وصايا الرسول لزوج البتول ::: 301 ـ 315
(301)
.........................

وشيعته :
    « أتعرفون يوماً شيّد الله به الإسلام ، وأظهر به منار الدين ، وجعله عيداً لنا ولموالينا وشيعتنا ؟
    فقالوا ، الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، أيوم الفطر هو سيّدنا ؟
    قال ، لا.
    قالوا ، أفيوم الأضحى هو ؟
    قال ، لا ، وهذان يومان جليلان شريفان ، ويوم منار الدين أشرف منهما وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة ... » (1).
    وفي البحار ، عن العدد القويّة لأخ العلاّمة قدّس الله روحه ، قال مولانا جعفر ابن محمّد الصادق ( عليه السلام ) ، « ... وهو عيد الله جلّ إسمه الأكبر وما بعث الله نبيّاً إلاّ وتعيّد في هذا اليوم ، وعرّفه حرمته ، وإسمه في السماء يوم العيد المعهود وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ ، والجمع المشهود ... » (2).
    وفي المناقب لابن شهر آشوب السروي :
    « عن أمالي أبي عبدالله النيسابوري ، وأمالي أبي جعفر الطوسي ، في خبر عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال ( عليه السلام ) ، حدّثني أبي عن أبيه ، إنّ يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض إنّ لله تعالى في الفردوس قصراً ، لبنة من فضّة ، ولبنة من ذهب ، فيه مائة ألف قبّة حمراء ، ومائة ألف خيمة من ياقوتة خضراء ، ترابه المسك والعنبر ، فيه أربعة أنهار ، نهر من خمر ، ونهر من ماء ، ونهر من

1 ـ إقبال الأعمال ، ص 444. عنه العوالم ، ج 15 ـ 3 ، ص 214.
2 ـ بحار الأنوار ، ج 98 ، ص 321 ، ب 85 ، ح 6.


(302)
.........................

لبن ، ونهر من عسل ، حواليه أشجار جميع الفواكه ، عليه الطيور وأبدانها من لؤلؤ ، وأجنحتها من ياقوت ، تصوّت بألوان الأصوات.
    إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السموات يسبّحون الله ويقدّسونه ويهلّلونه.
    فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرّغ (1) على ذلك المسك والعنبر ، فإذا اجتمع الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم.
    وإنّهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة ( عليها السلام ) (2).
    فإذا كان آخر اليوم نودوا ، انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطر والزلل إلى قابل في هذا اليوم ، تكرمة لمحمّد وعلي » (3).
    في الإقبال للسيّد ابن طاووس نقلا عن كتاب النشر والطي في حديث عن

1 ـ التمرّغ في الشيء هو التقلّب فيه.
2 ـ النثار إسم لما يُنثر. ونثار فاطمة ( عليها السلام ) هو ما نثر من المجوهرات في السماء عند زواجها المبارك.
    ففي حديث موسى بن إبراهيم المروزي عن الإمام الكاظم عن أبيه عن جدّه ( عليهم السلام ) عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال :
    لمّا زوّج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاطمة من علي أتاه أُناس من قريش فقالوا ، إنّك زوّجت علياً بمهر خسيس.
    فقال ما أنا زوّجت علياً ، ولكنّ الله عزّوجلّ زوّجه ليلة اُسري بي عند سدرة المنتهى ، أوحى الله إلى السدرة أنْ انثري ما عليك ، فنثرت الدرّ والجوهر والمرجان ..
    فابتدرت الحور العين فالتقطن ، فهنّ يتهادونه ويتفاخرن ويقلن ، هذا من نثار فاطمة بنت محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ... كما في البحار ، ج 43 ، ص 104.
3 ـ مناقب ابن شهر آشوب ، ج 3 ، ص 42 ـ 43.


(303)
.........................

الإمام الرضا ( عليه السلام ) في عيد الغدير وذكر الشيخ الطهراني في الذريعة ، أنّه رأى مثل هذا الحديث أيضاً عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في كتاب العروس.
    وقد جاء في هذا الحديث قوله ( عليه السلام ) :
    ( ... وهو اليوم الذي أكمل فيه الدين في إقامة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علياً أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عَلَماً ، وأبان فضيلته ووصاته ، فصام ذلك اليوم.
    وإنّه ليوم الكمال ، ويوم مرغمة الشيطان ، ويوم تقبل أعمال الشيعة ، ومحبّي آل محمّد ، وهو اليوم الذي يعمد الله فيه إلى ما عمله المخالفون فيجعله هباءً منثوراً وذلك قوله تعالى : ( فجَعَلناهُ هَباءً مَنثُوراً ) (1).
    وهو اليوم الذي يأمر جبرئيل أن يُنصب كرسي كرامة الله بإزاء البيت المعمور ، ويصعده جبرئيل ، وتجتمع إليه الملائكة من جميع السماوات ، ويثنون على محمّد ، وتستغفر لشيعة أمير المؤمنين والأئمّة ( عليهم السلام ) ، ومحبّيهم من ولد آدم ( عليه السلام ).
    وهو اليوم الذي يأمر الله فيه الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن محبّي أهل البيت وشيعتهم ثلاثة أيّام من يوم الغدير ، ولا يكتبون عليهم شيئاً من خطاياهم كرامةً لمحمّد وعلي والأئمّة.
    وهو اليوم الذي جعله الله لمحمّد وآله وذوي رحمته.
    وهو اليوم الذي يزيد الله في مال مَن عَيَّد فيه ، ووسّع على عياله ونفسه وإخوانه ، ويعتقه الله من النار.
    وهو اليوم الذي يجعل الله فيه سعي الشيعة مشكوراً ، وذنبهم مغفوراً ، وعملهم

1 ـ سورة الفرقان ، الآية 23.

(304)
.........................

مقبولا.
    وهو يوم تنفيس الكرب ، ويوم تحطية الوزر ، ويوم الحباء والعطيّة ، ويوم نشر العلم ، ويوم البشارة والعيد الأكبر ، ويوم يُستجاب فيه الدعاء ، ويوم الموقف العظيم ، ويوم لبس الثياب ونزع السواد ، ويوم الشرط المشروط ، ويوم نفي الهموم ، ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أمير المؤمنين ..
    وهو يوم السبقة ، ويوم إكثار الصلاة على محمّد وآل محمّد ، ويوم الرضا ، ويوم عيد أهل بيت محمّد ، ويوم قبول الأعمال ويوم طلب الزيادة ، ويوم إستراحة المؤمنين ، ويوم المتاجرة ، ويوم التودّد ، ويوم الوصول إلى رحمة الله ، ويوم التزكية ، ويوم ترك الكبائر والذنوب ، ويوم العبادة ، ويوم تفطير الصائمين ، فمن فطّر فيه صائماً مؤمناً كان كمن أطعم فئاماً وفئاماً إلى أنّ عدّ عشراً.
    ثمّ قال ، أو تدري ما الفئام ؟
    قال ، لا.
    قال ، مائة ألف [ فيكون الحاصل أنّ إطعام صائم واحد يُعدّ بمليون صائم ].
    وهو يوم التهنئة .. يهنّىء بعضكم بعضاً ، فإذا لقى المؤمن أخاه يقول ، ( الحمد لله الذي جَعَلَنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين ) ..
    وهو يوم التبسّم في وجوه الناس من أهل الإيمان ، فمن تبسّم في وجه أخيه يوم الغدير نظر الله إليه يوم القيامة بالرحمة ، وقضى له ألف حاجة ، وبنى له قصراً في الجنّة من درّة بيضاء ، ونضّر وجهه.
    وهو يوم الزينة فمن تزيّن ليوم الغدير غفر الله له كلّ خطيئة عملها ، صغيرةً أو كبيرة ، وبعث الله إليه ملائكةً يكتبون له الحسنات ، ويرفعون له الدرجات إلى



(305)
.........................

قابل في مثل ذلك اليوم فإن مات مات شهيداً ، وإن عاش عاش سعيداً.
    ومن أطعم مؤمناً كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصدّيقين.
    ومن زار فيه مؤمناً أدخل الله قبره سبعين نوراً ، ووسّع في قبره ، ويزور قبره كلّ يوم سبعين ألف ملك ، ويبشّرونه بالجنّة.
    في يوم الغدير عَرَض الله الولاية على أهل السماوات السبع فسبق إليها أهل السماء السابعة فزيّنها بالعرش ، ثمّ سبق إليها أهل السماء الرابعة فزيّنها بالبيت المعمور ، ثمّ سبق إليها أهل السماء الدنيا فزيّنها بالكواكب .. ثمّ عرضها على الأرضين فسبقت مكّة فزيّنها بالكعبة ، ثمّ سبقت إليها المدينة فزيّنها بالمصطفى محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ سبقت إليها الكوفة فزيّنها بأمير المؤمنين ( عليه السلام ).
    وعرضها على الجبال فأوّل جبل أقرّ بها ثلاثة جبال ، العقيق ، وجبل الفيروزج ، وجبل الياقوت ، فصارت هذه الجبال جبالهنّ وأفضل الجواهر ، ثمّ سبقت إليها جبال اُخر فصارت معادن الذهب والفضّة ، وما لم يقرّ بذلك ولم يقبل صارت لا تنبت شيئاً.
    وعرضت في ذلك اليوم على المياه فما قبل منها صار عَذْباً ، وما أنكر صار ملحاً اُجاجاً.
    وعرضها في ذلك اليوم على النبات فما قبل صار حُلواً طيّباً ، وما لم يقبل صار مُرّاً.
    ثمّ عرضها في ذلك اليوم على الطير فما قبلها صار فصيحاً مصوّتاً ، وما أنكرها صار أخرس مثل اللكن.
    ومَثَلُ المؤمنين في قبولهم ولاء أمير المؤمنين في يوم غدير خُمّ كمثل الملائكة



(306)
.........................

في سجودهم لآدم.
    ومَثلُ من أبى ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير مثل إبليس.
    وفي هذا اليوم اُنزلت هذه الآية ، ( اليومَ أكملتُ لكُم دينَكم وأتممتُ عليكُم نعمتي ) (1).
    وما بعث الله نبيّاً إلاّ وكان يوم بعثه مثل يوم الغدير عنده ، وعرف حرمته ، إذ نصب لأُمّته وصيّاً وخليفة من بعده في ذلك اليوم ) (2).
    هذا شيء من الكلام بالنسبة إلى ثبوت عيد الغدير في الإسلام على لسان النبي والعترة الكرام.
    وحتّى قد ثبت أيضاً عيد الغدير في دور الشعر من أوّل يوم في غديريّة حسّان بن ثابت الشعرية ، إلى آخر القصائد الغديريّة.
    والتاريخ أيضاً حدّث بهذا العيد السعيد وأثبت هذا اليوم الرغيد ، لا للشيعة فحسب بل لجميع فرق المسلمين بل يظهر تسالم المسلمين على تسمية هذا اليوم المبارك عيداً كما حكاه شيخنا العلاّمة الأميني (3) ، نقلا عن مثل البيروني في الآثار الباقية (4) ، وابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول (5) ، وابن خلّكان في وفيات الأعيان عند ترجمة المستعلي بن المستنصر (6) ، وعند ترجمة المستنصر

1 ـ سورة المائدة ، الآية 3.
2 ـ إقبال الأعمال ، ص 464. عنه العوالم ، ج 15 ـ 3 ، ص 222.
3 ـ الغدير ، ج 1 ، ص 267.
4 ـ الآثار الباقية في القرون الخالية ، ص 334.
5 ـ مطالب السؤول ، ص 53.
6 ـ وفيّات الأعيان ، ج 1 ، ص 60.


(307)
.........................

العبيدي (1) ، والمسعودي في التنبيه والأشراف (2) ، والثعالبي في ثمار القلوب (3).
1 ـ وفيّات الأعيان ، ج 2 ، ص 223.
2 ـ التنبيه والأشراف ، ص 221.
3 ـ ثمار القلوب ، ص 511.


(308)
    الكافي ، علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، عن علي الأزرق قال ، سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول ، وصّى رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليّاً ( عليه السلام ) عندَ موتِه فقال :
    يا علي ، لا يُظلم الفلاّحُونَ (1) بحضرتِك ، ولا يُزداد (2) على أرض وُضعت عليها ، ولا سُخْرَةَ على مسلم (3) يعني الأجير (4) (5).

    (1) الفلاح بالتشديد وجمعه فلاّحون وفلاّحة هو من يحرث الأرض ويزرعه من الفلاحة ، بمعنى الحراثة والزراعة.
    (2) في التهذيب ، ولا تزاد وفي الوسائل ، ولا يزاد.
    (3) السخرة والسخرية والتسخير هو تكليف الغير وحمله على إتيان فعل من دون جعل اُجرة له.
    أي لا يكلّف المسلم عملا بغير اُجرة. أمّا مع عدم الإشتراط أوّلا فظاهر ، وأمّا مع إشتراط ذلك العمل بدون أُجرة عند إستيجارهم للزراعة فلعلّه محمول على الكراهة لإستلزامه مذلّتهم (1).
    (4) أي لا يكلّف بالعمل مجّاناً أجير مسلم ، وليست كلمة ، « يعني

1 ـ مرآة العقول ، ج 19 ، ص 379.

(309)
.........................

الأجير » في نسخة التهذيب.
    (5) الكافي ، ج 5 ، ص 284 ، باب سخرة العلوج والنزول عليهم ، كتاب المعيشة ، ح 2. وورد أيضاً في التهذيب ، ج 7 ، ص 154 ، باب 11 ، أحكام الأرضين ، ح 29 ، المسلسل 680 ، بسند الشيخ ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير وجاء في الوسائل ، ج 13 ، ص 216 ، ب 20 ، ح 2 ، من كتاب المزارعة والمساقاة.



(310)
    الكافي ، عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال ، كان فيما أوصى به رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علياً ( عليه السلام ) أنّه قال له :
    يا علي ، عليكَ بالدُبّاء (1) فكُلْهُ فإنّه يزيدُ في الدّماغِ والعقل (2) (3).

    (1) الدُباء بضمّ الدال والألف الممدودة هو القرع واليقطين ، وضُبط بتشديد الباء يعني الدُبّاء (1).
    وقد ورد في فوائدها أحاديث كثيرة منها ، كونها تسرّ قلب الحزين ، وتحسّن الوجه ، وتنفع لوجع القولنج كما يستفاد من الأحاديث الشريفة (2).
    (2) وهذا من فوائد الدباء ، وقد ورد في أحاديث متعدّدة.
    قال العلاّمة المجلسي في بيانه ، كأنّ زيادة العقل لأنّه مولّد للخلط الصحيح وبه تقوى القوى الدماغية التي هي آلات النفس في الإدراكات.
    والمراد بزيادة الدماغ إمّا زيادة قوّته لأنّه يرطّب الأدمغة اليابسة ويبرّد الأدمغة الحارّة ، أو زيادة جِرمه لأنّه غذاء موافق لجوهره ، والأوّل أظهر (3).

1 ـ القرابادين ، ص 204.
2 ـ طب الأئمّة ، ص 267.
3 ـ بحار الأنوار ، ج 66 ، ص 227.


(311)
.........................

هذا ويمكن أن يكون المراد به تقوية جهاز المُخ في الإنسان.
    (3) الكافي ، ج 6 ، ص 371 ، باب القرع ، ح 7. وعنه الوسائل ، ج 17 ، ص 161 ، ب 120 ، ح 5. ورواه البرقي في المحاسن ، ص 431 ، كتاب المآكل ، ح 732. وعنه البحار ، ج 66 ، ص 227 ، ب 9 ، ح 10 ، وذكر في ذلك ثمانية عشر حديثاً.



(312)
    الكافي ، محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن معاوية بن عمّار قال ، سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول ، كان في وصيّة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) أنّ قال :
    يا علي ، اُوصيكَ في نفسِك (1) بخصال فاحفظْها عنّي ، ثمّ قال ، اللّهمَّ أعِنْهُ (2) :
    أمّا الاُولى ، فالصِّدق (3) ولا تَخرجَنَّ من فيكَ كِذَبةٌ أبداً.
    والثانية ، الوَرَع ولا تجترىء (4) على خيانة أبداً.
    والثالثة ، الخوف ُ من اللّهِ عزَّ ذكرُه كأنّك تراه.
    والرابعة ، كثرةُ البكاءِ من خشيةِ اللّه يُبنى لكَ بكلِّ دمعة ألفُ بيت في الجنَّة.
    والخامسة ، بَذْلُك مالَك ودمَك ...

    (1) أي أنّ هذه الوصيّة اُمور تتعلّق بنفسك لا بمعاشرة الناس.
    (2) أي أعنه على حفظها ، وهو دعاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المستجاب بحفظ هذه الاُمور ، كما دعا له بحفظ غيرها وعدم نسيان شيء منها.
    (3) أي أُوصيك بالصدق.
    (4) في الفقيه ، [ حتّى ] لا تجترينّ.



(313)
دونَ دينِك (5).
    والسادسة ، الأخذُ بسنّتي في صلاتي وصَومي وصَدَقتي ، أمّا الصلاةُ فالخمسون ركعة (6) ، وأمّا الصيامُ فثلاثةُ أيّام في الشهر ، الخميسُ في أوّلِه ، والأربعاءُ في وسطِه ، والخميسُ في آخره ، وأمّا الصدقةُ فجُهدك (7) حتّى يقول (8) قد أسرفْتَ ولم تُسرف ، وعليك بصلاةِ الليل ، وعليكَ بصلاةِ الزوال ، وعليكَ بصلاةِ الزوال ، وعليكَ بصلاةِ الزوال (9) ،

    (5) أي إبذل مالك ودمك لحفظ دينك.
    (6) أي الصلوات الفرائض والنوافل اليومية ، والمشهور روايةً وفتوىً كون النوافل أربعاً وثلاثين فيكون مجموع الصلوات إحدى وخمسين ، لكن الخمسين يوافق ما روى بكون النوافل ثلاث وثلاثين بإسقاط الوتيرة ، وهو حديث زرارة (1) ، وجمع بينه وبين ما دلّ على الأكثر بكون الأكثر محمول على المؤكّد منها لا على إنحصار السنّة فيها كما أفاده الشهيد الثاني (2).
    (7) أي فليكن بمقدار جهدك كلّما تطيقه وتقدر عليه ، والجُهد هو الوسع والطاقة أي اجهد جهدك في الصدقة.
    (8) في المحاسن ، والتهذيب ، والفقيه ، « حتّى تقول ».
    (9) أي نافلة الزوال ففي الحديث عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه إذا زالت الشمس عن كبد السماء فمن صلّى تلك الساعة أربع ركعات فقد وافق صلاة الأوّابين ، وفي الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء ، وأبواب

1 ـ وسائل الشيعة ، ج 3 ، ص 42 ، ب 14 ، ح 1.
2 ـ الروضة البهيّة ، ج 1 ، ص 171.


(314)
وعليكَ بتلاوةِ القرآنِ على كلِّ حال (10) ، وعليك برفعِ يَدَيك في صلاتِك وتقليبِهما (11) ، وعليكَ بالسّواكِ عندَ كلِّ وضوء (12) ، وعليكَ بمحاسنِ الأخلاقِ فاركبْها ...

الجنان واستجيب الدعاء ، فطوبى لمن رُفع له عمل صالح.
    وتلاحظ نوافل الزوال وأدعيتها في بابها (1) ، ومنها ما تقدّم الحديثان الأوّل والثامن من الباب وأمّا صلاة الليل فسيأتي بيانها في الوصية رقم 117.
    (10) الظاهر أنّ التلاوة هي قراءة القرآن الكريم مع تدبّر المعنى وفهمه (2).
    (11) جاء في شرح هذا الحديث الشريف أنّ قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، « وعليك برفع يديك » أي في التكبيرات ، والمراد بتقليبهما إمّا ردّهما بعد الرفع ، أو تقليبهما في أحوال الصلاة بأن يضعهما في كلّ حال على ما ينبغي أن تكونا عليه.
    ويحتمل أن يكون المراد رفعهما في القنوت وتقليبهما بالتضرّع والتبتّل والإبتهال (3) ، ففي الحديث عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال ، « الرغبة أن تستقبل ببطن كفّيك إلى السماء ، والرهبة أن تجعل ظهر كفّيك إلى السماء ... » (4).
    وقد شرح ، بأنّ الرغبة هي الدعاء مع الرجاء أو طلب منفعة ، كما وأنّ الرهبة هي الدعاء مع الخوف أو دفع ضرر وبلاء يخاف نزوله (5).
    (12) يستفاد منه كون السواك من مستحبّات الوضوء أيضاً.

1 ـ بحار الأنوار ، ج 87 ، ص 52 ، ب 2 ، الأحاديث.
2 ـ مرآة الأنوار ، ص 75. والمفردات ، ص 75.
3 ـ مرآة العقول ، ج 25 ، ص 180.
4 ـ اُصول الكافي ، ج 2 ، ص 479 ، كتاب الدعاء ، ح 1.
5 ـ مرآة العقول ، ج 12 ، ص 42.


(315)
ومساويء الأخلاق فاجتنْبها فإنْ لمْ تفعَل فلا تلومَنَّ إلاّ نفسَك (13).

    (13) الكافي ، ج 8 ، ص 79 ، ح 33. ومثله في التهذيب ، ج 9 ، ص 175 ، ب 6 ، ح 13. ومثله تقريباً في الفقيه ، ج 4 ، ص 188 ، ب 3 ، ح 5432. وجاء في المحاسن للبرقي ، ص 13 ، كتاب الأشكال والقرائن ، ح 48. رواه عن أبيه ، وعن محمّد بن إسماعيل مرفوعاً إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وذكر نحوه ، إلاّ أنّه في الكافي والفقيه والتهذيب مسند وصحيح السند.
وصايا الرسول لزوج البتول ::: فهرس