 ، ص 273.
3 ـ بحار الأنوار ، ج 59 ، ص 18 ، باب 15.


(193)
وإذا أردتَ سَفَراً أو تجارةً فاقصد يومَ الثلاثاء .. فإنّ اللّهَ عزّوجلّ خلَقَ فيه الشمسَ والقمَر ، وغَرَس فيه الأشجارَ ، وكان صالحُ النبيّ يخرجُ في ذلكَ اليوم إلى التجارة (110).
    ويومُ الثلاثاء يومُ خروجِ الدّمِ لأنّ قابيلَ قَتَل هابيلَ يومَ الثلاثاء (111).
    ويومُ الأربعاء يومٌ مشؤوم يومُ نحس مستمرّ خلقَ اللّهُ تعالى فيه فرعونَ لعنَه اللّهُ ، وفيه ادّعى الربوبيّةَ ، وفيه أغرقَهُ اللّهُ في البحر ، وفيه ابتلاءُ النبيّ أيّوبِ ( عليه السلام ) ، وفيه طُرِح يوسفُ في الجُبّ ، وفيه التقَمَ الحوتُ يونسَ بن مَتّى ، وفيه خَلَقَ اللّهُ الظلمةَ والرَّعدَ والبَرق..
    يومُ الخميس طلبُ الحوائج من الناس والدخُولُ على السلطان .. لأنّ إبراهيمَ الخليل ( عليه السلام ) دخلَ على نمرودَ بن كنعان في حاجتِه فقضاها له ،

وفي كلّ يوم من أيّام الأسبوع أحاديث ذكرها شيخ المحدّثين الصدوق في الأبواب السبعة فلاحظ (1).
    (110) فللسفر والخروج إلى التجارة أيضاً أوقات مناسبة ، وآدابٌ في الشريعة الإسلامية الجامعة يمكنك ملاحظة تفصيلها في السفينة (2).
    (111) في حديث الخصال (3) كون القتل يوم الأربعاء .. ولعلّ الجمع بينهما بكون الإقدام يوم الثلاثاء ووقوع القتل يوم الأربعاء.

1 ـ الخصال ، ص 382 ، الأحاديث 59 ـ 101.
2 ـ سفينة البحار ، ج 4 ، ص 169 ـ 180.
3 ـ الخصال ، ص 388.


(194)
وفيه خَلَق اللّهُ اللوحَ والقَلم ، وفيه الفردوسُ ، وفيه نجاةُ اللّه من النار ، وفيه رُفِع إدريسُ ، ولُعنَ إبليس.
    يومُ الجمعةِ يومٌ مبَاركٌ ، يومٌ مستجابٌ فيه الدَعوات ، وتُقبل فيه المثوبات وهو يومُ نكاح ، وقراءةِ القرآن ، والزُّهِد ، والعبادات.
    يا علي ، إحفَظْ وصيّتي كما حفظتُها عن أخي جبرئيل ، وعَلِّمها من استَطعت (112).

    (112) هذا تمام الوصيّة في النسخة المخطوطة من رسالة وصايا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لابن القاساني أعلى الله مقامه .. وجاء في آخرها قوله ، « تمّت الوصيّة والحمد لله ».

(195)
    ومن الوصايا المفصّلة وصيته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عند إرتحاله إلى العالم الأعلى ، وقرب حدوث المصيبة العظمى ، فقد أوصاه بوصايا مؤكّدة ، وعهد إليه بعهود مغلّظة ، وأشهد عليه بشهادات متعدّدة .. أوصاه بعظيم الصبر في الأمر ، وتحمّل الظلم والهضم ، وأخذ منه عهد الوفاء وضمان الأداء ..
    وقد جاءت تلك الوصايا في الأحاديث التالية التي هي في مضمار واحد ونذكرها مجموعةً بالترتيب التالي :
    أ ) ما رواه ثقة الإسلام الكليني أعلى الله مقامه في جامعه الكبير الكافي بسنده عن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحارث ابن جعفر ، عن علي بن إسماعيل بن يقطين ، عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال ، حدّثني موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال ، قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أليسَ كان أميرُ المؤمنين ( عليه السلام ) كاتبَ الوصيّةِ ورسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المُملي عليه وجبرئيلُ والملائكةُ المقرَّبون ( عليهم السلام ) شهود ؟
    قال ، فأطرقَ طويلا (1) ، ثمّ قال ، يا أبا الحسن (2) ...

    (1) يعني أطرق الإمام الصادق ( عليه السلام ) أي مكث ولم يتكلّم .. وفي بعض النسخ ، أطرق مليّاً.
    (2) خطاب إلى الإمام الكاظم بكنيته من والده الإمام الصادق ( عليهما السلام ) .. أي ثمّ
وصايا الرسول لزوج البتول ::: فهرس